زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) - نسخه متنی

ام الحسنین البغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


.. لكن الشاب لم ييأس اذ راودته فكرة اُخرى:

- (ناضحي.. ناضحي استحل به فاطمة).

.. و مرة اُخرى يرمقه الرسول رمقة فيها عطف و شفقة قائلاً له:

- (انك لتعمل فيها و تنضح بها على اهلك و تحمل بها رحل سفرك).

.. و لم يطل فكر الرسول بما سيستحل علي فاطمة.

(و فجأة): اشرقت ملامحه الشريفة، اذ قال والبهجة تعلوه:

- (يا علي اين درعك الحطمية التي اهديتك اياها يوم بدر استحل به فاطمة)

[ذكره: تذكرة الخواطر ص 306، ذخائر العقبى ص 27، فضائل أحمد ابن حنبل، النسائي في الخصائص.]

فارتسمت على شفتي علي بسمة ممزوجة بفرح مغمور بالحب و الاكبار لهذا الرجل الفذ، و قال في الحال:

- (حالاً بأبي انت و اُمي).

.. و ما هي سوى لحظات و قد اقبل علي يحمل درعه، و عرقه يتصبب منه و محياه الكريم فاض بنورٍ بهي.

.. ثم قدم الشاب الدرع بين يدي نبيه صلى اللَّه عليه و آله و سلم.

استلمها الرسول و هو يقول:

- (هيا تأهب لتقم فتبعها وتأتني بثمنها مهراً لزوجتك).

و على الفور توجه الشاب نحو السوق الكبير ليبيع من تذكره بمصرع الابطال و رنين السهام و النبال.

فهذا هو درعه الذي افاءت بها بدر عليه.

.. و اخيراً اقبل نحو ابي الزهراء؛ ليُصبَ الدراهم بكل ادب في حجره صلى اللَّه عليه و آله و سلم فلم يبال النبي بعدد النقود التي اتى بها علي، بل انه لم يحسبها، فالمهم انه الان يرى

في علي من يملئ قلب ابنته حباً دافقاً و يسعدها بروحه الرحبة الوفية.. (و علي لهو اقرب العالمين اليه، كما و ان فاطمة هي احب أهل بيته، و قرة عينه، و مهجة فؤاده)

[ذكر حديث «فاطمة أحب الي منك و أنت أعز عليَّ منها». حاشية الجامع الصغير ص 24، نزهة المجالس جزء 2 ص 222، مسند أحمد بن حنبل بهامشه، منتخب العمال ص 96، صاحب الصواعق، ذخائر العقبى.]

.. التفت النبي الى المسلمين الذين جاءوا يباركون الرسول و ابن عمه، و قد احاطت رأسه هالة من النور فقال:

(انا بشر مثلكم، اتزوج فيكم، و ازواجكم من بناتي الا ان فاطمة تزويجها من السماء، من ربها و خالقها فالوالي اللَّه، والخطيب جبرائيل والمنادي ميكائيل، والداعي اسرافيل، والناثر عزرائيل، والشهود هم الملائكة)

[ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه ج 4 ص 128، قالت أُم سلمة «نقد كانت فاطمة عليه السلام تفتخر على النساء لأن أول خاطب عليها جبرائيل عليه السلام». ذكره أيضاً في حديث طويل حلية الأولياء ج 5 ص 59، و رواه أيضاً، الخوارزمي في (مقتل الحسين) العسقلاني في لسان الميزان، تهذيب التهذيب، القندوزي في ينابيع المودة، عبدالرحمن الصفوري في نزهة المجالس ج 2 ص 223، السيوطي في تحذير الخواص.]

.. فغبط الجميع علي و فاطمة.

ثم غمد سيد الانبياء والرسل يده المباركة في حجره لتلقط انامله دراهم مهر زهرائه.

حينئذ نظر الى ابي بكر و ناوله قسماً من النقود و قال له:

- (يا ابابكر خذ هذه الدراهم و اشتر ما يصلح لابنتي في بيتها).

