زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

زهراء عبق الرسالة و عبیر محمد (ص) - نسخه متنی

ام الحسنین البغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الجلد صابرا، حتى يغمى عليه من شدة الالم.. فيستسلم، و يتمتم: توبي..

و حاول كينتا- أو توبي- الهروب ثلاث مرات، و في كل مرة كانوا يكتشفون مكانه بمعاونة كلاب الصيد، و دوريات من الافاقين البيض، فيقبضون عليه و يعيدونه الى سيده، بعد ان يتشقق جلده من ضرب السياط.

اما في المرة الاربعة، فقد عاد الى مزرعة سيده الذي نفذ صبره و قرر أن يفعل به ما كانوا يفعلونه بالزنوج الاشقياء..

جاء رجلان من هؤلاء البيض الطوال الاقوياء، و معهما السياط والقيود و بندقيتان .. و معهما شي ء آخر.. و ربطاه الى جذع الشجرة.. كما وجهه، و عصبا عينيه أيضاً.. و بدأ أحدهما يتحصص أجزاء من جسمه.. ثم لم يدر بعد هذا ما حدث له.. فقد صبا في جوفه ماء له طعم غريب، و أغمي عليه و فقد وعيه، و ان كان قد أحس بالالم الفظيع عندما أمسك أحدهما بساقه في عنف و شدة، و هوى الآخر بفأس حاد السلاح.. فبتر نصف قدمه اليمنى!

نصف القدم فقط.. ليستطيع بعد أن تنكمش القدم الى نصف حجمها ان يمشى.. و لكن لا يستطيع أن يجري.. و يهرب مرة أخرى.

.. و رأى سيده انه لم يعد يصلح للعمل في مزرعته، فباعه لاخيه، و كانت هناك امراة زنجية تعمل في بيت سيده الجديد، كان اسمها «بيل».

و بعد مرور عشرين عاماً على اقامة كينتا في هذه المزرعة تزوج من بيل وانجب منها طفلة اسماها «كيزي».

و كبرت كيزي و صارت بنتاً في السادسة عشرة من عمرها.

و نزعت كيزي من ابيها و من أُمها و بيعت الى أحد تجار الرقيق.. و لم يرها كينتا منذ ذلك اليوم.. فقد اشتراها مزارع في ولاية بعيدة، و هناك في تلك

المزرعة في ولاية كارولينا، القى صاحب المزرعة بنفسه على البنت الزنجية فجاءت بولد.. لم ين اسود و لم يكن ابيض.. بل كان لونه بنياً، واسمه جورج

[مقدمة كتاب جذور ص 25.]

مواضيع فرعية


«في المزاد»:

.. يروي لنا كينتا عن صديقة قوله:

فقد رايت بنفسي زنجياً عجوزاً أشيب اللحية يباع ب 600 دولار. الا انه لم يذعن لهم في هدوء فانزلوه بالقوة من فوق خشبة المزاد فراح يصرح بأعلى صوته قائلاً:

«انتم جميعاً ايها البيض قد حولتم ارض اللَّه الى جحيم في وجه أهالي من الشعب الاسود. ولكني متأكد ان عدالة السماء ستتحقق ذات صباح و عندئذ سينقلب الجحيم فوق رؤوس جميع اولئك الذين خلقوا هذا العذاب الجنوني حيث لا ينفع الندم و لا التوسل و لا الهرب من المصير الاسود و حيث لا جدوى من المدافع و لا فائدة من الادوية او الصلوات و حيث لا مفر من الهلاك المحتوم». و ما ان فرغ من صراخه حتى جروه من فوق خشبة المزاد. و يبدو أن هذا الرجل يشتغل بالوعظ أو بشي ء من هذا القبيل.

و بعد شهور قليلة كان كونتا يقود العربة بالقرب من أحد مزادات العبيد. و فجأة قال له السيد «اوقف العربة، يا توبي». و ما ان وقفت العربة حتى سمع

كونتا المنادي في المزاد يقول «انه تيس ممتاز و باستطاعته العمل بكفاءة على ماكينات الغزل و النسيج كما يستطيع جني 400 رطل من القطن في أي يوم. و هو تيس ممتاز و يمكن استخدامه اذا كانت النساء العبدات لا يحملن و لا يلدن كل سنة كما ينبغي».. و تم بيع هذا الشاب بمبلغ 1400 دولار.

