موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الصعود على منكبي النبيّ لكسر الأصنام


كانت الكعبة رمز التوحيد على طول التاريخ. وعند ما بُعث النبيّ صلى الله عليه و آله لهداية الاُمّة، كان الجاهليّون قد ملؤوا بيت التوحيد هذا بأصنام وأوثان شتّى من وحي جهلهم وزيغهم الفكري، فلوّثوه بالشرك عبر هذا العمل السفيه، ولذا اهتمّ النبيّ صلى الله عليه و آله بإزالة كلّ هذا القبح والشذوذ، وأخذ عليّاً عليه السلام معه لتطهير مركز التوحيد من مظاهر الشرك.

فصعد عليه السلام على منكبي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وألقى صنم قريش الكبير- وقيل: هو صنم خزاعة- من على سطح الكعبة إلى الأرض. وهذه الفضيلة العظيمة المتمثّلة بتحطيم الأصنام صعوداً على منكبي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تفرّد بها عليّ عليه السلام دون غيره على امتداد التاريخ.

و هي فضيلة لا نظير لها، وموهبة لا يشاركه فيها أحد.

113- الإمام عليّ عليه السلام: لمّا كان الليلة التي أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن أبيت على فراشه وخرج من مكّة مهاجراً، انطلق بي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الأصنام فقال:

اجلس، فجلست إلى جنب الكعبة، ثمّ صعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على منكبي ثمّ قال: انهض، فنهضت به فلمّا رأى ضعفي تحته قال: اجلس، فجلست فأنزلته عنّي وجلس لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال لي: يا عليّ، اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه، ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وخيّل إليّ أنّي لو شئت نلت السماء، وصعدت إلى الكعبة وتنحّى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فألقيت صنمهم الأكبر، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: عالجْه فعالجت فما زلت اُعالجه ويقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إيه إيه، فلم أزل اُعالجه حتى استمكنت منه فقال: دقّه، فدققته فكسّرته ونزلت.

[المستدرك على الصحيحين: 4265:6:3، تاريخ بغداد: 7282:302:13 كلاهما عن أبي مريم وفيه من 'انطلق بي...'.]

114- المستدرك على الصحيحين عن أبي مريم عن الإمام عليّ عليه السلام: انطلق بي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتى أتى بي الكعبة، فقال لي: اجلس، فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بمنكبي، ثمّ قال لي: انهض، فنهضت، فلمّا رأى ضعفي تحته قال لي: اجلس، فنزلت وجلست، ثمّ قال لي: يا عليّ اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا نهض بي خيّل إليّ لو شئت نلت اُفق السماء، فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال لي: ألق صنمهم الأكبر- صنم قريش- وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: عالجْه ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لي: إيه إيه 'جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا'

[الإسراء: 81.] فلم أزل اُعالجه حتى استمكنت منه، فقال: اقذفه، فقذفته فتكسّر، وتردّيت من فوق الكعبة، فانطلقت أنا

والنبيّ صلى الله عليه و آله نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم. قال عليّ: فما صعد به حتى الساعة.

[المستدرك على الصحيحين: 3387:398:2، مسند ابن حنبل: 644:183:1، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 122:225، تهذيب الآثار "مسند عليّ بن أبي طالب": 32:237 و ح 33، مسند أبي يعلى: 287:180:1 وزاد في آخرهما 'فلم يرفع عليها بعد'، المناقب للخوارزمي: 139:123، المناقب لابن المغازلي: 5:429؛ المناقب للكوفي: 1105:606:2.]

115- الإمام عليّ عليه السلام- لأبي بكر: أنشدك باللَّه، أنت الذي حملك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على كتفيه في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو شاء أن ينال اُفق السماء لنالها أم أنا؟ قال: بل أنت.

[الخصال: 30:552 عن أبي سعيد الورّاق، الاحتجاج: 53:311:1 كلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام.]

