موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ومساراتها وما كان قد اكتنفها من أسباب وعوامل.

استشهاد الإمام عليّ


كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هو الذي أخبر باستشهاد الإمام أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام. أمّا الإمام نفسه فقد كان وجوده ينمّ عن صبغة وتكوين خاص يشدّه إلى السماء أكثر ممّا يجرّه إلى الأرض ويربطه بها. كان دائماً يتطلّع صوب الملكوت، تهفو روحه إلى هناك بانتظار اللحظة التي يعرج بها إلى السماء.

كم كانت عظيمة هذه الرحلة صوب الملكوت وهي تحمل عليّاً مضرَّجاً بدم الجراح، ومضمَّخاً بالنقيع الأحمر.

ما كان أعظم شوقه للمنيّة! فها هو ذا عليّ والسيف الغادر المسموم يرقد على مفرقه ويشقّ رأسه، يتطلّع إلى الملأ الأعلى، ويهتف في وصف رحلته ويقول: 'كطالبٍ وجد، وغاربٍ ورد'.

القسم الثامن هذا اختصّ بمتابعة ما كان ذكره رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن استشهاد عليٍّ عليه السلام، وما كان يحكيه عليّ عن شهادته. كما تابع بقيّة مكوّنات المشهد؛ إذ وقف في البدء مع واقعة الاغتيال يصفها عن قرب، ثم انتقل مع الإمام المسجّى مع جراحه راصداً جميع ما نطق به من تعاليم ووصايا وحِكَم مذ هوى على رأسه سيف الغدر حتى لحظة استشهاده، ثمّ انتقل إلى الجانب الآخر متقصّياً ردّ فعل ألدّ أعداء عليّ عليه السلام وما نطق به عندما بلغه خبر شهادة الإمام.

كما لم يهمل واقعة تجهيز أميرالمؤمنين عليه السلام ودفنه وإخفاء قبره.

واختُتم هذا القسم بذكر زيارة مرقد الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام وبركات ذلك وما يتّصل بروضته الشريفة.

الآراء حول شخصيّة الإمام


تؤلّف تجلّيات شخصيّة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام على لسان الرجال وفي كلمات الرموز الكبيرة، بل وحتى على لسان أعدائه، أحد أهمّ فصول معرفة أبعاد شخصيّته.

ربّما لا نبالغ إذا قلنا إنّ ما حفَّ شخصيّة عليّ بن أبي طالب، وما قيل فيه وعنه من كلام وأحكام وتجليل وتكريم وخطب وقصائد ومدائح، وما أحاط به من ذهول وحيرة وهتاف وصمت، فاق الجميع بحيث لا يمكن مقارنته بأيّ شخصيّة اُخرى في تاريخ الإسلام.

في هذا القسم يطلّ القارئ على شخصيّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام من خلال ما نطق به القرآن، وما جاء على لسان النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام عليّ نفسه، وسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام، وصحابة النبيّ، وأهل البيت عليهم السلام، وزوجات النبيّ، كما يتطلّع إلى اُفقها العريض عبر ما خطّه عدد كبير من الرموز العلميّة والثقافيّة والسياسيّة البارزة، وما جادت به قرائح الشعراء والاُدباء والخطباء؛ حتى أعداؤه.

ويمضي القارئ في هذا القسم مع رجال قالوا في عليّ عليه السلام كلمات مسفرة كضوء الفجر، انطلقت من قلوب مفعمة بالشوق والحبّ.

وقد ترك بعضهم شهادة صريحة للتاريخ في أنّ فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومناقبه تعظم على الإحصاء، ولا تقوى الصحف المكتوبة بأجمعها على استيفائها.

وقالوا: إنّ الصمت أقوى من كلّ حديث عن عليٍّ عليه السلام، وأمضى من كلّ الكلمات.

فهذه كلماتهم تخطّ لعليّ أنّه الأعلم، وهو الأعرف من الجميع بكتاب اللَّه، وعليّ الأشجع في سوح الوغى، وهو أكثر الناس إخلاصاً وتبتّلاً وطاعة.

علىٌّ الهيّن الليّن أكرم الناس خلقاً، وقلبه الشاخص إلى ربّه أبداً.

