بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




علي يقاتل على تأويل القرآن



فيما أخبر النبيّ صلوات الله عليه وعلى آله قوماً من الصحابة بأنّ من بينهم رجلاً يقاتل المنافقين من بعده، كمقاتلته المشركين في حياته، غير أنّه "صلى الله عليه وآله وسلم" يقاتل على تنزيله ـ أي: للاقرار بأنّه منزل من عند الله ـ ويقاتل الرجل على تأويله.


فمن عظيم فضل هذه المنقبة المنيفة، والمكانة العزيزة الشريفة، تطاولت إليها الاعناق، واستشرفت لها النفوس، فكلّ يظهر للنبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" وجهه، وينصب له صدره، راجياً أن يقال له: أنت يا هذا، فلم يملك شيخ المهاجرين أبو بكر نفسه، فانطلق لسانه قائلاً: أنا يا رسول الله؟ فقال له: لا ولم ينثن قرينه عمر عمّا يطمع فيه، وإن رأى ما رأى ما بصاحبه من الخيبة، فقام قائلاً: أنا يا رسول الله؟ فقال: لا، فلمّا رأى القوم عدم استحقاق من كان مثل الشيخين، وعادا خائبين، انقطع طمع الطامعين منهم في ذلك، ولم ينطق أحد منهم ببنت شفة، فسرعان ما صرّح النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" بقوله: بل خاصف النعل.


ويفيد مفهوم هذا الحديث أنـّه "صلى الله عليه وآله وسلم" قد استناب الرجل الخاصف نعله في أداء ما افترض الله عليه، بقوله عزّوجلّ "يا أيّها النبيّ جاهد الكفّار والمنافقين" الاية |التوبة: 73| فقام "صلى الله عليه وآله وسلم" بمجاهدة الكفّار ومقاتلتهم في حياته، وتوفي قبل أن يقضي على المنافقين، فقام الرجل العظيم الفاضل على غيره، خاصف نعل خير من وطئ الثرى، بالنيابة عنه بعد وفاته في أداء ذلك الامر العظيم، فقضى على المنافقين، فظهر مصداق قول النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" من هذا الحديث الشريف الذي قد رواه جملة كبيرة من الحفّاظ في كتب السنن والمسانيد، وغيرها من المصنّفات القيّمة، منهم:


العسقلاني في كتابه الاصابة |2: 392| روى مسنداً عن عبد الرحمن بن بشير، قال: كنّا جلوساً مع النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" إذ قال: ليضربنّكم رجل على تأويل القرآن، كما ضربتكم على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل، فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في حجرة عائشة، فبشّرناه.


الامام أحمد في |3: 31| من مسنده مختصراً عن أبي سعيد الخدري، قال: كنّا عند رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقال: فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما اُقاتل على تنزيله.


وروى أيضاً في |3: 82| عن إسماعيل بن الرجاء الزبيدي، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: كنّا جلوسا ننتظر رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، فقال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلّف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا ولكنّه خاصف النعل، قال: فجئنا فبشّرناه، قال: وكأنّه قد سمعه.


وروى أيضاً في |3: 33| بلفظ: إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله، قال: فقام أبو بكر وعمر، فقال: لا، ولكن خاصف النعل.


وروى حسام الدين المشهور بالمتّقي في كتابه منتخب كنز العمّال بهامش مسند الامام أحمد بن حنبل |5: 26| عن أبي ذرّ، قال: كنت مع رسول الله ببقيع الغرقد، فقال: والذي نفسي بيده، انّ فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت المشركين على تنزيله، وهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله، فيكبر قتلهم حتّى يطعنوا على ولي الله ويسخطوا عمله، كما سخط موسى أمر السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، والله رضي وسخط ذلك موسى.


ورواه أيضاً في كنز العمّال |13: 106 ط. مؤسسة الرسالة|بعين اللفظ والسند.


قال ابن أبي الحديد في شرح النهج |1: 205 طبع قديم|: وقد روى كثير من المحدّثين أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" قال لاصحابه يوماً: إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله؟ صلّى الله عليك وسلّم، قال: لا، فقال عمر: أنا يا رسول الله؟ فقال: لا، بل خاصف النعل، وأشار إلى علي "عليه السلام" .


وروى العسقلاني أيضاً في كتابه الاصابة في تمييز الصحابة |1: 25| باسناده عن الاخضر بن أبي الاخضر، عن النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: أنا اُقاتل على تنزيل القرآن، وعلي يقاتل على تأويله.


