موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الدور المصيري في فتح خيبر



تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ صلى الله عليه و آله؛ ففيها هزم صلى الله عليه و آله يهود خيبر، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة. فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة شمال غربيّ المدينة تبعد عنها حوالي "200" كيلومتر، تدعى خيبر.


[معجم البلدان: 4092، الطبقات الكبرى: 106:2.]


وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون يضمرون حقداً للنبيّ صلى الله عليه و آله والمؤمنين والدولة الإسلاميّة منذ الأيّام الاُولى لاتّساع الرسالة، ولم يدّخروا وسعاً للكيد بهم، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي. وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين يتحرّقون حنقاً على الرسالة ونبيّها الكريم صلى الله عليه و آله.


[تاريخ الطبري: 565:2، تاريخ الإسلام للذهبي: 284:2، المغازي: 441:2.]


وحين اطمأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من قريش بعد صلح الحديبيّة، توجّه نحو خيبر؛ لفتح حصونها، والقضاء على وكر التآمر.


[المغازي: 637:2.]


ووجود عشرة آلاف مقاتل، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها، وأضغان راسخة فى قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ صلى الله عليه و آله شكّل دلالة على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر.


وكان للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام فيها مظهر عجيب، وله في فتحها العظيم دور لا يضاهى ولا يبارى يتمثّل فيما يلي:


1- كانت راية الإسلام في هذه المعركة بيد الإمام علي عليه السلام المقتدرة كما في غيرها من الحروب والغزوات.


[الطبقات الكبرى: 106:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 342:3، المغازي: 649:2 و ص 655؛ الإرشاد: 126:1.]


2- لمّا فتحت كلّ الحصون، واستعصى حصن 'الوطيح' و'السلالم'- إذ كانا من أحكم الحصون، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين: الاُولى بقيادة أبي بكر، والاُخرى بقيادة عمر، لكنّهما أخفقا في فتحهما- انتدب النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام، وكان مريضاً لا يقدر على القتال فدعا النبيّ صلى الله عليه و آله، فشفي، وفتح اللَّه على يديه، وتمكّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينك الحصنين اللذين كان فتحهما لا يصدّق ولا يخطر ببال أحد.


[المستدرك على الصحيحين: 39:3 تا 41، المصنّف لابن أبي شيبة: 17:497:7، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي عليه السلام: 14:56، تاريخ الطبري: 11:3 تا 13، تاريخ الإسلام للذهبي: 410:2 تا 412، الكامل في التاريخ: 596:1، السيرةالنبويّة لابن هشام: 349:3، تاريخ دمشق: 93:42، دلائل النبوّة للبيهقي: 210:4.]


3- جندل الإمامُ عليه السلام الحارثَ- المقاتل اليهوديّ المغرور، الذي كانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال- بضربة قاصمة، كما قدّ مرحب- الذي لم يجرأ أحد على مواجهته- نصفين.


[مسند ابن حنبل: 23093:28:9، السنن الكبرى: 18346:222:9، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1034:604:2، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 15:59، تاريخ الطبري: 13:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 411:2، الكامل في التاريخ: 596:1 و 597، المغازي: 654:2، الطبقات الكبرى: 112:2.]


4- لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذكورين وأوشك الرعب أن يسيطر على القلوب، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عبارته العظيمة الرائعة المشهورة: 'لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه'،


[السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 16:60، المصنّف لابن أبي شيبة: 17:497:7، تاريخ بغداد: 4036:5:8، الطبقات الكبرى: 111:2، تاريخ الطبري: 12:3، تاريخ دمشق: 8428:85:42، تاريخ الإسلام للذهبي: 408:2 و ص 410؛ الخصال: 87:311، علل الشرائع: 1:162، الأمالي للطوسي: 287:171.] والاُخرى: 'كرّاراً غير فرّار'،


[الكافي: 548:351:8، الإرشاد: 64:1، تحف العقول: 459، الأمالي للمفيد: 1:56، تاريخ اليعقوبي: 56:2، الخرائج والجرائح: 249:159:1؛ المناقب للخوارزمي: 203:170، كنز العمّال: 36393:123:13.] يريد بذلك عليّاً صلوات اللَّه عليه، فأحيا الأمل في النفوس بالنصر.


5- قلع الإمام عليه السلام باب قلعة قموص وحده، وكان لا يحرّكه إلّا أربعون رجلاً!


