موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وكان يقول: كان لعليّ عليه السلام في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة، وثلاث مناقب.

[المناقب لابن شهر آشوب: 242:2، شرح الأخبار: 761:414:2 عن الليث، المناقب للكوفي: 1043:539:2 عن ليث بن أبي سليم عن بعض أصحابه، قرب الإسناد: 387:111 عن ابن عبّاس وكلّها نحوه.]

139- الإمام عليّ عليه السلام: كنتُ على قَلِيبٍ يومَ بدر أميح- أو أمتح- منه، فجاءت ريح شديدة، ثمّ جاءت ريح شديدة، لم أرَ ريحاً أشدّ منها إلّا التي كانت قبلها، ثمّ جاءت ريح شديدة، فكانت الاُولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبيّ صلى الله عليه و آله، والثانيّة إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبيّ صلى الله عليه و آله، والثالثة جبرئيل في ألف من الملائكة.

وكان أبوبكر عن يمينه وكنت عن يساره، فلمّا هزم اللَّه الكفار حَمَلني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على فرسه، فلمّا استويت عليه حمل بي فصرت على عنقه، فدعوت اللَّه فثبّتني عليه، فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي.

[مسند أبي يعلى: 485:258:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 86:2، المستدرك على الصحيحين: 4431:72:3، المغازي: 57:1 كلّها عن محمّد بن جبير بن مطعم.]

140- الإمام زين العابدين عليه السلام: لمّا عطش القوم يوم بدر انطلق عليّ بالقربة يستقي وهو على القَلِيب إذ جاءت ريح شديدة ثمّ مضت، فلبث ما بدا له، ثمّ جاءت ريح اُخرى ثمّ مضت ثمّ جاءته اُخرى كاد أن تشغله وهو على القليب، ثمّ جلس حتى مضى، فلمّا رجع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أخبره بذلك.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أمّا الريح الاُولى فيها جبرئيل مع ألف من الملائكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة، والثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة، وقد سلّموا عليك وهم مدد لنا، وهم الذين رآهم إبليس فنكص على

عقبيه يمشي القهقرى حتى يقول: 'إِنِّى أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ'.

[الأنفال: 48، تفسير العيّاشي: 70:65:2 عن أبي مقدام.]

141- السيرة النبويّة عن ابن إسحاق- في ذكر أحداث معركة بدر: ثمّ خرج بعده

[أي بعد الأسود بن عبدالأسد المخزومي الذي قتله حمزة بن عبدالمطّلب.] عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من الصفّ دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم: عوف ومعوّذ ابنا الحارث- واُمّهما عفراء- ورجل آخر، يقال: هو عبداللَّه بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار، قالوا: ما لنا بكم من حاجة، ثمّ نادى مناديهم: يا محمّد، أخرج إلينا أكفّاءنا من قومنا.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا عليّ، فلمّا قاموا ودنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ قال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال عليّ: عليّ، قالوا: نعم، أكفّاء كرام، فبارز عبيدة- وكان أسنّ القوم- عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز عليّ الوليد بن عتبة، فأمّا حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأمّا عليّ فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينها ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكرّ حمزة وعليّ بأسيافهما على عتبة فذفّفا

[تذفيف الجريح: الإجهاز عليه وتحرير قتله "النهاية: 162:2".] عليه، واحتملا صاحبهما، فحازاه إلى أصحابه.

[السيرة النبويّة لابن هشام: 277:2، تاريخ الطبري: 445:2، تاريخ الإسلام للذهبي: 57:2، الكامل في التاريخ: 531:1، المغازي: 68:1 نحوه.]

142- المناقب لابن شهر آشوب: ولا خلاف أنّ أوّل مبارز في الإسلام: عليّ وحمزة وأبوعبيدة بن الحارث في يوم بدر، قال الشعبي: ثمّ حمل عليّ على الكتيبة مصمّماً وحده.

[المناقب لابن شهر آشوب: 68:2؛ أنساب الأشراف: 363:2 وفيه ذيله.]

