موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 8

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا'.

___________________________________

تفسير القمّي: 56:2، بحارالأنوار: 4:354:35.

3154- عنه عليه السلام: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام في آخر صلاته رافعاً بها صوته يسمع الناس يقول: اللهمّ هب لعليّ المودّة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل اللَّه: 'إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا'.

___________________________________

تفسير العيّاشي: 11:142:2 عن عمّار بن سويد، بحارالأنوار: 44:100:36.

3155- عنه عليه السلام- في قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا'-: ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام هي الودّ الذي قال اللَّه تعالى.

___________________________________

الكافي: 90:431:1، تفسير القمّي: 57:2 كلاهما عن أبي بصير، بحارالأنوار: 58:333:24.

3156- المعجم الأوسط عن ابن عبّاس: نزلت في عليّ: 'إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا'. قال: محبّة في قلوب المؤمنين.

___________________________________

المعجم الأوسط: 5516:348:5، المعجم الكبير: 12655:96 12، النور المشتعل: 34:130، شواهد التنزيل: 500:471:1؛ تفسير فرات: 335:248، خصائص الوحي المبين: 75:107.

3157- الإمام عليّ عليه السلام: لقيني رجل فقال: يا أباالحسن، أما واللَّه إنّي لاُحبّك في اللَّه، فرجعت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فأخبرته بقول الرجل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لعلّك يا عليّ اصطنعت إليه معروفاً،

فقلت: واللَّه، ما اصطنعت إليه معروفاً!

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: الحمد للَّه الذي جعل قلوب المؤمنين تَتُوق

___________________________________

التَّوقِ: هو الشوقُ إلى الشي ء والنزوعُ إليه "لسان العرب: 33:10". إليك بالمودّة.

فنزل قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا'.

___________________________________

المناقب للخوارزمي: 269:278 عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام؛ بحارالأنوار: 5:355:35 نقلاً عن المناقب لابن شهر آشوب عن زيد بن عليّ.

3158- تذكرة الخواصّ عن ابن عبّاس- في قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا'-: هذا الودّ جعله اللَّه لعليّ في قلوب المؤمنين.

___________________________________

تذكرة الخواصّ: 16؛ كشف الغمّة: 312:1.

راجع: القسم الرابع عشر.

كتاب 'بحار الأنوار': 183:35 تا 436.

كتاب 'شواهد التنزيل': 464:1 تا 477.

عليّ عن لسان النبيّ


موقع الإمام من الحديث النبوى


'ما عرفك يا عليّ حقّ معرفتك إلّا اللَّه وأنا'.

ما توفّر عليه هذا الفصل هو كلمات عظيمة، وقمم سامقة، ومدائح لا نظير لها صدرت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بشأن عليّ عليه السلام. وفي البدء نرى من الضروري أن نذكر عدداً من النقاط حيال أبعاد شخصيّة الإمام عليّ عليه السلام، والموقع الذي يحظى به هذا الإمام العظيم بنظر النبيّ صلى الله عليه و آله وما لَه من مكانة من خلال تعاليم الدين نفسه.

هذه النقاط هي:

سعة حديث النبيّ حيال عليّ


تُؤلّف كلمات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الوضّاءة الشطرَ الأعظم ممّا ذكرناه في فصول هذا الكتاب من معالم عن عليّ عليه السلام، وممّا توفّرنا على بيانه من أبعاد شخصيّة هذا العظيم. على هذا الضوء راح الكلام النبوي يشعّ في أرجاء تمام صفحات هذا الكتاب.

وما نسجّله هنا- باختصار- ما هو إلّا نقاط بارزة، وتجلّيات مشرقة من كلام النبيّ العظيم، ممّا لم يأتِ ذكره في الفصول الاُخر أو لم يرد بتفصيل.

عليٌّ السرّ المكتوم


لشخصيّة أميرالمؤمنين أبعاد مجهولة وواسعة، ومن ثمّ فقد اعترف الكثيرون على امتداد التاريخ بعجزهم عن الارتقاء إلى مكامن تلك الشخصيّة التي لا نظير لها في تاريخ الإسلام. بيدَ أنّ هذه الحقيقة تجلّت على أسمى وجه وأتمّه في كلام النبيّ صلى الله عليه و آله.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'ما عرفك يا عليّ حقّ معرفتك إلّا اللَّه وأنا'.

