زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) - نسخه متنی

ام الحسنین البغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


بينما كان هذا كلهّ يحدث في الغرب، كانت آلاف مؤلفة من المدارس في القرى والمدن تستقبل ملايين البنين والبنات، يجلسون على سجادهم الصغير يكتبون بحبر يميل إلى السواد فوق ألواحهم الخشبية، و يقرأون مقاطع من القرآن حتى يجيدوها، و يجوّدون ذلك معاً بلحن جميل عن ظهر قلب ثم يتقدمون خطوة تلوَ الأخرى في المبادئ لقواعد اللغة. و كان الدافع الى كل هذا هو رغبتهم الصادقة في أن يكونوا مسلمين حقاً كما يجب أن يكون المسلم. فلم يجبرهم أحد على ذلك بل اندفعوا إليه عن رغبة و إيمان، لأن من واجب كل مسلم أن يقرأ».

رسالة و جواب فخر لك


.. بعث الملك «فيليب» البافاري، الى الخليفة «هشام» الاول يسأله السماح له بايفاد هيئة تشرف على حال بلاد الاندلس و دراسة انظمتها و شرائعها و ثقافة مختلف الاواسط فيها ليتمكن من اقتباس المثمر المفيد من ذلك لبلاده. فوافق الخليفة على هذا الطلب و ارسل الملك الجر مني وفداً برئاسة وزيره الاول المدعو (ويليمين) ثم اخذ بعض ملوك اوروبا ينسجون على منوال الملك البافاري، فارسل ملك انكلتره جورج الثاني ابنة أخيه الأميرة (دوبانت du Bonnette) على رأس بعثة تحصي 18 فتاة من بنات الأمراء والأعيان الى (اشبيلية) يرافقهن رئيس موظفي القصر الملكي النبيل (سفيلك) و كان يحمل كتاباً من مليكه الى الخليفة (هشام الثالث) و هذا تعربيه

[عن كتاب (العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى) للمؤرخ الانجليزي (جون دوانبورت Duinburth Juhen).:

(من جورج الثاني ملك انكلتره والغال والسويد والنروج الى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الاندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام).

بعد التعظيم و التوقير. فقد سمعنا عن الرقى العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم و الصناعات في بلادكم العامرة. فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداءة حسنة في اقتفاء اثركم لنشر انوار العلم في بلادنا التي يحتاطها الجهل من اربعة اركانها. و قد وضعنا ابنة شقيقنا الاميرة (دوبانت) على رأس بعثة من بنات اشراف الانكليز لتتشرف بلثم اهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم و حماية الحاشية الكريمة، و حدب من لدن اللواتي سيتوفرن على تعليمهن. و قد ارفقت الاميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل ارجو التكرم بقبولها

[ذكر (عبدالرحمن شرف) المؤرخ المشهور في كتابه (التاريخ العام): ان هذه الهدية كانت عبارة عن شمعدانين من الذهب الخالص طول الواحد ثلاثة اذرع من اوانى ذهبية اخرى للطعام عددها 22 قطعة. نقشت بأبداع واروع النقوش السكسونية وكلها من صنع بلاد الانكليز و تعد من التحف النادرة التي لا تقدر بثمن، و لا يعلم الى اين آل امرها مع غيرها من الكنوز الثمينة بعد انقراض الدولة العربية الاندلسية.]مع التعظيم والحب الخالص.

من خادمكم المطيع: جورج م.

أما الوزير (ويليمين) فقد توجهت مهمته في الاندلس بأحسن النتائج وانفعها لبلاده حيث تمكن من اعداد بعثة مكونة من 215 طالبةً و طالباً و زعت على معاهد الاندلس العلمية والصناعية لتلقف العلوم والصناعات التالية:

1- الفلسفة والعلوم المختلفة.

2- صنعة النسيج والتطوير والنقش.

3- الطبابة والتمريض.

4- صناعة الاسلحة.

5- صنعة الزجاج.

6- صنعة بناء السفن.

7- صنعة الورق.

8- صنع البارود.

9- بناء القلاع و الحصون.

