بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




باب في حرب الجمل



ومما ذكره في واقعة حرب الجمل في المناقب |2: 334 ط. النجف و 3: 148 ط. ايران| عن ابن عبّاس: لمّا علم الله أنّه ستجري حرب الجمل، قال لازواج النبيّ"صلى الله عليه وآله وسلم": "قرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الاُولى" وقال تعالى: "يا نساء النبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين" في حربها مع علي"عليه السلام".


وروى شعبة، والشعبي، وابن مردويه، والخوارزمي في كتبهم بالاسانيد، عن ابن عبّاس، وابن مسعود، وحذيفة، وقتادة، وقيس بن أبي حازم، واُمّ سلمة، وميمونة، وسالم بن أبي الجعد، واللفظ له: انّه ذكر النبيّ"صلى الله عليه وآله وسلم" خروج بعض نسائه، فضحكت عائشة، فقال"صلى الله عليه وآله وسلم": اُنظري يا حميراء لا تكونين هي، ثمّ التفت إلى علي، فقال: يا أبا الحسن ان وليتَ من أمرها شيئاً فارفق بها.


قال الزاهي:




  • كـم نُهِيت عن تبرّج فعصت
    قال لها في البيوت قرّي
    فخالفته العفيفة الورعه



  • وأصبحت للخلاف متّبعه
    فخالفته العفيفة الورعه
    فخالفته العفيفة الورعه



وقال السوسي:




  • وما للنساء وحرب الرجال
    ولو أنّها لزِمَت بيتَها
    ومغزلها لم يَنلْها ضرر



  • فهل غلبت قط اُنثى ذكر
    ومغزلها لم يَنلْها ضرر
    ومغزلها لم يَنلْها ضرر



وقال الحميري:




  • وجاءت مع الاشقَيْنَ في هودج
    كـأنّهـا فـي فعـلهـا هـِرّة
    تـريـد أن تـأكـل أولادهـا



  • تزجي إلى البصرة أجنادها
    تـريـد أن تـأكـل أولادهـا
    تـريـد أن تـأكـل أولادهـا



وقال الاحنف بن قيس:




  • حجابُكِ أخفى للذي تسترينه
    فلا تسلكنّ الوعر صعباً محالة
    فتغبر من سحب الملاء ذيولها



  • وصدرك أوعى للذي لا أقولها
    فتغبر من سحب الملاء ذيولها
    فتغبر من سحب الملاء ذيولها



وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج |2: 76| بعض كلام أمير المؤمنين علي"عليه السلام" بعد فراغه من حرب الجمل في ذمّ النساء: معاشر الناس، إنّ النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأمّا نقصان إيمانهنّ فقعودهنّ عن الصلاة والصيام في ايّام حيضهنّ، وأمّا نقصان عقولهنّ، فشهادة امراتين كشهادة الرجل الواحد، وأمّا نقصان حظوظهنّ، فمواريثهنّ على الانصاف من مواريث الرجال، فاتّقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهنّ على حذر، ولا تطيعوهُّن في المعروف حتّى لا يطمعن في المنكر. انتهى.


قال ابن أبي الحديد: وهذا الفصل كلّه رمز إلى عائشة، ولا يختلف أصحابنا في أنـّها فيما فعلت، ثمّ تابت وماتت تائبة، وأنّها من أهل الجنّة، وقال كلّ من صنّف في السير والاخبار: إنّ عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتّى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" لم يبل وعثمان قد أبلى سنّته، قالوا: أوّل من سمَّى عثمان نعثلاً عائشة، والنعثل; الكثير شعر اللحية والجسد، وكانت تقول: اُقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلا.


وروى المدائني في كتاب الجمل، قال: لمّا قُتل عثمان كانت عائشة بمكة، وبلغ قتله إليها وهي بشراف، فلم تشكَّ في انّ طلحة بن عبيد الله ـ ابن عمّها ـ هو صاحب الامر، وقالت: بُعداً لنعثل وسُحقاً، إيه ذا الاصبع إيه أبا الشبل، ايه يابن عمّ، لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايَع، له حثو الابل ودعدعوها، قال: وكان طلحة حين قُتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال، وأخذ نجائب لعثمان في داره، ثمّ فسد أمره، فدفعها إلى علي"عليه السلام".


