حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه - جلد 1

محمد محمدیان تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تظلّمه من قريش

اللّهمّ إنّى أستعديك على قريش

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام في ذكر يوم الشورى والاستنصار على قريش: 'وقد قال قائلٌ

[ القائل هو عبدالرحمن بن عوف.]

: إنّك على هذا الأمر يابن أبي طالبٍ لحريصٌ، فقلت: بل أنتم واللَّه لأحرص وأبعد، وأنا أخصّ وأقرب، وإنّما طلبت حقّاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي

[ ضرب الوجه: كناية عن الرد والمنع.]

دونه. فلمّا قرّعته بالحجّة

[ من قرعه بالعصا ضربه بها.]

في الملأ الحاضرين هبّ

[ هبّ: من هبيب التّيس أي صياحه، أي كان يتكلم بالمهمل مع سرعة حمل عليها الغضب.]

كأنّه بهت لا يدري ما يُجيبني به!

اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش ومن أعانهم! فإنّهم قطعوا رحمي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي. ثم قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، وفي الحقّ أن تتركه'.

نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة 172 ص 246، شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة ج 4 ص 104 - 103.

انّما ينظر النّاس إلى قريش

قال جندب بن عبداللَّه: دخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام وقد بويع لعثمان بن عفّان، فوجدته مطرقاً كئيباً، فقلت له: ما أصابك- جعلت فداك- من قومك؟ فقال: 'صبرٌ جميل'. فقلت: سبحان اللَّه! إنّك لصبور. قال: 'فأصنع ماذا؟'قلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنّك أولى بالنبيّ صلى الله عليه و آله وبالفضل والسابقة، وتسألهم النّصر على هؤلاء المتظاهرين عليك، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشر على المائة، فإن دانوا لك كان ذلك ما احببت، وإن أبوا قاتلهم، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان اللَّه الّذي أتاه نبيّه صلى الله عليه و آله وكنت أولى به منهم، وإن قتلت في طلبه قتلت إن شاء اللَّه شهيداً، وكنت أولى بالعذر عند اللَّه، لأنّك أحقّ بميراث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام:

'أتراه- ياجندب- كان يُبايعني عشرة من مائة؟'

فقلت: أرجوا ذلك. فقال:

'لكنّي لا أرجو ولا من كلّ مائة اثنان، وساُخبرك من أين ذلك، إنّما ينظر النّاس إلى قريشٍ، وإنّ قُريشاً تقول: إنّ آل محمّدٍ يرون لهم فضلاً على سائر قريش،وأنّهم أولياء هذا الأمر دون غيرهم من قريش، وأنّهم إن ولّوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحدٍ أبداً، ومتى كان في غيرهم تداولوه بينهم، ولا واللَّه لا يدفع إلينا هذا السلطان قريشٌ أبداً طائعين'.

قال: فقلت: أفلا أرجع وأخبر النّاس مقالتك هذه وأدعوهم إلى نصرك؟ فقال: 'ياجندب، ليس ذا زمان ذلك'.

الامالي للطوسي المجلس 9 الحديث 7 ص 234، تاريخ الطبري ج 2 ص 583، الكامل

لابن أثير ج 2 ص 464، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 194، بحار الأنوار ج 29 ص 432 الرقم 17.

انّ قريشاً قد اجتمعت على حرب أخيك

من كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى أخيه عقيل:

'...فدع ابن أبي سرحٍ وقريشاً وتركاضهم

[ التركاض: مبالغة في الركض، واستعاره لسرعة خواطرهم في الضلال.]

في الضلال، فإنّ قُريشاً قد إجتمعت على حرب أخيك، إجتماعها على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل اليوم، وجهلوا حقّي، وجحدوا فضلي، ونصبوا لي الحرب، وجدّوا في إطفاء نور اللَّه، اللّهمّ فاجز قُريشاً عنّي بفعالها، فقد قطعت رحمي، وظاهرت عليَّ، وسلبتني سلطان ابن عمّي، وسلَّمت ذلك لمن ليس في قرابتي وحقّي في الإسلام، وسابقتي التي لا يدّعي مثلها مدعٍ، إلّا أن يدّعي ما لا أعرف، ولا أظنّ اللَّه يعرفه، والحمد للَّه على ذلك كثيراً...'.

الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 75، نهج البلاغة "صبحي الصالح" الكتاب 36 ص409، بحار الانوار ج 29 ص 628.

ام يحسدون النّاس على ما آتاهم اللَّه من فضله

من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام قاله لابن عبّاس:

'...إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمر من أمر من أصحابه بالسلام عليَّ في حياته بإمرة المؤمنين، فكنتُ أوكدُ أن أكون كذلك بعد وفاته.

