موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وإلّا لو خُلّي الإنسان وإنسانيّته لاُلفي باحثاً عن الجمال أبداً متطلّعاً إليه على الدوام.


كذلك هو عليّ أحبُّ الخلق إلى اللَّه خالق الجمال وواهب العظمة. كما هو الأحبّ عند الملائكة وعند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. وهل يكون هذا إلاّ لجوهر الذات العلويّة، وللمكانة المكينة التي يحظى بها هذا الإنسان الملكوتي الذي تتقرّب الملائكة - أيضاً - إلى اللَّه بمحبّته؟


إنّ لحبّ عليّ في ثقافتنا الدينيّة شأناً عظيماً يُبهِر العقول، ويبعث على التأمّل.


وما نهض به هذا القسم أنّه وثَّقَ لهذه الحقيقة نصوصَها. وقد جاءت النصوص تفصح دون مواربة ولُبْس أنّ حبّ عليّ حبٌّ للَّه ولرسوله، وتسجِّل بنصاعة وضّاءة أنّ حبّ عليّ ''نعمة'' و''فريضة'' و''عبادة''، وهو ''العروة الوثقى'' و''أفضل العمل'' و''عنوان صحيفة المؤمن''.


فحبّه إذاً من دين اللَّه بالصميم.


ومع أنّ هذا القسم لا يدّعي أنّه قد استقصى كلّ النصوص الروائيّة التي لها مساس بعليّ عليه السلام في هذا المجال، إلّا أنّ ما توفّر على ذكره أسفر بوضوح: أنّ حبّ عليّ هو السبيل إلى بلوغ حقائق المعرفة الدينيّة، وهو الذي يشيع السكينة في أرجاء الحياة، وبحبّ عليّ يكتمل الإيمان والعمل، وبه تُرفع أعمالنا مقبولة إلى اللَّه سبحانه، وبحبّ عليّ يستجاب الدعاء وتُغفر الذنوب.


وبحبّ عليّ عليه السلام تنتشر نسائم السرور على الإنسان عند الموت، وحبّ عليّ لُقيا يُبصِر بها المحتضر وجه المولى عند الممات، وحبّ عليّ جواز لعبور الصراط وللثبات عليه، وهو الجُنّة التي تقي نار جهنّم.


ومسك الختام: أنّ حبّ عليّ هو الحياة الطيّبة في جنّة الخُلد.


إنّ كلّ ذلك لا يكون إلّا بحبّ عليّ، وفي ظلال حبّ عليّ عليه السلام. لم تتردّد النصوص الروائيّة لحظة وهي تسجّل بثبات راسخ أنّ حبّ عليّ عليه السلام هو دليل طهارة المولد، وعلامة على الإيمان والتقوى، وهو عنوان شهرة الإنسان ومعروفيّته في السماوات وعند الملأ الأعلى، وهو رمز السعادة.


وبعدُ؛ فإنّ كلّ هذا الحشد من التأكيد على الحبّ العلوي، ووصله برباط وثيق مع الحبّ الإلهي، وبحبّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لهو دليل شاخص على أنّ الحبّ المحمّدي الصحيح لن يكون ممكناً من دون الحبّ العلوي. وما ادّعاء حبّه صلى الله عليه و آله من دون حبّ عليّ عليه السلام إلّا عبث جزاف ودعوة باطلة.


على أنّ هذا القسم يعود ليكشف في جوانب اُخرى على أنّ حبّ عليّ عليه السلام ما كان شعاراً يُرفع وحديثاً يُفترى، بل هو اُسوة يقتدي فيها المحبّ بحياة عليّ، يلتمس هديه في خطاه، يعيش كما يعيش، ويفكّر كما يفكّر، ويمارس معايير عليّ في الحبّ والولاء، وفي البغض والبراءة، ويحثّ خطاه صوب قيَمه دائماً وأبداً، وإلّا كيف يجتمع حبّ عليّ مع حياة سفيانيّة ونهج اُموي؟


آخر ما يشدّ إليه الانتباه في مادّة هذا القسم هو التحذير من الغلوّ؛ فمع كلّ هذا التركيز المكثّف العريض على حبّ الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، وإلى جوار هذه الإشادة بالآثار العظيمة التي يُغدقها هذا الحبّ على الحياة الماديّة والمعنويّة، جاءت التعاليم النبويّة والعلويّة والدينيّة تشدّد النكير، وتُعلن التحذير الكبير من الغلو بهذا الحبّ. فها هي ذي النصوص الحديثيّة تنهى عن الإفراط وتذمّه، وتعدّه انحرافاً يهيّئ الأجواء إلى انحرافات أكبر.