و بعدئذ اقتيدت امراة حبلى صفراء البشرة لتقف على رصيف المزاد و بدأ المنادي يقول «ستدفع ثمن واحدة و تحصل على شخصين أو ستدفع ثمن واحدة و تحصل على ثلاثة اشخاص اذا انجبت هي توأما. مع العلم بأن الطفل الرضيع الزنجي يبلغ ثمنه في هذه الايام مائة دولار بمجرد نزوله من بطن امه» و تم بيعها بألف دولار. و امتلأت عينا كونتا بالدموع.

اصبح المنظر لا يطاق عندما جاء الدور على من يليها و كانت فتاة صغيرة يتم جذبها من سلاسلها- و عندئذ كاد كونتا من فوق مقعده.

فالفتاة الصغيرة المراقهة كانت صورة طبق الاصل من كيزى مع فارق واحد و هو انها كانت اكبر من كيزي بعض الشي ء في السن. و أحس كونتا و كأنه قد ضرب ببلطة و هو يسمع المنادي قائلاً: خادمة منزل مدربة تدريباً جيداً.. ثم استأنف و هو ينظر اليها في شبق و يغمز بعينيه: «أو هي فتاة صغيرة لانجاب الاطفال بالدرجة الاولى اذا كنت تريدها لهذا الغرض» ثم دعا الجمهور لفحصها عن كثب و قام بفك رباط السروال الذي ترتديه فسقط السروال عند قدميها فراحت تصرخ و تضع يديها لاسفل محاولة ستر عورتها أمام نظرات الناس الشهوانية.

عائلة الزنوج


قال صاحب قصة الرق و الرقيق:

.. و ليس العبد أو الجارية ما اشترى هذا السيد الابيض من تاجر الرقيق، و انما أيضاً ما ينسل هذا العبد أو هذه الجارية بعد هذا من أولاد و بنات، هم أيضاً عبيده، يسخرهم كما يشاء و يبيعهم عندما يريد، و يفصل بين الام و ابنها، و بين الاب و ابنه.

و يباع الاخوة و الاخوات لعدد من ملاك الرقيق.. فينشأ الزنجي و يشب و هو لا يرعف لنفسه أباً و لا أماً و لا أخاً.. و لا أحد من الناس.

و لم يكن هناك شي ء اسمه «عائلة زنجية».. عائلة مكونة من زوج و زوجة و أولاد.. ان هذا النظام الذي يعرفه البشر جميعاً منذ بدء الخليقة كان غير معروف للزنوج، و كان محرما في بعض ولايات الجنوب بحكم القانون فقد قضت المحكمة بأن «الزواج نظام غير قائم بالنسبة للزنوج.. و ذلك لانه من الحقوق المقررة للسيد حقه في أن يفصل بين الرجل و المرأة اللذين يعيشان معا.. و من حقه أن يفصل عنهما الذرية التي جاءت نتيجة معيشتهما معا.. يتم هذا حسب رغبته و مشيئته.. و لهذا فلا يجوز اعتبار الزواج قائماً بالنسبة للزنوج»!

و قضت محكمة اخرى بأن «الاب» لا يمكن الاعتراف به في حالة الزنوج.. و لهذا يجب أن تنسب الذرية الى الام لانه يمكن التأكد من هذه الناحية.. اما الاب فيمكن ان يكون أي واحد من الناس!

و مع ان المحاكم قضت بأن الابن و الابنة ينسبان الى الام، الا انه عند التطبيق

لم يكن هناك أي شعور بهذه «الامومة» فمثلا مات احد الاسياد عن غير وريث فبيع عبيده في المزاد.. و كانوا أماً و عدداً من الصبية والبنات بيعوا لعدد من

المشترين.. ثم بيعت الأم.. فتعلقت بأحد أطفالها، وانكفأت على قدم الرجل الذي اشتراها، تتوسل اليه ان يشتري طفلها ايضاً.. ليبقى معها طفل واحد من اطفالها.. وتوسلت.. و بكيت وانتحبت. فأزاحها الرجل بقدمه في قسوة و عنف قائلاً: لا أريد أن اشتري اطفالاً.. أريد «عبدة» فقط!

صورة بشعة.. تجرد فيها الانسان من كل ما يليق بالانسان

[قصة الرق و الرقيق في امريكا ص 213 و 214.!