يابن عبّاس أنا أولى الناس بالنّاس بعده ولكن أُمورٌ إجتمعت على

[ كلمة 'على' هنا بمعنى: مع.]

رغبة النّاس في الدّنيا وأمرها ونهيها وصرف قلوب أهلها عنّي، وأصل ذلك ما قال اللَّه عزّ وجلّ في كتابه: 'أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم اللَّه من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً'

[ النّساء: 54.]

فلو لم يكن ثوابٌ ولا عقابٌ لكان بتبليغ الرّسول صلى الله عليه و آله فرضٌ على الناس إتّباعه، واللَّه عزّ وجلّ يقول: 'ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا'،

[ الحشر: 7.]

أتراهم نُهوا عنّي فأطاعوا، والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة وغدا

[ غَدا غَدواً: ذهب غدوة، هذا أصله، ثمّ كثر حتى استعمل في الذهاب والإنطلاق أيّ وقت كان.]

بروح أبي القاسم صلى الله عليه و آله إلى الجنّة لقد قُرنت برسول اللَّه صلى الله عليه و آله حيث يقول عزّ وجل: 'إنّما يريد اللَّه ليُذهب عنكم الرّجس أهل البيت'

[ الاحزاب: 33.]

...'.

اليقين في إمرة أميرالمؤمنين للسيّد ابن طاووس ص101 الباب 122، بحار النوار ج29 ص 550 الرقم 6.

شحّت عليها نفوس قوم

من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحقّ به؟ فقال:

'ياأخا بني أسدٍ، إنّك لقلق الوضين،

[ الوضين: بطان يشد به الرّحل على البعير كالحزام للسرج، فإذا قلق واضطرب اضطرب الرحل فكثر تململ الجمل وقلّ ثباته في سيره.]

تُرسل

[ الارسال: الإطلاق والإهمال.]

في غير سددٍ،

[ السدد: الاستقامة.]

ولك بعد ذمامة

[ الذمّامة: الحماية والكفاية، والصهّر: الصلّة بين أقارب الزوجة وأقارب الزوج.]

الصهر وحقّ المسألة، وقد استعلمت فاعلم: أما الإستبداد

علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً، والأشدّون برسول اللَّه صلى الله عليه و آله نوطاً،

[ النوط: التعلّق والالتصاق.]

فإنّها كانت أثرةً شحّت عليها نفوس قومٍ، وسخت عنها نُفوس آخرين، والحَكمُ اللَّه، والمعود إليه القيامة.

ودع عنك نهباً

[ النهب: الغنيمة.]

صيحَ

[ صيح: صيغة المجهول من صاح: أي صاحوا للغارة.]

في حجراته

[ حَجَراته: جمع حجرة: الناحية.]

ولكن حديثاً ما حديث الرّواحل

وهلم

[ هلُمَّ: اذكر.]

الخطب

[ الخطب: عظيم الأمر وعجيبه.]

في ابن أبي سفيان، فقد أضحكني الدهرُ بعد إبكائه، ولا غرو واللَّه، فياله خطباً يستفرغ العجب، ويُكثر الأود

[ الأود: الإعوجاج.]

! حاول القوم إطفاء نور اللَّه من مصباحه، وسدّ فوّاره

[ الفوّار من الينبوع: الثقب الّذي يفور الماء منه بشدّة.]

من ينبوعه، وجدحوا

[ جدحوا: خلطوا.]

بيني وبينهم شرباً وبيئاً،

[ الشِرب: النصيب من الماء. والوبئ: مايوجب شربه من الوباء.]

فإن ترتفع عنّا وعنهم محن البلوى، أحملهم من الحقّ على محضه،

[ محض الحقّ: خالصه.]

وإن تكن الاُخرى 'فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ، إنّ اللَّه عليمٌ بما يصنعون'

[ فاطر: 8.]

نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة 162 ص 231، الامالي للصدوق المجلس 90 الحديث 5، علل الشرايع للصدوق ج 1 الباب 121 الرقم 2 ص 175، الارشاد للمفيد ج 1 ص294، المسترشد للطبري ص 64 -63، بحار الانوار ج 29 ص 485 الرقم 6.

اجمعوا على منازعتي حقّاً كنت أولى به منهم

من كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام لشيعته:

'...اللّهمّ إنّي أستعديك على قريشٍ فإنّهم قطعوا رحمي وأضاعوا أيّامي ودفعوا حقّي وصغّروا قدري وعظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي حقّاً كُنت أولى به منهم، فاستلبونيه، ثمّ قالوا: اصبر مغموماً أو مت متأسّفاً.