لكن ما قدر ما أظهره النبيّ من تلك المعرفة؟ وكم كان يطيق المجتمع من تلك الحقائق؟ وكيف تعاملت- الاُمّة- مع ما أبداه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأظهره؟!

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم؛ لقلتُ فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به'.

أجل؛ إنّ الاُمّة لا تطيق سطوع حقيقة شخصيّتك، ولا تتحمّل ظهور فضائلك ومناقبك كما هي، وليس للآذان قدرة على الإصغاء إليها، ولا للنفوس قابليّة الانغمار بها والارتواء من نميرها.

مع ذلك كلّه، تبقى أجمل الصيغ عن شخصيّة أميرالمؤمنين وأسماها، وأنطق الأوصاف وأبلغها وأثراها دلالةً فيما جاء؛ هي تلك التي نجدها في كلام النبيّ المصطفى صلى الله عليه و آله.

بيد أنّ السؤال: هل يعبّر ما احتوته صفحات الآثار المكتوبة من الكلمات

المحمّديّة حيال الإمام عن جميع ما كان، أم إنّ كثيراً من تلك الحقائق بقي رهين الصدور خشية الأذى وخوف التبعات، ثم دُفن مع أهله واندثر مع أصحابه؟

لسنا نريد في هذه المقدّمة أن نُزيح الستار عن هذا المشهد من التاريخ الملي ء بالغصص، لكنّنا نؤكّد أنّ ما بقي هو غيض من فيض، وما وصل إلينا محض اُمثولات من حقائق ما برحت ثاويةً في صدر التاريخ، غائرةً في أحشائه، ومُجرّد أحاديث قصار من كلام سامق طويل لم يُبَح به.

عجباً واللَّه! إنّ اُولئك الذين لم يطيقوا أشعّة الشمس، لم يرضَوا بهذا القليل ولم يتحمّلوه؛ إذ سرعان ما أصدروا حكمهم عليه ب 'الوضع' عناداً من عند أنفسهم، وجنوحاً عن الحقّ، ومعاداةً للفضيلة، ثمّ ما لبثوا أن سعَوا بذريعة 'الوضع' إلى إبعاد هذا القليل عن ساحة الثقافة ومضمار الفكر، وحذفه من صفحات أذهان الناس.

أما في المواضع التي استعصت فيها تلك الفضائل على التكذيب بما لها من قوّة ومن تلألؤ ساطع، فقد بادر اُولئك إلى التحريف المعنوي، وتوسّلوا بتوجيهات غير منطقيّة وبجهود عقيمة، علّهم ينالوا بها شيئاً من تشعشع أنوار الحقّ، ويقلّلوا من امتداده.

وفي هذا المضمار نسجّل بأسف: ما أكثر الكتابات التي اُهملت بسبب هذه الهجمات الثقافيّة، وما أكثر ما ضاع!

كلام النبيّ نافذة لمعرفة عليّ


عليٌّ سرّ الوجود المكتوم؛ وهل ثَمَّ سبيل إلى اكتناه هذا السرّ وفتح مغاليقه سوى الاستمداد من أعلم شخصيّة في الوجود وأدراها بالسرّ؟ إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

لأعرف الوجود بالسرّ، وهو إلى ذلك مُعلّم الإمام عليه السلام ومُربّيه، وقد كان الإمام عليه السلام تلميذه ورفيق دربه وقرينه.

لقد أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وضمّه إليه صغيراً، ثمّ تمتم بنداء الوحي في ثنايا روحه وجوانبها، فطفقت أعماق وجود عليّ تفوح بشذى عطر التعاليم الإلهيّة وتنضح بنداها.

وهكذا كان عليٌّ ماثلاً أمامه بكلّ وجوده كالمرآة الصافية. وعندما كان النبيّ يتحدّث عنه فإنّما يتحدّث بمثل هذه النظرة ومن خلالها.

ولك أن تتأمّل هذا الوصف العلوي الأخّاذ الناطق، في بيان الصلة فيما بينهما "صلوات اللَّه وسلامه عليهما"؛ إذ يقول أميرالمؤمنين:

'وضعني في حجره وأنا ولد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويشمّني عَرفه، وكان يمضغ الشي ء ثمّ يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قول، ولا خطلةً في فعل، ولقد قرن اللَّه به صلى الله عليه و آله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة.

ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه و آله، فقلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع، وترى

ما أرى، إلّا أنّك لستَ بنبيٍّ، ولكنّك لَوزير وإنّك لعلى خير'.

___________________________________

راجع: المكانة عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، القرابة القريبة.

إنّ رسول اللَّه عليه السلام موصول بمصدر الوحي ومنبثق الإلهام، ومن ثَمَّ فما يقوله هو انعكاس لتجلّيات ربّانيّة، وتجلٍّ لحقائق الوحي، وهو تبلور لكلام اللَّه سبحانه. فعندما يتحدّث النبيّ عن عليّ فكأنّ الذي يتحدّث عنه هو اللَّه جلّ جلاله، وهو سبحانه الذي يكشف الستر والأسرار، ويزيح الحُجب عن الشخصيّة السامقة لإمام الإنسانيّة.

وحيثُ نطلّ على المشهد من زاوية اُخرى؛ فإنّ عليّاً هو نظير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو مثيله.

وعلى ضوء الكلام الالهي الساطع: 'وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ' فإنّ عليّاً عليه السلام هو نفس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله له جميع ما للنبيّ الأقدس من مقامات ظاهريّة وباطنيّة ما خلا النبوّة. فعندما يتحدّث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن الإمام أميرالمؤمنين ويكشف عن مؤهّلاته وما يحظى به من جدارة، إنّما يضع في الحقيقة امتداده الوجودي بين يدي الآخرين، ويعرض نظيره ويعرّف به من أجل الأهداف السياسيّة والاجتماعيّة العالية للاُمّة الإسلاميّة، ويقدّم إلى الناس كافّة أفضل وأسمى شخصيّة نشأت في ظِلال الأنوار الإلهيّة الساطعة.

تصنيفُ كلام النبيّ حيال عليّ


قبل أن نبادر إلى تصنيف كلام النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله حيال الإمام عليّ بن أبي طالب، ونستخلصه من خلال عناوين نأتي بها في إطار نظرة سريعة وعامّة، ينبغي أن نعترف أنّ الاستخلاص الدقيق والتصنيف الكامل التامّ لما قاله النبيّ في

عليّ لهو عمل عظيم وشاقّ، وهو- بلا شك- يتطلّب مجالاً أوسع من الفرصة المتاحة لنا في مقدّمة هذا الفصل. بيد أنّنا مع ذلك نسعى من خلال الإفادة من روايات هذا الفصل وما جاء في الفصول الاُخر، أن نشقّ طريقاً صوب المراد والمقصود؛ وإن لم يكن بالمستوى اللائق.

بهذا الشأن تبرز أمامنا العناوين التالية:

عليٌّ من حيث الخلق والتكوين


يرتبط جزء من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن الإمام عليّ بجوهره الوجودي وكيفيّة خلقه. فمن وجهة نظر النبيّ يعدّ عليّ ورسول اللَّه صلوات اللَّه وسلامه عليهما شعاع نور واحد، والاثنان هما تجلٍّ لنور اللَّه سبحانه؛ فلحم عليّ هو لحم النبيّ، ودمُه دمُه، وروحُه روحُه، وباطنُه باطنُه. طينتهما واحدة، وكلاهما من شجرةٍ واحدةٍ، وسائر الناس من شجرٍ شتّى ومن طِيَنٍ مختلفة.

كثيرةٌ هي الروايات التي تشير إلى هذه الحقيقة الرفيعة في مصادر الفريقين، قد جاء بعضها في أوائل هذا الفصل بعبارات مختلفة مبيّنة لحقيقة واحدة وناصعة.

عليٌّ من حيث الاُسرة


عليٌّ عليه السلام هو ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله وصهره ووالد ريحانتيه. بيدَ أنّ الأسمى من ذلك كلّه أنّ عليّاً هو الشخصيّة السامقة في أهل البيت التي تحظى بمكانةٍ مرموقةٍ، وأحد 'أصحاب الكساء' و 'الخمسة الطيّبين' الذين نزلت بحقّهم آية التطهير وهي تهبهم أرفع فضيلة وأسماها.

