زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) - نسخه متنی

ام الحسنین البغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


في غياب الزوج


هكذا مرت بك الحياة (سيدتي) وسط منزل فردوس صغير من فراديس الجنان، و ان كانت ارضه (مبسوطة بجلد كبش).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 13- 14، بسنده عن عامر قال: قال علي عليه السلام: (حين دخل بفاطمة عليهاالسلام كان فراشهما اهاب كبش إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه و وسادتهما من أدم حشوها ليف). و روى بطريقة اُخرى في نفس الكتاب ص 15.]

كنتِ تحيين فيه بين سبطين، تترقرق على وجوههم السكينة والسرور، والبشر.

.. فكانت الزهراء تحب حياتها هذه رغم «المرارة التي تعيشها)

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316.]

وها هما الحسنان يترعان من حولك سيدتي فرحان، و انت بينهما (بكسائك المصنوع من وبر الابل، تديرين الرحى بيد)

[كنزالعمال ج 6 ص 295، كما قد نقل عن مسند أحمد ج 3 ص 150 بسنده عن أنس بن مالك (ان بلالاً أبطاً عن صلاة الصبح فقال له النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم: ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة و هي تطحن والصبي يبكي فقلت لها: ان شئت كفيتك الرحى و كفيتني الصبي و ان شئت كفيتك الصبي و كفيتني الرحى، فقالت: انا ارفق بأبني منك فذاك حبسني قال: فرحمتها رحمك اللَّه). كذا اخرجه: (ابن لال) (ابن مردويه) (ابن النبي) (الديلمي) (السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الضحى).، و تفيضين بالاخرى حبك و حنانك و رعايتك، على ولديك. و أنت منهمكة بأعمال المنزل.

في حين يحدثك قلبك عن الأب والزوج الغائبين، واللذين قد ودّعاك قبل أيام، و ذهبا بسيوفهما و ادرعتهما.

فكانت عيناك تنتظر سماع كلمة (اللَّه أكبر) تنبعث مدوية من لسان زوجك أميرالمؤمنين.. فلقد كانت بدر فاتحة للنصر المبين للاسلام و علي، لأنها جعلت من المسلمين شوكة.

فتعاهدت الاحزاب على ان لا يتركوا له فينة دون السيف بعد أن عجزوا في الرد بالكلام.

فكان سيف علي بن أبي طالب يجول و يصول في الميادين؛ لينصر كلمة ربه و دعوة نبيه.

فكنت يا مولاتي تعانين من شوق فؤادك، الذي لا يفتر حبه لأبيك الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم و وصيه.. اذ كانت الدموع تترقرق وسط مآقيك، و أنت في محراب صلاتك تدعين اللَّه أن ينصر الإسلام، و يعود بنبيه و وصيه سالمين.

وها أنت الآن تنجزين ما عليك من مهام.

فتارة تستقين بالقربة حتى أثرت في نحرك.

و تارة اُخرى تجلسين بين الموقد والرحى، حتى دكنت و اغبرت ثيابك.

فمجاهدة أهل الضلال، الذي أمر به الرسول سلبتك رعاية و مساعدة زوجك الذي كان يشعرك بشي ء من الراحة.

فما ان تطفى ء ناراً للحرب حتى ينشب أهل الشرك ناراً اخرى.

و ما ان تنتهي غزوة للمسلمين، إلّا ان يتهيئوا إلى غزوة اُخرى لتحرير البشر، و اخراجهم من الرق و العبودية لغير اللَّه سبحانه.

.. هكذا صار ديدن أميرالمؤمنين حتى أنه شارك في اثني و ثمانين غزوة ما ترك منها سوى غزوة (تبوك) حينما جعله رسول اللَّه خليفة من بعده، على أهل المدينة فقال أميرالمؤمنين:

- (اتخلفني في الصبيان والنساء). فأجابه صلى اللَّه عليه و آله و سلم:

- «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي.

[ذكرها البخارى في كتاب بدء الخلق في باب غزوة تبوك، أبونعيم في حليته ج 7 ص 195- 196، مشكل الآثار ج 2 ص 309، أحمد بن حنبل ج 1 ص 182.]

و بالرغم من كل هذا كنت تسعين جاهدة في ان لا تشعري أباك، و زوجك بقدر التعب الذي تعانيه.

(بل كنت تتفقدين الرسول وسط الحرب حاملة معك خبزاً كان هو حصيلة متاعب يومك و طعاماً لولديك، فكنت تقدّمينه للرسول)

[ذخائر العقبى ص 47.]كي يبقى نبي الإسلام بصحة و عافية، يفيض على المسلمين برحمته.

