عَبدُ الرَّحمنِ بن خالِدِ بنِ الوليد - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 8

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تشجروه بالرماح فتريحوا العباد والبلاد منه. قال مروان: واللَّه لقد ثقلنا عليك يا معاوية، إذ كنت تأمرنا بقتل حيّة الوادي والأسد العادي، ونهض مغضباً، فأنشأ الوليد بن عقبة:

يقول لنا معاوية بن حربٍ++

أما فيكم لواتركم طلوبُ

يشدّ على أبي حسن عليّ++

بأسمر لا تهجّنه الكعوبُ

فقلت له أتلعب يابن هندٍ++

فإنّك بيننا رجل غريبُ

أتأمرنا بحيّة بطنِ وادٍ++

يتاح لنا به أسد مهيبُ

كأنّ الخلق لمّا عاينوهُ++

خلال النقع ليس لهم قلوبُ

فقال عمرو: واللَّه ما يُعيّر أحد بفراره من عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

المناقب لابن شهر آشوب: 85:2، بحارالأنوار: 2:68:41 وراجع المناقب للخوارزمي: 235.

3936- شرح نهج البلاغة عن ابن أبي سيف: خطب مروان والحسن عليه السلام جالس فنال من عليّ، فقال الحسن عليه السلام: ويلك يا مروان!! أهذا الذي تشتم شرّ الناس؟ قال: لا، ولكنّه خير الناس.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 220:13.

عَبدُ الرَّحمنِ بن خالِدِ بنِ الوليد


3937- وقعة صفّين عن الشعبي: ذكر معاوية يوماً صفّين... ثمّ قال عبدالرحمن ابن خالد بن الوليد: أما واللَّه لقد رأيتنا يوماً من الأيّام وقد غشينا ثُعبان مثل الطَّود

___________________________________

الطَّوْد: الجبل العظيم "لسان العرب: 270:3". الأرعن قد أثار قَسطلاً

___________________________________

القَسْطل: الغبار الساطع "لسان العرب: 557:11". حال بيننا وبين الاُفق، وهو على أدهم شائل،

يضربهم بسيفه ضرب غرائب الإبل، كاشراً عن أنيابه كشر المُخْدِرِ

___________________________________

المُخدِر: الذي اتّخذ الأجمة خِدراً "لسان العرب: 231:4". الحرب.

فقال معاوية: واللَّه إنّه كان يجالد ويقاتل عن ترة

___________________________________

التِّرَةُ: النقص. وقيل: التَّبِعة "النهاية: 189:1". له وعليه، أراه يعني عليّاً.

___________________________________

وقعة صفّين: 387؛ شرح نهج البلاغة: 53:8.

الوَليدُ بن عَبدِ المَلِك


3938- الإرشاد: قال الوليد بن عبدالملك لبنيه يوماً: يا بنيَّ عليكم بالدين، فإنّي لم أر الدين بنى شيئاً فهدمته الدنيا، ورأيت الدنيا قد بنت بنياناً هدمه الدين. ما زلت أسمع أصحابنا وأهلنا يسبّون عليّ بن أبي طالب ويدفنون فضائله، ويحملون الناس على شنآنه، فلا يزيده ذلك من القلوب إلّا قرباً، ويجتهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك إلّا بُعداً.

___________________________________

الإرشاد: 310:1، بحارالأنوار: 6:19:42.

عبدالعزيز بن مَروان


3939- الكامل في التاريخ عن عمر بن عبدالعزيز: كان أبي إذا خطب فنال من عليّ رضى الله عنه تلجلج، فقلت: يا أبه، إنّك تمضي في خطبتك، فإذا أتيت على ذكر عليّ عرفت منك تقصيراً! قال: أوَفطنت لذلك؟

قلت: نعم، فقال: يا بنيّ، إنّ الذين حولنا لو يعلمون من عليّ ما نعلم تفرّقوا

عنّا إلى أولاده.

___________________________________

الكامل في التاريخ: 256:3.

3940- شرح نهج البلاغة عن عمر بن عبدالعزيز: كان أبي يخطب فلا يزال مستمرّاً في خطبته، حتى إذا صار إلى ذكر عليّ وسبّه تقطّع لسانه، واصفرّ وجهه، وتغيّرت حاله، فقلت له في ذلك، فقال: أوَقد فطنت لذلك؟ إنّ هؤلاء لو يعلمون من عليّ ما يعلمه أبوك ما تبعَنا منهم رجل.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 221:13.

راجع: القسم الخامس عشر/خيبة آمال أعدائه/رفع السبّ عنه.

