بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




ترجمة ابن رويش مختصرا



الاسم:عيدروس بن أحمد بن علوي بن عبدالرحمن


[
عبدالرحمن هو: اول من لقب بـ ''''الروش'''' من اجداده. ـ ومعنى الروش: ـ الحسن الهيئة والزي باصطلاح الحضرمية.] السقّاف العلوي الحسيني، المولود في اندونيسيا بجاكرتا سنة "1927" ميلاديّة،موافق يوم الجمعة في الساعة 12 من شهر ذي القعدة سنة "1344" هجرية.


نشأ تحت رعاية أبيه وحضانة اُمّه مع شقيقه وشقيقته، وله اخوة من الاب وأخوات أكبر من اُمّه سنّاً،فلمّا طوى السابعة من مرحلة عمره أدخله أبوه في مدرسة ـ جمعيّة خير ـ فرع فكوجان، وكان مديرها ابن اُخت أبيه السيّد الفاضل فقيه عصره الحبيب عبدالرحمن بن سقّاف السقاف ''''قاضي العرب في عهد الاستعمار الهولندي على اندونيسيا''''.


ولمّا بلغ من عمره عشر سنوات توفّي والده الحنون، وكان شيخاً كبيراً قد بلغ من عمره حوالى 85/ 90 سنة، وظلّ عائشاً مستظلاًّ تحت ظلّ اُمّه الشفيقة الى أن بلغ الثالثة عشرة من عمره، فبعثه ابن عمّته ''''السيّد عبدالرحمن المذكور'''' الى مدرسة ''''جمعيّة خير'''' تانه ابغ للرابطة العلويّة تحت اشراف المهذّب الكبير النسّابة، صاحب التعليقات على كتاب ''''شمس الظهيرة'''' السيّد الشريف محمّد ضياء بن علي بن أحمد بن شهاب الدين العلوي الحسيني.


فلم يزل صاحب الترجمة يستقي من نمير حوض تلك المدرسة العظيمة القدر حتّى استولت الحكومة اليابانية على اندونيسيا، فأغلقت أبواب جميع المدارس، فعاد ملازماً ابن عمّته الفقيه الوحيد في عصره.


وما زال مواظباً على مجالسته عشيّة كلّ يوم يتفقّه في دين اللّه على مذهب الامام الشافعي "رضي الله عنه" سنيناً الى أن توفّي شيخه رحمه اللّه وألحقه بأجداده. وعلى كل تقدير وحسن حظه قد ختم بين يدي شيخه عدّة كتب في الفقه، منها: الدروس الفقهية من الحلقة الاولى الى الرابعة، للشيخ المذكور، والمختصر للشيخ عبدالرحمن بأفضل الحضرمي، بشرح الشيخ ابن حجر الهيثمي وغير ذلك.


ولمّا هلكت الحكومة اليابانيّة واستولت هولندا على اندونيسيا للمرّة الثانية، طلب منه الاُستاذ صالح باجري مؤسّس مدرسة ''''الاصلاح'''' أن يكون مساعداً له في التدريس، فدرس سنيناً قلائل ثمّ وقف باشارة من أحد الاطبّاء، لتضرّره من تعليم صغار الاولاد والبنات.


فعقد مجلساً في بيته بطلب من بعض أصدقائه ليلقي عليهم دروساً في الفقه واللغة العربيّة، فقبل ما طلبوه منه مستعيناً باللّه العليم الخبير.


وكان مع ذلك لا يألو جهد الحضور مجالس العلم التي أسّسها سادة العلويّين والمشائخ في الدّين البارزين الذين قد اشتهر صيتهم في آفاق اندونيسيا وغيرها من بلدان المسلمين، كمجلس السيّد العلاّمة والبحر الفهّامة، مورد العلماء، وملجئ الاتقياء، الحبيب الشريف علي بن عبدالرحمن الحبشي، ومجلس السيّد الشريف ذي الفضل السامي الحبيب عبداللّه بن حسين العطاس الملقّب بالشامي، ومجلس الشيخ الفاضل عبداللّه بن محمّد عرفان بارجاء، الذي عقده في ''''الزاوية'''' التي بناها الحبيب العارف باللّه السيّد الشريف أحمد بن محمّد بن حمزة العطاس الحضرمي قدس اللّه سره.