وقال أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي في كتابه: إنّ عائشة لمّا بلغها قتل عثمان وهي بمكّة، أقبلت مُسرعة وهي تقول: ايه ذا الاصبع لله أبوك، أما إنّهم وجدوا طلحة لها كفؤاً، فلمّا انتهت إلى شراف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي، فقالت له: ما عندك؟ قال: قتل عثمان، قالت: ثمّ ماذا؟ قال: ثمّ حارت بهم الاُمور إلى خير محار، بايعوا عليّاً، قالت: لو دِدتُ أنّ السماء انطبقت على الارض إِن تَمَّ هذا، ويحك اُنظر ماذا تقول؟ قال: هو ما قلتُ لكِ يا اُمّ المؤمنين فولولت فقال لها: ما شأنكِ يا اُم المؤمنين؟ والله ما أعرف بين لابيتها أحدًا أولى بها منه ولا أحق، ولا أرى له نظيراً في جميع حالاته، فلم تكرهين ولايته؟ قال: فما ردّت عليه جواباً.


وقد روي من طرق مختلفة أنّ عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكّة، قالت: أبعده الله، ذلك بما قدّمت يداه، وما الله بظلاّم للعبيد.


وروى قيس بن أبي حازم: أنّه حجّ في العام الذي قتل فيه عثمان، وكان مع عائشة لمّا بلغها قتله، فتحمل إلى المدينة، قال: فسمعها تقول في بعض الطريق: أيه ذا الاصبع، وإذا ذكرت عثمان، قالت: أبعده الله، حتّى أتاها خبر بيعة علي، فقالت: لو دِدْت أنّ هذه وقعت على هذه، ثمّ أمرت بردّ ركابها إلى مكّة، فرددت معها، ورأيتُها في سيرها إلى مكّة تخاطب نفسها كانّها تخاطب أحداً: قتلوا ابن عفّان مظلوماً، فقلت لها: يا اُمّ المؤمنين، ألم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله، وقد رأيتكِ قبلُ أشدّ الناس عليه وأقبحهم فيه قولاً؟


فقالت: لقد كان ذلك، ولكنّي نظرت في امره، فرأيتهم استتابوه حتّى تركوه كالفضّة البيضاء أتوه صائماً محرماً في شهر حرام فقتلوه.


وروي من طريق آخر أنّها قالت لمّا بلغها قتله: أبعده الله، قتله ذنبه، وأقاده الله بعمله، يا معشر قريش، لا يسومنّكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه، إنّ أحقّ الناس بهذا الامر ذو الاصبع، فلمّا جاءت الاخبار ببيعة علي: قالت تعسوا تعسوا، لا يردّون الامر في تيم أبداً.


كتب طلحة والزبير الى عائشة وهي بمكّة كتباً: ان خذّلي الناسَ عن بيعة علي، وأظهري الطلب بدم عثمان، وحملا الكتب مع ابن اختها عبد الله بن الزبير فلما قرأت الكتب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان، وكانت اُمّ سلمة "رض" بمكّة في ذلك العام، فلمّا رأت صنع عائشة قابلتها بنقيض ذلك، وأظهرت موالاة علي"عليه السلام" ونصرته، على مقتضى العداوة المركوزة في طباع الضرّتين.


قوله 'لا دكان' صفة السيف، وهو من دكن الثوب: اتّسخ وأغبر لونه. ودثر السيف: أي ركبه الصداء.


