حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




(عليها) و عمر فعمل بوصيتها


[بحارالأنوار، ج 43، ص 182؛ روضة الواعظين، ص 151؛ علل الشرائع، ص 219؛ أمالي الطوسي، ص 155؛ كتاب سليم، ص 250.]


و قال المسعودي: و لم يؤذن بها أبوبكر و كانت مهاجرة له منذ طالبته بإرثها من أبيها صلى اللَّه عليه و آله من فدك و غيرها، و ما كان بينهما من النزاع في ذلك إلى أن ماتت.


[التنبيه و الأشراف، ص 250.]


ماتت فاطمة و هي واجدة على أبي بكر



و من الشواهد أيضاً أنّها لم تكن راضية عنهما ما رواه أصحاب الصحاح، و منهم البخاري و مسلم، فكما رووا أنّها ماتت و هي واجدة على أبي بكر.


روى مسلم في صحيحه في الباب الذي عقده لقول النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: «لا نوّرث ما تركناه فهو صدقة»- قال: فأبى أبوبكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً، فوجدت على أبي بكر في ذلك قال: فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت....


[صحيح مسلم، ج 2، ص 143؛ كفاية الطالب، ص 370؛ الدرّ الثمين، ص 53.] و روى البخاري عين ما رواه مسلم في صحيحه.


[صحيح البخاري، ج 3، ص 55؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 236؛ شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 18.]


شكواها ممّن ظلمها في يوم القيامة



و من الشواهد أيضاً أنّها لمّا تحشر يوم القيامة تقدّم شكواها إلى الله جلّ و عزّ، و تطلب منه أن يحكم بينها و بين من ظلمها و ظلم ولدها كما قال الطبري: قال فتسير حتّى تحاذى عرش ربّها جلّ جلاله و تروح بنفسها عن ناقتها و تقول: «إلهي و سيّدي احكم بيني و بين من ظلمني، اللّهم بيني و بين من قتل ولدي».


[بشارة المصطفى، ص 18.]


رفضها بيعة أبي بكر



أقول: لم نعثر لحدّ الآن على تاريخ معتبر يشهد بأنّ فاطمة بايعت الخليفة الأول، بل بقيت واجدة عليه إلى أن انتفلت إلى جوار ربّها.


فالسؤال الذي يطرح نفسه هو أنّه لماذا لم تبايع الخليفّة و نفت خلافته في حين لنا روايات كثيرة و صحيحة الأسناد باتّفاق الفريقين من أنّه: «من مات و ليس له إمام فموتنه موتة جاهلية».


[بحارالأنوار، ج 23، ص 41.]


فهل فاطمة- والعياذ بالله- ماتت موتة جاهلية، حيث لم تبايع أبابكر، أو أنّ أبابكر لم يكن خليفة للمسلمين حتّى تبايع. و تعمل بمفاد الخبر المرويّ عن رسول الله.


و لتوضيح المسألة و استنتاج القول المختار يجب بيان مقدّمات و أَمور:


أحدها: هل هذه الرواية من المسلّمات بين السنّة و الشيعة؟


و ثانيها: هل عدم البيعة يساوي الموتة الجاهلية لومات على تلك الحالة؟


أمّا المقدمة الأولى: فهذه الرواية مع اختلاف ألفاظها من الروايات المتقنة و المشهورة بين السنّة و الشيعة، و قد رووها بأسناد مختلفة و كثيرة عن النبيّ صلى الله عليه و آله.


فتقل الطيالسي عن ابن عمر: «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية»


[مسند الطيالسي، ص 1259.] و نقل أيضاً بتعابير أخرى: «كمن مات و لا طاعة عليه مات...»


[تاريخ البخاري، ج 6، ص 445؛ مسند ابن أبي شيبة، ج 15، ص 38.] أو: «من مات و ليس له إمام...»


[صحيح ابن حبان: ج 7،ص 49؛ مسند أحمد، ج 3، ص 446؛ مجمع الزوائد، ج 5، ص 223؛ مسند زيد، ص 422.] أو «من مات و لا بيعه عليه»


[طبقات ابن سعد ، ج 5، ص 144.]


