موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


التاريخيّة والحديثيّة، حيث استنطقت ما حوَته صحفاتها من ذكرٍ لمختلف جوانب شخصيّة الإمام عليّ عليه السلام.

بِلغة الأرقام؛ لم تبلغ هذه 'الموسوعة' نهايتها، ولم تكتسب هذه الصيغة إلّا بعد مراجعة ما ينوف على الأربعمائة وخمسين كتاباً أربت مجلّداتها على الألفين، منها مئتا كتاب من مصادر الشيعة، ومئتان وخمسون كتاباً من مصادر أهل السنّة.

ثمّ لكي ترتاد بالباحثين صوب آفاق معرفيّة ممتدّة، وحتى تفتح لهم السبيل واسعاً للدراسة والتحليل، فقد أحالت في هوامشها إلى ما يناهز الثلاثين ألف موضع من مصادر الفريقين، ويكفي هذا وحده للكشف عن المدى الأقصى الذي بلغه البحث.

وثاقة المصادر


في تدوين هذه الموسوعة عمدنا في البدء إلى جمع المعطيات على جذاذات "بطاقات" مستقلّة من المصادر مباشرة، مع الاستعانة بأنظمة الحاسوب الآلي وأقراص الخزن باللغتين الفارسيّة والعربيّة على قدر ما تسمح به الإمكانات، ثمّ جمعنا النصوص المتشابهة حيال الموضوع الواحد، وسعينا بعدئذٍ إلى انتخاب أكثر هذه النصوص وثاقة، وفرز ما هو أقدمها وأكثرها شمولاً.

لقد حرصنا على أن تأتي النصوص المنتخبة من أوثق الكتب الحديثيّة والتاريخيّة وأهمّها. لكن ينبغي أن نسجّل أنّ وثاقة النصوص والنقول في

البحث التاريخي تختلف اختلافاً بيّناً عمّا هي عليه في النصوص والنقول الفقهيّة؛ فمن الواضح أنّ ذلك التمحيص الذي ينصبّ على سند الرواية الفقهيّة، لا يجري بنفسه على البحوث التاريخيّة.

فما يستدعيه البحث التاريخي أكثر؛ هو طبيعة النصّ "الوثيقة" ومدى ثباته وسلامته، وهذه غاية يبلغها الباحث باستخدام قرائن متعدّدة.

في رؤيتنا أنّ النصّ أو النقل الموثّق - فقهيّاً كان أم تاريخيّاً - هو الذي يكون موثوقاً يبعث على الاطمئنان، حتى لو لم يحظَ بسند ثابت وصحيح. نسجّل ذلك رغم انتباهنا لأهميّة السند الصحيح والموثّق في إيجاد الاطمئنان.

وينبغي أن نُضيف أيضاً إلى أنّ الوثوق السندي في النصوص التي تستند إلى المصادر الحديثيّة والتاريخيّة للفريقين "الشيعة والسنّة" لا يمكن أن يكون ملاكاً كاملاً وتامّاً؛ إذ من الواضح أنّ لكلّ فريق رؤيته الخاصّة في تعيين 'الثقة' و'غير الثقة'، كما له مساره الخاصّ ونهجه الذي يميّزه في الاُصول الرجاليّة.

الكلمة الأخيرة على هذا الصعيد تتّجه إلى طبيعة الملاك الذي انتخبناه؛ ففي عمليّة جمع النصوص وفرزها عمدنا بالإضافة إلى ما بذلناه من جهد في توثيق المصدر والاهتمام بالسند، إلى مسألة نقد النصّ كي يكون هو الملاك الأهمّ في عملنا. وفي هذا الاتّجاه سعينا إلى بلوغ ضرب من الاطمئنان من خلال تأييد مضمون النصّ بالقرائن النقليّة والعقليّة، كي يتحوّل ذلك إلى أساس نطمئنّ إليه في ثبات النصّ.

