موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 1

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




عجيبة، وفتحها بلا إراقة دمٍ، ومعه أكثر من عشرة آلاف مقاتل.


[الطبقات الكبرى: 135:2 و ص 139، تاريخ الطبري: 50:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 42:4، الكامل في التاريخ: 612:1.]


وشهد الإمام عليّ عليه السلام هذا النصر، وكان حضوره فيه لافتاً للنظر من وجوه:


1- كان حاطب بن أبي بلتعة قد كتب إلى قريش كتاباً يخبرهم فيه بعزم النبيّ صلى الله عليه و آله على فتح مكّة، وأرسله مع إحدى النساء. فاستدعى النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام، وبعثه مع اثنين للقبض على تلك المرأة. ولمّا لقوها وطلبوا منها دفع الكتاب إليهم أنكرت ذلك أشدّ إنكار، ففتّشوها عدّة مرّات فلم يجدوا عندها شيئاً، ودلّ تفتيشهم على صحّة ما تدّعيه. فقال لها الإمام عليه السلام: واللَّه ما كَذَبنا رسولُ اللَّه صلوات اللَّه عليه... واللَّه لتُظهرنّ الكتاب أو لأردنّ رأسك إلى رسول اللَّه! فاستسلمت المرأة وأخرجته من ضفيرتها، ودفعته إليه.


[صحيح البخاري: 4025:1557:4، صحيح مسلم: 161:1941:4، مسند ابن حنبل: 600:173:1، المستدرك على الصحيحين: 5309:341:3، الطبقات الكبرى: 134:2، تاريخ الطبري: 48:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 525:2، الكامل في التاريخ: 611:1، السيرة النبويّة لابن هشام: 40:4؛ تاريخ اليعقوبي: 58:2.]


2- كان سعد بن عبادة يحمل راية الإسلام، وينادي: اليوم يوم الملحمة....


فنادى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نداء الرحمة والرأفة، وقال: اليوم يوم المرحمة...،


[اُسد الغابة: 2012:442:2، كنز العمّال: 30173:513:10 نقلاً عن ابن عساكر.] ثمّ دعا عليّاً عليه السلام وأمره أن يرفع الراية مكان سعد.


[تاريخ الإسلام للذهبي: 532:2، تاريخ الطبري: 56:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 49:4، الكامل في التاريخ: 614:1؛ الإرشاد: 135:1، شرح الأخبار: 305:1، إعلام الورى: 385:1، المناقب لابن شهر آشوب: 207:1 و 208.]


3- أعطى النبيّ صلى الله عليه و آله الأمان للجميع بعد فتح مكّة إلّا شرذمة من سود الضمائر المعاندين فقد أهدر دمهم، منهم الحويرث- الذي كان يؤذيه كثيراً يوم كان في مكّة- وامرأة مغنّية كانت تهجوه صلى الله عليه و آله، فقتلهما الإمام عليه السلام.


[أنساب الأشراف: 456:1 و 457؛ الإرشاد: 136:1.]


224- تاريخ الطبري عن عروة بن الزبير وغيره: لمّا أجمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المسير إلى مكّة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الأمر في السير إليهم، ثمّ أعطاه امرأة... وجعل لها جُعلاً على أن تبلّغه قريشاً، فجعلته في رأسها، ثمّ فتلت عليه قرونها، ثمّ خرجت به. وأتى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث عليّ بن أبي طالب والزبير ابن العوّام، فقال: أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش، يحذّرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم.


فخرجا حتى أدركاها بالحليفة- حليفة ابن أبي أحمد- فاستنزلاها، فالتمسا في رحلها، فلم يجدا شيئاً، فقال لها عليّ بن أبي طالب: إنّي أحلف ما كذب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ولا كذبنا، ولتخرِجِنّ إليّ هذا الكتاب أو لنكشفنّكِ. فلمّا رأت الجدّ منه قالت: أعرض عنّي. فأعرض عنها، فحلّت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منه، فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.


[تاريخ الطبري: 48:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 40:4 وفيه 'خليقة' بدل 'حليفة' وراجع المستدرك على الصحيحين: 5309:341:3 والكامل في التاريخ: 611:1.]


225- صحيح البخاري عن عبيد اللَّه بن أبي رافع: سمعت عليّاًرضى الله عنه يقول: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنا والزبير والمقداد، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ،


[روضة خاخ: موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة "معجم البلدان: 335:2".] فإنّ بها ظعينة


[الظعينة: المرأة في الهودج "لسان العرب: 271:13".] معها كتاب، فخذوه منها. فانطلقنا تَعادَى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب! فقلنا: لتُخرِجِنّ الكتاب أو لنُلقينّ الثياب. فأخرجته من عقاصها.