وأيمُ اللَّه لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي كما قطعوا سببي فعلوا ولكنّهم لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً'.

كشف المحجّة للسيّد بن طاووس الفصل 155 ص 248، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 176، الغارات للثقفي ص 204، المسترشد للطبري ص 77، معادن الحكمة لعلم الهدى ج 1 ص 33، بحار الانوار ج 30 ص 7.

ما تركت بدر لنا مذيقاً

قال ابن عمر لعليّ عليه السلام: كيف تحبّك قريش وقد قتلت في يوم بدر واُحد من ساداتهم سبعين سيداً تشرب اُنوفهم الماء قبل شفاههم. وقال أميرالمؤمنين عليه السلام:

'ماتركت بدرٌ لنا مُذيقاً

[ وفي الديوان: صديقاً.]

ولا لنا من خلفنا طريقاً'

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 221، بحار الانوار ج 29 ص 482 الرقم 4، الديوان المنسوب الى عليّ عليه السلام ص 392.

تفسير شامل لما حصل بعد رحيل النبي

لقد قبض اللَّه نبيّه ولأنا أولى النّاس به منّي بقميصي هذا

كتاب أميرالمؤمنين إلى شيعته

قال ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني في كتاب الرسائل: عن علي بن إبراهيم باسناده قال: كتب أميرالمؤمنين عليه السلام كتاباً بعد منصرفه من النهروان وأمر أن يقرأ على الناس، وذلك أنّ النّاس سألوه عن أبي بكر وعمر وعثمان، فغضب عليه السلام وقال:

'قد تفرّغتم للسؤال عمّا لا يعنيكم وهذه مصر قد انفتحت وقُتل معاوية ابن خديج ومحمّد بن أبي بكر، فيالها من مصيبةٍ ما أعظمها بمصيبتي بمحمدٍ، فواللَّه ما كان إلّا كبعض بُني، سبحان اللَّه بينا نحن نرجوا أن نغلب القوم على ما في أيديهم إذ غلبونا على ما في أيدينا، وأنا كاتبٌ لكم كتاباً فيه تصريح ما سألتم إن شاء اللَّه تعالى'.

فدعا عليه السلام كاتبه عبيد اللَّه بن أبي رافع فقال له:

'اُدخل عليَّ عشرةً من ثقاتي'.

فقال: سمّهم لي ياأميرالمؤمنين. فقال:

'اُدخل أصبغ بن نباتة، وأبا الطفيل عامر بن وائلة الكناني، ورزين بن

حبيش الأسدي، وجويرية بن مسهر العبدي، وخندف بن زهير الأسدي، وحارثة بن مضرب الهمداني، والحارث بن عبداللَّه الأعور الهمداني، ومصباح النخعي، وعلقمة بن قيسٍ، وكميل بن زياد، وعمير بن زرارة'.

فدخلوا عليه، فقال عليه السلام لهم:

'خذوا هذا الكتاب، وليقرأه عبيداللَّه بن أبي رافع وأنتم شهود كلّ يوم جمعةٍ، فإن شغب

[ الشغب: تهييج الشرّ والعناد.]

شاغب عليكم فانصفوه بكتاب اللَّه بينكم وبينه'.

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

من عبداللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى شيعته من المؤمنين والمسلمين، فإنّ اللَّه يقول: 'وإنّ من شيعته لإبراهيم'

[ الصافات: 83.]

وهو اسم شرّفه اللَّه تعالى في الكتاب، وأنتم شيعة النبي محمّدٍ صلى الله عليه و آله، كما أنّ من شيعته إبراهيم، إسم غير مختصّ، وأمرٌ غير مبتدع، وسلام اللَّه عليكم، واللَّه هو السلام المؤمن أوليائه من العذاب المهين، الحاكم عليكم بعدله.

أمّا بعد فإنّ اللَّه تعالى بعث محمّداً صلى الله عليه و آله وأنتم معاشر العرب على شرّ حالٍ، يغذو أحدكم كلبه، ويقتل ولده، ويغير على غيره فيرجع وقد أُغير عليه، تأكلون العلهز

[ العلهز- كزبرج-: طعام كانوا يتخذونه من الدم، ووبر البعير، في سني القحط والمجاعة.]

والهبيد

[ الهبيد: الحنظل أو حبه.]

والميتة والدم، تنيخون على أحجار خُشن

[ تنيخون: تقيمون. والخشن- كالقفل- جمع خشناء، من الخشونة ضد 'لان'.]