.. انتفخت اوداج الشيخ و مال برأسه نحو القوم واكتسى محياه بلذة و افتخار (فيالها من كرامة عظيمة ان اُشرك في شراء جهاز بنت خاتم الرسل).

.. ظلت عيون الرسول تتطلع المسلمين، حتى قال:

- (اين هو بلال) فتقدم احد المسلمين و قال:

(فداك نفسي يا رسول الاسلام اظنه ذهب الى بيت ام المؤمنين (ام سلمة) ليزف لها خبر زواج علي من ابنة رسول اللَّه).

فابتسم النبي احمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم.. واقبل بلال يعدو لاهثاً هاتفاً بصوته الجميل.- (نعم نعم يا رسول اللَّه ها انا ذا).

فنظر اليه الرسول فرأى السعادة والفرحة قد علت محياه فخاطبه صلى اللَّه عليه و آله و سلم قائلاً:

- (يا بلال اذهب مع ابي بكر و اعنه على حمل ما يشتريه).

فأندفعت حسرة من بين فكي بلال و هو يمسح بيديه عرقه من بعض جوانب بدنه الملتمع تحت لهيب الشمس، ثم ضحك ملئ شدقيه.. في حين كان يرسل اصابعه على صلعته مرة و جبينه اُخرى.

فرفع منقذ البشرية يديه مومئاً بها نحو الصحابي الجليل (سلمان) قائلاً له:

- (اين انت يا سلمان هلم اليّ، ما لي لا اسمع صوتك).

فرآه النبي و هو غارق بالدعاء و التسبيح والتحميد للَّه بما قسم الرب العليَّ حيث جعل فاطمة للوصي. فربت الرسول على كتفه و قال:

- (يا سلمان اذهب و اعن ابابكر على حمل جهاز ابنة نبيك).

.. و بكل اَدب توجه سملان صوب ابي بكر ليلتحق به، والفرحة قد طغت على كل ملامحه.

.. ثم نادى رسول الانام عماراً:

- (تعالى اليَّ).

كان عمار قد التمعت عيناه ببريق فرحتها، و كأنه طائر سجين فتح له باب سجنه من بعد حبس طويل.. و قد افترت شفتاه عن ضحكة و بهجة.. و بكل لهفة و شوق اقبل نحو نبيه صائحاً: (بلى بابي انت و امي.. انني ها هنا).. فابتسم له الرسول بعذوبة و قال:

- (التحق بأصحابك لتعينهم على حمل جهاز فاطمة).. فركض عمار نحوهم و هو

هش مسرور.

.. اما ام سلمة الطاهرة فقد كانت مكلفة هي الاخرى بلباس عروس علي بنت الهدى، فلشدة ما كانت تود ان ترى هذا اليوم السعيد. و ها هو الرسول الكريم يقدم اليها، تاركاً في حوزتها بعض الدارهم.. و هو يقول:

- (ادخريه عندك حتى يحين اوانه).

منزلة علي و فاطمة في الملكوت


.. اجل سيدتي يا قرة العيون.. ما عساني اقول سوى كلمات اختلجت في خواطري و يا ليتها تحل محل اللسان فتفك عقدة الحروف فيه، فتلك الفرحة العظيمة لهي اهل ان تدخل في الافئدة الحزينة فتوقظ فيها اطياف السرور.

.. فهذه السماء مبتهجة قد فاض سرورها على الانام.. فصارت صافية الزرقة رائعة الجمال، اذ يرافقها الافق الذي ذاب فيها فبدت زاهية هادئة تفيض بنورها المتألق، و تهليلات الملائكة تعلو في ارجائها.. فلطالما انتظرتك سيدتي ملائكتها و حورها، لتزف اليك ابلغ و اسمى التبريكات.

و لطالما اشتاقت شجرة طوبى- التي هي عند سدرة المنتهى- لهذا اليوم العظيم الجليل.. و لَكَم كن الحور العين ينشدن انغام الفرح في اعالي الملكوت.

