حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الملائكة إلى الله فقالوا: إلهنا و سيّدنا أعلمنا ما مهر فاطمة لنعلم و نتبيّن أنّها أكرم الخلق عليك، فأوحى الله إليهم: يا ملائكتي و سلطان سماواتي أشهدكم أنّ مهر فاطمة بنت محمد نصف الدنيا».

[دلائل الإمامة، ص 18.]

سبعون ألف ملك ليلة زفاف فاطمة


و عن ابن عباس: «لمّا أن كانت ليلة زفّت فيها فاطمة إلى عليّ عليه السلام كان النبي صلى اللَّه عليه و آله قدّامها و جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن يسارها، و سبعون ألف ملك من ورائها يسبّحون الله و يقدّسونه حتّى طلع الفجر».

[كشف اليقين، ص 244؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 92؛ شرح الأخبار، ج 3، ص 28.]

إن الله أشهد على تزويج فاطمة ألف ألف ملك


عن أنس بن مالك قال: «بينما رسول الله جالس إذ جاء عليّ فقال: يا عليّ ما جاء بك؟ قال: جئت أسلّم عليك قال: هذا جبرئيل يخبرني أنّ الله تعالى زوّجك فاطمة، و أشهد على تزويجها ألف ألف ملك أوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدّر و الياقوت، فابتدرت إليهنّ الحور و هنّ يتهادينه بينهنّ إلى يوم القيامة».

[إعلام الورى، ص 157.]

حديث الملائكة مع فاطمة و هي قائمة في محرابها


كانت الملائكة تهبط إلى الأرض بأمر ربّها و تنادي فاطمة عليهاالسلام و هي قائمة في محرابها كما كانت تنادي مريم ابنة عمران.

روى الصدوق في العلل بسنده عن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن عليّ قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: «أنّما سمّيت فاطمة عليهاالسلام محدّثة؛ لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة إنّ الله اصطفاك و طهّرك و اصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لرّبك و اسجدي و اركعي مع الراكعين، فتحدّثهم و يحدّثونها فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نساء العالمين

مريم بنت عمران فقالوا: إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها، و إنّ الله جعلك سيّدة نساء عالمك و عالمها و سيّدة نساء الأوّلين و الآخرين».

[علل الشرائع، ص 216؛ دلائل الإمامة، ص 10؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 78؛ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 360؛ أمالي الصدوق، ص 437.]

إن الله وكّل بها رعيلاً من الملائكة


و من نِعَم الله تبارك و تعالى على بهجة قلب المصطفى أنّه جعل ملائكته خَدَماً للزهراء، و جعلهم يحفظونها من بين يديها و من خلفها و يعملون لها و يعينونها، فكانوا معها في الدنيا إلى أن انتقلت إلى دار الآخرة، كما رواه لنا الصادق عليه السلام عن أبيه، عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قال: «ألا و أزيدكم من فضلها، إنّ الله قد و كلّ بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها و من خلفها عن يمينها و عن شمالها، و هم معها في حياتها و عند قبرها و عند موتها، يكثرون الصلاة عليها و على أبيها و بعلها و بنيها».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 58.]

و جبرئيل كان يعين فاطمة


روي في المناقب عن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عليه السلام قال: «بعث رسول الله صلى اللَّه عليه و آله سلماناً إلى فاطمة (قال): فوقفت بالباب وقفة حتّى سلّمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوّا و تدور الرحى من برّا، ما عندها أنيس، فتبسّم رسول الله و قال: يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها و جوارحها إيماناً إلى مشاشها، تفرغّت لطاعة الله فبعث الله ملكاً اسمه زوقابيل، و في خبر آخر، جبرئيل فأدرا لها الرحى و كفاها الله مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 338.]

و كان يأتيها و يطيب نفسها


لمّا قبض النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و لحقها من الحزن ما لا يعلمه إلّا الله كان جبرئيل يأتيها و يسلّيها.

قال القطب الراوندي: و قال أبوعبدالله عليه السلام: «فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى اللَّه عليه و آله خمسة

و سبعين يوماً، و كان دخلها حزن شديد على أبيها، و كان جبرئيل يأتيها و يطيّب نفسها، و يخبرها عن أبيها بمكانه، و يخبرها بما يكون بعده في ذرّيتها، و كان عليّ يكتب ذلك».

[الخرائج و الجرائح، ج 2، ص 526.]

