بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




استنابة الرسول له في عدّة مواضع



وقد استناب "صلى الله عليه وآله وسلم" مولانا عليّا "عليه السلام" في غير مكان، وفي عدّة مواطن بعد أن ولّى غيره، وعاد بخفيّ حنين وآب خائباً، كما نقل إلينا عن كبار المؤرّخين في تواريخهم ومصنّفاتهم.


منها: ما ذكره الحافظ الشهير بابن شهرآشوب في كتابه النفيس مناقب آل أبي طالب |1: 393 ط. النجف وفي طبعة ايران 2: 129| وغيره من أهل السير: أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" بعث خالداً إلى اليمن يدعوهم إلى الاسلام، فيهم البرّاء بن عازب، فأقام ستّة أشهر فلم يجبه أحد، فساء ذلك النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" وأمره أن يعزل خالداً، فلمّا بلغ أمير المؤمنين علي "عليه السلام" القوم صلّى بهم الفجر، ثمّ قرأ على القوم كتاب رسول الله، فأسلم همدان كلّها في يوم واحد، وتبايع أهل اليمن على الاسلام، فلمّا بلغ ذلك رسول الله خر لله ساجداً، وقال: السلام على همدان.


ومن أبيات أمير المؤمنين في يوم صفين:




  • ولو أن يوماً كنت بوّاب جنّة
    لقلت لهمدان ادخلوا بسلام



  • لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
    لقلت لهمدان ادخلوا بسلام



واستنابه على اليمن أيضاً لمّا أنفذه قاضياً على ما أطبق عليه الوليّ والعدوّ على قوله "عليه السلام" ، وضرب "صلى الله عليه وآله وسلم" على صدره، وقال: اللهمّ سدّده ولقّنه فصل الخطاب، قال "عليه السلام" : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك اليوم.


رواه أحمد بن حنبل، وأبو يعلى في مسنديهما، وابن بطّة في الابانة من أربعة طرق.


واستنابه حين أنفذه إلى المدينة لمهمّ شرعيّ، كما ذكره أحمد بن حنبل في المسند والفضائل، وأبو يعلى في مسنده، وابن بطّة في الابانة، والزمخشري في الفائق واللفظ لاحمد، قال علي "عليه السلام" : كنّا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في جنازة، فقال: مَنْ يأتي المدينة فلا يدع قبراً إلاّ سوّاه، ولا صورة إلا لطخها، ولا صنماً إلاّ كسره، فقام رجل فقال: أنا، ثمّ هاب أهل المدينة فجلس، فانطلقت ثمّ جئت، فقلت: يا رسول الله، لم أدَع في المدينة قبراً إلاّ سوّيته، ولا صورة إلاّ لطختها، ولا وثناً إلاّ كسرته، قال: فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : من عاد فصنع شيئاً من ذلك، فقد كفر بما أنزل الله على محمد الخبر.


واستنابه في ذبح باقي إبله فيما زاد على ثلاثة وستّين، كما رواه اسماعيل البخاري، وأبو داود السجستاني، والبلاذري، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن حنبل، وأبو القاسم الاصفهاني في الترغيب، واللفظ له: عن جابر، وابن عبّاس، قال: أهدى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مئة بدنة، فقدم علي "عليه السلام" من المدينة، فأشركه في بدنه بالثلث، فنحر رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ستّاً وستّين بدنة، وامر عليّاً فنحر أربعاً وثلاثين، وأمره النبيّ "عليهم السلام" من كلّ جزور ببضعة، فطبخت، فأكلا من اللحم، وحسيا من المرق.


قال الحميري:




  • شريك رسول الله في البُدُن التي
    فلم يعدأن وافى الهدي محلّه
    بكعبة ستّاً بعد ستّين بكرة
    وفاز علي الخير منه بأنيق
    فنحّرها ثمّ اجتذى من جميعها
    بقدر فأغلاها فلمّا أتت أتى
    فقال له كلْ وأحس منها ومثل ما
    ولم يطعما خلقاً من الناس بضعة
    ولا حسوة من ذاك حتى تضلّعا



  • حداها هدايا عام حجّ فودّعا
    دعا بالهدايا مشعرات فصرّعا
    هدايا له قد ساقها مئة معا
    ثلاثين بل زادت على ذاك أربعا
    جذاً ثمّ ألقى ما اجتذى منه أجمعا
    بها قد تهوّى لحمها وتميّعا
    تراني باذن الله أصنع فاصنعا
    ولا حسوة من ذاك حتى تضلّعا
    ولا حسوة من ذاك حتى تضلّعا



