حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




أسماء فاطمة و ألقابها



و لفاطمة عليهاالسلام أسماء كثيرة، و لكل منها معاني لطيفة تدلّ على جلال قدرها و عظم شأنها، كفاطمة والصدّيقة و المباركة و الطاهرة و الزكيّة و الراضية و الرضيّة و المحدّثة، و الزهراء.


و لقد سمّاها الربّ الجليل في السماء بمنصورة و في الأرض بفاطمة، و قد جاء جبرئيل يبشّر النبيّ بها و باسمها، و سمّاها النبيّ بسائر أسمائها، و أخبر الصادق عليه السلام بهذه الأسماء، و إليك ما ورد في ذلك:


فاطمة



و من أسمائها التي سمّاها بها ربّ العزة- جلّت عظمته- هي فاطمة. و فاطمة و فطيم في اللغة ككريم: هو الذي انتهت مدّة رضاعه، يقال: فطمت الرضيع من باب ضرب: فصّلته عن الرضاع.


[مجمع البحرين، ص 484.]


و سمّاها بأحّب الأسماء، لأنّها كانت صفوته و خيرته و أحبّ الخلق إليه كما روي «أنّه نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله و قال: السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته قلت: و عليك السلام يا جبرئيل فقال: إنّ الله أهدى إليك تفّاحة من الجنّة، فأخذتها و قبّلتها و وضعتها على عيني و ضمّمتها إلى صدري، ثمّ قال: كلها يا محمد قلت: يا حبيبي جبرئيل هديّة ربّي تؤكل؟ قال: نعم و قد أمرت بأكلها، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت من ذلك


النور، قال: كل فإنّ ذلك نور المنصورة، فاطمة، قلت: يا جبرئيل و مَن المنصورة؟ قال: جارية تخرج من صلبك و اسمها في السماء منصورة و في الأرض فاطمة. فقلت: يا جبرئيل و لم سمّيت في السماء منصورة و في الأرض فاطمة؟ قال: سميّت فاطمة في الأرض، لأنها فطمت شيعتها من النار و فطمت أعداءها عن حبّها...».


[الكوكب الدرّي، ص 127.]


لماذا سمّيت فاطمة



و لقد ورد عن لسان النبيّ و أهل بيت العصمة معاني و تفاسير أخر ربّما بلغت إلى ستّة معان و أكثر، و إليك هذه التفاسير:


لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها



روى فرات الكوفي عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: «(إنّا أنزلناه فى ليلة القدر) الليلة: فاطمة و القدر: الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك القدر، و إنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 65.]


لأنّها فطمت من الشرك



في دلائل الإمامة: بسنده عن يونس بن ظبيان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: «لفاطمة تسعة أسماء: فاطمة و الصدّيقة و المباركة و الطاهرة و الزكيّة و الراضيّة و المحدّثة و الزهراء، ثمّ قال: أتدرى أيّ شي ء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيّدي ممّا فطمت؟ قال عليه السلام: من الشرك...».


[دلائل الإمامة، ص 10؛ أمالي الصدوق، ص 530.]


لأنّها فطمت من الشرّ



روى الصدوق بسنده عن يونس بن ظبيان قال أبوعبدالله عليه السلام: «أتدري أيّ شي ء تفسير


فاطمة عليهاالسلام قلت: أخبرنى يا سيّدي قال: فطمت من الشرّ...».


[علل الشرائع، ص 212.]


قلت: يحتمل اتّحادهما؛ لأنّ السائل و المسؤول عنه في هاتين الروايتين شخص واحد، و هكذا السؤال عن شي ء واحد إلّا أنّ في الأولى كلمة «الشرك» و في الثانية كلمة «الشرّ» و لا يخلو إمّا أن تكون الكاف زائدة في الأولى و إمّا أن تكون الكاف ساقطة و محذوفة في الثانية.


لأنّها فطمت بسبب العلم عن الجهل



في العلل بسنده عن يزيد بن عبدالملك عن أبي جعفر قال: «لمّا ولدت فاطمة عليهاالسلام أوحى الله عزّ و جلّ إلى ملك فأنطق به لسان محمد فسمّاها فاطمة، ثمّ قال: إنّي فطمتك بالعلم و فطمتك عن الطمث، ثم قال أبوجعفر: والله لقد فطمها الله تبارك و تعالى بالعلم و عن الطمث بالميثاق».


