حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه - جلد 1

محمد محمدیان تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اللَّه اللَّه لا تنسوا عهد نبيّكم إليكم في أمري

بعد بيعة النّاس أبا بكر قالوا لأمير المؤمنين عليه السلام: بايع أبا بكر، فقال عليّ عليه السلام: 'أنا أحقّ بهذا الأمر منه وأنتم أولى بالبيعة لي، أخدتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من الرّسول، وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً، ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم، لمكانكم من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأعطوكم المقادة وسلّموا لكم الإمارة، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار، أنا أولى برسول اللَّه حيّاً وميّتاً، وأنا وصيّه ووزيره ومستودع سرّه وعلمه، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم وأوّل من آمن به وصدّقه، وأحسنكم بلاءً في جهاد المشركين، وأعرفكم بالكتاب والسنّة وأفقهكم في الدّين وأعلمُكم بعواقب الأُمور، وأذربكم لساناًز

[ يقال: لسان ذرب، أي: فصيح.]

وأثبتُكم جناناً، فعلام تنازعونا هذا الأمر؟ أنصفونا إن كُنتم تخافون اللَّه على أنفسكم، ثمّ اعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفته الأنصار لكم، وإلّا فبوؤا بالظلّم والعدوان وأنتم تعلمون'.فقال عمر: إنّك لست متروكاً حتّى تبايع طوعاً أو كرهاً فقال له عليّ عليه السلام:

'إحلب حلباً لك شطره، اُشددُ له اليوم ليردّ عليك غداً، إذاً واللَّه لا أقبل قولك ولا أحفل بمقامك ولا اُبايع'.

فقال له أبو بكر: مهلاً ياأبا الحسن، ما نشدّد عليك ولا نكرهك.

فقام أبو عبيدة بن الجرّاح إلى عليّ عليه السلام فقال له: يابن عمّ لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك، ولكنّك حدث السنّ- وكان لعليّ عليه السلام يومئذ ثلاث وثلاثون سنة- وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك، وهو أحمل لثقل هذا الأمر، وقد

مضى الأمر بما فيه فسلّم له، فإن عمّرك اللَّه يسلّموا هذا الأمر اليك، ولا يختلف فيك اثنان بعد هذا، إلّا وأنت به خليق وله حقيق، ولا تبعث الفتنة في غير أوانها فقد عرفت ما في قلوب العرب وغيرهم عليك. فقال أميرالمؤمنين عليه السلام:

'يامعاشر المهاجرين والأنصار، اللَّه اللَّه لا تنسوا عهد نبيّكم إليكم في أمري، ولا تخرجوا سلطان محمّد صلى الله عليه و آله من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن حقّه ومقامه في النّاس.

فواللَّه يامعاشر الجمع، إنّ اللَّه قضى وحكم، ونبيّه أعلم وأنتم تعلمون، أنّا أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منكم، أما كان القارئ منكم لكتاب اللَّه،

[ وفي بعض النسخ: أما كنتُ القارئ، لكتاب اللَّه.....]

الفقيه في دين اللَّه، المضطلع بأمر الرّعيّة؟ واللَّه إنّه لفينا لا فيكم، فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بُعداً، وتفسدوا قديمكم بشرٍّ من حديثكم'.

الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 182، شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 11، الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 1 ص 14 -13، بحار الأنوار ج 28 ص 186.

لا علمت أنّ رسول اللَّه ترك يوم غدير خمّ لأحد حجّة

بعد احتجاج أميرالمؤمنين عليه السلام في المسجد ودعوته المهاجرين والانصار لقبول عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال بشير بن سعد الأنصاري الذي وطّأ الأمر لأبي بكر وقالت جماعة من الانصار: ياأبا الحسن لو كان هذا الكلام سمعته منك الانصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك إثنان.

فقال عليّ عليه السلام:

'ياهؤلاء! أكنت أدع رسول اللَّه مسجّى لا أُواريه وأخرج أنازع في سلطانه؟ واللَّه ما خفت أحداً يسموا له ويُنازعنا أهل البيت فيه ويستحل

ما استحللتموه ولا علمت أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ترك يوم غدير خُم لأحد حُجّة ولا لقائل مقالاً، فأنشد اللَّه رجلاً سمع النبي صلى الله عليه و آله يوم غدير خم يقول: 'من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله' أن يشهد الان بما سمع'.

