لطفا منتظر باشید ...
القمر و قد بان لخديجة عليهاالسلام حملها بفاطمة عليهاالسلام و ظهر، قالت خديجة عليهاالسلام و اخيبة من كذّب محمّداً صلى الله عليه و آله و سلم و هو خير رسول و نبيّ!
فنادت فاطمة عليهاالسلام من بطنها: يا اُمّا! لا تحزني و لا ترهبي، فإنّ اللَّه مع أبي، الخبر.
[فاطمه الزهراء عليهاالسلام بهجه قلب المصطفى: 45.]
286/ 3- ذكر الشيخ عزّالدين عبدالسلام الشافعي في رسالته في مدح الخلفاء الراشدين: أنّه لمّا حملت خديجة بفاطمة عليهاالسلام كانت تكلّمها ما في بطنها، و كانت تكتمها عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، فدخل عليها يوماً و وجدها تتكلّم و ليس معها غيرها، فسألها عمّن كانت تخاطبه.
فقالت: مع ما في بطني، فإنّه يتكلّم معي.
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم: أبشري يا خديجة! هذه بنت جعلها اللَّه اُمّ أحد عشر من خلفائي، يخرجون بعدي و بعد أبيهم صلوات اللَّه عليهم أجمعين.
فلمّا سأله الكفّار أن يريهم انشقاق القمر و قد بان لخديجة عليهاالسلام حملها بفاطمة عليهاالسلام و ظهر، قالت خديجة: واخيبة من كذّب محمّداً صلى الله عليه و آله و سلم، و هو خير رسول و نبيّ!
فنادت فاطمة عليهاالسلام من بطنها: يا اُمّاه! لا تحزني و لا ترهبي، فإنّ اللَّه مع أبي، فلمّا أمد حملها وانقضى وضعت فاطمة عليهاالسلام فأشرق بنور وجهها الفضاء.
[فاطمه الزهراء بهجه قلب المصطفى: 129 و 130، و روى فى العوالم: 11/ 46 (مثله).]
287/ 4- عن خديجة رضي اللَّه عنها قالت: لما حملت بفاطمة عليهاالسلام حملت حملاً خفيفاً حدّثني الّذي في بطني، فلمّا قربت ولادتها دخل عليّ أربع نسوة عليهنّ من الجمال والنور ما لا يوصف.
فقالت إحداهنّ: أنا اُمّك حوّاء، و قالت الاُخرى: أنا آسية بنت مزاحم،
و قالت الاُخرى: أنا كلثم اُخت موسى، و قالت الاُخرى: أنا مريم بنت عمران اُمّ عيسى، جئنا لتلي من أمرك ما تلي النساء.
فولدت فاطمة عليهاالسلام فوقعت الأرض ساجدة رافعة إصبعها.
[فاطمه الزهراء عليهاالسلام بهجه قلب المصطفى: 129.]
288/ 5- روى الملّا في سيرته: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قال: أتاني جبرئيل بتفّاحة من الجنّة فأكلتها و واقعت خديجة عليهاالسلام، فحملت بفاطمة عليهاالسلام، فقالت: إنّي حملت حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدّثني الّذي في بطني.
فلمّا أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش لتأتينها فيلين منها ماتلى النساء ممّن تلد.
فلم يفعلن و قلن: لا تأتيك و قد صرت زوجة محمّد.
فبينما هي كذلك، إذ دخل عليها أربع نسوة عليهنّ من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت لها إحداهنّ: أنا اُمّك حوّاء، و قالت الاُخرى: أنا آسية بنت مزاحم، و قالت الاُخرى: أنا كلثم اُخت موسى، و قالت الاُخرى: أنا مريم بنت عمران اُمّ عيسى، جئنا لتلي من أمرك ما تلي النساء.
قالت: فولدت فاطمة سلام اللَّه عليها، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.
[فضائل الخمسه: 3/ 125، عن ذخائر العقبى: 44.]
أقول: أورده بعينه في «العوالم» عن ذخائر العقبى.
[العوالم: 11/ 45.]
289/ 6- ابن عبّاس- في حديث- قال: و كانت خديجة عليهاالسلام إذا ولدت ولداً دفعته لمن يرضعه، فلمّا ولدت فاطمة عليهاالسلام لم يرضعها أحد غيرها.
[العوالم: 11/ 46، عن التاريخ الكبير.]
تاريخ ولادة فاطمة
290/ 1- ولدت عليهاالسلام بعد النبوّة بخمس سنين، و بعد الإسراء بثلاث سنين، و أقامت مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بمكّة ثمان سنين، ثمّ هاجرت مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة، فزوّجها من عليّ صلوات اللَّه عليه بعد مقدمهم المدينة بسنة.