[المصنّف لابن أبي شيبة: 76:507:7، دلائل النبوّة للبيهقي: 212:4، تاريخ بغداد: 6142:324:11، تاريخ الإسلام للذهبي: 412:2، المناقب للخوارزمي: 207:172؛ الأمالي للصدوق: 839:604.]


196- رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- في يوم فتح خيبر: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار، لا يرجع حتى يفتح اللَّه على يديه.


[الكافي: 548:351:8 عن عدّة من أبناء المهاجرين والأنصار، الإرشاد: 64:1، الإفصاح: 34 و ص 132، الأمالي للطوسي: 817:380 عن أبي هريرة، الاحتجاج: 150:25:2 عن الإمام الحسن عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله، شرح الأخبار: 86:148:1 عن بريدة وفيه 'يفتح خيبر عنوة' بدل 'لا يرجع...'، عوالي اللآلي: 111:88:4، إعلام الورى: 207:1 عن الواقدي، الفضائل لابن شاذان: 128؛ المناقب للخوارزمي: 203:170 كلاهما عن عمر.]


197- الإمام عليّ عليه السلام- في فتح خيبر: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث أبا بكر، فسار بالناس، فانهزم حتى رجع إليه. وبعث عمر، فانهزم بالناس حتى انتهى إليه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه له، ليس بفرّار. فأرسل إليّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: اللهمّ اكفِه الحرّ والبرد. قال: فما آذاني بعدُ حرٌّ ولا برد.


[المصنّف لابن أبي شيبة: 17:497:7، مسند البزّار: 496:136:2، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 13:54 كلّها عن أبي ليلى، السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، البداية والنهاية: 337:7 و ج 186:4، تاريخ دمشق: 89:42 والأربعة الأخيرة عن سلمة بن عمرو بن الأكوع، المناقب لابن المغازلي: 217:181 عن أبي هريرة والخمسة الأخيرة من دون إسناد إليه عليه السلام؛ الخصال: 31:555 عن عامر بن واثلة، الأمالي للطوسي: 168:546 عن أبي ذرّ، شرح الأخبار: 283:302:1 والثمانية الأخيرة نحوه، إعلام الورى: 364:1 عن أبي ليلى وراجع مسند ابن حنبل: 23054:19:9.]


198- مجمع الزوائد عن ابن عبّاس: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى خيبر- أحسبه قال:


أبا بكر- فرجع منهزماً ومَن معه، فلمّا كان من الغد بعث عمر، فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، لا يرجع حتى يفتح اللَّه عليه.


فثار الناس، فقال: أين عليّ؟ فإذا هو يشتكي عينيه، فتفل في عينيه، ثمّ دفع إليه الراية، فهزّها، ففتح اللَّه عليه.


[مجمع الزوائد: 14717:165:9 وراجع الإفصاح: 86 والمناقب للكوفي: 1001:498:2 والخرائج والجرائح: 249:159:1.]


199- مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدريّ: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: مَن يأخذها بحقّها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمِط. ثمّ جاء رجل فقال: أمِط، ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه و آله: والذي كرّم وجه محمّد لاُعطينّها رجلاً لا يفرّ، هاك يا عليّ. فانطلق حتى فتح اللَّه عليه خيبر وفدك، وجاء بعَجوتهما


[العَجْوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة "لسان العرب: 31:15".] وقَديدهما.


[القديد:اللحم المملوح المجفّف في الشمس "النهاية:22:4" تا مسند ابن حنبل: 11122:34:4، فضائل الصحابة لابن حنبل: 987:583:2 وليس فيه 'وفدك'، مسند أبي يعلى: 1341:117:2، تاريخ دمشق: 8461:104:42، البداية والنهاية: 339:7؛ شرح الأخبار: 286:321:1، المناقب للكوفي: 995:495:2 وفيهما 'فجاء الزبير' بدل 'فجاء فلان' وكلاهما نحوه.]


200- الطبقات الكبرى: سريّة عليّ بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفَدَك


[قرية من قرى اليهود بينها وبين المدينة يومان،وكانت لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله لانّه فتحها هو وأميرالمؤمنين عليه السلام فزال عنها حكم الفي ء ولزمها اسم الانفال، فلمّا نزل 'وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ و' أي أعطِ فاطمة عليهاالسلام فدكاً، أعطاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إيّاها، وكانت في يد فاطمة عليهاالسلام إلى أن توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاُخذت من فاطمة بالقهر والغلبة "مجمع البحرين:1370:3".]


في شعبان سنة ستّ من مُهاجَر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.