مخادعة عائشة لامّ سلمة



قال أبو مخنف: جاءت عائشة إلى اُمّ سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان، فقالت لاُمّ سلمة: يا بنت اُميّة أنت أوّل مهاجرة من أزواج النبيّ"صلى الله عليه وآله وسلم"وأنت كبيرة اُمّهات المؤمنين، وكان رسول الله يقسم لنا من بينك، وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلك، فقالت اُمّ سلمة: لامر ما قلتِ هذه المقالة، فقالت عائشة: إنّ عبد الله أخبرني أنّ القوم استتابوا عثمان، فلمّا تاب قتلوه صائماً في شهر حرام، وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة، فاخرجي معنا لعلّ الله أن يصلح هذا الامر على أيدينا وبنا.


فقالت اُمّ سلمة: كنت بالامس تُحرّضين على عثمان، وتقولين فيه أخبث القول، وما كان اسمه عندك إلاّ نعثلاً، وانّك لتعرفين منزلة علي"عليه السلام" عند رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" أفاُذكرك؟ قالت عائشة: نعم.


قالت اُمّ سلمة "رض": أتذكرين لما أقبل علي"عليه السلام" ونحن معه، حتّى إذا هبط من قديد ذات الشمال، خلا بعلي يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمين عليهما ونهيتُك وعصيتني، فهجمت عليهما، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلتُ: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمتُ عليهما وهما يتناجيان، فقلتُ لعلي: ليس لي من رسول الله إلاّ يوم من سبعة أيّام، أفما تدعني يابن أبي طالب ويومي؟ فأقبل رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم"عليَّ وهو غضبان محمرّ الوجه، فقال: إرجعي وراءك! والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلاّ وهو خارج من الايمان، فرجعت نادمة ساقطة، قالت عائشة: نعم أذكر ذلك.


قالت اُمّ سلمة: وأذكرك أيضاً: كنت أنا وأنت مع رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" وأنت تغسلين رأسه، وأنا أحيس له حيساً، وكان الحيس يعجبه، فرفع رأسه، وقال: يا ليت شعري، أيتكنّ صاحبة الجمل الاذنب، تنبحها كلاب الحوأب، فتكون ناكبة على الصراط، فرفعتُ يدي من الحيس، فقلتُ: أعوذ بالله وبرسوله من ذلك، ثم ضرب على ظهرك، وقال: إيّاك أن تكونيها، ثمّ قال: يا بنت اُميّة إيّاك أن تكونيها، يا حميراء أمّا أنا فقد أنذرتك، قالت عائشة: نعم أذكر هذا.


فقالت اُمّ سلمة: وأذكرك أيضاً: كنتُ أنا وأنت مع رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" في سفر له، وكان عليٌّ يتعاهد نعلي رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" فيخصفهما، ويتعاهد أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل ـ فأخذها يومئذ ـ يخصفها وقعد في ظلّ سمرة، وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه، فقمنا الى الحجاب، ودخلا يحدّثانه فيما أرادا، ثم قالا: يا رسول الله إنّا ما ندري قدرما تصحبنا، فلو أعْلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعاً.


فقال"صلى الله عليه وآله وسلم" لهما: أما انّي قد أرى مكانه، ولو فعلتُ لتفرّقتم عنه، كما تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران، فسكتا، ثمّ خرجا، فلمّا خرجنا إلى رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم"قلت له وكنت أجرأ عليه منّا: من كنت يا رسول الله مستخلفاً عليهم؟ فقال"صلى الله عليه وآله وسلم": خاصف النعل، فنزلنا فلم نر إلاّ عليّاً، فقلتِ: يا رسول الله ما أرى إلاّ عليّاً، فقال: هو ذاك. فقالت عائشة: نعم اذكر ذلك.


فقالت اُمّ سلمة: فأيّ خروج تخرجين بعد هذا؟ فقالت: إنّما أخرج للاصلاح بين الناس، وأرجوا فيه الاجر إن شاء الله، فقالت اُم سلمة: أنتِ ورأيك، وانصرفتْ عائشة عنها.


