حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


44. و عن الحسن بن عليّ عن أمّه فاطمة عن أبيها صلوات الله عليهم قال: «أخبرني جبرئيل عن كاتبي عليّ أنّهما لم يكتبا على عليّ ذنباً مذ صحباه».

[فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى، ص 752؛ بحارالأنوار، ج 38، ص 65.]

45. و عن زيد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين، عن عمته زينب بنت عليّ عليه السلام عن فاطمة قالت: «كان دخل إلى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله عند ولادتي الحسين عليه السلام فناولته إيّاه في خرقة صفراء، فرمى بها و أخذ خرقة بيضاء و لفّه فيها ثمّ قال: خذيه يا فاطمة فإنّه إمام ابن إمام أبوالأئمّة التسعة من صلبه أئمّة أبرار و التاسع قائمهم».

[كفاية الأثر، ص 193.]

46. و عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سألت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله عن الأئمّة فقالت: «كان رسول الله صلى اللَّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام: يا عليّ أنت الإمام و الخليفة بعدي و أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنك عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله تعالى به مشارق الأرض و مغاربها، فهم أئمّة الحقّ و ألسنة الصدق، منصور مَن نصرهم مخذول من خذلهم».

[كفاية الأثر، ص 195.]

47. و عن يعقوب بن محمد بن عليّ بن عبدالمهيمن بن عباس بن سعد الساعدي، عن أبيه قال: سألت فاطمة صلوات الله عليها عن الأئمّة فقالت: «سمعت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله يقول: الأئمّة بعدي عدد نقباء بنى أسرائيل».

[نفس المصدر، ص 197.]

48. و عن محمود بن لبيد قال: لما قبض رسول الله صلى اللَّه عليه و آله كانت فاطمة تأتي قبور الشهداء

و تأنى قبر حمزة و تبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة رضى اللَّه عنه فوجدتها صلوات الله عليها تبكي هناك فأمهلتها حتّى سكتت فأتيتها و سلّمت عليها و قلت: يا سيّدة السنوان قد و الله قطّعت أنياط قلبي من بكائك فقالت: «يا با عمر يحقّ لي البكاء و لقد أصبت بخير الآباء رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و اشوقاه إلى رسول الله... قلت: يا سيّدتي إنّي سائلك عن مسألة تلجلج في صدري.

قالت: سل، قلت: هل نصّ رسول الله صلى اللَّه عليه و آله قبل وفاته على عليّ بالإمامة؟ قالت: و اعجباه أنسيتم يوم غدير خم، قلت: قد كان ذلك ولكن أخبرينى بم أسرّ إليك، قالت: أُشهد الله تعالى لقد سمعته يقول: عليّ خير من أخلفه فيكم و هو الإمام و الخليفة بعدي و سبطي و تسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار، لئن اتّبعتموهم وجدتموهم هادين مهديّين و لئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة، قلت: يا سيّدتي فما باله قعد عن حقّه؟ قالت: يا با عمر لقد قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله مثل الإمام مثل الكعبة إذ تُؤتى و لا يأتي- أو قالت مثل عليّ- ثمّ قالت: أما و الله لو تركوا الحقّ على أصله اتّبعوا عترة نبيّه لما اختلف في الله تعالى اثنان، و لورثها سلف عن سلف و خلف بعد خلف حتّى يقوم قائمنا التاسع من ولد السحين، ولكن قدّموا من أخّره و أخّروا من قدّم الله حتّى إذا أُلحد المبعوث و أودعوه الحدث المحدوث و اختاروا بشهوتهم و عملوا بآرائهم، تبّاً لهم أَوَلم يسمعوا الله يقول:

(و ربّك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة)

[القصص، الآية 68.] بل سمعوا ولكنهم كما قال الله سبحانه (فإنّها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور)

[الحج، الآية 46.] هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم و نسوا آجالهم فتعساً لهم و أضل أعمالهم، أعوذ بك يا ربّ من الجور بعد الكور».

[كفاية الأثر، ص 198.]