أو «من مات ليس عليه إمام فميتة جاهلية...».


[المعجم الكبير، 7 ج 10، ص 350؛ كشف الأستار، ج 2، ص 252.]


و أمّا عند الشيعة فثابت و متواتر و منقول في الكتب الحديثية قديماً و حديثاً.


فعن الكليني عن الصادق، عن النبيّ قال: «من مات و ليس عليه إمام فميتته جاهلية فقلت: قال ذلك رسول الله صلى اللَّه عليه و آله؟ فقال: إي والله قد قال: قلت: فكلّ من مات و ليس له إمام فميتته جاهلية؟! قال: نعم.


[الكافي، ج 1، ص 376.]


و في المحاسن للبرقي


[المحاسن، ج 1، ص 153.] والعياشي


[العياشي، ج 1، ص 252.] بعين ما روي عن الكليني في الكافي.


و أمّا العلّامة المجلسي فقد ذكر هذه الروايات بمختلف ألفاظها مثلاً: «من مات و هو لا يعرف إمامه»، «من مات ليس له إمام»، «من مات بغير إمام جماعة»، «من بات ليلة لا يعرف فيها...»، «من مات لا يعرف أئمّته مات ميتة جاهلية»، «من مات و ليس له إمام يعرفه»، «من لا يعرف إمام زمانه»، «من مات و ليس في عنقه بيعة»، من مات ليس في رقبته بيعة لإمام مات...»


[بحارالأنوار، ج 23، ص 21، 76- 79، 84، 86، 88، 89، 94، و ج 27، ص 126.] إلى آخر ما ذكر.


و ثبت بهذا أنّ هذه الرواية متّفق عليها بين السنّة و الشيعة و لا غبار عليها.


و أمّا المقدّمة الثانية- التي هي حصيلة المقدّمة الأولى-: و هي الميتة الجاهلية إن لم يبايع إمام زمانه فمات، و هذا صحيح كما أشار به الإمام الصادق عليه السلام فلا شبهة فيه.


فالسؤال هو أنّ فاطمة لمّا لم تبايع أبابكر فهي إمّا ماتت- والعياذ بالله- ميتة جاهلية أو أنّ الإعراض عن بيعته دليل واضح على أنّه لم يكن إماماً و خليفة، و حيث إنّ فاطمة غضبت على أبي بكر و هجرته إلى أن ماتت يدّل على أنّها لم ترض عنها و لمّا لم ترض عنها فشملته الرواية المروية سنّة و شيعة أنّه قال النبيّ لها: «يا فاطمة! الله عزّ و جلّ يغضب لغضبك و يرضى لرضاك».


[ذخائر العقبى، ص 39؛ أسد الغابة، ج 5، ص 522، تهذيب التهذيب، ج 12، ص 469، صحيح البخاري، ج 2، ص 302 ينابيع المودّة، ص 174؛ مسند فاطمة، ص 52؛ كنز العمال، ج 12، ص 111؛ فاطمة الزهراء، ص 94؛ تهذيب الكمال، ج 35، ص 250.] و من غضب عليه الربّ فكيف يكون خليفة له و طاعته طاعة الله عزّ و جلّ حتّى تطيعه الزهراء و تبايعه؟ فتأمّل جيّداً.


الدفاع عن عليّ عند قبر حمزة



و كانت تقضي بعض أيّامها بالبكاء على أبيها عند قبور الشهداء و خاصة عند قبر عمّها سيّد الشهداء حمزه عليه السلام و يحتمل أن يكون هذا العمل منها لما منعوها عن البكاء،فكانت تخرج بعيداً عن الناس و تبكي عند قبر حمزة:


و يحتمل أيضاً أنّها كانت تزور حمزة بعد أبيها في كلّ أسبوع مرّتين كما كانت تزوره في حياة أبيها و تبكي هناك، قال محمود بن لبيد: لما قبض رسول اللَّه كانت فاطمة تأتي قبور الشهداء و تأتي قبر حمزة و تبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة


