حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و أبيه عليّ و أمّه فاطمة و أخيه الحسن و هو الحسين...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 258.]

3. و روى المفيد في الإرشاد عن عليّ بن الحسين قال: «إنّي جالس في تلك الليلة التي قتل أبي في صبيحتها و عندي عمّتى زينب تمرّضني إذا اعتزل أبي في خباء له و عنده فلان مولى أبي ذرّ الغفاري و هو يعالج سيفه و يصلحه و أبي يقول:

يا دهر أفّ لك من خليل...

و أمّا عمّتي فلمّا سمعت ما سمعت- و هي امرأة و من شأن النساء الرقّة والجزع- فلم تمالك نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها و هي حاسرة حتّى انتهت إليه و قالت: و اثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمّي فاطمة و أبي عليّ و أخي الحسن... فقام إليها الحسين فصبّ على وجهها الماء و قال: يا أختاه اتّقي الله و تعزّي بعزاء الله، و اعلمي أنّ أهل الأرض يموتون و أهل السماء لا يبقون، و أنّ كلّ شي ء هالك إلّا وجه الله تعالى الذي خلق بقدرته و يبعث الخلق و يعيدهم و هو فرد وحده، جدّي خير منّي، و أبي خير منّي، و أمّي خير منّي و أخي خير منّي، ولكلّ مسلم برسول الله صلى اللَّه عليه و آله أسوة».

[الإرشاد، ص 216؛ بحارالأنوار، ج 45، ص 2.]

و نقل الخوارزمي قول الإمام الحسين عليه السلام مع زيادة قال فيه: «يا أختاه كل جدّي و أبي و أمي و أخي خيراً منّي و أفضل و قد ذاقوا الموت و ضمّهم التراب و أنّ لي و لك و لكلّ مؤمن برسول الله أسوة حسنة».

[مقتل الخوارزمي، ج 2، ص 338.]

ولكن القول- كما قلناه سابقاً- من أنّه لا يسعنا التدخّل في تفضيل أحدهم على الآخر و إن نقل عنهم ما يوهم أو يشعر بذلك، حيث إنّهم صلوات الله عليهم فوق درك البشر، فما جاء في تفضيل أحدهم على الآخر فيرجع علمه إليهم.

من الولادة إلى الهجرة


عاشت فاطمة الزهراء مع أمّها خديجة بنت خويلد- حسب ما قيل- خمس سنوات، و المؤرّخون و إن لم يكتبوا لنا بوضوح عن تلك الأيام و السنوات، ولكن لا شكّ أنّها قضت مع أمّها في تلك الأيام العسيرة و الصعبة من أذى المشركين لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله و لسائر المسلمين بشتّى أنواعه.

حديث سلمى أو أسماء مع خديجة


و لم يسجّل لنا التأريخ إلّا ما ورد عن أسماء بنت عميس

[قلت: والظاهر أنّه حصل اشتباه في الاسم بين سلمى و أسماء، فأسماء بنت عميس لم تكن في تلك الأيام في مكّة و إنّما كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب في الحبشة.] تبيّن حال خديجة حالة الاحتضار و شدّة غمّها على فاطمة صلوات الله عليها و خوفها عليها من أنها حديثة عهد بصبا، و خوفها من أن لا يكون لها من يتولّى أمرها ليلة زفافها؛ و ما ورد أيضاً من وصايا حالة الاحتضار و وصيّتها بفاطمة، و إليك ماورد في هذا الصدد:

«لمّا مرضت خديجة المرضة التي توّفيت فيها حضرتها اسماء بنت عميس، قالت أسماء: حضرتُ وفاة خديجة فبكت فقلت: أتبكين و أنت سيّدة نساء العالمين و أنت زوجة النبيّ صلى اللَّه عليه و آله مبشّرة على لسانه الجنّة؟ فقالت: ما لهذا بكيت و لكن المرأة ليلة زفافها لابدّ لها من امرأة تفضي إليها بسرّها و تستعين بها على حوائجها و فاطمة حديثة عهد بصبا

و أخاف أن لا يكون لها من يتولّى أمرها، فقلت: يا سيّدتي لك عهد الله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الأمر، فلما كانت ليلة زفاف فاطمة جاء النبي صلى اللَّه عليه و آله و أمر النساء فخرجن قالت أسماء: فبقيت أنا فلمّا رأى رسول الله سوادي قال: «مَن أنت» فقلت: أسماء بنت عميس. فقال: «ألم آمرك أن تخرجي» فقلت بلى يا رسول الله فداك أبي و أمي و ما قصدت خلافك و لكنّي أعطيت خديجة عهداً هكذا. فبكى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و قال: «بالله لهذا وقفت» فقلت: نعم والله فدعا لي.