143- الإمام عليّ عليه السلام: لقد تعجّبت يوم بدر من جرأة القوم، وقد قتلت الوليد بن عتبة، وقتل حمزة عتبة وشركته في قتل شيبة، إذ أقبل إليّ حنظلة بن أبي سفيان، فلمّا دنا منّي ضربته ضربةً بالسيف فسالت عيناه، فلزم الأرض قتيلاً.

[الإرشاد: 75:1، إعلام الورى: 170:1 وليس فيه 'وقتل حمزة عتبة وشَرَكْته في قتل شيبة' كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام، كشف الغمّة: 186:1.]

144- الإرشاد: بارز أميرالمؤمنين عليه السلام العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبّثه أن قتله، وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله، وبرز بعده طعيمة بن عديّ فقتله، وقتل بعده نوفل بن خويلد- وكان من شياطين قريش- ولم يزل عليه السلام يقتل واحداً منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين قتيلاً؛ تولّى كافّةُ من حضر بدراً من المؤمنين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين قتْلَ الشطر منهم، وتولّى أميرالمؤمنين قتل الشطر الآخر وحده.

[الإرشاد: 69:1، كشف الغمّة: 183:1 نحوه.]

145- الإرشاد عن صالح بن كيسان: مرّ عثمان بن عفّان بسعيد بن العاص فقال: انطلق بنا إلى أميرالمؤمنين عمر بن الخطّاب نتحدّث عنده، فانطلقا، قال |سعيد بن العاص|: فأمّا عثمان فصار إلى مجلسه الذي يشتهيه، وأمّا أنا فملت إلى ناحية القوم، فنظر إليّ عمر وقال: ما لي أراك كأنّ في نفسك عليَّ شيئاً؟ أتظنّ أنّي قتلت أباك؟ واللَّه لوددت أنّي كنت قاتله، ولو قتلته لم أعتذر من قتل كافر،

لكنّني مررت به يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه، وإذا شدقاه قد أزبدا

[تزبّد الإنسان: إذا غضب وظهر على صِماغيه زبدتان "لسان العرب: 193:3".] كالوزغ، فلمّا رأيت ذلك هِبته ورُغت عنه، فقال: إلى أين يابن الخطّاب؟ وصمد له عليّ فتناوله، فواللَّه ما رُمت مكاني حتى قتله.

قال: وكان عليّ عليه السلام حاضراً في المجلس، فقال: اللهمّ غفراً؟! ذهب الشرك بما فيه، ومحا الإسلام ما تقدّم، فمالك تَهيج الناسَ! فكفّ عمر. قال سعيد: أما إنّه ما كان يسرّني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمّه عليّ بن أبي طالب.

[الإرشاد: 75:1، كشف الغمّة: 186:1 وراجع المغازي: 92:1 وشرح نهج البلاغة: 144:14.]

146- الإرشاد عن الزهري: لمّا عرف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حضور نوفل بن خويلد بدراً قال: اللهمّ اكفني نوفلاً، فلمّا انكشفت قريش رآه عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد تحيّر لا يدري ما يصنع، فصمد له ثمّ ضربه بالسيف فنشب في حَجَفَته

[الحَجَفة: يقال للتُّرس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب "الصحاح: 1341:4".] فانتزعه منها، ثمّ ضرب به ساقه- وكانت درعه مُشَمَّرة-

[مِن شمَّر الإزار والثوب تشميراً: رَفَعَه "لسان العرب: 428:4".] فقطعها، ثمّ أجهز عليه فقتله.

فلمّا عاد إلى النبيّ صلى الله عليه و آله سمعه يقول: من له علم بنوفل؟ فقال له: أنا قتلته يا رسول اللَّه، فكبّر النبيّ صلى الله عليه و آله وقال: الحمد للَّه الذي أجاب دعوتي فيه.

[الإرشاد: 76:1، كشف الغمّة: 187:1 وراجع المغازي: 91:1 و 92 ودلائل النبوّة للبيهقي: 943 و شرح نهج البلاغة: 143:14 و 144.]

