بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




علي وصيّ رسول الله و وارثه



فيما أخبر صلوات الله عليه وعلى آله، أنّ له وصيّاً ووارثاً، كما قد كان للانبياء والرسل "عليهم السلام" قبله أوصياء وورثاء، وكان وصيّه يعسوب الدين، وإمام المتّقين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، والذي كان للمسلمين سيّداً، وللغرّ المحجلين قائداً، فكما كان "صلى الله عليه وآله وسلم" خاتم النبيّين والمرسلين، كان وصيّه خاتم الوصيّين، كما رواه الائمّة الثقات من المحدّثين على اختلاف مذاهبهم، فمنهم: القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة |ص29| عن موفّق بن أحمد بسنده أخرج حديث الوصيّة لعلي كرّم الله وجهه، عن بريدة، قال: قال النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي، ورواه أيضاً في |ص233|.


وروى أيضاً عن موفّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي بسنده عن اُمّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : إنّ الله اختار من كلّ نبيّ وصيّاً، وعلي وصيّي في عترتي وأهل بيتي واُمّتي بعدي.


وروى أيضاً ما أخرجه الحمويني عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : أنا خاتم النبيّين، وعلي خاتم الوصيين إلى يوم الدين.


وروى أيضاً عن الخوارزمي الحنفي، عن غياث بن ابراهيم، عن جعفر الصادق، عن آبائه "عليهم السلام" ، عن النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: نزل جبريل صبيحة يوم فرحاً مستبشراً، وقال: قرّت عيني بما أكرم الله أخاك ووصيّك وامام امّتك علي بن أبي طالب، قلت: وبما أكرم الله أخي؟ قال: باهى الله سبحانه بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه، وقال: اُنظروا إلى حجّتي في أرضي، كيف عفر خدّه في التراب خاضعاً لعظمتي، اُشهدكم أنّه إمام خلقي ومولى بريّتي.


وروى أيضاً ما أخرجه الخوارزمي بسند عن الاعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس "رضي الله عنه" ، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : إنّ يوم القيامة ما فيه راكب إلاّ أربعة: أنا على البراق، وأخي صالح "عليه السلام" على ناقته التي عقرها قومه، وعمّي حمزة أسد الله على ناقته العضباء، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مديحة الجبين، عليه حلّتان خضراوان من حلل الجنّة من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن، وعلى كلّ ركن ياقوتة حمراء، تضيء مسيرة ثلاث أيّام بسير الراكب، وبيده لواء الحمد، وينادي علي: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا؟ أهو ملك مقرّب؟ أم نبيّ مرسل؟ أم حامل عرش ربّ العالمين؟ فينادي مناد من العرش: هذا علي وصيّ محمّد "صلى الله عليه وآله وسلم" .


وروى أيضاً في |ص248| عن ابن عبّاس، قال: دعاني رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقال لي: اُبشّرك أنّ الله تعالى أيّدني بسيّد الاوّلين والاخرين والوصيّين علي، فجعله كفؤ ابنتي، فإن أردت أن تنتفع فاتبعه.


وذكر السيّد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي في كتابه القيم فضائل الخمسة |2: 27| ما أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد |9: 146| قال: عن أبي الطفيل، قال: خطبنا الحسن بن علي فحمد الله، وأثنى عليه، وذكر أمير المؤمنين عليّاً "عليه السلام" خاتم الاوصياء، ووصيّ الانبياء، وأمين الصدّيقين والشهداء.


ثمّ قال: أيّها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الاوّلون ولايدركه الاخرون، لقد كان رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يعطيه الراية فيقاتل، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ولا يرجع حتّى يفتح الله على يديه، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصيّ موسى "عليه السلام" ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم "عليه السلام" ، وفي الليلة التي أنزل الله فيها الفرقان، والله ما ترك ذهباً ولا فضّة، وما في بيت ماله إلاّ سبعمئة وخمسون درهماً، فضلت من عطائه، أراد بها أن يشتري خادماً لاُمّ كلثوم.


ثمّ قال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد "صلى الله عليه وآله وسلم" ، ثمّ تلا هذه الاية قول يوسف "واتّبعتُ مِلّةَ آبائي إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقُوبَ" الى آخر الحديث.


قال: رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار، وأبو يعلى باختصار، والبزار بنحوه، ورواه أحمد باختصار كثير، وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان، ورواه الحاكم في المستدرك |3: 172|.


