زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) - نسخه متنی

ام الحسنین البغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


السعادة تغمر البيت المتواضع


.. و سرى حب النبي إلى ابنته، تفانياً منه لقرة عينه و مهجة فؤاده، فلم يطق صبراً ان يرى حبيبته و شجنته بعيدة عنه، حتى اسكنها بجواريته الذي قدمه الحارث له.

.. فصرت سيدتي قريبة لبيت أبيك، الذي اعتدت أن تسمعي فيه صوت الوحي.

فعلت السعادة والطمأنينة محياك، و أنت ترتعيين بين ظلال الأب الرحيم و الزوج الشهم، الذي ضم اُفق تفكيرك.

فهو أمثل الرجال من بعد محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم.

فعطفه الفائق و بشاشة روحه اجلى عنك تلك الكآبة التي كانت قد اكتنفتك، حينما فارقتك اُمك الطاهرة، و تركتك بجنب الأب.. تجابهين معه الحياة الصعبة.

.. وها هو علي يسمو بروحه الواسعة، كي يدخل السرور إلى فؤاد بنت المصطفى.

.. فعلتك ابتسامة فياضة، و فرحة في الاعماق، كانت هي ما تغمرين به زوجك الطاهر.

فتغير عالمك الحزين إلى عالم فيه السعادة التي كان يرجوها لك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم فتحققت باقترانك مع وصيه، الذي جعل الابتسامة تتسرب إلى نفسك.

اذ يغبطك بعينيه اللتين ترسلان حزماً من نور، يفيض بالحب والتجليل لهذه الزوجة.

فترينه سيدتي يسارع ليعينك في شؤون بيتكما.. فيحلب عنك تارة، و ينزع الماء من البئر، و يحمله لك تارة اُخرى.

اذ لم يكن لك من يخدمك كما لربات البيوت اللائي لم يتجرئن بالتفاخر معك

بالشرف و الرفعة، فما كان علي يريد أن يحملك كل مشاغل البيت فيرى بدنك النحيل متعباً، لذا سيدتي: كنت ترينه مرة يخصف نعله، و مرة يخيط ثوبه، فهو يذكرك دوماً بأبيك الرسول لأنه يحمل نفس صفات روحه- أو ليس هو ربيبه- و تلميذه، و وارث علومه.

فقد عرفه النبي دوماً في مهنة أهله، حين وجوده في البيت و حتى ان يخرج إلى الصلاة.

.. هذا هو علي مثال الرجال:

وها هي حياتك مرت بين حب و تعاون و إيمان.. و ما دام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم لم يتخلف عن زيارتك سيدتي كما عهدته دوماً، حتى عند سفره صلى اللَّه عليه و آله و سلم، فأنت آخر من يعهده من أهله و أول من يدخل عليه إذا قدم

[صحيح ابن داود ج 26، أحمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 275، البيهقي في سننه ج 1 ص 26، مستدرك الصحيحين ج 1 ص 489، كذلك الذهبي في هامش المستدرك مستدرك الصحيحين ج 3 ص 155، ذخائر العقبى ص 37.]

فكان سلامه عليك أن يقول:

- (فداك أبي و أُمي)

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156، كذلك قد رواه بطريق آخر و أضاف عليه (فداك أبي و أُمي).]

بهذا كان يغمرك الاب، بحبه و عطفه و أبوته.. و كذا علي..

حتى ان غزت الالفة والهناء بيتكما الصغير، الذي يتصف بحجرة، لم تتصل بسبب من أسباب الشبه بالقصور المنيفة، مع ذلك كان في عيني الزهراء تلك الجنة في قصرها الذاهب العمد في اجواز الفضاء. فالبيوت تزهو دوماً بساكنيها لا بصنوف الاثاث و الرياش.

نور يتلألى ء في أحشاء الزهراء


إلى أن جاء اليوم الذي طالما كان الوحي يحدث به سيد الأنبيا، و ذلك عندما أتت بنت الرسالة تمشي على استحياء، و قد نحل جسمها أكثر مما كانت عليه.

في حين أخذ نور ازهر يطوق روحها، (ان الزهراء تحمل خبراً هاماً و مفرحاً لابن عمها و شريك حياتها، تطلعه بنبأ الجنين، الذي أخذ نوره يتلألى ء في أحشائها الطاهرة).

.. انها بشرى عظيمة لدى أهل السماوات و الارض حينما التمع نورها في الملكوت.

.. فاض محيا علي بالفرح.. اذ يرى بتول العصمة تحمل بين حناياها جنيناً كان هو ثمرة زواجهما المبارك.. فغزت عيناه اشراقة بهية.

فمنى كل رجل هو ان يرى زوجته قد بان لها حمل.

