کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 1

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




و قال اللَّه: (اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) و هم هاهنا آل محمّد عليهم السلام.


[البحار: 24/ 33 ح 10.]


أقول: ثمّ ذكر العلّامة المجلسي رحمه الله كلام المحقّق الطوسي في كتاب (التجريد) و كلام إمام الرّازي في ذلك، فراجع (البحار).


456/ 4- بإسناد أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ صلوات اللَّه عليهم في قوله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ)


[الزمر: 32.]


قال: الصّدق ولايتنا أهل البيت.


المناقب: عن أميرالمؤمنين عليه السلام (مثله).


[البحار: 24/ 37 ح 11، عن أمالي الطوسي.]


إنّ فاطمة أبرز مصداق ل(الأبرار و المقرّبين) في القرآن



457/ 1- محمّد بن الحسن بن إبراهيم معنعناً، عن جعفر عليه السلام قال: نزلت الآيات: (كَلاّ إِنَّ كِتَابَ الاَبْرَارِ لَفِي عِلّيّينَ- وَ مَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيّون) إلى قوله: (المُقَرَّبُونَ)


[المطففين: 18- 21 .] و هي خمس آيات في النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و علي و فاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام.


[البحار: 36/ 145 ح 115، عن تفسير فرات.]


458/ 2- تفسير أبي صالح، قال ابن عبّاس في قوله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم- عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ) إلى قوله: (المُقَرّبُونَ)


[المطففين: 22- 28.] نزلت في عليّ و فاطمة والحسن والحسين و حمزة و جعفر عليهم السلام و فضلهم فيها باهر.


[البحار: 39/ 224.]


459/ 3- الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (كَلّا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرارِ) إلى قوله: (المُقَرَّبُونَ) هو رسول اللَّه و علي و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.


[البحار: 24/ 3 ح 10.]


460/ 4- أبوالقاسم الحسينيّ، عن فرات بن إبراهيم، عن محمّد بن الحسين


بن إبراهيم، عن علوان بن محمّد، عن محمّد بن معروف، عن السّدي، عن الكلبي، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام في قوله: (كَلّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّار لَفي سِجّين).


قال: هو فلان فلان، (وَ مَا أَدْراكَ ما سِجِّين) إلى قوله: (الَّذينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) الأوّل و الثاني.


(وَ مَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيم- إذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الاَوَّلِينَ) و هو الأوّل والثاني كانا يكذّبان رسول اللَّه... إلى قوله: (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الجَحِيمَ) هما، ثمّ يقال: (هذَا الَّذي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)


[المطففين: 7- 17.] رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يعني هما و من تبعهما.


(كَلّا إِنَّ كِتَابَ الأبْرارِ لَفِي عِلّيّين- وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلّيّونَ- كِتَابٌ مَرْقُوم- يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُون).. إلى قوله: (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المُقَرَّبُونَ)


[المطففين: 18- 28 .]


و هو رسول اللَّه و أميرالمؤمنين و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.


(اِنَّ الّذينَ أَجْرَمُوا) الأوّل و الثّاني و من تابعهما (كَانُوا مِنَ الَّذينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ- وَ إِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)


[المطففين: 29 و 30.] برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.. إلى آخر السورة فيهم


[في نسخة: إلى آخر السورة فيهما، يعني: نزل فيهما (هامش البحار).]


[البحار: 24/ 5 ح 16.]


461/ 5- محمّد بن العبّاس، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن الحسين بن مخارق، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر، عن أبيه، عليّ بن الحسين عليهم السلام، عن جابر بن عبداللَّه رضى الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قال: قوله عزّ و جلّ:


(وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيم)


[المطففين: 27.]


قال: هو أشرف شراب في الجنّة يشربه محمّد و آل محمّد عليهم السلام، و هم المقرّبون السّابقون: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و عليّ بن أبي طالب و الأئمّة و فاطمة و خديجة صلوات اللَّه عليهم، و ذرّيّتهم الّذين اتّبعوهم بإيمان يتسنّم عليهم من أعالي دورهم.


[البحار: 24/ 3 ح 7 و 8.]


462/ 6- روي عنه عليه السلام أنّه قال: (تَسْنِيم) أشرف شراب في الجنّة يشربه محمّد و آل محمّد عليهم السلام صرفاً، و يمزج لأصحاب اليمين و لسائر أهل الجنّة.


[البحار: 24/ 3 ح 7 و 8، تأويل الآيات.]