147- حلية الأولياء عن محمّد بن إدريس الشافعي: دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان فقال له: هل شهدت بدراً؟ قال: نعم. قال: مثل من

كنت؟ قال: غلام قُمْدود

[رجلٌ قُمْدود: قويٌّ شديد "تاج العروس: 207:5".] مثل عطباء الجُلْمود،

[الجُلْمود: الصخر "لسان العرب: 129:3".] قال: فحدّثني ما رأيت وحضرت. قال: ما كنّا إلّا شهوداً كأغياب، وما رأينا ظفراً كان أوشك منه. قال: فصف لي ما رأيت؟ قال:

رأيت في سرعان الناس عليّ بن أبي طالب؛ غلاماً شابّاً ليثاً عبقريّاً يفري الفري،

[تقول العرب: تركته يفري الفري: إذا عمل العمل فأجاده "لسان العرب: 153:15 و 154".] لا يثبت له أحد إلّا قتله، ولا يضرب شيئاً إلّا هتكه، لم أرَ من الناس أحداً قطّ أنفق منه، يحمل حملة، ويلتفت التفاتة كأنّه ثعلب روّاغ،

[مِن راغَ الثعلب؛ أي مالَ وحادَ عن الشي ء "تاج العروس: 26:12". وفي المصدر: 'زوّاغ'، والصحيح ما أثبتناه.] وكأنّ له عينين في قفاه، وكأنّ وثوبه وثوب وحش.

[حلية الأولياء: 145:9 وراجع المعجم الكبير: 2956:150:3.]

148- الفائق عن سعد بن أبي وقّاص: رأيته |عليّاً عليه السلام| يوم بدر وهو يقول:

بازلُ عامين حديثٌ سِنِّي

[البازِل: الرجل الكامل في تجربته وعقله؛ أي أنا في استكمال القوّة كهذا البعير مع حداثة السنّ "تاج العروس: 51:14".]

سَنَحْنَح

[رجل سنحنح: أي لا ينام الليل "تاج العروس: 97:4".] الليل كأنّي جِنّي لمثل هذا ولدتني اُمّي ما تنقم الحرب العوان منّي

[الفائق: 95:1، المناقب للخوارزمي: 187:158، المناقب لابن المغازلي: 48:32؛ المناقب للكوفي: 1080:569:2 وزاد في ذيلهما 'فما رجع حتى خضب سيفه دماً' وكلّها إلى 'اُمّي'.]

149- المناقب لابن شهر آشوب- في عليّ عليه السلام: إنّ الكفّار كانوا يسمّونه الموت

الأحمر؛ سمّوه يوم بدر لعظم بلائه ونِكايته.

[يقال: نَكَيْتُ في العدوّ نِكاية: إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل "النهاية: 117:5"، المناقب لابن شهر آشوب: 68:2، بحارالأنوار: 1:63:41.]

150- تفسير القمّي: كان القتلى ببدر سبعين، والأسرى سبعين، قتل منهم أميرالمؤمنين عليه السلام سبعة وعشرين، ولم يؤسر أحداً.

[تفسير القمّي: 269:1، بحارالأنوار: 3:259:19.]

151- الإرشاد: قد أثبت رواة العامّة والخاصّة معاً أسماء الذين تولّى أميرالمؤمنين عليه السلام قتلهم ببدر من المشركين، على اتّفاق فيما نقلوه من ذلك واصطلاح، فكان ممّن سمّوه:

الوليد بن عتبة- كما قدّمناه- وكان شجاعاً جريئاً فاتكاً وقّاحاً، تهابه الرجال.

والعاص بن سعيد؛ وكان هولاً عظيماً، تهابه الأبطال. وهو الذي حاد عنه عمر بن الخطّاب....

وطعيمة بن عديّ بن نوفل؛ وكان من رؤوس أهل الضلال.

ونوفل بن خويلد؛ وكان من أشدّ المشركين عداوة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وكانت قريش تقدّمه وتعظّمه وتطيعه، وهو الذي قرن أبابكر بطلحة- قبل الهجرة بمكّة- وأوثقهما بحبل وعذّبهما يوماً إلى الليل حتى سُئل في أمرهما. ولمّا عرف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حضوره بدراً سأل اللَّه عزّوجلّ أن يكفيه أمره، فقال: 'اللهمّ اكفني نوفل بن خويلد'، فقتله أميرالمؤمنين عليه السلام.