بغض الإمام عليّ



على قدر ما تكون شخصيّة عليّ الطالعة المهيبة بالغة الروعة والجمال لذوي النفوس الزكيّة، موحية أخّاذة لذوي الأفكار الرفيعة، محبوبة خلاّبة لذوي الفِطَر النقيّة والطباع الكريمة، فهي تثير الغيظ في النفوس المدلهمّة المظلمة، وتستجيش عداوة الوصوليّين النفعيّين، وبغضاء ذوي الأغراض الدنيئة الهابطة، والنوازع المنحطّة.


إنّ التاريخ يجهر أنّ أعداء عليّ بن أبي طالب كانوا من حيث التكوين الروحي سقماء غير أسوياء نفسيّاً، ومن حيث التكوين الفكري كانوا منحرفين بعيدين عن الصواب. أمّا من حيث مكوّنات الشخصيّة فقد كانوا اُناساً تستحوذ عليهم الأنانيّة والأثَرة، يُنبئ باطنهم عن الفساد والأغراض الهابطة.


هذا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يستشرف مستقبل الإسلام عبر مرآة الزمان، يعلم بالفتن ويعرف مثيريها وأصحابها. وهو ذا يؤكّد في كلّ موقعٍ موقعٍ من


أشواط حياته المملوءة عزماً وتوثّباً والتزاماً على حبّ عليّ بن أبي طالب، ويحذّر الناس من بغضه، وينهاهم عن عداوته وشنآنه.


يسجّل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بصراحةٍ لا يشوبها لبسٌ أنّ بغض عليّ بن أبي طالب كفر، وأنّ مَن آذى عليّاً فقد آذاه.


ليس هذا وحده، بل مضى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يرسم ثغور الجبهة الاجتماعيّة ويحدّد اصطفافاتها العامّة بما يُظهر أنّ مَن هو مع عليّ وعلى حبّ عليّ فهو مع النبيّ نفسه، ومَن يناهض عليّاً ويعاديه فموقعه في الجبهة التي تعادي النبيّ وتُناهض رسالته.


لقد أفصحت النصوص المعتبرة عند الفريقين ممّا تقصّاها هذا القسم، على أنّ أعداء عليّ بن أبي طالب بعيدون عن رحمة اللَّه سبحانه، وأنّ خسرانهم وسوء منقلبهم أمر قطعي لا ريب فيه. فمن يمُت على بغض عليّ عليه السلام يمُت ميتة جاهليّة، وبغض عليّ علامة تُجهر بنفاق صاحبها وفسقه وشقائه.


وإذا كان بغض عليّ عليه السلام يستتبع ميتة جاهليّة؛ فإنّ إنساناً كهذا لن ينتفع شيئاً من تظاهره بالإسلام، وهو يُحشر في القيامة أعمى، ليس من مصير يؤول إليه سوى نار جهنّم.


يضع هذا القسم بين يدي القارئ نصوصاً حديثيّة وروائيّة كثيرة، فيها دلالة على ما سلفت الإشارة إليه. وهو- علاوة على ذلك- يعرّف بعدد من ألدّ أعداء الإمام وأعنف المبغضين له، كما يمرّ على جماعة


من المنحرفين عنه، وعلى القبائل التي كانت تكنُّ له البغضاء، ولا غرابة فقد قيل: ''تُعرف الأشياء بأضدادها''.


هذا عليٌّ، ولا يلحق به لاحق، واسمه الآن يصدح عبر اُفق المكان والزمان، ويعلو شاهقاً على ذرى التاريخ، وهذه تعاليمه وكلماته مسفرة كضوء الفجر متألّقة على مدار الزمان.


أما والأمر كذلك؛ فقد كان حريّاً بهذا القسم أن يلبث عند تلك الجهود المحمومة كاللهب، وعند تلك الصدور الموبوءة بالحقد، وقد نفثت أحقادها علّها تُطفئ الشعلة المتوقّدة، أو عساها تنال من وهجها شيئاً، حتى تستيقن النفوس بوعد اللَّه الذي وعَده، وكي لا يستريب أحد بقوله سبحانه: ''يُرِيدُونَ لِيُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ى وَ لَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ''.


[
الصفّ: 8.] وهكذا كان.