مضافاً إلى ذلك، أنّ النبيّ كان يرى أنّ دوام نسله ينحدر من صلب عليّ الطاهر، وهو صلى الله عليه و آله يقول: 'إنّ اللَّه عزّ وجلّ جعل ذريّة كلّ نبيّ من صلبه، وإنّ اللَّه

تعالى جعل ذريّتي في صلب عليّ بن أبي طالب'.

وبخلود نسل النبيّ في ذريّة عليّ سجّل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله للامام أبي الريحانتين الحسن والحسين وبحكمٍ إلهي ناصع، أرفع خصوصيّة له وأرقى فضيلة.

عليٌّ من حيث العلم


يُعدّ عليّ بنظر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعلم الاُمّة وأكثرها بصيرة. لقد قدّم النبيّ عليّاً خازناً لعلمه والمؤتمن عليه، ووارثه وحافظ أسراره ومعدن تمام علمه، وتحدّث عنه بوصفه الإنسان الذي يحظى من جميع علم البشريّة بتسعة أعشاره.

ثمّ أكّد الحقيقة التي تفيد أنّ الطريق إلى بلوغ اُفق العلم النبوي وساحة المعارف المحمّديّة إنّما يكمن فقط في سلوك جانب عليّ. فعليٌّ على دراية بجميع ما في الكتب السماويّة وما تحويه من أحكام وتعاليم؛ درايته بالقرآن وتعاليمه وأحكامه.

وعليّ الأعلم بحقائق القرآن، والأكثر إحاطة من الجميع بدقائقه، بحيث لم يكن على وجه الأرض وعلى امتداد الزمان غيره يقول: 'سلوني قبل أن تفقدوني'.

وهذا ابن عبّاس تراه قد غضب قتَ ممّن قارن علمه بعلم عليٍّ، وقال في جوابه: 'علمي من علم عليّ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم في علم عليّ كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر'.

___________________________________

راجع: القسم الحادي عشر.

عليٌّ من حيث العقيدة


إنّ مَن ترعرع منذ الصغر في حضن النبيّ صلى الله عليه و آله، واختلطت لحظات حياته

وتواشجت بلحظات حياة النبيّ، وسمع نداء الوحي الربّاني ولم يلوّث الكفر له روحاً قطّ حتى للحظة واحدة لخليقٌ به أن يحتلّ عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تلك المكانة العظيمة.

لقد كان عليّ من بين الرجال أوّل من صدع بإيمانه برسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وفي الإيمان كان أميرالمؤمنين الذروة في الشهود القلبي، وهذا النبيّ يقول في خطاب نفسه الوضّاءة المنوّرة: 'إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى'.

وهو صلى الله عليه و آله الذي يشهد على استقامته وثبات إيمانه ورسوخه، بقوله: 'الإيمان مخالطٌ لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي'.

___________________________________

راجع: القسم العاشر/الخصائص العقائدية/الإيمان مخالط لحمه ودمه.

بهذه الشهادات- وغيرها- وضع النبيّ ذلك المؤمن النقي في أرفع ذرى اليقين.

عليٌّ من حيث الأخلاق


كان من بين ما أعلنه النبيّ صلى الله عليه و آله في فلسفة بعثته وهدف رسالته، هو إتمام 'مكارم الأخلاق'. من هذا المنطلق سعى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى عرض مشروع جديد، وتربية إنسان آخر، وأن يصنع من المؤمنين بمبدئه ومنهجه مُثُلاً عمليّة للنهج الإنساني، وقُدوات رفيعة لمكارم الأخلاق.

عند هذه النقطة يبرز حكم النبيّ حيال عليّ سامقاً موحياً وهو يعدّه الأحسن أخلاقاً، والقمّة في التحمّل والصبر والاستقامة والتواضع والزهد وسائر مكارم الأخلاق. ومع ذلك كلّه كان الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام الأصلب في إجراء حكم الحقّ، ثابتاً لا يتزعزع في العلم بالأحكام الإلهيّة، صلباً لا تلين له قناة في تنفيذ العدل والعدالة، حتى قيل فيه: إنّه 'كلمة العدل' والتجسيد الواقعي للعدل

/ 46