فوجدتها صلوات اللَّه عليها تبكي هناك، فأمهلتها حتّى سكنت، فأتيتها و سلّمت عليها و قلت: يا سيّدة النسوان، قد والله قطعت أنياط قلبي من بكائك فقالت: «يا أباعمر يحقّ لي البكاء، فلقد أصبت بخير الآباء رسول الله، واشوقاه إلى رسول الله- ثمّ انشأت تقول:-




  • إذا مات يوماً ميّت قلّ ذكره
    و ذكر أبي والله مذمات أكثر»



  • و ذكر أبي والله مذمات أكثر»
    و ذكر أبي والله مذمات أكثر»




قلت: سيّدتي إنّي سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري؟ قالت: «سل»، قلت: هل نصّ رسول الله قبل وفاته على عليّ بالإمامة؟ قالت: «واعجباه أَنسِيتم يوم غدير خم»؟! قلت: قد كان ذلك، و لكن أخبريني بما أُشير إليك. قالت: «أشهد الله تعالى لقد سمعته يقول: عليّ خير من أُخلفه فيكم، و هو الإمام و الخليفة بعدي و سبطاي و تسعة من صلب الحسين، أئمة أبرار، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، و إن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة.



قلت: يا سيّدتي ما باله قعد عن حقّه؟ قالت:
يا أباعمر لقد قال رسول الله: و مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتى و لا يأتي،- أو قالت:- مثل عليّ الكعبة- ثمّ قالت:- أما والله لو تركوا الحقّ على أهله واتّبعوا عتر نبيّه لما اختلف في الله اثنان، و لورثها سلف عن سلف و خلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين، ولكن قدّموا مَن أخّره الله و أخّروا مَن قدّمه الله، حتّى إذا ألحدوا المعبوث و أودعوا الجدث المجدوث اختاروا بشهوتهم و عملوا بآرائهم تبّاً لهم، أوَلم يسمعوا الله يقول: (و ربّك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة) بل سمعوا، ولكنّهم كما قال الله سبحانه: (فإنّها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم و نسوا آجالهم، فتعساً لهم و أضلّ أعمالهم، أعوذ بك من الحور بعد الكور».


[الكوكب الدرّي، ص 233، كفاية الأثر، ص 197.

.


والدفاع عن مظلومية عليّ بن أبي طالب



و دخلت أمّ سلمة على فاطمة عليهاالسلام فقالت لها: كيف أصحبت عن ليلتك يا بنت رسول الله قالت: «أصبحت بين كمد و كرب، فقد النبيّ و ظلم الوصيّ (هتك


[الإضافة أثبتاها من بحارالأنوار، ج 43، ص 156.

) والله حجابه، أصبحت


إمامته مقتصّة على غير ما شرع الله في التنزيل و سنّها النبيّ في التأويل، ولكنّها أحقاد بدرية و تِرات أحديّة كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لإمكان الوشاة، فلما استهدف الأمر أرسلت علينا شآبيب الآثار من مخيلة الشقاق فيقطع وتر الإيمان من قسيّ صدورها، و ليس عليّ ما وعد الله من حفظ الرسالة و كفالة المؤمنين أحرزوا عائدتهم غرور الدنيا بعد انتصار ممّن فتك بآبائهم في مواطن الكروب و منازل الشهادات».


[مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 205.]]


مع نساء المهاجرين و الأنصار



لمّا سمعت نساء المهاجرين و الأنصار خبر علّة فاطمة بنت رسول الله اجتمعن و ذهبن إلى بيت فاطمة؛ لعيادتها كما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن سُويد بن غفلة قال:


لمّا مرضت فاطمة عليهاالسلام المرضة التي توفّيت فيها اجتمع إليها نساء المهاجرين و الأنصار يعدنها فقلن لها: كيف أصبحت من علّتك يا ابنه رسول الله ؟ فحمدت الله و صلّت على أبيها صلى اللَّه عليه و آله ثمّ قالت: «أصبحت والله عائفة لدنيا كنّ، قالية لرجالكنّ، لفظتم بعد أن عجمتم و شنأتم بعد أن سبرتم، فقبحاً لفلول الحدّ و اللعب بعد الجدِّ و قرع الصفاة و صدع القناة و خطل الآراء و زلل الأهواء، و بئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليه و في العذاب هم خالدون، لا جرم لقد قلّدتهم ربقتها، و حملتهم أوقتها و شنت عليهم غارها، فجدعها، و عقراً و بعداً للقوم الظالمين.