تحقيق و تمحيص


إنّ الأخبار المنقولة حول هذه الحادثة بالغة الكثرة؛ فقد نقلها أئمّة الحديث، والتاريخ، والحفّاظ- على حدّ تعبير العلّامة الجليل الشيخ الأميني-

[الغدير: 10:7.] بدون أن يطعنوا في أسانيدها ويشكّوا في نقلها. وما يتطلّب قليلاً من البحث، ويحتاج إلى التحقيق والتمحيص والتوضيح هو زمن الحادثة؛ فإنّ تبويب الأخبار الكثيرة المنقولة في هذا المجال يدلّ على أنّها تنقسم إلى أربعة أقسام:

1- بعض الأخبار- وهي كثيرة جدّاً- لم تصرّح بزمن وقوع الحادثة، وجاء في آخرها أنّ الإمام قال: '...فقذفت به |أحد الأصنام| فتكسّر كما تتكسّر

القوارير، ثمّ نزلتُ، فانطلقت أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس'.

[مسند ابن حنبل: 644:183:1، المستدرك على الصحيحين: 3387:398:2، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 122225، تهذيب الآثار "مسند عليّ بن أبي طالب": 32:237 و 33، مسند أبي يعلى: 287:180:1، المناقب لابن المغازلي: 5:429، المناقب للخوارزمي: 139:123؛ المناقب للكوفي: 1105:606:2 وراجع تاريخ بغداد: 7282:302:13 ومجمع الزوائد: 9836:21:6 والخصال: 30:552 والاحتجاج: 53:311:1.]

2- أخبار اُخرى تُشير إلى أنّها كانت في ليلة خروج النبيّ صلى الله عليه و آله من مكّة.

[المستدرك على الصحيحين: 4265:6:3.]

3- أخبار اُخرى تنصّ على أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خرج مع الإمام عليه السلام من بيت خديجة، ثمّ عادا إلى البيت بعد كسر الأصنام.

[الفضائل لابن شاذان: 83، بحارالأنوار: 4:84:38.]

4- خبر آخر نصّ على أنّها تزامنت مع فتح مكّة.

[المناقب لابن المغازلي: 2400:202؛ العمدة: 710:364.]

وتدلّ الطوائف الثلاثة الاُولى من هذه الأخبار على أنّ الحادثة كانت قبل الهجرة وفي ذروة الإرهاب الذي مارسه المشركون ضدّ المسلمين، والظنّ القويّ يدعم هذا الرأي، مع أنّه لا يستبعد وقوعها مرّتين؛ أي قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بهذه الحركة العظيمة المضادّة للشرك ومعه الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك الجوّ الإرهابي الخانق المظلم قبل الهجرة. ومن الجليّ أنّ المشركين الذين كانت مكّة، والمسجد الحرام، والكعبة تحت تصرّفهم قد أعادوا الأصنام إلى مكانها، ودنّسوا بها الكعبة، ثمّ وبعد فتح مكّة تكرّرت تلك الحركة التطهيرية العظيمة للمرّة الأخيرة.

واحتمل بعض المحدّثين والعلماء هذا التعدّد؛ فالعلّامة المجلسي الذي تحدّث في موضع من كتابه 'بحارالأنوار' عن فتح مكّة، أشار في موضع آخر إلى أخبار اُخرى، وقال:

'أمّا كون كسر الأصنام في فتح مكّة فلا يظهر من هذا الخبر، ولا من أكثر الأخبار الواردة فيه، بل صريح بعض الأخبار وظاهر بعضها كون ذلك قبل الهجرة، فيمكن الجمع بينهما بالقول بتعدّد وقوع ذلك'.

[بحارالأنوار: 138:59.]

ونقل أحمد بن محمّد بن عليّ بن أحمد العاصمي "م 378" أحد اُدباء القرن الرابع وعلمائه بخراسان أيضاً هذا الاحتمال.

[زين الفتى: 159:1.]

الايثار الرائع ليلة المبيت


قال اللَّه تعالى: 'وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفُ م بِالْعِبَادِ".

[البقرة: 207.]

انتشر دين اللَّه في شبه الجزيرة العربيّة شيئاً فشيئاً، وعلا الأذان المحمّدي، وانعكس صداه في أرجاء منها، وكانت 'يثرب' من المدن التي سمعت نداء الحقّ، وقد التقى عدد من أهلها برسول اللَّه صلى الله عليه و آله في موسم الحجّ، وعاهدوه سرّاً.

[لسيرة النبويّة لابن هشام: 301:2، الطبقات الكبرى: 221:1، دلائل النبوّة للبيهقي: 430:2 تا 433.]

ومن جهة اُخرى زاد المشركون ظلمهم وجورهم، وبلغوا ما بلغوا في تعذيبهم واضطهادهم وإرهابهم للناس، واشتدّ أذاهم للمسلمين، فأمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالهجرة إلى يثرب.