واستنابه في التضحّي، كما رواه الحاكم بن البيع في معرفة علوم الحديث، قال: حدّثنا أبو نصر سهل الفقيه، عن صالح بن محمّد بن الحبيب، عن علي بن حكيم، عن شريك، عن ابي الحسناء، عن الحكم بن عتيبة، عن رزين بن حنيس، قال: كان علي يضحّي بكبشين: بكبش عن النبي، وبكبش عن نفسه، وقال: كان أمرني رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أن اضحّي عنه، فأنا أضحّي عنه أبداً.


ورواه أحمد في الفضائل.


واستنابه أيضاً في اصلاح ما أفسده خالد، كما رواه البخاري: انّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" بعث خالداً في سريّة، فأغار على حيّ أبي زاهر الاسدي، وفي رواية أيضاً في بني جذيمة، وفي رواية الطبري: انّ خالداً أمر بكتفهم، ثمّ عرضهم على السيف، فقتل منهم من قتل، فأتوا بالكتاب الذي أمر رسول الله أماناً له ولقومه إلى النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، قالوا جميعاً: إنّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: اللهمّ انّي أبرأ اليك ممّا صنع خالد. وفي رواية الخدري، قال: اللهمّ اني أبرأ من خالد. ثلاثاً.


ثمّ قال: أمّا متاعكم، فقد ذهب فاقتسمه المسلمون، ولكنّي أردّ إليكم مثل متاعكم، ثمّ إنّه قدم على رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ثلاث رزم من متاع اليمن، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : يا علي فاقض ذمّة الله وذمّة رسوله، ودفع "صلى الله عليه وآله وسلم" إليه "عليه السلام" الرزم الثلاث، فأمر علي بنسخة ما اُصيب لهم، فكتبوا، فقال: خذوا هذه الرزمة فقوّموها بما اُصيب لكم، فقالوا: سبحان الله هذا أكبر مما اُصيب لنا، فقال "عليه السلام" : خذوا هذه الثانيه فاكسوا عيالكم وخدمكم ليفرحوا بقدر ما حزنوا، وخذوا هذه الثالثه بما علمتم وما لم تعلموا، لترضوا عن رسول الله، فلمّا قدم علي على رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أخبره بالذي كان منه، فضحك رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" حتّى بدت نواجذه، وقال: أدّى الله عن ذمّتك كما أدّيت عن ذمّتي.


وقد استنابه أيضاً في ردّ الودائع لمّا هاجر إلى المدينة، استخلف "صلى الله عليه وآله وسلم" عليّاً "عليه السلام" في اهله وماله، فأمره أن يؤدّي عنه كلّ دين وكلّ وديعة، وأوصى إليه بقضاء ديونه.


وروى الطبري باسناد له عن عباد، عن علي أنّه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : من يؤدّي عنّي ديني ويقضي عداتي ويكون معي في الجنّة؟ قلت: أنا يا رسول الله.


وروى الديلمي في فردوس الاخبار |3: 88| قال سلمان: قال "صلى الله عليه وآله وسلم" : علي بن أبي طالب ينجز عداتي، ويقضي ديني.


وروى أحمد بن حنبل في الفضائل عن آدم السلولي، وحبشي بن جنادة السلولي، قال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : علي منّي وأنا منه، ولا يقضي عنّي ديني إلاّ أنا أو علي.


قال ابن شهرآشوب: وقوله 'يقضي ديني وينجز وعدي' وقوله 'أنت قاضي عنّي ديني' في روايات كثيرة.


وروت العامّة عن حبشي بن جنادة أنّه أتى رجل أبا بكر، فقال: رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وعدني أن يحثو لي ثلاث حثيّات من تمر، فقال: يا علي فاحثها له، فعدّها أبو بكر فوجد في كلّ حثية ستّين تمرة، فقال: صدق رسول الله، سمعته يقول: يا أبا بكر كفّى وكفّ علي في العدد سواء، ودين النبيّ انّما كان عداته وهي ثمانون ألف درهم فأدّاها.