قالوا: بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمِدّوا يهود خيبر، فبعث إليهم عليّ بن أبي طالب في مائة رجل، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج؛ وهو ماء بين خيبر وفدك، وبين فدك والمدينة ستّ ليالٍ، فوجدوا به رجلاً، فسألوه عن القوم فقال: اُخبركم على أنّكم تؤمنوني، فآمنوه فدلّهم، فأغاروا عليهم، فأخذوا خمسمائة بعير وألفَي شاة، وهربت بنو سعد بالظُّعُن


[الظُّعُن: النساء، وأصل الظَّعِينة: الراحلة التي يُرحل ويُسار عليها "النهاية: 157:3".] ورأسهم وَبَر بن عُليم.


فعزل عليّ صفيّ النبيّ صلى الله عليه و آله، لَقوحاً


[ناقة لَقُوح: إذا كانت غزيرة اللبن "النهاية: 262:4".] تدعى الحفذة، ثمّ عزل الخُمس، وقسّم سائر الغنائم على أصحابه، وقدم المدينة ولم يلقَ كيداً.


[الطبقات الكبرى: 89:2 وراجع تاريخ الطبري: 642:2 والكامل في التاريخ: 589:1 وتاريخ الإسلام للذهبي: 355:2 وتاريخ اليعقوبي: 73:2.]


201- المغازي عن يعقوب بن عتبة: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام في مائة رجل إلى حيّ سعد بفدك، وبلغ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمدّوا يهودَ خيبر، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج، فأصاب عيناً فقال: ما أنت؟ هل لك علم بما وراءك من جَمع بني سعد؟ قال: لا علم لي به.


فشدّوا عليه فأقرّ أنّه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهود خيبر نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم، فقالوا له: فأين القوم؟ قال: تركتهم وقد تجمّع منهم مائتا رجل، ورأسهم وَبَر بن عُليم. قالوا: فسِر بنا حتى تدلّنا. قال: على أن تؤمِّنوني. قالوا: إن دللتنا عليهم وعلى


سَرْحهم


[السرح: الماشية "النهاية: 358:2".] أمَّنّاك، وإلّا فلا أمان لك. قال: فذاك.


فخرج بهم دليلاً لهم حتى ساءَ ظنُّهم به، وأوفى بهم على فَدافِد وآكام،


[فَدافِد: جمع فَدْفَد؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع. وآكام جمع أكَم؛ وهي جمع إكام؛ وهي جمع أكَمة؛ وهي الرابية "النهاية: 420:3 و ج 59:1".] ثمّ أفضى بهم إلى سهولةٍ فإذا نَعَمٌ كثيرٌ وشاءٌ، فقال: هذا نَعَمهم وشاؤهم. فأَغاروا عليه فضمّوا النَّعَمَ والشاءَ. قال: أرسلوني. قالوا: لا، حتى نأمن الطلب.


ونَذَر بهم الراعي رِعاءَ


[الرِّعاءُ: جمع راعي الغنم "النهاية: 235:2".] الغنم والشاء، فهربوا إلى جَمعهم فحذَّروهم، فتفرّقوا وهربوا، فقال الدليل: عَلامَ تحبسني؟ قد تفرّقت الأعراب وأنذرهم الرِّعاء. قال عليٌّ عليه السلام: لم نبلغ معسكرهم. فانتهى بهم إليه فلم يَرَ أحداً، فأرسلوه وساقوا النَّعَم والشاء؛ النَّعَم خمسمائة بعير، وألفا شاة.


[المغازي: 562:2.]


202- المستدرك على الصحيحين عن جابر بن عبداللَّه: لمّا كان يوم خيبر بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رجلاً فجبن، فجاء محمّد بن مسلمة فقال: يا رسول اللَّه، لم أرَ كاليوم قطّ!...


ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأبعثنّ غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّانِه لا يولّي الدُّبُر، يفتح اللَّه على يديه، فتشرّف لها الناس وعليّ رضى الله عنه يومئذٍ أرمد، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: سِر. فقال: يا رسول اللَّه، ما اُبصر موضعاً. فتفل في عينيه، وعقد له، ودفع إليه الراية.


[المستدرك على الصحيحين: 4342:40:3، المعجم الصغير: 10:2.]


203- السيرة النبويّة لابن هشام: عن سفيان بن فروة الأسلمي عن سلمة بن عمرو بن الأكوع: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر الصديق برايته- وكانت بيضاء، فيما قال ابن هشام- إلى بعض حصون خَيْبر، فقاتل، فرجع ولم يكُ فَتْحٌ، وقد جهد؛ ثمّ بعث الغدَ عمر بن الخطّاب، فقاتل، ثمّ رجع ولم يكُ فتح، وقد جهد؛ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه، ليس بفَرّار.


