کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 1

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


سندس- أو قال: إستبرق- فوضعه بين يدي النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، و أقبل جبرئيل عليه السلام و قال يا محمّد! يأمرك ربّك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام.

فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: كان النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يرد إلى الإفطار، فلمّا كان في تلك الليلة أقعدني النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم على باب المنزل، و قال: يابن أبي طالب! إنّه طعام محرّم إلّا عليّ.

قال عليّ عليه السلام: فجلست على الباب و خلا النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بالطعام، و كشف الطبق فإذاً عذق من رطب و عنقود من عنب، فأكل النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم منه شبعاً و شرب من الماء ريّاً، و مدّيده للغسل، فأفاض الماء عليه جبرئيل، و غسل يده ميكائيل، و تمندل له إسرافيل، وارتفع فاضل الطعام مع الإناء إلى السماء.

ثمّ قام النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ليصلّي، فأقبل عليه جبرئيل و قال: الصلاة محرّمة عليك في وقتك حتّى تأتي إلى منزل خديجة عليهاالسلام فتواقعها، فإنّ اللَّه عزّ و جلّ آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرّيّة طيّبة.

فوثب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم إلى منزل خديجة.

قالت خديجة رضوان اللَّه عليها: و كنت قد ألفت الوحدة، فكان إذا جنّتني الليل غطّيت رأسي و أسجفت ستري، و غلقت بابي، و صلّيت وردي، و أطفأت مصباحي، و آويت إلى فراشي، فلمّا كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة و لا بالمنتبهة، إذ جاء النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم فقرع الباب فناديت: من هذا الّذي يقرع حلقة لا يقرعها إلّا محمّد صلى الله عليه و آله و سلم.

قالت خديجة عليهاالسلام: فنادى النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بعذوبة كلامه و حلاوة منطقه: افتحي يا خديجة! فإنّي محمّد.

قالت خديجة عليهاالسلام: فقمت فرحة مستبشرة بالنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و فتحت الباب و دخل النبيّ المنزل، و كان صلى الله عليه و آله و سلم إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهّر للصلاة، ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين يوجز فيهما، ثمّ يأوي إلى فراشه، فلمّا كان في تلك الليلة لم

يدع بالإناء و لم يتأهّب بالصلاة غير أنّه أخذ بعضدي و أقعدني على فراشه و داعبني و مازحني و كان بيني و بينه ما يكون بين المرأة و بعلها، فلا والّذي سمك السماء و أنبع الماء؛ ما تباعد عنّي النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم حتّى حسست بثقل فاطمة عليهاالسلام في بطني.

[البحار: 16/ 78- 80.]

و رواه في «عوالم العلوم» نقلاً عن «در النظيم» (مثله).

[العوالم: 11/ 24.]

273/ 2- سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: دخلت على فاطمة سلام اللَّه عليها والحسن والحسين عليهماالسلام يلعبان بين يديها، ففرحت بهما فرحاً شديداً، فلم ألبث حتّى دخل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، فقلت: يا رسول اللَّه! أخبرني بفضيلة هؤلاء لازداد لهم حبّاً.

فقال: يا سلمان! ليلة أسرى بي إلى السماء أدارني جبرئيل في سماواته و جنانه... إلى أن قال: فقالوا: يا محمّد! ربّنا السلام يقرى ء عليك السلام و قد أتحفك بهذه التفّاحة.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: فأخذت تلك التفّاحة فوضعتها تحت جناح جبرئيل، فلمّا هبط بي إلى الأرض أكلت تلك التفّاحة، فجمع اللَّه ماءها في ظهري، فغشيت خديجة بنت خويلد، فحملت بفاطمة عليهاالسلام من ماء التفّاحة.

فأوحى اللَّه عزّ و جلّ إليّ: أن قد ولد لك حوراء إنسيّة، فزوّج النور من النور: فاطمة من عليّ، فإنّي قد زوّجتها في السماء، و جعلت خمس الأرض مهرها، و ستخرج فيما بينهما ذرّيّة طيّبة، و هما سراجا الجنّة الحسن والحسين، و يخرج من صلب الحسين عليه السلام أئمّة يقتلون و يخذلون، فالويل لقاتلهم و خازلهم....

[فاطمه الزهراء عليهاالسلام بهجه قلب المصطفى: 135 و 136، و قد تقدم تمامه.]

274/ 3- السيوطي في «الدرّ المنثور» في ذيل تفسير قوله تعالى: (سُبْحانَ

الَّذي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)

[الاسراء: 1.]