قال الحميري:




  • وأدّيت عنه كلّ عهد وذمّة
    فقلت له أقضي ديونك كلّها
    ثمانين ألفاً أو تزيد قضيتها
    فأبرأته منها بحسن قضائكا



  • وقد كان فيها واثقاً بوفائكا
    وأقضي بانجاز جميع عداتكا
    فأبرأته منها بحسن قضائكا
    فأبرأته منها بحسن قضائكا



وله أيضاً:





  • أدّى ثمانين ألفاً عنه كاملة
    يدعو إليها ولا يدعو ببيّنة
    حتّى يخلّصه منهابذمّته
    وله أيضاً:
    ديون محمّد ليست بغرم
    موقّرة أرباتها لم تهضم
    ويدعو إليها قائماً كلّ موسم
    مقالة لا منّ ولا متجهّم
    ببذل عطايا ذي ندى متقسّم
    ببذل عطايا ذي ندى متقسّم



  • لابل يزيد فلم يغرم وقد غنما
    لا بل يصدّق فيها زعم من زعما
    إنّ الوصيّ الذي لا يخفر الذمما
    قضيت ديونه عنه فكانت
    ثمانين ألفاً باع فيها تلاده
    فما زال يقضي دينه وعداته
    يقول لاهل الدين أهلاً ومرحباً
    وينشدها حتّى يخلّص ذمّة
    ببذل عطايا ذي ندى متقسّم



قال ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 397 وفي طبعة 2: 133| وممّا قضى عنه الدين دين الله الذي هو أعظم، وذلك ما كان افترضه الله عليه، فقبض صلوات الله عليه وآله قبل أن يقضيه، وأوصى عليّاً بقضائه عنه، وذلك قول الله تعالى "يا أيّها النبيّ جاهد الكفّار والمنافقين" |التحريم: 9| فجاهد الكفّار في حياته وأمر عليّاً بجهاد المنافقين بعد وفاته، فجاهد "عليه السلام" الناكثين والقاسطين والمارقين، وقضى بذلك دين رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" الذي كان لربّه عليه.


وأنّه جعل طلاق نسائه "صلى الله عليه وآله وسلم" إليه "عليه السلام" ، روى ذلك أبو الدرّ المرادي، وصالح مولى التومة، عن عائشة، انّ النبيّ جعل طلاق نسائه إلى علي "عليه السلام" .


وعن الاصبغ بن نباته، قال: بعث علي "عليه السلام" يوم الجمل إلى عائشة، وقال: ارجعي وإلاّ تكلّمت بكلام تبرئين من الله ورسوله.


وقال أمير المؤمنين للحسن: إذهب الى فلانة ـ يعني عائشة ـ فقل لها: قال لك أمير المؤمنين: والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لئن لم ترحلي الساعة لابعثن إليك بما تعلمين، فلمّا أخبرها الحسن بما قال أمير المؤمنين قامت، ثمّ قالت: رَحّلوني، فقالت لها امرأة من المَهالِبة: أتاك ابن عبّاس شيخ بني هاشم حاورته، وخرج من عندك مغضباً، وأتاك غلام فأقلعت، قالت عائشة: إنّ هذا الغلام ابن رسول الله، فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي رسول الله، فلينظر إلى هذا الغلام، وقد بعث إليّ بما علمت، قالت المرأة لعائشة: فأسألك بحقّ رسول الله عليك إلاّ أخبرتنا بالذي بعث إليك، قالت عائشة: إن رسول الله جعل طلاق نسائه بيد علي، فمن طلّقها في الدنيا بانت منه في الاخرة.


وفي رواية قالت عائشة: كان النبيّ يقسّم نفلاً في أصحابه، فسألناه أن يعطينا منه شيئاً، وألححنا عليه في ذلك، فلامنا علي، فقال: حسبكنّ ما أضجرتنّ رسول الله، فتجهّمنا عليه، فغضب رسول الله ممّا استقبلنا به عليّاً، ثمّ قال "صلى الله عليه وآله وسلم" : يا علي انّي قد جعلت طلاقهنّ إليك، فمن طلّقتها منهنّ فهي بائنة، فلم يوقّت النبيّ في ذلك وقتاً في حياة ولا موت، فهي تلك الكلمة، فأخاف أن اَبين من رسول الله.


واستنابه في مبيته ليلة الغار على فراشه.


واستنابه في نقل الحرم إلى المدينة بعد ثلاثة أيّام.