و كم كن ينعمنّ وسط خيال عذب يصور لهن سعادة تلك الساعة التي ستربط (خير الاوصياء بسيدة نساء العالمين)

[رواه في حديث طويل: أحمد بن حنبل في سنده ج 6 ص 282، طبقات ابن سعد ج 2 ص 40، أسدالغابة ج 5 ص 522، النسائي ص 34، صحيح البخاري في كتاب الاستئذان، أبونعيم ج 2 ص 39، الطيالسي ج 6، مشكل الآثار ج 1 ص 48- 49، الترمذي ج 2 ص 306، ابن جرير ص 111، ابن عساكر عن حذيفة ج 7 ص 102، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 151، حلية الاولياء ج 2 ص 42، و غيرهم.]

فارتعدن السموات السبع و نادى مناد من بطنان العرش:

(ايتها الملائكة افرحوا، و يا ايتها الحور العين تزيّن و البسنّ اجمل ما خلق).

.. عند ذلك اهتزت شجرة طوبى.. بعد ان نفد صبرها، لطيفة ما انتظرت هذه اللحظات فناداها اللَّه سبحانه:

(انثري الحلل والدرر والياقوت)

[أسدالغابة ج 2 ص 385، تاريخ بغداد ج 4 ص 210، الخوارزمي، حلية الأولياء ج 5 ص 59، الصواعق ص 103، ابن حجر في اصابته ج 3 ص 134، الرياض النظرة ج 2 ص 184، ذخائر العقبى، ص 32 عن الإمام الرضا عليه السلام أسدالغابة ج 1 ص 206..

فتمثلت واتسعت اغصانها المتينة الباسقة وانتشر نسيمها في ارجاء السماء، وافاضت من دررها و حللها و لؤلؤها الاخضر و الابيض و الزبرجد مع الياقوت الاحمر مع الرطب.

.. فدرن الملائكة، و الحور العين حولها فرحين سعداء بهذا النثار الذي يعلن بدأ احتفال السموات باقتران الزهراء مع المرتضى.. فناداهم ربهم:

(أيتها الروحانيين والكروبيين اجتمعوا تحت شجرة الطوبى والتقطوا نثارها فاليوم زوج اللَّه فاطمة من علي)

[بحارالانوار.]

.. فهرع من كان في السماوات من ملائكة و حور، واخذوا يلتقطون النثار التي افاضت به شجرة الهادين المهديين.

وها هم يجمعون منه، و يتهادينه بعضاً بعضا و يقلنّ:

(هذا نثار فاطمة و علي).

وها هم مشتغلون بجمعه، (فمن اخذ اكثر من الآخر افتخر به الى يوم القيامة).

.. و هناك يسمع صوت الملك العابد المتهجد، الذي عرف بفصاحته و بلاغته و علمه، يسمى «راحيل»

[رواه: شعيب بن سعد المصري في الروض الفائق، الطبقات الكبرى ج 8 ص 11.]

.. الذي كان ينتظر هذا اليوم، و هو مشغول في نظم خطبته الرائعة بمناسبة اقتران علي بفاطمة.

فنصب له منبراً من نور في جنة الخلد، و أحدق الملائكة بعرش الرحمان، يسمعون خطبته التي القاها في حق العالمين من الاولين و الآخرين بعد محمد بن عبداللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم الا و هم:

(علي و فاطمة).

.. اجل بثت السماء افراحها الى الارض التي لا تقل حباً و شوقاً لهذا اليوم.

فأجابتها بشمسها التي تألقت دافئة متكسرة اشعتها الجميلة على المروج.. و ايقضت فيها بسمة الربيع.

فالتمع ماء جدولها الذي صار اشبه باللجين و هو ينساب صافياً رقراقاً نحو المزارع، التي بدأت الريح تُلاعب سيقان سنابلها الرشيقة. فترافق انشودة العصافير و تعزيدة البلابل.

