کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 1

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




(وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ).


قال: نزلت في عليّ و فاطمة عليهماالسلام و جارية لها، و ذلك أنّهم زاروا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فأعطى كلّ إنسان منهم صاعاً من الطعام، فلمّا انصرفوا إلى منازلهم جاء سائل يسأل، فأعطى علي عليه السلام صاعه.


ثمّ دخل عليه يتيم من الجيران، فأعطته فاطمة الزهراء عليهاالسلام صاعها.


فقال لها عليّ عليه السلام: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كان يقول:


قال اللَّه: و عزّتي و جلالي؛ لا يسكّن بكاءه اليوم عبداً لا أسكنته من الجنّة حيث يشاء.


ثمّ جاء أسير من اُسراء أهل الشرك في أيدي المسلمين يستطعم، فأمر علي عليه السلام السوداء خادمهم، فأعطته صاعها، فنزلت فيهم الآية: (وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً- إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُريدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكوراً).


[البحار: 35/ 253 ح 10، عن تفسير فرات.]


477/ 13- عن محمّد بن أحمد بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه في قوله تعالى: (وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً).


نزلت في أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب و فاطمة عليهماالسلام أصبحا و عندهم ثلاثة أرغفة، فأطعموا مسكيناً و يتيماً و أسيراً، فباتوا جياعا، فنزلت فيهم عليهم السلام.


[البحار: 35/ 253 ح 12، عن تفسير فرات.]


478/ 14- في تفسير أهل البيت عليهم السلام: إنّ قوله: (هَلْ أَتى عَلَى الإِنسان حينٌ مِنَ الدَّهْر) يعني به عليّاً عليه السلام.


و تقدير الكلام: ما أتى على الإنسان زمان من الدهر إلّا و كان فيه شيئاً مذكوراً، و كيف لم يكن مذكوراً و أنّ اسمه مكتوب على ساق العرش و على باب


الجنّة، والدليل على هذا القول قوله: (إِنّا خَلَقْنَا الإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ)، و معلوم أنّ آدم عليه السلام لم يخلق من النطفة.


[البحار: 35/ 254 ح 13، عن المناقب لابن شهر اشوب.]


479/ 15- إقبال الأعمال: في ليلة خمس و عشرين من ذي الحجّة تصدّق أميرالمؤمنين و فاطمة عليهماالسلام، و في اليوم الخامس و العشرين منه نزلت فيهما و في الحسن والحسين عليهم السلام سورة (هَلْ أَتى).


ثمّ ساق الحديث نحواً ممّا مرّ في خبر عليّ بن عيسى.


ثمّ روى نزول المائدة عن الثعلبي و الخوارزمي، ثمّ قال: و ذكر حديث نزول المائدة الزمخشري في (الكشّاف)، و لكنّه لم يذكر نزولها في الوقت الّذي ذكرناه.


قال: عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أنّه جاع في قحط، فأهدت له فاطمة عليهاالسلام رغيفين و بضعة لحم آثرته بها، فرجع بها إليها فقال: هلمّي يا بنيّة! و كشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزاً و لحماً، فبهتت و علمت أنّها نزلت من عنداللَّه، فقال صلى الله عليه و آله و سلم لها: أنّى لك هذا؟


قالت: هو من عنداللَّه، إنّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب.


فقال صلى الله عليه و آله و سلم: الحمدللَّه الّذي جعلك شبيه سيّدة نساء بني إسرائيل.


ثمّ جمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين و جميع أهل بيته عليهم السلام حتّى شبعوا و بقي الطعام كما هو، و أوسعت فاطمة عليهاالسلام على جيرانها.


[البحار: 35/ 255 ح 14.]


480/ 16- أبوبكر بن مردويه، قوله تعالى: (وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ) نزل في عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.


[البحار: 35/ 255 ح 15، عن كشف الغمه.]


481/ 17- ابن الأثير الجزري في ترجمة فضّة النوبية، روى بسنده عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: في قوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطيراً- وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً).


قال: مرض الحسن والحسين عليهماالسلام؛ فعادهما جدّهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و عادهما عامّة العرب، فقالوا: يا أباالحسن! لو نذرت على ولدك نذراً.


