بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مبيته في فراش رسول الله



ما ورد فيمن كانت حمايته للنبيّ صلوات الله عيله وآله قد فاقت حماية كلّ شجاع، ووقايته ومكافحته أجلّ من مكافحة كلّ مقاتل في الميدان، صاحب النجدة العظمى، التي صغرت بجنبها نجدة جهابذة الفرسان، لما لهم في هول الهيجاء، مهما عظمت نيرانها سبيل للكرّ والفرّ، لا كمن باع نفسه لله عزّوجلّ لاعلاء كلمته العليا، وبذل كريم مهجته لافضل مرسل وأجل الانبياء.


وآثره بأعزّ شيء لدى كلّ ذي روح، وبما لم يؤثر به عظيم الملكين اللذين آخى الله بينهما للاخر، حتّى أمرهما الله أن يهبطا إلى الارض ليحفظاه من كيد الكائدين، وباهى به ملائكته الابرار.


وذلك حين مبيته على فراش النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ليلة الهجرة، وتغطيه بغطائه ينتظر بادرة الحتوف، وطروء ضربات السيوف، ثابتاً صابراً مهما تضوّر وتلوّى من الحجارة التي رمته بها أيدى الكفار، إذ ظنّوا أنـّه نبيّ الله، ولا يدرون أنّه خرج سالماً من مكرهم إلى الغار، وظلّ فيه آمناً مطمئنّ البال، قد أنزل الله عليه سكينته، كما روى ذلك جملة من أعيان المفسّرين في تفاسيرهم، وأهل الاخبار والسير في تواريخهم. منهم:


القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة |ص92| روى باسناده عن هالة ربيب النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" اُمّه خديجة أم المؤمنين، أنّه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : أوحى الله إلى جبريل وميكائيل: إنّي آخيت بينكما وجعلت عمر أحد كما أطول من عمر صاحبه فأيّكما يؤثر أخاه عمره، فكلاهما يكره الموت، فأوحى الله إليهما: إنّي آخيت بين علي وليّي وبين محمّد نبيّي، فآثر علي حياته لنبيّي، فرقد على فراش النبيّ يقيه بمهجته، اهبطا إلى الارض، واحفظاه من عدوّه، فهبطا فجلس جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبريل يقول: بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب، والله يباهي بك الملائكة، فأنزل الله تعالى "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" الاية |البقرة: 207|.


والحاكم في المستدرك |3: 4| روى مسنداً عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: قال: شرى علي نفسه، ولبس ثوب النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، ثمّ نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وقد كان رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ألبسه بردة، وكانت قريش تريد أن تقتل النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فجعلوا يرمون عليّاً ويرونه النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" وقد لبس بردة، وجعل علي "رضي الله عنه" يتضوّر فاذا هو علي، فقالوا: إنّك للئيم إنّك تتضوّر، وكان صاحبك لا يتضوّر، ولقد استنكرناه منك.


وقد ذكره أيضاً الذهبي في تلخيص المستدرك بذيل الكتاب واعترف بصحّته.


وروى الحاكم مسنداً عن علي بن الحسين قال: إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله، علي بن أبي طالب، وقال علي عند مبيته على فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" :




  • وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا
    رسول إله خاف أن يمكروا به
    وبات رسول الله في البيت آمنا
    وبتّ اُراعيهم ولم يتهمونني
    وقد وطنت نفسي على القتل والاسر



  • ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
    فنجاه ذو الطول الاله من المكر
    موقّىً وفي حفظ الاله وفي ستر
    وقد وطنت نفسي على القتل والاسر
    وقد وطنت نفسي على القتل والاسر



وروى أيضاً في |3: 133| بالاسناد عن ابن عبّاس، ولفظه: وشرى علي نفسه ولبس ثوب النبيّ، ثمّ نام مكانه. قال ابن عبّاس: وكان المشركون يرمون رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: أبو بكر يحسب أنّه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: فقال يا نبيّ الله، فقال له علي: إنّ نبيّ الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي "رضي الله عنه" يرمى بالحجارة كما يرمى نبي الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وهو يتضوّر وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتّى أصبح، ثمّ كشف عن رأسه، فقالوا: إنّك للئيم، وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك.


وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج |3: 269| وقال: إنـّه لما استقرّ الخبر عند المشركين أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مجمع على الخروج من بينهم للهجرة إلى غيرهم. قصدوا إلى معالجته، وتعاقدوا على أن يبيّتوه في فراشه، وأنّ يضربوه باسياف كثيرة، بيد صاحب كلّ قبيلة من قريش سيف منها، ليضيع دمه بين الشعوب، ويتفرّق بين القبائل، ولا يطلب بنو هاشم بدمه قبيلة واحدة بعينها من بطون قريش، وتحالفوا على تلك الليلة، واجتمعوا عليها.


فلمّا علم رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ذلك من أمرهم دعا أوثق الناس عنده، وأمثلهم في نفسه، وأبذلهم في ذات الاله لمهجته، وأسرعهم إجابة إلى طاعته، فقال له: إنّ قريشاً قد تحالفت على أن تبيّتني هذه الليلة، فامض في فراشي ونم في مضجعي، والتفّ في بردي الحضرمي ليروا أنـّي لم أخرج ـ الى ان قال ـ: فاجاب إلى ذلك سامعاً مطيعاً طيبة بها نفسه، ونام على فراشه صابراً محتسباً، مقبلاً بمهجته ينتظر القتل إلى ان قال أخيرا على ما في |ص270|: قد ثبت حديث الفراش، ولا يجحده إلاّ مجنون، أو غير مخالط لاهل الملّة.


وروى الثعلبي في تفسيره على ما في الغدير |2: 48| أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" لمّا أراد الهجرة إلى المدينة، خلّف عليّ بن أبي طالب بمكّة، لقضاء ديونه، وأداء الودايع التي كانت عنده، وأمر ليلة خرج إلى الغار، وقد أحاط المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، وقال له: إتّشح ببردى الحضرمي الاخضر، ونم على فراشي، فإنّه لايصل منهم اليك مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك علي "عليه السلام" فأوحى الله تعالى الى جبريل وميكائيل: إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الاخر... الى آخر الحديث.


قال الاميني: وحديث الثعلبي هذا رواه بطوله: الغزالي في الاحياء |3: 238|والكنجي الشافعي في كفاية الطالب |ص114| والصفوري في نزهة المجالس |2: 209| ورواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة |ص33| وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ |ص21| والشبلنجي في نور الابصار |ص86|والطبري في تاريخه |2: 99| وابن سعد في الطبقات |1: 212| واليعقوبي في تاريخه |2: 29|وابن هشام في السيرة |2: 291| وابن عبد البرّ في العقد الفريد |3: 290|والخطيب البغدادي في تاريخه |13: 191| والخوارزمي في مناقبه |ص75| وابن الاثير في التاريخ |2: 42| وأبو الفداء في تاريخه |1: 126| والمقريزي في الامتاع |ص39|وابن كثير في تاريخه |7: 338| والحلبي في السيرة الحلبيّة |2: 29|.


وذكر في |ص47| شعر حسّان في أمير المؤمنين نقلاً عن سبط ابن الجوزي في تذكرته |ص10|:




  • من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً
    من كان بات على فراش محمّد
    من كان في القرآن سمّي مؤمناً
    في تسع آيات تُلين غِزارا



  • وأسرّها في نفسه اسرارا
    ومحمّد أسرى يؤمّ الغارا
    في تسع آيات تُلين غِزارا
    في تسع آيات تُلين غِزارا



وفي رواية الامام أحمد بن حنبل في مسنده |1: 348| مسنداً عن ابن عبّاس بلفظ: تشاورت قريش ليلة بمكّة، فقال بعضهم: إذا أصبح ـ يعني النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ـ فأثبتوه بالوثاق، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله عزّوجلّ نبيّه على ذلك، فبات علي على فراش النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" تلك الليلة، وخرج النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" حتّى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليّاً يحسبونه النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فلمّا أصبحوا ثاروا عليه، فلما رأوا عليّاً ردّ الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصّوا أثره، فلمّا بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمرّوا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخلها هنا لم يكن العنكبوت على بابه، فمكث "صلى الله عليه وآله وسلم" فيه ثلاث ليال.


وفي رواية الفخر الرازي في تفسيره في ذيل تفسير قوله تعالى "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" قال: نزلت في علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، بات على فراش النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ليلة خروجه إلى الغار، قال: ويروى أنـّه لمّا نام على فراشه، قام جبريل على راسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب، يباهي الله بك الملائكة. ونزلت الاية، يعني "ومن الناس من يشري نفسه" الى آخر كلامه.


