حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


4. و قال أبوالفداء: ثمّ إنّ أبابكر بعث عمر بن الخطّاب إلى عليّ و مَن معه ليخرجهم من بيت فاطمة و قال: إن أبى عليك فقاتلهم، فأقبل عمر بشي ء من نار على أن يضرم الدار فلقيته فاطمة و قالت: «إلى أين يابن الخطّاب أجئت لتحرق دارنا»؟! قال: نعم، أو يدخلوا فيما دخل فيه الأمّة...

[المختصر في تاريخ البشر، ج 1، ص 156.]

5. و أشار ابن أبي الحديد إلى إحضار النار إلى باب بيت فاطمة لحرق الدار عليهم بقوله: كما فعل عمر بن الخطّاب ببني هاشم لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر فإنّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار.

[شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 147.]

قضية الإحراق في المصادر الشيعية


وردت هذه القضية في كثير من المصادر الشيعيّة قديماً و حديثاً ككتاب سُليم و إثبات الوصية و غير ذلك، و إليك تفصيل ماورد.

1. قال المسعودي: فأقام أميرالمؤمنين و من معه من شيعته في منزله بما عهد اليه رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه و أحرقوا بابه و استخرجوه منه كرهاً...

[إثبات الوصية، ص 124.]

2. روى سليم عن عليّ في حديث له: «فأحرق الباب ثمّ دفعه عمر...».

[كتاب سليم بن قيس، ج 2، ص 25، بحارالأنوار، ج 43، ص 197.]

3. و نقل الديلمي الحديث الذي دار بين علي و عمر بن الخطّاب و قال فيه مخاطباً لعمر بن الخطّاب: «ثمّ يؤمر بالنار التي أضر متموها على باب داري لتحرقوني و فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و ابنيّ الحسن و الحسين و ابنتيّ زينب و أم كلثوم حتّى تحرقا به...».

[إرشاد القلوب، ج 2، ص 78؛ الكوكب الدّري، ص 191.]

4. و روى المفضّل عن الصادق في حديث قال فيه: «و لا كيوم محنتنا في كربلاء إن كان يوم السقيفة و إحراق النار على باب أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و فاطمة و زينب و أمّ كلثوم و فضّة و قتل محسّن بالرفسة أعظم و أدهى و أمرّ...».

[فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى، ص 532.]

5. و روى عنه أيضاً قال عليه السلام «و إشعال النار على باب أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين لإحراقهم بها و ضرب يد الصدّيقة فاطمة بالسوط...».

[بحارالأنوار، ج 53، ص 14.]

6. و روى أنّ النبيّ قال لعليّ في وصيته: «و ويل لمن هتك حرمتها و ويل لمن أحرق بابها...».

[بحارالأنوار، ج 22، ص 485؛ خصائص الأئمة، ص 72.]

7. و قالت فاطمة: «و ركل الباب برجله فردّه عليّ و أنا حامل فسقطت لوجهي و النار تسعر و تسفع وجهي، فضربني بيده حتّى انتثر قرطي من أذني، و جاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم...».

[بحارالأنوار، ج 8، ص 231، الطبعة الحجرية.]

8. و جاء في الإمامة و الخلافة: إنّ أبابكر بعد ما أخذ البيعه لنفسه من الناس بالإرهاب والسيف و القوة أرسل عمر و قنفذاً و جماعة إلى دار عليّ و فاطمة عليهاالسلام و جمع عمر الحطب على دار فاطمة و أحرق الدار، و لمّا جاءت فاطمة خلف الباب لتردّ عمر و أصحابه، عصر عمر فاطمة خلف الباب حتّى أسقطت جنينها و نبت مسمار الباب في صدرها و سقطت مريضة حتّى ماتت سلام الله عليها.

[فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى، ص 756.]

قلت: ألم يثبت الإحراق من قول هؤلاء الأعلام قديماً و حديثاً كالسمعودي و غيره، فإذا لم يثبت هذا الأمر مع وجود كثرة من نقل ذلك فأيّ أمر يثبت و أيّ حجر يستقر؟

هل كان لدار فاطمة باب؟


ربما ادّعى بعض من لاخبرة له بالتاريخ الإسلامي بأن بيوت المدينة و خصوصاً بيت فاطمة عليهاالسلام ما كان لها باب حتّى ينكر كثير من المسائل و الأحداث التي جرت في بيت فاطمة، و منها حرق بابها و ضغطها وراء الباب و كسر ضلعها و إسقاط جنينها.