قال: و أخرج الطبراني، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:

لما اُسري بي إلى السماء اُدخلت الجنّة فوقفت على شجرة من أشجار الجنّة لم أر في الجنّة أحسن منها، و لا أبيض ورقاً، و لا أطيب ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمرتها، فأكلتها فصارت نطفة في صلبي.

فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة عليهاالسلام، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنّة شممت ريح فاطمة عليهاالسلام.

[فضائل الخمسه: 3/ 122 و 123.]

و روى في «مستدرك الصحيحين» بسنده عن سعد بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: أتاني جبرئيل بسفرجلة من الجنّة، فأكلتها ليلة اُسري بي (مثله).

[مستدرك الصحيحين: 3/ 156.]

275/ 4- قال مؤلّف «ذخائر العقبى»: عن ابن عبّاس قال: كان النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم يكثر القبل لفاطمة عليهاالسلام، فقالت له عائشة: إنّك تكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام.

فقال: إنّ جبرئيل ليلة اُسري بي أدخلني الجنّة، فأطعمني من جميع ثمارها، فصار ماء في صلبي، فحملت خديجة بفاطمة عليهاالسلام، فإذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمة عليهاالسلام، فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار الّتي أكلتها.

قال: أخرجه أبوالفضل بن خيرون.

[ذخائر العقبى: 36، فضائل الخمسه: 3/ 123.]

276/ 5- روى الملّا في سيرته: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قال: أتاني جبرئيل بتفّاحة من الجنّة، فأكلتها و واقعت خديجة عليهاالسلام، فحملت بفاطمة عليهاالسلام.

فقالت: إنّي حملت حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدّثني الّذي في بطني، الحديث.

[ذخائر العقبى: 44، فضائل الخمسه: 3/ 124.]

277/ 6- عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه! مالك إذا جائت فاطمة عليهاالسلام قبّلتها حتّى تجعل لسانك في فيها كلّه، كأنّك تريد أن تلعقها عسلاً؟

قال: نعم يا عائشة!...: ادخلني جبرئيل الجنّة، فناولني منها تفّاحة... و هي حوراء إنسيّة كلّما اشتقت إلى الجنّة قبلتها.

[تاريخ بغداد: 5/ 87.]

أقول: و ذكره المحبّ الطبري أيضاً في ذخائره و قال: أخرجه أبوسعد في «شرف النبوّة».

[فضائل الخمسه: 3/ 124.]

278/ 7- ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: ابنتي فاطمة حوراء آدميّة لم تحض و لم تطمث، و إنّما سمّاها فاطمة، لأنّ اللَّه فطمها و محبّيها عن النّار.

أقول: و ذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه و قال: أخرجه النسائي.

[فضائل الخمسه: 3/ 124، عن تاريخ بغداد: 12/ 231، و الصواعق المحرقه: 96.]

279/ 8- ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام، فأنكرت ذلك عائشة.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: يا عائشة! إنّي لمّا اُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى، و ناولني من ثمارها، فأكلته فحوّل اللَّه ذلك ماء في ظهري.

فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة عليهاالسلام، فما قبّلتها قطّ إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.

[البحار: 43/ 6.]

280/ 9- القطّان، عن السكّري، عن الجوهري، عن ابن عمّارة، عن أبيه، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبداللَّه قال:

قيل: يا رسول اللَّه! إنّك تلثم فاطمة عليهاالسلام و تلزمها و تدنيها منك و تفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك.

فقال: إنّ جبرئيل عليه السلام أتاني بتفّاحة من تفّاح الجنّة، فأكلتها فتحوّلت ماء في صلبي، ثمّ واقعت خديجة، فحملت بفاطمة عليهاالسلام، فأنا أشمّ منها رائحة الجنّة.

[البحار: 43/ 5.]

281/ 10- القطّان، عن السكّري، عن الجوهري، عن عمر بن عمران، عن عبيداللَّه بن موسى العبسي، عن جبلة المكّي، عن طاووس اليماني، عن ابن عبّاس قال: دخلت عائشة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم و هو يقبّل فاطمة عليهاالسلام فقالت له: أتحبّها يا رسول اللَّه؟!

قال: أمّا واللَّه؛ لو علمت حبّي لها لأزددت لها حبّاً، إنّه لمّا عرج بي إلى السماء الرابعة أذّن جبرئيل و أقام ميكائيل... إلى أن قال:

ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد، و أطيب رائحة من المسك، و أحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها، فتحوّلت الرطبة نطفة في صلبي.

فلمّا أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة عليهاالسلام، ففاطمة عليهاالسلام حوراء إنسيّة، فإذا اشتقت إلى الجنّة شممت رائحة فاطمة عليهاالسلام.