عَمرَةُ بنت عَبدِ وُدّ


3941- المستدرك على الصحيحين عن عاصم بن عمر بن قتادة: لمّا قتل عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه عمرو بن عبدودّ أنشأت اُخته عمرة بنت عبدودّ ترثيه، فقالت:

لو كان قاتل عمرٍو غير قاتلهِ++

بكيته ما أقام

___________________________________

في المصدر: 'قام'، والصحيح ما أثبتناه. الروح في جسدي

لكنّ قاتله من لا يعاب به++

وكان يدعى قديماً بيضةَ البلدِ

___________________________________

المستدرك على الصحيحين: 4330:36:3 وراجع بحارالأنوار: 260:20.

3942- شرح نهج البلاغة: قالت اُخت عمرو بن عبدودّ ترثيه:

لو كان قاتل عمرٍو غير قاتلهِ++

بكيته أبداً ما دمت في الأبدِ

لكنّ قاتله من لا نظير لهُ++

وكان يدعى أبوهُ بيضةَ البلدِ

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 20:1.

عليّ عن لسان الأعيان


ابن أبي الحَديد


___________________________________

هو عزّ الدين أبوحامد ابن هبة اللَّه بن محمّد بن محمّد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني: أحد جهابذة العلماء وأثبات المؤرّخين، ممّن نجم في العصر العبّاسي الثاني، أزهى العصور الإسلاميّة إنتاجاً وتأليفاً. وكان فقيهاً اُصوليّاً، وله في ذلك مصنّفات معروفة مشهورة، وكان متكلّماً جدليّاً نظّاراً، اصطنع مذهب الاعتزال، وعلى أساسه جادل وناظر، وحاجّ وناقش، وله مع الأشعري والغزالي والرازي كتب ومواقف. وكان أديباً متضلّعاً في فنون الأدب، متقناً لعلوم اللسان. وكان شاعراً عذب المورد، مشرق المعنى، كما كان كاتباً بديع الإنشاء، حسن الترسّل، ناصع البيان، وله مصنّفات كثيرة. ولدبالمدائن ونشأ بها وتلقّى عن شيوخها، ودرس المذاهب الكلاميّة فيها، ثمّ مال إلى مذهب الاعتزال، وتوفّي سنة 656 أو 655 "راجع شرح نهج البلاغة: المقدّمة ص 13، سير أعلام النبلاء: 265:372:23".

3943- شرح نهج البلاغة: إنّه عليه السلام كان أولى بالأمر وأحقّ، لا على وجه النصّ بل

على وجه الأفضليّة؛ فإنّه أفضل البشر بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأحقّ بالخلافة من جميع المسلمين.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 140:1.

3944- شرح نهج البلاغة: ما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه، ولا كتمان فضائله، فقد علمت أنّه استولى بنو اُميّة على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكلّ حيلة في إطفاء نوره والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعّدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمّن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يسمّي أحد باسمه، فما زاده ذلك إلّا رفعة وسموّاً، وكان كالمسك كلّما ستر انتشر عَرْفه، وكلّما كتم تضوّع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار إن حُجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة.

وما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة، وتنتهي إليه كلّ فرقة، وتتجاذبه كلّ طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وأبوعذرها، وسابق مضمارها، ومجلّي حلبتها، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ، وله اقتفى، وعلى مثاله احتذى.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 16:1.

3945- شرح نهج البلاغة- في ذيل الخطبة الثانية-: إن قيل: ما معنى قوله عليه السلام: 'لا يقاس بآل محمّد من هذه الاُمّة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً'؟

قيل: لا شبهة أنّ المنعم أعلى وأشرف من المنعَم عليه، ولا ريب أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله

وأهله الأدنَين من بني هاشم- لا سيّما عليّاً عليه السلام- أنعموا على الخلق كافّة بنعمة لا يقدّر قدرها؛ وهي الدعاء إلى الإسلام والهداية إليه، فمحمّد صلى الله عليه و آله وإن كان هدى الخلق بالدعوة التي قام بها بلسانه ويده، ونصرة اللَّه تعالى له بملائكته وتأييده، وهو السيّد المتبوع، والمصطفى المنتجب الواجب الطاعة، إلّا أنّ لعليّ عليه السلام من الهداية أيضاً- وإن كان ثانياً لأوّل، ومصلّياً على إثر سابق- ما لا يجحد، ولو لم يكن إلّا جهاده بالسيف أوّلاً وثانياً، وما كان بين الجهادين من نشر العلوم وتفسير القرآن وإرشاد العرب إلى ما لم تكن له فاهمة ولا متصوّرة، لكفى في وجوب حقّه، وسبوغ نعمته عليه السلام.