و يا ليته راجع الاختصاص و تفسير العياشي و إثبات الوصية و تثبيت الإمامة و معاني الأخبار و نوادر الأخبار و الصراط المستقيم و سليم بن قيس و غير ذلك من الكتب المصرّح فيها بأنّه كان لبيت فاطمة باب و كسره عمر و دفعه برجله.

ففي تفسير العياشي- كما مرّ عليك:- فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها غلقت الباب في وجوههم... فضرب عمر الباب برجله فكسره و كان من سعف...

[تفسير العياشي، ج 2، ص 67.]

و في البحار أيضاً: إن النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: قرع الباب، و كان إذا قرع النبيّ صلى اللَّه عليه و آله لا يفتح له الباب إلّا فاطمة.

[بحارالأنوار، ج 43، ص 73.]

و أضاف اليماني واصفاً باب بيتها: و كانت الأبواب من خشب العرعر أو الساج.

[إنّها فاطمة الزهراء، ص 178.]

فلو لم يكن للبيت باب فكيف يتصوّر معنى للإغلاق و كيف يتصوّر للباب الذي لم يكن من خشب أو حديد، الكسر و الضرب بالرجل و كيف يتصوّر إذن القرع و الدقّ للإخبار أو المدافعة للدخول، حيث رواه لنا الإمام الزيدي: من أنّهم نهضوا إلى باب عليّ عليه السلام فدقّوا الباب، فدافعته فاطمة صلوات الله عليها، فدفعها و طرحها...

[تثبيت الإمامة، ص 16.] و غير ذلك ممّا مرّ عليك أو سيمرّ عليك، فراجع ليتّضح لك خلاف ما ادّعى.

هل كسروا باب بيت فاطمة


لقد مرّ علينا أنّهم جاؤوا بالحطب أو بقبس من نار و أحرقوا باب بيت فاطمة، ولكن هل كسروا الباب للدخول إلى الدار أولم يبق من الباب شي ء بسبب الإحراق، و من كسر الباب إذن؟

فنقول- كما تشير إليه المصادر: إنّهم كسروا الباب و كان المتولّي لكسر الباب هو عمر بن الخطّاب كما أشار بذلك المفيد قائلاً: لما انتهوا إلى الباب ضرب عمر برجله فكسره- و كان من سعف النخل و دخلوا على عليّ و أخرجوه ملبّباً...».

[الاختصاص، ص 181.]

و جاء في كتاب سليم: «فأحرق الباب ثمّ دفعه عمر...

[كتاب سليم بن قيس، ص 250؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 197.]

و في تفسير العياشي: فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم و هي لا تشكّ أن لا يدخل عليها أحد إلّا بإذنها، فضر عمر الباب برجله فكسره و كان من سعف،

ثمّ دخلوا فاخرجوا عليّاً.

[تفسير العياشي، ج 2، ص 67؛ تفسير البرهان، ج 2، ص 93.]

هل هجموا دار فاطمة


و من المسائل المهمة في هذا المقطع هو حتمية الهجوم على دار فاطمة بعد الإحراق و كسر الباب، لأنّهم بعد لم يصلوا إلى هدفهم و لم تتمّ العملية إلّا بإخراج عليّ مكرهاً من البيت للبيعة؛ و لذلك واصلوا عملهم بعد كسر الباب بالدخول قهراً و بلا إذن من عليّ و فاطمة عليهاالسلام و كان أبوبكر فيما بعد يتذكّر كيفية الهجوم على بيت فاطمة و على ما نقل أنّه كان يتأسّف و يقول: و ليتني لم أُفتّش بيت فاطمة بنت رسول الله و أدخله الرجال و لو كان أغلق على حرب.

[تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 137؛ ميزان الاعتدال، ج 3، ص 108.]

و ما معنى «أفتّش؟» و هل معناه إلّا الدخول القهري بدون رضا صاحب البيت.