49. روى الخزّاز بسنده عن أبي ذرّ الغفارى رحمه اللَّه قال: دخلت على رسول الله صلى اللَّه عليه و آله في مرضه الذي توفّي فيه، فقال: «يا أباذرّ ائتينى بابنتي فاطمة-. قال: فقمت و دخلت عليها

و قلت: يا سيّدة النسوان أجيبي أباك. قال: فلبت منحلها و أبرزت و خرجت حتّى دخلت على رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فلما رأت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله انكبّت عليه و بكت و بكى رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لبكائها و ضمّها إليه ثمّ قال:- يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك فأنت أول مَن تلحقين بي مظلومة مغصوبة، و سوف تظهر بعدي حسيكة النفاق و سمل جلباب الدين، و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض. قالت: يا أبة أين ألقاك؟ قال: تلقيني عند الحوض و أنا أسقي شيعتك و محبيّك و اُطرد أعداءك و مبغضيك. قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض؟ قال: تلقيني عند الميزان. قالت: يا أبه و إن لم ألقك عند الميزان؟ قال: تلقيني عند الصراط و أنا أقول: سلّم سلّم شيعة عليّ...».

[كفاية الأثر، ص 36.]

مناقب فاطمة


و لفاطمة عليهاالسلام صفات بارزة و مناقب عالية قلّما ينالها الإنسان مهما وصل إلى أعلى مراتب الكمال، فهي التي ترعرت و نشأت في خير بيئة، نشأت في حجر أبيها رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و أخذت عنه صفاته الحميدء و ضمّتها إلى صفاتها، فصارت معدن العلم و الكمال و معدن الصفات الإنسانية، كما قال النبيّ رسول الله صلى اللَّه عليه و آله في حقّها: «لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة عليهاالسلام» و أظهرت تلك الأخلاق الحسنة طول حياتها في شتّى المجالات لتكون أسوة لمن أراد التأسيّ بها.

هاتيك عبادتها، و خوفها من الله و من يوم القيامة و كيفية اهتمامها بالقرآن الكريم و مواظبتها على ساعة إجابة الدعوات.

انظر إلى زهدها و إيثارها و شده تعظيمها لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله و تحمّلها مرارة العيش و صعوبة ذلك و عدم استنكافها خدمة البيت و غيرهما من الصفات و المناقب العالية.

و إليك هذه الموارد:

عبادتها و خوفها من الله


اشتهرت الصدّيقة فاطمة صلوات الله عليها بكثرة العبادة ليلاً و نهاراً، و ما زالت ملازمة للمحراب قائمةً و راكعة و ساجدة تصلّي لربّها و تدعو لغيرها من المؤمنين و المؤمنات.

و لقد أعجب عبادتها صحابة الرسول صلى اللَّه عليه و آله فكانوا يخبرون النبيّ بذلك و يجيبهم

بما يدهشهم أكثر فأكثر. و إليك نماذج من عبادتها:

ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها إيماناً


روى ابن شهر آشوب عن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عليه السلام قال: «بعث رسول الله سلماناً إلى فاطمة (قال) فوقفت بالباب وقفه حتّى سلّمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوّا و تدور الرحى من برّا ما عندها أنيس، فتبسّم رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و قال: «يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها و جوارجها إيماناً إلى مشاشها، تفرّغت لطاعة الله فبعث الله ملكاً اسمه زوقابيل و في خبر آخر: جبرئيل فأدار لها الرحى و كفاها الله مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 338.]

إنّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها...


روى الصدوق بسنده عن ابن عباس، عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله في حديث قال فيه: «و أمّا ابنتي فاطمة فهي سيّدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين، و أنّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقرّبين و ينادونها بما نادت الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة إنّ الله اصطفاك و طهّرك على نساء العالمين...».

[أمالي الصدوق، ص 437، بحارالأنوار، ج 43، ص 24.]