10- علم الفلك (والسيما) اى الكيمياء والفزياء المسمى (بعلم الطبيعة).

11- العلوم الزراعية و الصناعية الأخرى

[يقول المؤرخ التركي (عبدالرحمن شرف بك): ان اكثر افراد هذه البعثات قد نبغوا في الفنون والعلوم التي تخصصوا لدراستها و بقي 8 منهم في الاندلس حيث اعتنقوا الاسلام و لم يعودوا الى بلادهم. و بين هؤلاء ثلاث فتيات تزوجن من مشاهير رجال الاندلس وانجبن فحولاً يشار اليهم بالبنان، اشتهر منهم الفلكي الطائر الصيت (عباس بن مرداس). ثم تلت هذه البعثات وفود أخرى قدمت من فرنسا و ايطاليا و البلاد الواطئة و ملأت معاهد (غرناطة) و (اشبيلية) و اقتبست من انوار الحضارة الاندلسية شتى العلوم والفنون و تخلقت بالاخلاق العربية الاسلامية و درجت على بث هذه المكارم و المواهب في بلادها..

جاء في كتاب ين الديانات و الحضارات تحت عنوان: (في مصانع اوربا و معاهدها):لم تكتف اوربا بارسال البعثات- آنفاً الى الديار الاندلسية و لم تفقف عند هذا الحد من التلفت الى تكوين المصير اللامع لشعوبها و حكوماتها و بث روح النهضة بين مختلف الطبقات و لا سيما العناصر التي تقطن ارجاء اوربا الشمالية كالجرمينة والسكسونية و الغالية، بل قامت بعض هذه الدول في اواسط القرن التاسع الميلادي و ما يليه تستأجر بالاموال الوفيرة الاساتذة والخبراء العرب والمسلمين لتأسيس المدارس والمعامل و إحياء الصناعات العديدة و نشر لواء العمران والتنظيم في بلدانها. فقد ذكر كتاب (المراقب) ان ما يقرب من (90) استاذاً عقدت لهم حكومات الارض الواطئة (هولانده) و سكسونيا و بلاد الغال (انكلترة) عقوداً سخية واستجلبتهم ليقوموا بوضع الاسس الوطيدة لانشاء المعاهد العلمية بمختلف درجاتها. و قد انتُقُوا من اشهر العلماء العرب والذين يحسنون اللغتين اللاتينية والاسبانية. كما عقدوا الاتفاقات والعقود الطويلة الاجل من عدد لا يقل عن المائتي خبير عربي مسلم و في مختلف الصناعات و خاصة إنشاء السفن و فن البناء و الزراعة والنسيج وراح هؤلاء الافاضل والجهابذة يلقنون الشعوب الاوربية مختلف العلوم والصناعات و يعملون على تنظيم مرافقتهم و إعمار ديارهم باخلاص وانكباب يليق بالوفاء العربي الاسلامي الذي لا يعرف الخداع والمماراة، فكان هذا العهد بداءة وئيدة للاقبال واليقظة في اوربا اعقبها بعد ذلك انتشار روح الحضارة بتسلسل انتظمت فيه المعاونة الشريفة الصادقة و قد اسبغتها العرب و المسلمون على كل اثر من آثارها الباهرة التي تشاهدها عليه اليوم.]

.. ذلك يرجع الفضل فيه للمسلمين.. فلولاهم لبقيت اوربا في غيابتها الى اليوم و لم تنل منها امم المعمورة ما نالته من التقدم و المدينة اما مباشرة أو بالواسطة.

.. و يحسن بنا أن نأتي على نص الجواب الذي بعث به الخليفة هشام الاول الى ملك الانجليز و فيه عبرة بالغة لمن تمعن في سطوره و هذا جوابه:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

(الحمدللَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين. و بعد الى ملك انكلتره وايكوسيا و اسكنديناويا الأجل. لقد اطلعت على التماسكم فوافقت بعد استشارة من يعنيهم الأمر من ارباب الشونه على طلبكم. و عليه فأننا نعلمكم بأنه سينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد و بالمقابلة ابعث اليكم بغالى الطنافس الاندلسية و هي من صنع ابنائنا هدية لحضرتكم و فيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتنا و محبتنا والسلام).

