زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) - نسخه متنی

ام الحسنین البغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


بالعباد)

[الآية في سورة البقرة 207، و الرواية في: اسدالغابة ج 4 ص 25، المستجاد للتنوخي ص 10، ثمرات الاوراق ص 303، تفسير البرهان ج 1 ص 207، احياء العلوم ج 3 ص 258، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 39، كفاية الطالب ص 239،شواهد التنزيل ج 1 ص 97، نورالابصار ص 86، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 31، تذكرة الخواص ص 35، عن الثعلبي و تاريخ الخميس ج 1 ص 325 و 326. البحار ج 19 ص 39 و ص 64 و ص 85 عن الثعلبي في كنز الفوائد.. و عن الفضائل لأحمد ص 124- 125، و عن الروضة ص 119، و أمالي الشيخ الطوسي ج 2، ص 83، و أبوالسعادات في فضائل العشرة، و الغزالي في الاحياء، و في كيمياء السعادة عن عمار و ابن بابويه، و ابن شاذان و الكليني، والطوسي، و ابن عقدة، والبرقي، و ان فياض، والعبدلي، والصفواني، والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس، و أبي رافع و هند بن أبي هاله.

والغدير ج 2 ص 48 عن بعض ما تقدم، و عن نزهة المجالس ج 2 ص 209 عن السلفي و نقله المحمودي في هوامش شواهد التنزيل عن بعض ما تقدم و عن أبي الفتوح الرازي ج 2 ص 152 و غاية المرام باب 45 ص 346، و اشار إليه مغلطائي في سيرته 31 والمستطرف، و كنوز الحقائق، ص 31.

راجع: شرح النهج ج 13 ص 262.

راجع: دلائل الصدق ج 2 ص 82.]

اجل تحمل هذه المسؤولية العظمى علي بن أبي طالب عليه السلام و اي مسؤولية، حفظ الاسلام و ذلك بحفظ نبيه من شر الاعداء فتصدى لهم حينما فدى نفسه من اجل هذا الدين و نبيه.

.. في حين التمعت شفرات سيوف الاعداء، و انعكست على وجوهٍ ما عرفت الخوف ابداً .

هو ذا علي ينتظر فشل مؤامراتهم، و قد التمعت عيناه ببريق السخرية، فمحمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم قد نجى من كيد هؤلاء، و هو مستبشر بنجاته.

.. انقضى الفجر مولياه ظهره بأطياف من الفرح حينما فشل الكفار، فيا للعار يا اهل قريش، كنتم تبغون قتل الاسلام و ما كنتم تعلمون ان الوقت قد مضى، فقد صنع الاسلام رجلاً كعلي لا يهاب و لا يرهب رنين السيوف ما دام يحمل بين

اساريرة كلمة اللَّه ممزوجة بفدائه نفسه في سبيل اسلامه.

اما الآن فقد دفنت امانيكم في طوايا الدهور، و يستضحك منكم وجوه منعمة بحب اللَّه، و هي ترى امامها رافع لواء الخير والعدل والسلام، سالماً ترعاه نسمة الخالق و عينه.. فكما تجرأ الفتى النبيل الباسل عليكم و سلب امانيكم، فاليوم هو كذلك يسخر منكم من جديد.. حينما استلم رسالة نبيه يأمره فيها بالخروج من مكة، والهجرة للمدينة ليلتحقوا به صلى اللَّه عليه و آله و سلم.

بسالة علي: و صناديد قريش


.. وها هو سيدتي الجليلة عضيد ابيك، يسوق هودج الفاطميات المهاجرات و كنت انت يا مولاتي بشير نوره، الذي يضي ء البيداء.. و على رأس من هاجر معكم من النساء المؤمنات والرجال المؤمنين.

ثم تسير قافلة الزهراء.. تحمل معها الاشواق و الذكريات العذبة المجدبة، فتدمجها في نفسها، لتجعلها جزءاً من ذاتها.. اذ كانت اشعة الشمس تخترق بأشعتها الشديدة الهواء و بعض الاشجار العارية، فترسم ضلالاً هزيلة للاغصان على الارض. والنور ينتشر من حولها موزعاً على الاعشاب اليابسة الصفراء.

.. و كانت الزهراء اذ تسرح و افكارها، مع اصوات رنين اجراس الجمال، ساعية الى التغلغل في حقيقة هذا الكون. فتشعر بسعادة عظيمة تمتد في روحها فتشدها الى تحت اعماق جذور الحس فما اجمل اللَّه.