وروى أيضاً عن الهيثمي في مجمع الزوائد |9: 113| قال: وعن سلمان، قال: قلت: يا رسول الله لكلّ نبيّ وصيّ فمن وصيّك؟ فسكت عنّي، فلمّا كان بعدُ رآني فقال: يا سلمان، فأسرعت إليه، قلت: لبّيك. قال: تعلم من وصيّ موسى "عليه السلام" ؟ قلت: نعم، يوشع بن نون. قال: لم؟ قلت: لانّه كان أعلمهم يومئذ. قال: فإنّ وصيّي وموضع سرّي وخير من أتركه بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب. قال: رواه الطبراني.


وقال المؤلّف: وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً في تهذيب التهذيب |3: 106| قال: عن أنس، عن سلمان، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" لعلي "عليه السلام" : هذا وصيّي وموضع سرّي، وخير من أترك بعدي.


وذكره المتّقي أيضاً في كنز العمّال |6: 154| ولفظه: إنّ وصيّي وموضع سرّي وخير من أترك بعدي، وينجز عدّتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب.


قال: أخرجه الطبراني، عن ابن سعد، عن سلمان.


وذكر أيضاً عمّا ذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة |2: 178| عن أنس، قال: قلنا لسلمان: من وصيّه؟ فقال سلمان: يا رسول الله من وصيّك؟ قال: يا سلمان من كان وصيّ موسى؟ قال: يوشع بن نون، قال: فإنّ وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب.


وروي فيه أيضاً ما ذكره المتّقي في كتابه كنز العمّال |6: 153|.


قال "صلى الله عليه وآله وسلم" لفاطمة: أما علمت أنّ الله عزّوجلّ اطّلع على أهل الارض، فاختار منهم اباك، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك، فأوحى إلىّ فأنكحتكه واتّخذته وصيّاً.


ثمّ قال: أخرجه الطبراني عن أبي أيّوب وقال المؤلّف: وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد |8: 253| وقال: رواه الطبراني.


وفيه أيضاً عن كنز العمّال |6: 392| قال: عن علي "عليه السلام" ، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : يا بني عبد المطّلب، قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها جميعاً. قلت: يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثمّ قال: هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.


قال: أخرجه ابن جرير الطبري.


وفيها أيضاً ما رواه أبو نعيم في حلية الاولياء |1: 63| روى بسنده عن أنس، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : يا أنس، اُسكب لي وضوءاً، ثمّ قام فصلّى ركعتين. ثمّ قال: يا أنس، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين، قال أنس: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الانصار وكتمته، إذ جاء علي "عليه السلام" فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت: علي، فقام "صلى الله عليه وآله وسلم" مستبشراً فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل. قال "صلى الله عليه وآله وسلم" : وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا بعدي؟


قال أبو نعيم: رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل، عن أنس نحوه.


أقول: ورواه امام المعتزله في شرح النهج |2: 450| في الخبر التاسع، وقال: رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء.


قال الخليل بن أحمد على ما في مناقب المازندراني |3: 24 ط. النجف و3: 225 ط. إيران|:




  • الله ربّي والنبيّ محمّد
    ثمّ الوصيّ وصيّ أحمد بعده
    فاق النظير ولانظير لقدره
    بمناقب ومآثر ما مثلها
    وبنوه أولاد النبيّ المرتضى
    ولفاطم صلّى عليهم ربّنا
    لقديم أحمد ذي النهى الاوّاب



  • حيّيا الرسالة بّين الاسباب
    كهف العلوم بحكمة وصواب
    وعلا على الخلان والاصحاب
    في العالمين لعابد توّاب
    أكرم بهم من شيخة وشباب
    لقديم أحمد ذي النهى الاوّاب
    لقديم أحمد ذي النهى الاوّاب



وفي |1: 308 ط. النجف و2: 27 ط. ايران| قال العوني:




  • تخيّره الله من خلقه
    وأنزل بالسور المحكمات
    وأغشاه نوراً وناداه قم
    فلاح الهدى واضمحلّ العمى
    فوصّى عليّاً فنعم الوصّي
    ونعم الوليّ ونعم النصير



  • فحمّله الذكر وهو الخبير
    عليه كتاب مبين منير
    فأنذر فأنت البشير النذير
    وولى الضلال وعيف الغرور
    ونعم الوليّ ونعم النصير
    ونعم الوليّ ونعم النصير



وفي |2: 309 ط. النجف| قال دعبل:




  • سقياً لبيعة أحمد ووصيّه
    أعني الذي نصر النبيّ محمّداً
    أعني الذي كشف الكروب ولم يكن
    أعني الموحّد قبل كلّ موحّد
    لا عابداً وثناً ولا جلمودا



  • أعني الامام وليّنا المحسودا
    قبل البريّة ناشياً ووليدا
    في الحرب عند لقائها رعديدا
    لا عابداً وثناً ولا جلمودا
    لا عابداً وثناً ولا جلمودا



وقال القندوزي في ينابيع المودّة |ص80|: وفي المناقب عن جعفر الصادق عن آبائه "عليهم السلام" ، قال: كان علي "عليه السلام" يرى مع رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قبل الرسالة الضوء، ويسمع الصوت، وقال له "صلى الله عليه وآله وسلم" : لو لا أنّي خاتم الانبياء لكنت شريكاً في النبوّة فإن لم تكن نبيّاً فإنّك وصيّ نبيّ ووارثه، بل أنت سيّد الاوصياء وإمام الاتقياء.