وزمعة بن الأسود، والحارث بن زمعة، والنضر بن الحارث بن عبدالدار،

وعمير بن عثمان بن كعب بن تيم عمّ طلحة بن عبيد اللَّه، وعثمان ومالك ابنا عبيد اللَّه أخوا طلحة بن عبيد اللَّه، ومسعود بن أبي اُميّة بن المغيرة، وقيس بن الفاكه بن المغيرة، وحذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة، وأبوقيس بن الوليد بن المغيرة، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن مخزوم، وأبوالمنذر بن أبي رفاعة، ومنبّه بن الحجّاج السهمي، والعاص بن منبّه، وعلقمة بن كلدة، وأبوالعاص بن قيس بن عديّ، ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص، ولوذان بن ربيعة، وعبداللَّه ابن المنذر بن أبي رفاعة، ومسعود بن اُميّة بن المغيرة، وحاجب بن السائب بن عويمر، وأوس بن المغيرة بن لوذان، وزيد بن مليص، وعاصم بن أبي عوف، وسعيد بن وهب حليف بني عامر، ومعاوية بن عامر بن عبدالقيس، وعبداللَّه بن جميل بن زهير بن الحارث بن أسد، والسائب بن مالك، وأبوالحكم بن الأخنس، وهشام بن أبي اُميّة بن المغيرة.

فذلك خمسة وثلاثون رجلاً، سوى من اختلف فيه، أو شرك أميرالمؤمنين عليه السلام فيه غيره، وهم أكثر من شطر المقتولين ببدر على ما قدّمناه.

[الإرشاد: 70:1 وراجع المغازي: 147:1 تا 152 والسيرة النبويّة لابن هشام: 365:2 والفصول المهمّة: 52.]

152- المناقب للخوارزمي عن الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبداللَّه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم بدر: هذا رضوان؛ ملك من ملائكة اللَّه ينادي: لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ.

[المناقب للخوارزمي: 200:167 عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عليه السلام، كفاية الطالب: 280 عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام عن جابر.]

153- الإمام الباقر عليه السلام: نادى منادٍ في السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف

إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ.

[تاريخ دمشق: 71:42، البداية والنهاية: 336:7 كلاهما عن سعيد بن محمّد الحنظلي، المناقب لابن المغازلي: 235:199، كفاية الطالب: 277 كلاهما عن سعد بن طريف الحنظلي، الرياض النضرة: 155:3؛ روضة الواعظين: 143 عن الإمام الصادق عليه السلام، الاحتجاج: 55:324:1 نحوه.]

غزوة اُحد


إنّ هزيمة المشركين في بدر، وقتل صناديدهم ورؤسائهم يومذاك أوقدا غضب قريش وحفيظتها؛ فكانت كالأفعى المطعونة لا يقرّ لها قرار. من جهة اُخرى كانت قريش قد رأت استبسال المسلمين في بدر وعشقهم للشهادة؛ فلابدّ لها- إذاً- من التخطيط للثأر.

لذا أقبلت على شتّى القبائل لتصطحب مقاتليها وشجعانها لحرب محمّد صلى الله عليه و آله، وتولّت مصاريف القتال، وإعداد عدّته وسائر ما يتطلبّه، وتوجّهت صوب المدينة بجيش جرّار بلغ ثلاثة آلاف مقاتل، وفيه مئتا فرس،

[تاريخ الطبري: 504:2 تا 507، المغازي: 203:1 و 204، الكامل في التاريخ: 549:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 166:2.] وثلاثة آلاف بعير.

[المغازي: 203:1 و ص 204 و 206، السيرة الحلبيّة: 218:2.]

وعرف النبيّ صلى الله عليه و آله ذلك، فشاور أصحابه، ثمّ عزم على القتال، وبعد صلاة الجمعة غادر المدينة ومعه قرابة ألف مقاتل صَوب 'اُحد' التي كان العدوّ قد عسكر فيها.

[تاريخ الطبري: 503:2.]