[البحار: 43/ 5 و 6، و قد تقدم تمام الخبر.]

282/ 11- حارثة بن قدامة قال: حدّثني سلمان قال: حدّثني عمّار و قال: أخبرك عجباً.

قلت: حدّثني يا عمّار! قال: نعم؛ شهدت عليّ بن أبي طالب عليه السلام و قد ولج على فاطمة عليهاالسلام، فلمّا

أبصرت به نادت: اُدن لاُحدّثك بما كان و بما هو كائن و بما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة.

قال عمّار: فرأيت أميرالمؤمنين عليه السلام يرجع القهقرى، فرجعت برجوعه، إذ دخل على النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم فقال له: اُدن يا أباالحسن! فدنا، فلمّا اطمأنّ به المجلس، قال له: تحدّثني أم اُحدّثك؟

قال: الحديث منك أحسن يا رسول اللَّه! فقال: كأنّي بك و قد دخلت على فاطمة عليهاالسلام و قالت لك كيت وكيت، فرجعت.

فقال عليّ عليه السلام: نور فاطمة عليهاالسلام من نورنا؟

فقال صلى الله عليه و آله و سلم: أو لا تعلم؟ فسجد عليّ عليهاالسلام شكراً للَّه تعالى.

قال عمّار: فخرج أميرالمؤمنين عليه السلام و خرجت بخروجه، فولج على فاطمة عليهاالسلام و ولجت معه، فقالت: كأنّك رجعت إلى أبي صلى الله عليه و آله و سلم فأخبرته بما قلته لك؟

قال: كان كذلك يا فاطمة!

فقالت: اعلم يا أباالحسن! إنّ اللَّه تعالى خلق نوري و كان يسبّح اللَّه جلّ جلاله، ثمّ أودعه شجرة من شجر الجنّة، فأضائت فلمّا دخل أبي الجنّة أوحى اللَّه تعالى إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة و أدرها في لهواتك، ففعل.

فأودعني اللَّه سبحانه صلب أبي صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتني و أنا من ذلك النور، أعلم ما كان و ما يكون و ما لم يكن.

يا أباالحسن! المؤمن ينظر بنور اللَّه تعالى.

[البحار: 43/ 8، عن عيون المعجزات.]

283/ 12- الهمداني، عن عليّ، عن أبيه، عن الهروي، عن الرضا عليه السلام قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم:

لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهاالسلام، ففاطمة عليهاالسلام حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحته ابنتي فاطمة عليهاالسلام.

[البحار: 43/ 4، و قد تقدم.]

أقول: يدلّ على هذا المعنى روايات كثيرة خاصّة روايات عنوان: «إنّ فاطمة عليهاالسلام حوراء إنسيّة»، و غيره من العناوين، و الروايات الّتي تدلّ على أنّ ثمار الجنّة صارت نطفتها عليهاالسلام في صلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، و أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم في سيره إلى السماء والجنّة أكل من ثمار الجنّة، أو أتى بها جبرئيل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم و من هذه النطفة حملت خديجة بفاطمة سلام اللَّه عليهما كثيرة، و متّفق عليها عند الفريقين: الشيعة و أهل السنّة، و علماؤهم أخرجوا رواياتهم في كتبهم المعتبرة عندهم، و نقلت بعضها هنا.

فإذاً تحصل النتيجة القطعيّة من هذه الروايات؛ أنّ مولد فاطمة عليهاالسلام كانت بعد مبعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، إذ أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قبل البعثة لم يسرى إلى السماء و لم يدخل الجنّة، و لم ينزل عليه الملائكة، و لم يرتبط مع الملائكة ظاهراً بالاتّفاق.

فالقول بأنّ مولد فاطمة عليهاالسلام كانت قبل المبعث باطلٌ و مردودٌ قطعاً. والحمدللَّه على ما هدانا لهذا....

تكلّمها في بطن اُمّها و كيفيّة ولادتها


284/ 1- أحمد بن محمّد الخليلي، عن محمّد بن أبي بكر الفقيه، عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن إسحاق بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن زرعة بن محمّد، عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبداللَّه الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليهاالسلام؟

فقال: نعم؛ إنّ خديجة عليهاالسلام لمّا تزوج بها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم هجرتها نسوة مكّة، فكنّ لا يدخلن عليها، و لا يسلّمن عليها، و لا يتركن إمرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، و كان جزعها و غمّها حذراً عليه صلى الله عليه و آله و سلم.