و قبض النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و لفاطمة عليهاالسلام يومئذ ثماني عشرة سنة، و عاشت بعد أبيها اثنتين و سبعين يوماً.
[البحار: 43/ 7، عن روضه الواعظين.]
291/ 2- ولدت فاطمة عليهاالسلام بعد مبعث النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بخمس سنين، و توفّيت و لها ثماني عشرة سنة و خمسة و سبعون يوماً، بقيت بعد أبيها خمسة و سبعين يوماً.
[البحار: 43/ 7، عن الكافى.]
292/ 3- قال الشيخ المفيد في كتاب «حدائق الرياض»: يوم العشرين من جمادي الآخرة كان مولد السيّدة الزهراء عليهاالسلام سنة اثنتين من المبعث.
[البحار: 43/ 8، عن اقبال الاعمال.]
293/ 4- عبداللَّه بن جعفر و سعد بن عبداللَّه جميعاً، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول:
ولدت فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله و سلم بعد مبعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بخمس سنين،
و توفّيت و لها ثماني عشرة سنة و خمسة و سبعون يوماً.
[البحار: 43/ 9، عن الكافى.]
294/ 5- في اليوم العشرين من جمادي الآخرة (يوم الجمعة) سنة اثنتين من المبعث كان مولد فاطمة عليهاالسلام في بعض الروايات.
و في رواية اُخرى: سنة خمس من المبعث.
و العامّة تروي أنّ مولدها عليهاالسلام قبل المبعث بخمس سنين!!
[البحار: 43/ 9، عن المصباح.]
أقول: يأتي روايات العامّة بعد.
295/ 6- أبوالمفضّل الشيباني، عن محمّد بن همام، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
ولدت فاطمة عليهاالسلام في جمادي الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس و أربعين من مولد النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، فأقامت بمكّة ثمان سنين، و بالمدينة عشر سنين، و بعد وفات أبيها خمساً و سبعين يوماً.
و قبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة.
[البحار: 43/ 9، عن دلائل الامامه.]
296/ 7- في الدّر: إنّ فاطمة عليهاالسلام ولدت بعد ما أظهر اللَّه نبوّة أبيها صلى الله عليه و آله و سلم بخمس سنين، و قريش تبني البيت.
و روي: إنّها ولدت عليهاالسلام في جمادي الآخرة يوم العشرين منه سنة خمس و أربعين من مولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم.
297/ 8- في «المناقب»: روي: إنّ فاطمة عليهاالسلام ولدت بمكّة بعد المبعث
بخمس سنين، و بعد الإسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادي الآخرة.
و ولدت الحسن عليه السلام ولها اثنتا عشرة سنة- و قيل: احدى عشرة سنة- بعد الهجرة، و كان بين ولادتها الحسن عليه السلام و بين حملها بالحسين عليه السلام خمسون يوماً.
[البحار: 16/ 77 ح 20، عن العدد.]
298/ 9- محمّد بن يحيى عن أحمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام... و لم يولد لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من خديجة عليهاالسلام على فطرة الإسلام إلّا فاطمة عليهاالسلام.
[البحار: 19/ 115، العوالم: 11/ 35، عن الكافى.]
299/ 10- حدّثت الرواة، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام: أنّ فاطمة عليهاالسلام ولدت بعد ما أظهر اللَّه نبوّة نبيّه صلى الله عليه و آله و سلم، و أنزل عليه الوحي بخمس سنين.
فزوّجها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعد مقدمه المدينة نحواً من سنة، و بنى بها بعد سنة، و كان مولد فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بعد بعث النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بخمس سنين.
[العوالم: 11/ 36، عن الهدايه للخصيبى.]
300/ 11- في كتاب «مواليد الأئمّة عليهم السلام» بسنده، عن نصر بن عليّ الجهضمي قال: سألت أباالحسن الرضا عليه السلام عن عُمْر فاطمة عليهاالسلام؟
قال: ولدت فاطمة عليهاالسلام بعد ما أظهر اللَّه نبوّته بخمس سنين، و قريش تبني البيت، و توفّيت ولها ثماني عشرة سنة و خمسة و سبعون يوماً، و كان عمرها مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بمكّة ثماني سنين، و هاجرت مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة، و أقامت بالمدينة عشر سنين.
و أقامت مع أميرالمؤمنين عليه السلام من بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم خمسة و سبعين يوماً، و ولدت الحسن بن عليّ عليهماالسلام و لها إحدى عشرة سنة بعد الهجرة.
[العوالم: 11/ 37، عن مجموعه نفيسه.]