خليفة رسول اللَّه على ديار الاندلس (هشام).

.. فانت اذا حاولت تحليل كلمات الخليفة هشام الورادة في هذا الكتاب الموجه الى ملك انگلترا و سبرت غور معانيها للمست من ورائها روح السؤدد والمباهاة، فبعداً لدهر قضى على معالم هذا المجد الذي دلف ملوك و اباطرة

الفرنجة الى استدرار عطف امرائه و ساداته و احتقاب رضاهم، و الاستنارة باضواء حضارتهم و علومهم. اجل بعداً لدهر حمل ملوك و سادة الامم على ان يلووا بأعنة الرواحل التي كانت تحمل شعار سؤددهم و يأخذوا في مناصبة بعضهم بعضاً عداء و نضالاً تفككت معه اوصالهم، و وهنت في ساحاته عظمتهم، و تلاشت من جنباته امجادهم. و لا ندري من الملوم بعد هذا أنحن يا ترى أم الدهر الخؤون الغادر؟ والحمداللَّه فالامم جميعاً تدين لخاتم النبيين محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم بما هي عليه من حياة و قوة و بما في نهضتنا من الروح المؤدي الى التكميل والعمران والمدنية أليس هذا مصداقاً لقوله تعالى: (و ما ارسلناك إلّا رحمة للعالمين)

[بين الديانات والحضارات ص 71.]

عدم اطالة


.. تلك ايها القارئ الكريم كانت نماذج أوردناها على سبيل المثال لا الحصر، و غيض من فيض من تاريخ حضارتنا المجيدة و الخالدة.. و لو اردنا ان نستقصي علماء المسلمين و ما ألقوه من مؤلفات، و ما قاموا به من اكتشافات لاحتجنا الى وضع كتب متعددة في هذا المجال.

.. و انا لا أريد أن أُدافع عن هذه الحضارة المعطاة لان نزاهتها و فضلها على الانسانية و على ذلك الانسان الجاهل الناكر حق الجميل معروف و يشهد به الجميع.

ولكنى أُريد ان اكشف عن بعض من اكاذيب هؤلاء الذين يدعون حقوق

الانسان، و انهم لخدمة الانسانية و انهم يحاربون الارهاب.

و أفرز بعض العينات من خباثة و حقد أولئك الافراد الذين جاءوا واغتصبوا الاراضي الاميركية من اصحابها الاصليين و استعبادهم للانسان الافريقي الذي وهبه اللَّه تعالى الحرية منذ أن خلقه على وجه هذه الارض وابادتهم للشعوب و اغتصابهم ارض المجتمعات الآمنة.

يقول الباحث والكاتب الامريكي المعروف (نعوم تشومسكي) في كتابه (ماذا يريد العم سام).

.. و اذا تتبعنا تاريخ الولايات المتحدة- و هو تاريخ جد قصير، حوالي قرنين، أو جيلين من المعمرين- لوجدنا رغم قصر هذا التاريخ، ان لها سجلاً لا يسبقه سوى هتلر وستالين في انتهاك حقوق الانسان داخل و خارج الولايات المتحدة

[ماذا يريد العم سام ص 96.]

إبادة الشعوب الحمراء


بالهدايا الملوثة بجراثيم الطاعون و الكوليرا والملاريا.

.. هكذا يفعل الضيوف الغادرون بصاحب الدار الذي ادخلهم داره.. و كانت الامة الامريكية في تاريخها هكذا مع أصحاب الارض الاصليين.