و لعل حياة اطفال العبيد في تلك المدن تصور الحالة التي عاشها الزنوج حينئذاك، فقد كتب احد العبيد فيما بعد يصف ايام طفولته فقال:

«لم يكن الواحد منا يمتلك حذاء و لا جوربا و لا جاكتة و لا بنطلونا.. كان اغلبنا يغطي جسمه كله بالقميص، و لا يملك سوى قيمصين.. فاذا بليا، ظل عاريا أو شبه عارٍ.. حتى يستطيع أهله يحصلوا له على قميص.. و كنا عند النوم نتوزع على الاركان المحيطة بالمدفأة التي تطبخ عليها أمهاتنا، و ندفن أقدامنا في رماد المدفأة لنحس بشي ء من الدف ء.. و لم تكن عندنا أطباق أو آنية للطعام، فكان الطعام يوضع على الارض مثلما يوضع أمام الخنازير.. و تنادينا أمهاتنا لتناول الطعام فنجري، تماما مثلما تجري الكلاب، لنلتهم الطعام القليل الملقى على الارض.. و كان بعضنا يحتفظ «بمحارة» يستعملها مثلما يستعمل البيض الملاعق!.. و كان أسر عنا في الاكل هو الذي يستطيع ان يأكل أكثر و كان أقوانا بنية يزيح الضعيف جانبا و يستولي على نصيبه».

و كان الطعام قليلاً و رديئاً و لا يشبع البطون الجائعة، فكانوا يسرقون ما تصل اليه أيديهم.. و لم يكن الزنجي يشعر بانه يسرق لانه كما قال هذا الكاتب الزنجي في مذكراته: ان هذه ليست سرقة.. لانها لا تؤثر في ملكية الرجل الابيض

للطعام.. ان هذا السيد الابيض يملك الطعام عندما يكون مخزوناً في بيته، و هو مازال يمله و هو في معدتي.. لانني، و معدتي، و ما فيها، كله ملك له!

حالتهم الاجتماعية


لا يستطيع العبد ان يخرج خارج مزرعة سيده الا إذا كان يحمل تصريحاً، فاذا عثر رجل ابيض على اسود غير مصرح له كان من حقه أن يضربه الى حد التشويه والاصابة، حتى يقبض عليه و يسلمه لصاحبه!.. اماذا اذا تكرر هروبه فان بتر طرف من اطراف جسمه، قدما او ساقا او ذراعا، كان امرا يقره القانون.

بل ان احدى محاكم الجنوب حكت بأن قتل الزنجي، لا يعد جريمة قتل بالمعنى الحقيقي..

عدد الزنوج


لقد اختلف المؤرخون في تقدير عدد الزنوج الذين استوردتهم امريكا.. فمنهم من يقول انها استوردت في القرن السادس عشر أقل من مليون، و في القرن التالي ثلاثة ملايين، و بلغت التجارة أوجها في القرن الثامن عشر فبلغ عدد الرقيق زهاء سبعة ملايين، و استمرت التجارة مزدهرة حتى اواخر القرن التاسع عشر.

.. و هل انتهى الاستعباد، و ملك الاسود حريته الكاملة كلا و الى يومنا هذا.

.. فنجد جماعات من البيض راحت تقاوم حركة تحرير الرقيق بكل عنف و بكل الوسائل، بما فيها القتل و الحرق والتدمير.. فكانت هذه فترة حالكة في

تاريخ أمريكا بما جرى فيها من صراع عنيف بين البيض والسود، و كانت جماعة كلوكلوكس كلان احد مظاهر هذا الصراع الدامي.

كانت هذه الجماعات التي تغطي رؤوسها و وجوهها باقنعة بيضاء، و تخرج في الليل جماعات على ظهور الخيل، فتغير على القرى و تحرق البيوت و المحاصيل..

و تقتحم اكواخ الزنوج و تهوي عليها ضرباً و تعذيباً..

و تخطف احياناً شاباً أو رجلا سمعوا انه يتحدث صراحة عن الحرية و عن مستقبل الزنوج، و يعذبونه بطريقتهم البشعة..

فيعقدون له محاكمة صورية تقضي باعدامه..

فيصلبونه على جذع شجرة و ينهالون عليه بالسياط حتى يموت!

و قد حدث مرارا ان تجمع آلاف من البيض يشاهدون عملية قتل الزنجي بهذه الطريقة و هم يصيحون فرحا..

بل حدث في احدى المرات ان ظلوا يضربون الزنجي حتى تمزق جسمه اربا اربا..

ثم اسرعوا يتخاطفون قطع العظام للذكرى و التاريخ

[قصة الرق والرقيق في امريكا ص 222.]

.. و كيف ينتهي هذا الظلم و دينهم يبيح التمييز العنصري واستعباد السود للبيض. اجل- استفاد الاوربيون من شريعتهم في التمييز العنصري من الدين المسيحى التي يمثلها القساوسة، الذين جعلوا الرق والاستعباد.

