موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 8

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أهجم على الأمر إلّا بعدما قدّمت وأخّرت، وتأنّيت وراجعت، وأرسلت وسافرت، وأعذرت وأنذرت، وأعطيت القوم كلّ شي ء يلتمسوه بعد أن عرضت عليهم كلّ شي ء لم يلتمسوه، فلمّا أبوا إلّا تلك، أقدمت عليها، فبلغ اللَّه بي وبهم ما أراد، وكان لي عليهم بما كان منّي إليهم شهيداً. ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أ ليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أميرالمؤمنين.

فقال عليه السلام: وأمّا السادسة يا أخا اليهود، فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الأكباد وهو طليق معاند للَّه عزّ وجلّ ولرسوله والمؤمنين منذ بعث اللَّه محمّداً إلى أن فتح اللَّه عليه مكّة عنوة، فاُخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم وفي ثلاثة مواطن بعده، وأبوه بالأمس أوّل من سلّم عليَّ بإمرة المؤمنين، وجعل يحثّني على النهوض في أخذ حقّي من الماضين قبلي، ويجدّد لي بيعته كلّما أتاني.

وأعجب العجب أنّه لمّا رأى ربّي تبارك وتعالى قد ردّ إليّ حقّي وأقرَّ في معدنه، وانقطع طمعه أن يصير في دين اللَّه رابعاً، وفي أمانة حُمّلناها حاكماً، كرَّ على العاصي بن العاص فاستماله، فمال إليه، ثمّ أقبل به بعد أن أطمعه مصر، وحرام عليه أن يأخذ من الفي ء دون قسمه درهماً، وحرام على الراعي إيصال درهم إليه فوق حقّه، فأقبل يخبط البلاد بالظلم، ويطأها بالغشم، فمن بايعه أرضاه، ومن خالفه ناواه.

ثمّ توجّه إليّ ناكثاً علينا، مغيراً في البلاد شرقاً وغرباً، ويميناً وشمالاً، والأنباء تأتيني والأخبار ترد عليَّ بذلك، فأتاني أعور ثقيف فأشار عليَّ أن اُولّيه البلاد التي هو بها؛ لاُداريه بما اُولّيه منها، وفي الذي أشار به الرأي في أمر الدنيا، لو وجدت عند اللَّه عزّ وجلّ في توليته لي مخرجاً، وأصبت لنفسي في ذلك

عذراً، فأعلمت الرأي في ذلك، وشاورت مَن أثق بنصيحته للَّه عزّ وجلّ ولرسوله صلى الله عليه و آله ولي وللمؤمنين، فكان رأيه في ابن آكلة الأكباد كرأيي، ينهاني عن توليته، ويحذِّرني أن اُدخل في أمر المسلمين يده، ولم يكن اللَّه ليراني أتّخذ المضلّين عضداً.

___________________________________

إشارة إلى الآية 51 من سورة الكهف.

فوجّهت إليه أخا بجيلة مرّة، وأخا الأشعريّين مرّة، كلاهما ركن إلى الدنيا، وتابع هواه فيما أرضاه، فلمّا لم أرَه أن يزداد فيما انتهك من محارم اللَّه إلّا تمادياً شاورت من معي من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله البدريّين، والذين ارتضى اللَّه عزّ وجلّ أمرهم ورضي عنهم بعد بيعتهم، وغيرهم من صلحاء المسلمين والتابعين، فكلٌّ يوافق رأيه رأيي ؛ في غزوه ومحاربته ومنعه ممّا نالت يده.

وإنّي نهضت إليه بأصحابي، أنفذ إليه من كلّ موضع كتبي، واُوجّه إليه رسلي، أدعوه إلى الرجوع عمّا هو فيه، والدخول فيما فيه الناس معي، فكتب يتحكّم عليَّ، ويتمنّى عليَّ الأماني، ويشترط عليَّ شروطاً لا يرضاها اللَّه عزّ وجلّ ورسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه أقواماً من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله أبراراً، فيهم عمّار بن ياسر، وأين مثل عمّار؟! واللَّه لقد رأيتنا مع النبيّ صلى الله عليه و آله وما يعدّ منّا خمسة إلّا كان سادسهم، ولا أربعة إلّا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم. وانتحل دم عثمان، ولعمرو اللَّه ما ألّب

___________________________________

ألبَ الإبل: جمعها وساقها، وألبتُ الجيش؛ إذا جمعته "لسان العرب: 215:1". على عثمان ولا جمع الناس على قتله إلّا هو وأشباهه من أهل بيته، أغصان الشجرة الملعونة في القرآن.