[العَقْص: ضرب من الضَّفر؛ وهو أن يلوى الشعر على الرأس؛ ولهذا تقول النساء: لها عِقْصة، ف وجمعها عِقَص وعِقاص وعقائص، ويقال: هي التي تتّخذ من شعرها مثل الرمّانة "لسان العرب: 56:7".] فأتينا به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.


[صحيح البخاري: 4025:1557:4، صحيح مسلم: 161:1941:4، مسند ابن حنبل: 600:173:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 525:2.]


226- تاريخ الطبري عن عبداللَّه بن أبي نجيح: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله حين فرّق جيشه من ذي طوى، أمر الزبير أن يدخل في بعض الناس من كدىً،


[كُدا- بالضمّ والقصر: الثنية السفلى مما يلي باب العمرة "لسان العرب: 218:15".] وكان الزبير على المجنِّبة


[المُجنِّبتان من الجيش: الميمنة والميسرة "لسان العرب: 276:1".] اليسرى، فأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كداء.


[كَداء- بالفتح والمد: الثنية العليا بمكّة ممّا يلي المقابر، وهو المعلى "لسان العرب: 218:15".] فزعم بعض أهل العلم أن سعداً قال حين وجّه داخلاً: 'اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحلّ الحُرمة' فسمعها رجل من المهاجرين، فقال: يا رسول اللَّه، اسمع ما قال سعد بن عبادة! وما نأمن أن تكون له في قريش صولة!! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ


ابن أبي طالب: أدركه فخذ الراية، فكُن أنت الذي تدخل بها.


[تاريخ الطبري: 56:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 48:4، الكامل في التاريخ: 614:1 وراجع المغازي: 821:2 والإرشاد: 134:1 وشرح الأخبار: 305:1، وإعلام الورى: 385:1 والمناقب لابن شهر آشوب: 207:1.]


227- أنساب الأشراف: أمّا الحويرث بن نقيذ، فكان يعظم القول في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وينشد الهجاء فيه، ويكثر أذاه، وهو بمكّة. فلمّا كان يوم الفتح هرب من بيته، فلقيه عليّ بن أبي طالب فقتله.


[أنساب الأشراف: 456:1، الكامل في التاريخ: 616:1 وراجع المغازي: 857:2.]


راجع: القسم العاشر/الخصائص العقائديّة/امتحن اللَّه قلبه للإيمان.


المقاومة الرائعة في غزوة حنين



ألقى فتح مكّة الرعب في قلوب المشركين، والذعر والفزع في نفوسهم؛ فتشاورت قبيلتا الطائف المهمّتان هوازن وثقيف مع بعض القبائل الاُخرى، فعزمتا على المسارعة إلى مواجهة جيش الإسلام قبل أن يقبل عليهم، وجمعتا جيشاً ضخماً بقيادة شابّ باسل شجاع يدعى: مالك بن عوف النصري، وسار الجيش نحو المسلمين.


[السيرة النبويّة لابن هشام: 80:4، الطبقات الكبرى: 149:2، تاريخ الطبري: 70:3، الكامل في التاريخ: 624:1.]


وبادر النبيّ صلى الله عليه و آله إلى مواجهتهم على رأس جيش عظيم يتألّف من اثني عشر ألفاً؛ عشرة آلاف من يثرب، وألفين من المسلمين الجدد، وبلغت عظمة الجيش درجةً جعلت البعض يصاب بغرور زائف حتى قال: لا نُغلب اليوم من قلّة.


[الطبقات الكبرى: 150:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 83:4 و ص 87، الكامل في التاريخ: 625:1، تاريخ الطبري: 73:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 574:2؛ تاريخ اليعقوبي: 62:2، الإرشاد: 140:1.]


وأمر مالك جيشه بالاختباء خلف الأحجار والصخور وشعاب الجبال والنقاط المرتفعة في آخر الوادي الذي كان ممرّاً إلى منطقة حنين. ولمّا وصل الجيش الإسلامي هناك رُشق بالسهام والحجارة، فمُني بالهزيمة والانكسار، وحدث ما حدث، وفرّ كثير من جيش رسول اللَّه صلى الله عليه و آله،


[الطبقات الكبرى: 151:2، تاريخ الطبري: 74:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 85:4، الكامل في التاريخ: 625:1.] حتى قال أبوسفيان مستهزئاً: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر.


[تاريخ الطبري: 74:3، الكامل في التاريخ: 626:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 576:2.]