على هذا لم نلجأ إلى الأحاديث المنكرة حتى لو كان لها أسانيد صحيحة. وإذا ما اضطرّتنا مواضع خاصّة لذكر نصّ غير معتبر؛ فإنّنا نعطف ذلك بإيضاح ملابسات الموضوع.

التحليل والتصنيف


يلتقي الباحثون على صفحات هذه الموسوعة، والمتشوّفون إلى سيرة عليّ عليه السلام ومعارفه مع سبعة آلاف نصّ تاريخي وحديثي تدور كلّها حول الإمام.

لقد سعى هذا المشروع إلى أن يقدّم عبر الأقسام والفصول مجموعة من التحليلات والنظريّات التي تتناسب مع المادّة، وأن يخرج من خلال تقويم النصوص بإلماعات مهمّة في مضمار التاريخ والحديث.

إن القارئ سيواجه على هذا الصعيد نقولاً مكثّفة تصحب فقه الحديث نأمل أن تأتي نافعة مفيدة.

رعاية متطلّبات العصر و فاعليّة المحتوى


ليست 'موسوعة الإمام عليّ' كتاباً تاريخيّاً محضاً يُعني بالنصوص والوثائق التاريخيّة التي ترتبط بحياة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، كما لم نكن نهدف أن نقدّم ترجمة صرفة نزيد بها رقماً جديداً على التراجم الكثيرة الموجودة. بل أمعنّا النظر إلى الواقع المُعاش، وركّزنا على المتطلّبات المعاصرة ونحن ننتخب العناوين ونملأ النصوص التي جاءت تحتها.

وحرصنا على أن تأتي هذه 'الموسوعة' مجموعة متكاملة موحية، تهَب الدروس، وتبثّ العبر من حولها، وتلامس حاجات العالم الإسلامي، وتؤثّر في عقول الباحثين، وتُعين الشباب، وتمنح اُولئك الذين يرغبون أن تكون لهم في سيرة عليّ عليه السلام اُسوة في واقع الحياة؛ تمنحهم المثال المنشود.

كما أردنا ل 'الموسوعة' من خلال سيرة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام أن تفتح أمام البصر الإنساني مغالق الطريق، وأن تُعين في تذليل العُقَد الفكريّة والعقيديّة والسياسيّة.

على أنّ أكثر أقسام هذا المشروع نفعاً وتأثيراً هي تلك التي أضاءت النهج العلوي، وأسفرت عن مرتكزاته في مختلف مجالات إدارة الاجتماع السياسي، وتسيير الحكم والتعامل مع المجتمع. فهذه الأقسام هي في صميم حاجة قادة البلدان الإسلاميّة، بالأخصّ العاملين في نطاق نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

فهذه الأقسام جسّدت على منصّة الواقع الحياةَ السياسيّة والاجتماعيّة للإمام، وأومأت ببنانٍ لا تخطئه عين إلى الواقع الحقيقي لكفاءة ذلك السياسي الواقعي، الذي ليس له مأرب من تنفيذ السياسة غير الحقّ.

ف 'الموسوعة' إذاً ليست صفحات في بطون الكتب، بل هي من الحاضر في الجوهر، ومن الواقع اليومي في الصميم. من هذه الزاوية هي

خليقة بالقراءة والتفكير والتأمّل، وجديرة بالعمل.

الابداع في التدوين والتنظيم


لقد صُمّمت مطالب 'الموسوعة' وموضوعاتها في إطار هيكليّة هندسيّة خاصّة، بحيث يكون بمقدور الباحث أن يكون في صميم السياق العام للكتاب بمجرّد إلقاء نظرة عابرة، وبشي ء من التأمّل يعثر على ما يريد.

فقد اختيرت العناوين بحيث تُسفر عن محتوى الأقسام والفصول، وتستوعب جميع النصوص الموجودة. بيد أنّ الأهمّ من ذلك أنّها حرصت على أن تجي ء تلك العناوين حول السيرة العلويّة البنّاءة، وهي تعبّر عن مثال يُحتذى وتعكس اُسوة يمكن الاقتداء بها.