و يحهم أين زعزعوها عن رواسي الرسالة و قواعد النبوّة و الدلالة و مهبط الروح الأمين، و الطبّين بأمور الدنيا و الدين، ألا ذلك هو الخسران المبين.


و ما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا منه واللهِ نكير سيفه، و قلّة مبالاته بحتفه، و شدّة و طأته، و نكال وقعته و تنمره في ذات الله. و تالله لو مالوا عن المحجّه اللائحة و زالوا عن قبول الحجّة الواضحة لردّهم إليها، و حملهم عليها، و لساربهم سيراً سجحاً لا يكلم خشاشه و لا يكلّ سائره و لا يملّ راكبه، و لأوردهم منهلاً نميراً صافياً رويّاً تطفح ضفتاه و لا يترنق جانباه و لأصدرهم بطاناً، و نصح لهم سرّاً و إعلاناً و لم يكن يحلى من الغنى بطائل و لا يحظي من الدنيا بنائل، غير ريّ الناهل، و شبعة الكافل، و لَبان لهم الزاهد من الراغب،


والصادق من الكاذب، و لو أنّ أهل القرى آمنوا و اتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض، ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون، والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا و ما هم بمعجزين، ألا هلمّ فاستمع و ما عشت أراك الدهر عجباً، و إن تعجب فعجب قولهم، ليت شعري إلى أيّ سناد استندوا و على أيّ عماد اعتمدوا، و بأيّة عروة تمسّكوا، و على أيّة ذرّية أقدموا و احتنكوا؟ لبئس المولى العشير، و بئس للظالمين بدلاً استبدلوا والله الذُّنابى بالقوادم والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، و يحهم أفمن يهدي إلى الحقّ أحّق أن يتبع أمَّن لا يهدّي إلّا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون؟


أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثمّ احتلبوا مل ء القعب دماً عبيطاً و ذعافاً مبيداً، هنالك يخسر المبطلون و يعرف التالون، غبّ ما أسَّس الأوّلون ثمّ طيبوا عن دنياكم أنفساً، واطمأنوا للفتنة جأشاً، و أبشروا بسيف صارم و سطوة معتد غاشم و بهرج شامل و استبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيداً و جمعكم حصيداً، فياحسرة لكم و أنّى بكم و قد عميت عليكم أنلزمكموها و أنتم لها كارهون»؟


قال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها عليهاالسلام على رجالهنّ، فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين و الأنصار معتذرين، و قالوا: يا سيّدة النساء لو كان أبوالحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد و نحكم العقد، بما عدلنا عنه إلى غيره فقالت: إليكم عنّي فلا عذر بعد تعذيركم و لا أمر بعد تقصيركم.


[الاحتجاج، ج 1، ص 147، بحارالأنوار، ج 43، ص 159؛ الصراط المستقيم، ج 1، ص 171؛ أمالي الطوسي، ص 375.]


غصب فدك



من المسائل المهمّة المبحوث عنها في حياة الصدّيقة الكبرى عليهاالسلام قضية فدك، تلك القضية التي أُخذت من فاطمة وقتها لإثبات أنّ ذلك لها دون غيرها، و أنّ النبيّ و هبها لها في حياته، فمن اللازم أن نوقف القارئ الكريم في هذا الفصل على موقع فدك، و الوثائق التاريخية على ملكيّة فاطمة لفدك في حياة أبيها رسول الله، و الهدف من غضب فدك و الدفاع عن ذلك خطبةً و استشهاداً و بعض الحوارات المرتبطة بهذه المسألة.