.. فتغرق فاطمة في بحر افكارها بهذا الكون و هذا الخلق، في حين ترى علياً يجر الهودج بساعديه الفولاذيين، و هو لا يبالي بلفح الهجير، و لسع الزمهرير و هو يمضى قدماً بموكبه.

كذلك مضى علي يركب البيد، و تنثال خواطره امامه.. و مدى حنينه الى

محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم انه لم يشعر مطلقاً مذ أن ولدته امه انه كان على غير دين محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم يوماً واحداً من ايام عمره.

.. فيا نجم زهراء افيضي على هذه القافلة فيض نور رحمتك، فالتمعي واضيئي الدرب لحادي هذا الموكب المهاجر في سبيل اللَّه و رسوله... الذي خرج عن طوع قريش، و رغماً على أنوفها، لذا لم تبخل هي في ان ترسل الى من يرجع هذه القافلة.. فقد زاد حقدها على هذا الدين. فأنى لمن تجرأ بكل هذا المبيت، و الخروج بركب محمد من ان يفر من مخالبها دون ان تهشمه.

فلحقوا بالقافلة ثمانية من فرسان القبائل الساطعة نفوذها لينالوا من المهاجرين بعض الذي فقدوه بالامس.

.. اجل سيدتي يا وديعة محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم ها هي قريش تدوي بزمجرتها هضاب البيداء، في حين يعكس هجير الشمس و ميض شفرات سيوفهم على محملك المبارك.

.. و تتسرب الى مسامعك جلجلة نبرات القوم، و هم يتوعدون و يتهددون ابن عمك ان لم ينصع لامرهم بالرجوع، و لكن ما الذي جرى يا مولاتي.

فهيهات لمثل علي ان يتسجيب لهم بعصيان امر حبيبه و مقتداه الذي علمه الايمان، والنبل والتضحية في سبيل الحق، المتمثل بالدفاع عن حرمة الاسلام و نبيه.

.. و أذن فما امامه إلا ان ينازلهم الحرب.. و اي حرب سيدتي الجليلة، حرب رجل واحد لا يملك مثل ما يملكون حرب رجل كان قوته الخبز اليابس، و لباسه الليف كما انه لا يملك جواداً ينازل به هذا الجمع المعروف بشجاعته و قوة شكيمته، و هو يعلم علم اليقين صعوبة ما سيقوم به لان في عدم انتصاره يحتم الخطر، الذي من شأنه ان يهدد هذا الدين، و هو ما يزال في مهده، اذ في هذا الركب وحيدة المصطفى و زوجة ابي طالب التي تربى النبي في حجرها، و فاطمة بنت الزبير عم

النبي، و غير هؤلاء و ان هذا ليعني من انك و باقي الركب ستصبحون من الغنائم لدى الاعداء، ان انتصروا في هذه المعركة.. و البته ان مقابل اطلاق سراحكن لا يكون إلا في ضرر الاسلام.. لنك يا مولاتي مع هذا كله كنت مشرقة الاسارير،مرتاحة الوجدان لانك تعلمين من هو علي، علي الذي فدى نفسه في سبيل نجاة نبي الاسلام.

علي الذي اختاره الرسول و انه ليعم من يختار، ليجعله يحمل تلك الودائع اليه.. حتى هذه اللحظات الحرجة التي سيقابل بها الدّ اعداء اللَّه.

فشهر سيفه و هو ما يزال يلف بحلقة الجِمال على ساعده، و يدافع بالاخرى عن حريم رسول اللَّه.. فحاول القوم ان يثيروا النوق.. فسارع هو لينزلك و باقي الركب من هو دجكنّ لئلا يفلت زمامهنّ.. ثم لا يني يشمر عن ساعديه، ليضرب به الفرسان فيصيب احدهم حتى اطاح به صريعاً.. و هو يخور بدمه.

فلم يملكوا هذه الشجائة والبسالة وسط هذه الصحراء.. فالوفاء والاخلاص من اجل العقيدة لهي قادرة ان تنزل السكينة على قلب علي الذي تترنم حناياه بعشق اللَّه، و طاعته المتمثلة بإطاعة رسوله الكريم.

.. فتصدع القوم و قالوا: (اغن عنا نفسك يا بن ابي طالب).

فخاطبهم بلهجة مشفق مما هم عليه:

(انني منطلق الى ابن عمي رسول اللَّه بيثرب فمن سره ان افري لحمه و اهريق دمه فليتبعني او فليدن مني).