و لقد أورد هذه القضية كثير من المؤرّخين في تواريخهم منهم:

1. اليعقوبي قال: و بلغ أبابكر و عمر أنّ جماعة من المهاجرين و الأنصار قد اجتمعوا مع عليّ بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتّى هجموا الدار... فخرجت فاطمة فقالت: «والله لتخرجنّ أو لأكشفنّ شعري و لأعجنّ إلى الله...».

[نفس المصدر، ص 126.]

2. و قال المسعودي، فأقام أميرالمؤمنين و مَن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه و أحرقوا بابه و استخرجوه منه كرهاً...

[إثبات الوصيّة، ص 124.]

3. و قال المفيد: فدخلوا على عليّ و أخرجوه ملبّباً...

[الاختصاص، ص 181.]

4. و قال الطبرسي: فانطلق قنفذ فاقتحم هو و أصحابه بغير إذن...

[الاحتجاج، ج 1، ص 108.]

5. و نقل الطبري عن عمار قائلاً: فلم قبض رسول الله و جرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها...

[دلائل الإمامة: ص 26.]

6. و قال الدينوري: و بقي عمر و معه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر...

[الإمامة و السياسة، ص 20.]

7. و قال الفيض: و اجتمعوا عليه حتّى أخرجوه سحباً من داره ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى المسجد.

[نوادر الأخبار، ص 183.]

8. و قال الزيدي في حديثه عن كيفية أخذ البيعة من الإمام عليّ: فقال أبوبكر لعمر انهض في جماعة و اكسر باب هذا الرجل، و جئنا به يدخل فيما دخل فيه الناس، فنهض عمر و مَن معه إلى باب عليّ، فدقّوا لباب فدافعته فاطمة عليهاالسلام فدفعها و طرحها، فصاحت: «يا عمر أحرجك بحرج الله أن لا تدخل عليّ بيتي فإنّي مشكوفة الشعر مبتذلة»، فقال لها: خذي ثوبك فقالت: «مالي ولك » ثمّ قال لها: خذي ثوبك فإنّي داخل، فأعادت عليه البتول فدفعها و دخل هو و أصحابه، فحالت بينهم و بين البيت الذي فيه عليّ عليه السلام، و هي ترى أنّها أوجب عليهم حقّاً من عليّ لضعفها و قرابتها من رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فوثب إليها خالد بن الوليد و ضربها بالسوط على عضدها حتّى كان أثره في عضدها مثل الدملج و صاحت عند ذلك...

[تثبيت الإمامة، ص 16.]

فلا ريب أنّ القارئ الكريم لو أعاد النظر على ما مرّ عليه من قضية الهجوم من قول المؤرّخين لعلم يقيناً أنّ الهجوم قد اتّفق بأعنف شكل و أبشعه.

هل أصيبت فاطمة في حادثة الهجوم؟


و من المسائل المهمّة أيضاً أن يقف القارئ على هذه الحقيقة، و هي هل الزهراء فاطمة عليهاالسلام أصيبت في تلك الحادثة أم لا؟

فنقول: روى المؤرّخون بهذا الصدد ممّا يشجي القلب فضغطوها وراء الباب و لطموا وجهها، و كسروا ضلعها، و ضربوا يديها بنعل السيف و أدموها.

ضغطوها وراء الباب


إنّ القوم لما جاؤوا إلى بيت فاطمة لإخراج عليّ من البيت للبيعة ظنّت فاطمة عليهاالسلام أنّهم

لن يدخلوا البيت من دون إذنها؛ فلذلك جائت خلف الباب تكلّم القوم و تحذّرهم من مخالفة الرسول الله صلى اللَّه عليه و آله و إيذاء أهل بيته، فهي كانت تكلّم القوم و تشكو إلى أبيها ظلم الحاقدين حتّى فوجئت بحرق الباب و كسره و دفعه في صدرها.

قال المسعودي: و ضغطوا سيّدة النساء بالباب....

[إثبات الوصية، ص 124.]

و قال الفيض الكاشاني: فاختبت فاطمة عليهاالسلام وراء الباب فدفعها عمر حتّى ضغطها بين الباب و الحائط.

[نوادر الأخبار، ص 183.]

و أشار الصدوق في ذيل حديث النبيّ لعليّ: «يا عليّ لك كنز في الجنّة و أنت ذو قرنيها» إلى ما سمعه من بعض المشايخ قائلاً: إنّ هذا الكنز هو ولده المحسن، و هو السقط الذي ألقته فاطمة عليهاالسلام لمّا ضغطت بين البابين....