وذكره الشبلنجي في نور الابصار |ص96 ط. دار الفكر| قال: فمن شجاعته ـ يعني عليّاً ـ نومه على فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" لمّا أمره بذلك، وقد اجتمعت قريش في قتل النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ولم يكترث علي "رضي الله عنه" بهم، قال بعض أصحاب الحديث: أوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل "عليهما السلام" : أن انزلا إلى علي واحرساه في هذه الليلة إلى الصباح، فنزلا إليه يقولون بخ بخ من مثلك يا علي باهى الله بك ملائكته.


قال: وأورد الغزالي في كتابه احياء العلوم: إنّ ليلة بات علي "رضي الله عنه" على فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أوحى الله إلى جبريل وميكائيل: أنـّي آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الاخر... الى آخره.


وفي الدرّ المنثور للسيوطي في ذيل تفسير قوله تعالى "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك" |الانفال: 30| قال: أخرج عبد الرزّاق، وعبد بن حميد، عن قتادة، قال: دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ: وقام علي "عليه السلام" على فراش النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" وباتوا يحرسونه ـ يعني: عليّاً ـ يحسبون أنـّه النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فلمّا أصبحوا ثاروا عليه، فإذا بعلي "عليه السلام" ، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فاقتفوا أثره حتى بلغوا الغار، ثمّ رجعوا.


وفي طبقات ابن سعد |8: 35 و162| روى بسنده عن اُمّ بكر بنت المسور، عن أبيها: إنّ رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف ـ وهي اُمّ مخرمة بن نوفل ـ حذرت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقالت: إنّ قريشاً قد اجتمعت تريد بياتك الليلة، قال المسور: فتحوّل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" عن فراشه، وبات عليه علي "عليه السلام" .


وفي اُسد الغابة لابن الاثير |4:18| على ما في الفضائل |2: 313| روى بسنده عن ابن اسحاق، قال: وأقام رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ـ يعني: بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة ـ ينتظر مجيء جبرئيل "عليه السلام" ، وأمره له أن يخرج من مكّة باذن الله له بالهجرة إلى المدينة، حتّى إذا اجتمعت قريش، فمكرت بالنبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، وأرادوا برسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مأ أرادوا، أتاه جبريل "عليه السلام" وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" علي بن أبي طالب، فأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجّى ببرُد له أخضر، ففعل، ثمّ خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" على القوم وهم على بابه.


قال ابن اسحاق: وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتتن في دينه علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، وذلك أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أخّره بمكّة وأمره أن ينام على فراشه، وأجّله ثلاثاً، وأمره أن يؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقّه، ففعل، ثمّ لحق برسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" .


وروى حسام الدين المتّقي في كنز العمّال |3: 155| على ما في فضائل الخمسة |2: 315| روى عن أبي طفيل عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الاصوات بينهم، فسمعت عليّاً "عليه السلام" يقول: بايع الناس لابي بكر وأنا والله أولى بالامر منه، وأحقّ به منه ـ إلى أن قال: إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم، لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح، ولا يعرفونه لي، كلّنا في شرع سواء، وايم الله لو أشاء أن أتكلم ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم، ولا المعاهد منهم، ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت ـ إلى أن قال: أفيكم أحد كان أعظم غنىً عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" حين اضطجعت على فراشه بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهّم لا.


قال الحميري، كما في المناقب لابن شهرآشوب |2: 60 ط. ايران|:




  • ومن ذا الذي قد بات فوق فراشه
    وخمّر منه وجهه بلحافه
    فلمّا بدا صبح يلوح تكشّفت
    ودارت به أحراسهم يطلبونه
    أتوا طاهراً والطيّب الطهر قد مضى
    فهمّوا به أن يقتلوه وقد سطوا
    بأيديهم ضرباً مقيماً ومقعدا



  • وأدنى وساد المصطفى فتوسّدا
    ليدفع عنه كيد من كان أكيدا
    له قطع من حالك اللون أسودا
    وبالامس ما سبّ النبي وأوعدا
    إلى الغار يخشى فيه أن يتورّدا
    بأيديهم ضرباً مقيماً ومقعدا
    بأيديهم ضرباً مقيماً ومقعدا