463/ 7- الشيرازي في كتابه بالإسناد، عن الهذيل، عن مقاتل، عن محمّد بن الحنفيّة، عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام قال:


كلّ ما في كتاب اللَّه عزّ و جلّ: (إِنَّ الأَبْرَارَ) فواللَّه؛ ما أراد به إلّا عليّ بن أبي طالب و فاطمة و أنا والحسين، لأنّا نحن أبرار بآبائنا و اُمّهاتنا، و قلوبنا علت بالطّاعات والبرّ، و تبرّأت من الدنيا و حبّها، و أطعنا اللَّه في جميع فرائضه، و آمنّا بوحدانيّته، و صدّقنا برسوله.


[البحار: 24/ 3 ح 9، عن المناقب.]


464/ 8- و قد روى الخاصّ و العامّ: إنّ الآيات في هذه السورة و هي قوله: (إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ).. إلى قوله: (وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)


[الدهر: 5- 22.] نزلت في عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، و جارية لهم تسمّى فضّة، والقصّة طويلة.


[البحار: 69/ 270.]


إنّ سورة (هَلْ أَتى) في شأن فاطمة



465/ 1- أبوالمؤيّد موفّق بن أحمد، قال: أخبرني الشيخ الإمام الحافظ أبومنصور بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان؛


(ح) والشيخ الإمام عبدوس بن محمّد بن عبدوس الهمداني إجازة؛


(ح) والشيخ أبوطالب المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري في داره بإصفهان في سكّة الخوار؛


حدّثنا الشيخ الحافظ أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه بن نورك الإصفهاني؛


(ح) و محمّد بن أحمد بن سالم، حدّثنا إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري؛


(ح) و محمّد بن النعمان بن سبيل حدّثنا يحيى بن أبي روق الهمداني، عن أبيه، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً)


[الإنسان: 8.]


قال: نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب و فاطمة عليهاالسلام ظلا صائمين حتّى إذا كان في الآخر النهار واقترب الإفطار قامت فاطمة عليهاالسلام إلى شي ء من الطحين كان عندها، فخبزته قرصاً له، و كان عندها نحى فيه شي ء من سمن فأدنت (إلى) القرص شيئاً من السمن ينتظران به إفطارهما، فأقبل مسكين رافعاً صوته ينادي: المسكين الجائع المحتاج، فهتف على بابهم.


فقال علي لفاطمة عليهماالسلام: عندك شي ء تعطينه هذا المسكين الجائع المحتاج؟


قالت فاطمة عليهاالسلام: هيّأت قرصاً، و كان في النحى شي ء من سمن فجعلته فيه أنتظر به إفطارنا.


فقال عليّ عليه السلام: آثري بهذا، المسكين الجائع المحتاج.


فقامت فاطمة عليهاالسلام بالقرص مأدوماً، فدفعته إلى المسكين، فجعله المسكين في حضنه، فخرج من عندهما متوجّهاً يأكل من حضن نفسه.


فأقبلت امرأة معها صبيّ صغير ينادي: اليتيم المسكين الّذي لا أب له و لا اُمّ و لا أحد، فلمّا رأت المرأة- الّتي معها اليتيم- المسكين يأكل من حضن نفسه أقبلت باليتيم فقالت: يا عبداللَّه! إطعم هذا اليتيم المسكين ممّا أراك تأكل؟


فقال لها المسكين: لا لعمر اللَّه ما كنت لأطعمك من رزق ساقه اللَّه إليّ، ولكنّى أدّلك على من أطعمني.


فقالت: دلّني عليه.


فقال لها: أهل ذلك البيت الّذي ترين- و أشار إليه من بعيد- فإنّ في ذلك البيت رجلاً وامرأة اطعمانيه.


قالت المرأة: فإنّ الدالّ على الخير كفاعله، فأقبلت باليتيم حتّى وردت بباب عليّ و فاطمة عليهماالسلام و نادت: يا أهل المنزل! أطعموا اليتيم المسكين الّذي لا اُمّ له و لا أب، أطعموه من فضل ما رزقكم اللَّه.


فقال عليّ عليه السلام لفاطمة عليهاالسلام: عندك شي ء؟


قالت: فضل طحين عندي جعلتها حريرة و ليس عندنا شي ء غيره، و قد اقترب الإفطار.


فقال لها علي عليه السلام: آثري به هذا اليتيم، و ما عنداللَّه خير و أبقى.