واستنابه في قتل الصناديد من قريش، وولاّه عليهم عند هزيمتهم.


واستنابه في خاصة أمره وحفظ سرّه، مثل حديث مارية لما قرفوها، وولاّه الخروج إلى بني زهرة.


واستنابه على المدينة لمّا خرج إلى تبوك، وولاه حين بعثه إلى فدك، وولاه يوم احد في أخذ الرايه، وكان صاحب رايته دونهم، وولاّه على نفسه "صلى الله عليه وآله وسلم" عند وفاته وعلى غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه.


وقد روي عنه "عليه السلام" : إنّا أهل بيت النبوّة والرسالة والامامة، وانّه لا يجوز أن يقبلنا عند ولادتنا القوابل، وانّ الامام لا يتولى ولادته وتغميضه وغسله ودفنه إلاّ إمام مثله، فتولّى ولادته "عليه السلام" رسول الله، وتولّى وفاة رسول الله علي، وتولّى أمير المؤمنين الحسن والحسين، وتولّيا وفاته "عليه السلام" ، ووصّى إليه أمر الاُمّة.


واستنابه يـوم الفتـح في أمر عظيم، فإنّه "صلى الله عليه وآله وسلم" وقف وصعد علي على كتفيه صلوات الله عليه وعلى آله، كمّا قد ذكرنا ذلك في كتابنا شواهد التنزيل مطوّلاً في المبحث الحادي والسبعين. راجع: المناقب لابن شهرآشوب |2: 126 ـ 135 ط. ايران|.


شبه الامام علي للانبياء



فيما أخبر به النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ما للانبياء من الصفات الحميدة، التي اختصّ الله كلّ أحد منهم بوصف من الاوصاف الكريمة المجيدة، فقال عزّ من قائل حكيم في حقّ آدم "عليه السلام" : "وعلّم آدم الاسماء كلها" الاية |البقرة: 31| وفي ابراهيم "عليه السلام" : "انّ ابراهيم لحليم أوّاه منيب" |هود: 75| وفي نوح "عليه السلام" : "انّه كان عبداً شكوراً" |الاسراء: 3| وفي أيّوب "عليه السلام" : "انّا وجدناه صابراً" الاية |ص: 44|وفي يحيى "عليه السلام" : "وآتنياه الحكم صبّياً" |مريم: 12|وفي طالوت "عليه السلام" : "وزاده بسطة في العلم والجسم" |البقرة: 247|وفي يوسف "عليه السلام" : "فلمّا رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهنّ" الاية |يوسف: 31| إلى ما هنالك ممّا هو مذكور في الكتاب العزيز.


ثمّ إنّ من عجيب أمر الله الحكيم الخبير، جلّت قدرته، وعزّت إرادته، أن جَمَعَ تلكم الصفات في خير الاوصياء، ووصيّ خاتم الانبياء، حتّى شبّهه النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" بآدم "عليه السلام" في علمه، وبنوح في فهمه، وبابراهيم في خلقه، وبموسى في هيبته، وبعيسى في عبادته، وبأيوب في صبره، كما قد صرّح بذلك النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" فيما رواه الحفّاظ في سننهم ومسانيدهم السائرة الدائرة بين المسلمين إلى يوم الناس هذا، فمنهم:


إمام الحنابلة على ما ذكره الاميني في غديره |3: 355| والحموي في معجم الاُدباء |17: 191| عن عبد الرزّاق، عن معمّر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن ابي هريرة، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وهو في محفل من أصحابه: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه، وابراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنّته، ومحمّد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل، فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب.


وأمّا ما أخرجه الامام أحمد بن حنبل باسناده المذكور فبلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في خلقه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سنّته، وإلى محمّد في تمامه وكماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل، فتطاول الناس فإذا هم بعلي بن أبي طالب.


وأمّا ما أخرجه البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين المتوفّى سنة "458" في فضائل الصحابة فبلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وأمّا ما أخرجه الحافظ أحمد بن محمّد العاصمي في كتابه زين الفتى في شرح سورة هل أتى باسناده من طريق الحافظ عبيد الله بن موسى العبسي، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وباسناد آخر من طريق الحافظ العبسى أيضاً بزيادة: وإلى يحيى بن زكريّا في زهده.