لم تزل راكعة ساجدة


روى الصدوق عن عليّ بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة قال: حدّثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال: حدّثنا جندل بن و الف قال: حدّثنا محمد بن عمر المازني عن عبادة الكليبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى عن الحسين بن عليّ، عن أخيه الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: «رأيت أمّي فاطمة عليهاالسلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتّضح عمود الصبح و سمعتها تدعو للمؤمنين و المؤمنات و تسمّيهم و تكثر الدعاء لهم و لا تدعو لنفسها

بشي ء فقلت لها: يا أمّاه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟

فقالت: يا بنيّ الجار ثمّ الدار».

[علل الشرائع، ص 215 و 216؛ دلائل الإمامة، ص 56؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 81.]

لم يكن في الأمّة أعبد من فاطمة


و تحدّث الحسن البصري عن عبادتها و قال: لم يكن في الأمّة أزهد و لا أعبد من فاطمة.

[ربيع الأبرار، ج 2، ص 104؛ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 341.] و أضاف ابن شهر آشوب في قول الحسن البصري: كانت تقوم حتّى تورّم قدماها.

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 341.]

كانت فاطمة تنهج في الصلاة


و روي أنّها كانت تصلّي و تطيل القيام حتّى تورّم قدماها، و كانت تنهج في الصلاة من خشية الله.

[حياة السيدة الزهراء، ص 60؛ مسند فاطمة الزهراء، ص 14؛ بحارالأنوار، ج 67، ص 40.]

كانت قائمة بين يدي ربّها ترتعد فرائصها


و أخبر النبيّ عن كيفية صلاتها و عبادتها و خوفها من الله تبارك و تعالى عن الله عزّ و جلّ حيث خاطب ملائكته قائلاً: يا ملائكتي انظروا إلى أَمَتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي، و قد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أنيّ قد آمنت شيعتها من النار...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 172.]

خوفها من القيامة و أهوالها


و كانت فاطمة عليهاالسلام تخاف من يوم المحشر و العرض على الله و من أهوالها و مواقفها خوفاً شديداً، كما هو شأن سائر أولياء الله. و قد كانت تسأل من أبيها في بعض الأحيان عن الناس عن كيفية قيامهم إلى الحشر و أين يجدها إذا قامت في الحشر.

و قالت يوماً لأبيها: «أخبرني يا أبت كيف يكون الناس يوم القيامة؟ قال: يا فاطمة يشغلون: فلا ينظر أحد إلى أحد و لا والد إلى الوالد و لا ولد إلى أمّه، قالت: هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور؟ قال: يا فاطمة بتلى الأكفان و تبقى الأبدان تستر عورة المؤمن و تبدي عورة الكافر، قالت: يا أبت ما يستر المؤمنين؟ قال: نور يتلألأ لا يبصرون أجسامهم من النور. قالت: يا أبت فاين ألقاك يوم القيامة؟ قال: انظري عند الميزان و أنا أنادي: ربّ أرجح مَن شهد أن لا إله إلّا الله...».

[نوادر الأخبار، ص 336، و قد جاء تمام الخبر في روايتها عن أبيها، فراجع.]

و جاء في خبر آخر أنّها قالت له: فقلت: «يا أبة أهل الدنيا يوم القيامة عراة؟ فقال: نعم يا بنية فقلت: و أنا عريانة؟ قال: نعم و أنت عريانة و أنّه لا يلتفت فيه أحد إلى أحد، قالت فاطمة عليهاالسلام: فقلت له: و اسوأتاه يومئذٍ من الله عزّ و جلّ فما خرجت حتّى قال لي: هبط على جبرئيل الروح الأمين فقال لي: يا محمد أقرئ فاطمة السلام و أعلمها أنها استحيت من الله تبارك و تعالى فاستحيا الله منها، فقد وعدها أن يكسوها يوم القيامة حلّتين من نور...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 55.]