وكان وفّقه اللّه لما يرضيه كثيراً ما يزور العلماء الاحياء منهم والاموات ويتبرّك بالنظر اليهم والاستفادة منهم بمحادثتهم ومجالستهم، ولا سيّما اذا اُشكلت عليه مسألة أو مشلكة من غوامض المشكلات، فكان ملجأه الوحيد الشريف الفاضل، نور المجالس والمحافل، شيخ المشايخ، ذي القدم الراسخ، الحبيب الكريم علي بن حسين بن جعفر العطاس نوّر اللّه ضريحه.


وكان وفّقه اللّه للخيرات كثيراً ما ينشر منشورات رداً على أصحاب المحاريب والمنابر والاذاعات من الخطباء والمبلّغين والوُعّاظ المنحرفين عن فهم أهل بيت الوحي المطهّرين في تفسير الايات القرآنيّة وايرادهم الاحاديث الضعيفة والمختلقة ما تقتضي طعناً في حقّ أهل البيت النبويّ أو مسّاً في كرامتهم، كحديث الضحضاح، وحديث أهل بيتي كلّ مؤمن تقي. وحديث أصحابي كالنجوم، وما أشبه ذلك من الكثير الوفير.


وقد أيّده اللّه في ذلك ـ وللّه جزيل الحمد والشكر ـ بمن يوافقونه في مبدئه وخطته. منهم: السيّد عبداللّه بن أبي بكر العيدروس المساعد له في الكتابة، والسيّد عبدالمطلب بن حسن بن هود الحبشي، وشقيقه عبداللّه بن حسن بن هود الحبشي القائمان بامر الطبع والمطبعة.


ولكن لم يمض عليه في ذلك إلاّ مدّة يسيرة من الزمن حتّى سعى به بعض الحسدة عند رجال الشرطة ونمّ عليه ووشى به، فجاؤوه وساءلوه، ولكن ما رجعوا منه الاّ صفر اليدين. وأخيراً قد دُعي الى مركز الشرطة، فسألوه عمّا ارتبط بمجلسه وتعاليمه، وعلى كلّ حال قد سلّمه اللّه من شرّهم ومن شرارهم.


فمن أجل ذلك توقّف عن التعليم وأقبل على التصنيف بقدر استطاعته وجهده، وان لم يكن من فرسان هذا الميدان، وليس ممّن له باع طويل في العلم والعرفان، غير أنّ اللّه عزّوجل هداه ويلهمه رشده، فانّه ولي التوفيق والهداية، وبه مقاليد الاُمور وحسن العناية والرعاية، فله جزيل الشكر والحمد وعظيم المنّ والفضل والمجد.


صاحب الترجمة: عيدروس بن احمد بن علوي


لسقّاف ـ المكنى بابن رويش


جاكرتا 9 ذو الحجّة 1413 هـ ق


الحمد لله العظيم المنّان، القديم الاحسان، المتفضّل على من يشاء من عباده بفضائل التخصيص، فجعلهم أعدال القرآن، ونجوماً يهتدى بهم إلى سبل السلامة يوم الدين، كما صرّح بذلك الصادق الامين، المبعوث رحمة للعالمين، سيّدنا محمّد الرؤوف بالمؤمنين، صلّى الله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم.


فهذا ما أوقفنا الله عليه من الاحاديث النبويّة والاخبار التاريخيّة، ما نقل إلينا عن أعيان الائمّة، واقتطفناها من كتبهم النفيسة القيّمة، ما وردت فيمن اختصّه الله جلّت منّته بالمكانة العليا، والفضيلة الاسمى، فجعله أخاً ووزيراً لحبيبه المصطفى، راجياً من المولى العظيم، أن ينتفع بها كلّ قارئ كريم، ذي قلب سليم، ورأي مستقيم، وأن يوفّقنا للصواب، ويرزقنا عظيم الثواب وحسن المآب. وله الحمد والشكر أوّلاً وآخراً.


قال عزّوجلّ جلاله: "إنَّما وَليّكُم اللهُ وَرسُولُه وَالّذينَ آمَنُوا الّذينَ يقيمون الصلاة ويُؤتُونَ الزّكاةَ وَهُم رَاكِعُونَ" |المائدة: 55|.