عليٌّ في مضمار البلاغة بحر لا يُنزَف، وهو سيّد البلَغاء، وأفصح الخطباء.

عليٌّ المجاهد الذي تَثِبُ به بصيرته، وهو الصلب الذي لا تلين له عريكة، ولا تُوهنه الصعاب، ملؤه إقدام ومضاء.

وعليٌّ أعرف الاُمّة بالحقّ، وأنفذ الرجال بصيرة.

هذه بعض كلماتهم في عليّ. ولعليّ بعد ذلك كلّ فضيلة وكمال، فله وحده ما كان للصالحين جميعاً.

كان علي وِتراً التقت فيه جميع خصال الجمال، وتألّقت في ذراه الفضائل بأكملها، وحطّت عنده المكارم. وهو في الفتوّة وِتر لا ندّ له ولا نظير.

هذه الحقيقة نلحظها تتوهّج بين ثنايا هذا القسم عبر شهادة وأقوال عشرات المفكّرين، تتوزّعهم مختلف الاتّجاهات والرؤى، بل نرى بعضها متضادّاً أحياناً!

ولاريبَ أنّ قراءة كلّ هذه الشهادات والأقوال، والاطّلاع على هذه القطوف الدانية من كلمات المدح والإطراء، لهو أمر خليق أن يشدّ إليه القارئ ويجذبه إلى دائرة نفوذه.

خصائص الإمام عليّ


عليّ بعد النبيّ صلى الله عليه و آله هو اللوحة الفريدة الوحيدة التي تتجلّى بها خصائص الإنسان الكامل. وهذه الحقيقة الناصعة الكريمة كانت قد أفصحت عن نفسها خلال القسم السابق عبر ما جاء عن المعصومين عليهم السلام، وما نطق به الصحابة والعلماء والفلاسفة والمتكلّمون والباحثون.

ماينهض به القسم العاشر هو إبانة خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام وتسليط أضواء مكثّفة على ماتحظى به شخصيّته الفذّة من أبعاد ومكوّنات. انطلاقاً من هذا طاف القسم مع الإمام في خصائصه العقيديّة والأخلاقيّة والعلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة، التي تتلاقى فيما بينها لتؤلّف صرح هذا الرجل التاريخي الشامخ والمنار المضي ء الذي لا نظير له.

يا لروعته وتفرّده! فلم يكفر باللَّه طرفة عين، وهو في ثبات إيمانه، ورسوخ يقينه أمضى من الجبال الرواسي، لا يرقى إلى قمّته أحد قطّ.

يعمر الخلق الكريم جنبات وجوده، وتفوح حياته بالإخلاص والإيثار، وتمتلئ أرجاؤها بالمكرمات.

في محراب العبادة هو الأوّاه المتبتّل أعبدالعابدين، وقلبه المجذوب إلى ربّه أبداً، وهو في الصلاة أخشع المصلّين.

ومن يمعن في ميدان السياسة يجده الأصلب، شاهقاً يفوق الجميع، ذكيّاً لا تضارعه الرجال، أدرى الناس بملابسات الزمان.

للمظلومين نصيراً لا يكلّ عن الانتصاف لهم ولا يملّ، وهو على الظالمين كنارٍ اشتدّت في يوم عاصف.

علمه الأكمل، وبصيرته الأنفذ، ورؤيته إلى اللَّه وإلى عالم الوجود والخليقة شفيفة رائقة، سليمة نقيّة، لا تضارعها نظرة ولا يضاهيها نقاء.

أجل؛ حسبُ عليّ أنّه كان عليّاً وحسب، خالصاً للَّه من دون شَوب، شاهداً على الرسالة، مجسّداً لقيمها الرفيعة ومُثلها العليا.

وهذا القسم يقدّم هذا جميعاً إلى طلابّ الحقّ والنفوس الظمأى للحقيقة، ويحمله إلى العقول المتلهّفة لمعرفة عليّ، عبر مرآة متألّقة بنور الآيات الكريمة، ومن خلال النصوص والوقائع التاريخيّة.