وله أيضاً:





  • باتوا وبات على الفراش ملفّقا
    حتّى إذا طلع الشَميط كأنّه
    ثاروا لاحداج الفراش فصادفت
    فوقاه بادرة الحتوف بنفسه
    حتّى تغيّب عنهم في مدخل
    صلّى الاله عليه من متغيّب



  • فيرون أنّ محمّداً لم يذهب
    في الليل صفحة خدِّادهم معرب
    غير الذي طلبت أكفّ الخيَّب
    حذراً عليه من العدوّ المجلب
    صلّى الاله عليه من متغيّب
    صلّى الاله عليه من متغيّب




وله أيضاً:





  • وسرى النبيّ وخاف أن يسطى به
    وأتى النبيّ وبات فوق فراشه
    وذكت عيون المشركين ونطّقوا
    حتّى إذا ما الصبح لاح كأنّه
    ثاروا وظنّوا أنّهم ظفروابه
    فوقاه بادرة الحتوف بنفسه
    ولقد تنوّل رأسه بجلامد



  • عند انقطاع مواثق ومعاهد
    متدثّراً بدثاره كالراقد
    أبيات آل محمّد بمراصد
    سيف تخرّق عنه غمد الغامد
    فتعاوروه وخاب كيد الكائد
    ولقد تنوّل رأسه بجلامد
    ولقد تنوّل رأسه بجلامد




وله أيضاً:





  • وبات على فراش أخيه فرداً
    وقد كمنت رجال من قريش
    فلمّا أن أضاء الصبح جاءت
    فلمّا أبصروه تجنّبوه
    وما زالوا له متجنّبينا



  • يقيه من العتاة الظالمينا
    بأسياف يلحن إذ انتضينا
    عداتهم جميعاً مخلفينا
    وما زالوا له متجنّبينا
    وما زالوا له متجنّبينا



وقال ابن طوطي:





  • ولما سرى الهادي النبيّ مهاجراً
    ونام علي في الفراش بنفسه
    وبات ربيط الجاش ما كان يذعر



  • وقد مكر الاعداء والله أمكر
    وبات ربيط الجاش ما كان يذعر
    وبات ربيط الجاش ما كان يذعر



[ربيط الجاش: أي شجاع. والذعر: الفزع.]





  • فوافوا بيانا والدجى متقوّض
    فألفوا أبا شبلين شاكي سلاحه
    فصال علي بالحسام عليهم
    فولّوا سراعاً نافرين كأنّما
    فكان مكان المكر حيدرة الرضا
    من الله لمّا كان بالقوم يمكر



  • وقد لاح معروف من الصبح أشقر
    له ظفر من صائك الدم أحمر
    كما صال في العريس ليث غضنفر
    هم حمر من قسور الغاب تنفر
    من الله لمّا كان بالقوم يمكر
    من الله لمّا كان بالقوم يمكر



وقال الزاهي:





  • بات على فرش النبي آمنا
    حتّى إذا ما هجم القوم على
    ثار إليهم فتولّوا مزقا
    يمنعهم عن قربه حماسه



  • والليل قد طافت به أحراسه
    مستيقظ ينصله أشماسه
    يمنعهم عن قربه حماسه
    يمنعهم عن قربه حماسه



وقال ابن دريد الاسدي:




  • أو لم يبت عنه أبو حسن
    متلفّقاً ليرد كيدهم
    فوفى النبيّ ببذل مهجته
    وبأعين الكفّار منجده



  • والمشركون هناك ترصده
    ومهاد خير الناس ممهده
    وبأعين الكفّار منجده
    وبأعين الكفّار منجده



وقال دعبل:





  • وهو المقيم على فراش محمّد
    وهو المقدم عند حومات الندى
    ما ليس ينكر طارفا وتليدا



  • حتّى وقاه كايداً ومكيدا
    ما ليس ينكر طارفا وتليدا
    ما ليس ينكر طارفا وتليدا



وقال مهيار:





  • وأحقّ بالتمييز عند محمّد
    من بات عنه موقياً حوباءه
    حذر العدا فوق الفراش وفاديا



  • من كان منهم منكبيه راقيا
    حذر العدا فوق الفراش وفاديا
    حذر العدا فوق الفراش وفاديا



وقال العبدي:




  • ما لعلي سوى أخيه
    فداه إذ أقبلت قريش
    وافاه بخمّ وارتضاه
    خليفة بعده ووزير