[علل الشرائع، ص 212، بحارالأنوار، ج 43، ص 13.]


قال العلّامة المجلسي: «فطمتك بالعلم، أي أرضعتك بالعلم حتّى استغنيت و فطمت، أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم، أو جعلت فطامك من اللبن مقروناً بالعلم كناية عن كونها في بدء فطرتها عالمة بالعلوم الربّانية. و على التقادير كان الفاعل بمعنى المعفول كالدافق بمعنى المدفوق، أو يقرأ على بناء التفضيل أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل، أو المعنى: لمّا فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه، و الوجهان الأخيران يشكل إجراؤها في قوله: فطمتك عن الطمث إلّا بتكلّف بأن يجعل الطمث كناية عن الأخلاق و الأفعال الذميمة، أو يقال على الثالث: لما فطمتك عن الأدناس الروحانية و الجسمانية فأنت تفطم الناس عن الأدناس المعنوية».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 14.]


لأنّها قطعت طمع ذرّيّتها



و في العلل أيضاً: بسنده عن عبدالله بن الحسن بن الحسن قال: قال لي أبوالحسن:


لم سميّت فاطمة فاطمة؟ قلت: خرقاً بينه و بين الأسماء قال: إنّ ذلك لمن الأسماء و لكن الاسم الذي سميّت به، إنّ الله تبارك و تعالى علم ما كان قبل كونه، فعلم أنّ رسول الله يتزوّج في الأحياء و أنّهم يطمعون في وارثة هذا الأمر فيهم من قبله، فلمّا ولدت فاطمة سمّاها الله تبارك و تعالى فاطمة؛ لما أخرج منها و جعل في ولدها فقطعهم عمّا طمعوا، فبهذا سميّت فاطمة لأنّها فطمت طمعهم، و معنى فطمت: قطعت».


[علل الشرائع، ص 212، بحارالأنوار، ج 43، ص 13.]


لأنّ الله فطمها و ذرّيّتها عن النار



روى الطبري: عن عليّ قال: «قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لفاطمة: يا فاطمة تدرين لم سميّت فاطمة؟ قال عليّ: يا رسول الله لم سميّت فاطمة؟ قال: لأنّ الله عزّ و جلّ قد فطمها و ذرّيّتها عن النار يوم القيامة».


[ذخائر العقبى، ص 26.]


لأنّ الله فطم من أحبّها من النار



روى ابن المغازلي في المناقب بإسناده عن عليّ عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله قال: «إنّما سميّت ابنتي فاطمة لأنّ الله عزّ و جلّ فطمها و فطم مَن أحبها من النار».


[مناقب ابن المغازلي، ص 65؛ علل الشرائع، ص 213، 211؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 13؛ عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 46؛ معاني الأخبار، ص 64؛ بشارة المصطفى، ص 123؛ مسند فاطمة، ص 50.]


أقول: و يفهم من العيون و معاني الأخبار و بشارة المصطفى و مسند فاطمة و العلل أنّ الله فطم ذريّتها و مَن أحبّها و شيعتها بها من النار؛ لا أنّ الله فطمها و فطم من أحبّها و فطم ذريّتها من النار، و على هذا المعنى تكون فاطمة عليهاالسلام من جلاله شأنها و عظم قدرها تفطم الآخرين عن النار.


روى محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أباجعفر عليه السلام: يقول: «لفاطمة عليهاالسلام وقفة على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل: مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبّاً فتقول: إلهي و سيّدي سمّيتني فاطمة و فطمت بي من تولّاني و تولّى ذرّيتي من النار و وعدك الحق و أنت لا تخلف الميعاد،


فيقول الله عزّ و جلّ: صدقت يا فاطمة إنّي سميّتك فاطمة و فطمت بك من أحبّك و تولّاك و أحبّ ذرّيتك و تولّاهم من النار و وعدي الحقّ، و أنا لا أخلف الميعاد، و انّما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفّعك، و ليتبين لملائكتي و أنبيائي و رسلي و أهل الموقف موقفك منّي و مكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده و أدخليه الجنة».


[علل الشرائع، ص 213.]