قال عزّت قدرته: "اَفَمنْ يَهْدِي اِلى الحَقّ أحَقُّ اَنْ يتَّبعَ أمَّنْ لايَهِدّي إلاّ أنْ يُهدى فما لكُم كَيفَ تَحْكمُونَ" |يونس: 35|.


عن الامام أحمد بن حنبل، قال: ما جاء لاحد من أصحاب الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب "عليه السلام" . انتهى.


راجع: المناقب للحافظ الخوارزمي |ص3|. ومستدرك الصحيحين |3: 107|.


ولكن يا للاسف ممّن أعماهم غبار العصبيّة، وكانوا كما قال بعضهم:




  • اِذا ما روى الراوون ألف فضيلة
    يقولون هذا في الصحيحين مثبت
    ومهما روينا في علي فضيلة
    يقولون هذا من أحاديث ملحد



  • لاصحاب مولانا النبيّ محمّد
    بخطّ الامامين الحديث فسدّد
    يقولون هذا من أحاديث ملحد
    يقولون هذا من أحاديث ملحد



في سبق نور النبيّ وعلي لخلق آدم وخلقهما من طينة واحدة



روى الطبري في الرياض النضرة |2: 164| على ما في الفضائل الخمسة للسيّد مرتضى الحسيني |1: 168 ط النجف| قال: عن سلمان، قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم "عليه السلام" قسّم ذلك النور جزأين، فجزء أنا وجزء علي.


وفيه عن ابن حجر الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد |9: 128| قال: وعن بريدة، قال: بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" عليّاً "عليه السلام" أميراً على اليمن، وبعث خالد بن الوليد على الجبل، فقال: إن اجتمعا فعلي على الناس، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي "عليه السلام" جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة، فقال: اغتنمها، فأخبر النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ما صنع. فقدمت المدينة ودخلت المسجد، ورسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في منزله، وناس من الصحابة على بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيراً. فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لاخبر النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقالوا: فأخبر النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" فإنّه يسقط من عين النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، ورسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يسمع الكلام، فخرج مغضباً، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : ما بال أقوام ينتقصون عليّاً؟ من تنقّص عليّاً فقد تنقّصني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، انّ عليّاً منّي وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم ''''ذرّيّة بعضها من بعض والله سميع عليم'''' يا بريدة، أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذها، وإنّه وليّكم بعدي. فقلت: يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدك، فبايعتني على الاسلام جديداً. قال: فما فارقته حتى بايعته على الاسلام.


قال ابن حجر رواه الطبراني في الاوسط.


وروى فيه أيضاً عن تاريخ بغداد |6: 58| للخطيب، روى بسنده عن موسى ابن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : خُلقت أنا، وهارون بن عمران، ويحيى بن زكريّا، وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة.


وفيه أيضاً عن حلية الاولياء لابي نعيم |1: 84| روى بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالائمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من اُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.


وفي المناقب لابن المغازلي |ص87 برقم: 130 ط. إيران| قال أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي "رحمه الله" ، أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبيّ الاخباريّ، أخبرنا علي بن محمّد العدوي الشمشاطي، حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا، حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدّثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قـال: سمعت حبيبي محمّد "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلمّا خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففيّ النبوّة، وفي عليّ الخلافة.


قال المحقّق للكتاب في ذيل الكتاب: أخرجه الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب |في الباب 87 ص315، وفي ص176 من ط اُخرى| بإسناده عن أبي سعيد العدوي، ثمّ قال: هكذا أخرجه محدّث الشام في تاريخه |ص350| ولم يطعن في سنده، ولم يتكلّم عليه، وهذا يدلّ على ثبوته.


وأخرجه العلاّمة الذهبي في ميزان الاعتدال |1: 507 برقم: 1904| عن ابن عساكر، وأخرجه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان |2: 229|.


وأخرجه الامام أحمد بن حنبل في الفضائل، بهذا السند واللفظ على ما ذكره ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص |ص52 ط. الغري، وفي ط. ايران ص28|.


وفي شرح النهج لامام المعتزلة |2: 450| روى عن الامام أحمد بن حنبل في المسند وفي كتاب الفضائل، قال ابن أبي الحديد: الخبر الرابع عشر: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك فيه وجعله جزأين، فجزء أنا وجزء علي.