فقال عليّ عليه السلام: إن برئا ممّا بهما صمت للَّه عزّ و جلّ ثلاثة أيّام شكراً، و قالت فاطمة عليهاالسلام كذلك، و قالت جارية- يقال لها: فضّة نوبية- إن برئا سيّداي صمت للَّه عزّ و جلّ شكراً.


فألبس الغلامان العافية، و ليس عند آل محمّد عليهم السلام قليل و لا كثير، فانطلق عليّ عليه السلام إلى شمعون الخيبري، فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير، فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة عليهاالسلام إلى صاع، فطحنته و اختبزته.


و صلّى عليّ عليه السلام مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم اللَّه عزّ و جلّ على موائد الجنّة.


فسمعه عليّ عليه السلام فأمرهم، فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء.


فلمّا كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليهاالسلام إلى صاع و خبزته، و صلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و وضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب و قال: السلام عليكم أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدي، أطعموني.


فأعطوه الطعام، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلّا الماء.


فلمّا كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليهاالسلام إلى الصاع الباقي؛ فطحنته و اختبزته.


فصلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب و قال: السلام عليكم أهل بيت النبوّة! تأسروننا و تشدوننا و لا تطعموننا، أطعموني فإنّي أسير.


فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يذوقوا إلّا الماء.


فأتاهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فرآى ما بهم من الجوع، فأنزل اللَّه تعالى: (هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ حينٌ مِنَ الدَهْر).. إلى قوله: (لا نُريدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شَكوراً).


ثمّ قال: أخرجها أبوموسى.


أقول: و ذكره الزمخشري أيضاً في «الكشّاف» في تفسير قوله تعالى: (وَ جَزاهُمْ بِما صَبَروا جَنَّةً وَ حَريراً) في سورة (هَلْ أَتى)، و حكى عن الواحدي أنّه ذكره أيضاً.


و ذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير، و قال: والواحدي من أصحابنا- يعني من الأشاعرة- ذكر في كتاب «البسيط» أنّها نزلت في حقّ عليّ عليه السلام.


قال: و صاحب «الكشّاف» من المعتزلة ذكر هذه القصّة، فروى عن ابن عبّاس، و ذكر الرواية المتقدّمة.


[فضائل الخمسه: 1/ 255 و 256، عن اسد الغابه: 5/ 530.]


482/ 18- الواحدى في «أسباب النزول» في بيان نزول قوله تعالى: (وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً) في سورة (هَلْ أَتى).


قال: قال عطاء: عن ابن عبّاس، و ذلك أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام نوبة آجر نفسه يسقى نخلاً بشي ء من شعير ليلة حتّى أصبح و قبض الشعير و طحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له: الحريرة، فلمّا تمّ انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام.


ثمّ عمل الثلث الثاني، فلمّا تمّ انضاجه أتى يتيم فسأل، فأطعموه إيّاه.


ثمّ عمل الثلث الباقي، فلمّا تمّ انضاجه أتى أسير من المشركين، فأطعموه وطووا يومهم ذلك، فأنزلت فيه هذه الآية


أقول: و ذكره المحبّ الطبري أيضاً في «الرياض النضرة»


[الرياض النضره: 2/ 227.] و قال فيه: يقال له: الحريرة، دقيق بلادهن، و قال: هذا قول الحسن و قتادة: إنّ الأسير كان من المشركين.


و قال سعيد بن جبير: الأسير المحبوس من أهل القبلة، و ذكره أيضاً في ذخائره (ص 102).


[فضائل الخمسه: 1/ 255 و 256، اسباب النزول: 331.]


483/ 19- السيوطي في «الدرّ المنثور»: في ذيل تفسير قوله تعالى: (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً) في سورة (هَلْ أَتى).


قال: و أخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله: (وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلَى حُبِّهِ) الآية.


قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام و فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.


[فضائل الخمسه: 1/ 255 و 256، اسباب النزول: 331.]


484/ 20- الشبلنجي في «نور الأبصار» قال: و في مسامرات الشيخ الأكبر: إنّ عبداللَّه بن عبّاس رضي اللَّه عنهما قال في قوله تعالى: (وَ يوفونَ بِالنَذْرِ وَ يَخافونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطيراً): مرض الحسن والحسين عليهماالسلام و هما صبيّان، فعادهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و معه أبوبكر و عمر، فقال عمر لعليّ عليه السلام: يا أباالحسن! لو نذرت عن ابنيك نذراً إنّ اللَّه عافاهما.