من هنا، هاجر المسلمون إلى يثرب تخلّصاً من جور المشركين واضطهادهم، وقد بذل المشركون قصارى جهدهم للحؤول دون الهجرة، بيد أنّ رجالاً كثيراً تركوا ما عندهم في مكّة وغادروها على عجل، ففزع المشركون لذلك؛ لأ نّهم كانوا يعتقدون أنّه إذا اجتمع خلق غفير من أهل يثرب، وحصل المسلمون على دعم من بعضهم، وخرج النبيّ صلى الله عليه و آله من مكّة والتحق بهم، فسيشكّلون قوّة عظيمة تهدّد أمنهم وخاصّه قوافلهم التجاريّة. ولذا عزموا على تدبير مكيدة لإنهاء أمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الذي كان لا يزال بمكّة.

فاجتمعوا وتشاوروا، فتصافقوا على قتله صلى الله عليه و آله؛ إذ لم يكن إخراجه أو حبسه مجدياً. واطّلع صلى الله عليه و آله على مؤامرتهم المشؤومة عن طريق الوحي، فكُلِّف بالخروج من مكّة

[الطبقات الكبرى: 227:1؛ الأمالي للطوسي: 1031:465.] 'وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَكِرِينَ'.

[الأنفال: 30.]

وقد قام المشركون بتطويق داره صلى الله عليه و آله، بعد تداولهم في خطّة قتله وكيفيّة التنفيذ، فإذا قَصَد الخروج فستتلقّاه سيوفهم وينتهي أمره إلى الأبد.

فاقترح صلى الله عليه و آله على عليّ عليه السلام أن يبيت في فراشه تلك الليلة، فسأله: أوَتسلم يا رسول اللَّه؟ قال: نعم. فرحّب الإمام عليه السلام بهذا الاقتراح موطّناً نفسه للقتل عند مواجهة المشركين صباحاً،

[الأمالي للطوسي: 998:447 و ح 999، تاريخ اليعقوبي: 39:2 وراجع المناقب للكوفي: 69:124:1 والمستدرك على الصحيحين: 4264:5:3.] وسجد سجدة الشكر على هذه الموهبة العظيمة.

[الأمالي للطوسي: 1031:465، المناقب لابن شهر آشوب: 183:1.]

والتحف بالبرد اليمانيّ الأخضر الذي كان يلتحف به النبيّ صلى الله عليه و آله عند نومه، ونام مطمئنّاً في فراشه صلى الله عليه و آله.

[تاريخ دمشق: 67:42 و 68، المستدرك على الصحيحين: 4263:5:3، الطبقات الكبرى: 2281؛ الأمالي للطوسي: 995:445.]

لقد عبّر الإمام عليه السلام بهذا الموقف عن غاية شجاعته، وجسّدها وصدع بها عمليّاً؛ إذ عرّض بدنه الأعزل للسيوف المسلولة، وهذا اللون من الشجاعة امتاز به دون غيره.

وقد دفع هذا الإيثار الرائع الملائكة الكروبيّين إلى الاستحسان والإعجاب به.

وباهى اللَّه سبحانه ملائكته بهذا المشهد العجيب لنكران الذات،

[مجمع البيان:535:2، تأويل الآيات الظاهرة: 76:89:1، الفضائل لابن شاذان: 81، تاريخ اليعقوبي: 39:2، المناقب لابن شهر آشوب: 65:2، العمدة: 367:240، تنبيه الخواطر: 173:1، إرشاد القلوب: 224.] فأنزل الآية الكريمة: 'وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ...' لتخليد هذه المنقبة، وتكريم هذا الإيثار وهذه الفضيلة الرفيعة في أروقة التاريخ.

و بعد تلك الليلة كان عليه السلام يذهب إلى غار 'ثور' ليُوصل ما يحتاج إليه النبيّ صلى الله عليه و آله و رفيقه.

[تاريخ دمشق: 68:42؛ المناقب للكوفي: 292:364:1.] فأوصاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بردّ الأمانات، واللحاق به في المدينة.

[السنن الكبرى: 12697:472:6، الطبقات الكبرى: 22:3، تاريخ دمشق: 68:42، اُسد الغابة: 3789:92:4؛ أنساب الأشراف: 309:1، تاريخ الطبري: 382:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 129:2؛ الأمالي للطوسي: 1031:467.]