ثمّ قال: وذكره صاحب الفردوس|3: 332 ط. دار الكتاب العربي| وزاد فيه: ثمّ انتقلنا حتّى صرنا في صلب عبد المطلب، فكان لي النبوّة، ولعلي الخلافة.


وروى ابن المغازلي أيضاً في مناقبه |ص88 برقم: 131| قال: أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن الحسن بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن محمّد العكبري، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا محمّد بن عتّاب الهروي، حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدّثنا أبي، عن الاعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذرّ، قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: كنت أنا وعلي نوراً عن يمين العرش، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم أزل أنا وعلي شيئاً واحداً حتّى افترقنا في صلب عبد المطَّلب.


وروى أيضاً |في ص89 برقم: 132| من طريق أبي غالب، عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: إنّ الله عزّوجلّ أنزل قطعة من نور، فأسكنها في صلب آدم، فساقها حتّى قسّمها جزأين، جزءاً في صلب عبد الله، وجزءاً في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيّاً، وأخرج عليّاً وصيّاً.


قال المحقّق في ذيل الكتاب: وبمعنى الحديث روايات متظافرة، تراها في كفاية الطالب |في الباب 87| ولسان الميزان |6: 377| ومناقب الخوارزمي|ص46|وينابيع المودة |ص83|. انتهى.


وفي دلائل الصدق |2: 349| قد ذكر الحلّي ما رواه الامام أحمد بن حنبل في مسنده، وما رواه أيضاً ابن المغازلي عن سلمان، والثاني عن جابر، والحديثان غير اللذين رواهما ابن الجوزي وطعن في بعض رواتهما، أحدهما محمّد بن خلف المروزي، والاخر جعفر بن أحمد بن بيان.


قال الامام المظفر ردّاً


[
على من طعن في حديث النور.]: ولو سلّم رواية محمّد بن خلف لحديث النور، وطعن ابن الجوزي فيه، فهو لا يستلزم كذب جميع رواة حديث النور، بل يكون تعدّد طرقه دليلاً على صدقه، على أنّ ابن الجوزي أيضاً طرف النزاع، فكيف يعتبر قوله بوضع حديث النور؟ مع أنـّا نرى القوم أنفسهم لا يعتبرون كلامه.


قال السيوطي في ديباجة لالئ المصنوعة: جمع الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي كتاباً، فأكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط إلى رتبة الوضع، بل ومن الحسن ومن الصحيح، كما نبّه على ذلك الحفّاظ، ومنهم: ابن الصلاح في علوم الحديث وأتباعه.


وأما ما قيل: إنّ جعفر بن أحمد كان رافضيّاً، فلا منشأ له إلاّ رواية ما يسمعه من فضائل آل محمّد "عليهم السلام" ومساوي أعدائهم، وهذه عادتهم فيمن روى فضيلة لاهل البيت، أو رذيلة لاعدائهم، يريدون بذلك إخفاء الحقّ وترويج الباطل، فلذا خفي جُلّ فضائل آل الرسول واكثر مساوي أعدائهم، كما لا منشأ لنسبة الوضع إلى جعفر إلاّ إظهاره للحقّ. انتهى.


واليك أيّها القارئ الكريم ما رواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة |ص10 في الباب الاوّل|، قال: وفي المناقب عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، قال: حدّثنا عمّي الحسن، قال: سمعت جدّي "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: خلقت من نور الله عزّوجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبّيهم من نورهم، وسائر الناس من النار.


وروى ما أخرجه ابن المغازلي عن سلمان كما قد مرّ ذكره، ثمّ روى ما أخرجه الحمويني في كتابه فرائد السمطين |1: 43| بسنده عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم، عن النبيّ صلّى الله عليه وعليهم، قال: كنت أنا وأنت يا علي نوراً بين يدي الله تبارك وتعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقره في صلب عبد المطَّلب، ثمّ قسّمه قسمين، فأخرج قسماً في صلب أبي عبد الله، وقسماً في صلب عمّي أبي طالب، فعليّ منّي وأنا منه، قال: وأخرج هذا الحديث الخوارزمي. انتهى.


/ 61