الخليفة الثالث ورجوعه إلى قول علي بن أبي طالب في امرأتين متخاصمتين
روى السيّد مرتضى الحسيني في كتابه فضائل الخمسة |2: 301| عن الموطّأ للامام مالك في باب طلاق المريض |2: 27| روى بسنده عن محمّد بن يحيى بن حبّان، قال: كانت عند جدّي حبّان امرأتان: هاشميّة وأنصاريّة، فطلّق الانصاريّة وهي ترضع، فمرّت بها سنة، ثمّ هلك عنها ولم تحض، فقالت: أنا أرثه، لم أحض، فاختصمتا إلى عثمان بن عفّان، فقضى لها بالميراث، فلامت الهاشميّة عثمان، فقال: هذا عمل ابن عمّك، هو أشار علينا بهذا ـ يعني: علي بن أبي طالب ـ. قال المؤلّف: ورواه البيهقي أيضاً في سننه |7: 419| والشافعي أيضاً في كتاب العدد |ص171| وذكره ابن حجر العسقلاني في الاصابة |1: 303| وابن عبد البر في استيعابه |1: 365| والطبري أيضاً في الرياض النضرة |2: 197| وقال فيه: فارتفعوا إلى عثمان، فقال: هذا ليس لي به علم، فارتفعوا إلى علي "عليه السلام" ، فقال علي: تحلفين عند منبر النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" انّك لم تحيضي ثلاث حيضات؟ ولك الميراث، فحلفت، فاُشرِكت في الارث، قال: أخرجه ابن حرب الطائي.
الخليفة الثالث وامرأة ولدت في ستة أشهر
عن الموطأ للامام مالك أيضاً في كتاب الحدود |2: 168| قال: إنّ عثمان بن عفّان اُتي بامرأة ولدت في ستّة أشهر، فأمر بها أن ترجم، فقال له علي بن أبي طالب: ليس ذلك عليها، إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" |الاحقاف: 15| "والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة" |البقرة: 233| فالحمل يكون ستّة أشهر، فلا رجم عليها، فبعث عثمان في إثرها، فوجدوها قد رجمت.ورواه البيهقي في سننه |7: 442| عن مالك.وفي رواية السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: "ووصّينا الانسان بوالديه حسناً" |الاحقاف: 15| قال: وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني، قال: تزوّج رجل منّا امرأة من جهينة، فولدت تماماً لستّة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفّان، فأمر برجمها، فبلغ ذلك عليّاً "عليه السلام" فأتاه، فقال: ما تصنع؟ قال عثمان: ولدت تماماً لستّة أشهر، وهل يكون ذلك؟قال علي "عليه السلام" : أما سمعت الله يقول: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" وقال: "والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين" فكم تجده ما بقي إلاّ ستّة أشهر فقال عثمان: والله ما فطنت لهذا. عليّ بالمرأة، فوجدوها قد فرغ منها، وكان من قولها لاُختها: يا اُخية لا تحزني، فوالله ما كشف فرجي أحد قط غيره ـ تعني زوجها ـ قال: فشبّ الغلام بعدُ، فاعترف الرجل به، وكان أشبه الناس به.