فكيف بسيدي و مولاي علي، و شعوره و احساسه الكامل، الذي بكل القلم في سرد وصفه.

بلى: سيدتي، فرجاء الزوج من زوجته هو أن تخلف ولداً يحمل اسمه، و يتسم بصفاته أو صفات أعمامه، و أخواله، إذ أنه يفكر في هذا الولد، الذي سيرث الكرم والجود عنهم. و سيخلف احفاداً من بعده تجعل سيرة اجداده و آبائه خالدة مدى الدهور.

أما علي سيدتي، فهو كان يراك بنور عينيه اللتين تخطان له المستقبل و أي مستقبل؟ مستقبل الدنيا بأجمعها.

في حين يعظم حبه، كلما كان النسب عريقاً.

(فيا مولاتي) أي نسب أعظم من نسبكم، و أي شرف يتعالى على شرفكم.

و أي سلالة تجرأت في الافتخار على سلالتهم لانهم ما خلقوا إلّا بشرفكم، و كرامتكم على اللَّه، و هذا قول النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم: حينما قال:

- (كنت و آدم في الجنة في صلبه، و ركب بي في السفينة في صلب أبي نوح و قذف بي في النار في صلب إبراهيم، لم يلتق أبواي على السفاح، و لم يزل اللَّه ينقلني من الاصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة، صفيٌّ مهدي لا ينشعب شعبتان إلّا كنتُ في خيرهما).

[كنزالعمال ج 6 ص 106: (قال) اخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.]

.. هذا هو نسب أبيك و بعلك يا مولاتي.. لانهما من نور واحد كما قال صلى اللَّه عليه و آله و سلم.

«كنت أنا و علي نوراً بين يدي اللَّه تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بأربعة عشر الف عام، فلمّا خلق آدم عليه السلام قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا و جزء علي».

[الرياض النضرة ج 2 ص 164، (و قال) اخرجه أحمد في المناقب.]

اجل هذا ما كان يراه علي، يرى في الزهراء ذلك النسب الذي ظل في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة... و لم تنجس الجاهلية منه شيئاً، و لم تلبسه من مدلهمات ثيابها فظلت معصومة من الشيطان تتقلب بين النبيين والصديقين، هذا ما خاطب به رب الجلالة نبيه محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم اذ يقول له: (و تقلبك في الساجدين)

[الشعراء آية 219.]

.. أجل سيدي يا وصي رسول اللَّه، كانت عيناك المتلألئتان ترى ذلك النور الشامخ في أحشاء فاطمة الطاهرة، النور الذي سيحمل شمائل جده فتزداد فرحته، في أعماق نفسه اذ يراها شريكة بحمل هذا النسب، نسب رسول اللَّه خير من اشرقت عليه الشمس و غربت.

فهنيئاً لهذا البيت الطاهر بهذهِ البشرى التي ستعم الأكوان بأشراقها.

بزوغ النور الذي سيربط النبوة بالامامة


فتأهبت السماء لتقطر وردها و رياحينها، و تأهبت ملائكة العرش ليزفوا التهاني والتبريكات الى الرسول، و تأهبن الحور العين لتقبيل المولود الطاهر.

.. فنزلت من السماء كُلة من النور، (كأنها) شمس طالعة في الدجى.

.. و غطت بدن الزهراء البتول.. ثم هبطت كوكبة من رحمة الله الخالق تغشي الأبصار بنورها.. (فلقد جاء الزهراء المخاض) الوضع.

وادعِك سيدتي الفاضلة.. والتفت الى جانبك؛ لاستفسر من التي كانت بقربك، و أنت في أشدّ الحالات، فرأيتها (اسماء). و التي حكت لنا قائلة و الدهشة تعلوها:

(كنت لا ارى شيئاً غير نور هائل غطى، بدن سيدتي بنت رسول اللَّه).

.. و اذا باشراقة من نور ملئت الأرض.

فعندها سمعت صوتاً ناعماً جميلاً لم أسمع مثله من قبل يردد اسماء اللَّه.

فالتفت مبهوتة، فرأيت غلاماً مغطى بذلك النور، ما رأت كمثله العيون، و هو ساجد على الأرض كمن يصلي اللَّه.. فنظرت إلى الزهراء اُريد أن اطمئن لسلامتها، فرأيتها مشرقة حبورة فرحة تتلألأ قسماتها انشراحاً و غبطة و سعادة.

.. فرفعت الزكية وليدها لتلثمه قبلة الاستقبال والترحيب فهذا هو وليدها الذي طالما كانت تحلم به.

وها هي تنظر إلى عينيه، اذ فيهما نور ساطع كأنه كوكب دري يتناهض بتوهجه، و أشعته التي اطلت على كل الكائنات.