وروى عبد الوهّاب الكلابي في مسند دمشق الملحق بكتاب المناقب لابن المغازلي |ص440| باسناده عن ربعي، عن علي "عليه السلام" ، قال: لمّا فتح رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مكّة، قالت قريش: نحن بنو عمّك وقومك، وقد لحق بك أبناؤك ورفقاؤنا، وأبناؤنا ومن يعمل في أموالنا، لم تدعهم إلى ذلك رغبة في الاسلام. فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" لابي بكر: ما تقول؟ قال: يا رسول الله صدقوا لو رددت عليهم. قال لعمر: ما تقول؟ قال: يا رسول الله صدقوا لو رددت عليهم، قال "صلى الله عليه وآله وسلم" : لتنتهنّ أو ليبعثنّ الله عليكم رجلاً يضرب رقابكم ويخمّس أموالكم، وهو خاصف النعل ـ قال علي ـ: وأنا أخصف نعل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في الحجرة.


وروى ابن حجر في الصواعق |ص121| في الحديث التاسع عن أحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال لعلي: انّك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.


وروى الحاكم في المستدرك |3: 122| عن أبي سعيد، قال: كنّا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فانقطعت نعله، فتخلف علي "عليه السلام" يخصفها، فمشى قليلاً، ثم قال: إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر، قال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو؟ قال:لا، ولكن خاصف النعل ـ يعني عليّاً ـ فأتيناه فبشّرناه، فلم يرفع راسه، كأنّه قد سمعه من رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين.


وروى أبو نعيم في الحلية |1: 67| بسنده عن أبي سعيد أيضاً بلفظ: كنّا نمشي مع النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" فانقطع شسع نعله، فتناولها علي "عليه السلام" يصلحها، ثمّ مشى، فقال: يا أيّها الناس انّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قال أبو سعيد: فخرجت فبشّرته بما قال رسول الله، فلم يكترث به فرحاً كأنـّه قد سمعه.


وروى ابن الاثير في اُسد الغابة |3: 282| بالاسناد عن عبد الرحمن بن بشير، قال: كنّا جلوساً عند النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" إذ قال: ليضربنّكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله: فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا، قال: عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل، وكان علي "عليه السلام" يخصف نعل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" .


وروى أيضاً في |4: 32| بسنده عن أبي سعيد الخدري كما قد مرّ.


وروى الهيثمي في مجمع الزوائد |5: 186| عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنّه خاصف النعل، وكان أعطى عليّاً "عليه السلام" نعله يخصفها.


ورواه أيضاً القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة |ص59| في الباب الحادي عشر، عن أبي سعيد، وعن عبد الرحمن بن بشير كما في الاصابة.


قول النبيّ علي وليّكم من بعدي



ما جاء في سريّة من إحدى سرايا النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" وما جرى فيها، ما جرى من أمر الذين تعاقدوا وتواطؤوا على هتك حرمة من هو من رسول الله، ورسول الله منه، وأولى من يقوم مقامه ويلي اُمور المسلمين من بعده، مع أنـّه "صلى الله عليه وآله وسلم" كما هو مشهور ولا تخلو الكتب والمصنّفات منه، كان كثيراً ما يحثهم ويؤكد عليهم بمحبّته وولايته في عدّه مواطن، وينهاهم من بغضه نهياً بليغاً من شدّة حرصه "صلى الله عليه وآله وسلم" عليهم، ولكن ما عسى أن يقال إلاّ كما قيل:




  • وكان ما كان ممّا لست أذكره
    فظنّ خيراً ولا تسأل عن الخبر



  • فظنّ خيراً ولا تسأل عن الخبر
    فظنّ خيراً ولا تسأل عن الخبر



فكان جزاء عملهم وعاقبة أمرهم أن غضب النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" عليهم غضباً شديدًا، حتّى احمرّ وتغيّر وجهه الشريف، كما روى ذلك جمع كثير من رواة الاخبار والاثار. منهم:


إمام الحنابلة في المسند |5: 356| روى باسناده عن بريدة، قال: بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الاخر خالد بن الوليد، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرّيّة، فاصطفى علي إمرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يخبره بذلك، فلمّا أتيت النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن اُطيعه، ففعلت ما اُرسلت به، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا تقع في علي، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.


وروى حسام الدين المتّقي في منتخب الكنز بهامش مسند الامام أحمد |5: 52| عن عمران بن حصين، بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" سريّة واستعمل عليها عليّاً، فغنموا فصنع علي شيئاً أنكروه ـ وفي لفظ: فأخذ علي من الغنيمة جارية ـ فتعاقدوا أربعة من الجيش إذ أقدموا على رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فسلّموا عليه ونظروا إليه، ثمّ ينصرفون إلى رحالهم، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقام أحد الاربعة، فقال: يا رسول الله، ألم ترأنّ عليّاً أخذ من الغنيمة جارية، فأعرض عنه، ثمّ قام الثاني، فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثمّ قام الثالث فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع، فأقبل عليه رسول الله يعرف الغضب في وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا من علي، وعلي ولي كلّ مؤمن بعدي. وروى نحوه في |ص30|.