[شجرة طوبى، ج 2، ص 234.]

وصايا خديجة لرسول الله في حقّ فاطمة


و لمّا اشتدّ مرضها قالت: يا رسول الله اسمع وصاياي أولاً، فإنّي قاصرة في حقّك فاعفني يا رسول الله، قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: «حاشا و كلّا ما رأيت منك تقصيراً فقد بلغت جهدك، و تعبت في داري غاية التعب، و لقد بذلت أموالك، و صرفت في سبيل الله جميع مالك». قالت: يا رسول الله الوصية الثانية أُوصيك بهذه، و أشارت إلى فاطمة، فإنّها يتيمة غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش، و لا يلطمنّ خدّها، و لا يصحن في وجهها، و لا يرونها مكروهاً.

و أمّا الوصيّة الثالثة: فإنّي أقولها لابنتي فاطمة و هي تقول لك فإني مستحية منك يا رسول الله، فقام النبي و خرج من الحجرة فدعت بفاطمة و قالت: «يا حبيبتي و قرة عيني قولي لأبيك: إنّ أمّي تقول: أنا خائفة من القبر أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنّني فيه»، فخرجت فاطمة و قالت لأبيها ما قالت أمّها خديجة، فقام النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلّم الرداء إلى فاطمة، و جاءت به إلى أمّها، فسرّت به سروراً عظيماً.

[شجرة طوبى، ج 2، ص 234.]

موت خديجة و حزن فاطمة


بقيت السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام بعد أمّها مصابة بفقدها و حزينة على خلوّ مقامها، و اشتدّ حزنها أيضاً حينما رأت شدّة غمّ أبيها رسول الله صلى اللَّه عليه و آله على خديجة بحيث بقي أيّاماً لا يخرج من البيت مغتمّاً بفقدها. و أمّا الحوادث التي وقعت بعد موت خديجة إلى

هجرة فاطمة فهي:

حزن فاطمة على فقد خديجة


ففي تلك الأيّام التي كانت تبكي على أمّها سألت أباها رسول الله صلى اللَّه عليه و آله عن مكان خديجة فنزل جبرئيل الأمين على النبي الكريم لتسلية فاطمة و إخباره عن مكانة خديجة.

قال الصادق عليه السلام: «إنّ خديجة لمّا توفّيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله صلى اللَّه عليه و آله و تدور حوله، و تسأله: يا أبتاه أين أمّي؟ فجعل النبي صلى اللَّه عليه و آله لا يجيبها فجعلت تدور و تسأله: يا أبتاه أين أمّي؟ و رسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل فقال: إن ربّك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام و تقول لها: إنّ أمّك في بيت من قصب، كِعابه من ذهب و عَمدُه ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون و مريم بنت عمران، فقالت: إنّ الله هو السلام و منه السلام و إليه السلام».

[الخرائج و الجرائح، ج 2، ص 529.]

الاستهانة برسول الله و دفاع فاطمة


بقيت فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله بعد أمّها ثلاث سنوات في مكّة و هي تعاني أصعب المشاكل و أمرّها ممّا ترى ما يصنع بأبيها من ظلم و أذى من قبل المشركين.

روي عن عبدالله بن مسعود أنّه قال: بينا رسول الله صلى اللَّه عليه و آله ذات يوم قائماً يصلّي بمكة و أناس من قريش في حلقة فيهم أبوجهل بن هشام فقال: ما يمنع أحدكم أن يأتي الجزور التي نحرها آل فلان فيأخذ سلاها ثمّ يأتى به حتّى إذا سجد وضعه على ظهره، قال عبدالله: فانبعث أشقى القوم و أنا أنظر إليه فجاء به حتّى وضعه على ظهره، قال عبدالله: لو كانت لي يومئذٍ منعة لمنعته، و جاءت فاطمة رضوان الله عليها و هي يومئذٍ صبيّة حتّى أماطته عن ظهر أبيها ثمّ جاءت حتّى قامت على رؤوسهم فأوسعتهم شتماً، قال: فو الله لقد رأيت بعضهم يضحك حتّى أنّه ليطرح نفسه على صاحبه من الضحك، فلمّا سلّم النبيّ صلى اللَّه عليه و آله أقبل على القوم فقال: «اللّهم عليك بفلان و فلان»، فلمّا رأوا النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قد دعا أسقط في أيديهم. قال: فوالذي لا إله إلّا غيره، ما سمّى النبيّ صلى اللَّه عليه و آله أحداً إلّا و قد رأيته

يوم بدر و قد اُخذ برجله يجرّ إلى القليب مقتولاً.