فلمّا لم اُجب إلى ما اشترط من ذلك كرّ مستعلياً في نفسه بطغيانه وبغيه،

بحمير لا عقول لهم ولا بصائر، فموّه لهم أمراً فاتّبعوه، وأعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه، فناجزناهم وحاكمناهم إلى اللَّه عزّ وجلّ بعد الإعذار والإنذار، فلمّا لم يزده ذلك إلّا تمادياً وبغياً لقيناه بعادة اللَّه التي عوّدناه من النصر على أعدائه وعدوّنا، وراية رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بأيدينا، لم يزَل اللَّه تبارك وتعالى يفلّ حزب الشيطان بها حتى يقضي الموت عليه، وهو معلم رايات أبيه التي لم أزَل اُقاتلها مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في كلّ المواطن، فلم يجد من الموت منجى إلّا الهرب، فركب فرسه، وقلب رايته، لا يدري كيف يحتال.

فاستعان برأي ابن العاص، فأشار عليه بإظهار المصاحف، ورفعها على الأعلام والدعاء إلى ما فيها، وقال: إنّ ابن أبي طالب وحزبه أهل بصائر ورحمة وتقيا،

___________________________________

كذا، وفي بحارالأنوار نقلاً عن المصدر: 'بقيا' وهو أنسب. والبُقيا: الإبقاء، والعرب تقول للعدوّ إذا غلب: 'البقيّة'؛ أي أبقوا علينا ولا تستأصلونا "لسان العرب: 80:14". وقد دعوك إلى كتاب اللَّه أوّلاً وهم مجيبوك إليه آخراً. فأطاعه فيما أشار به عليه؛ إذ رأى أنّه لا منجى له من القتل أو الهرب غيره، فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه.

فمالت إلى المصاحف قلوب، ومن بقي من أصحابي بعد فناء أخيارهم وجهدهم في جهاد أعداء اللَّه وأعدائهم على بصائرهم، وظنّوا أنّ ابن آكلة الأكباد له الوفاء بما دعا إليه، فأصغوا إلى دعوته، وأقبلوا بأجمعهم في إجابته، فأعلمتُهم أنّ ذلك منه مكر ومن ابن العاص معه، وأنّهما إلى النكث أقرب منهما إلى الوفاء. فلم يقبلوا قولي، ولم يطيعوا أمري، وأَبوْا إلّا إجابتَه، كرهتُ أم هويت، شئت أو أبيت، حتى أخذ بعضهم يقول لبعض: إن لم يفعل فألحقوه بابن عفّان، أو ادفعوه إلى ابن هند برمّته.

فجهدت- علم اللَّه جهدي- ولم أدَع غلّة

___________________________________

كذا، وفي بحارالأنوار نقلاً عن المصدر: 'علّة'، وفي الاختصاص: 'غاية'. في نفسي إلّا بلّغتها في أن يخلّوني ورأيي، فلم يفعلوا، وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة أو ركضة الفرس فلم يجيبوا، ما خلا هذا الشيخ- وأومأ بيده إلى الأشتر- وعصبة من أهل بيتي، فوَاللَّه ما منعني أن أمضي على بصيرتي إلّا مخافة أن يُقتل هذان- وأومأ بيده إلى الحسن والحسين عليهم السلام- فينقطع نسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وذرّيته من اُمّته، ومخافة أن يقتل هذا وهذا- وأومأ بيده إلى عبداللَّه بن جعفر ومحمّد ابن الحنفيّة- فإنّي أعلم لولا مكاني لم يقِفا ذلك الموقف، فلذلك صبرتُ على ما أراد القوم، مع ما سبق فيه من علم اللَّه عزّ وجلّ.

فلمّا رفعنا عن القوم سيوفنا تحكّموا في الاُمور، وتخيّروا الأحكام والآراء، وتركوا المصاحف وما دعوا إليه من حكم القرآن، وما كنت اُحكّم في دين اللَّه أحداً؛ إذ كان التحكيم في ذلك الخطأ الذي لا شكّ فيه ولا امتراء، فلمّا أبوا إلّا ذلك أردت أن اُحكّم رجلاً من أهل بيتي أو رجلاً ممّن أرضى رأيه وعقله وأثق بنصيحته ومودّته ودينه، وأقبلت لا اُسمّي أحداً إلّا امتنع منه ابن هند، ولا أدعوه إلى شي ء من الحقّ إلّا أدبر عنه. وأقبل ابن هند يسومنا

___________________________________

السَّوم: أن تُجشِّم إنساناً مشقّةً أو سوءاً أو ظلماً "لسان العرب: 312:12". عسفاً، وما ذاك إلّا باتّباع أصحابي له على ذلك.

فلمّا أبَوْا إلّا غلبتي على التحكّم تبرّأت إلى اللَّه عزّ وجلّ منهم، وفوّضت ذلك إليهم، فقلّدوه امرءاً، فخدعه ابن العاص خديعة ظهرت في شرق الأرض وغربها، وأظهر المخدوع عليها ندماً. ثمّ أقبل عليه السلام على أصحابه فقال: أ ليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أميرالمؤمنين.