وفي ساعة العسرة هذه لم يبقَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلّا قليل؛ قرابة عشرة، فاستماتوا في الدفاع عنه، وفيهم أميرالمؤمنين عليه السلام فكان لا يفتأ يحوم حوله مدافعاً، وهزم من كان يريد قتل النبيّ صلى الله عليه و آله، وأجبرهم على الفرار.


[الطبقات الكبرى: 151:2، تاريخ الطبري: 74:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 85:4، الكامل في التاريخ: 625:1.]


وصاح النبيّ صلى الله عليه و آله بصوتٍ عالٍ في خضمّ تلك الشدائد والنوازل قائلاً: يا أنصار اللَّه وأنصار رسوله، أنا عبداللَّه ورسوله! ثمّ ساق بغلته نحو العدوّ ومعه عدد من الصحابة، وأمر عمّه العبّاس أن ينادي المسلمين بصوته الجهوريّ ويدعوهم إلى نصرته. وهكذا انتظم أمر الجيش مرّة اُخرى.


[تاريخ الطبري: 75:3، الطبقات الكبرى: 151:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 87:4؛ الإرشاد: 142:1.]


إنّ ثبات عليّ عليه السلام وقتاله بلا هوادة في هذه المعركة لافتان للنظر أيضاً، فقد قتل


أربعين من هوازن،


[الكافي: 566:376:8، الإرشاد: 144:1 و ص 150.] وفيهم أبوجرول؛ وهو أحد شجعانهم، وكان هلاكه بداية لانهيار جيشهم.


[الإرشاد: 143:1 و ص 150 وراجع مسند أبي يعلى: 1858:344:2 وتاريخ الطبري: 76:3 والسيرة النبويّة لابن هشام: 88:4.]


ولاحق النبيّ صلى الله عليه و آله الفارّين، وحاصر قلعتهم بالطائف. وفي هذا الحصار اشتبك الإمام عليه السلام مع نافع بن غيلان فقتله، فولّى جمع من المشركين مدبرين، وأسلم آخرون.


[الإرشاد: 153:1.]


يضاف إلى هذا أنّ الإمام عليه السلام كلّف عند الحصار بكسر الأصنام التي كانت حول الطائف، وقد أنجز هذه المهمّة بأحسن ما يكون.


[الإرشاد: 152:1، تاريخ اليعقوبي: 64:2.]


قال الشيخ المفيد رضوان اللَّه عليه في حضور الإمام عليه السلام هذه الغزوة: 'فانظر الآن إلى مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه الغزاة وتأملّها وفكّر في معانيها تجده قد تولّى كلّ فضل كان فيها، واختصّ من ذلك بما لم يشركه فيه أحد من الاُمّة'.


[الإرشاد: 149:1.]


ويتسنّى لنا الآن- بناءً على ما ذكرنا وما جاء في الوقائع التاريخيّة- أن نسجّل دور الإمام عليه السلام في النقاط الآتية:


1- حمله راية المهاجرين.


2- حضوره المهيب في احتدام القتال وهجوم العدوّ بلا هوادة، ودفعه الخطر


عن النبيّ صلى الله عليه و آله في أحرج اللحظات التي فرّ فيها الكثيرون.


3- قتلُه أبا جرول والذي استتبع انهيار جيش هوازن.


4- قتله أربعين من مقاتلي هوازن.


5- قيادته لكتيبة كانت قد تعبّأت من أجل إزالة الأصنام.


6- مبارزة شهاب- من قبيلة خثعم- الذي لم يجرأ أحد من المسلمين على مبارزته، فهبّ الإمام عليه السلام إليه وقضى عليه.


7- قتله نافعاً، الذي أدّى إلى إسلام الكثيرين.


228- تاريخ اليعقوبي: بلغ رسول اللَّه وهو بمكّة أنّ هوازن قد جمعت بحنين جمعاً كثيراً، ورئيسهم مالك بن عوف النصري، ومعهم دريد بن الصمّة من بني جشم؛ شيخ كبير يتبرّكون برأيه، وساق مالك مع هوازن أموالهم وحرمهم. فخرج إليهم رسول اللَّه في جيش عظيم عدّتهم اثنا عشر ألفاً؛ عشرة آلاف أصحابه الذين فتح بهم مكّة، وألفان من أهل مكّة ممّن أسلم طوعاً وكرهاً، وأخذ من صفوان بن اُميّة مائة درع وقال: 'عارية مضمونة'. فأعجبت المسلمين كثرتُهم، وقال بعضهم: ما نؤتى من قلّة. فكره رسول اللَّه ذلك من قولهم.