[أمالي السيد المرتضى، ج 2، ص 19؛ صحيح مسلم، ج 3، ص 1418؛ صحيح البخارى، ج 1، ص 69.]

و عن ابن عباس: أنّ قريشاً اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات و العزّى و مناة لو رأينا محمداً لقمنا مقام رجل واحد و لنقتلنّه، فدخلت فاطمة على النبيّ صلى اللَّه عليه و آله باكية و حكت مقالتهم فقال: يا بنيّة ادنى وضوء فتوضّأ و خرج إلى المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا و خفضت رؤوسهم و سقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يصل إليه رجل منهم، فأخذ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قبضته من التراب فحصبهم بها و قال: «شاهت الوجوه»، فما أصاب رجلاً منهم إلّا قتل يوم بدر.

[مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 71، إنّها فاطمة، ص 89.]

الهجرة إلى المدينة مع الفواطم


لمّا هاجر النبيّ إلى المدينة خلف ابن عمه و وصيّه الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب في مكّة ليردّ الودائع إلى أربابها ثمّ يجمع بناته و نساء أهله و أزواجه والهجرة بهنّ إليه.

قال المفيد: فقام عليّ عليه السلام به أحسن القيام و ردّ كلّ وديعة إلى أهلها، و أعطى كلّ ذي حقّ حقّه و حفظ بنات نبيّه صلى اللَّه عليه و آله و حرمه و هاجر بهنّ ماشياً على قدميه، يحوطهنّ من الأعداء و يكلأهنّ من الخصماء و يرفق بهنّ في المسير، حتّى أوردهنّ عليه المدينة على أتمّ صيانة و حراسة و رفق و رأفة و حسن تدبير....

[الإرشاد، ص 23.]

و قيل: لمّا هاجر النبي صلى اللَّه عليه و آله إلى المدينة و بايعه أهلها كتب كتاباً إلى عليّ عليه السلام و كان يومئذٍ بمكّة يقول فيه: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم من عبدالله و ابن عبديه محمد رسول الله إلى عليّ بن أبي طالب، أمّا بعد يا عليّ إن كنت تسأل عن الأنصار فجزاهم الله عنّي خيراً، فلقد آتوني بمفاتيح دورهم و بذلوا أنفسهم دوني، فإذا وصلك كتابي فاحمل إليّ الفواطم و هلمّ أنت معهنّ والسلام. ثمّ طوّى الكتاب و ختمه بخاتمه الشريف و أعطاه إلى رجل من أصحابه يقال له: زيد بن حارثة و قال له: سر به ليلاً و اكمن نهاراً؛ مخافة أن تظفر بك

قريش فيمزّقون الكتاب و يقتلونك، فسار زيد بالكتاب حتّى قدم مكّة فسأل عن دار عليّ بن أبي طالب فأرشد إليها، فطرق الباب فخرج إليه عليّ عليه السلام، و فتح له الباب، و قال: «ما وراءك»؟ قال: كتاب فأخذه و فضّه و قرأه و عرف معناه و وضعه على عينيه و قال: «السمع والطاعة لله و لرسوله»، ثمّ أدخل الرجل إلى المنزل و أحضر له الطعام و الشراب و بقي عنده....