وذكر العسقلاني في الاصابة |2: 509| عن الترمذي مختصراً قال: وأخرج الترمذي باسناد قويّ عن عمران بن حصين في قصّة قال فيها: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا من علي، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.


وذكر ابن عبد البرّ حافظ المغرب في كتابه الاستيعاب في معرفة الاصحاب |3: 29 بهامش الاصابة| مختصراً جدّاً عن ابن عبّاس، أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال لعلي بن أبي طالب: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.


وأخرج الحاكم في المستدرك |3: 110| عن أبي بريدة الاسلمي، بلفظ: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فذكرت عليّاً فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يتغيّر، فقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه.


قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.


وذكره الذهبي في تلخيصه في ذيل المستدرك، وذكر الحاكم أيضاً قصّة بعث النبيّ سريّة إلى اليمن، عن عمران بن حصين، كما قد مرّ في رواية صاحب منتخب كنز العمّال لحسام الدين المتّقي الهندي.


وأخرج الحاكم أيضاً في |3: 132| عن ابن عبّاس، قال: خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في غزوة تبوك وخرج الناس معه، قال: فقال له علي: أخرج معك، قال: فقال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنـّه ليس بعدي نبي، انّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي، قال ابن عبّاس: وقال له رسول الله: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة.


ونقل ابن حجر في الصواعق |ص122| عن الترمذي، والحاكم، واقتصر على ذكر ذيل الحديث، وذلك في الحديث الخامس والعشرين، عن عمران بن حصين، أنّ سول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.


وذكر الاميني في الغدير |3: 215| بإسناده من طريق عبد الرزّاق، عن عمران بن حصين، ولفظه: بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" سريّة وأمرّ عليها علي بن أبي طالب، فأحدث شيئاً في سفره، فتعاقد أربعة من أصحاب محمّد أن يذكروا أمره إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، قال عمران: وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فقام رجل منهم، فقال: يا رسول الله إنّ عليّاً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الثاني، فقال: يا رسول الله إنّ عليّاً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، فقام الثالث، فقال: يا رسول الله إنّ عليّاً فعل كذا وكذا، ثمّ قام الرابع، فقال: يا رسول الله إنّ عليّاً فعل كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" على الرابع وقد تغيّر وجهه، وقال: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.


قال الاميني: وأخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن عبد الله بن عمر القواريري، والحسن بن عمر الحموي، والمعلّى بن مهدي، كلّهم عن جعفر بن سليمان.


وأخرجه ابن أبي شيبة، وابن جرير الطبري، وأبو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء |6: 294| والطبري في الرياض النضرة |2: 171| والبغوي في المصابيح |2: 275| ولم يذكر صدره، وابن كثير في البداية والنهاية |7: 344| والسيوطي والمتّقي في كنز العمّال |6: 154 و300| وصحّحه والبدخشي في نزل الابرار |ص22|.


وذكر ابن المغازلي الشافعي في مناقبه |ص224 برقم: 270| باسناده عن عمران بن حصين مختصراً، أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، قال: ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، إنّ عليّاً مني وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.


وأمّا ما رواه الترمذي في صحيحه |2: 297| فعن عمران بن حصين كذلك، نحو ما رواه المتّقي في كنزه فيما سبق، غير أنّ في قوله "صلى الله عليه وآله وسلم" 'ما تريدون من علي' ثلاثاً.


وقال ابن شهرآشوب في مناقبه |2: 25 ط النجف و3: 51 ط ايران|: قال الله تعالى "هنالك الولاية لله الحقّ" |الكهف: 44| فلاحظّ فيها لاحد إلاّ من ولاّه سبحانه، كما قال تعالى "إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا" الاية |المائدة: 55|وقال "فإنّ الله هو مولاه" الاية |التحريم: 4| وقال: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" |الاحزاب: 6| وقال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" لعلي "عليه السلام" : من كنت مولاه فعليّ مولاه، والمولى بمعنى: الاولى، بدليل قوله تعالى "مأواكم النار هي مولاكم" |الحديد: 15|.


روى أبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عبّاس، وجابر بن عبد الله الانصاري، وبريدة الاسلمي، وعمر بن علي، قال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : علي منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.


وأورد عن الثعلبي باسناده عن عطاء، عن ابن عبّاس، قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : الله ربّي ولا إمارة لي معه، وعلي وليّ من كنت وليّه، ولا إمارة لي معه.