بهذا جاءت العناوين واقعيّة وليست انتزاعيّة محضة، كما لم تأتِ مغلقة مبهمة.

ايضاحات الهوامش و مزايا اُخرى


لكي يستغني الباحث الذي يراود هذه 'الموسوعة' عن العودة إلى المصادر الاُخرى في المسائل الفرعيّة، وحتّى يشقّ طريقه إلى مبتغاه بيسر، جاءت إيضاحات الهوامش تضمّ ترجمة للأشخاص وتعريفاً بالأماكن وبياناً للنقاط الغامضة التي تكتنف النصوص، مع شرح موجز للمفردات الصعبة. وقد تمّ تعزيز ذلك كلّه بخرائط مؤدّية تعكس الأمكنة والمواقع التاريخيّة بدقّة، عكف على تصميمها متخصّصون.

ادب التكريم


عند نقل النصوص؛ إذا ماكانت تلك النصوص مسندة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يُذكر الاسم مع النقل، وعند ذكر النبيّ يُشفع بصيغة "صلى اللَّه عليه وآله"، في حين يشفع ذكر كلّ واحد من أئمة أهل البيت عليهم السلام بصيغة "عليهم السلام" تكريماً لهذه الأسماء المقدّسة والذوات المعصومة، حتى لو لم تحوِ النصوص في مصادرها الأصليّة هذا التكريم.

أمّا إذا كانت النصوص عن غير النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام فعندئذٍ نكتفي بذكر المصدر فقط في بدء النصّ.

اخلاقيّة الكتابة


حرصت 'الموسوعة' على أن تلتزم في كتاباتها الأدب العلمي بدقّة، وتراعى اُصول البحث في مداها الأقصى.

إنّ من يتأمّل تاريخ الإسلام بعمق، ويرمي ببصره تلقاء مصنّفات مختلف علماء النِّحَل في دائرة الثقافة الإسلاميّة، يلمس كم احتوى ميراث اُولئك - قدماء ومحدثين - من ظلم للتشيّع، وأيّ حيف أصاب قمّته العلياء الشاهقة !

كما يدرك الصدود الذي أحاط إمام المجاهدين، وما نزل بصحبه الأبرار الذين أخلصوا له الولاء، سواء عن طريق كتمان الحقائق أو من خلال قلب وقائع التاريخ.

هذه اُمور جليّة لم تخف على أحدٍ، يعرفها جميع باحثي التاريخ

الإسلامي، كما نعرفها نحن أيضاً، وقد تبدّت أمامنا بأبعاد مهولة عند كتابة 'الموسوعة'.

بيد أن ذلك كلّه لم يجرّنا إلى موقف مماثل عند تدوين 'الموسوعة' لا بدءاً، وتأسيساً، ولا بصيغة الردّ بالمثل. فها هي ذي التحليلات والإيضاحات ووجهات النظر والمداخل نقيّة لم يشبْها لوث، وها هو ذا القلم عفّ ولم يهبط قط إلى الشتيمة ولغة التجريح والكلام النابي وكَيل التُّهم والمطاعن.

وفي الحقيقة جعلنا المشروع يفي ء بجميع أجزائه في ظلال 'الأدب العلوي'؛ هذا الأدب الذي يأخذ مثاله الرفيع مما علّمه الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام صاحبيه حجر بن عدي وعمرو بن الحمق. فهذان الحواريّان يتوقّدان عزماً، ويفيضان رسوخاً، وهما مملوءان حماساً وغيرة؛ فأنّى لهما أن يصبرا على أباطيل العدوّ وزخرفه، وما صار يستجيشه من ضوضاء هائجة؟

لقد راحا يدمدمان بألسنتهما ضدَّ العدو، فما كان من أميرالمؤمنين عليه السلام إلّا أن علّمهما أدب المواجهة، فقال لهما بعد أن ذكّرهما بأنّهم على الحقّ وأن عدوّهم على الباطل:

'كرهت لكم أن تكونوا لعّانين؛ تشتمون وتتبرّؤون، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: مِن سيرتهم كذا وكذا، ومِن عملهم كذا وكذا، كان

أصوب في القول، وأبلغ في العذر'.