الزهراء



و من جملة أسمائها الزهراء عليهاالسلام و سميّت بهذا الاسم؛ لأنّها كانت نور و خلقت من نور، و كانت تزهر كالنور لأهل السماء، كما تزهر لأهل الأرض؛ و لذلك سميّت بالزهراء عليهاالسلام.


و أمّا أنّها نور فعن النبي صلى اللَّه عليه و آله: «لما خلق الله الجنة و خلقها من نور وجهه، ثمّ أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور، و أصاب فاطمة ثلث النور، و أصاب علّياً و أهل بيته ثلث النور».


[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 325؛ روضة الواعظين، ص 148.]


و خلقها الله عزّ و جلّ من نوره قبل أن يخلق آدم إذا كانت الأرواح، فلمّا خلق الله عزّ و جلّ آدم عرضت على آدم. قيل: يا نبيّ الله و أين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقّه تحت ساق العرش... فلمّا خلق الله عزّ و جلّ آدم و أخرجني من صلبه، و أحبّ الله عزّ و جلّ أن يخرجها من صلبي جعلها تفّاحة في الجنّة، و أتاني بها جبرئيل... قال: يا محمد إنّ هذه تفّاحة أهداها عزّ و جلّ إليك من الجنّة فأخذتها و ضممتها إلى صدري قال: يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً و فزعت منه فقال: يا محمد مالك لا تأكل، كلها و لا تخفف فإنّ ذلك النور للمصنورة في السماء و هي في الأرض فاطمة».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 4.]


و لمّا ولدت أشرقت الأرض بنورها كما عن المفضّل عن أبي عبدالله قال: «فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتّى دخل بيوتات مكة، و لم يبق في شرق الأرض و لاغربها موضع إلّا أشرق من ذلك النور».


[الخرائج و الجرائح، ج 2، ص 524.]


و تباشرت الحور العين و بشّر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة، وحدت في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك.


[الخرائج و الجرائح، ج 2، ص 524.]


أمّا أنها سميّت الزهراء


لأنّ بنورها زهرت السماوات السبع



روى المجلسي عن إرشاد القلوب مرفوعاً إلى سلمان الفارسي، في حديث عن النبي مخاطباً عمّه العباس بن عبدالمطّلب في فضل أهل البيت و فيه: «فلما أراد الله تعالى أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحاباً من ظلمة، و كانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها و لا آخرها من أولها، فقالت الملائكة: إلهنا و سيّدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق هذه الأنوار إلّا ما كشفت عنّا، فقال الله عز و جل: و عزّتي و جلالي لأفعلنّ فخلق نور فاطمة الزهراء يومئذٍ كالقنديل و علّقه في قرط العرش، فزهرت السماوات السبع و الأرضون السبع، من أجل ذلك سميّت فاطمة الزهراء».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 17، عيون المعجزات، ص 53.]


لأنّها كانت تزهر لأميرالمؤمنين



روى الصدوق في العلل بسنده عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبدالله: يابن رسول الله لم سمّيت الزهراء عليهاالسلام زهراء؟ فقال: «لأنّها تزهر لأميرالمؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرّات بالنور، كان يزهر وجهها صلاة الغداة والناس في فرشهم، فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة، فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك، فيأتون النبي صلى اللَّه عليه و آله فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة، فيأتون فيرونها قاعدة في محرابها تصلّي و النور يسطع من محرابها و من وجهها، فيعلمون أنّ الذي رأوه كان من نور فاطمة، فإذا نصف النهار و ترتّبتْ للصلاة زهر وجهها بالصفرة، فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفّر ثيابهم و ألوانهم فيأتون النبيّ صلى اللَّه عليه و آله فيسألونه عمّا رأوا، فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليهاالسلام فيرونها قائمة في محرابها و قد زهر نور وجهها بالصفرة، فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجهها، فإذا


كان آخر النهار و غربت الشمس احمرّ وجه فاطمة عليهاالسلام فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً و شكراً لله عزّ و جلّ، فكان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم و تمرّ حيطانهم، فيعجبون من ذلك و يأتون النّبي صلى اللَّه عليه و آله و يسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منزل فاطمة، فيرونها جالسة تسبّح لله و تمجّده و نور وجهها يزهر بالحمرة، فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليهاالسلام، فلم يزل ذلك النور في وجهها حتّى ولد الحسين فهو يتقلّب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمّة منّا أهل البيت إمام بعد إمام».