فقامت فاطمة عليهاالسلام بالقدر بما فيه ففكتها في حضن المرأة.


فخرجت المرأة تطعم الصبيّ اليتيم ممّا في حضنها. فلم تجر بعيداً حتّى أقبل أسير من اُسراء المشركين ينادي: الأسير الغريب الجائع.


فلمّا نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبيّ من حضنها، أقبل إليها و قال: يا أمة اللَّه! أطعميني ممّا أراك تطعمينه هذا الصبيّ؟


قالت المرأة للأسير: لا، لعمر اللَّه ما كنت لأطعمك من رزق رزقه اللَّه هذا اليتيم المسكين، ولكنّي أدلّك على من أطعمني كما دلّني عليه سائل قبلك.


قال لها الأسير: و إنّ الدالّ على الخير كفاعله.


قالت له: ائت أهل ذلك المنزل الّذي ترى، فإنّ فيه رجلاً وامرأة أطعما مسكيناً سائلاً قبل اليتيم.


فانطلق الأسير إلى باب عليّ و فاطمة عليهماالسلام، فهتف بأعلى صوته: يا أهل المنزل! أطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم اللَّه تعالى.


فقال عليّ عليه السلام لفاطمة عليهاالسلام: أعندك شي ء؟


قالت: ما كان عندي طحين فأصبت فضل تميرات، فخلصتهن من النّواة و عصرت النحى فقطّرته على التميرات و دفعت ما كان عندي من فضل الأقطّ، فجعلته حيساً فما فضل عندنا شي ء نقطر عليه غيره.


فقال لها عليّ عليه السلام: آثري به الأسير الغريب المسكين.


فقامت فاطمة عليهاالسلام بذلك الحيس، و دفعته إلى الأسير، وباتا يتزوّدان


[كذا، و لعلّه يتضوران.] من الجوع على غير إفطار و لا عشاء و لا سحور، ثمّ أصبحا صائمين حتّى آتاهما تعالى برزقهما عند الليل، و صبرا على الجوع.


فنزل في ذلك: (وَ يُطْعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) على شدّة شهوتهم له (مِسْكيناً) قرص له (وَ يَتيماً) حريرة (وَ أَسيراً) حيساً (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ)


يخبر عن ضميرهما: (لِوَجْهِ اللَّهِ).


يقول: إرادة ما عنداللَّه من الثواب (لا نُريدُ مِنْكُمْ) في الدّنيا (جَزاءً) ثواباً (وَ لا شُكوراً).


يقول: ثناءً تثنون به علينا (إِنّا نَخافُ) يخبر عن ضميرهما (مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبوساً) قال: العبوس؛ يقبض مابين العينين من أهواله و خوفه ((قَمْطَريراً)) والقمطرير: الشديد، (فَوَقيهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ) يقول: خوف ذلك اليوم.


(وَ لقَّيهُمْ نَضْرَة) يقول: بهجات الجنّة (وَ سُروراً) يقول: ما يسرّهما من قرّة العين بالجنّة.


(وَ جَزاهُمْ بِما صَبَروا) يقول: و أثابهم بما صبروا أي: على الجوع حتّى آثروا بالطعام لإفطارهم المسكين واليتيم والأسير (جَنَّةً وَ حَريراً- مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ)، الأسرة من موته


[كذا، و لعلّه: مموهة.] بالدرّ والياقوت والزبرجد في حلّتين مضروبة عليها الحجال.


(لا يَرَوْنَ فيها شَمْساً) يؤذيهم حرّها (وَ لا زَمْهَريراً) يقول: لا يؤذيهم برده (وَدانِية) قريبة (عَلَيْهِم ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ) يعني: قربت الثمار منهم (تَذْليلاً) يأكلونها قياماً و قعوداً (مُتَّكِئينَ) يعني: مستلقين على ظهورهم ليس القائم بأقدر عليها من القاعد و ليس القاعد، بأقدر عليها من المتّكئ بأقدر عليها من المستلقي.


(وَ يَطوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) قالوا: مسوّرون بأسورة الذهب والفضّة، و يقال: مخلّدون لم يذوقوا طعم الموت قطّ، إنّما خلقوا لأهل الجنّة (إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ) من بياضهم و حسنهم (لُؤْلُؤاً مَنْثوراً) لكثرتهم، فشبّه


بياضهم و حسنهم و شرفهم باللؤلؤ المنثور.


[مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 55- 59، عن غاية المرام: الباب 71 ح 2.]