وروى هشام بن محمّد الكلبي في كتاب الجمل: أنّ اُمّ سلمة كتبت إلى علي"عليه السلام" من مكّة: أمّا بعد، فإنّ طلحة والزبير وأشياعهم أشياع الضلالة يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة، ومعهم ابن الحزان عبد الله بن عامر بن كريز، ويذكرون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنّهم يطلبون بدمه، والله كافيهم بحوله وقوّته، ولو لا ما نهانا الله عنه من الخروج، واُمِرنا به من لزوم البيت، لم أدع الخروج إليك والنصر لك، ولكنّي باعثة نحوك ابني عدل نفسي عمر بن أبي سلمة، فاستوص به يا أمير المؤمنين خيراً، قال: فلمّا قدم عمر على علي"عليه السلام" أكرمه، ولم يزل مقيماً معه، حتّى شهد مشاهده كلّها، ووجّهه أمير المؤمنين على البحرين أميراً، انتهى.


وذكر الاميني في غديره |9: 99| نقلاً عن ابن قتيبة في الامامة والسياسة |1: 60| قال: ذكروا أنّه لمّا نزل طلحة والزبير وعائشة البصرة، اصطفّ لها الناس في الطريق، يقولون: يأ اُمّ المؤمنين، ما الذي أخرجك من بيتك؟ فلمّا أكثروا عليها تكلّمت بلسان طلق، وكانت من أبلغ الناس، فحمدت الله وأثنت عليه. ثمّ قالت: يا أيّها الناس والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحلّ دمه، ولقد قتل مظلوماً، غضبنا لكم من السوط والعصا، ولا نغضب لعثمان من القتل؟ وإنّ من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيُقتلوا به، ثمّ يُردّ هذا الامر شورى على ما جعله عمر بن الخطّاب، فمن قائل يقول: صدقت، ومن قائل يقول: كذبت، فلم يبرح الناس يقولون ذلك، حتّى ضرب بعضهم وجوه بعض.


فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل من أشراف البصرة بكتاب كان كتبه طلحة في التأليب على قتل عثمان، فقال لطلحة: هل تعرف هذا الكتاب؟ قال: نعم، قال: فما ردك على ما كنت عليه؟ وكنت أمس تكتب إلينا تؤلّبنا على قتل عثمان، وأنت اليوم تدعونا إلى الطلب بدمه؟ وقد زعمتما أنّ عليّاً"عليه السلام" دعاكما إلى أن تكون البيعة لكما قبله، إذ كنتما أسنَّ منه فأبيتما، إلاّ أن تقدّماه لقرابته وسابقته فبايعتماه، فكيف تنكثان بيعتكما بعد الذي عرض عليكما؟


قال طلحة: دعانا إلى البيعه بعد أن اغتصبها وبايعه الناس، فعلمنا حين عرض علينا أنّه غير فاعل، ولو فعل أبى ذلك المهاجرون والانصار، وخفنا أن نرُدَّ بيعته فنقتَل، فبايعناه كارهين، قال: فما بدا لكما في عثمان؟ قال: ذكرنا ما كان من طعننا عليه، وخذلاننا إيّاه، فلم نجد منها مخرجاً إلاّ الطلب بدمه، قال: ما تأمراني به؟ قال: بايعْنا على قتال علي ونقض بيعته.


قال: أرأيتما إذا أتانا بعدكما من يدعونا إليه ما نصنع؟ قالا: لا تبايعه. قال: ما أنصفتما، أتأمراني أن اقاتل عليّاً وانقض بيعته وهي في أعناقكم؟ وتنهياني عن بيعة من لا بيعة له عليكما؟ أما إنّنا قد بايعنا عليّاً، فإن شئتما بايعناكما بيسار أيدينا، فتفرّق الناس، فصارت فرقة مع عثمان بن حنيف، وفرقة مع طلحة والزبير.


ثمّ جاء جارية بن قدامة، فقال: يا اُم المؤمنين، لقتل عثمان كان أهوَن علينا من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون، إنّه كانت لك من الله حرمة وستر، وأبحت حرمتك، انّه من رأى قتالك فقد رأى قتلك، فإن كنت يا اُمّ المؤمنين أتيتِنا طائعة فارجعي إلى منزلك، وإن كنت أتيتِنا مستكرهة فاستعتبي.