وقال أيضاً على ما في |ص81|: وفي المناقب عن الاصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين علي "عليه السلام" في بعض خطبه: أيّها الناس أنا إمام البريّة، ووصيّ خير الخليقة، وأبو العترة الطاهرة الهادية، أنا أخو رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ووصيّه ووليّه وصفيّه وحبيبه، أنا أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد الوصيّين، حربي حرب الله، وسلمي سلم الله، وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وأتباعي أولياء الله، وأنصاري أنصار الله.


وذكر فيه أيضاً عن المناقب بالسند عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين "عليهم السلام" ، قال: بلغ اُمّ سلمة رضي الله عنها أنّ مولىً لها ينتقص عليّاً كرّم الله وجهه، فأرسلت اليه، فأتى إليها، وقالت له: يا بني، اُحدّثك بحديث سمعته من رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" . قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : يا اُمّ سلمة، اسمعي فاشهدي، هذا علي أخي في الدنيا والاخرة، وحامل لوائي في الدنيا والاخرة، وحامل لواء الحمد غداً في القيامة، وهذا علي وصيّي وقاضي عداتي، والذائد عن حوضي المنافقين، يا اُمّ سلمة، هذا علي سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. قلت: يا رسول الله، من الناكثون؟ قال: الذين يبايعونه في المدينة وينكثون بالبصرة. قلت: من القاسطون؟ قال: ابن أبي سفيان وأصحابه من أهل الشام. قلت: من المارقون؟ قال: أهل النهروان. فقال مولاها: فجزاك الله عنّي، لا أسبّه أبداً.


وأخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه |ص200| بسنده عن عبد الله بن بريدة، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث، وإنّ وصيّي ووارثي علي بن أبي طالب.


قال المحقّق للكتاب في ذيل الكتاب: أخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب |ص50| عن شريك بعين السند واللفظ. وأخرجه الطبري في ذخائر العقبى |ص71|. وأخرجه الحافظ البغوي في معجم الصحابة. وأخرجه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب |ص260|.


أقول: وقد ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال |2: 273| وطعن في سنده، ولكن أيّ عاقل مستقيم يلتفت إلى قوله، لكثرة طرق الحديث واعتضاده بكثير من حديث الوصيّة. والله أعلم.


تبليغه البراءة



ما جاء في عظيم عناية الله في أمر تبليغ ما أوحاه إلى أكرم مصطفاه ليؤدّيه إلى عباده، وما دلّ أيضاً على أنّه لا يجوز له "صلى الله عليه وآله وسلم" أن يستنيب عنه أحداً من الخلق حتّى في تبليغ عدّة آيات إلى أهل مكّة إلاّ من كان منه، ونفسه كنفسه "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فيكون صالحاً أن ينوب عنه، كما كان لهارون من موسى "عليهما السلام" .


ومن عظيم أمر التبليغ أيضاً وعزيز منزلة النيابة عنه "صلى الله عليه وآله وسلم" أن نزل جبريل "عليه السلام" من أجل من يؤدّي عشر آيات فقط ولم يكن من أهلها، وأمر بأخذهنّ منه لمن هو للنيابة عنه أهل.


فياليت شعري فهل يكون ذلك لاحد سوى أخيه المرتضى هارون اُمّة محمّد "صلى الله عليه وآله وسلم" ، الذي بلغ منزلة النبوّة غير أنّه ليس بنبيّ؟ فاذا علمت ذلك أيّها القارئ الكريم، والعالم المنصف المستقيم، فما عسى أن لو قام مقامه "صلى الله عليه وآله وسلم" وناب عنه من بعده غيره؟ وما معنى هذا الحديث الذي بين يديك فيما رواه جمع من الحفّاظ وعقدوا له في صحاحهم ومسانيدهم؟ فمنهم:


الترمذي في صحيحه |2: 183| روى بسنده عن أنس بن مالك، قال: بعث النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" : ببراءة مع أبي بكر ثمّ دعاه فقال: لا ينبغي لاحد أن يبلغ هذا إلاّ رجل من أهلي، فدعا عليّاً "عليه السلام" فأعطاه ايّاه.