قال علماء تاريخ القارة الامريكية و منهم الكاتب الامريكي اليكس هيلي في كتابه «جذور»: الامة الامريكية كلها امة مؤلفة من مهاجرين فيما عدا تلك القلة من الناس التي عرفت باسم «الهنود الحمر»، فهكذا سماهم كرستوفر كولمبوس عندما جاء الى امريكا متوهماً انه وصل الى الهند فوجد فيها نوعاً غريباً من الهنود

لا يتكلمون اللغة الهندية التي يعرفها مُترجمة العربي الذي جاء معه من الاندلس، و رأى ان بشرتهم اقرب الى النحاس الاحمر، فسماهم الهنود الحمر

[جذور قصة الزنوج في امريكا ص 7.]فيما عدا هذه القلة القليلة فكل الامريكان قد هاجروا أو هاجر آباؤهم و اجدادهم من بلاد بعيدة عبر البحار. و كلهم قد هاجروا الى امريكا بمحض رغبتهم و ارادتهم.. إما فرار من اضطهاد ديني عرفته اوربا في مراحل النزاع العنيف الدامي الذي جرى بين الكاثلوليك و البروتستانت أو بين المسيحيين واليهود.. و إما فرارا من الاضطهاد السياسي الذي عاشت فيه اوربا و غير اوربا مراحل طويلة كانت فيها غيابة السجون.. و اما- و هو الغالب قديماً و حديثاً- سعياً وراء رزق اوسع واوفر في بلاد لا حدود لغناها، تفتح أبوابها لمن يريد أن يأتي ليعمل و ليشري، و ليكون مواطناً امريكياً..

.. يقول الكاتب الفرنسي (روجية غارودي) في كتابه (الولايات المتحدة طليعة الانحطاط):

.. فان كل السكان الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم من المهاجرين.

و مهما كانت أصول هؤلاء المهاجرين، و حضاراتهم الاولى، فقد جاؤوا الى امريكا بحثاً عن العمل و كسب المال. و سواءً كانوا ايرلنديين أو طليان أو عبيداً سوداً غرُّبُوا عن مواطنهم الاصلية قسراً، سواءً كانوا مكسيكيين أو من بورتوريكو، فقد جاء كل منهم يحمل معه دينه و ثقافته. و لانه لم يكن لدي هؤلاء المهاجرين والمهجرين ديانة أو ثقافة مشتركة، فقد كانت الرابطة الوحيدة التي تتجمعهم، تشبه ما يربط بين افراد فريق يعمل في مشروع مشترك

[الولايات المتحدة طليعة الانحطاط ص 37.]

.. و الان تعال معي أهي القارئ الكريم لنقرأ سوياً عن هذه الشعوب «الهنود الحمر» التي ظلمت قبل كل شعب، و كانت الخطيئة الاولى لهؤلاء الجناة الاوربيون.

استعمار القارة الامريكية


.. يقول الاستاذ دي براون في كتابه (تاريخ الهنود الحمر):

.. «و تلك الشعوب كانت مؤلّفة من قبائل الهنود الحمر، ذوي الطبيعة المسالِمة والمحبّة. و قد وصفهم كريستوف كولومبوس، مكتشف القارة الامريكية الجديدة، في كتاب بعث به إلى ملك إسبانيا «بأنهم يحبّون جيرانهم أكثر مما يحبّون أنفسهم، كما أن حديثهم دائم الحلاوة واللطف. و يرافق دائماً بابتسامة. و رغم أنهم فعلاً عراة، إلّا أن سلوكم محتشم و جدير بالإطراء»

[دي براون: تاريخ الهنود الحمر، ترجمة توفيق الأسدي، منشورات دارالحوار، اللاذقية (سوريا).]

إن الغزاة الأوروبيين، الذين تدفقوا على القارة الأمريكية الجديدة، منذ القرن السادس عشر، لم يوفِّروا وسيلة إفناء و إبادة، إلّا و توسلوها ضد السكان الأصليين، أصحاب الأرض والحقّ، و هم من الهنود الحمر.

و من جملة ما استعملوه، من حيل الخبث والغدر، التي لا يقرّها ضمير و لا حسّ إنساني. و متى كان للمستعمرين وازع من ضمير، أو رادع من دين؟

و مع ذلك، فخاض الأوروبيون المسعمرون، مدّعي المسيحية زوراً، كل أشكال الاضطهاد والقهر للتخلص منهم، واغتصاب أراضيهم و نسائهم. فلم يتورعوا عن تسميم مياه شربهم، برمي الجثث المهترئة والدماء الملوثة في

الينابيع التي منها يشرب الهنود الحمر.