أقول: نذكر بعد هذه الروايات أقوال المخالفين في تاريخ ميلادها عليهاالسلام، وانظر كم الفرق بينهما؟
301/ 12- المختار في مناقب الأخيار: فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم ولدتها خديجة عليهاالسلام و قريش تبني البيت قبل النبوّة بخمس سنين، و هي أصغر بناته و هي سيّدة نساء العالمين، تزوّجها عليّ بن أبي طالب عليهاالسلام في السنة الثانية قبل الهجرة.
[العوالم: 11/ 39.]]
302/ 13- قال ابن الجوزي: ولدت فاطمة عليهاالسلام قبل النبوّة بخمس سنين.
و أشهر الروايات هي أنّها عليهاالسلام أصغر بنات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و أكبرهنّ مرتبة و منزلة.
[العوالم: 11/ 39، عن وسيله النجاه.]
303/ 14- من بعض كتب المخالفين بإسناده عن عبداللَّه بن محمّد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جدّه قال: ولدت فاطمة عليهاالسلام سنة إحدى و أربعين من مولد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.
و زعم محمّد بن إسحاق: إنّ فاطمة عليهاالسلام ولدت قبل أن يوحى إلى النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و كذلك سائر أولاده من خديجة عليهاالسلام.
و في روايتي عن الحافظ أبي المنصور الديلمي بروايته، عن أبي علي الحداد، عن ابن نعيم الحافظ في كتاب «معرفة الصحابة»: إنّ فاطمة عليهاالسلام كانت أصغر بنات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم سنّاً، ولدت و قريش تبني الكعبة، و كانت فيما قبل تكنّى اُم أسماء.
[البحار: 43/ 8 و 9، العوالم: 11/ 34 و 35.]
304/ 15- و قال أبوالفرج في كتاب «مقاتل الطالبيّين»: كان مولد فاطمة عليهاالسلام قبل النبوّة و قريش حينئذ تبني الكعبة، و كان تزويج عليّ بن أبي طالب عليه السلام إيّاها في صفر بعد مقدم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم المدينة، و بنى بها بعد رجوعه من غزاة بدر، و لها يومئذ ثماني عشرة سنة، حدّثني بذلك الحسن بن عليّ، عن الحارث، عن ابن سعد، عن الواقدي، عن أبي بكر بن عبداللَّه بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبداللَّه أبي فروة، عن جعفر بن محمّد بن عليّ عليه السلام.
[البحار: 43/ 8 و 9، العوالم: 11/ 34 و 35.]
305/ 16- الإمام المهاجر: اُمّ الحسين فاطمة الزهراء البتول عليهاالسلام سيّدة نساء العالمين ولدت قبل النبوّة بخمس سنين أيّام بناء البيت.
[العوالم: 11/ 39.]
306/ 17- منال الطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: كان مولد
فاطمة له صلى الله عليه و آله و سلم و قريش تبني الكعبة قبل النبوّة بخمس سنين، و تزوّجها عليّ عليه السلام في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة، و بنى بها في ذي الحجّة.
[العوالم: 11/ 39.]
307/ 18- الثغور الباسمة في مناقب سيّدتنا فاطمة عليهاالسلام: ذكر ابن إسحاق، إنّ مولدها و قريش تبني الكعبة، و بنت قريش الكعبة قبل المبعث بسبع سنين و نصف.
و قيل: ولدت عام المبعث، و قيل: غير ذلك، و كانت وفاتها عليهاالسلام بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.
[العوالم: 11/ 39.]
308/ 19- تاريخ دمشق: بإسناده عن عبداللَّه بن المؤمل، عن أبيه، قال: ولدت فاطمة عليهاالسلام قبل النبوّة بأربع سنين.
[العوالم: 11/ 39 و 40 .]
309/ 20- أهل البيت عليهم السلام: واختلف في سنّها وقت الزّواج، فقيل: إنّ عمرها حين تزويجها تسع سنين، أو عشر سنين، أو إحدى عشرة سنة، لأنّها تزوّجت بعليّ عليه السلام بعد الهجرة بسنة، و قيل بسنتين.
[العوالم: 11/ 39 و 40.]
310/ 21- و في المناقب: ولدت فاطمة عليهاالسلام بعد النبوّة بخمس سنين بعد بدر.
[العوالم: 11/ 39 و 40.]
311/ 22- و في الاستيعاب: كان سنّها يوم تزويجها خمس عشرة سنة و خمسة أشهر، و كان سنّ عليّ عليه السلام إحدى و عشرين سنة.
[العوالم: 11/ 39 و 40.]
312/ 23- تهذيب التهذيب: عن ابن جريح قال لي غير واحد: كانت فاطمة عليهاالسلام أصغرهنّ- أي بنات رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم- و أحبّهنّ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم.
[العوالم: 11/ 39 و 40.]