وأخرج الخوارزمي المالكي المتوفّى سنة "568" باسناده في المناقب |ص49| من طريق البيهقي، عن أبي الحمراء بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريّا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وأخرج الخوارزمي أيضاً |في ص39| بإسناده من طريق ابن مردويه، عن الحارث الاعور صاحب راية علي بن أبي طالب، قال: بلغنا أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" كان في جمع من أصحابه، فقال: اُريكم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حكمته، فلم يكن بأسرع من أن طلع علي "عليه السلام" ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، أقست رجلاً بثلاثة من الرسل؟ بخ بخ لهذا الرجل، من هو يا رسول الله؟ قال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : أو لا تعرفه يا أبا بكر؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال "صلى الله عليه وآله وسلم" : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب، فقال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، وأين مثلك يا أبا الحسن.


وروى الخوارزمي أيضاً |في ص245| باسناده بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى موسى في شدّته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى هذا المقبل فأقبل علي.


وروى ابن طلحة الشافعي المتوفّى سنة "652" في مطالب السؤول نقلاً عن كتاب فضائل الصحابه للبيهقي بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن ابي طالب.


ثمّ قال ابن أبي طلحة: فقد أثبت النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" لعلي بهذا الحديث علماً يشبه علم آدم، وتقوى تشبه تقوى نوح، وحلماً يشبه حلم إبراهيم، وهيبة تشبه هيبة موسى، وعبادة تشبه عبادة عيسى، وفي هذا تصريح لعلي بعلمه وحلمه وهيبته وعبادته، وتعلو هذه الصفات إلى أوج العلى، حيث شبهه بهؤلاء الانبياء المرسلين في الصفات المذكورة والمناقب المعدودة.


وأخرج الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب |ص45|باسناده إلى ابن عبّاس، قال: بينما رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي "عليه السلام" فلمّا بصر به رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: من أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


ثمّ قال الكنجي: تشبيهه لعلي بآدم في علمه; لانّ الله علّم آدم صفة كل شيء كما قال عزّوجلّ: "وعلّم آدم الاسماء كلّها" |البقرة: 31| فما من شيء ولا حادثة إلاّ وعند علي فيها علم، وله في استنباط معناها فهم.


وشبّهه بنوح في حكمته ـ وفي روايه: في حكمه ـ وكأنّه أصحّ; لانّ عليّاً كان شديداً على الكافرين رؤوفاً بالمؤمنين، كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بقوله "والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم" |الفتح: 29| وأخبر الله عزّوجل عن شدّة نوح على الكافرين بقوله "ربّ لا تذر على الارض من الكافرين ديّارا" |نوح: 26|.


وشبّهه في الحلم بابراهيم خليل الرحمن، كما وصفه عزّوجلّ بقوله: "انّ ابراهيم لاوّاه حليم" |التوبة: 114| فكان علي "عليه السلام" متخلّقاً بأخلاق الانبياء، متّصفاً بصفات الاصفياء.


وروى أبو العبّاس محبّ الدين الطبري المتوفى سنة "694" في كتابه الرياض النضرة |2: 218| بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريّا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب. قال: أخرجه القزويني والحاكمي.


وفيه أخرج أيضاً عن ابن عبّاس بلفظ: من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


قال: أخرجه الملاّ في سيرته.


وروى القاضي عضد الدين الايجي الشافعي المتوفّى سنة "756" في كتابه المواقف |3: 276| بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وروى الصفوري في نزهة المجالس |2: 240| قال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في زهده، وإلى محمّد في بهائه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب. ذكره ابن الجوزي.


وفيما ذكره الرازي في تفسيره كما في الغدير |3: 360|: من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحاً في طاعته، وإلى إبراهيم في خلقه، وموسى في قربه، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وروى إمام المعتزلة ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة |2: 449|في الخبر الرابع بلفظ: من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه، وإلى آدم في علمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في فطنته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وقال |في ص236| في الكتاب المذكور: روى المحدّثون عنه "عليه السلام" أنّه قال: من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه، وموسى في علمه، وعيسى في ورعه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب، ثمّ قال: وبالجملة فحاله في العلم حال رفيع جدّاً، لم يلحقه أحد فيها ولا قاربه، وحقّ له أن يصف نفسه بأنّه معادن العلم وينابيع الحكمة، فلا أحد أحقّ به منها بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" .