بدأ القتال صبيحة السابع من شوّال سنة 3 ه،

[المغازي: 199:1 و ص 208، الكامل في التاريخ: 547:1، السيرة الحلبيّة: 216:2.] وكاد النصر يكون حليف المسلمين في البداية لولا ترك الرصَد مواضعهم من الجبل طمعاً في الغنائم، فباغتهم العدوّ، وإذا هم بوضعهم العسكريّ المتخلخل، أمام عدوٍّ حاقدٍ موتورٍ متفانٍ في سبيل هدفه- ممّا ذكر التاريخ تفاصيله- فتلقّوا ضرباب شديدة موجعة، وانكسروا،

[تاريخ الطبري: 513:2، الكامل في التاريخ: 551:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 173:2، المغازي: 229:1، السيرة الحلبيّة: 226:2.] وآثر كثير منهم الفرار على البقاء، وتركوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وحده في الميدان، ولم يثبت معه إلّا الإمام عليّ عليه السلام ونفر قليل، فكان عليه السلام يُحيط برسول اللَّه صلى الله عليه و آله ويدفع عنه الهجمات كالليث الهصور.

لقد كانت اُحد من أشدّ معارك النبيّ صلى الله عليه و آله وقعاً، وأكثرها دروساً وعِبَراً، وأبلغها تنبيهاً وتذكيراً، وكان الإمام عليه السلام فيها البطل الذي لا صنو له في دوره البارز المتفرّد؛ إذ:

1- كان رافع لوائها الأصلي؛

[تاريخ دمشق: 72:42؛ إعلام الورى: 374:1، بشارة المصطفى: 186.] وهو لواء المهاجرين.

[الإرشاد: 801؛ المغازي: 215:1، تاريخ الطبري: 516:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 77:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 170:2 و ص 177، الكامل في التاريخ: 552:1.]

2- وبسيفه هلك صاحب لواء الشرك المغرور طلحة بن أبي طلحة.

[المغازي: 226:1، تاريخ الطبري: 509:2 وفيه 'طلحة بن عثمان'، السيرة النبويّة لابن هشام: 158:3؛ الإرشاد: 91:1.]

3- وبضرباته المتوالية قتل بعد طلحة ثمانية غيره حملوا اللواء بعده، فأفناهم

الواحد تلو الآخر، ولم يُرفع للشرك بعدهم لواء.

[الإرشاد: 88:1، بشارة المصطفى: 186؛ تاريخ الطبري: 514:2.]

4- من المؤسف أنّ كثيراً من المسلمين لاذوا بالفرار بعد تضعضع الجيش، وهجوم العدوّ المباغت، وكان عليّ عليه السلام هو الذي يحمي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من مخاطر هجمات العدوّ في تلك اللحظات الصعبة الحاسمة.

[تاريخ الطبري: 518:2، المغازي: 240:1؛ الإرشاد: 82:1.]

5- نقل ابن اسحاق أنّ اثنين وعشرين من المشركين قُتلوا في هذه المعركة،

[السيرة النبويّة لابن هشام: 135:3.] منهم اثنا عشر قتلهم الإمام عليه السلام.

[الإرشاد: 91:1.]

6- أثنى جبرئيل عليه السلام على شهامة الإمام عليه السلام وقتاله في هذه الحرب، ودوّى النداء الملكوتي: 'لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ' في الآفاق.

[تاريخ الطبري: 514:2، الكامل في التاريخ: 552:1؛ الكافي: 90:110:8، الإرشاد: 87:1.]

7- أنافتْ جراح الإمام عليه السلام- رمز البطولة والشجاعة- على تسعين جرحاً.

[تفسير القمّي: 116:1، مجمع البيان: 826:2؛ الخرائج والجرائح: 235:148:1، السيرة الحلبيّة: 236:2.] وانكسرت يده المنقذة للمظلوم القامعة للظالم في هذه الحرب.

[المناقب لابن شهر آشوب: 299:3.]

8- لمّا ترك جيش الكفر ميدان الحرب، بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من محلّ استخفائه عليّاً عليه السلام- مع ما به من جراحات مزّقت بدنه، ومن ضعف بسبب كثرة النزف- ليستطلع خبر العدوّ ويتأكّد من تركه الميدان.

[تاريخ الطبري: 527:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 100:3، الكامل في التاريخ: 556:1.]

/ 30