[علل الشرائع، ص 214، بحارالأنوار، ج 43، ص 11.]


و عن أبي هاشم العسكري: سألت صاحب العسكر: لم سميّت فاطمة، الزهراء؟ فقال: «كان وجهها يزهر لأميرالمؤمنين من أول النهار كالشمس الضاحية، و عند الزوال كالقمر المنير، و عند غروب الشمس كالكوكب الدرّي».


[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 330.]


لأنّها كانت تزهر لأهل السماء كما يزهر...



و في المعاني بسنده عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: سألت أباعبدالله عن فاطمة لم سمّيت زهراء؟ فقال: «لأنها إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض».


[معاني الاخبار، ص 64؛ دلائل الإمامة، ص 54.]


لأنّ الله خلقها من نور عظمته



قال الطبري: و روي «أنّها عليهاالسلام سميّت الزهراء لأنّ الله عزّ و جلّ خلقها من نور عظمته».


[دلائل الإمامة، ص 54.]


و عن الصادق قال: «سمّيت بالزهراء، لأنّ الله خلقها من نوره، فلمّا زهر أشرقت السماوات و الأرض بنورها، و غشيت أبصار الملائكة و خرّت الملائكة لله ساجدين و قالوا: إلهنا و سيّدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري أسكنته في سمائي خلقته من نور عظمتي...».


[الكوكب الدّري ، ص 131.]


لأنّ لها قبّة تزهر في أفق السماء



و عن الحسن بن يزيد قال: قلت لأبي عبدالله: لم سميّت فاطمة الزهراء؟ قال: «لأنّ لها في الجنّة قبّة من ياقوتة حمراء، ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة، معلّقة بقدرة الجبار، لاعلامة لها من فوقها، فتمسكها و لا دعامة لها من تحتها فتلزمها لها مائة ألف باب، و على كلّ باب ألف من الملائكة، يراها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكوكب الدرّي الزاهر في أفق السماء فيقولون: هذه الزهراء لفاطمة».


[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 330.]


قلت: و كيف لا تزهر و هي نور و من خصائص النور الإضاءة و الإنارة و الاستضاءة، و كيف لا يكون ذلك و قد كان يغلب نورها هلال شهر رمضان، بحيث إذا غابت عنه ظهر نور الهلال، كما صرّح به الرضا عليه السلام في حديث طويل قال: «كانت فاطمة عليهاالسلام إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال و يخفى فإذا غابت عنه ظهر».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 56.]


و كيف لا تزهر و قد كانت كالقمر ليلة البدر و الشمس كفر غماماً إذا خرج من السحاب، كما روى الحاكم بسنده عن أنس بن مالك قال: «سألت أمّي عن فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فقالت: كانت كالقمر ليلة البدر و الشمس كفر غماماً إذا خرج من السحاب بيضاء مشرقة حمرة لها شعر أسود...».


[المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 161.]


البتول



و من أسمائها التي سمّاها به النبيّ صلى اللَّه عليه و آله البتول، والبتل في اللغة هو القطع كأنّه قطع نفسه عن الدنيا، يقال: بتلت الشي ء ابتله بالكسر إذا قطعته و أبنته من غيره.


[مجمع البحرين، ص 425.]


و قال الهروي في الغريبين: «سميّت مريم بتولاً؛ لأنّها بتلت عن الرجال، و سميّت فاطمة بتولاً؛ لأنّها بتلت عن النظير».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 16.]


لأنها لم تر حمرة قطّ



روى الصدوق في المعاني و العيون عن علي: «أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله سئل ما البتول فإنّا سمعناك يا رسول الله تقول: إنّ مريم و فاطمة بتول؟ فقال عليه السلام: البتول التي لم تر حمرة قطّ، أي لم تحض، فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 15؛ معاني الاخبار، ص 64؛ دلائل الإمامة، ص 56.]


و قال صلى اللَّه عليه و آله لعائشة: «يا حميراء إنّ فاطمة ليست كنساء الآدميين لا تعتل كما تعتلن».


[نفس المصدر، ص 16.]


و عن أنس بن مالك عن أمه قالت: «مارأت فاطمة عليهاالسلام دماً في حيض و لا في نفاس».


[أمالي الصدوق، ص 161.]