وأوثان مضلّة، وتأكلون الطعام الجشب،

[ جشب الطعام: غلظ.]

وتشربون الماء الآجن،

[ الآجن: المتغيّر اللّون والطعم.]

تسافكون دماءكم ويسبي بعضكم بعضاً، وقد خصّ اللَّه قريشاً بثلاث آيات وعم العرب بآيةٍ، فأمّا الآيات اللواتي في قريش فهو قوله

تعالى: 'واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فاويكم وأيّدكم بنصره ورزقكم من الطيّبات لعلّكم تشكرون'

[ الانفال: 26.]

والثانية: 'وعد اللَّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليُمكنّن لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون'

[ النور: 55.]

والثالثة: قول قريش لنبي اللَّه تعالى حين دعاهم إلى الإسلام والهجرة فقالوا: 'وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطّف من أرضنا' فقال اللَّه تعالى: 'أولم نمكّن لهم حرماً آمناً يُجبى إليه ثمرات كلّ شي ءٍ رزقاً من لدُنّا ولكنّ أكثرهم لا يعلمون'

[ القصص: 57.]

وأمّا الآية التي عمّ بها العرب فهو قوله تعالى: 'واذكروا نعمت اللَّه عليكم اذ كنتم اعداءً فالّف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخواناً وكنتم على شفا حفرةٍ من النّار فانقذكم منها كذلك يبيّن اللَّه لكم آياته لعلّكم تهتدون'

[ آل عمران: 103.]

فيالها من نعمةٍ ما أعظمها إن لم تخرجوا منها إلى غيرها، ويالها من مصيبةٍ ما أعظمها إن لم تؤمنوا بها وترغبوا عنها.

فمضى نبيّ اللَّه صلى الله عليه و آله وقد بلّغ ما اُرسل به، فيالها مُصيبة خصّت الأقربين، وعمّت المؤمنين، لن تصابوا بمثلها، ولن تعاينوا بعدها مثلها، فمضى صلى الله عليه و آله لسبيله وترك كتاب اللَّه وأهل بيته إمامين لا يختلفان، وأخوين لا يتخاذلان، ومجتمعين لا يتفرّقان.

ولقد قبض اللَّه محمّداً صلى الله عليه و آله ولأنا أولى الناس به منّى بقميصي هذا، وما أُلقي في روعي

[ الروع- بضم الرّاء على زنة الروح-: القلب.]

ولا عرض في رأيي أنّ وجه الناس إلى غيري، فلّما أبطأوا عنّي بالولاية لهممهم

[ لعلّه جمع الهمّة- كعلّة- وهو العزم القوي.]

وتثبط الأنصار- وهم أنصار اللَّه وكتبية الإسلام- وقالوا: أمّا إذا لم تسلّموها لعلّي فصاحبنا أحقّ بها من غيره.

فواللَّه ما أدري إلى من أشكو فإما أن يكون الأنصار ظُلمت حقها، وإما أن يكونوا ظلموني حقّي، بل حقّى المأخوذ وأنا المظلوم، فقال قائل قريش: الأئمّة من قريش، فدفعوا الأنصار عن دعوتها ومنعوني حقّي منها.

فأتاني رهط

[ الرهط: الجماعة والعدّة، هو جمع لا واحد له من لفظه.]

يعرضون عليّ النّصر، منهم ابنا سعيد، والمقداد بن الأسود، وأبو ذرّ الغفاري، وعمّار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والزبير بن العوام، والبراء بن عازب، فقلت لهم: إنّ عندي من النبي صلى الله عليه و آله عهداً، وله إليّ وصيّةٌ لست أُخالفه عمّا أمرني به، فو اللَّه لو خزموني بأنفي لأقررت للَّه تعالى سمعاً وطاعة.

فلّما رأيت النّاس قد انثالوا على أبي بكر للبيعة، أمسكت يدي وظننت

[ أي: أيقنت. ورود الظن بمعنى العلم واليقين شائع في كلام البلغاء والآيات والروايات.]

أنّي أولى وأحق بمقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله منه ومن غيره، وقد كان نبيّ اللَّه أمّر أُسامة بن زيد على جيش وجعلهما

[ الضمير عائد إلى أبي بكر وعمر.]

فى جيشه وما زال النبيّ إلى أن فاضت نفسه يقول: أنفذوا جيش أُسامة، أنفذوا جيش أُسامة فمضى جيشه إلى الشام حتّى انتهوا إلى أذرعات فلقي جيشاً من الروم فهزموهم وغنمهم اللَّه أموالهم.

/ 33