وبعد مدّة ترك عليه السلام مكّة قاصداً يثرب ومعه الفواطم؛ اُمّه فاطمة بنت أسد، والسيّدة فاطمة الزهراء، وفاطمة بنت الزبير بن أعبدالمطّلب. فعلمت قريش بذلك، وعزمت على منعه فبعثت ببعض فرسانها خلفه، بيد أنّهم اصطدموا بموقفه الشجاع الجري ء ورجعوا خائبين.

[الأمالي للطوسي: 1031:470.] وكان النبيّ صلى الله عليه و آله ينتظره في 'قبا'، حتى إذا لحق به، توجّهوا نحو يثرب.

[الطبقات الكبرى: 22:3، تاريخ دمشق: 69:42.]

116- الأمالي للطوسي عن أنس: لمّا توجّه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الغار ومعه أبوبكر أمر النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام أن ينام على فراشه ويتوشّح ببردته، فبات عليّ عليه السلام موطّناً نفسه على القتل، وجاءت رجال قريش من بطونها يُريدون قتل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكّون أنّه محمّد صلى الله عليه و آله، فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلمّا أيقظوه ورأوه عليّاً عليه السلام تركوه وتفرّقوا في طلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأنزل اللَّه عزّوجلّ: 'وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفُ م بِالْعِبَادِ'.

[الأمالي للطوسي: 998:447. راجع: القسم التاسع/عليٌّ عن لسان القرآن/الذي يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه.]

117- تاريخ اليعقوبي: أجمعت قريش على قتل رسول اللَّه، وقالوا: ليس له اليوم أحد ينصره وقد مات أبوطالب، فأجمعوا جميعاً على أن يأتوا من كلّ قبيلة بغلامٍ نَهْدٍ،

[أي شابّ قويّ ضخم "النهاية: 135:5.] فيجتمعوا عليه، فيضربوه بأسيافهم ضربة رجلٍ واحد، فلا يكون لبني هاشم قوّة بمعاداة جميع قريش.

فلمّا بلغ رسول اللَّه أنّهم أجمعوا على أن يأتوه في الليلة التي اتّعدوا فيها خرج رسول اللَّه لمّا اختلط الظلام ومعه أبوبكر، وإنّ اللَّه عزّوجلّ أوحى في تلك الليلة إلى جبريل وميكائيل أنّي قضيت على أحدكما بالموت فأيّكما يواسي صاحبه؟ فاختار الحياة كلاهما، فأوحى اللَّه إليهما: هلّا كنتما كعليّ بن طالب، آخيت بينه وبين محمّد، وجعلت عمر أحدهما أكثر من الآخر، فاختار عليٌّ الموت، وآثر محمّداً بالبقاء، وقام في مضجعه؟! اهبطا فاحفظاه من عدوّه.

فهبط جبريل وميكائيل، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه يحرسانه من عدوّه ويصرفان عنه الحجارة، وجبريل يقول: بخٍ بخٍ لك يا بن أبي طالب، من مثلك يباهي اللَّه بك ملائكة سبع سماوات؟!

وخلّف عليّاً على فراشه لردّ الودائع التي كانت عنده، وصار إلى الغار فكمن فيه، وأتت قريش فراشه فوجدوا عليّاً، فقالوا: أين ابن عمّك؟ قال: قلتم له: اخرج عنّا، فخرج عنكم. فطلبوا الأثر فلم يقعوا عليه.

[تاريخ اليعقوبي: 39:2 وراجع العمدة: 367:240 وتنبيه الخواطر: 173:1 والفضائل لابن شاذان: 81 والمناقب لابن شهر آشوب: 65:2 واُسد الغابة: 3789:98:4 وإحياء علوم الدين: 3793.]

118- مجمع البيان- في ذكر مبيت عليّ عليه السلام على فراش النبيّ صلى الله عليه و آله: روي أنّه لمّا نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرائيل ينادي: بخٍ بخٍ من مثلك يابن أبي طالب يباهي اللَّه بك الملائكة!

[مجمع البيان: 535:2، الأمالي للطوسي: 1031:469، العمدة: 367:239، الفضائل لابن شاذان: 81، المناقب لابن شهر آشوب: 65:2، تأويل الآيات الظاهرة: 76:89:1؛ تذكرة الخواصّ: 35، شواهد التنزيل: 133:123:1 كلّها نحوه.]

/ 30