اجل: سيدتي، تغيرت السماء والارض، كل شي ء في مدينة الرسول بدى و كأنه رؤيا جميلة تغفو عليها الجفون.

حملة السيوف يحملون جهاز الزهراء


فقد اقبل موكب الصحابة، و هم يحملون جهاز عروس علي.

اذ التمعت عيونهم ببريق دموع الفرح التي بدت تكسوا كيانهم فطبعت على وجوههم ذلك الحب الرفيع، الذي يكنونه لرسولهم و ابنته و صهره.

اذ يحملون معهم البهجة والحبور والفرح، و هم يعرضون ما اشتروه على نبيهم الذي أخذت يداه الشريفتان المباركتان تقلب صحون و اواني مهجته الزهراء.

(واي جهاز)

جهاز سيدة النساء.. جهاز يمتاز ببساطته و تواضعه الى ابعد حد يتصوره السامع أو الراءي.

جهاز لبنت سيد الانام، الذي اعطاه اللَّه ما لم يعطِ لنبي أو رسول قبله.

فهو القادر ان يصنع من ذرات الرمل أو التراب أو أي شي ء آخر ذهباً صافياً براقاً لكنه حبب لنفسه و آله عيشاً هادئاً بسيطاً مبنياً اساسه على بنيان الايمان باللَّه العظيم، و التخلي عن طيباته في الدنيا ليتقربوا بعملهم هذا من اللَّه و رضوانه و جزيل ثوابه.

.. فما كان يحوي جهاز سيدة نساء العالمين و فلذة المصطفى إلّا:

(نطع من ادم)، (جلد)، (وسادة من ادم حشوها ليف نخل)، (عباءة خيبرية)، (قربة للماء)، (كيزان)، (عدد من جراء)، (و عاء للماء)، (مطهرة للماء)، (ستر صوف)، (قميص بسبعة دراهم)، (خمار بأربعة دراهم)، (قطيفة سوداء) رقيقة، (سرير مزمّل بشريط)، (أربعة مرافق نحاس)، (قعب للبن)، (شن للماء).

[رواه: صحيح ابن ماجة ص 316، مستدرك الصحيحين ج 2 ص 185، حلية الاولياء ج 3 ص 329، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 14، المتقي في كنزالعمال ج 7 ص 113، أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 84- 93- 104- 108، الحاكم، نزهة المجالس. و غيرهم.]

.. فاشرقت عيون المصطفى و فاض منها جمال و بهاء و ضياء.

و هو يرى قطع اثاث زهرائه الطهور.

اذ يرى فيه مثال الايثار والزهد.. و هي خير نساء الدنيا من الاولين و الاخرين ..

بلى سيدتي فيا عجباً كل العجب لمن نثرت لها شجرة طوبى الحلي و الحلل، و فرشها جلد كبش

[صحيح ابن ماجة في ابواب الزهد ص 316، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 13.، هلا حلت لها منها حلة لكن؟!

كلا، «مركب الملك اجل من ان يحلى»

[تذكرة الخواص في ص 307، ذخائر العقبى ص 34، المناقب.]

فرفع سيد الورى رأسه نحو السماء يتصفح الكون، و قد ترقرقت قطرات من الدموع وسط مآقيه، في حين يمسك بيديه أحد أواني جهاز ابنته فمرت عليه لحظة سكون عذبة استعبر فيما بينها عبرة، كانت قد سيطرت على الرسول.. و بدأ يدعو اللَّه و يكثر تسبيحه و تحميده على آلائه.

و كأنه كان يترحم على روح زوجته الوفية (خديجة).

فياليتها كانت من الاحياء لتشهد هذا اليوم، الذي كانت هي توصيه به قبل رحيلها..

عقد القِران


اخذت ساعات عقد القِران تقترب أكثر فأكثر.

فصارت السماء تزخر بجمالها و سكونها.

اذ اخذ يتسلل من بين طبقاتها همسات الحور و ضحكاتهن.