  • محمّد في الورى نظير
    عليه في فرشه الامير
    خليفة بعده ووزير
    خليفة بعده ووزير




وقال الاجلّ المرتضى:





  • وهو الذي ما كان دين ظاهر
    وهو الذي لا يقتضي في موقف
    ووقى الرسول على الفراش بنفسه
    ثانيه في كلّ الاُمور وحصنه
    لله درّ بلائه ودفاعه
    وكأنّما أجم العوالي غيله
    طلبوا مداه ففاتهم سبقاً إلى
    أمد يشقّ على الرجال مرامه



  • في الناس لو لا رمحه وحسامه
    إقدامه نكص به إقدامه
    لمّا أراد حمامه أقوامه
    في البائنات وركنه ودعامه
    فاليوم يغشى الدالعين قتامه
    وكأنّما هو بينه ضرغامه
    أمد يشقّ على الرجال مرامه
    أمد يشقّ على الرجال مرامه





وقال العوني:




  • أبن لي من كان المقدّم في الوغى
    أبن لي من في القوم جدل مرحباً
    ومن باع منهم نفسه واقياً بها
    وقد وقفوا طرّاً بجنب مبيته
    ومولاي يقظان يرى كلّ فعلهم
    فما كان مجزاعاً من القوم فازعا



  • بمهجته عن وجه أحمد دافعا
    وكان لباب الحصن بالكفّ قالعا
    نبيّ الهدى في الفرش أفداه يافعا
    قريش تهزّ المرهفات القواطعا
    فما كان مجزاعاً من القوم فازعا
    فما كان مجزاعاً من القوم فازعا





وقال آخر:وليلتـه في الفـرش إذ صمـدت لهعصـائب لا نالـوا عليـه انهجامهـافلمّـا تراءوا ذا الفقـار بكفّهأطار بها خـوف الـردى أوهامهـاوكم كربة عن وجه أحمد لم يزليفرّجها قدماً وينفي اهتمامهاقال الحافظ الشهير ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 339 ط. النجف و2: 64 ط. ايران|: كلّما كانت المحنة أغلظ، كان الاجر أعظم، وأدلّ على شدّة الاخلاص وقوّة البصيرة، والفارس يمكنه الكرّ والفرّ والروغان والحولان، والراجل قد ارتبط روحه، وأوثق نفسه، وألحج بدنه صابراً محتسباً على مكروه الجراح، وفراق المحبوب، فكيف النائم على الفراش بين الثياب والرياش.نزل قوله تعالى: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" في علي "عليه السلام" حين بات على فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، رواه إبراهيم الثقفي، والفلكي الطوسي بالاسناد عن الحكم، عن السدي، وأبي مالك، عن ابن عبّاس، ورواه أبو الفضل الشيباني باسناده عن زين العابدين "عليه السلام" ، وعن الحسن، عن أنس وعن أبي زيد الانصاري، عن أبي عمرو بن العلاء، ورواه الثعلبي عن ابن عبّاس، والسدي، ومعبد، أنّها نزلت في علي بين مكّة والمدينة لمّا بات على فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" .وفي فضائل الصحابة عن عبد الملك العكبري، وعن أبي المظفّر السمعاني باسنادهما عن علي بن الحسين "عليهما السلام" ، قال: أوّل من شرى نفسه لله علي بن أبي طالب، كان المشركون يطلبون رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فقام من فراشه وانطلق هو وأبو بكر، واضطجع علي على فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فجاء المشركون فوجدوا عليّاً ولم يجدوا رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" .قال ابن حماد:باهى به الرحمن أملاك العلىلمّا انثنى من فرش أحمد يهجعيا جبرئيل وميكائيل فانّنيآخيت بينكما وفضلي أوسعأفإن بدا في واحد أمري فمنيفدي أخاه من المنون ويقنعفتوثّقا كلّ يضنّ بنفسهقال الاله أنا الاعزّ الارفعانّ الوصي فدى أخاه بنفسهولفعله زلفى لديّ وموضعفلتهبطا ولتمنعا من رامهأم من له بمكيدة يتسرّعوقال خطيب خوارزم:علي في مهاد الموت عاروأحمد مكنس غار اغتراب يقول الروح بخ بخ يا عليفقد عرّضت روحك لانتهاب