موقع فدك



و أمّا موقع فدك- كما صرّح به الحموي في معجمه-: قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان، و قيل: ثلاثة


[معجم البلدان، ج 4، ص 238.]] و قال الطريحي: فدك- بفتحتين- قرية من قرى اليهود بينها و بين مدينة النبيّ يومان، و بينها و بين خيبر دون مرحلة.


[مجمع البحرين، ص 419.]


كيفية استيلاء النبيّ على فدك



قال الحموي: أفاءها الله على رسوله صلى اللَّه عليه و آله في سنّة سبع صلحاً؛ و ذلك أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله لمّا نزل خيبر و فتح حصونها و لم يبق إلّا ثلث و اشتدّبهم الحصار راسلوا رسول الله صلى اللَّه عليه و آله يسألونه


أن ينزلهم على الجلاء، و فعل و بلغ ذلك أهل فدك، فأرسلوا إلى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم و أموالهم، فأجابهم إلى ذلك، فهي ممّا لم يوجف عليه. بخيل و لاركاب، فكانت خالصة لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله و فيها عين فوّارة و نخيل كثيرة...


[معجم البلدان، ج 4، ص 238 و قال القميّ: «و كان دخلها في رواية الشيخ عبدالله بن حماد الأنصاري أربعة و عشرين ألف دينار في كل سنّة، و في رواية غيره سبعين ألف دينار؛ سفينة البحار، ج 1، ص 351.]


و قال الطريحى: و هي ممّا أفاء الله على رسول... و كانت لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله، لأنّه فتحها هو و أميرالمؤمنين و لم يكن معهما أحد فزال عنها حكم الفي ء و لزمها اسم الأنفال...


[مجمع البحرين، ص 419.]


و نقل ابن أبي الحديد عن كتاب الجوهري: أنّ رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لمّا فرغ من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا إلى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله، فصالحوه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطريق، أو بعد ما أقام بالمدينة، فقيل ذلك منهم، و كانت فدك لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله خالصة له؛ لأنّه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.


[شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 210.]


فلا شكّ أنّه بشهادة هؤلاء أنّ فدك كانت خالصة لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله. و لما كانت لرسول الله خالصة فله أن يتصرّف فيها، أويهبها للآخرين، أو يوقفها على المسلمين، أو يبقيها على حالها فيرثها ورثته من بعده فالسؤال هو هل وهبها النبيّ في حياته إلى ابنته فاطمة أو أبقاها على حالها أو، أوقفها على المسلمين؟


إعطاء النبيّ فدكاً لفاطمة



أقول: نقل المؤرّخون و المفسّرون أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله أعطى فدكاً لفاطمة و هو حيّ، و ذلك بعد نزول الآية الشريفة «و آت ذاالقربى حقّه»، و إليك ما نقلوا:


1. روى السيوطي في الدرّ المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: (و آت ذاالقربى حقّه) في سورة الإسراء قال: و أخرج البزار و أبويعلى و ابن أبي حاتم و ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية (و آت ذاالقربى حقّه) دعا رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فاطمة سلام الله عليها فأعطاها فدكاً.


[فضائل الخمسة، ج 3، ص 136، القطرة، ص 220.]


2. و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لمّا نزلت (و آت ذاالقربى حقّه) أقطع رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فاطمة سلام الله عليها فدكاً.


[نفس المصدر.]


3. و روى الحاكم الحسكاني الحنفي النيسابوري بسنده عن أبي سعيد قال: لما نزلت (و آت ذاالقربى حقّه) أعطى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فاطمة فدكاً.


[شواهد التنزيل، ج 1، ص 338؛ القطرة، ص 220.]


4. و روى الطبرسي عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزل قوله: (و آت ذاالقربى حقّه) أعطى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فاطمة فدكاً.


[مجمع البيان، ج 6، ص 634.]