أقول: و لقد تعرّضنا لهذا البحث في باب أنّها محدّثة، و في بحث مصحف فاطمة كلّ ما ورد بهذا الصدد، فراجع و لانعيد.

سلام فاطمة على جبرئيل و ملك الموت


عن زيد بن عليّ عليه السلام أنّ فاطمة لمّا احتضرت سلّمت على جبرئيل و على النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلّمت على ملك الموت، و سمعوا حسّ الملائكة و وجدوا رائحة طيبة كأطيب ما يكون من الطيب.

[بحارالأنوار، ج 43، ص 200.]

و سنذكر إن شاء الله بقية ما ورد من موقف الملائكة في كيفية حشر الصدّيقة الطاهرة في يوم القيامة.

مقام السيدة فاطمة في القيامة


أمّا يوم القيامة و المحشر فذلك اليوم المهشود الذي يبدّل الله خوفها أماناً، و يعرّفها للخلق بعد أن جهلوا قدرها، و يحكم لها و يأخذ بحقّها من ظالميها و قاتلي أولادها.

فيوم القيامة هو ذلك اليوم الذي يعطيها الله ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، و إليك أحوالها من زمان نشرها إلى دخولها الجنّة.

كيفيّة حشرها


قال ابن عباس: سمعت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام يقول: «دخل رسول الله صلى اللَّه عليه و آله ذات يوم على فاطمة و هي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بُنيّة؟

قالت: يا أبه ذكرتُ المحشر و وقوف الناس عراة يوم القيامة، قال: يا بنيّة إنّه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل عن الله عزّ و جلّ أنّه قال: أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة

أنا، ثمّ أبي إبراهيم، ثمّ بعلك عليّ بن أبي طالب، ثمّ يبعث إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور، ثمّ ياتيك إسرافيل الحلل فتلبسينها، و يأتيك زوقائيل بنجيبة من نور، زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفّة من ذهب فتركبينها، و يقود زوقائيل بزمامها و بين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح، فإذا جَدَّ بك السير استقبلتك سبعون ألف حوراء يستبشرون بالنظر إليك، بيد كلّ واحدة منهنّ مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار، و عليهنّ أكاليل الجوهر المرصّع بالزبرجد الأخضر، فيسرن عن يمينك، فإذا سرت مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك، استقبلتك مريم بنت عمران في مثل من معك من الحور، فتسلّم عليك و تسير هي و مَن معها عن يسارك، ثم تستقبلك أمّك خديجة بنت خويلد، أوّل المؤمنات بالله و رسوله و معها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير، فإذا قربت من الجمع استقبلك حوّاء في سبعين ألف حوراء و معها آسية بنت مزاحم فتسير هي و مَن معها معك».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 225.]

حضور فاطمة في المحشر


ثمّ قال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: «فإذا توسّطت الجمع، و ذلك أنّ الله يجمع الخلائق في صعيد واحد فتستوي بهم الأقدام، ثمّ ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق: غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة الصدّيقة بنت محمد صلى اللَّه عليه و آله و مَن معها، فلا ينظر إليك يومئذٍ إلّا إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله و سلامه عليه و عليّ بن أبي طالب، و يطلب حوّاء فيراها مع أمّك خديجة أمامك، ثمّ ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة بأيديهم ألوية النور، و تصطفّ الحور العين عن يمين المنبر و عن يساره، و أقرب النساء معك عن يسارك حوّاء و آسية، فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرئيل عليه السلام فيقول لك: يا فاطمة سلي حاجتك فتولين: يا ربّ أرني الحسن و الحسين، فيأتيانك و أوداج الحسين تشخب دماً و هو يقول: يا ربّ خذ لي اليوم حقي ممّن ظلمني...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 225.]