فقال عليه السلام: وأمّا السابعة يا أخا اليهود، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان عهد إليّ أن اُقاتل في آخر الزمان من أيّامي قوماً من أصحابي يصومون النهار ويقومون الليل ويتلون الكتاب، يمرقون- بخلافهم عليَّ ومحاربتهم إيّاي- من الدين مروق السهم من الرمية، فيهم ذو الثُديّة، يختم لي بقتلهم بالسعادة.

فلمّا انصرفت إلى موضعي هذا- يعني بعد الحكمين- أقبل بعض القوم على بعض باللائمة فيما صاروا إليه من تحكيم الحكمين، فلم يجدوا لأنفسهم من ذلك مخرجاً إلّا أن قالوا: كان ينبغي لأميرنا أن لا يبايع من أخطأ، وأن يقضي بحقيقة رأيه على قتل نفسه وقتل من خالفه منّا، فقد كفر بمتابعته إيّانا وطاعته لنا في الخطأ، وأحلَّ لنا بذلك قتله وسفك دمه.

فتجمّعوا على ذلك وخرجوا راكبين رؤوسهم، ينادون بأعلى أصواتهم: لا حُكم إلّا للَّه، ثمّ تفرّقوا؛ فرقة بالنخيلة، واُخرى بحروراء، واُخرى راكبة رأسها تخبط الأرض شرقاً حتى عبرت دجلة، فلم تمرّ بمسلم إلّا امتحنته؛ فمن تابعها استحيته، ومن خالفها قتلته.

فخرجتُ إلى الاُوليين واحدة بعد اُخرى أدعوهم إلى طاعة اللَّه عزّ وجلّ والرجوع إليه، فأبيا إلّا السيف، لا يقنعهما غير ذلك، فلما أعيت الحيلة فيهما حاكمتُهما إلى اللَّه عزّ وجلّ، فقتل اللَّه هذه وهذه. وكانوا- يا أخا اليهود- لولا ما فعلوا لكانوا ركناً قويّاً وسدّاً منيعاً، فأبى اللَّه إلّا ما صاروا إليه.

ثمّ كتبتُ إلى الفرقة الثالثة، ووجّهت رسلي تترى، وكانوا من جلّة أصحابي، وأهل التعبّد منهم، والزهد في الدنيا، فأبت إلّا اتّباع اُختيها، والاحتذاء على مثالهما، وأسرعَت في قتل من خالفها من المسلمين، وتتابَعت إليّ الأخبار

بفعلهم. فخرجتُ حتى قطعت إليهم دجلة، اُوجّه السفراء والنصحاء، وأطلب العتبى بجهدي بهذا مرّة وبهذا مرّة- وأومأ بيده إلى الأشتر، والأحنف بن قيس، وسعيد بن قيس الأرحبي، والأشعث بن قيس الكندي- فلمّا أبوا إلّا تلك ركبتُها منهم فقتلهم اللَّه- يا أخا اليهود- عن آخرهم، وهم أربعة آلاف أو يزيدون، حتى لم يفلِت منهم مخبر، فاستخرجتُ ذا الثدية من قتلاهم بحضرة من ترى، له ثدي كثدي المرأة. ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أ ليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أميرالمؤمنين.

فقال عليه السلام: قد وفيت سبعاً وسبعاً يا أخا اليهود، وبقيت الاُخرى، وأوشك بها فكأن قد.

___________________________________

أي فكأن قد وقعت "بحارالأنوار: 186:38". فبكى أصحاب عليّ عليه السلام، وبكى رأس اليهود، وقالوا: يا أميرالمؤمنين، أخبرنا بالاُخرى؟

فقال: الاُخرى أن تخضب هذه- وأومأ بيده إلى لحيته- من هذه- وأومأ بيده إلى هامته-. قال: وارتفعت أصوات الناس في المسجد الجامع بالضجّة والبكاء، حتى لم يبقَ بالكوفة دار إلّا خرج أهلها فزعاً، وأسلم رأس اليهود على يدي عليّ عليه السلام من ساعته. ولم يزَل مقيماً حتى قُتل أميرالمؤمنين عليه السلام، واُخذ ابن ملجم لعنه اللَّه، فأقبل رأس اليهود حتى وقف على الحسن عليه السلام والناس حوله وابن ملجم لعنه اللَّه بين يديه، فقال له: يا أبامحمّد، اُقتله قتله اللَّه؛ فإنّي رأيت في الكتب التي اُنزلت على موسى عليه السلام أنّ هذا أعظم عند اللَّه عزّ وجلّ جرماً من ابن آدم قاتل أخيه، ومن القدار عاقر ناقة ثمود.