في حين ترسلين ببصرك وراءه؛ لترينه هل أصابه من مكروه.

(فكنت أول من تهرع لمداوة جراحاته و عيادته)

[صحيح مسلم في كتاب الجهاد والسير، في باب غزو اُحد، البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق.]اذ لم تتركي اُمومتك له حتى بعد اقترانك بعلي.

.. و ما كنت تشكين له، و ان الرسول الأب ليرى بأم عينيه ما تعانينه، فتترقرق الدموع وسط مقلتيه و هو يقول: (يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا بنعيم الآخرة غداً).

فيهبط الوحي قائلاً:

(و لسوف يعطيك ربك فترضى)

[كنزالعمال ج 6 ص 295، قال: عن جابر ان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم رأى فاطمة في كساء من اوبار الابل و هي تطحن، فبكى و قال: يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً و نزلت (و لسوف يعطيك ربك فترضى) قال: اخرجه ابن لال و ابن مردويه و ابن النجار والديلمى و ذكره السيوطي في تفسيره سورة والضحى، و قال: أخرجه العسكري في المواعظ.]

حتى ان الزهراء سمعت ان رقيقاً اُتي بهم للنبي، و ابيها يعلم ما تكابده ابنته من متاعب و انه لقادر على أن يملى ء لها الأرض ذهباً، لكنه علمها (التسبيحة) والتي اشتهرت بتسبيحة الزهراء، بدلاً عن خادم يساعدها في شؤون بيتها.

[ذكره ابوداود في صحيحه ج 33، في باب التسبيح عند النوم، مسلم في صحيحه في كتاب الذكر و الدعاء في باب التسبيح أول النهار و عند النوم، صحيح البخاري في باب مناقب علي ابن أبي طالب، حلية الأولياء ص 41، مختصراً.]

فما كان يحب ان يرى قرطين في اُذنيها الشريفتين، أو قلادة تلبسها أو ستر باب كانت من الغنائم التي اتى بها علي لزوجته فكان يقول صلى اللَّه عليه و آله و سلم:

«ان هؤلاء أهل بيتي و لا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا»

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 109.]

هذا هو الاسلام سيدتي و هذا هو نبيه، و هذا هو وصيه.. و هذه انت و اي سيدة، سيدة نساء العالمين، فروحك الزكية الطاهرة ظلت تمد الاسلام بالصبر و الايثار، كخديجة من قبل، من أجل الانسانية، لتخرج بها من الضلال والضلام إلى الحق و النور.

بداية الغيوم


أضاء الصباح بشمس باهتة الاشعة والاشراق، ترسل ضياءها و كأنها عاجزة على ان تكدد في ان تضي ء به حوانيت الدنيا.

و انني ما اظنها (يا سيدتي) إلّا أن تكون قد باتت ليلها المنصرم خائفة يطويها القلق من كابوس ارعب اشعتها الجميلة حينما داهم مدينة الرسول.

والتي اَلم بها ثلاثة ايام بعدما حُرمَ المسلمون من نوره البهي و طلعته النيرة.

.. لكنها اليوم اصبحت و من جديد مطمئنة، قد عاودها رضا البال.

.. وها هي المدينة تستقبل الشمس بعدما انفجرت عن قلوب أهلها أصباغ الهم التي طوتها.

و قد اثلجت صدورهم فهدأت الخواطر، وابتسمت الشفاه والنواظر.

وها هم أهل المدينة يستقبلون حياتهم كما عهدوها، ريانة جميلة، يرفرف عليها نور و صفاء محمد، فتردها مشرقة مستبشرة بمحياه الحبور.

.. فأن اُويقات المرض التي عارضت النبي جعلت المسلمين يحلمون بشبح مخيف سيطر فيها على حواسها فأكربها.

.. لكنهم اليوم ينعمون بالنظر إلى صورته الكريمة، يوليهم من رقيق حنانه و عذب بيانه.. كما عهدوه من قبل.

فأنهم و قبل يومهم هذا ما كانوا ليلمحوا بقبس من الأمل.. فيما أحاط بهم من قنوط، لانهم سمعوا حجة الوداع التي كانت اول النُذر بالمصير المخوف. فأثارت توجساً في نفوس المسلمين فهم جميعاً قد سمعوه اذ ذاك يقول:

- (اني لا أدري لعليّ لا القاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابداً).

(بلى) سيدتي البتول فما عسى أبوك قد عنى بهذا الكلام، إلّا أن جعل الابدان مقشعرة، ترتعش بهزة الجزع، حينما نصّب علي بن أبي طالب ولياً و حاكماً على المسلمين من بعده.