قال الصاحب بن عباد:




  • إنّ المحبّة للوصيّ فريضة
    قد كلّف الله البرية كلّها
    واختاره للمؤمنين وليّا



  • أعني أمير المؤمنين عليّا
    واختاره للمؤمنين وليّا
    واختاره للمؤمنين وليّا



وله أيضاً:





  • علي وليّ المؤمنين لديكم
    علي من الغصن الذي منه أحمد
    ومن سائر الاشجار أولاد آدم



  • ومولاكم من بين كهل ومعظم
    ومن سائر الاشجار أولاد آدم
    ومن سائر الاشجار أولاد آدم



وقال الفضل بن عباس:




  • وكان وليّ الامر بعد محمّد
    وصيّ رسول الله حقّاً وصهره
    وأوّل من صلّى وما ذُمّ جانبه



  • علي وفي كلّ المواطن صاحبه
    وأوّل من صلّى وما ذُمّ جانبه
    وأوّل من صلّى وما ذُمّ جانبه



وأما ما رواه الطبراني على ما في المراجعات |ص152 ط. المجمع العالمي لاهل البيت| للموسوي: إنّ بريدة لمّا قدم من اليمن ودخل المسجد وجد جماعة على باب حجرة النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقاموا إليه يسلّمون عليه ويسألونه، فقالوا: ما وراءك؟ قال: خير فتح الله على المسلمين، قالوا ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس فجئت لاخبر النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" بذلك، فقالوا: أخبرهُ أخبره، يسقط عليّاً من عينه، ورسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يسمعهم من وراء الباب، فخرج مغضباً، فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليّاً؟ من أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن فارق عليّا فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، خلق من طينتي وأنا خلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرّيّة بعضها من بعض، والله سميع عليم. يابريدة، أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وهو وليّكم بعدي.


قال الموسوي رحمه الله في ذيل الكتاب: إنّ ابن حجر روى هذا الحديث عن الطبراني في |ص103 وفي ط. القاهرة ص171| في المقصد الثاني من مقاصد الاية "14" من الايات، التي ذكرها في الباب "11" من الصواعق، لكنّه لمّا بلغ إلى قوله 'أما علمت انّ لعلي أكثر من الجارية' وقف قلمه واستعصت عليه نفسه، فقال: إلى آخر الحديث، وليس هذا من أمثاله بعجيب، والحمد الله الذي عافانا.


وروى إمام المعتزلة ابن أبي الحديد في شرح النهج |2: 450| في الخبر الثالث عشر، ولفظه: بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" خالد بن الوليد في سريّة، وبعث عليّاً "عليه السلام" في سريّة اُخرى، وكلاهما إلى اليمن، وقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده، فاجتمعا وأغارا وسبيا نساءاً، وأخذا أموالاً، وقتلا اُناساً، وأخذ علي جارية واختصّها لنفسه، فقال خالد لاربعة من المسلمين منهم بريدة الاسلمي: اسبقوا إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" واذكروا له كذا كذا لاُمور عدّدها على علي، فسبقوا إليه، فجاء واحد من جانبه، فقال: إنّ عليّاً فعل كذا، فأعرض عنه، فجاء الاخر من الجانب الاخر، فقال: إنّ عليّاً فعل كذا، فأعرض عنه، فجاء بريدة الاسلمي، فقال: يا رسول الله، إنّ عليّاً فعل ذلك، فأخذ جارية لنفسه، فغضب "صلى الله عليه وآله وسلم" حتّى أحمّر وجهه، وقال: دعوا عليّاً يكرّرها، إنّ عليّاً منّي وأنا من علي، وإنّ حظه في الخمس أكثر ممّا أخذ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.


قال ابن أبي الحديد: رواه أحمد في المسند غير مرّة، ورواه في كتاب فضائل علي، ورواه أكثر المحدّثين.


أقـول: ومن جملة من رواه الفاضل حسين الراضي فيما عقدة من كتابه سبيل النجاة في تتمّة المراجعات |ص113 و ص134 وفي طبعة ص382| سوى من ذكرناه في هذه العجالة: النسائي في الخصائص |ص97 ط الحيدرية، وفي ص38 ط. بيروت، وفي ص23 ط. مصر| والخوارزمي الحنفي في المناقب |ص92| وأبو نعيم في الحلية |6: 294| وابن الاثير في اُسد الغابة |4: 27| وابن عساكر في تاريخ دمشق |1: 381 و488| والبغوي في مصابيح السنّة |2: 275|والطبري في الرياض النضرة |2: 225|وابن الاثير في جامع الاُصول |9: 470|والقندوزي الحنفي في ينابيع الموّدة |ص53 ط. اسلامبول| وسبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص |ص36 ط. الحيدريّة| وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول |1: 48 ط. النجف|.


/ 61