[وقعة صفين: 103.]

واضح إذن أنّ ذِكر شخص وفعاله وتحليل سلوكه، أو تسليط أضواء كاشفة على ما يلفّ فعال بعضِ مَن تنكّب عن الحقّ والصواب وما صدر عنه من سلوك شائن - لا يمكن أن يُعدّ إساءة نابية، بل هو من الوعي التاريخي والدفاع عن الحقّ بالصميم. ومن ثَمّ إذا ما احتوت 'الموسوعة' شيئاً من هذا فهو تعبير عن واقعٍ لا أنّه ينمّ عن إساءة جارحة.

ومع ذاك سعينا أن ننظر إلى المسائل برؤية الاُسلوب التحليلي والبحث العلمي وليس من خلال العناد والتعصّب الأعمى المقيت. ومِن ثَمّ لم يتمّ التوهين بمقدّسات أيّ نحلة، ولم نطعن بشخص قط.

على هذا نأمل أن تجي ء 'الموسوعة' خطوة على طريق التقريب بين المذاهب، وأن يكون شخوص 'الأدب العلوي' وتبلوره فيها سبباً لانتفاع الجميع، ويهيّئ الأجواء لوحدة كلمة المؤمنين.

شكر و تقدير


حيث شارف هذا المدخل على نهايته، ولمّا يُمسِك القلم بعدُ نبتهل- مرّة اُخرى- إلى اللَّه سبحانه ضارعين بقلوب مفعمة، بالشكر والثناء على ما أنعم به من تيسير كريم وفضل جسيم، وما امتنّ به من توفيق عظيم

لهذه الخدمة العلويّة الجليلة.

كما نوجّه شكرنا وثناءنا إلى كلّ جهد كريم شارك في هذا المشروع في إطار مختلف المجاميع، وكان له سهم في التأليف والتحقيق والتخريج، وفي الطباعة والتصحيح والتدقيق، ونخصّ بالذكر الباحثَين الكريمَين الجليلين السيّد محمّد كاظم الطباطبائي والسيّد محمود الطباطبائي نژاد، اللذين بذلا جهوداً مخلصة مشكورة في تدوين هذه المجموعة، وكانا معنا رفيقَي درب في هذه الرحلة الممتدّة من عام 1413 ه. كما نشكر الاُستاذ الفاضل الشيخ محمّد علي مهدوي راد الذي أعاننا على تهيئة البيانات والتحليلات.

وأتقدّم بشكري الخالص وثنائي الجزيل أيضاً إلى مسؤول قسم تدوين الموسوعة في مركز دراسات دار الحديث المحقّق العزيز الشيخ أعبدالهادي المسعودي، الذي بذل جهداً محموداً في تنظيم الصيغة الأخيرة وإعداد العمل وإنجازه في الموعد المقرّر.

إلهي..

اجعلنا في حزب عليّ عليه السلام الذي هو حزب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ، واكتبنا في المفلحين الفائزين.

واجعلنا في صفّ جنودك المحبّين لك الوالهين بك، وفي عداد حماة دينك، المنافحين عن نقاء الفكر الإسلامي، و صُن ألسنتنا وأقلامنا من الزلل، وأقِلْها من العثرات والباطل، واجعل ما نكتب ونقول خدمة لغايات

الحكم العلوي، وأرضاً صلبة توطئ إلى الحكومة العالميّة لوليّ اللَّه الأعظم الإمام المهدي عليه السلام.

وآخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين، وصلّى اللَّه على سيّدنا ونبيّنا محمدٍ وآله الطاهرين.

محمد محمّدي الرَّيشَهري

ربيع الثاني 1421 ه

/ 30