وكانت هوازن قد كمنت في الوادي، فخرجوا على المسلمين؛ وكان يوماً عظيم الخطب، وانهزم المسلمون عن رسول اللَّه، حتى بقي في عشرة من بني هاشم، وقيل تسعة، وهم: عليّ بن أبي طالب، والعبّاس بن عبدالمطّلب، وأبوسفيان بن الحارث، ونوفل بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وعتبة ومعتّب ابنا أبي لهب، والفضل بن العبّاس، وعبداللَّه بن الزبير بن عبدالمطّلب، وقيل:


أيمن بن اُمّ أيمن. قال اللَّه عزّوجلّ: 'وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيًْا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ و عَلَى رَسُولِهِ ى وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا'.


[التوبة: 25 و 26، تاريخ اليعقوبي: 62:2، الإرشاد: 140:1 نحوه.]


229- تاريخ الإسلام عن الواقديّ: سار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من مكّة لستٍّ خلونَ من شوّال في اثني عشر ألفاً، فقال أبوبكر: لا نُغلب اليوم من قلّة. فانتهوا إلى حُنين لعشر خلونَ من شوّال. وأمر النبيّ صلى الله عليه و آله أصحابه بالتعبئة، ووضع الألوية والرايات في أهلها، وركب بغلته، ولبس دِرعين والمِغفر والبيضة. فاستقبلهم من هوازن شي ءٌ لم يرَوا مثله من السواد والكثرة، وذلك في غبش الصبح. وخرجت الكتائب من مضيق الوادي وشعبه، فحملوا حملةً واحدة، فانكشفت خيل بني سليم مُولّيةً، وتبعهم أهل مكّة، وتبعهم الناس.


[تاريخ الإسلام للذهبي: 574:2 وراجع المغازي: 890:3.]


230- السيرة النبويّة عن جابر بن عبداللَّه: لمّا استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف حَطُوط،


[أجوف: واسع الجوف والحَطُوط: الأكمة الصعبة الانحدار "لسان العرب: 35:9 و ج 274:7".] إنّما ننحدر فيه انحداراً،- قال:- وفي عَماية الصبح.


[عَماية الصبح: بقيّة ظلمة الليل "لسان العرب: 98:15".] وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي، فكمنوا لنا في شِعابه وأحنائه ومضايقه، وقد اجمعوا وتهيّؤوا وأعدّوا. فواللَّه ما راعنا ونحن منحطّون إلّا الكتائب قد شدُّوا علينا شدّة رجلٍ واحد، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحدٍ، وانحاز رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذات اليمين، ثمّ قال: أين!! أيّها الناس هلمُّوا


إليّ! أنا رسول اللَّه، أنا محمّد بن عبداللَّه. قال: فلا شي ء؛ حمَلت الإبل بعضها على بعضٍ، فانطلق الناس، إلّا أنّه قد بقي مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته. وفيمن ثبت معه... من أهل بيته عليّ بن أبي طالب.


[السيرة النبويّة لابن هشام: 85:4، تاريخ الطبري: 74:3.]


231- مسند أبي يعلى عن جابر: كان أيّام هوازن رجل جسيم، على جمل أحمر، في يده راية سوداء، إذا أدرك طعن بها، وإذا فاته شي ء من بين يديه دفعها من خلفه فأبعده. فعمد له عليّ بن أبي طالب ورجل من الأنصار كلاهما يريده- قال:- فضربه عليّ على عرقوبي الجمل، فوقع على عجزه،- قال:- وضرب الأنصاري ساقه- قال:- فطرح قدمه بنصف ساقه، فوقع، واقتتل الناس.


[مسند أبي يعلى: 1858:344:2، تاريخ الطبري: 76:3، السيرة النبويّة لابن هشام: 88:4 كلاهما نحوه.]


232- الإرشاد: أقبل رجل من هوازن على جمل له أحمر، بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام القوم، إذا أدرك ظفراً من المسلمين أكبّ عليهم، وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه من المشركين فاتّبعوه، وهو يرتجز ويقول:


أنا أبوجرول لا بَراحُ


[البراح: الظهور والبيان "لسان العرب: 409:2".]


حتى نُبيحَ القومَ أو نُباحُ


فصمد له أميرالمؤمنين عليه السلام، فضرب عجز بعيره فصرعه، ثمّ ضربه فقطره، ثمّ قال:




  • قد عَلم القومُ لدَى الصباحِ
    أنّيَ في الهيجاء ذو نصاحِ



  • أنّيَ في الهيجاء ذو نصاحِ
    أنّيَ في الهيجاء ذو نصاحِ




فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول لعنه اللَّه.


[الإرشاد: 142:1، كشف الغمّة: 222:1.]


/ 30