القافلة: و عيون محمد


..سارت القافلة من جديد، و هي تستعين بالصبر و الصلاة وسط هذه البيداء، اذ هي تستعيد احداث يومها المنصرم.. فتدغدغ اجفان الزهراء فرحة لا تعرف كيف تضمرها و قد حازت على كل كيانها، و هي تشعر انها ملتهبة بشوقها لإبيها.. اذ لم يبق من الطريق سوى القليل، فتسمع المنادي ينادي بانتهاء الرحلة والوصول الى المأرب.

.. واخذ شبح ابيها الرسول يتمثل امامها كعمود نور، و قد فاضت شفتاه بفرحة و شوق عارم.. لتصافح يده يديها، و لتقبل منه الوجنات و تشم من أردانه عطر الحنان.

فأغمضت عينيها كيلا تصحو إلّا على صوته.

و فعلاً وصل الركب الى حيث مقصده وانتصب النبي و هو ينتظر قدوم ناصره الوفي، ليحتضنه و فاطمة الى صدره فيشبع شوقه.

لكن اللحظات ظلت تمر دون اي خيال او شبح لعلي.. فها هي فاطمة تحتضن ابيها و دموعها تبلل كريمته.. لكن النبي ظل متحيراً حتى أن قال و قد بدت عليه مسحة ألم:

- (اَو لم يقولوا ان علياً قدم.. هذه قافلته سالمة فأين هو؟!!)

و ما اوشك النبي يكمل كلامه، حتى ان وصل من يخبر، عن فتى النبي خبره.

- (يا رسول اللَّه ان علياً وصل لكنه لا يقدر ان يمشي).

فتلألأت الدموع وسط مآقي الرسول.. فتلك الايام والليالي التي هاجر بها علي من مكة الى المدينة، و تلك البيد التي قطعها وسط الرمال، أثرت في قدميه، لدليل على مدى ايثاره في عقيدته و مدى امتثاله لاوامر نبيه، اذ انه لم يكن له مركب يركبه في حين كان يحرص اشد الحرص في أن يرعى الفاطميات المؤمنات، و لا

يهمه ان تلسع حرارة الصحراء وجهه و قدميه.

فهرع النبي اليه.. رامياً بنفسه وسط حجر علي، مختضناً اياه، و هو يرى تورم قدميه والدم يقطر منهما، و قد ارتسمت على ملامح علي سعادة كبرى اذ يرى امامه محمداً سالماً معافى ناسياً ما وقع على كاهله من مصائب و احزان و آلام.. فقال صلى اللَّه عليه و آله و سلم و هو يبكي شفقة لما يرى:

- (يا علي أنت أول هذه الأمة إيماناً باللَّه و رسوله، و أولهم هجرة إلى اللَّه و رسوله، و آخرهم عهداً برسوله، لا يحبك والذي نفس بيده إلّا مؤمن و قد أمتحن اللَّه قلبه للإيمان، و لا يبغضك إلّا منافق أو كافر)

[بحارالانوار ج 38 ص 288- 294.]

بدر و فرحة الزهراء


فكانت هي فاتحة النصر المبين الذي اضاء صفحات تاريخ الاسلام بضياء الحرية «انتصار الحق على الباطل» و هي النصر لراية الدين الجديد، حينما جازت محنتها «الفئة القليلة فغلبت الفئة الكثيرة بأذن اللَّه».

.. اذ بدا الافق البعيد، الرائع الطلعة في زرقته من وراء ستار رقيق كالسنا، يبدو عميقاً عميقاً.. بينما اخذ ينتشر في الجو عبق البخور، و شذى الازهار المتهالك على بيت الوحي.

و كأني بفاطمة تجلس امام هذا المنظر تتطلع في السماء.. تشكر اللَّه على آلائه،و فرحة النصر قد علت ملامحها و اطياف بسمة خفية اخذت تتسرب الى فؤادها.

فهي الآن ترى الاسلام مؤزراً بنصر من اللَّه، و ترى النبي المهاجر الذي تحمل

كل مشقات الرسالة حبوراً بهذه النصر العظيم.. فكانت تتمنى لو أن خديجة و اباطالب هم من الاحياء؛ كي تلمس منهم تلك الفرحة التي منَّ الله بها على هذا الدين. فمعركة بدر قد ادخلت السرور الى قلب الزهراء.