معاشر الخلق غضوا أبصاركم


سأل سلمان الفارسي يوماً النبيّ لِأنَ يبيّن له فضل فاطمة في يوم القيامة بقوله: يا مولاي سألتك بالله إلّا أخبرتني بفضل فاطمة يوم القيامة قال: فأقبل النبيّ صلى اللَّه عليه و آله ضاحكاً و مستبشراً ثمّ قال: «و الذي نفسي بيده إنّها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة، رأسها من خشية الله، و عيناها من نور الله، و حطامها من جلال اللَّه، و عنقها من بهاء الله، و سنامها من رضوان الله، و ذَنَبها من قدس الله و قوائمها من مجد الله، إن مشت سبّحت و إن رغت قدّست، عليها هودج من نور فيه جارية إنسية حورية عزيزة جمعت فخلقت و صنعت، و مثلث من ثلاثه أصنام فأوّلها من مسك أذفر و أوسطها من العنبر الأشهب و آخرها من الزعفران الأحمر، عجنت بماء الحيوان لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت، ولو أخرجت ظفر من خنصرها إلى دارالدنيا يغشي الشمس و القمر، جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن شمالها و عليّ أمامها، و الحسن و الحسين وراءها، والله يكلأها و يحفظها، فيجوزون في عرصة القيامة، فإذا النداء من قبل الله تعالى: معاشر الخلق غضّوا أبصاركم و نكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت نبيكم زوجة عليّ إمامكم أمّ الحسن و الحسين، فتجوز الصراط و عليها ريطتان بيضاوان، فإذا دخلت الجنّة و نظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة قرأت (بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور الذي أحلّنا دارالمقامة من فضله لا يمسّنا فيها نَصَب و لا يمسّنا فيها لغوب) قال: فيوحي الله عزّ و جلّ إليها: يا فاطمة سليني أعطك و تمنّي عليَّ أُرضيك، فتقول: إلهي أنت المنى و فوق المنى، أسألك أن لا تعذّب محبّي و محبّي عترتي بالنار فيوحي الله إليها: يا فاطمة و عزّتي و جلالي و ارتفاع مكاني لقد آليتُ على نفسي من قبل أن أخلق السماوات و الأرض بألفي عام أن لا أعذّب محبيّك و محبّي عترتك بالنار».

[القطرة، ص 192.]

شكوى فاطمة عند قائمة العرش


لمّا تحشر فاطمة عليهاالسلام في يوم القيامة و ترى ما أعدّ الله لها من الكرامة، تأتي فتتعلّق

بقائمة العرش، و تشكو الله جلّ و علا الذين ظلموها و غصبوا حقّها و قتلوا ولدها، و معها ثياب مصبوغة بالدماء تسأل الله عزّ و جل أن يحكم بينها و بين مَن قتل ولدها الحسين.

روى ابن المغازلي في المناقب بسنده عن علّي بن أبي طالب قال: «قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: تحشر ابنتي فاطمة و معها ثياب مصبوغة بدم، فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش و تقول: يا عدل يا جبّار احكم بينى و بين قاتل ولدي قال: فيكم لابنتي و ربّ الكعبة».

[مناقب ابن المغازلي، ص 63؛ عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 25.]

و في خبر آخر «تحشر فاطمة و تخلع عليها الحلل، و هي آخذة بقميص الحسين ملطّخ بالدم و قد تعلّقت بقائم العرش تقول: ربّ احكم بيني و بين قاتل ولدي الحسين فيؤخذ لها بحقّها».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 327.]

صرخة الزهراء في يوم القيامة لمّا ترى الحسين


و هنا أحاديث مختلفة تمثّل كيفية ورود الحسين في المحشر و صرخة الزهراء حينما ترى ولدها الحسين بتلك الحالة، أو تطلب من الله جلّ و علا أن يريها الحسين فيأتي و أوداجه تشخب دماً.

روى الصدوق بسنده عن محمد بن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله قال: «قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليهاالسلام قبّة من نور، و أقبل الحسين صلوات الله عليه، رأسه في يده، فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا عبد مؤمن إلّا بكى لها فيمثّل الله عزّ و جل رجلاً لها في أحسن صورة و هو يخاصم قتلته بلا رأس، فيجتمع الله قتلته و المجهزين عليه و من شرك في قتله، فيقتلهم حتّى أتى على آخرهم ثمّ ينشرون فيقتلهم أميرالمؤمنين عليه السلام ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسن عليه السلام ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسين، ثمّ ينشرون فلا يبقى من ذرّيتنا أحد إلّا قتلهم قتله، فعند ذلك يكشف الله الغيظ و ينسي الحزن».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 221.]

و روي أيضاً بسنده عن شريك يرفعه قال: قال رسول الله: «إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة صلوات الله عليها في لمّة من نسائها فيقال لها: ادخلي الجنة فتقول: لا أدخل حتّى

أعلم ما صنع بولدي من بعدي؟ فيقال لها: انظري في قلب القيامة فتنظر إلى الحسين صلوات الله عليه قائماً و ليس عليه رأس، فتصرخ صرخة و أصرخ لصراخها و تصرخ الملائكة الصراخنا، فيغضب الله عزّ و جل لنا عند ذلك فيأمر ناراً يقال لها: هبهب قد أوقد عليها ألف عام حتّى اسودّت، لا يدخلها روح أبداً و لا يخرج منها غمّ أبداً فيقال لها: التقطي قتلة الحسين صلوات الله عليه و حملة القرآن فتلتقطهم...».