قال: يقول سلمة: فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً رضوان اللَّه عليه، وهو أرمد، فتفل في عينه، ثمّ قال: خذ هذه الراية، فامضِ بها حتى يفتَح اللَّه عليك.


قال: يقول سلمة: فخرج واللَّه بها يأنِح،


[مِن الاُنوح؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال "النهاية: 74:1".] يُهروِل هَرولة، وإنّا لخلفه نتبع أثره، حتى ركَز رايته في رَضْم


[الرَّضْم: هي دون الهضاب، وقيل: صخور بعضُها على بعض "النهاية: 231:2".] من حجارة تحت الحِصْن، فاطّلع إليه يهوديّ من رأس الحِصْن، فقال: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب. قال: يقول اليهودي: عَلَوتم، وما اُنزل على موسى، أو كما قال. قال: فما رجع حتى فتح اللَّه على يَدَيه.


[السيرة النبويّة لابن هشام: 349:3، تاريخ دمشق: 8434:90:42، دلائل النبوّة للبيهقي: 2094؛ شرح الأخبار: 283:302:1 وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 14:56.]


204- الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ربّما أخذته الشقيقة


[الشَّقيقةُ: نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه "النهاية: 492:2".] فيلبث اليوم اليومين لا يخرج، فلمّا نزل خيبر أخذته فلم يخرج إلى


الناس، فأخذ أبوبكر الراية من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ نهض فقاتل قتالاً شديداً، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدّ من القتال الأوّل، ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.


فقال: أما واللَّه لاُعطينّها غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله، يأخذها عَنْوَة.


[العَنْوَة: القهر، واُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال "لسان العرب: 101:15".] وليس ثَمَّ عليٌّ؛ كان قد تخلّف بالمدينة لرمد لحقه، فلمّا قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مقالته هذه تطاولت لها قريش، فأصبح فجاء عليّ على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو أرمد قد عصب عينيه.


فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما لك؟ قال: رمدتُ بعدك، فقال له: ادن منّي. فدنا منه، فتفل في عينيه، فما شكا وجعاً حتى مضى لسبيله. ثمّ أعطاه الراية، فنهض بها وعليه حلّة حمراء، فأتى خيبر، فأشرف عليه رجل من يهود فقال: مَن أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب، فقال اليهوديّ: غُلبتم يا معشر يهود!!


وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر


[زَرَد |أي حَلِق| ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة "لسان العرب: 26:5".] يمانيّ قد نقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول:




  • قد علمت خيبر أنّي مرحبُ
    شاكي السلاح بطل مجرَّبُ



  • شاكي السلاح بطل مجرَّبُ
    شاكي السلاح بطل مجرَّبُ




فقال عليّ:




  • أنا الذي سمّتني اُمّي حيدره
    أكيلكم بالسيف كَيل السَّنْدَره



  • أكيلكم بالسيف كَيل السَّنْدَره
    أكيلكم بالسيف كَيل السَّنْدَره



[السَّنْدرة: ضرب من الكيل غرّاف جرّاف واسع، يقول: اُقاتلكم بالعَجَلة، واُبادركم قبل الفِرار "تاج العروس: 547:6".]


ليثٌ بغابات شديد قسوره


فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ فضربه فقدّ الحَجَفة


[الحَجَفة: التُرْس "النهاية: 345:1". وهو صفحة من الفولاذ تُحمل للوقاية من السيف وغيره.] والمِغْفَر ورأسه حتى وقع في الأرض. وأخذ المدينة.


[الكامل في التاريخ: 596:1، تاريخ الطبري: 12:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 410:2، دلائل النبوّة للبيهقي: 211:4 كلّها نحوه وفيها 'الأضراس' بدل 'الأرض' وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 15:58.]


205- صحيح البخاري عن سهل بن سعد: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لاُعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه، يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله.


قال: فبات الناس يدوكون


[أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه. يقال: وقع الناس في دَوْكة: أي في خوض واختلاط "النهاية: 140:2".] ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كلّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه، قال: فأرسِلوا إليه، فاُتي به، فبصق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول اللَّه، اُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه، فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم.


[صحيح البخاري: 3973:1542:4، صحيح مسلم: 2406:1872:4، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 16:60، تاريخ دمشق: 8428:85:42، تاريخ الإسلام للذهبي: 406:2، دلائل النبوّة للبيهقي: 205:4.]


206- صحيح مسلم عن أبي هريرة: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لاُعطينّ


/ 30