و لم يتورعوا عن اللجوء إلى خدعة خبيثة، عندما يعجزون عن هزمهم بالقوة. فقدموا لهم هدايا من الألبسة الملوثة بشتى الجراثيم المعدية. فتتفشى فيهم الأمراض، و يهلك منهم المئات

[مجلة «الأسبوع العربي»: بيروت 7/ 11/ 88.]

فرحوا يقدّمون للقبائل الهندية البدائية الساذجة، هدايا من الألبسة والحرامات، الملوثة بجراثيم الطاعون و الكوليرا و الملاريا. فتقضي على الألوف من الأبرياء، رجالاً و نساءً و أطفالاً.

و مما يُذكر في هذا المجال، أن الهنود الحمر، قبل قدوم المستعمرين، لم يكونوا يعرفون وباء الجدري. و بالتالى لم تكن لهم أية مناعة طبيعية ضده، فعمد قائد إحدى الحملات البريطانية، و اسمه Sir Jeffry Amherst، إلى خدعة خبيثة لا أخلاقية. فأهدى كلاً من روساء القبائل الهندية منديلاً و غطاءين، استقدمها من المستشفى الذي يعالج فيه البريطانيون المصابون بالجدري. فسرى الوباء القاتل في صفوف المساكين البُسطاء. مما سهل إباذة الكثيرين منهم دون قتال، واحتلال مزارعهم و أراضيهم

[الأسلحة الصامتة: Robin Clarke، منشورات دافيد ماكفي، نيويورك، ص 87.]

.. و فعلهم هذا لا يقل خسة و خيانة للضمير الانساني من فعل التتر، ففي أواسط آسيا، منتصف القرن الرابع عشر، حيث عمدوا إلى استخدام جثث المصابين بالطاعون والكوليرا ضد أعدائهم.

فكانوا لذلك، يستعينون بالمنجنيق، يقذفون بواسطته هذه الأجساد. فتقع داخل المدن المُحاصرة، لتنشر الأوبئة بين أهاليها. و تحصد نسباً كبيرة من

الموتى، كانت تصل أحياناً 40% من مجموع السكان و قد عرفت تلك الحقبة «بنكبة الطاعون الأسود»

[المضادات البيولوجية: مركز الدراسات العسكرية، قسم الطب العربى.]

جاء في كتاب الولايات المتحدة طليعة الانحطاط للكاتب الفرنسي/ روجية غارودي:

قال سيمون بوليفار: أحد أبطال محاولات الاستقلال في أمريكا اللاتينية أواسط القرن التاسع عشر: «يبدو أنه كُتب على الولايات المتحدة أن تقوم بتعذيب و إذلال القارة باسم الحرية».

و يشهد توكفيل على بربرية المستعمرين تجاه الهنود الذين استخدموا أسلحة لا يمكن مقارنتها بأى مقياس بأسلحة الغزاة، و وصف بسخرية لاذعة، و إنسانية دامية انتصار «الحرية»، تلك المسيرة المظفرة للحضارة عبر الصحراء قائلاً: «في قلب الصحراء، و في أواسط الشتاء، حيث كان البرد قارساً جداً قام ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف بمطاردة الأعراق البدوية من الوطنيين الذين كانوا يفرون أمامهم حاملين مرضاهم و جرحاهم، و أطفالاً ولدوا حديثاً، و شيوخاً على حافة الموت.

و تابع يقول: ان المشهد كان مثيراً و لم يمحّ من ذاكرته أبداً

[و نشبت بين هؤلاء الاوربيين الغزاة و بين الهنود الحمر معارك كثيرة و طويلة اقترف فيها الغزاة من التقتيل و الابادة ما تقرأ عنها صفحات مروعة في كتاب (فتح المكسيك) والذي وضعه مؤرخ اسباني قديم إسمه كورتيز و صار من اشهر كتب التاريخ.]

و وصف (بنيامين فرانكلين) الناطق الرسمي البارز باسم التنوير، وصف «أب الأمة» بأنه الرجل الذي يطرد السكان الاصليين، كي يفسح المكان لأمته:

.. واعطى (جورج وشنطن) الدرس نفسه لقبائل الايروكواس عندما كلّف

/ 27