313/ 24- البدء والتاريخ: و كانت- أي فاطمة عليهاالسلام- أحبّ البنات إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و ألطفهنّ به.
[العوالم: 11/ 39 و 40.]
314/ 25- مفتاح النجا: و أمّا فاطمة عليهاالسلام فهي أصغر بنات الرّسول صلى الله عليه و آله و سلم
و أحبّ أولاده إليه.
[العوالم: 11/ 39 و 40.]
أقول: أكثر علماء العامّة و رواتهم يقولون و يروون بأنّ ولادة فاطمة عليهاالسلام كانت قبل المبعث، مع أنّهم رأوا أورووا حديث المعراج والجنّة و أكل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من ثمار الجنّة و انعقاد نطفتها عليهاالسلام من تلك الثمار، كما ذكرتها في محلّها، و مع ذلك يميلون إلى القول بأنّ ميلادها قبل المبعث بسنين.
لعلّ السرّ في ذلك أنّهم يريدون أن يلقوا الشبهة في روايات ثمار الجنّة و روايات المعراج أو المعارضة بين الفريقين من الروايات حتّى يتنزّلوا بزعمهم من مقامها عليهاالسلام و منزلتها عنداللَّه تعالى و من عظمتها عند الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، و أن يقلّلوا من شأنها و موقعيّتها عند المسلمين، و أن يخففوا جرائم هؤلاء الّذين ارتكبوا الظلم عليها من إحراق بيتها و غصب حقّها و قتل جنينها و إسقاطه.
و لعلّ بعض الروايات جعلوها لينتصروا لأبناء هند آكلة الأكباد، و على رغم أنفهم روايات كثيرة تثبت أنّ مولد فاطمة عليهاالسلام كانت بعد مبعث النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، و أنّ نطفتها انعقدت من ثمار الجنّة أكلها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، و هذه الروايات متّفق عليها الفريقين أخرجوها في كتبهم المعتبرة عندهم، كما بيّنا قبل هذا، فراجع.
و أمّا القول بأنّ مولدها عليهاالسلام كانت قبل المبعث؛ فمردود، لأنّهم انفردوا به، و باعتقادنا وضعه الوضّاعون لترضى به بنو آكلة الأكباد، ثمّ كتبوه و أخرجوه في كتبهم غفلة عن هذا أو تغافلاً.
و أنزل اللَّه تعالى في شأنها عليهاالسلام آيات من كتابه؛ آية التطهير و آية المباهلة و غيرهما، و بيّن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قدْرها و منزلتها في روايات لا تعدّ و لا تحصى، و لا ينكر مثل ذلك لكثرتها و تواترها بين المسلمين.
إشكال و دفع
بقي هنا مسألة ينبغي الإشارة إليها و هي أنّه يمكن أن يقال: بناء على القول بولادتها عليهاالسلام بعد البعثة، يكون عمر اُمّها خديجة عليهاالسلام ستّين سنة، لانّ لها حين الزواج مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أربعين سنة والنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم كان ابن خمس و عشرين سنة، و نزل عليه الوحي في الأربعين، و بعد مضي خمس سنوات من نزول الوحي ولدت فاطمة عليهاالسلام، فيكون سن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم خمس و أربعون سنة، و سنّها ستّون سنة و الولادة في هذا السنّ غريبة.
قلنا: هذا أمر طبيعي، لأنّها حملت بفاطمة عليهاالسلام في سنة تسع و خمسين من عمرها، و وضعتها في سنة ستّين منه، و هذا أمر عادي من القرشيّات، مع أنّ في مدّة عمرها حين الزواج مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أقوالاً اُخر، و بالالتزام بها تنحسم مادّة الإشكال.
قال ابن حمّاد الحنبلي: و رجّح كثيرون أنّها ابنة ثمان و عشرين.
و قال البلاذري: تزوّج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم خديجة عليهاالسلام و هو ابن خمس و عشرين سنة، و هي ابنة أربعين سنة، و ذلك أثبت عند العلماء....
و يقال: إنّه تزوّجها و هو ابن ثلاث و عشرين سنة و هي ابنة ثمان و عشرين سنة.
و في «البحار»: عن ابن عبّاس و ابن حمّاد مثل ذلك.
و في «المناقب» لابن شهر آشوب: روى أحمد البلاذري و أبوالقاسم الكوفي في كتابهما، والمرتضى في «الشافي» و أبوجعفر في «التلخيص»: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم تزوّج بها و كانت عذراء، يؤكّد ذلك ما ذكر في كتابي «الأنوار» و «البدع»: إنّ رقيّة و زينب كانتا ابنتي هالة اُخت خديجة.
[فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى: 143 و 144.]