.. سُرت الزهراء سروراً عظيماً.. و شاطرها الأب الذي ما كان شعوره يقل عن شعور زوجته، اذ يراها سالمة معافاة، و بحجرها غلام رائع.. فيشكر اللَّه و يحمده.

فتناول وليده وضمه إليه يوسعه لثماً و تقبيلاً... و يتأمل فيه، و في نور عينيه اذ تشرقان بنور غطى و ميضه كل محياه و معانيه.

.. و يدخل الجد، و يرى امامه هذا المنظر الداعي للابتهال إلى اللَّه و لا أستطيع (يا مولاتي) أن أعبر عن سرور النبي، الذي فاض محياه الكريم بهجة اذ يرفعه فيقربه من فمه الطاهر فيلعق الوليد لسانه بشغف و قوة يمتص من لعاب جده.

ثم يسكن هادئاً متنعماً بسمعه لا يقاع آيات الفرقان التي يرتلها المصطفى قرّب اُذنيه.

.. و لا يسعني سيدتي أن أقول شيئاً، لكن الفرحة التي حوت هذا البيت الطاهر لم تقتصر عليكم سيدتي، بل شاركتكم السماء في هذا الابتهاج العظيم.

.. لذا هبط أفضل الملائكة (جبرائيل) مع كوكبة لا تحصى من الملائكة و هم يكبرون، و يباركون لك.

.. و قد تجسدت فرحتهم حينما حملوا معهم اسم المولود الذي (ربط النبوة بالامامة.

أجل ها هو جبرائيل يرفرف بجناحيه فوق الوليد.. فيثور معه عبق الجنان و عبيرها.. و هو يقول للرسول الذي احتضن حفيده:

- «يا محمد ان ربك يقرئك السلام و يقول: على منك بمنزلة هارون من موسى و لكن لا نبي بعدك اسم ابنك هذا بأسم ولد هارون».

[بحارالأنوار، الأنوار البهية.]

فرفع الجد رأسه نحو الامين يرمقه بنظراته العذبة قائلاً:

- (و ما كان اسم ابن هارون).

فرفرف الملك و بعث بشذاه نحو الارجاء قائلاً: «شبر».

ابتسم الرسول الكريم ابتسامة رائعة و قال:

- (لساني عربي). فحلق الامين عالياً عالياً و صاح منادياً «سمه الحسن».

.. و هكذا سيدتي سمى ابنك الرحمان.. فيا للفخر والكرامة لام مثلك و ولد مثل ولدك.

فكما استقبلت السماء هذا المولود الطاهر، كذلك استقبلته الارض.

.. فاستفاض مائها العذب من بين العيون و الغدران المترعة.. لتدرك السُهب التائهة.

.. و غرد طير البر من على البيادر الخضراء، و بزغت الشمس، في حين كان قطر الندى قد انتشرت قطراته.

فتزينت السماء بقوس قزح.. وهب نسيم عطري هز الاجمة، فترنمت اغصانها ناثرة حول عنقها بلسماً لؤلؤياً، كان أول من كتب حروف اسم (الحسن).. بفيروزج كريم.

.. اجل كان نور الحسن قد عم الكون.. حيث عيناه كانتا تبرقان بريقاً كالقبس النير.

و قد امتلأت حجرة الوليد بالحور العين والملائكة و تهاني و تبريكات المسلمين.

عجب شهدته أسماء


.. لكن شيئاً ظل غامضاً بين عيون الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم. فقد التفت الى من كانت بقرب الزهراء، حينما اتاها المخاض فبالرغم من كل هذه الافراح والتهاليل و الابتهاج، ما كانت اسماء ملتفتة أو مهتمة، و كأنها في عالم آخر غير عالمها الذي تعيش فيه، فهي تبدو شاردة الذهن ساكنة أميل أن تكون أكثر هدوءاً.

لكنها الآن سابحة بفكر عكّر صفوها.. فنظر اليها الرسول مبتسماً و هو يستحثها على الكلام- (ماذا يا أسماء)؟!

- (أراك منزويه لوحدك، و كأن شيئاً ما تبحثينه مع نفسك)؟

فأمتقع وجه أسماء ببقع حمراء، واطبقت شفتيها نازة عليهما و ما استطاعت أن تجيب نبيها، لكنها عادت فرفعت برأسها و قد اكتسى محياها دهشة عميقة غريبة فقالت:

- (بأبي أنت و أُمي يا رسول اللَّه.. فانني قد رأيت عجباً من يومي هذا).

فابتدر النبي بسرعة قائلاً لها:- (و ما الذي عجبتي منه يا امة اللَّه)؟!

.. فارتفعت شفتاها المختلجتان اذ قالت بنبرات متقطعات.