و روي المجلسي أيضاً عن الدروع الواقية من كتاب زهد النبيّ لأبي جعفر أحمد القمّي أنّه: لمّا نزلت هذه الآية على النبي صلى اللَّه عليه و آله (و إنّ جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم) بكى النبيّ صلى اللَّه عليه و آله بكاءاً شديداً و بكت صحابته لبكائه و لم يدروا ما نزل به جبرئيل، و لم يستطع أحد من صحابته أن يكلّمه، و كان النبيّ إذا رأى فاطمة فرح بها، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها فوجد بين يديها شعيراً و هي تحطن فيه و تقول: و ما عندالله خير و أبقى، فسلم عليها و أخبرها بخبر النبيّ و بكائه فنهضت و التفّت بشمله لها خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل، فلمّا خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة و بكى و قال: و احزناه إنّ بنات قيصر و كسرى لفي السندس و الحرير و ابنة محمد عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل، فلما دخلت فاطمة على النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قالت: يا رسول الله إنّ سلمان تعجّب من لباسي، فوالذي بعثك بالحقّ ما لي و لعليّ منذ خمس سنين إلّا مسك كبش نعلف عليها بالنهار بعيرنا فإذا كان الليل

افترشناه، و إنّ مرفقنا لمن أدم حشوها ليف، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: يا سلمان إنّ ابنتي لفي الخيل السوابق.

ثمّ قالت: يا أبت فديتك ما الذي أبكاك؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدّمتين قال: فسقطت فاطمة على وجهها و هي تقول: الويل ثمّ الويل لمن دخل النار، فسمع سلمان فقال: ياليتني كنت كبشاً فأكلوا لحمي و فرّقوا جلدي و لم أسمع بذكر النار، و قال أبوذرّ: يا ليت أمّي كانت عاقراً و لم تلدني و لم أسمع بذكر النار و قال مقداد: ياليتني كنت طائراً في القفار و لم يكن عليّ حساب و لا عقاب و لم أسمع بذكر النار، و قال عليّ: ياليت السباع مزّقت لحمي و ليت أمّي لم تلدني و لم أسمع بذكر النار، ثمّ وضع يده على رأسه و جعل يبكي و يقول: وا بُعد سفراه و اقّله زاداه في سفر القيامة يذهبون في النار و يتخطّفون مرضى لايعاد سقيمهم، و لا جرحى يداوي جريحهم، و أسرى لا يفكّ أسرهم، من النار يأكلون و منها يشربون و بين أطباقها يتقلّبون و بعد لبس القطن مقطّعات النار يلبسون و بعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرّنون ».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 88.]

اهتمامها بقراءة القرآن


اهتمّت الزهراء فاطمة عليهاالسلام طول حياتها بأخذ الوحي عن أبيها و حفظه و دراسته و قراءته و حتى كانت تتلقّى آيات القرآن عن ولدها الحسن المجتبى.

[بحارالأنوار، ج 43، ص 338.]

و كأنها حبّب إليها ثلاثة أشياء من دنيانا منها تلاوة كتاب الله جلّ و علا، كما روي عنها أنّه قالت: «حبّب إليّ من دنياكم ثلاث: تلاوة كتاب الله و النظر في وجه رسول الله، و الإنفاق في سبيل الله».

[اخلاق حضرت فاطمة، ص 17.]

و على رغم كثرة مشاغلها في البيت كانت ملتزمة دائماً بقراءة القرآن الكريم كما يرويه لنا سلمان. فعن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عليهم السلام قال: «بعث رسول الله صلى اللَّه عليه و آله سلمان إلى فاطمة عليهاالسلام قال فوقفت بالباب وقفه حتّى سلّمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوّا

و الرحى تدور في البرّا و ما عندها من أنيس...».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 338.]

و لا يخفى لطف قولها: «حبّب إليّ من دنياكم» فإنها لم تقل: من دنياي، بل قالت: «من دنياكم» فإنّها صلوات الله عليها أرادت التنبه و التأكيد على الابتعاد عن المظاهر المغرية الدنيوية التي قلّ أن يسلم و ينجو منها إنسان، فنسبت الدنيا إلى أهل الدنيا، فهي و إن كانت تعيش في الدنيا لكن لم تكن من أهل الدنيا، و الذي كانت ترغبه من دنيا الأخرين كما قالت ثلاثة، فلما كانت هكذا أرسل الله ملكاً ليعينها فأدار لها الرحى و كفاها مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة.