قال: أصوم ثلاثة أيّام شكراً للَّه، قالت فاطمة عليهاالسلام: و أنا أيضاً أصوم ثلاثة أيّام شكراً للَّه، و قال الصبيّان: و نحن نصوم ثلاثة أيّام، و قالت جاريتهما فضّة: و أنا


أصوم ثلاثة أيّام.


فألبسهما اللَّه العافية، فأصبحوا صياماً و ليس عندهم طعام، فانطلق عليّ عليه السلام إلى جار له من اليهود- يقال له: شمعون يعالج الصوف- فقال له: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك بنت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم بثلاثة أصوع من شعير؟


قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، فأخبر فاطمة عليهاالسلام و أطاعت، ثمّ غزلت ثلث الصوف و أخذت صاعاً من الشعير فطحنته و عجنته و خبزته خمسة أقراص، لكلّ واحد قرص.


و صلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم المغرب، ثمّ أتى منزله فوضع الخوان، فجلسوا فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا مسكين واقف على الباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد! أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللَّه من موائد الجنّة.


فوضع عليّ عليه السلام اللقمة من يده، ثمّ قال:




  • فاطم ذات المجد واليقين
    أما ترى ذا البائس المسكين
    جاء إلى الباب له حنين؟



  • يا بنت خير النّاس أجمعين
    جاء إلى الباب له حنين؟
    جاء إلى الباب له حنين؟



كلّ امرى ء بكسبه رهين



فقالت فاطمة عليهاالسلام من حينها:




  • أمرك سمع يابن عمّ! و طاعة
    باللب قد غذيت بالبراعة
    أن ألحق الأبرار والجماعة
    و أدخل الجنّة بالشفاعة



  • مالي من لوم و لا ضراعة
    أرجو إذا أنفقت من مجاعة
    و أدخل الجنّة بالشفاعة
    و أدخل الجنّة بالشفاعة




قال: فعمدت إلى ما في الخوان، فدفعته إلى المسكين، و باتوا جياعاً و أصبحوا صياماً لم يذوقوا إلّا الماء القراح.


ثمّ عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثمّ أخذت صاعاً فطحنته و عجنته و خبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد قرص.






و صلّى عليّ عليه السلام المغرب مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ أتى منزله، فلمّا وضع الخوان و جلس، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب و قال: السلام عليكم أهل بيت محمّد! أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللَّه من موائد الجنّة.


فوضع عليّ عليه السلام اللقمة من يده، و قال:




  • فاطم بنت السيّد الكريم
    من يطلب اليوم رضا الرحيم
    موعده في جنّة النعيم



  • قد جاءنا اللَّه بذا اليتيم
    موعده في جنّة النعيم
    موعده في جنّة النعيم




فأقبلت السيّدة فاطمة عليهاالسلام و قالت:




  • فسوف أعطيه و لا أبالي
    أمسوا جياعاً و هم أمثالي
    أصغرهم يقتل في القتال



  • و أوثر اللَّه على عيالي
    أصغرهم يقتل في القتال
    أصغرهم يقتل في القتال




ثمّ عمدت إلى ما كان في الخوان، فأعطته اليتيم، و باتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح، و أصبحوا صياماً.


و عمدت فاطمة عليهاالسلام إلى باقي الصوف، فغزلته و طحنت الصاح الباقي و خبزته خمسة أقراص، لكلّ واحد قرص.


و صلّى عليّ عليه السلام المغرب مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ أتى منزله، فقربت إليه الخوان، ثمّ جلس فأوّل لقمة كسرها إذا أسير من أسارى المسلمين بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد! إنّ الكفّار أسرونا و قيّدونا و شدونا فلم يطعمونا.