5. و روى القاضي نعمان عن أبي سعيد الخدري أنّ الله عزّ و جلّ لما أنزل على رسول صلى اللَّه عليه و آله: (و آتِ ذاالقربى حقّه) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً.


[شرح الأخبار، ج 3، ص 27؛ تفسير فرات الكوفي، ص 85.]


6. و روى العياشي عن عبدالرحمن، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «لما أنزل الله (و آتِ ذاالقربى حقّهُ و المسكين) قال رسول الله: يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربى؟


قال: هم أقاربك، فدعا حسناً و حسيناً و فاطمة فقال: إن ربّي أمرني أن أعطيكم ممّا أفاء الله عليّ قال: أعطيتكم فدك».


[تفسير العيّاشي، ج 2، ص 287؛ البرهان، ج 2، ص 414.]


7. و عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: كان رسول الله أعطى فاطمة فدكاً قال: «كان وقفها فأنزل الله (و آتِ ذاالقربى حقّه) فأعطاها رسول الله حقّها- قلت: رسول الله صلى اللَّه عليه و آله أعطاها؟ قال:- بل الله أعطاها).


[نفس المصدر.]


8. و عن عطية العوفي: قال: لمّا افتتح رسول الله خيبر و أفاء الله عليه فدك، و أنزل عليه (و آت ذاالقربى حقّه) قال: «يا فاطمة لك فدك».


[نفس المصدر.]


9. و عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: «أقطع رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فاطمة فدك».


[بحارالأنوار، ج 8، ص 103، الطبعة الحجرية.]


حكمة إعطاء فدك لفاطمة:



لقد مرّبنا قريباً أنّ حكمة إعطاء فدك لفاطمة هو أنّ الله عزّ و جلّ أمر نبيّه صلى اللَّه عليه و آله بإعطاء فدك لفاطمة، كما يظهر من الرواية السادسة. أو أنّ الله أعطاها على يد رسوله كما يظهر من الرواية السابقة.، و لإعطاء فدك إلى فاطمة حكمة أخرى كما ذكرها المحدّث القميّ قال:


«قال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله لفاطمة صلوات الله عليها: قد كان لأمّك خديجة على أبيك محمد صلى اللَّه عليه و آله مهر، و أنّ أباك قد جعلها- أي فدك- لك بذلك، و أنحلتكها تكون لك ولولدك بعدك، و كتب كتاب النحلة عليّ عليه السلام في أديم و شهد عليه السلام على ذلك و أمّ أيمن و مولى لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله».


[سفينة البحار، ج 1، ص 351.]


تصرّف فاطمة في فدك في حياة النبيّ



و لنا أدلّة و شواهد قطعية على أنّ فدك كانت في تصرّف فاطمة حال حياة النبيّ و بعده إلى أن أُخذت منها قهراً، كما أشار بذلك الإمام أميرالمؤمنين و فاطمة عليهاالسلام و الإمام موسى بن جعفر عليه السلام:


1. روى الصدوق في العلل بسنده عن أبي عبدالله قال: «لمّا منع أبوبكر فاطمة عليهاالسلام فدكاً و أخرج وكيلها جاء أميرالمؤمنين إلى المسجد و أبوبكر جالس و حوله المهاجرون و الأنصار فقال: يا أبابكر لِمَ منعت فاطمة عليهاالسلام ما جعله رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لها و وكيلها فيه منذ سنين؟...».


[علل الشرائع، ص 226.]


2. و روى الكليني حديثاً عن نقاش الإمام موسى بن جعفر المهدي حول فدك فقال: «فدعاها رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فقال لها: يا فاطمة إنّ الله أمرني أن أدفع إليك فدك، فقالت: قد قبلتُ يا رسول الله من الله و منك، فلم يزل و كلاؤها فيها حياة رسول الله صلى اللَّه عليه و آله، فلمّا ولّي أبوبكر أخرج عنها و كلاءها فأتته فسألته أن يردّها عليها...».


[الكافي، ج 1، ص 542.]


3 و روى عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عثمان بن عيسى و حماد بن


/ 28