قال زيد بن ارقم: فشهد اثنا عشر رجلاً بدريّاً بذلك وكنت ممّن سمع القول من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فكتمت الشهادة يومئذ فدعا علي عليه السلام فذهب بصري.

الاحتجاج للطبرسي ج1 ص184،الإمامة والسياسة لإبن قتيبة الدينوري ص 30 -29، بحار الانوار ج 28 ص 187 -186.

يابن اُمّ إنّ القوم استضعفوني

قال ابن قتيبة في الامامة والسياسة: وإنّ أبا بكر رضي اللَّه عنه تفقد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي كرّم اللَّه وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والّذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: ياأبا حفص إن فيها فاطمة؟ فقال: وإن. فخرجوا فبايعوا إلّا عليّاً فانه زعم أنّه قال:

'حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن'.

فوقفت فاطمة رضي اللَّه عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقاً.

فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي علياً. قال: فذهب إلى علي فقال له: 'ماحاجتك؟' فقال: يدعوك خليفة رسول اللَّه، فقال علي:

'لسريع ما كذبتم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله'.

فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلاً. فقال عمر ثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر رضى الله عنه لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول اللَّه يدعوك لتبايع، فجاءه قنفذ، فادّى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال:

'سبحان اللَّه؟ لقد ادّعى ما ليس له'.

فرجع قنفذ، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلاً، ثمّ قام عمر، فمشى معه جماعة،حتّى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت اصواتهم نادت بأعلى صوتها: 'ياابت يارسول اللَّه، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة' فلما سمع القوم صوتها وبكائها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تنصدع وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا علياً، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال:

'إن أنا لم أفعل فمه؟'.

قالوا: إذاً واللَّه الّذي لا إله إلّا هو نضرب عنقك. فقال:

'إذاً تقتلون عبداللَّه وأخا رسوله'.

قال عمر: أما عبداللَّه فنعم، وأما أخو رسوله فلا. وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شي ء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي وينادي:

'يابن اُمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني'

[ الاعراف: 150.]

الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ص 30، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 202 و208، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 11 ص 111، اعلام النّساء ج 4 ص 114، بحار الانوار ج 28 ص 356.

اكنت أترك رسول اللَّه ميّتاً في بيته؟

روى الجوهري باسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام:

أنّ عليّاً حمل فاطمة على حمار، وسار بها ليلاً إلى بيوت الأنصار، يسألهم النّصرة، وتسألهم فاطمة الانتصار له، فكانوا يقولون: يابنت رسول اللَّه، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمّك سبق إلينا أبا بكر ما عَدَلْنا به، فقال عليّ:

'أكُنتُ أترك رسول اللَّه ميّتاً في بيته لا اُجهّزه، وأخرج إلى الناس أنازعهم في سُلطانه؟!'

وقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما اللَّه حسبهم عليه.

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 13 شرح خطبة 66، الامامة والسياسة لابن قتيبةالدينوري ص29، الاحتجاج للطبرسي ج1 ص184، الفتوح لابن أعثم الكوفي ج1 ص13، أعلام النساء ج 4 ص 114، بحار الانوار ج 28 ص 186، وص 352، الغدير ج 7 ص 81.

ارادوا أن يحرقوا عليَّ بيتي

لمّا بايع النّاس أبا بكر دخل عليّ عليه السلام والزبير والمقداد بيت فاطمة عليها السلام، وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطّاب: اضرموا عليهم البيت ناراً، فخرج الزّبير ومعه سيفه، فقال أبو بكر: عليكم بالكلب، فقصدوا نحوه، فزلّت قدمه وسقط إلى الأرض ووقع السيّف من يده، فقال أبو بكر: اضربوا به الحجر، فضرب بسيفه الحجر حتّى انكسر. وخرج عليّ بن أبي طالب عليه السلام نحو العالية فلقيه ثابت بن قيس بن شمّاس،

[ كان خطيب الأنصار، وذكر اليعقوبي عند مقتل عثمان وبيعة الناس لأمير المؤمنين عليه السلام فأنه كان أوّل من تكلم من الأنصار، فقال: واللَّه ياأميرالمؤمنين لئن كانوا تقدّموك في الولاية فما تقدّموك في الدين... "تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 179".]

فقال: ماشأنك يا أبا الحسن؟ فقال:

'أرادوا أن يحرقوا عليّ بيتي وأبو بكرٍ على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا يُنكره'.