___________________________________

الخصال: 58:365 عن جابر الجعفي، الاختصاص: 164 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام عن محمّد ابن الحنفيّة، بحارالأنوار: 1:167:38.

لي سبعون منقبة


3662- الخصال عن مكحول: قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلّا وقد شركتُه فيها وفضلته،

___________________________________

فَضَل فلانٌ على غيره؛ إذا غلب بالفضل عليهم "لسان العرب: 525:11". ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحدٌ منهم. قلت: يا أمير المؤمنين، فأخبرني بهنّ.

فقال عليه السلام: إنّ أوّل منقبة لي: أنّي لم اُشرك باللَّه طرفة عين، ولم أعبداللات والعزّى.

والثانية: أنّي لم أشرب الخمر قطّ. والثالثة: أنّ رسول اللَّه استوهبني عن أبي في صبائي، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه.

والرابعة: أنّي أوّل الناس إيماناً وإسلاماً.

والخامسة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

والسادسة: أنّي كنت آخر الناس عهداً برسول اللَّه، ودليته في حفرته.

والسابعة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّداً صلى الله عليه و آله فأيقظوني، وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته، فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.

وأمّا الثامنة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علّمني ألف باب من العلم، يفتح كلّ باب ألف باب، ولم يعلّم ذلك أحداً غيري.

وأمّا التاسعة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لي: يا عليّ، إذا حشر اللَّه عزّ وجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لي منبر فوق منابر النبيّين، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقي عليه.

وأمّا العاشرة فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: يا عليّ، لا اُعطى في القيامة إلّا سألت لك مثله.

وأمّا الحادية عشرة: فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يدك في يدي حتى تدخل الجنّة.

وأمّا الثانية عشرة: فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي كمَثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.

وأمّا الثالثة عشرة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عمّمني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء اللَّه، فهزمتهم بإذن اللَّه عزّ وجلّ.

وأمّا الرابعة عشرة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت: يا رسول اللَّه، بل امسح أنت. فقال: يا عليّ، فعلك فعلي. فمسحتُ عليها يدي، فدرّ عليَّ من لبنها، فسقيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله شربة، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّي سألت اللَّه عزّ وجلّ أن يبارك في يدك، ففَعل.

وأمّا الخامسة عشرة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أوصى إليّ وقال: يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك؛ فإنّه إن رأى أحدٌ عورتي غيرك تفقّأت

عيناه. فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول اللَّه؟ فقال: إنّك ستعان، فوَاللَّه ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلّا قُلب لي.

وأمّا السادسة عشرة: فإنّي أردت أن اُجرّده، فنوديت: يا وصيّ محمّد، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللَّه بذلك من بين أصحابه.

وأمّا السابعة عشرة: فإنّ اللَّه عزّ وجلّ زوّجني فاطمة، وقد كان خطبها أبو بكر وعمر، فزوّجني اللَّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: هنيئاً لك يا عليّ؛ فإنّ اللَّه عزّ وجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وهي بضعة منّي. فقلت: يا رسول اللَّه، أوَلستُ منك؟ فقال: بلى، يا عليّ وأنت منّي وأنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.

وأمّا الثامنة عشرة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لي: يا عليّ، أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلساً، يبسط لي، ويبسط لك، فأكون في زمرة النبيّين، وتكون في زمرة الوصيّين، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ اللَّه عزّ وجلّ من حساب الخلائق.

وأمّا التاسعة عشرة: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت: يا رسول اللَّه، فمن الناكثون؟ قال: طلحة والزبير، سيبايعانك بالحجاز، وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما؛ فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت: فمن القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه. قلت: فمن المارقون؟ قال: أصحاب ذي الثُديّة، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم

من الرمية، فاقتلْهم؛ فإنّ في قتلهم فرجاً لأهل الأرض، وعذاباً معجّلاً عليهم، وذخراً لك عند اللَّه عزّ وجلّ يوم القيامة.

وأمّا العشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لي: مَثلك في اُمّتي مَثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللَّه عزّ وجلّ.

وأمّا الحادية والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال: يا عليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.

وأمّا الثانية والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف. يا عليّ، إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين.

وأمّا الثالثة والعشرون: فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني خاتمه- في حياته- ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس حاضر، فخصّني اللَّه عزّ وجلّ منه بذلك دونهم.

وأمّا الرابعة والعشرون: فإنّ اللَّه عزّ وجلّ أنزل على رسوله: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَلكُمْ صَدَقَةً'،

___________________________________

المجادلة: 12. فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أصّدّق قبل ذلك بدرهم،

/ 46