[نفس المصدر، ص 222.]

قال العلّامة المجلسي: «والمراد بحملة القرآن الذين ضيّعوة و حرّفوه».

[نفس المصدر، ص 222.]

و روى ابن طاووس عن الحسين بن علي عليه السلام قال: «و لتلقين فاطمة أباها شاكية مالقيت ذرّيتها من أمّته، و لا يدخل الجنّة أحد آذاها في ذرّيّتها».

[مقتل الحسين، ص 12.]

شفاعة فاطمة من محبّيها في المحشر


و لقد تمرّ الزهراء فاطمة صلوات الله عليها في المحشر قاصدة الجنّة بأمر ربّها، ولكن لا تدخل الجنّة إلّا و تسأل ربّها في محبّيها و يعطيها ما سألت:

1. روى الصدوق بسنده عن الباقر قال: سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: «إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنّة مدبّجة الجنبين، خطامها من لؤلؤ رطب، قوائمها من الزمرّد الأخضر، ذَنَبها من المسك الأذفر، عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبّة من نور يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها، داخلها عفو الله و خارجها رحمة الله، على رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركناً، كلّ ركن مرصّع بالدّر و الياقوت يضي ء كما يضي ء الكوكب الدّريّ في أفق السماء، و عن يمينها سبعون ألف ملك، و عن شمالها سبعون ألف ملك و جبرئيل، آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته: غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة بنت محمد صلى اللَّه عليه و آله فلا يبقى يومئذٍ نبيّ و لا رسول و لا صدّيق و لا شهيد إلّا غضّوا أبصارهم حتّى تجوز فاطمة، فتسير حتّى تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فتزجّ بنفسها عن ناقتها و تقول: إلهي و سيّدي احكم بيني و بين مَن ظلمني، اللهمّ احكم بيني و بين من قتل ولدي، فإذا النداء من قِبَل الله جلّ جلاله:

يا حبيبتي و ابنة حبيبي سليني تعطى واشفعي تشفّعى، فوعزّتي و جلالي لا جازني ظلم ظالم، فتقول، إلهي ذرّيّتى و شيعتي و شيعة ذرّيتي و محبّي و محبّي ذرّيتي، فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله: أين ذرّيّة فاطمة و شيعتها و محبّوها و محبّو ذرّيّتها، فيقبلون و قد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة عليهاالسلام حتّى تدخلهم الجنّة».

[أمالي الصدوق، ص 16؛ إرشاد القلوب، ج 2، ص 25 ملخّصاً؛ بشارة المصطفى، ص 18؛ روضة الواعظين، ص 149؛ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 326؛ ذخائر العقبى، ص 48؛ المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 153.]

2. قال صلى اللَّه عليه و آله: «و كأنّي أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور، عن يمينها سبعون ألف ملك، و عن يسارها سعبون ألف ملك، و بين يديها سبعون ألف ملك، و خلفها سبعون ألف ملك، تقود مؤمنات أمّتي إلى الجنّة، فأيّما امرأة صلّت في اليوم و الليلة خمس صلوات، و صامت شهر رمضان، و حجّت بيت الله الحرام، و زكّت مالها، و أطاعت زوجها، و والت علّياً بعدي دخلت الجنّة بشفاعة ابنتي فاطمة و...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 24؛ أمالي الصدوق، ص 437.]

3. و عن تفسير فرات الكوفي بسنده عن جابر، عن أبي جعفر قال: «... فإذا صارت عند باب الجنّة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك و قد أمرت بك إلى جنّتي فتقول: يا ربّ أحببتُ أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم؛ فيقول الله: يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه لك أو لأحد من ذرّيّتك، خذي بيده فأدخليه الجنّة، قال أبوجعفر: والله يا جابر إنّها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها و محبّيها كما يلتقط الطير الحبّ الجيّد من الحبّ الردي ء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنّة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا فيقول الله عزّ و جل: يا أحبّائي ما التفاتكم و قد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي فيقولون: يا ربّ أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم فيقول الله: يا أحبّائي ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحبّ فاطمة، انظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة، انظروا من كساكم لحبّ فاطمة، انظروا من سقاكم في حبّ، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حبّ فاطمة خذوا بيده و أدخلوه الجنّة...».