أقول: نقل في (غاية المرام) من طريق العامّة أربعة أحاديث في شأن نزول الآية بحقّ عليّ و فاطمة و الحسنين عليهم السلام، و أربعة أحاديث من طريق الخاصّة أيضاً في باب الثاني والسّبعون، فراجع.


466/ 2- الطالقاني عن الجلودي، عن الجوهري، عن شعيب بن واقد، عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس؛


و حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالعزيز بن يحيى الجلودي، عن الحسن بن مهران، عن مسلمة بن خالد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام في قوله عزّ و جلّ: (يُوفُونَ بِالنَذْرِ).


قالا: مرض الحسن والحسين عليهماالسلام و هما صبيّان صغيران، فعادهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و معه رجلان فقال أحدهما: يا أباالحسن! لو نذرت في ابنيك نذراً أنّ اللَّه عافاهما.


فقال: أصوم ثلاثة أيّام شكراً للَّه عزّ و جلّ، و كذلك قالت فاطمة عليهاالسلام، و قال الصبيّان: و نحن أيضاً نصوم ثلاثة أيّام، و كذلك قالت جاريتهم فضّة.


فألبسهما اللَّه عافية، فأصبحوا صياماً و ليس عندهم طعام، فانطلق علي عليه السلام إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة صلى الله عليه و آله و سلم محمّد بثلاثة اصوع من شعير؟


قال: نعم، فأعطاه فجاء بالصوف والشعير و أخبر فاطمة عليهاالسلام فقبلت و أطاعت، ثمّ عمدت فغزلت ثلاث المصوف، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير فطحنته و عجنته و خبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً.


و صلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم المغرب، ثمّ أتى منزله، فوضع الخوان


و جلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم! أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم اللَّه على موائد الجنّة.


فوضع اللقمة من يده، ثمّ قال:




  • فاطم ذات المجد واليقين
    أماترين البائس المسكين
    يشكو إلى اللَّه و يستكين
    كلّ امرى ء بكسبه رهين
    موعده في الجنّة دهين
    و صاحب البخل يقف حزين
    شرابه الحميم والغسلين
    شرابه الحميم والغسلين



  • يا بنت خير النّاس أجمعين
    جاء إلى الباب له حنين
    يشكو إلينا جائعاً حزين
    من يفعل الخير يقف سمين
    حرّمها اللَّه على الضنين
    تهوى به النّار إلى سجّين
    شرابه الحميم والغسلين



فأقبلت فاطمة عليهاالسلام تقول:




  • أمرك سمع يابن عمّ! و طاعة
    غدّيت باللبّ والبراعة
    أن ألحق الأخيار والجماعة
    وأدخل الجنّة في شفاعة



  • مابي من لئوم و لارضاعة
    أرجو إذا اشبعت من مجاعة
    وأدخل الجنّة في شفاعة
    وأدخل الجنّة في شفاعة



و عمدت إلى ما كان على الخوان، فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً، و أصبحوا صياماً لم يذوقوا إلّا الماء القراح. ثمّ عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير و طحنته و عجنته و خبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً.


و صلّى علي المغرب مع النبيّ صلّى اللَّه عليهما، ثمّ أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه و جلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم! أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللَّه على موائد الجنّة.






فوضع عليّ عليه السلام اللقمة من يده، ثمّ قال:




  • فاطم بنت السيّد الكريم
    قد جاءنا اللَّه بذا اليتيم
    موعده في الجنّة النعيم
    و صاحب البخل يقف ذميم
    شرابه الصديد والحميم
    شرابه الصديد والحميم



  • بنت نبيّ ليس بالزنيم
    من يرحم اليوم هو الرحيم
    حرّمها اللَّه على اللئيم
    تهوى به النّار إلى الجحيم
    شرابه الصديد والحميم




فأقبلت فاطمة عليهاالسلام و هي تقول:




  • فسوف أعطيه و لا اُبالي
    أمسوا جياعاً وهم أشبالي
    بكربلا يقتل باغتيال
    يهوى به النّار إلى سفال
    ثمّ عمدت فأعطته عليهاالسلام جميع ما على الخوان، و باتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح، و أصبح
    ثمّ عمدت فأعطته عليهاالسلام جميع ما على الخوان، و باتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح، و أصبح



  • و اُوثر اللَّه على عيالي
    أصغرهم يقتل في القتال
    لقاتليه الويل مع وبال
    كبوله زادت على الأكبال
    ثمّ عمدت فأعطته عليهاالسلام جميع ما على الخوان، و باتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح، و أصبح



وا صياماً، و عمدت فاطمة عليهاالسلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف و طحنت الصاع الباقي، و عجنته و خبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً.