فإن قيل: لا ريب في أنّ كلامه هذا تعريض بمن تقدّم عليه، فأيّ نعمة له عليهم؟

قيل: نعمتان:

الاُولى منهما: الجهاد عنهم وهم قاعدون؛ فإنّ من أنصف علم أنّه لولا سيف عليّ عليه السلام لاصطلم المشركون، من أشار إليه وغيرهم من المسلمين، وقد علمت آثاره في بدر، واُحد، والخندق، وخيبر، وحنين، وأنّ الشرك فيها فَغَر فاه،

___________________________________

أي فَتَح فاه "لسان العرب: 59:5". فلولا أن سدّه بسيفه لالتهم المسلمين كافّة.

والثانية: علومه التي لولاها لحكم بغير الصواب في كثير من الأحكام، وقد اعترف عمر له بذلك، والخبر مشهور: 'لولا عليّ لهلك عمر'....

واعلم أنّ عليّاً عليه السلام كان يدّعي التقدّم على الكلّ، والشرف على الكلّ، والنعمة على الكلّ، بابن عمّه صلى الله عليه و آله، وبنفسه، وبأبيه أبي طالب؛ فإنّ من قرأ علوم السير

عرف أنّ الإسلام لولا أبوطالب لم يكن شيئاً مذكوراً.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 140:1.

ابوجَعفرٍ الإسكافيّ

___________________________________

أبوجعفر محمّد بن عبداللَّه السمرقندي، أحد متكلّمي المعتزلة: كان عجيب الشأن في العلم والذكاء وصيانة النفس ونبل الهمّة والنزاهة، بلغ في مقدار عمره ما لم يبلغه أحد من نظرائه وكان المعتصم يعظّمه جدّاً. قال ابن أبي الحديد: وهو الذي نقض كتاب 'العثمانيّة' على أبي عثمان الجاحظ في حياته. ودخل الجاحظ الورّاقين ببغداد. فقال: من هذا الغلام السوادي الذي بلغني أنّه تعرَّض لنقض كتابي! وأبوجعفر جالس، فاختفى منه حتى لم يَرَه. وكان أبوجعفر يقول بالتفضيل على قاعدة معتزلة بغداد، ويبالغ في ذلك، وكان علويّ الرأي، محقّقاً منصفاً، قليل العصبيّة. مات سنة أربعين ومائتين. وتعبير ابن أبي الحديد في حقّ هذا الرجل ب 'شيخنا' مع وجود الفاصلة الزمنيّة الكبيرة بينهما لكونه من المعتزلة، وكثيراً ما يعبّر في شرح نهج البلاغة عن شيوخ المعتزلة ب 'شيخنا' "راجع شرح نهج البلاغة: 133:17، والمعيار والموازنة: 4 وسير أعلام النبلاء: 182:550:10".



3946- شرح نهج البلاغة: قال شيخنا أبوجعفر:... قد علمنا ضرورةً من دين الرسول صلى الله عليه و آله تعظيمه لعليّ عليه السلام تعظيماً دينيّاً لأجل جهاده ونصرته، فالطاعن فيه طاعن في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 285:13.

3947- شرح نهج البلاغة: قال أبوجعفر: قد تعلمون أنّ بعض الملوك ربّما أحدثوا قولاً أو ديناً لهوى، فيحملون الناس على ذلك، حتى لا يعرفوا غيره، كنحو ما أخذ الناسَ الحجّاجُ بن يوسف بقراءة عثمان وترك قراءة ابن مسعود واُبيّ بن كعب، وتوعّد على ذلك بدون ما صنع هو وجبابرة بني اُميّة وطغاة مروان

بولد عليّ عليه السلام وشيعته، وإنّما كان سلطانه نحو عشرين سنة، فما مات الحجّاج حتى اجتمع أهل العراق على قراءة عثمان، ونشأ أبناؤهم ولا يعرفون غيرها؛ لإمساك الآباء عنها، وكفّ المعلّمين عن تعليمها حتى لو قرأت عليهم قراءة عبداللَّه واُبيّ ما عرفوها، ولظنّوا بتأليفها الاستكراه والاستهجان؛ لإلف العادة وطول الجهالة؛ لأ نّه إذا استولت على الرعيّة الغلبة، وطالت عليهم أيّام التسلّط، وشاعت فيهم المخافة، وشملتهم التقيّة، اتّفقوا على التخاذل والتساكت، فلا تزال الأيّام تأخذ من بصائرهم وتنقص من ضمائرهم، وتنقض من مرائرهم، حتى تصير البدعة التي أحدثوها غامرة للسنّة التي كان يعرفونها.