[معاني الأخبار، ص 206.]

كسروا ضلعها


و أخبر النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قبل موته بذلك ضمن حديث طويل قال فيه: «و إنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها و قد دخل الذلّ بيتها و انتهكت حرمتها و غصبت حقّها و منعت إرثها و كسر جنبها».

[أمالي الصدوق، ص 101؛ إرشاد القلوب، ج 2، ص 88؛ بشارة المصطفى، ص 198؛ نوادر الأخبار، ص 161؛ فرائد السمطين، ج 2، ص 35.]

و أمّا الطبرسي قدس سره: فينسب ذلك إلى قنفذ حينما حالت فاطمة بين القوم و زوجها عند باب البيت و قال: و حالت فاطمة بين زوجها و بينهم عند باب البيت فضربها قنفذ على عضدها... فأرسل أبوبكر إلى قنفذ: اضربها فألجأها عضادة باب بيتها فدفعها بكسر ضلعاً من جنبها.

[الاحتجاج، ج 1، ص 108، كتاب سليم بن قيس، ص 40.]

جرحوا عضدها


و بقيت فاطمة سلام الله عليها بقية أيامها بعد الهجوم على دارها و ضربها تشتكي من

جرح عضدها الذي صار كالدملوج، من أثر الضربة التي ضربها عمر بن الخطاب أو قنفذ، لاحظ النصوص:

روى المفضّل عن الصادق عليه السلام فمن حديث هذه المأساة قائلاً: «و إشعال النار على باب أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين لإحراقهم بها و ضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط».

[بحارالأنوار، ج 53، ص 14.]

و جاء في الاحتجاج: و حالت فاطمة عليهاالسلام بين زوجها و بينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط على عضدها، فبقي أثره في عضدها من ذلك مثل الدملوج من ضرب قنفذ إياها.

[الاحتجاج، ج 1، ص 108.]

و قال الفيض: فامر عمر قنفذ لعنه الله ان يضربها بسوطه، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها و جنبها إلى ان انهكها و اثر في جسمها الشريف.

[نوادر الأخبار، ص 183.]

و ممّا يدل على أنّهم جرحوا فاطمة و أدموها و سال الدم منها هو ما أشار إليه المقداد و عقيل بن أبي طالب بعد دفن فاطمة ليلاً و علّة دفنها سرّاً، فإنّه لمّا سأل عمر بن الخطاب المقداد بن الأسود أنّه متى تدفن فاطمة عليهاالسلام قال له المقداد: أنها دفنت في الليلة الماضية، فلمّا سمع عمر ذلك، أخذ يضرب المقداد حتّى خلّصوه من يده، فوقف المقداد بوجههم قائلاً، ماتت ابنة رسول الله و الدم ينزل من ظهرها و جنبها بسبب الضرب الذي أوردتموه عليها بالسيف و السوط.

[كامل البهائي، ج 1، ص 312.]

و قال عقيل آنذاك: والله أنتم لأشدّ الناس حسداً و أقدمهم عداوة لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله و أهل بيته، ضربتموها بالأمس و خرجت من الدنيا بدم و هي غير راضية عنكما.

[كامل البهائي، ج 1، ص 312.]

و الإمام الحسن المجتبى أيضاً أشار إلى إدماء فاطمة بعد أن خاطب بذلك مغيرة بن شعبة و قال: «و أنت ضربت فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله حتّى أدميتها و ألقت ما في بطنها...».

[بحارالأنوار، ج 44، ص 83؛ ذرائع البيان، ج 1، ص 61.]

إسقاط جنينها


يعتقد عامّة مؤرّخي الشيعة أنّ أولاد الزهراء فاطمة صلوات الله عليها خسمة و أسقط الخامس (و كان ولداً ذكراً) حينما هجموا دارها لأخذ البيعة من علي عليه السلام: و أمّا مؤرّخو السنة فهم ما بين مهمل لذكر هذا الولد لفاطمة عليهاالسلام و بين مشير إليه:

فأمّا السبط ابن الجوزي

[تذكرة الخواصّ، ص 57 و 288.] و الطبري

[دخائر العقبى، ص 55.] فهما و إن ينسبان هذا الولد إلى فاطمة لكن يقولان: إنّه مات و هو صبيّ. و أمّا ابن الصباغ المالكي فقد أشار إلى هذا الولد أنّه كان سقطاً لكن نسبه إلى الشيعة و قال: و ذكروا أنّ فيهم محسناً شقيقاً للحسن و السحين ذكرته الشيعة و أنّه كان سقطاً.