وفي مناقب إبن شهرآشوب |2: 336 ط. النجف و3: 149 ط. ايران| قال: ذكر الاعثم في الفتوح، والماوردي في أعلام النبوّة، وابن شيرويه في الفردوس، وأبو يعلى في المسند، وابن مردويه في فضائل أمير المؤمين، والموفّق في الاربعين، وشعبة، والشعبي، وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم، والبلاذري والطبري في تاريخيهما: انّ عائشة لمّا سمعت نباح الكلاب، قالت، أيّ ماء هذا؟ فقالوا: الحوأب. قالت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، إنّي لَهَيْته قد سمعتُ رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم"وعنده نساؤه، يقول: ليت شعري أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب؟


وفي رواية الماوردي: أيّتكنّ صاحبة الجمل الاريب، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب؟ يقتل من يمينها ويسارها قتلى كثير، وتنجو بعدما كادت تُقتَل.


قال الحميري:




  • أعائش ما دعاكِ إلى قتال
    ألم يعهد إليك الله ألا
    وأن تُرخي الحجابَ وأن تَقرَّي
    وقال لكِ النبيُّ أيا حميرا
    وقال ستنبحين كلاب قوم
    وقال ستركبين على خدبّ
    فخُنْت محمّداً في أقربيه
    ولم ترعِ له القولَ الوضينا



  • الوصي وما عليه تنقمينا
    تُرَي أبداً مِن المتبرّجينا
    ولا تتبرّجي للناظرينا
    سيُبدي منك فعلُ الحاسدينا
    من الاعراب والمتعرّبينا
    يُسمّى عسكراً فتقاتلينا
    ولم ترعِ له القولَ الوضينا
    ولم ترعِ له القولَ الوضينا



وقال غيره:




  • وأقبلتْ في بقايا السيف يقدمها
    يقودها عسكر حتّى إذا قربت
    ونبحت أكلباً بالحوأب ادّكرت
    يا طلح إنّ رسول الله أخبرني
    وانّني لعَلي فيه ظالمة
    فأقسما قسماً بالله أنّهما
    وطأطأت رأسها عمداً وقد علمت
    بأنّ أحمد لم يُخبرْ ببُهتان



  • إلى الخريبة شيخاها المضلان
    وحللت رحلها في قيس عيلان
    فنادت الويل لي والعول رُدّاني
    بأنّ سيري هذا سيرُ عدوان
    ويا زبير أقيلاني أقيلاني
    قد خلّف الماء خلف المنزل الثاني
    بأنّ أحمد لم يُخبرْ ببُهتان
    بأنّ أحمد لم يُخبرْ ببُهتان



قال: فلمّا نزلت الخريبة قصدهم عثمان بن حنيف، وحاربهم فتداعوا إلى الصلح، فكتبوا بينهم كتاباً: إنّ لعثمان دار الامارة وبيت المال والمسجد، إلى أن يصل إليهم علي"عليه السلام"، فقال طلحة لاصحابه في السرّ: والله لئن قدم عليٌّ البصرة ليأخذَنّ بأعناقنا، فأتوا على عثمان بياتاً في ليلة ظلماء، وهو يصلّي بالناس العشاء الاخرة، وقتلوا منهم خمسين رجلاً، واستأسروه، ونتفوا شعره، وحلقوا رأسه، وحبسوه، فبلغ ذلك سهل بن حنيف، فكتب إليهما: اُعطي الله عهداً، لئن لم تخلوا سبيله لابلغنّ من أقرب الناس إليكما، فأطلقوه.


ثمّ بعثا عبد الله بن الزبير في جماعة إلى بيت المال، فقتل أبا سالمة الزطّي في خمسين رجلاً، وبعثت عائشة إلى الاحنف تدعوه فأبى، واعتزل بالجلحاء من البصرة في فرسخين، وهو في ستة آلاف.