علوم الإمام عليّ


عليّ عليه السلام أعظم تلميذ بزغ في مدرسة محمّد صلى الله عليه و آله. أبصر فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الجدارة والاستعداد ما يفوق به كلّ إنسان، ومن القدرة على التعلّم ما

لا مدى له، ففاض على روحه علماً غزيراً لا ينضب، وأراه الحقائق الكبرى الناصعة؛ وبتعبير النصوص الروائيّة والتاريخيّة لقّنه 'ألف باب'، و'ألف حرف'، و'ألف كلمة'، و'ألف حديث'

[جاءت هذه الألفاظ في نصوص مختلفة، ويمكن أن يكون المقصود فيها واحداً.] في مضمار معرفة الحقائق وتحرّي العلوم.

عليّ عليه السلام باب حكمة النبيّ، ومدخل علم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو خزانة علمه، ووارث علوم جميع النبيّين.

عليّ المؤتمن على حكمة النبيّ الحافظ لعلمه، ومن ثَمَّ هو أعلم الاُمّة.

أميرالمؤمنين عليه السلام اُذن واعية، لذا فهو لا ينسى ما يقرع فؤاده من العلم، وبذلك راحت الحكمة تتفجّر من بين جوانحه، وتفيض نفسه الطهور بحقائق المعرفة.

لكن أسفاً وما أعظمها لوعة أن تكون مقادير الحياة قد غيّبت اُولئك الرجال الذين يهيب بهم استعدادهم الوجودي لتلقّي المعرفة العلويّة الناصعة. ولو كانوا هناك لفاض عليهم الإمام بقبضة من شعاع علمه الباهر، ولأشرق الوجود بقبسٍ من نور معرفته.

كان عليّ عليه السلام يحظى من 'علم الكتاب' بعلمه الكامل كلّه، في حين لم يكن لآصف بن برخيا من 'علم الكتاب' إلّا بعضه، فأهّله أن يأتي إلى

سليمان عليه السلام بعرش بلقيس في طرفة عين أو أقلّ.

[قوله سبحانه: 'قَالَ الَّذِى عِندَهُ و عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَبِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ ى قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ و قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّى' "النمل: 40".]

لم يعرف علم عليّ عليه السلام مدىً، ولم يوقفه حدّ، بل امتدّ سعةً حتى تخطّى كلّ العلوم. فهو في الذروة القصوى في علوم القرآن، وفي معارف الشريعة، وعلوم الدين، وعلم البلايا والمنايا، وهو السنام الأعلى في كلّ معرفة.

هل تجد لعليّ نظيراً في معرفة اللَّه، وهو ذا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'ما عرف اللَّه إلّا أنا وأنت'؟

أجل؛ هو ذا كما يقول النبيّ الأقدس؛ فهذا كلامه في التوحيد ومراتبه، وفي إثبات الصانع وطرق الاستدلال عليه، وفي معرفة اللَّه وصفاته يقف في الذروة العليا، وله في نظر الفلاسفة والمتكلِّمين مرتبة سامقة لا تُضاهى.

إنّ ما نطق به الإمام عليّ عليه السلام حول الوجود، وما ذكره عن المخلوقات، وما توفّر على إظهاره من نقاط بديعة حيال الخليقة لهو ينمّ عن إحاطة علميّة بضروب المعرفة البشريّة.

فكلمات الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام عن بدء الخليقة، وخلق الملائكة والسماوات والأرضين والحيوان، وما فاض به عن المجتمع والنفس وحركة التاريخ، وما أدلى به من إشارات عن الرياضيّات والفيزياء وعلم

الأرض "الجيولوجيا" وغير ذلك ممّا يعدّ في حقيقته تنبّؤات علميّة، ويدخل في المعجزات العلميّة للإمام، لهو قمين بالإعجاب، وخليق أن يملأ النفس خضوعاً ودهشة.

لم يعرف التاريخ على امتداده رجلاً، عالماً كان أم فيلسوفاً أم مفكِّراً، ينهض بعلوّ قامته، ويقول بثبات: سلوني ما تشاؤون. ثمّ لم يعجزه الجواب أبداً، ولم يلبث حتى لحظة واحدة كي يتأمّل بما يجيب.

وهذا القسم ليس أكثر من إيماءة إلى علوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهو إشارة على استحياء إلى بحره الزخّار، ونظرة عابرة تومض من بعيد إلى اُفق المعرفة العلويّة.

قضايا الإمام عليّ


القضاء صعب، وأصعب منه القضاء الراسخ الذي يستند إلى الصواب والحقّ.