فوضع عليّ عليه السلام اللقمة من يده، و قال:




  • فاطمة ابنة النبي أحمد
    هذا أسير جاء ليس يهتد
    يشكو إلينا الجوع والتشدد
    عند العلي الواحد الموحّد
    ما يزرع الزارع يوماً يحصد



  • بنت نبي سيّد مسود
    مكبل في قيده المقيّد
    من يطعم اليوم يجده في غد
    ما يزرع الزارع يوماً يحصد
    ما يزرع الزارع يوماً يحصد



فأقبلت فاطمة عليهاالسلام تقول:









  • لم يبق ممّا جاء غير صاع
    و أبناي واللَّه؛ ثلاثاً جاعاً
    يا ربّ! لا تهلكهما ضياعاً



  • قد دبرت كفي مع الذراع
    يا ربّ! لا تهلكهما ضياعاً
    يا ربّ! لا تهلكهما ضياعاً



ثمّ عمدت إلى ما كان في الخوان، فأعطته، إيّاه فأصبحوا مفطرين و ليس عندهم شي ء.


و أقبل عليّ والحسن والحسين عليهم السلام نحو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و هما يرتعشان كالفرخين من شدّة الجوع، فلمّا أبصرهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال: يا أباالحسن! أشد ما يسوءني ما أدرككم؟ انطلقوا بنا إلى ابنتي فاطمة عليهاالسلام.


فانطلقوا إليها، و هي في محرابها، و قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع و غارت عيناها، فلمّا رآها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم ضمها إليه و قال: واغوثاه!


فهبط جبرئيل عليه السلام و قال: يا محمّد! خذ ضيافة أهل بيتك.


قال: و ما آخذ يا جبرئيل؟


قال: (وَ يُطْعِمُونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتيماً وَ أسيراً).. إلى قوله: (وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكوراً).


[فضائل الخمسه: 1/ 256- 259، نورالابصار: 102.

.


قال العلّامة المجلسي رحمه الله: بعد ما عرفت من إجماع المفسّرين و المحدّثين على نزول هذه السورة في أصحاب الكساء عليهم السلام علمت أنّه لا يريب أريب و لا لبيب في أنّ مثل هذا الإيثار لا يتأتّى إلّا من الأئمّة الأخيار؛


و أنّ نزول هذه السورة مع المائدة عليهم يدلّ على جلالتهم و رفعتهم و مكرمتهم لدى العزيز الجبّار؛


و أنّ اختصاصهم بتلك المكرمة مع سائر المكارم الّتي اختصّوا بها يوجب قبح تقديم غيرهم عليهم ممّن ليس لهم مكرمة واحدة يبدونها عند الفخار.


و أمّا تشكيك بعض النواصب بأنّ هذه السورة مكّية فكيف نزلت عند وقوع


القضيّة الّتي وقعت في المدينة؟ فمدفوع بما ذكره الشيخ أمين الدين الطبرسي قدّس اللَّه روحه بعد أن روى القصّة بطولها و نزول الآية فيها عن ابن عبّاس و مجاهد و أبي صالح حيث يقول:


قال أبوحمزة الثمالي في تفسيره: حدّثني الحسن بن (الحسن) أبوعبداللَّه بن الحسن: أنّها مدنيّة، نزلت في عليّ و فاطمة عليهاالسلام السورة كلّها.


ثمّ قال: حدّثنا أبوالحمد مهديّ بن نزار الحسينيّ القاينيّ، عن عبيداللَّه بن عبداللَّه الحسكانيّ، عن أبي نصر المفسّر، عن عمّه أبي حامد، عن يعقوب بن محمّد المقري، عن محمّد بن يزيد السلمي، عن زيد بن أبي موسى، عن عمرو بن هارون، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:


أوّل ما أنزل بمكّة (اِقْرَءْ بِاسْمِ رَبِّكَ)، ثمّ ذكر السور المكّية بتمامها خمسة و ثمانين سورة.


قال: ثمّ أنزلت بالمدينة البقرة، ثمّ الأنفال، ثمّ آل عمران، ثمّ الأحزاب، ثمّ الممتحنة، ثمّ النساء، ثمّ «إذا زلزلت»، ثمّ الحديد، ثمّ سورة محمّد صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ الرعد، ثمّ سورة الرحمن، ثمّ «هل أتى»، ثمّ الطلاق، ثمّ لم يكن، ثمّ الحشر، ثمّ «إذا جاء نصراللَّه»، ثمّ النور، ثمّ الحجّ، ثمّ المنافقون، ثمّ المجادلة، ثمّ الحجرات، ثمّ التحريم، ثمّ الجمعة، ثمّ التغابن، ثمّ سورة الصّف، ثمّ الفتح، ثمّ المائدة، ثمّ سورة التوبة، فهذه ثمانية و عشرون سورة.