ولقد كان الحجّاج ومن ولّاه كعبد الملك والوليد ومن كان قبلهما وبعدهما من فراعنة بني اُميّة على إخفاء محاسن عليّ عليه السلام وفضائله وفضائل ولده وشيعته، وإسقاط أقدارهم، أحرص منهم على إسقاط قراءة عبداللَّه واُبيّ؛ لأنّ تلك القراءات لا تكون سبباً لزوال ملكهم، وفساد أمرهم، وانكشاف حالهم، وفي اشتهار فضل عليّ عليه السلام وولده وإظهار محاسنهم بوارُهم، وتسليط حكم الكتاب المنبوذ عليهم، فحرصوا واجتهدوا في إخفاء فضائله، وحملوا الناس على كتمانها وسترها، وأبى اللَّه أن يزيد أمره وأمر ولده إلّا استنارة وإشراقاً، وحبّهم إلّا شغفاً وشدّة، وذكرهم إلّا انتشاراً وكثرة، وحجّتهم إلّا وضوحاً وقوّة، وفضلهم إلّا ظهوراً، وشأنهم إلّا علوّاً، وأقدارهم إلّا إعظاماً، حتى أصبحوا بإهانتهم إيّاهم أعزّاء، وبإماتتهم ذكرهم أحياء، وما أرادوا به وبهم من الشرّ تحوّل خيراً، فانتهى إلينا من ذكر فضائله وخصائصه ومزاياه وسوابقه ما لم يتقدّمه السابقون، ولا ساواه فيه القاصدون، ولا يلحقه الطالبون، ولولا أنّها كانت كالقبلة المنصوبة في الشهرة، وكالسنن المحفوظة في الكثرة، لم يصل إلينا منها في دهرنا حرف

واحد، إذا كان الأمر كما وصفناه.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 223:13.

3948- شرح نهج البلاغة: قال أبوجعفر: وقد روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب: 'وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ و فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ ى وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ'،

___________________________________

البقرة: 204 و205. وأنّ الآية الثانية نزلت في ابن مُلجم، وهي قوله تعالى: 'وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ'

___________________________________

البقرة: 207. فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل، وروى ذلك.

قال: وقد صحّ أنّ بني اُميّة منعوا من إظهار فضائل عليّ عليه السلام، وعاقبوا على ذلك الراوي له؛ حتى إنّ الرجل إذا روى عنه حديثاً لا يتعلّق بفضله بل بشرايع الدِّين لا يتجاسر على ذكر اسمه؛ فيقول: عن أبي زينب.

وروى عطاء عن عبداللَّه بن شداد بن الهاد، قال: وددت أن اُترك فاُحدِّث بفضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوماً إلى الليل؛ وأنّ عنقي هذه ضربت بالسيف.

قال: فالأحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلى غاية بعيدة، لا نقطع نقلها للخوف والتقيّة من بني مروان مع طول المدّة، وشدّة العداوة، ولولا أنّ للَّه تعالى في هذا الرجل سرّاً يعلمه من يعلمه لم يروَ في فضله حديث، ولا عرفت له منقبة؛ ألا ترى أنّ رئيس قرية لو سخط على واحد

من أهلها، ومنع الناس أن يذكروه بخيرٍ وصلاح لخمل ذكره، ونسي اسمه، وصار وهو موجود معدوماً، وهو حيٌّ ميتاً.

___________________________________

شرح نهج البلاغة: 73:4.

ابوجَعفرٍ الحَسَني

___________________________________

أبوجعفر بن أبي زيد الحسني: نقيب البصرة، أحد مشايخ ابن أبي الحديد.



3949- شرح نهج البلاغة: كان |أبوجعفر| يقول: انظروا إلى أخلاقهما |رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام| وخصائصهما، هذا شجاع وهذا شجاع، وهذا فصيح وهذا فصيح، وهذا سخيّ جواد وهذا سخيّ جواد، وهذا عالم بالشرائع والاُمور الإلهيّة وهذا عالم بالفقه والشريعة والاُمور الإلهيّة الدقيقة الغامضة، وهذا زاهد في الدنيا غير نهم ولا مستكثر منها وهذا زاهد في الدنيا تارك لها غير متمتّع بلذّاتها، وهذا مذيب نفسه في الصلاة والعبادة وهذا مثله، وهذا غير محبّب إليه شي ء من الاُمور العاجلة إلّا النساء وهذا مثله، وهذا ابن عبدالمطّلب بن هاشم، وهذا في قُعْدده،

___________________________________

القُعدد: قريب من الجَدّ الأكبر "لسان العرب: 361:3". وأبواهما أخوان لأبٍ واحد دون غيرهما من بني عبدالمطّلب، وربّي محمّدٌ صلى الله عليه و آله في حِجْر والد هذا وهذا أبوطالب، فكان جارياً عنده مجرى أحد أولاده.

ثمّ لمّا شبّ صلى الله عليه و آله وكبر استخلصه من بني أبي طالب وهو غلام، فربّا|هُ|

___________________________________

الزيادة منّا لتتميم العبارة. في حجره مكافأةً لصنيع أبي طالب به، فامتزج الخلقان، وتماثلت السجيّتان، وإذا كان القرين مقتدياً بالقرين، فما ظنّك بالتربية والتثقيف الدهر الطويل؟ فواجب

/ 46