[تفسير فرات الكوفي، ص 114؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 64.]

4. روى الصدوق في العيون بسنده عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «لفاطمة عليهاالسلام و قفة على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل

مؤمن أو كافر، فيؤمر، بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبّاً فتقول: إلهي و سيّدى سمّيتني فاطمة و فطمت بي من تولّانى و تولّى ذرّيّتي من النار و وعدك الحقّ و أنت لا تخلف الميعاد، فيقول الله عزّ و جل: صدقت يا فاطمة إنّى سمّيتك فاطمة و فطمت بك مَن أحبّك و تولّاك و أحبّ ذرّيّتك و تولّاهم من النار و وعدي الحقّ و أنا لا أخلف الميعاد، و إنّما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه، فأُشفّعك، و ليتبيّن ملائكتي و أنبيائي و رسلي و أهل الموقف موقفك منّي و مكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده و أدخليه الجنّة».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 15.]

فاطمة تدخل الجنّة


و لمّا شفّعت فاطمة من أحبّها و مَن والى ولدها، و كذلك أخذت بحقّها ممّن ظلمها و ظلم أولادها و من قاتلي الحسين عليه السلام تمرّ على الصراط مع شيعتها كالبرق الخاطف لتدخل الجنّة.

قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لفاطمة: «فإذا بلغت باب الجنّة تلقّتك اثنتا عشر ألف حوراء، لم يتلقّين أحداً قبلك و لا يتلقّين أحداً بعدك، بأيديهم حراب من نور، على نجائب من نور، رحائلها من الذهب الأصفر و الياقوت، أزمّتها من لؤلؤ رطب، على كلّ نجيب نمرقة من سندس منضود، فإذا دخلت الجنّة تباشر بك أهلها، و وضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور، فيأكلون منها و الناس في الحساب و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون، و إذا استقرّ أولياء الله في الجنّة زارك آدم و من دونه من النبيّين، و إنّ في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد: لؤلؤة بيضاء منازل لنا و لشيعتنا، و الصفراء منازل لإبراهيم و آل إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 227.]

أشرقت الجنان من نور فاطمة


قال ابن شهر آشوب: «و جاء في كثير من الكتب منها كشف الثعلبي و فضائل

أبي السعادات في معنى قوله (لا يرون فيها شمساً و لا زمهريراً) أنّه قال ابن عباس: بينا أهل الجنّة في الجنّة بعد ما سكنوا رأوا نوراً أضاء الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قتل في كتابك المنزل على نبيّك المرسل: (لا يرون فيها شمساً...) فينادي مناد: ليس هذا نور الشمس و لا نور القمر، و إنّ عليّاً و فاطمة تعجّبا من شي ء فضحكا فأشرقت الجنان من نورهما».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 329؛ أمالي الصدوق، ص 232.]

نعم الله على فاطمة في القيامة


لقد أكرم الله جلّ و علا بنت نبيّه بما لاعين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، و إليك بعض ماورد:

1. تحشر ابنتي فاطمة و عليها حلّة الكرامة

عن عليّ عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة و عليها حلّة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان، فنتظر إليها الخلائق فيتعجّبون منها، ثمّ تكسى حلّة من حلل الجنّة على ألف حلّة مكتوب بخطّ أخضر: أدخلوا ابنة محمد صلى اللَّه عليه و آله الجنّة على أحسن صورة و أكمل هيبة و أتمّ كرامة و أوفر حظّ، فتزفّ إلى الجنّة كالعروس حولها سبعون ألف جارية».

[ذخائر العقبى، ص 48؛ عيون اخبار الرضا، ج 2، ص 29؛ مناقب المغازلي، ص 402؛ مقتل الخوارزمي، ص 52؛ ينابيع المودّة، ص 200.]

2. سبعون قصراً في الجنّة لفاطمة

و أخبر صلى اللَّه عليه و آله أنّه مرّ على قصر فاطمة حين دخل الجنّة حينما أُسري به إلى السماء واصفاً تلك القصور كما رواه ابن عباس عنه صلى اللَّه عليه و آله قال: «لمّا أسري بي و دخلت الجنّة بلغت إلى قصر فاطمة، فرأيت سبعين قصراً من مرجانة حمراء مكلّله أبوابها و حيطانها و أَسرّتها من عرق واحد».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 76.]

/ 28