و صلّى علي عليه السلام المغرب مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ أتى منزله فقرّب إليه الخوان و جلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا أسير من اُسراء المشركين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم! تأسروننا و تشدّوننا و لا تطعموننا؟


فوضع عليّ عليه السلام اللقمة من يده، ثمّ قال:




  • فاطم يا بنت النبيّ أحمد!
    قد جائك الأسير ليس يهتدي
    يشكو إلينا الجوع قد تقدّد
    عند العليّ الواحد الموحّد
    ما يزرع الزارع سوف يحصد



  • بنت نبيّ سيّد مسوّد
    مكبّلاً في غلّه مقيّد
    من يطعم اليوم يجده في غد
    ما يزرع الزارع سوف يحصد
    ما يزرع الزارع سوف يحصد



فاعطيه لا تجعليه ينكد



فأقبلت فاطمة عليهاالسلام و هي تقول:




  • لم يبق ممّا كان غير صاع
    شبلاي واللَّه؛ هما جياع
    أبوهما للخير ذواصطناع
    و ما على رأسي من قناع
    إلّا عبا نسجتها بصاع



  • قد دبّرت كفّى مع الذراع
    يا رب! لا تتركهما ضياع
    عيل الذراعين طويل الباع
    إلّا عبا نسجتها بصاع
    إلّا عبا نسجتها بصاع




و عمدوا إلى ما كان على الخوان، فأعطوه و باتوا جياعاً، و أصبحوا مفطرين و ليس عندهم شي ء.


و قال شعيب في حديثه: و أقبل علي بالحسن والحسين عليهم السلام نحو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، و هما يرتعشان كالفرخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قال: يا أباالحسن! شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم؟! انطلق إلى ابنتي فاطمة عليهماالسلام.


فانطلقوا إليها و هي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع، و غارت عيناها، فلمّا رآها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم ضمّها إليه و قال: واغوثاه باللَّه؟ أنتم منذ ثلاث فيما أرى؟


فهبط جبرئيل فقال: يا محمّد! خذ ما هيّأ اللَّه لك في أهل بيتك.


قال: و ما آخذ يا جبرئيل؟


قال: (هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ حينٌ مِنَ الدّهْرِ) حتّى إذا بلغ (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكوراً).


و قال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم حتّى دخل منزل فاطمة عليهاالسلام، فرآى ما بهم، فجمعهم ثمّ انكبّ عليهم يبكي و يقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى و أنا غافل عنكم؟


فهبط عليه جبرئيل بهذه الآيات: (إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها






كافُوراً- عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّه يُفَجِّرونَها تَفْجيراً).


قال: هي عين في دار النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم يفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين (يُوفُونَ بِالنَذْرِ) يعني عليّاً و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام و جاريتهم (وَ يَخافونَ يَوْماً كانَ شَرّهُ مُسْتَطيراً) يكون عابساً كلوحاً.


(وَ يُطْعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام و إيثارهم له (مِسْكيناً) من مساكين المسلمين (وَ يَتيماً) من يتامى المسلمين (وَ أَسيراً) من أسارى المشركين، و يقولون إذا أطعموهم: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُريدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكوراً).


قال: واللَّه؛ ما قالوا هذا لهم، ولكنّهم أضمروه في أنفسهم، فأخبر اللَّه بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء به و لا شكوراً، تثنون علينا به، ولكن إنّما أطعمناكم لوجه اللَّه و طلب ثوابه.


قال اللَّه تعالى ذكره: (فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ وَلقّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَ سُروراً) في القلوب (وَ جَزاهُمْ بِما صَبَروا جَنَّة) يسكنونها (وَ حَريراً) يفترشونه و يلبسونه (مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَريراً).


قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ! إنّك قلت في كتابك: (لا يَرَوْنَ فيها شَمْساً)؟


فيرسل اللَّه جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس، ولكن عليّاً و فاطمة عليهماالسلام ضحكا، فأشرقت الجنان من نور ضحكهما.


و نزلت (هَلْ أَتى) فيهم.. إلى قوله تعالى: (وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكوراً).


[البحار: 227- 241 ح 1، عن امالى الصدوق.]


/ 47