وأخرج إبن المغازلي الشافعي في المناقب |ص212 برقم: 256| مسنداً عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : من أراد أن ينظر إلى علم آدم، وفقه نوح، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


قال ابن مكّي كما في مناقب ابن شهرآشوب |3: 265 ط. ايران|:




  • فإن يكن آدم من قبل الورى
    فإنّ مولاي علي ذو العلى
    تاب على آدم من ذنوبه
    وإن يكن نوح بنى سفينة
    فإنّ مولاي علي ذو العلى
    وإن يكن ذو النون ناجى حوته
    ففي جَلنَدي للانام عبرة
    رُدّت له الشمس بأرض بابل
    وإن يكن موسى رعى مجتهداً
    وسار بعد ضُرّه بأهله
    فإنّ مولاي علي ذو العلى
    وإن يكن عيسى له فضيلة
    من حملته اُمّه ما سجدت
    للات بل شغلها استغفارُه



  • نبيّ وفي جنّة عدن داره
    من قبله ساطعة أنواره
    بخمسة وهو بهم اجارَه
    تنجيه من سيل طمى تياره
    سفينة ينجي بها أنصارَه
    في اليمّ لما كضّه حُضّاره
    يعرفها من دلّه اختياره
    والليل قد تجلّلت أستاره
    عشرًا إلى أن شفّه انتظاره
    حتّى علت بالواديين نارُه
    زوّجه واختار من يختاره
    تدهش من أدهشه انبهاره
    للات بل شغلها استغفارُه
    للات بل شغلها استغفارُه



وروى القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة |ص214| عن أبي الحمراء مرفوعاً: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في عزمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في بطشه، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وروى أيضاً عن ابن عبّاس مرفوعاً: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.


وروى في |ص312| بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في عزمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في فطنته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب، وقال: رواه أحمد والبيهقي.


وأمّا ما أشار إليه بعض الشعراء والاُدباء في الباب الذي نحن بصدده، فقد عقد له الحافظ الشهير بابن شهرآشوب في كتابه القيّم مناقب آل أبي طالب |3: 40 و58 ط. النجف و3: 245 و 256 ط. ايران| وإليك شطراً منه:


قال المفجع البصري:




  • وله من صفات إسحاق حال
    صبره اذيتل للذبح حتّى
    وكذا استسلم الوصي لاسيا
    فوقى ليلة الفراش أخاه
    بأبي ذاك واقيا ووليّا



  • صار في فضلها لاسحاق سيّا
    ظلّ بالكبش عندها مفديّا
    ف قريش إذ بيّتوه عشيّا
    بأبي ذاك واقيا ووليّا
    بأبي ذاك واقيا ووليّا



وله أيضاً:





  • من أبيه ذي الايدي إسما
    أنّه عاون الخليل على الكعبة
    ولقد عاون الوصيّ حبيب
    كان مثل الذبيح في الصبر والتسـ
    ـليم سمحاً بالنفس ثمّ سخيا



  • عيل شبه ما كان عنى خفّيا
    إذ شاد ركنها المبنيّا
    الله ان يغسلان منه الصفيّا
    ـليم سمحاً بالنفس ثمّ سخيا
    ـليم سمحاً بالنفس ثمّ سخيا



وله أيضاً:





  • وله من نعوت يعقوب نعت
    كان أسباطه كأسباط يعقوب
    أشبهوهم في الباس والعزّة والعلم
    كلّهم فاضل وحاز حسين
    واخوه بالسبق فضلاً سنيّا



  • لم أكن فيه ذا شكوك عتيّا
    وإن كان نجرهم نبويّا
    فافهم إن كنت ندباً ذكيّا
    واخوه بالسبق فضلاً سنيّا
    واخوه بالسبق فضلاً سنيّا



وقال آخر:





  • كان داود سيف طالوت حتّى
    وعلي سيف النبيّ بسلع
    فتولىّ الاحزاب عنه وخلوا
    أنبأ الوحي انّ داود كا
    وعلي من كسب كفيه قد أعـ
    ـتق ألفاً بذاك كان جزيّا



  • هزم الخيل واستباح العديّا
    يوم أهوى بعمرو المشرفيّا
    كبشهم ساقطاً بحال كديّا
    ن بكفّيه صانعاً هالكيّا
    ـتق ألفاً بذاك كان جزيّا
    ـتق ألفاً بذاك كان جزيّا



/ 61