فأمّر علي"عليه السلام" سهل بن حنيف على المدينة، وقثم بن العبّاس على مكّة، وخرج"عليه السلام" في ستة آلاف إلى الربذة، ومنها إلى ذي قار، وأرسل الحسن وعماراً إلى الكوفة، وكتب: من عبد الله ووليّه علي أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة جبهة الانصار، وسنام العرب، ثم ذكر فيه قتل عثمان وفعل طلحة والزبير وعائشة، ثمّ قال: إنّ دار الهجرة قد قُلعت بأهلها، وجاشت جيش المرجل، وقامت الفتنة على القطب، فأسرعوا إلى أميركم وبادروا عدوّكم.


فلمّا بلغا الكوفة، قال أبو موسى الاشعري: يا أهل الكوفة اتّقوا الله، ولا تقتلوا أنفسكم، إنّ الله كان بكم رحيماً "ومن يقتل مؤمناً متعمّداً" الاية، فسكته عمار، فقال أبو موسى: هذا كتاب عائشة، تأمرني أن تكفّ أهل الكوفة، فلا تكوننّ لنا ولا علينا، ليصل إليهم صلاحهم، فقال عمّار: إنّ الله أمرها بالجلوس فقامت، وأمرنا بالقيام لندفع الفتنة فنجلس؟


فقام زيد بن صوحان ومالك الاشتر في أصحابهما وتهدّدوه، فلمّا أصبحوا قام زيد بن صوحان، وقرأ: "الم * أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون" ثمّ قال: أيّها الناس، سيروا إلى أمير المؤمنين، وانفروا إليه أجمعين، تصيبوا الحقّ راشدين. ثمّ قال عمّار: هذا ابن عم رسول الله يستنفركم فأطيعوه، وتكلّم الحسن وقال: أجيبوا دعوتنا، وأعينونا على ما بلينا به.


فخرج قعقاع بن عمر، وهند بن عمر، وهيثم بن شهاب، وزيد بن صوحان، والمسيّب بن نجيّة، ويزيد بن قيس، وحجر بن عديّ، وابن مخدوج، والاشتر يوم الثالث في تسعة آلاف، فاستقبلهم علي"عليه السلام" على فرسخ، وقال: مرحباً بكم أهل الكوفة، وفئة الاسلام، ومركز الدين.


وفي الفتوح للاعثم: أنـّه كتب أمير المؤمنين"عليه السلام" إلى طلحة والزبير: أمّا بعد، فإنّي لم اُرِدِ الناس حتّى أرادوني، ولم اُبايعهم حتّى أكرهوني، وأنتما ممّن أراد بيعتي، ثمّ قال"عليه السلام": ورفعكما هذا الامر قبل أن تدخلا فيه كان أوسع لكما من خروجكما منه بعد إقرار كما.


وفي تاريخ البلاذري: أنـّه لمّا بلغ علياً"عليه السلام" قولهما 'ما بايعناه إلاّ مكرهين' قال علي"عليه السلام": أبعدهما الله أقصى داراً، وأحرّ ناراً.


وفي الفتوح للاعثم: وكتب"عليه السلام" إلى عائشة: أمّا بعد، فإنّك خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله"صلى الله عليه وآله وسلم"، تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً، ثمّ تزعمين أنّك تريدين الاصلاح بين المسلمين، فخبّريني ما للنساء وقود العساكر والاصلاح بين الناس؟ وطلبت كما زعمت بدم عثمان، وعثمان رجل من بني اُمّية، وأنت من بني تيم بن مرّة، ولعَمري إنّ الذي عرضك للبلاء، وحملك على العصبيّة، لاعظم إليك ذنباً من قتلة عثمان، وما غضبتُ حتّى أغضبتِ، ولا هجتُ حتّى هيّجتِ، فاتّقي الله يا عائشة، وارجعي إلى منزلك، واسبلي عليك سترك، وقالت عائشة: قد جل الامر عن الخطاب.