ثمّ إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام أقبل حتّى صعد على الصفا و نادى: يا معاشر قريش إنّي خارج غداة غد بالفواطم فمن أراد منكم أن يتبعني فليفعل، ثمّ نزل و و صعد على المروة و فعل مثل ذلك، فلما أصبح الصباح حمل الفواطم و سار قاصداً إلى المدينة فاجتمعت قريش و قالوا: هذا ابن أبي طالب قد خرج من بين أظهرنا و قد أورثنا الذلّ والعار، ثمّ دخلوا الكعبة و خرّوا سجّداً للأصنام و سألوها النصر على علّي عليه السلام و كان فيهم حنظلة بن أبي سفيان دخل الأصنام و خرّ ساجداً لها و سألها النصر على عليّ عليه السلام ثمّ خرج و نادى: يا معاشر قريش هذا ابن أبي طالب خرج من بين أظهركم و قد أورثكم الذلّ و العار، و ها أنا آخذ عليه الطريق و ممانعه، فالتفت إليه أبوسفيان و قال: كذبت يا لكع الرجال ما أنت بكفؤ له و ما أنت بكفّه إلّا عصفور بيد صقر، أنسيت مبيته على فراش ابن عمّه؟ قال: لابدّ لي من ذلك و لو دخل بيوتات يثرب لأخرجنّه و لأقتلنّه ثمّ نادى: يا معاشر قريش أسرجوا خيولكم و ألجموها، ففعلوا ذلك و خرجوا في طلب أميرالمؤمنين عليه السلام و كان عليه السلام مرّ براعي إبل فقال له: «إذا سألك عنّي أحد فقل ها هو قريباً متوافياً في مشيه»، فأقبلت قريش حتّى مرّوا بذلك الراعي فقالوا له: هل رأيت رجلاً من صفته كذا و كذا معه خمسة هوداج؟ قال: لعلّكم تعنون عليّ بن أبي طالب عليه السلام قالوا: بلى قالوا: هاهو قريب منكم و كان عليّ عليه السلام يسمع كلامهم فانقضّ عليهم، فلمّا رأوه قال بعضهم: هذا سالك طريق و قال بعضهم: هذا قاصد إليكم، فقال أبوجهل: أمّا الركبة فقرشية و أمّا الشمائل فهاشمية و أمّا القامة فمضرية، و ما أحسبه إلّا علّي بن أبي طالب، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام متلثّماً فأرخى عن لثامه و قال: «و ها أنا قد جئتكم ما تريدون»؟ فتقدّم إليه أبوجهل و قال: يا بنيَّ نحن و أنتم من شجرة واحدة، و من قطع بعض أنامله و جد الألم في جميع مفاصله، يا بنيَّ دع الضغائن و لا تعرض بنفسك إلى الموت قال له: «يا أباجهل أمّا قولك: نحن و أنتم من شجرة واحدة فنعم ولكن

ميّزنا الله عنكم بقوله عزّ مِن قائل: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربّه و الذى خبث لا يخرج إلّا نكداً) و أمّا قولك: أن أَدَع الضغائن هيهات لو أجمعت الجنّ و الإنس لما قدروا على ذلك»، ثمّ نظر عليّ عليه السلام إلى وجه فاطمة بنت رسول الله فرآها قد اصفر وجهها، فحمل عليه السلام على القوم و قلّب الميمنة على المسيرة و قتل منهم جماعة، و رجعت الخيل يدقّ بعضهم بعضاً حتّى دخل أوّلهم الكعبة ثمّ رجع أميرالمؤمنين عليه السلام و قال: «يا فاطمة يا بضعة رسول الله أيصفرّ وجهك و أنا ابن عمّك علّي بن أبي طالب؟ فقالت: ما خاب مَن كنتَ وراء ظهره».

[شجرة طوبى، ج 1، ص 65.]

فاطمة بعد الهجرة


في بيت أمّ سلمة


لمّا هاجرت فاطمة صلوات الله عليها إلى المدينة، نزلت في بداية أمرها مع النبي الكريم صلى اللَّه عليه و آله في بيت أبي أيّوب الانصاري فكانت هي عند أمّ أيّوب، و لمّا تزوّج بسودة نقل فاطمة إليها فكانت عندها، و لمّا تزوّج بأمّ سلمة نقل فاطمة إليها، فكانت عندها إلى أن تزوجّها عليّ.

قال ابن عباس: و هاجرت فاطمة مع أميرالمؤمنين و نساء المهاجرين و كانت عائشة فيمن هاجر معها، فقدمت المدينة فأنزلت مع النبي صلى اللَّه عليه و آله على أمّ أبي أيّوب الأنصاري و خطب رسول الله صلى اللَّه عليه و آله النساء و تزوّج سودة أوّل دخوله المدينة و نقل فاطمة إليها، ثمّ تزوّج أمّ سلمة فقالت أمّ سلمة: تزوّجني رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و فوّض أمر ابنته إليّ فكنت أؤدّبها و كانت والله أدأب منّي و أعرف بالأشياء كلّها.

[بحارالأنوار، ج 43، ص 10.]

خطبة فاطمة من رسول الله


خطب رجال من قريش فاطمة بنت رسول الله كأبي بكر و عمر و عبدالرحمان بن عوف و غيرهم فكان النبيّ يردّهم حتّى عاتبوه على ذلك، فأجابهم: «والله ما أنا منعتكم... بل الله منعكم...»

[نفس المصدر، ج 43، ص 92.]