و كان ذلك في يوم (غدير خم)، فلم يغب عن اخيله المسلمين ذلك المكان و تلك الربوة، التي وقف عليها الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم و حروف كلماته التي تصدع رناتها بالآذان، و هو يأخذ البيعة منهم لوصيه (أميرالمؤمنين) و قد اطمئن الحال به و هو يربت على كتف علي قائلاً:

- «هذا علي من بعدي، اللهم و ال من والاه، و عادي من عاداه.. وانصر من نصره واخذل من خذله».

[السيوطي في الدّر المنثور، في ذيل تفسير قوله تعالى: (اليوم اكملت)، مشكل الآثار ج 2 ص 307.]

ثم أخذ بيد علي و قال:- (الست ولي المؤمنين): قالوا (بلى) قال:

«من كنت مولاه فعلي مولاه»

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 290، السيوطي في الدر المنثور، الفخر الرازي في تفسيره الكبير، أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 119، الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 17، مشكل الآثار ج 2 ص 307.]

.. ثم أخذت افواج المسلمين تسلم على علي بن أبي طالب بأمرة المؤمنين.

.. ثم جاءهم آخر التنزيل في ختام آياته:

(اليوم أكملت لكم دينكم، واتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً)

[المائدة آية 3.]ثم قال:

«انني تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه و عترتي أهل بيتي».

[الآلوسي في روح المعاني ج 2 ص 348، الشوكاني في فتح القدير ج 3 ص 57، فرايد السمطين، الخازن في تفسيره ج 1 ص 448، البدخشاني في مفتاح النجاة، المنار لمحمد عبدو ج 6 ص 463، تفسير الساير الداير للنيسابوري ج 6 ص 170، صحيح البخاري ج 8 ص 584، ينابيع المودة ص 120، الطبري في تفسيره ج 6 ص 198.]

.. فغدت النفوس على حوافي اليأس.. لكن هذا كله و غيره ما لبث أن طوى في غيابات النسيان، و تبدد القنوط و طويت اعلامه.

(إن محمداً قد برى ء).

نسى المسلمين قلقهم حينما طلع عليهم صلى اللَّه عليه و آله و سلم بنور وجهه الصبوح، (ثم صلى صلاته الأخيرة) في المسلمين، لكنه لم يمض وقت طويل حتى عاد منها خابى ء اللون معصوب الرأس.

.. عندها جلست عنده اقرب العالمين، واحبهم إليه.. كانت نظراتها تشتمل على غموض تمور فيها كآبة و حزن، فتّشت السنين عنه في قلبها حتى ارجعته لها.

.. كانت عيونها قد اشرأبت منها أوردة حمراء من داخلها.

فلقد قضت فاطمة امسها بجنب الرسول تمرضه، فلم يغمض لها جفن في تلك الليلة.. و كان وجهها النحيف الشاحب يعكس مدى ذلك الحزن، بل انه ينعكس في كل قسماتها و ملامحها.

و ما تصرمت الايام إلّا و تجسم حدس البتول، الذي كان يقض مضجعها فيملأ

نفسها هماً و كرباً.

فقد صار يقيناً حينما دخلت على ابيها في آخر لقاء لها به في بيت عائشة، و ما أن دخلت البيت حتى تبعتها عيون الحاضرات، و هي تشق صفوفهن و كأن الرسول قد طالعهم بنوره و محياه.

ثم أخذت خطواتها المتمثلة بخطوات ابيها تنحدر من صبب، كأنما تتقلع من صخر.

فتلفتن اُخرى نحو اُخرى، يتهامسن بالشفاه على هذا الطالع الذي لا (يخرم في مشيته و طلعته محمد) صلى اللَّه عليه و آله و سلم لكن الحقيقة هو شبح الزهراء الذي جاء حاملاً معه سكونا و دموعاً و ألماً، و ذلك حينما نظرت امامها محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلم الراقد في سريره و هو لا يستطيع ان يستقبلها كما عهدته من قبل.

.. فاقتربت منه تجر معها العبرات، و احاديث ذات شجون.. حتى ان صارت بين يديه فوقع بصرها ملتقياً ببصره، فكأن رجلاها قد خارت قواهما فوقعت على الأرض أسيرة بين الدموع والشكوك:

(هذا رسول الاسلام، قاصم المشركين و حامي الضعفاء والمحرومين، مسجىً مصفر اللون).

.. فانفجرت عيونها بالدموع، و هي تحمل معها تلك المعاناة التي سترسم مدى الاحزان التي ستسري إلى نفسها.

.. لكن النبي استقبلها بنفس العيون المشرقة بالايمان، و التي ما خف و هيجها المحفوف بالحب والايمان ابداً.