فقال له ثابت: ولا تفارق كفّي يدك حتّى أُقتل دونك، فانطلقا جميعاً حتّى عادا إلى المدينة وإذا فاطمة عليها السلام واقفة على بابها وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول: 'لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم، تركتم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا، وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقّاً'.

الأمالي للمفيد المجلس 6 الحديث 9، أعلام النساء ج 4 ص 114، بحار الانوار ج 28 ص 231.

انّ فلاناً وفلاناً أتياني وطالباني بالبيعة

عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: لمّا أتى أبو بكر وعمر إلى منزل أميرالمؤمنين عليه السلام وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده، خرج أميرالمؤمنين عليه السلام إلى المسجد، فحمد اللَّه وأثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت، إذ بعث فيهم رسولاً منهم، وأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً. ثمّ قال:

'إنّ فلاناً وفلاناً أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله وأبو إبنيه، والصديق الأكبر، وأخو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا يقولها أحدٌ غيري إلّا كاذب، وأسلمت وصلّيت، وأنا وصيّه،وزوج ابنته سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّد عليهماالسلام، وأبو حسنٍ وحسينٍ سبطي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ونحن أهل بيت الرّحمة، بنا هداكم اللَّه، وبنا استنقذكم من الضلالة، وأنا صاحب يوم الدُوح،

[ يريد عليه السلام يوم الغدير، حيث أمر رسول اللَّه بدوحات فقممن.]

وفيّ نزلت سورة من القرآن، وأنا

الوصيّ على الأموات من أهل بيته صلى الله عليه و آله وأنا بقيّته على الأحياء من اُمّته، فاتّقوا اللَّه يثبّت أقدامكم ويُتمّ نعمته عليكم'.

ثم رجع عليه السلام إلى بيته.

الامالي للطوسي المجلس22 الحديث1 ص568، بحار الانوار ج28 ص248 الرقم29.

يا معشر قريش أنا أحقّ بهذا الأمر منكم

من كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى شيعته

'...ولم يكونوا لولاية أحدٍ منهم أكره منهم لولايتي، كانوا يسمعون وأنا أُحاجُّ أبا بكرٍ وأقول: يامعشر قريش أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، ما كان منكم من يقرأ القرآن ويعرف السنّة ويدين بدين اللَّه الحقّ؟

وإنّما حجّتي أنّي وليّ هذا الأمر من دون قريش، إنّ نبيّ اللَّه صلى الله عليه و آله قال: 'الولاء لمن أعتق' فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعتق الرّقاب من النّار وأعتقها من الرّق، فكان للنبيّ صلى الله عليه و آله ولاء هذه الاُمّة، وكان لي بعده ما كان له، فما جاز لقريش من فضلها عليها بالنبي صلى الله عليه و آله جاز لبني هاشم على قريشٍ، وجاز لي على بني هاشم بقول النبيّ صلى الله عليه و آله يوم غدير خُم: 'من كنت مولاه فعليّ مولاه'، إلّا أن تدعي قريش فضلها على العرب بغير النبي صلى الله عليه و آله، فإن شاءوا فليقولوا ذلك...'.

كشف المحجّة للسيّد ابن طاووس الفصل 155 ص 245، معادن الحكمة لعلم الهدى ج 1 ص 33، بحار الانوار ج 30 ص 7.

اتمام الحجّة على النّاس

خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة.

قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيّام من وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه فقال:

'الحمد للَّه الّذي منع الأوهام أن تنال إلّا وجوده

[ أي: لا يدرك منه إلّا أنّه تعالى موجود وأمّا ذاته فلا.]

وحجب العقول أن تتخيّل ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل بل هو الّذي لا يتفاوت في ذاته ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ويكون فيها لا على وجه الممازجة،وعلمها لا بأداةٍ- لا يكون العلم إلّا بها

[ هذه الجملة صفة لأداة، والضمير المجرور بالياء يرجع إليها، أي: علم الاشياء لا بأداة لا يكون علم المخلوق إلّا بها.]

- وليس بينه وبين معلومه علمٌ غيره به، كان عالماً بمعلومه، إن قيل: كان، فعلى تأويل أزليّة الوجود وإن قيل: لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم،

[ أي: ليس كونه وبقاءه مقرونين بالزمان على ما يفهم من كلمة كان ولم يزل.]

فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلهاً غيره علُواً كبيراً.