يستند القضاء من جهة إلى علم راسخ، ويتطلّب من جهة اُخرى روحاً كبيرة وشخصيّة ثابتة لا تخشى التهديد ولا تميل إلى التطميع، ولا تطوح بها العلائق والأهواء عن جادّة الحقّ والصواب.

وأقضية عليّ بن أبي طالب عليه السلام هي منارات مضيئة في الحياة، وأكاليل رفيعة في رحاب الحياة السياسيّة، وأحرى بها أن تكون من أعاجيب التاريخ القضائي.

لقد تناول هذا القسم أقضية الإمام في أربعة فصول توفّر كلّ واحد منها

على بُعد. فقد مرَّ في البدء على الموقع القضائي الذي يحظى به الإمام، وأنّه 'أقضى الاُمّة' بمقتضى صريح كلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

ثمّ انعطف إلى بيان أمثلة لأقضية عليّ عليه السلام على عهد النبيّ صلى الله عليه و آله، متابعاً لها وهي تتوالى في عهد خلافته الراشدة، لتكشف بأجمعها عن علم واسع عميق، وصلابة ماضية في السلوك، وثبات راسخ، وإيثار الحقّ على ما سواه، والدفاع عن الحقيقة في خضمّ الحياة.

آيات الإمام عليّ


الإنسان خليفة اللَّه في الأرض. والأبعاد المعنويّة هي أسمى مظهر باهر يتألّق في شخصيّة الإنسان، وإذا ما ارتقى الإنسان على هذا الخطّ وصار قريباً إلى اللَّه عبر السلوك المعنوي، فسيكون كلّ ما يصدر عنه مذهلاً عجيباً، وتصير حياته وتعاطيه مع الوجود 'تجلّيات' للقدرة الإلهيّة.

حين تُبصر عليّاً عليه السلام في هذا المجال تجده 'ممسوساً في ذات اللَّه' على حدّ ما نصّ عليه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في وصفه، وهو أدرى الناس به، وعليّ ثمرة لتربية الرسول. ومن ثَمَّ كان حريّاً بحياته أن تكون - ولا تزال - مشرقة بأكثر تجلّيات هذا 'الخليفة الربّاني' نوراً ووضاءة.

لقد توفّرت فصول هذا القسم على الإيماء إلى أمثلة للقدرة المعنويّة الباهرة، والولاية التكوينيّة التي يحظى بها الإمام، ومرّت على بعض تجلّيات هذا 'الخليفة الربّاني'، وما يشعّ به وجوده من مظاهر القدرة والعظمة الإلهيّة.

كان من بين المحطّات التي لبثت عندها فصول هذا القسم أمثلة لإجابة الدعوات، وإخبار الإمام بالمغيّبات، وبعض ما له من كرامات مثل 'ردّ الشمس' التي تعدّ منقبة تختصّ به وحده، وفضيلة تبعث على الدهشة، وتدعو إلى العجب.

هذا القسم في حقيقة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام رحلة تطوف معه لتبرز بُعده المعنوي في التعامل مع اُفق الوجود، وتؤشّر إلى موقعه المنيف في معارج الصعود، وما يحظى به هذا الإنسان الربّاني من مكانةٍ عظيمة على مهاد الأرض، كما تكشف عن دوره ك 'خليفة إلهي'.

حبّ الإمام عليّ


الجمال حبيب إلى الإنسان، والإنسان يهفو إلى الجمال، ولن تجد إنساناً يصدّ عن الجمال أو تنكفئ نفسه عن المكرمات والفضائل السامقة أو يُشيح عن المُثل العليا.

هو ذا عليّ عليه السلام مصدر جميع ضروب الجمال، يتفجّر وجوده بالكمال، وتحتشد فيه جميع الفضائل والمكارم والقيم؛ فأيّ إنسان يبصر كلّ هذا التألّق ولا يشدو قلبه إلى عليّ حبّاً وإيماناً؟ وأيّ إنسان له عين بصيرة ويعمى عن ضوء الشمس؟

دعْ عنك اُولئك النفر الذين ادلهمّت نفوسهم بظلمة حالكة، فعميت أبصارهم عن رؤية هذا الجمال الباهر الممتد، ولم يُبصروا مظاهره الخلّابة.

/ 30