و قد رواه الاُستاذ أحمد الزاهد بإسناده عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عبّاس في كتاب (الإيضاح) و زاد فيه:


و كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكّة كتبت بمكّة، ثمّ يزيد اللَّه فيها ما يشاء بالمدينة.


و بإسناده، عن عكرمة؛ والحسن بن أبي الحسن البصري: أنّهما عدّا (هَلْ


أَتى) فيما نزلت بالمدينة بعد أربع عشرة سورة.


و بإسناده، عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: سألت النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، عن ثواب القرآن، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء- و ساق الحديث- إلى أن عدّ سورة (هَلْ أَتى) في السور المدنيّة بعد إحدى عشرة سورة، انتهى.


و أمّا ما ذكره معاند آخر خذله اللَّه بأنّه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصّدقة إلى هذا الحدّ و يجوع نفسه و أهله حتّى يشرف على الهلاك؟ فقد بالغ في النصب والعناد، و فضح نفسه، و سيفضحه اللَّه على رؤوس الأشهاد.


ألم يقرء قوله تعالى: (وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ)


[الحشر: 9.]]


أو لم تكف هذه الأخبار المتواترة في نزول هذه السورة الكريمة دليلاً على كون ما صدر عنهم فضيلة لا يساويها فضل؟


و أمّا ما يعارضها من ظواهر الآيات؛ فسيأتي عن الصادق عليه السلام وجه الجمع بينها، حيث قال ما معناه: كان صدور مثل ذلك الإيثار و نزول تلك الآيات في صدر الإسلام، ثمّ نسخت بآيات اُخر، و سيأتي بسط القول في ذلك في كتاب مكارم الأخلاق.


[البحار: 35/ 255- 257.]


أقول: لعلّ هذا المعاند والناصب لا يؤمن بقول اللَّه سبحانه حيث قرّر عملهم و فعلهم و تجلّل عنهم و نزل في شأنهم (وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) شكّر اللَّه من مساعيهم الجميلة، و إذا لم يسمح بذلك الإيثار والمبالغة في الصدقة عنهم عليهم السلام لنهاهم اللَّه ونهاهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و لما مدحهم اللَّه و لما شكر اللَّه من مساعيهم.


استشكل هذا الناصب أم اعترض بآية (وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ


بِهِمْ خَصاصَةٌ) لِمَ مدحهم اللَّه تعالى؟ فليكن هذا المعاند والناصب كسلفة حيث سأل من اللَّه العذاب لنفسه، و أنزله عليه (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ- لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ).


[المعارج: 1 و 2.]


إنّ فاطمة إحدى البحرين في آية (مَرَجَ البَحْرَيْن)



485/ 1- محمّد بن العبّاس، عن محمّد بن أحمد، عن محفوظ بن بشر، عن ابن شمر، عن جابر، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله عزّ و جلّ: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ)


[الرحمن: 19- 22.]


قال: عليّ و فاطمة عليهماالسلام.


(بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ)؛ قال: لا يبغي عليّ على فاطمة عليهماالسلام، و لا تبغي فاطمة على عليّ عليهماالسلام.


(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُؤْلُؤُ وَ المَرْجانُ) الحسن و الحسين عليهم السلام.


[البحار: 24/ 97 ح 1.]


486/ 2- محمّد بن العبّاس، عن جعفر بن سهل، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالكريم، عن يحيى بن عبدالحميد، عن قيس بن الرّبيع، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد الخدريّ في قوله عزّ و جلّ: (مَرَجَ البَحْرَينِ يَلْتَقيانِ).


قال: عليّ و فاطمة عليهماالسلام.


قال: لا يبغي هذا على هذه، و لا هذه على هذا.


(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ).


قال: الحسن والحسين صلوات اللَّه عليهم أجمعين.


[البحار: 24/ 97 ح 2.]


487/ 3- عليّ بن عبداللَّه، عن إبراهيم بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن


/ 47