حديث سدّ الابواب



ماورد فيمن اتّخذه الله سبحانه وتعالى شريكاً لافضل الرسل وخاتم أنبيائه عليه وعليهم الصلاة والسلام فيما اختصّه به وفيما أحلّه له، فبذلك قد تبيّن عظيم فضل من أشركه الله نبيّه في هذه الخصوصيّة الجليلة، حتّى اعترف ابن عمر بافضليّته حينما ظهر اختصاصه بها، وشاع بين جمع من الصحابة، فشقّ ذلك على بعضهم، حتّى أن عمّيه "صلى الله عليه وآله وسلم" حمزة والعبّاس كانا يقولان للنبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ما قالا; لانّهم كانوا يحسبون كما قال ابن عمر: كنّا نقول في زمن النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : رسول الله خير الناس، ثمّ أبو بكر ثمّ عمر، وهذه المنقبة أيضاً هي احدى الخصال الثلاثة التي تمنّاها ابن عمر وأبوه، وما زالت بقلبه وفي ذاكرته إلى أن استولى على الخلافة، وقال: كما سيأتي ذكر كلّ من ذلك فيما يلي، كما رواه حفظة السنن والمسانيد، منهم:السيوطي في تفسيره ''الدرّ المنثور'' في ذيل تفسير قوله تعالى: "وما ينطق عن الهوى" |النجم: 3| قال: أخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبّة العرني، قالا: أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أن تسدّ الابواب التي في المسجد، فشقّ عليهم، قال حبّة: إنّي لانظر إلى حمزة بن عبد المطلّب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان، وهو يقول: أخرجت عمّك وأبا بكر وعمر والعبّاس، وأسكنت ابن عمّك، فقال رجل: ما يألو رفع ابن عمّه.قال: فعلم رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أنه قد شقّ عليهم، فدعا الصلاة جامعة، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر، فلم يسمع لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" خطبة قطّ كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً، فلمّا فرغ قال: يا أيّها الناس، لا أنا سددتها، ولا أنا فتحتها، ولا أنا أخرجتكم وأسكنته، ثمّ قرأ: "والنجم إذا هوى * ما ضلّ صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * ان هو إلاّ وحي يوحى" .وروى الحاكم في المستدرك |3: 125| روى بسنده عن زيد بن أرقم، قال: كانت لنفر من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أبواب شارعة في المسجد، فقال يوماً: سدّوا هذه الابواب إلاّ باب علي، قال: فتكلّم في ذلك ناس، فقام رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي امرت بسدّ هذه الابواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن اُمرت بشيء فاتبعته. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.وروى الامام أحمد بن حنبل في المسند |2: 26| بالاسناد إلى عبد الله بن عمر، قال: كنّا نقول في زمن النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : رسول الله خير الناس، ثمّ أبو بكر، ثمّ عمر، ولقد اُوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال، لان تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إلي من حمر النعم، زوّجه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ابنته وولدت له، وسدّ الابواب إلاّ بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.وروى الحاكم أيضاً في المستدرك |3: 125| بالاسناد إلى أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب: لقد اُعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لان تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أن اُعطى حمر النعم، قيل: وما هنّ يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوّجه فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، وسكناه في المسجد مع رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يحلّ له فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.وفي المستدرك أيضاً |3: 116| روى بسنده عن خيثمة بن عبد الرحمن، قال: سمعت سعد بن مالك، وقال له رجل: إن عليّاً "عليه السلام" يقع فيك، أنّك تخلّفت عنه، فقال سعد: والله انّه لرأي رأيته، وأخطأ رأيي، انّ علي بن أبي طالب اُعطي ثلاثاً، لانّ أكون أعطيت إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يوم غدير خم، بعد حمد الله والثناء عليه، هل تعلمون أنـّي أولى بالمؤمنين؟ قلنا: نعم، قال: اللهمّ من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وجيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر، فقال: يا رسول الله إنّي أرمد، فتفل في عينيه ودعا له، فلم يرمد حتّى قتل وفتح عليه خيبر، وأخرج رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" عمّه العباس وغيره من المسجد، فقال له العبّاس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليّاً؟ فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكنّ الله أخرجكم وأسكنه.وفي كنز العمّال لحسام الدين المتّقي |6: 408| على ما في فضائل الخمسة |2: 154| قال: وعن علي "عليه السلام" أخذ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بيدي، قال: إنّ موسى "عليه السلام" سأل ربّه أن يطهر بيته بهارون، وانّي لسألت ربّي أن يطهر مسجدي بك وذرّيّتك، ثمّ أرسل إلى أبي بكر، أن سدّ بابك، فاسترجع، ثمّ قال: سمعاً وطاعه، فسدّ بابه، ثّم أرسل إلى عمر، ثمّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثمّ قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكنّ الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم.وفيه أيضاً عن الهيثمي في مجمع الزوائد |9: 115| قال: وعن علي "عليه السلام" ، قال: قال لي رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" انطلق فمرهم فليسدّوا أبوابهم، فانطلقت، فقلت لهم، ففعلوا إلاّ حمزة، فقلت: يا رسول الله قد فعلوا إلاّ حمزة، فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : قل لحمزة فليحوّل بابه، فقلت: إنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يأمرك أن تحوّل بابك، فحوّل، فرجعت إليه "صلى الله عليه وآله وسلم" وهو قائم يصلي، فقال: ارجع إلى بيتك.وفيه أيضاً عن الهيثمي في نفس المصدر قال: وعن العلاء بن العرار، قال: سئل ابن عمر عن علي وعثمان، فقال: أمّا علي فلا تسألوا عنه، انظروا إلى منزله من رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فإنّه سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّبابه، وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيماً فعفا الله عنه، وأذنب فيكم دون ذلك فقتلتموه.وفيه أيضاً عن الهيثمي في نفس المصدر، قال: وعن جابر بن سمرة، قال: أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بسدّ الابواب كلّها إلاّ باب علي "رضي الله عنه" فقال العبّاس: يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج، قال: ما اُمرت بشيء من ذلك، فسدّها كلّها غير باب علي، قال: ربّما مرّ وهو جنب.وفي المسند للامام أحمد بن حنبل |1: 175| روى بسنده عن عبد الله بن الرقيم الكناني، قال: خرجنا إلى المدينه زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بسدّ الابواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي.وقد ذكر الحافظ الكبير محمّد بن علي المازندراني في كتابه النفيس مناقب آل أبي طالب |2: 38 ط. النجف و2: 189 ط. ايران| حديث سدّ الابواب رواه نحو ثلاثين رجلاً من الصحابة، ومن روى عنهم.وفيه ما نقله عن السمعاني في فضائله: روى عن جابر، عن ابن عمر في خبر أنّه سأله رجل، فقال: ما قولك في علي وعثمان؟ فقال: أمّا عثمان، فكأنّ الله قد عفا عنه، فكرهتم أن يعفو عنه وأمّا علي، فابن عمّ رسول الله وختنه، وهذا بيته ـ وأشار بيده إلى بيته ـ حيث ترون، أمر الله تعالى نبيّه أن يبني مسجده، فبنى فيه عشرة أبيات، تسعة لنبيه وأزواجه، وعاشرها وهو متوسّطها، لعلي وفاطمة.وكان ذلك في أوّل سنة الهجرة، وقالوا: كان في آخر عمر النبي والاوّل أصحّ وأشهر، وبقي على كونه، فلم يزل علي وولده في بيته إلى أيّام عبد الملك بن مروان، فعرف الخبر فحسد القوم على ذلك، واغتاض، وأمر بهدم الدار، وتظاهر أنّه يريد أن يزيد في المسجد، وكان فيها الحسن بن الحسن، فقال: لا أخرج ولا اُمكّن من هدمها، فضرب بالسياط وتصايح الناس، واُخرج عند ذلك، وهدمت الدار، وزيد في المسجد.وروى عيسى بن عبد الله أنّ دار فاطمة "عليها السلام" حول تربة النبيّ وبينهما حوض.