- (أنني لم أرى لسيدتي فاطمة ما يكون عند النساء في مخاضهن.. فقد شهدت مولاتي تصلي أول صلاة الفريضة، من بعد ولادتها لسيدي الحسن).

.. فالتمعت عيون النبي بفرحة لا توصف، و ابتسم ابتسامه تفيض حبوراً (كأنه يبسم عن لؤلؤ منضد، أو برد، أو أقاح). فانطلقت الاحرف و الكلمات من مخابئها، و انها لنبرات الحقيقة الجلية اذ قال صلى اللَّه عليه و آله و سلم والافتخار يعلو محياه:

- «إن ابنتي فاطمة حوراء آدمية، لم تحض، و لم تطمث

[تاريخ بغداد ج 12 ص 331، ابن حجر في صواعقه ص 96، النسائي، ذخائر العقبى ص 44.]أما علمت ان ابنتي طاهرة

مطهرة لا يُرى لها دم في طمث و لا ولادة».

وعق عن الوليد الطاهر.. و ختن لاجراء السنة. ثم تصدقت سيدة النساء بزنة شعر ولدها فضة. (كانت شمائله متسمة بمحيا جده الكريم)

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 175، ابن حجر في اصابته ج 2 ص 11، كنزالعمال ج 7 ص 106، الترمذي ج 2 ص 307، صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق.]

و حقاً هو كذلك و ان يكاد يطابق اُمه شبهاً. لانها (كانت كابيها، صورة ناطقة القسمات، والملامح في اجلى بيان).

وامتلأت الحجرة الصغيرة بمناغات طفل يداعبه الملك.

فالحسن الزكي اخذ يكبر في اليوم كما يكبر الطفل في الشهر، و في الشهر كما يكبر الطفل في السنة.

يكبر في حضن الرسالة و مهبط الوحي، و مختلف الملائكة.

فتارة يحتضنه من قد زقة رسول اللَّه من العلم زقاً.

و تارة اخرى يرتضع من لبن من لم يخالطها إلّا حب اللَّه.

النور الثاني


و مرت الايام على هذه الشاكلة تعدو سريعاً، كي تدع العيون تبصر اكثر الى شخص فاطمة.

إنها الآن تحمل جنيناً آخراً مباركاً ما كان بينه و بين الحسن إلّا بضعة أشهر. لكن هذه المرة يرون الزهراء بدت أجمل و أروع رغم نحافة بدنها الشديدة، بل ان حزنها القديم أخذ يتلاشى و تتبدل مكانه ابتسامة يافعة.

أجل مولاتي، فقد بدت عيناك تنعمان في تأملاتها، اذ تنتظر بزوغ النور الذي

سيحدث سعادة أكثر في حياتك.

تأهبت السماء لتزف بشرى اشراق هذا النور على أهل السماء، و الأرض.

فصار الكون رائع جميل و سماءه صافية الازرقاق، تلمع وسطه نجوم تبعث من حولها طوقاً من نوره يبهج العيون، عند ذلك لبست الأرض وشاحها الأخضر وانتشرت فيها زنابق الربيع والأعشاب الخضراء، فبث البلسمان اريجه في الرحاب ليجتاح بخوره كل الوجود.

فحملت الملائكة الاقحوان الأبيض لترسل بعبيره نحو الاثير، و تبارك لفاطمة بمولدها الذي احتضنه ابوه، ليقدمه (لجده الرسول و الذي كان أمره كأمر أخيه الحسن.. حتى ابلغ جبرائيل النبي باسم شبير).

فعبر له سيد الورى: بأن لسانه عربي فأجابه الملك:

- (سمه الحسين).. فرحت نفس النبي بولادة الحسين، و سرّ سروراً عظيماً.

فعم الدنيا ابتهاج و فرح واقبل النبي يحمله بين يديه، و يسقيه من لعابه الطاهر، فينظر إلى عيني حفيده فيراهما رائعتين مشرقتين بنور سني زاهر، اذ لا تقل شمائله جمالاً عن أخيه الحسن.

و لطالما انتظرت بنت المصطفى هذه اللحظات، اذ هي الآن صارت اُماً لريحانتي سيد المرسلين، كما قد اسماهما جدهما: «ان الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا».

[الأدب المفرد ص 14، النسائي في خصائصه ص 37، أبونعيم في حلية الأولياء ج 5 ص 70، أبوداود الطيالسي في مسنده ج 7 ص 260، فتح الباري في شرح البخاري ج 8 ص 100، أحمد بن حنبل في مسنده ج 2 ص 85 و ص 93 و ص 114 و ص 153 بألفاظ متقاربة، الترمذي في صحيحه، ج 2 ص 306.]

.. وها هما وسط حجره الذي كبرا فيه، و هما ينتهلان من نهله الذي لا ينفد من العلم والحكمة والايمان.

/ 27