استقبلها بقلبه الرحوم، و نظراته التي امتلأت ببريق انوار الرحمان.. فطوقت بتوله التي انكبت عليه تقبله، و تعتصره محتضنة اياه كاحتضان اُم لولدها، تعلم بمصيره و انها ستحرم منه، و كأنها تود أن تقول له (دعني اتزود منك يا نور عيني فدتك نفسي الذي فيك حل في).

ظلت عيون الزهراء غارقة بنظراتها التي تخبرها عن المصير المحتوم.

و هذه هواجسها تعصف بها بين الخواطر المرة، التي تدير دفة وجدانها.

(و كأنني بلسان حالها يقول):

(ابتي، ابتي.. يا نور عيني.. ابتي لا تحرمني صوتك.. فما تستطيع نفسي ان تراك امامها ساكناً، و تنسى عذب فغرك و ابتسامة و بريق عينيك).

.. ثم تتقاطر الدموع من بين مآقيها.. فتنشج الشفاه نشيجاً حزيناً.

همسات و عجب


ما تحمل الاب ان يرى حبيبته و مهجته بهذا العذاب البطيئ.

.. فمد بيده التي تقطر بطيب المسك، لتكسر خواطر زهرائه.. فيجتذبها بيديه الرفيقتين ليسر لها بأمر آن اوان ذيوعه فقال لها، و كأن الذهب يجري في تراقيه:

- (ان جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، و انه عارضني هذا العام مرتين، و ما ارى إلّا و قد حضر أجلي).. فما كاد النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم ان ينهي كلامه، حتى رأى ابنته اوشكت أن تصعق و تموت بين يديه؛ لهول ما سمعته.. فأجهشت ببكاء مُر لاذع اندفع من عميق قلبها.

فكأن دماءه تجمدت و غاصت في داخله فتربدت معانيها، واخذت لوعة تسري في روحها ما تلبث إلّا أن تردد انيناً و شهيقاً.

فلما رأى النبي هذا الجزع لفراقه، و عدم طاقه ابنته لمواصلة الحياة من بعده، اشفق عليها و مد بيده مرة اُخرى، و قرب بشفتيه الشريفتين إلى اُذنيها و اسرّ لها قائلاً: «انكِ أول أهل بيتي لحوقاً بي، و نعم السلف انا لك، الا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين».

[و عن خبر طويل ترويه لنا عائشة كان في آخره (ان رسول الله قال لفاطمة): «ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين» أو «سيدة نساء هذه الامة» أو «سيدة نساء المؤمنين» أو «سيدة نساء أهل الجنة»، و قد نقل هذا: ابن الاثير في اسدالغابة ج 5 ص 522- 574، ابن ماجة في صحيحه فيما جَاء في ذكر مرض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم، أبوداود الطيالسي في مسنده ج 6، في أحاديث النساء، الترمذي ج 2 ص 206، محب الدين الطبري في ذخائره ص 43، النسائي في خصائصه ص 34، مستدرك الحاكم ج 3 ص 156، الطحاوي في مشكل الآثار ج 1 ص 48، مسند أحمد ج 6 ص 282 و ج 5 ص 391، طبقات ابن سعد ج 2 ص 40، كنزالعمال ج 6 ص 217 و ج 7 ص 111- 153، كما و قد ذكره جمع غفير من علماء الشيعة.]

.. عندها اشرق وجه فاطمة كالشمس، واخذ يتلألأ نوره، و ما كادت شفتاها

المرتجفتان حتى افترتا عن بسمات فياضة بالبشر والرضا تدفع عنها اساها لانها لن تلبث إلّا قليلاً، ثم تلحق بأبيها.. و ليس عليها من هم؛ إلّا لطول الفراق.

.. و هذا ما يعجب منه كل راءٍ لهذا الموقف، اذ تهامست الالسن فاغرة الافواه تعجباً و اندهاشاً.

(فما رؤيَ كاليوم فرحاً أقرب من حزن).

[و ممن روى ذلك: كنزالعمال ج 7 ص 111، الطيالسي في مسنده ج 6، ابن ماجة في صحيحه، صحيح البخاري في كتابه «بدء الخلق»، أحمد ابن حنبل ج 6 ص 282، النسائي ص 34، ابن الاثير في اسدالغابة ج 5 ص 522، ابن سعد في طبقاته ج 2 ص 40.]

هذا ما قاله عائشة حينما احفت فاطمة بالسؤال عما اسره لها رسول اللَّه.

.. لكن هيهات لتلميذة الرسالة و ربيبة الرفعة بل روح المصطفى ان تبيح بما أسرَّ لها و هي الزهراء المعصومة، بل اجابتها بدموع عينيها:

(ما كنت لاُفشي على رسول اللَّه سره).

/ 27