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 338.]

مواضبتها لساعة إجابة الدعاء


و كانت تهتمّ غاية الاهتمام لساعة إجابة الدعاء حينما سمعت أباها يقول: «إنّ في الجمعة لساعة لا يراقبها رجل مسلم يسأل الله إلّا أعطاه إيّاه».

روى الصدوق بسنده عن زيد بن عليّ عن آبائه، عن فاطمة بنت النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قالت: «سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه و آله إنّ في الجمعه لساعة لا يراقبها رجل مسلم يسأل الله عزّ و جلّ فيها خيراً إلّا أعطاه إيّاه. قالت: فقلت: يا رسول الله أيّ ساعة هي؟ قال: إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب. قال: و كانت فاطمة عليهاالسلام تقول لغلامها اصعد على الضراب فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فأعلمني حتّى أدعو».

[معاني الأخبار، ص 400.]

الدعاء للآخرين


و من خصائصه الجميلة و مناقبها العالية أنّها خطّطت لنا كيف ندعو و كيف نتكلّم مع الله كي يُستجاب لنا و تقضي حوائجنا، فهي كانت تدعو ليلة جمعتها حتّى الفجر لا لنفسها و لا لحوائجها، بل قدّمت الآخرين على نفسها، و هذا أيضاً نوع من أنواع الإيثار فذلك أثر عنهم أنّه «من أراد أن تقضى له حاجة فليقدّم الآخرين في دعواته على نفسه» تأسيّاً بالصديقة فاطمة صلوات الله عليها، و هذا ممّا رواه الحسن بن عليّ عليه السلام قال: «رأيت

أمّي فاطمة عليهاالسلام: قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتّضح عمود الصبح، و سمعتها تدعو للمؤمنين و المؤمنات و تسمّيهم و تكثر الدعاء لهم، و لا تدعو لنفهسا بشي ء فقلت لها: يا أمّاه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيّ الجار ثمّ الدار».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 81.]

و لم تكن دعواتها للآخرين منحصرة في ليالي الجمعة، بل كان دأبها في الدعوات كذلك كما صرّح به الإمام موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: «كانت فاطمة عليهاالسلام إذا دعت تدعوت للمؤمنين و المؤمنات و لا تدعو لنفسها، فقيل لها: يا بنت رسول الله إنّك تدعين للناس و لا تدعين لنفسك فقالت: الجار ثمّ الدار».

[نفس المصدر، ص 82.]

زهد الصدّيقة فاطمة


كانت فاطمة صلوات الله عليها مثال الزهد و التقوى، و كانت المصداق الأتمّ و الأكمل للآية الشريفة حينما سئل أميرالمؤمنين عن معنى الزهد فقال: (لكيلا تأسوا على مافاتكم و لا تفرحوا بما أتاكم)

[الحديد، الآية 23.]

ففاطمه لم تحزن طول حياتها على شي ء حتّى لو كان الدنيا و ما فيها عند غيرها أو كان عنها ففقدتها، و لم تفرح بشي ء أتاها فكانت تنام طول حياتها على إهاب كبش، و تلبس أحسنها، و تطحن بيدها و تنفق أحسنها، لمرضاة ربها؛ و لذلك سميّت بالبتول، و فسّر البتول بانقطاعها عن الدنيا و لم تكن منقطعة عن الدنيا إلّا لزهدها. و إليك نماذج من زهدها:

فراش فاطمة إهاب كبش


كان فراشها ليلة عرسها فما بعد خميلة، أى بساطاً له خمل أي هدب رقيق... و وسادة من أدم حشوها ليف و سريراً مشروطاً، و كان فرشهما ليلة عرسها جلد كبش.

[السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية، ج 2، ص 10؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 209.]

و عن الحسين بن عليّ عليه السلام: «مالمها فراش إلّا فروة أضحية رسول الله و وسادة من أدم

/ 28