قسمه بالسويّة وعدله في الرعيّة
ولّى"عليه السلام" بيت مال المدينة عمّار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيّهان، فكتب: العربيّ والقرشيّ والانصاري والعجميّ وكلّ من كان في الاسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء، فأتاه سهل بن حنيف بمولىً له أسود، فقال: كم تعطي هذا؟ فقال له أمير المؤمنين"عليه السلام": كم أخذت أنت؟ قال: ثلاثة دنانير، وكذلك أخذ الناس، قال: فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ثلاثة دنانير.
فلمّا عرف الناس أنـّه لا فضل لبعضهم على بعض إلاّ بالتقوى عند الله، أتى طلحة والزبير عمّار بن ياسر وأبا الهيثم ابن التيّهان، فقالا: يا ابا اليقظان إستاذن لنا على صاحبك، قال: وعلى صاحبي إذن، قد أخذ بيد أجيره وأخذ مكتله ومسحاته، وذهب يعمل في نخلة في بئر الملك، وكانت بئر ينبع سمّيت بئر الملك، فاستخرجها علي بن أبي طالب"عليه السلام" وغرس عليها النخل، فهذا من عدله في الرعيّة وقسمه بالسويّة.
طعامه
قال ابن دأب: قلنا فما أدنى طعام الرعيّة؟ فقال: يحدّث الناس أنـّه كان يطعم الخبز واللحم، ويأكل الشعير والزيت، ويختم طعامه مخافة أن يزاد فيه. وسمع مقلىً في بيته، فنهض وهو يقول: في ذمّة علي بن أبي طالب مقلى الكراكر، قال: ففزع عياله، وقالوا: يا أمير المؤمنين إنها امرأتك فلانة نحرت جزوراً في حيّها، فاخذ لها نصيب منها فأهدى أهلها إليها. قال: فكلوا هنيئاً مريئاً.
قال فيقال: إنّه لم يشتك ألماً إلاّ شكوى الموت، وإنّما خاف أن يكون هديّة من بعض الرعيّة، وقبول الهديّة لوالي المسلمين خيانة للمسلمين.