فهبط جبريل بحلته النورانية، حاملاً معه حريراً من الجنة متلألأ بالأنوار، يفوح منه عطر الجنان.. ثم وضعها بين يدي الرسول و قال:

- (إقرءها يا خير المرسلين).

.. فألتمعت عيون النبي بنور رائع، وابتسم لملك ابتسامته العذبة ثم فض الحريرة.

.. لكنه التفت إلى الامين، و هو يستفسر منه- (ما الذي كتب فيها يا جبرائيل)؟!!

انهما سطران من نور يسطعان، و كأنهما الشمس حينما تبزغ بين جبلين شامخين، ينضح ضوئهما في آفاق السماء.

.. فعبر النبي مرة اُخرى- (ما لهذا النور من شأن)!.

.. فقال جبرائيل- (انهما سطران من الذهب، كتب عليهما اسم النورين (فاطمة و علي فلقد زوج اللَّه النور من النور، فقال اللَّه عز و جل):

(الحمدللَّه ردائي، والعظمة كبريائي، والخلق كلهم عبيدي و إمائي، زوجت فاطمة امتي من علي صفوتي اشهدوا ملائكتي).. ثم ختم جبرائيل كلامه:

(انني اُمرت أن اعرضها عليك و اختمها بخاتم من المسك الابيض و ادفعها إلى رضوان خازن الجنان).

[هكذا نقلها الشيخ المجلسي في (بحارالانوار).. و نقلها بشكل آخر جمع من اهل السنة، في (ان اللَّه اشهد الملائكة على زواج الزهراء) و منهم: ذخائر العقبى ص 31- 32.]

اجل: مولاتي يا زهراء فلقد اوحى الرحمن رب العرش العظيم القدير، إلى ملكه

(جبرائيل (أو) راحيل): ان اعقد عقدة النكاح، فأني زوجت علياً بفاطمة أمتي بنت محمد رسولي.. فعقد و اُشهدت الملائكة و كتبت شهادتهم في هذه الحريرة).

.. فهنيئاً لك يا سيدتي يا حبيبة رسول رب العالمين، و هنيئاً لعلي وصي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم.

و هذا هو علي لا تسع فرحته الدنيا.

فسيدة النساء

[«سيدة نساء العالمين» عن ابن عباس قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم ان علي بن أبي طالب أفضل خلق اللَّه تعالى غيري والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما و ان فاطمة سيدة نساء العالمين. احمد بن حنبل في مسنده ج 3 ص 3 و 66، السيوطي في الجامع الصغير ص 259، و سنن ابن ماجة ج 2 ص 44، و تاريخ بغداد ج 9 ص 231، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 167، المسند ص 196 أبوداود الطيالسي عن عائشة، جالية الكدر ص 202 ط مصر-العلامة عبدالهادي الابياري، طبقات ابن سعد ج 8 ص 26.]و بضعة المصطفى صارت زوجة له.. و ان السماء و الارض لتبارك له بهذا الاقتران، الذي جعل الملائكة يهبطون افواجاً افواجاً، ليزفوا تهانيهم و يعبروا عن مدى سعادتهم.

و هذا هو (فسطائيل) الملك المقرب من عرش الرحمن، والموكل باِحدى قوائمه يستأذن ربه.

فينزل إلى الأرض.. و تغطي جناحاه المشرقتان بالنور بدن نبيه، فيخاطبه بأجمل التبريكات و أفصحها.. ليزف هو الآخر: (بشرى نبأ اجتماع الشمل و طهارة النسل).

[كما نقلها كاملاً الشيخ المجلسي في (بحاره ج 43 ص 109).]

اجل رفرفت الحور العين فوق رأس زكية المصطفى.. ينثرن عليها ورد الجنان.. و يغمرنها بزنابق الربيع الملونة.. و يرششنّ عليها من بلسم بخور شذى نسيم الفردوس.. و يهمسنّ في اُذنيها آيات (الشافية).

.. ففاض محيا الزهراء خجلاً وحياءاً اذ يزيننها، استعداداً لملاقاتها بسيد

/ 27