.. و الانقياد من الزنوج السود الى الاوربيين البيض طاعة للرب و كلما بالغ الزنجي

في خدمته للابيض كلما كان قريباً لخالقه اكثر

[و كان بعض القسس يذهب الى اكثر من هذا.. فيحرمون على العبيد تعلم القراءة حتى لا يقرأوا الانجيل.. لانهم لو قرأوه لما أمكن السيطرة عليهم والتحكم فيهم بعد هذا!

و فيما كتب عن تاريخ الرق في أمريكا نماذج من بعض المواعظ الكنسية التي كانت معدة خصيصاً للزنوج، منها ان عدم طاعة السيد، و عدم طاعة ربه البيت، هو عصيان صريح للَّه لان اللَّه قد «كلفهما» بان يكونوا اسيادا عليكم، فاذا خالفتم أسيادكم أو أغضبتموهم، خالفتم اللَّه واغضبتموه.. واللَّه ينتظر منكم ان تعاملوهم مثلما تعاملون اللَّه.

و كان على القسيس الذي يعلمهم المسيحية أن يؤكد على طاعة العبد لسيده، و على امانة العبد حتى لو كان جائعاً.. فان العبد اذا كان مطيعاً، و كان أميناً، فان له أن يتطلع الى يوم سعيد سيكون فيه رفيقاً للملائكة، منعما في أمجاد السماء.

و كان هناك كتاب أو كتيب طبع في سنة 1693 يتضمن القواعد التي يجب ان يسير عليها الوعاظ في الكنائس المخصصة للزنوج، والنقط التي يجب ان تدور عليها المواعظ الموجهة الى هؤلاء الزنوج.. و لم يكن السود يصلون مع البيض في كنيسة واحدة، بل اقيمت لهم كنائسهم المتواضعة، و كان الزنجي لا يجرؤ على ان يقترب من باب كنيسة مخصصة للبيض!

و قد يبدو عجيبا ان يصدق مسيحي يؤمن بدينه و يدرك مبادئ اللَّه سبحانه و تعالى فرض هذا الوضع المهين، الشائن، على جنس من البشر لمجرد ان جلده اسود، و شعره متجعد، و شفتيه غليظتان مثلاً!

ولكن الفكرة الشائعة بين عامة الاوربيين في ذلك العصر ان «الوجود» هو هيكل مكن من عدة طبقات، فالملائكة هم أعلى الطبقات، والحيوانات هم ادنى الطبقات، والبشر (اي من كانت بشرتهم بيضاء) هم دون الملائكة.. أما السود فهم دون البشر، و فوق الحيوانات، و لكنهم على اتصال ببعض الحيوانات!

و قد صادف ان جاء الاتصال بين الاوربيين و الافريقيين على نطاق واسع في نفس الوقت الذي اكتشف فيه علماء اوربا «المشبانزي» الذي يشبه الانسان و يقلده في حركاته و موطن هذا الشمبانزي هو غابات في افريقيا.. فارتبطت صورة الافريقي في اذهان عامة بهذا النوع المتقدم من القرود!

و مما يدل على ان هذه الفكرة كانت شائعة، كانت مقبولة، ان عبدا فر من سيده في ولاية كارولينا سنة 1734، فنشر سيده اعلانا يصف فيه هذا العبد بأنه «يشبه البابون القوي- أحد انواع القرود الضخمة- و انه تعلم السير واقفا على ساقيه الخلفيتين».]

و تمضي مأسات هذه القصة كما تمضي ملايين قصص الزنوج في اميركا،

و ينجب جورج (ابن كيزي بنت كينتا) عدداً من الاولاد والبنات.. و صارت احدى البنات جدة.. و كان اليكس هيلي يجلس على حجرها و هي تحك له قصة جدها الافريقي الذي اسمه «كينتا».. و قد جاء من قرية جوفيور القريبة من نهر «كامبي بولونجو» في افريقيا.. و كان ابوه يسمى «أمورو» أي عمر.. و كان والد عمر يمسى (تيرابا كونتا كينتا) الذي صلى للَّه تعالى خمسة أيام وليالي متتالية، فهطل المطر وارتوت الارض.. و ذهب الولد الى الغابة يوما فانقض عليه اربعة رجال.

و شب اليكس هيلي فعاد مسلما مثل اجداده المسلمين. و مضى يبحث القصة من أولها.. و عاد بعد اثنتي عشرة سنة.. و اخرج كتاب «جذور»

[جذور قصة الزنوج في أمريكا للكاتب الاميركي اليكس هيلي ص 25.]ليروي فيه قصة الجذور التي نبت منها خسمة و عشرون مليون من الزنوج في امريكا.

- هذا ما اختصرناه من كتابي المفصّل

والحمد للَّه رب العالمين

قاسم سيد البغدادي

9/ 1/ 2002 م

/ 27