فلمّا حملت بفاطمة عليهاالسلام كانت فاطمة عليهاالسلام تتحدّثها من بطنها و تصبّرها، و كانت تكتم ذلك من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يوماً فسمع خديجة عليهاالسلام تحدّث فاطمة عليهاالسلام، فقال لها: يا خديجة! من تحدّثين.

قالت: الجنين الّذي في بطني يحدّثني و يؤنسني.

قال: يا خديجة! هذا جبرئيل يخبرني (يبشّرني) أنّها اُنثى، و أنّها النسلة الطاهرة الميمونة، و إنّ اللَّه تبارك و تعالى سيجعل نسلي منها، و سيجعل من نسلها أئمّة، و يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة عليهاالسلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش و بني هاشم أن تعالين لتلين منّي ماتلي النساء من النساء.

فأرسلن إليها: أنت عصيتنا و لم تقبلي قولنا، و تزوجّت محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لامال له، فلسنا نجي ء و لانلي من أمرك شيئاً.

فاغتمّت خديجة عليهاالسلام لذلك، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنّهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ لمّا رأتهنّ.

قالت إحداهنّ: لا تحزني يا خديجة! فإنّا رسل ربّك إليك، و نحن أخواتك: أنا سارة، و هذه آسية بنت مزاحم، و هي رفيقتك في الجنّة، و هذه مريم بنت عمران، و هذه كلثم اُخت موسى بن عمران، بعثنا اللَّه إليك لنلي منك ماتلي النساء من النساء.

فجلست واحدة عن يمينها، و اُخرى عن يسارها، و الثالثة بين يديها، و الرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة عليهاالسلام طاهرة مطهّرة، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتّى دخل بيوتات مكّة، و لم يبق في شرق الأرض و لا غربها موضع إلّا أشرق فيه ذلك النور.

و دخل عشر من الحورالعين، كلّ واحدة منهنّ معها طست من الجنّة و إبريق من الجنّة، و في الإبريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة الّتي كانت بين يديها، فغسّلتها بماء الكوثر، و أخرجت خرقتين بيضاوين أشدّ بياضاً من اللبن، و أطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية، ثمّ استنطقتها، فنطقت فاطمة عليهاالسلام بالشهادتين و قالت:

أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و أنّ أبي رسول اللَّه سيّد الأنبياء، و أنّ بعلي سيّد الأوصياء و ولدي سادة الأسباط.

ثمّ سلّمت عليهنّ، و سمّت كلّ واحدة منهنّ بإسمها، و أقبلن يضحكن إليها و تباشرت الحورالعين.

و بشّر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة عليهاالسلام، و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك.

و قالت النسوة: خذيها يا خديجة! طاهرة مطهّرة زكيّة ميمونة، بورك فيها و في نسلها.

فتناولتها فرحة مستبشرة و ألقمتها ثديها، فدرّ عليها، فكانت فاطمة عليهاالسلام تنمي في اليوم كما ينمي الصّبيّ في الشهر، و تنمي في الشهر كما ينمي الصبيّ في السنة.

[البحار: 43/ 2- 3، عن امالى الطوسى.]

مصباح الأنوار: عن أبي المفضّل الشيبانيّ، عن موسى بن محمّد الأشعريّ ابن بنت سعد بن عبداللَّه، عن الحسن بن محمّد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب، عن عبيداللَّه بن عليّ بن أشيم، عن يعقوب بن يزيد، عن حمّاد (مثله).

و ذكر فى «الدرّ النظيم» مثله.

[البحار: 43/ 3 و 4.]

أمالي الصدوق: الحسين بن عليّ بن أحمد، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي بكر، عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن إسحاق بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن زرعة بن محمّد، عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليهاالسلام؟ الحديث، (مثله).

[امالى الصدوق: 354، عنه البحار: 6/ 247 ح 79.]

أقول: رواه في موضع آخر من «البحار» عن «المناقب» مرسلاً، و في آخره: صلّى اللَّه عليها و على أبيها و بعلها و بنيها.

[البحار: 16/ 80 و 81.]

285/ 2- بعض الرواة الكرام: إنّ خديجة الكبرى رضى الله عنه تمنّت يوماً من الأيّام على سيّد الأنام صلى الله عليه و آله و سلم أن تنظر إلى بعض فاكهة دارالسلام.

فأتى جبرئيل إلى المفضّل على الكونين من الجنّة بتفّاحتين و قال: يا محمّد! يقول لك من جعل لكلّ شي ء قدراً: كل واحدة و أطعم الاُخرى لخديجة الكبرى فاغشها، فإنّي خالق منكما فاطمة الزهراء.

ففعل المختار ما أشار به الأمين و أمر، فلمّا سأله الكفّار أن يريهم انشقاق

/ 47