وفيه أيضاً روى بسنده عن ابن عبّاس بلفظ: بعث النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات، ثمّ أتبعه عليّاً "عليه السلام" ، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" القصواء، فخرج أبو بكر فزعاً، فظن أنّه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فإذا هو علي، فدفع إليه كتاب رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وأمر عليّاً أن ينادي بهذه الكلمات. الحديث.


ثمّ روى عن زيد بن يثيع، قال: سألنا عليّاً "عليه السلام" بأيّ شيء بعثت في الحجّة؟ قال: بعثت بأربع: ان لا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" عهد فهو إلى مدّته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مؤمنة، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا.


وفي خصائص النسائي |ص20| روى بسنده عن زيد بن يثيع، عن علي "عليه السلام" : أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بعث ببراءة مع أبي بكر، ثمّ أتبعه بعلي "عليه السلام" فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى مكّة، قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : أنزل فيّ شيء؟ قال "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا إلاّ انّي أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.


وفيه أيضاً روى بسنده عن سعد، قال: بعث رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أبا بكر ببراءة، حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليّاً فأخذها منه ثمّ سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه، فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" : لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي.


وذكره السيوطي في الدرّ المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى "برَاءةٌ من الله ورَسُولهِ" باختلاف يسير في اللفظ، وقال: أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقّاص.


وفي تفسير ابن جرير الطبري |10: 46| روى بسنده عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة، فبعث بها رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أبا بكر، ثمّ أرسل عليّاً فأخذها منه، فلمّا رجع أبو بكر قال: هل نزل فيّ شيء؟ قال: لا ولكنّي أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي.


وفيه أيضاً روى بسنده عن ابن عبّاس: أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بعث أبا بكر ببراءة، ثمّ أتبعه عليّاً "عليه السلام" فأخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله، حدث فيّ شيء؟ قال: لا. الحديث.


وفيه أيضاً |10: 47| روى بسنده عن السدّي، قال: لما نزلت هذه الاية الى رأس أربعين آية، بعث بهنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مع أبي بكر وأمره على الحج، فلمّا سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة، أتبعه بعلي "عليه السلام" فأخذها منه، فرجع أبو بكر الى النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" ، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي أنزل في شأني شيء؟ قال: لا، ولكن لا يبلغ عنّي غيري أو رجل منّي.


وفي المستدرك للحاكم |3: 51| روى بسنده عن جميع بن عمير الليثي، قال: أتيت عبد الله بن عمر... فسألته عن علي "رضي الله عنه" فانتهرني، ثمّ قال: ألا أحدّثك عن علي؟ هذا بيت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" في المسجد، وهذا بيت علي "رضي الله عنه" إنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى مكّة، فانطلقا فإذا هما براكب، فقالا: من هذا؟ قال: أنا علي يا أبا بكر، هات الكتاب الذي معك، قال: ومالي؟ قال: والله ما علمت إلاّ خيراً، فأخذ علي "عليه السلام" الكتاب فذهب به، ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة، فقالا: ما لنا يا رسول الله؟ قال: مالكما إلاّ خير، ولكن قيل لي: إنّه لا يبلغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك.


وفي مسند الامام أحمد بن حنبل |1: 3| روى بسنده عن زيد بن يثيع، عن أبي بكر أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" بعثه ببراءة لاهل مكّة، لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مدّة فأجله إلى مدّته، والله بريء من المشركين ورسولُه، قال: فسار بها ثلاثاً، ثمّ قال لعلي: الحقه فردّ عليّ أبا بكر وبلّغها أنت، قال: ففعل، قال: فلمّا قدم على النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" أبو بكر بكى، وقال: يا رسول الله، حدث فيّ شيء؟ قال: ما حدث فيك إلاّ خير، ولكن اُمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل منّي.


وفيه أيضاً |1: 151| روى بسنده عن حنش، عن علي "عليه السلام" ، قال: لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" دعا النبيّ أبا بكر، فبعثه بها يستقرئها على أهل مكّة، ثمّ دعاني النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، فرجع أبو بكر إلى النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" فقال: يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال: لا ولكن جبرئيل جاءني، فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك.


وفيه أيضاً |1: 330| روى بسنده عن عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس، إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا ابن عبّاس، إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تخلونا هؤلاء، فقال ابن عبّاس: بل أقوم معكم، قال: فجاء ينفث ثوبه، ويقول: أفّ وتفّ، وقعوا في رجل له عشر وساق الحديث إلى أن قال: ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليّاً "عليه السلام" خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه.