نحمده بالحمد الّذي ارتضاه من خلقه وأوجب قبوله على نفسه وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، شهادتان ترفعان القول وتُضاعفان العمل، خفّ ميزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه وبهما الفوز بالجنّة والنّجاة من النار والجواز على الصراط وبالشهادة تدخلون الجنّة وبالصلاة تنالون الرّحمة، أكثروا من الصلاة على نبيكم 'إنّ اللَّه وملائكته يُصلّون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً'

[ الاحزاب: 56.]

صلى اللَّه عليه وآله وسلّم تسليماً.

أيّها الناس إنّه لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعزّ من التقوى

ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجملُ من العافية ولا وقاية أمنعُ من السلامة ولا مال أذهب بالفاقة من الرّضا بالقناعة، ولا كنز أغنى من القنوع، ومن اقتصر على بُلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوّء خفض الدّعة، والرّغبة مفتاح التعب، والإحتكار مطيّة النصب، والحسدُ آفةُ الدين، والحرصُ داع إلى التقحّم في الذنوب وهو داعي الحرمان، والبغي سائقٌ الى الحين،

[ الحين: الهلاك والمحنة.]

والشّره

[ الشره: غلبة الحرص والغضب والطيش والحدة والنشاط.]

جامع لمساوى ء العيوب، رُبّ طمعٍ خائب وأملٍ كاذب ورجاءٍ يؤدّي إلى الحرمان، وتجارةٍ تؤول إلى الخسران، ألا ومن تورّط في الاُمور غير ناظرٍ في العواقب فقد تعرّض لمفضحات النوائب، وبئست القلادة قلادة الذنّب للمؤمن.

أيّها النّاس إنّه لا كنز أنفع من العلم، ولا عزّ أرفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الأدب، ولا نصب

[ النصب: التعب والمشقة الّذي يتفرع على الغضب.]

أوضع من الغضب، ولا جمال أزين من العقل، ولا سوأة

[ السوأة: الخصلة القبيحة.]

أسوء من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت. أيّها النّاس إنّه من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق اللَّه لم يأسف على ما في يد غيره، ومن سلّ سيف البغي قُتل به، ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره انكشف عورات بيته، ومن نسي زلله استعظم زلل غيره، ومن أعجب برأيه ضلّ، ومن استغنى بعقله زلّ، ومن تكبّر على النّاس ذلّ، ومن سفه على الناس

شُتم، ومن خالط الأنذال

[ الأنذال: السفهاء والاخسّاء.]

حقّر، ومن حمل ما لا يطيق عجز.

أيّها النّاس إنّه لا مال هو أعود

[ الأعود: الأنفع.]

من العقل، ولا فقر هو أشدُ من الجهل، ولا واعظٌ هو أبلغُ من النصّح، ولا عقل كالتدبير، ولا عبادةٌ كالتفكّر، ولا مظاهرة

[ المضاهرة: المعاونة.]

أوثق من المشاورة، ولا وحشة أشدُ من العجب،

[ العجب: الكبر وإعجاب المرء بنفسه وفضائله وأعماله.]

ولا ورع كالكفّ عن المحارم، ولا حلم كالصبر والصمت.أيّها النّاس في الإنسان عشر خصالٍ يُظهرها لسانه: شاهدٌ يُخبرُ عن الضمير، حاكمٌ يفصل بين الخطاب، وناطقٌ يردّ به الجواب، وشافعٌ يُدرك به الحاجة، وواصفٌ يُعرف به الأشياء، وأميرٌ يأمر بالحسن، وواعظٌ ينهى عن القبيح، ومُعزّ

[ معزّ من التعزية بمعنى التسلية.]

تُسكن به الأحزان، وحاضرٌ تجلّى به الضغائن،

[ الضغائن: جمع الضغينة بمعنى الحقد.]

ومونقٌ

[ المونق: المعجب.]

تلتذُ به الأسماع.

أيّها الناس إنّه لا خير في الصمت عن الحكم كما أنّه لا خير في القول بالجهل. واعلموا أيّها الناس إنه من لم يملك لسانه يندم، ومن لا يعلم يجهل، ومن لا يتحلّم لا يحلم،

[ أي: لا يحصل ملكة الحلم إلّا بالتحلم وهو تكلف الحلم.]

ومن لا يرتدع

[ الردع: الرد والكفّ: 'ومن لا يرتدع' أي: من لا ينزجر عن القبائح بنصح الناصحين لا يكون عاقلاً ولا يكمل عقله.]

لا يعقل، ومن لا يعقل يهن، ومن يهن لا يوقّر، ومن لا يوقّر يتوبّخُ، ومن يكتسب مالاً من غير حقّه

/ 33