قال الحميري:من كان ذا جار له في مسجدمن نال منه قرابة وجواراوالله أدخله وأخرج قومهواختاره دون البريّة جاراوله أيضاً:وأسكنه في مسجد الطهر وحدهوزوّجه والله من شاء يرفعفجاوره فيه الوصي وغيرهوأبوابهم في مسجد الطهر شرّعفقال لهم سدّوا عن الله صادقاًفضنّوا بها عن سدّها وتمنّعوافقام رجال يذكرون قرابةوما ثمّ فيما يبتغي القوم مطمعفعاتبه في ذاك منهم معاتبوكان له عمّاً وللعمّ موضعفقال له أخرجت عمّك كارهاًوأسكنت هذا إنّ عمّك يجزعفقال له ياعم ما أنا بالذيفعلتُ بكم هذا بل الله فاقنعواوفي المناقب لابن المغازلي الشافعي |ص253 برقم: 303| باسناده عن أبي الطفيل، عن حذيفه بن أسيد الغفاري، قال: لمّا قدم أصحاب النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" المدينة لم تكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبوابها إلى المسجد، وإنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" بعث معاذ بن جبل، فنادى أبا بكر، فقال: إنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يأمرك أن تخرج من المسجد، فقال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه وخرج من المسجد، ثمّ أرسل إلى عمر، فقال: إنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يأمرك أن تسدّ بابك الذي في المسجد وتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، غير أنّي أرغب إلى الله في خوخة في المسجد، فأبلغه معاذ ما قاله عمر، ثمّ أرسل إلى عثمان وعنده رقيّه، فقال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه وخرج من المسجد. ثمّ أرسل إلى حمزة، فسدّ بابه، وقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، وعلي على ذلك يتردّد، لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قد بنى له بيتاً في المسجد بين أبياته، فقاله النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" اسكن طاهراً مطهّراً، فبلغ حمزة قول النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" لعلي، فقال: يا محمّد تخرجنا وتمسك غلمان عبد المطلب؟ فقال له النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا، لو كان الامر لي ما جعلت من دونكم من أحد، واللهِ ما أعطاه إيّاه إلاّ الله، وانّك لعلى خير من الله ورسوله، أبشر، فبشّره النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقتل يوم اُحد شهيداً.ونفس ذلك رجال على علي، فوجدوا في أنفسهم، وتبيّن فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فبلغ ذلك النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقام خطيباً، فقال: إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم، في أنّني أسكنت عليّاً في المسجد، واللهِ ما أخرجتهم ولا أسكنته، إنّ الله أوحى إلى موسى وأخيه "أن تبوّءآ لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة" وأمر موسى أن لا يسكن مسجده، ولا ينكح فيه، ولا يدخله إلا هارون وذرّيته، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلّ مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلاّ علي وذرّيته، فمن ساءه فها هنا، فأوما بيده نحو الشام.وأخرج فيه أيضاً في الباب من عدّة طرق.وفي الخصائص للنسائي |ص13| على ما في فضائل الخمسة للسيّد مرتضى الحسيني |2: 153| روى بسنده عن الحارث بن مالك، قال: أتيت مكّة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت له: سمعت لعلي "عليه السلام" منقبة؟ قال: كنّا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في المسجد، فروى فينا لسدّه ليخرج من في المسجد، إلاّ آل الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" وآل علي "عليه السلام" ، قال: فخرجنا فلمّا أصبح أتاه عمّه، فقال: يا رسول الله أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت الغلام؟ فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : ما أنا أمرت باخراجكم، ولا باسكان هذا الغلام، انّ الله الذي أمرني به.وفيه عن حلية الاولياء لابي نعيم |4: 153| روى بطرق متعدّدة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : سدّوا أبواب المساجد كلّها إلاّ باب علي.وفيه عن تاريخ بغداد |7: 205| للخطيب البغدادي: روى بسنده عن زيد بن علي بن الحسين، عن أخيه محمّد بن علي، أنـّه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: سدّوا الابواب كلّها إلاّ باب علي، وأومأ بيده إلى باب علي.وأخرج الذهبي في ميزان الاعتدال |4: 235| عن زيد بن أرقم أنـّه كان لنفر من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال يوماً: سدّوا هذه الابواب غير باب علي، فتكلّم في ذلك اُناس، فقام رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ـ فساق إلى آخر الحديث الذي قد مرّ عن المستدرك.قال المحقّق للكتاب على ما في ذيل المناقب لابن المغازلي |ص256| ما مفهومه: قد أخرج حديث سدّ الابواب جماعة كثيرون منهم: ابن حجر في القول المسدّد |ص17| وفي فتح الباري |7: 11| والقسطلاني في إرشاد الساري |6: 81|وابن كثير في البداية والنهاية |7: 341| والكنجي الشافعي في كفاية الطالب |ص242|.


/ 61