و خطبها عليّ من رسول الله فضحك في وجهه و لم يردّه، و قال: «يا عليّ إنّه قد ذكرها قبلك رجال تذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتّى أخرج إليك»، فدخل عليها، فقامت فأخذت رداءه و نزعت نعليه و أتته بالوضوء فوضّأته و غسّلت رجليه، ثمّ قعدت فقال لها: «يا فاطمة، فقالت، لبّيك لبّيك حاجتك يا رسول الله؟ قال: إنّ عليّ بن أبي طالب مَن قد عرفت قرابته و فضله و اسلامه، و إنّي قد سألت ربيّ أن يزوّجك خير خلقه و أحبهم إليه، و قد ذكر من أمرك شيئاً فماترين»؟ فسكتت و لم تولّ وجهها و لم يرفيه رسول الله كراهة، فقام و هو يقول: «الله أكبر سكوتها إقرارها...»

[بحارالأنوار، ج 43، ص 93.]

أقول: إنّ كيفية ردّ النبي صلى اللَّه عليه و آله لخطبة رجال قريش من فاطمة- حسبما نقل- كان بصور مختلفة: فتارة كان يقول: «إنّها صغيرة»

[نفس المصدر، ص 108.] و تارة كان يقول: «بل الله منعكم»

[نفس المصدر، ص 92.] و ثالثة كان يعرض بوجهه عن الخاطب

[مناقب عليّ بن أبي طالب للخوارزمي، ص 247.]، و أجاب أيضاً:«إنّ أمرها إلى ربّها إن شاء أن يزوّجها زوّجها».

[نفس المصدر، ص 247.]

فردّهم رسول الله صلى اللَّه عليه و آله علماً بأنّ فاطمة هي زوجة وليّ الله و وصيّه، أعني أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولكن مع ذلك كلّه لمّا خطبها عليّ من رسول الله ذهب إليها و جلس عندها و ذكر عليّاً و خطبته عندها ليعطي للآخرين درساً أن لا يزوّجوا بناتهم من دون مشهورتهنّ و جلب رضاهنّ، فانّ ذلك يؤدّي إلى كراهة المعاشرة بينهما إن لم يؤدّ إلى الطلاق.

نظرة في مهر الصدّيقة فاطمة


زوّج النبيّ ابنته فاطمة (صلوات الله عليها) عليّاً على مهر قليل لا يكثر عن خمسمائة درهم، حتى عاتبه أناس من قريش على قلّة المهر فقالوا: إنّك زوّجت عليّاً بمهر خسيس.

[بحارالأنوار، ج 43، ص 104.] واختلف في قدر المهر هل هو خمسمائة أو أقلّ من ذلك، و إنّما نشأ الخلاف من قيمة

الدرع الذي كان لعليّ و باعها بأمر رسول الله بعد أن لم يكن عند غيره، أو نقول: إنّه أمهرها بخمسائة درهم أو أقلّ من ذلك و أمر ببيع درعة الحطمية لشراء بعض ما تحتاجه الزوجة في بيت زوجها فيكون الدرع جزء المهر كما سيأتي. و إليك تفصيل الأقوال كمايلي:

ماورد من أنّ صداقها درعاً من حديد


قال الباقر عليه السلام: «و كان صداقها درعاً من حديد».

[نفس المصدر.]

و عن أبي بكر قال: سمعت أباعبدالله يقول: «زوّج رسول الله صلى اللَّه عليه و آله عليّاً فاطمة صلوات الله عليهما على درع له حطمية تسوّى ثلاثين درهماً».

[نفس المصدر، ص 105.]

و عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: «أتى عليّ النبيّ و قال يا رسول الله: زوّجني فاطمة قال: إذا زوّجتكها فما تصدقها؟ قال: أصدقها سيفي و فرسي و درعي و ناضحي قال: أمّا ناضحك و سيفك و فرسك فلا غنى بك عنها تقاتل المشركين، و أما درعك فشأنك بها.

فانطلق عليّ و باع درعه بأربعمائة و ثمانين درهماً قطرية فصبّها بين يدي النبيّ...».

[نفس المصدر، ص 104.]

و عن عليّ عليه السلام: «فأقبل رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فقال يا أباالحسن انطلق الآن فبع درعك و ائتني بثمنه حتّى أهيّئ لك و لابنتي فاطمة ما يصلحكما قال عليّ: فانطلقت فبعته بأربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 129.]

و عن كشف الغمة: فانطلق عليّ و باع درعه بأربعمائة و ثمانين درهماً قطرية فصبّها بين يدي النبي.

[كشف الغمة، ج 1، ص 379، بحارالأنوار، ج 43، ص 140.]

ماورد من أنّ صداقها أربعمائة مثقال فضّة


و في كشف الغمة عن أنس في حديث تزويج عليّ و فاطمة عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله قال: «إنّي أشهدكم أنّي قد زوّجت فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي بذلك عليّ»،

/ 28