اصحاب الإمام عليّ وعمّاله



مع هذا القسم يُختَتم الكتاب ويبلُغ نهايته. بعد أن لبث القارئ مع خمسة عشر قسماً من الموسوعة، وصار على معرفة واسعة ممتدّة بمختلف أبعاد حياة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام المملوءة بالتعاليم الواعية البنّاءة التي تُنير الحياة وتفتح المغاليق؛ بعد هذا كلّه آن له أن يرحل في هذا القسم مع جولة تطوف به على عدّة من أصحاب عليّ عليه السلام وعمّاله، يتعرّف عليهم وينظر إليهم عن كثب.


في هذا القسم يخرج القارئ بحصيلة معرفيّة معطاءة عن اُولئك الرادة الذين تربّوا في كنف عليّ، وتخرّجوا من مدرسته، وفي الوقت ذاته تتكشّف له معالم الحكم العلوي وما كان يعانيه من قلّة الطاقات الرياديّة الملتزمة الرشيدة، وما يكابده الحكم من نقص في القوى الفاعلة المطيعة المسؤولة. وهذا الواقع يُسهم إلى حدّ في الإفصاح عن السرّ الكامن وراء بعض النواقص التي بدت في الحكم العلوي، ويُعين القارئ على إدراك ذلك، كما تمنحه معطيات هذا القسم موقعاً أفضل للتوفّر على تحليل واقعي لحكومة الإمام.


من الجليّ أنّ أصحاب الإمام لم يكونوا على مستوى واحد، كما لم يكن عمّاله كذلك. لقد كانت ضرورات الحكم ومتطلّبات الإدارة العامّة تُملي على الإمام أن يلجأ أحياناً إلى استعمال اُناس ثابتين في العقيدة بيدَ أنّهم غير منضبطين في العمل. لكن الإمام لم يكن يغفل لحظة عن تنبيه هؤلاء وتحذيرهم المرّة تلو الاُخرى، كما لم يُطق مطلقاً انحرافاتهم وما يصدر عنهم واضطراب سلوكهم مع الناس.


إنّ عليّاً الذي أمضى عمراً مديداً يضرب بسيفه دفاعاً عن الحقّ؛ وعليّاً الذي اختار الصمت سنوات طويلة من أجل الحقّ ''وفي العين قذى، وفي الحلق شجا ''؛ عليٌّ هذا لا يُطيق المداهنة - وحاشاه - في تنفيذ الحقّ، ولا يعرف المجاملة في إحقاقه، ولا يتحمّل المساومة أبداً.


تتضاعف أهميّة هذا القسم من الموسوعة، وهو حريّ بالقراءة أكثر، ونحن نبصر - فيه - مواقف الإمام من الأصحاب والعمّال مملوءة دروساً


وعبراً.


ومع القسم السادس عشر يشرف الكتاب على نهايته، ليكون القارئ قد خرج من الموسوعة بسيل متدفّق من المعرفة، وبفيض من التحاليل والرؤى والأفكار والأخبار، تستحوذ عليها جميعاً شخصيّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.


خصائص الموسوعة



انتهى للتوّ استعراض وجيز قدّمناه لأقسام ''الموسوعة'' الستّة عشر دون خوض لما احتوته فصولها من تفاصيل، وما ضمّته من مداخل صغيرة كانت أم كبيرة، وقد آن الأوان للحديث عمّا تحظى به من خصائص.


بيد أنّا نعتقد أنّ السبيل إلى معرفة خصائص الموسوعة - وربّما ما تحمله من مزايا ونقاط بارزة - يُملي علينا أن نُلقي نظرة إلى ما كُتب عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام حتى الآن، كي تتّضح من جهةٍ ضرورات التعاطي مع هذه المجموعة، وتستبين من جهة اُخرى نقاط قوّتها وما قد تكون حقّقته من مكاسب ومعطيات على هذا الصعيد.


غزارة المدوّنات و كثرتها عن الإمام



يحظى الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بشخصيّة هي في المدى الأقصى من الجاذبيّة؛ ومن ثَمّ فتَملّي سيرة هذا العظيم، والتطلّع إلى حياته العبقة الفوّاحة هو ممّا لا يختصّ باتّجاه دون آخر. فهاهم الجميع من كافّة


الاتّجاهات والأفكار يكتبون عن الإمام، وها هي ذي شخصيّته المتوهّجة تجذب كلّ المسالك والميول، وتستقطب لدائرتها كافّة القرائح والأقلام.