قال السيّد مرتضى الحسيني في فضائل الخمسة |2: 346|: وذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة |2: 203| والهيثمي في مجمع الزوائد |9: 119| وقال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير والاوسط باختصار.


وقال الحافظ الشهير ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 391 ط النجف و2: 126 ط. ايران|: ولاّه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يعني عليّاً "عليه السلام" في أداء سورة البراءه، وعزل به أبا بكر باجماع المفسّرين ونقلة الاخبار، رواه: الطبري، والبلاذري، والترمذي، والواقدي، والشعبي، والسدّي، والثعلبي، والواحدي، والقرطبي، والقشيري، والسمعاني، وأحمد بن حنبل، وابن بطّة، ومحمّد بن اسحاق، وأبو يعلى الموصلي، والاعمش، وسماك بن حرب في كتبهم، عن عروة بن الزبير، وأبي هريرة، وأنس، وأبي رافع، وزيد بن نقيع، وابن عمر، وابن عبّاس.


واللفظ له: إنّه لمّا نزلت "بَراءةٌ من الله وَرسُولهِ" إلى تسع آيات، أنفذ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" أبا بكر إلى مكّة لادائها، فنزل جبرئيل، فقال: إنّه لا يؤدّيها إلاّ أنت أو رجل منك، فقال النبيّ لامير المؤمنين "عليه السلام" : اِركب ناقتي العضباء، والحق أبا بكر وخذ براءة من يده، قال: ولمّا رجع أبو بكر إلى النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" جزع، وقال: يا رسول الله، إنّك أهّلتني لامر طالت الاعناق فيه، فلمّا توجّهت له رددتني عنه، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" : الامين هبط إليّ عن الله تعالى، إنّه لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك، وعليّ منّي ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي.


وذكر فيه أيضاً عدّة روايات في الباب، منها: ما رواه النسابة ابن الصوفي، أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" قال في خبر طويل: إن أخي موسى ناجى ربّه على جبل طور سيناء، فقال في آخر كلامه: إمض إلى فرعون وقومه القبط وأنا معك لا تخف، وكان جوابه: "إنّي قَتلْتُ مِنهُمْ نَفساً فأخافُ أن يَقتلُونِ" وهذا علي قد أنفذته ليسترجع براءة ويقرأها على أهل مكّة، وقد قتل منهم خلقاً عظيماً، فما خاف ولا توقّف، ولا تأخذه في الله لومة لائم.


وقال فيه أيضاً: وفي رواية فكان أهل الموسم يتلهّفون عليه ـ يعني: على علي "عليه السلام" ـ وما فيهم إلاّ من قتل أباه أو أخاه أو حميمه، فصدّهم الله عنه، وعاد إلى المدينه سالماً، وكان أنفذه أوّل يوم من ذي الحجّة سنة تسع من الهجرة، وأدّاها إلى الناس يوم عرفة ويوم النحر.


وفيه ذكر ما قاله ابن حماد:




  • بعث النبيّ براءة مع غيره
    قال ارتجعها واعطها أولى الورى
    فانظر إلى ذي النصّ من ربّ العلى
    يختصّ ربّي من يشاء ويرفع



  • فأتاه جبريل يحثّ ويوضع
    بأدائها وهو البطين الانزع
    يختصّ ربّي من يشاء ويرفع
    يختصّ ربّي من يشاء ويرفع



وقال ابن ابي الحديد:




  • ولا كان يوم الغار يهفو جنانه
    ولا كان معزولاً غداة براءة
    ولا كان في بعث ابن زيد مؤمّراً
    عليه فأضحى لابن زيد مؤمّرا



  • حذاراً ولا يوم العريش تستّرا
    ولا عن صلاة أمّ فيها مؤخّرا
    عليه فأضحى لابن زيد مؤمّرا
    عليه فأضحى لابن زيد مؤمّرا



وقال أيضاً:





  • اُذكــرا أمــر بــراءه
    واذكـرا مـن زوّج
    الـزهـراء كـي مـا يتنـاهـى



  • واصـدقـانـي مـن تـلاهـا
    الـزهـراء كـي مـا يتنـاهـى
    الـزهـراء كـي مـا يتنـاهـى



وقال آخر:





  • وأعلم أصحاب النبيّ محمّد
    براءة أدّاها إلى أهل مكّة
    بأمر الذي أعلى السماء بقدرة



  • وأقضاهم من بعد علم وخبرة
    بأمر الذي أعلى السماء بقدرة
    بأمر الذي أعلى السماء بقدرة



/ 61