و ها هي تنظر الى الانجم الزواهر و تتمعن ببريقها، فتطفو عليها سعادة كبرى نابعة من اوصال روحها.

فقد فشل عبدة الاوثان فشلاً ذريعاً، و لُقنوا درساً لن ينسوه حينما اختطف على رؤوس شياطينهم.. و رمى بها اشلاءاً متناثرة.

.. اجل تراجع الباطل امام الاسلام، و توج دين محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم بالنصره والعزة من رب العالمين بعد ان تساقطت تيجانهم المزيفة الخاوية.

.. وها انت سيدتي تستقبلين هذا الليل الذي يطوي معه ذكريات الماضي المنصرم يوم مات ابوطالب و خديجة، و يوم هاجر عنك ابوك مستخفياً بين رمال القفار.. و انت الان سارحة بتلك الخواطر التي انتهت بهذا النصر المؤازر الذي اعز الاسلام و قائدة.

.. وها انت اليوم تستقبلين هذه الفرحة، بقلب ملؤه السعادة والحبور اذ النجوم تسقط بضوئها الرائع على بقعتك المباركة.

تلك البقعة التي افترشت بها البتول

[(ابن الاثير) في النهاية في مادة (بتل) قال سميت فاطمة (البتول) لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً و ديناً و حسباً (و قيل) لانقطاعها عن الدنيا الى اللَّه تعالى.

(و قال) عبيدة الهروي (في الغربيين) سميت فاطمة بتولاً لانها (بتلت) عن النظير.]مصلاها وسط محرابها الازهر لتقف امام ربها تصلي النافلة و هي تدعوه ان يثبت اقدام المسلمين..

ثم تبدأ الزهور بارسال عبقها الذكي نحو الزهراء.. فيمر عليها الليل محفوفاً بالسكون والخشوع لله سبحانه.. و ما ان ينقضي حتى يحل الفجر الصبوح، و فاطمة ما تزال بين راكعة و ساجدة، الى ان تورّمت قدماها.

.. فيتسرب الى روحها صوت بلال الرقيق و هو يؤذن.. فتقوم مرة اُخرى و كأنها زهرة اقاح تتفتح على رذاذ قطر الندى في فجرها المبكر نشطة مبتهجة.

هكذا كانت البتول.. بتول زمانها.

ثم ينقشع الفجر بشمسه المضيئة.. و قد ارتدى حلتهُ المشرقة المنيرة، و يقبل الاب على فلذته يحمل معه تلك الاحاسيس والعواطف التي تطوي كيانه تجاه زهرائه.. اذ لم تفارقه تلك الابتسامة العذوبة.. و هو يبادرها بالسلام.. فيقبل يديها.. و تقبل يديه

[صحيح الترمذي ج 2 ص 319، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 154، الحاكم في مستدركه ج 4 ص 172، أبوداود ج 3 ص 223، الادب المفرد ص 136، أحمد بن حنبل ج 3 ص 164، صحيح مسلم في فضائل الصحابة، البخاري ص 141، فتح الباري ج 9 ص 200، و غيرهم.]فيفيض محياها بشمس نور جمالها.. و هي قابضة على يديه الشريفتين تلثمهما تقبيلاً و ترسلهما على خديها المتوردتين بنورها الازهر، اذ انها تعبر عن اشتياقها لهذا القلب الذي لا يفتر حبه لها ابداً ابداً.

.. فلقد تربت بنت الهدى في حجر خديجة الدافي.. فما افاء عليها ذلك الحجر و الدف الا ضئيلا- فخطف القدر منها امها الحنون- فاخذها سيد المرسلين و كمال الدين.. فزقها من علمه و حكمته و حلمه و ايمانه.. فتغذت من روحه التي تنهل عن خالقه.. و ترعرعت وسط احضان بحر العلوم والجود والكرم و الكبرياء.

فمشت على دربه الملئ بالاشواك و الايثار، و كلها رضاً و سعادة ما دامت بجنبه ترعاه بماء عيونها، و تغدق عليه كمثل اُم تتحمل كل عسير من اجل سعادة ولدها.

.. و هكذا كبرتِ سيدتي و مولاتي.. فصرت منهلاً من مناهل العلم والفقه والحكمة فتبؤأت مقاماً محموداً، عند مليك مقتدر، في اعلى عليين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 185، ذخائر العقبى ص 44، الاستيعاب ج 2 ص 720، مسند احمد ج 1 ص 293، الهيثمي ج 9 ص 223، كنزالعمال ج 6 ص 217، البغدادي ج 4 ص 391، الترمذي ج 2 ص 301، تفسير ابن جرير ج 3 ص 180، أسدالغابة ج 5 ص 427، و غيرهم.. فانت الام

والابنة لهذا النبي العظيم.