وسأل ابن الكوّاء وقيس بن عباد أمير المؤمنين"عليه السلام" عن قتال طلحة والزبير، فقال: إنّهما بايعاني بالحجاز، وخلعاني بالعراق، فاستحللتُ قتالهما لنكثهما بيعتي.


وفي تاريخ الطبري: قال يونس النحوي: فكّرت في أمر علي وطلحة والزبير: إن كانا صادقين أنّ عليّاً قتل عثمان، فعثمان هالك، وإن كذبا عليه، فهما هالكان.


قال رجل من بني سعد:




  • صُنْتم حلائلَكم وقُدتُمْ اُمّكم
    اُمِرت بجرّ ذيولها في بيتها
    عرضاً يقاتل دونها ابناؤها
    بالنبل والخطي والاسياف



  • هذا لعمرك قلة الانصاف
    فهوت تشقّ البيد بالايجاف
    بالنبل والخطي والاسياف
    بالنبل والخطي والاسياف



وقال الناشي:





  • ألا يا خليفة خير الورى
    أدلّ الدليل على أنّهم
    طغوا في الخريبة واستنجدوا
    اُناس هم حاصروا نعثلاً
    فياعجباً منهم إذ جنَوا
    دماً وبثاراته طالبوكا



  • لقد كفر القوم إذ خالفوكا
    أتوك وقد سمعوا النصّ فيكا
    بصفّين والنهر إذ صالتوكا
    ونالوه بالقتل ما استأذنوكا
    دماً وبثاراته طالبوكا
    دماً وبثاراته طالبوكا



وشكّت السهام الهودج حتّى كأنّه جناح نسر أوشوك القنفذ، فقال أمير المؤمنين"عليه السلام": ما أراه يقاتلكم غير هذا الهودج، اعقروا الجمل ـ وفي رواية: عرقبوه ـ فإنّه شيطان.


وقال"عليه السلام" لمحمّد بن أبي بكر: اُنظر إذا عُرقب الجمل فأدرك اُختك فوارِها، فعرقب رجل منه، فدخل رجل ضبّي، ثم عرقب الاُخرى عبد الرحمن، فوقع على جنبه، فقطع نسعه، فأتاه علي"عليه السلام" ودقّ رمحه على الهودج، وقال: يا عائشة أهكذا أمركِ رسول الله أن تفعلي؟ فقالت: يا أبا الحسن ظفرت فأحسن، وملكت فانسجح.


فقال لها محمّد بن أبي بكر: ما فعلت بنفسك، عصيت ربّك، وهتكت سترك، ثمّ أبحت حرمتك، وتعرّضت للقتل، ثمّ ذهب بها إلى دار عبد الله بن خلف الخزاعي، فقالت: أقسمتُ عليك أن تطلب عبد الله بن الزبير، فقال محمّد بن أبي بكر: إنـّه كان هدفاً للاشتر، فانصرف محمّد إلى العسكر فوجده، فقال: اجلس يا مشؤوم أهل بيته، فأتاها به، فصاحت وبكت، ثمّ قالت لمحمّد: يا أخي استأمن له من علي، فأتى أمير المؤمنين"عليه السلام" فاستأمنَ له منه، فقال امير المؤمنين: أمّنتُه وأمّنتُ جميع الناس.


وكانت وقعة الجمل بالخريبة، ووقع القتال بعد الظهر، وانقضى عند المساء. وكان مع أمير المؤمنين"عليه السلام" عشرون ألف رجل، منهم: البدريّون ثمانون رجلاً، وممّن بايع تحت الشجرة مائتان وخمسون، ومن الصحابة ألف وخمسمائة رجل.


وكانت عائشة في ثلاثين ألف أو يزيدون، منها المكيّون ستمائه رجل. قال قتادة: قتل يوم الجمل عشرون ألفاً، وقال الكلبي: قتل من أصحاب علي ألف راجل وسبعون فارساً.


راجع: مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب |3: 149 ـ 162 ط ايران|.


/ 61