هكذا تمثّلت واحدة من خصائص عليّ بن أبي طالب بغزارة ما كُتب عنه، وكثافة التآليف التي أطلّت على حياته وسيرته، وتناولت بالبحث إمامته وخلافته، واندفعت تُعنى بحِكمه وتعاليمه، وبآثاره ومآثره.


فتاريخ الإسلام بدون اسم عليّ بن أبي طالب ومن دون مآثره وبطولاته التي بلغت أعلى ذروة، هو تاريخ أجوف مشوّه، وكتلة هامدة بلا حراك ولا روح، وهو بعد ذلك لا يمتّ إلى حقيقة التاريخ الإسلامي بصلة.


فها هي ذي قمم تاريخ صدر الإسلام تتضوّع باسم عليّ، وتفوح بذكراه، وها هو ذا ظلّه يمتدّ ويطول فلا يغيب عن واقعة قط.


وما خطّته الأقلام عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام يفوق الحصر عدّاً، فهذا رصد واحد قدّم خمسة آلاف عنوان كتاب بعضها في عدّة مجلدات، دون أن يستوفي الجميع.


تصنيف الكتابات



ما جادت به القرائح والأقلام عن عليّ بن أبي طالب يقع في جهات متعدّدة، ويمتدّ محتواه على مواضيع مختلفة. مع ذلك يمكن تصنيف الحصيلة في رؤوس العناوين التالية:


أ- تاريخ حياة الإمام.


ب - خلافة الإمام.


ج - خصائص الإمام وفضائله.


د - مواضيع لها صلة بالإمام أو تدور حوله مثل الغدير، وآية التطهير، والولاية، وما إلى ذلك.


ه - تفسير الآيات النازلة بشأن الإمام.


و - أقضية الإمام.


ز - أدعية الإمام.


ح - الأحاديث والنصوص النبويّة عن الإمام.


ط - كلام الإمام، ولهذا صيغ مختلفة كالأحاديث ذات الصيغة البلاغيّة، والاُخرى رُتّبت على أساس الحروف الهجائيّة.


ي - الشروح؛ وتشمل شرح خطبة واحدة، أو كتاب واحد أو رسالة واحدة، وإلى غير ذلك من الصيغ.


ك - ما جادت به القرائح والأقلام نظماً ونثراً عن فضائل الإمام ومناقبه ومراثيه.


ل - كرامات الإمام ومعاجزه في حياته وبعد استشهاده.


يفصح هذا التصنيف بموضوعاته المختلفة أنّ الأقلام قد تبارت متحدّثة عن الإمام عليّ عليه السلام من زوايا مختلفة، كلّ واحد يعزف على حياته وآثار عظمته من بُعده الخاص.


أما وقد اتّضح ذلك على وجه الإجمال، تعالوا ننعطف إلى خصائص هذه ''الموسوعة'' وما قد تحظى به من مزايا، نجملها من خلال العناوين التالية :


الشمول و مبدأ الانتخاب



في الوقت الذي حرصت ''الموسوعة'' على تجنّب التكرار،


[
باستثناء النصوص التي يقع بينها اختلاف أساسي، أو أن يكون النصّ المكرّر حاوياً لنقطة مهمّة، أو متضمّناً فكرة جديرة بالذكر.] والإحالة إلى النصوص المتشابهة، فقد سعت إلى الجمع بين الشمول والاختصار معاً، متحاشية الزوائد والفضول، من خلال التأكيد على مبدأ الانتخاب.


لقد انطلقت ''الموسوعة'' تجمع النصوص والأحاديث والنقول من مصادر الفريقين، مع التركيز على ما له مساس بالإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.


هكذا تطمئنّ نفس الباحث الذي يراجع هذه المجموعة إلى أنّه قد اطّلع على حصيلة ما جادت به الأقلام حيال الإمام عليّ عليه السلام، كما ينفتح أمامه الطريق ممهّداً لاختيار الموضوع أو المواضيع التي يصبو إلى دراستها، عبر الكثافة المعلوماتيّة التي يوفّرها له حشد كبير من المصادر والهوامش والإيضاحات التي جاء ذكرها في الهوامش.


الاستناد الواسع إلى مصادر الفريقين



حقّقت ''الموسوعة'' لأوّل مرّة أوسع عمليّة استعراض لمصادر الفريقين


/ 30