فنشرت شراعك النوراني سيدتي على صفحات التاريخ، لتكتب حروف ايثارك و صبرك من اجل الدين الجديد، الذي حوربَ ليُقتل حقه فأسندتيه انت برعايتك للنبي تريحين عنه كل المشقات، ليسمو الاسلام عالياً في كل الدنيا.

نجم البتول يلتمع في الافق


.. اجل سيدتي و مولاتي، سطع نورك البهي على كل رحاب الوجود.. فأنت الحب الحقيقي الذي تتوق اليه قلوب محبيكم.

فها هو نورك يتلألأ في الآفاق.. وها هي الابصار تنظر اليه لتقبس منه نبراساً لنفسها.

تمنى اهل الارض ان ينالهم جزء من شعاع ذلك النبراس.

.. فاشرأبت الاعناق لتلتقطه، وود الجميع لو يبلغ حزمة من نورك.. فالبتول هي صاحبة ورائدة الفكر الذرى في اوجه، فما كان اشرئباب الاعناق الا لتنال من ذلك العلم، والفكر والمقام والمنزلة الرفيعة عنداللَّه.

.. لقد كنت سيدتي غاية من الغايات التي لا تدرك.. فلما استنارت














فلما استنارت في سماء الرسالة شمس جمالها و تم في اُفق الجلالة بدر كمالها
امتدت اليها مصارع الافكار و تمنت النظر الى حسنها ابصار الاخيار
و خطبها سادات المهاجرين و الانصار ردهم المخصوص من اللَّه بعدم الرضا

و قال: (اني انتظر بها القضاء)

[المستدرك للحاكم النيسابوري. مستدرك التلخيص، كنزالعمال و بهامشه منتخب العمال، نزهة المجالس، ذخائر العقبى، مجمع الزوائد و منبع الفوائد، نورالأبصار، البزاز للطبراني، المناقب للشافعي، تاج الأصول الجزء الثالث، ينابيع المودة.

.

(بلى): فلقد صار هذا النور الازهر محط كل نظر و فكر.

حتى دخل عليها ابوها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم ذات يوم، و حيث البتول كانت بين




دموع و خشوع قائمة في محرابها تصلي نافلتها.

.. مرت لحظات ثمّ دقائق من سكون و صمت إلّا دوي دعاء الزهراء.

ثم ما تلي تلتت حينما احسنت بنور الرسول قد كللها و قد علا محياها فيض ابتسامة، اذ ما تزال عيناها تترقرق فيهما الدموع.. فتفغر شفتيها عن طيف بسمة.. يلوحها حزن وحب، ثم ما تنطوي خلفها من سعادة وامل، و هي تنظر الى وجه ابيها، تلك النظرة العميقة العريقة الاحاسيس، المملؤة بالترحيب و التجليل لهذا الاب الرحيم.

.. ثم تنكب على يديه الشريفتين تقبلهما و ترسلهما على خديها فيلتقي سنا العيون بالعيون، ليفصح الوالد الكريم عن اسم خاطب جديد تقدم يطلب يدها.

.. و كأني برسول اللَّه يقول:

.. فاطمة بنيتي.

فترفع الزهراء رأسها لتعرب له بالاصغاء، لما يريد قوله (نعم يا رسول اللَّه).

و بعد همس لبضعة من الكلمات الرقيقة الحاوية لمعاني الادب الرفيع و تريثاً من النبي بأبنته، يأخذ بزمام الشريعة السمحاء التي شرعها الاله ليستشير كريمته- (فاطمة).

ثم قال:

- (حبيبتي) ان فلان من الناس تقدم يخطبك مني، فما تقولين؟

.. عند ذلك ترتعش اوصال الزهراء حياءاً، و تسري رجفة من داخل عروقها (و كأنني) بها تحدث نفسها: (ماذا اقول)؟!!

.. لكن اخلاق الزهراء ارفع مما تكون الرفعة نفسها، فيفهم الاب رفض ابنته.. فيسلم عليها ثم يستأذنها بالخروج و هكذا ترفض الزهراء كل خاطب تقدم اليها.

.. تكرر فيفهم الجميع (آنها ترفض الاقتران بأحد).

/ 27