و عن أسماء بنت عميس قالت: قد كنت شهدت فاطمة و قد ولدت بعض ولدها فلم أر لها دمشا فقال لي رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: «إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسيّة».


[الكوكب الدري، ص 132.]


أقول: لا شكّ أنّ الزهرا عليهاالسلام ما كانت ترى ما ترى سائر النساء من دم الحيض و النفاس، كما صرّح النبيّ بذلك، و قال لعائشة و شهدت به أسماء بنت عميس؛ و لذلك سميّت أيضاً بالطاهرة كما قال عليه السلام: «لطهارتها من كلّ دنس و طهارتها من كلّ رفث، و ما رأت حمرة قطّ و لانفاساً».


[نفس المصدر، ص 128.]


و بما أنّ الحمرة حيضاً كان أو نفاساً دنس فكانت طاهرة حتّى من هذه؛ و لذلك كان الدخول و المكث في المسجد لها جائز.


[مسند فاطمة، للسيوطى، ص 124.]


و أنها حورية في صورة إنسية، و من صفات الحور عدم الابتلاء بما تعتلن النساء، فإنها كما قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: «ليست كنساء الآدميّين».


ولكن بقي شي ء و هو تعليل النبيّ بعدم حيضها؛ من أنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء فلم يتحقّق لدينا أنّ كلّ بنات الأنبياء كانت كفاطمة و لم تعتلن، بحيث يشمل بنات النبيّ من غير الزهراء، و لم يرد أيّ نصّ بأنّ زينب و أمّ كلثوم و رقيّة ماكنّ يحضن.


لانقطاعها عن نساء زمانها



قال المجلسي: «و سميّت فاطمة، البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً و ديناً و حسباً، و قيل: لانقطاعها عن الدينا إلى الله تعالى».


[بحارالأنوار، ج 43، ص 15: نزل الأبرار للبدخشاني، ص 131، القاموس المحيط، ج 3، ص 332.]


أسماء أخرى للصديقة فاطمة



و أشار السروي في مناقبة عن ابي جعفر القمي إلى أسماء أُخر: كالحرّة والحصان و السيّدة و العذراء و الحوراء و المرضيّة و المحدّثة و مريم الكبرى... و يقال لها في السماء: النورية، السماوية، الحانية.


[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 357.]


ثمّ فسّر الأسماء ببيان بديع و قال: «و قلنا: الصدّيقة بالأقوال و المباركة بالأحوال و الطاهرة بالأفعال، الزكيّة بالعدالة، و الرضيّة بالمقالة، و المرضيّة بالدلالة، المحدّثة بالشفقة و الحرّة بالنفقة و السيّدة بالصدقة، الحصان بالمكان و البتول في الزمان و الزهراء بالإحسان، مريم الكبرى في الستر و فاطم بالسرّ و فاطمة بالبرّ، النوريّة بالشهادة و السماويّة بالعبادة و الحانية بالزهادة و العذراء بالولادة، الزاهدة الصفيّة العابدة الرضيّة، الراضية المرضيّة، المتهجّدة الشريفة، القانتة العفيفة، سيّدة النسوان و حبيبة حبيب الرحمن و المحتجبة عن خزان الجنان، و صفية الرحمن ابنة خير المرسلين، و قرّة عين سيّد الخلائق أجمعين، و واسطة العقد بين سيّدات نساء العالمين، و المتظلّمة بين يدي العرش يوم الدين، ثمرة النبوّة و أم الأئمة و زهرة فؤاد شفيع الأمّة، الزهراء المحترمة و الغرّاء المحتشمة، المكرّمة تحت قبّة الخضراء و الإنسيّة الحوراء و البتول العذراء، ستّ النساء، وارثة سيّد الأنبياء و قرينة سيّد الأوصياء، فاطمة الزهراء، الصدّيقة الكبرى، راحة روح المصطفى، حاملة البلوى من غير فزع و لاشكوى و صاحبة شجرة طوبى، و من أنزل في شأنها و شأن زوجها و أولادها سورة هل أتى، ابنة النبّي و صاحبة الوصيّ و أمّ السبطين و جدّة الأئمّة و سيّدة نساء الدنيا و الآخرة، زوجة المرتضى و والدة المجتبى و ابنة المصطفى، السيّدة


/ 28