[الفصول المهمّة، ص 124.]

مأساة الإسقاط في المصادر السنيّة


إنّ مسألة الإسقاط كانت مشهورة بين المحدّثين الكبار، و كان يجري ذكر ذلك في مجالسهم من غير أن ينكروا ذلك. فلقد جاء ذلك في كتب الذهبي الثلاثة و شذرات الذهب و الملل و النحل، و فرائد السبطين و شرح نهج البلاغة و غير ذلك.

و إليك بعض النصوص في ذلك.

نقل الذهبي مسألة الإسقاط عن محمد بن حماد حينما ترجم له في سير أعلام النبلاء قائلاً: و قال محمد بن حماد الحافظ: كان مستقيم الأمر عامّة دهره، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب حضرته و رجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت محسّناً.

[سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 578.]

و نقل هذا أيضاً في كتابيه ميزان الاعتدال

[ميزان الاعتدال، ج 1، ص 139.] و تاريخ الإسلام

[تاريخ الإسلام حوادث سنة، 351، ص 68.] و نقله أيضاً العماد الحنبلي في شذرات الذهب

[شذرات الذهب، ج 3، ص 11.] بعين ما تقدّم.

و أضاف ابن قتيبة على ما رواه ابن شهر آشوب عن معارفة، بعد ذكره لهذا الولد قال: إنّ محسناً فسد من زخم قنفذ العدوى.

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 358.]

وقفة قصيرة مع الحاقدين


قلت: لقد أسقطوا هذه العبارة من كتاب القتيبي في المعارف و أثبتوا مكانها.

هذه العبارء: «و أما محسن بن عليّ فهلك و هو صغير».

[المعارف، ص 92.] ما لهم خذلهم الله إلى متى هذا التلاعب بالنصوص؟

فلقد زادوا و نقصوا و دسوا في الكتب و الآثار ما شاءت لهم الأقدار، كما ابتلي بهذه العملية البشعة كثير من الكتب التاريخية القديمة و الحديثة كما شاهدنا ذلك في فردوس الأخبار للديلمي و غير ذلك، فلو راجعت مقدّمة الديلمي في كتابه الفردوس (ج 1 ص 7) لقرأت في مقدمته:

قوله: أثبت في كتابي هذا عشرة آلاف حديث و لكنّك ترى الموجود حالياً في هذا الكتاب (9056) حديثاً، و قد أسقط (44) حديثاً. فسئل المحقّق أين بقيّة الأحاديث؟

و روى الشهرستاني في ملله عن النظّام قائلاً: و كان يعتقد بأنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها، و كان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، و ما كان في الدار غير عليّ و فاطمة والحسن والحسين.

[الملل و النحل، ص 59؛ الوافي بالوفيات، ج 6، ص 17.]

مأساة الإسقاط في المصادر الشيعية


و أمّا حديث إسقاط فاطمة عليهاالسلام جنينها فقد أوردها الكثير من الشيعة الإمامية و بعض العلماء الزيدية في مؤلفاتهم قديماً و حديثاً من دون أيّ تحرّز و تقيّة، فقد جاء ذكر ذلك في كتاب سليم بن قيس و إثبات الوصية و أمالي الصدوق و الاحتجاج و بشارة المصطفى و معاني الأخبار و تثبيت الإمامة و عشرات المصادر أيضاً مصرّحين بذلك، لكن نراهم ما بين من صرّح باسم الضارب و المرتكب للجريمة، و بين من أهمل ذلك الاسم

في بعض كتبه و صرّح به في بعضه الآخر، و بين من نسب هذه القضية إلى يوم البيعة و داخل البيت، و بين من صرّح بأنّ مأساة ضرب بطن الزهراء و إسقاط الجنين كان في خارج البيت:

من نقل المأساة بدون ذكر اسم شخص معيّن:


1. روى المفضّل عن الصادق في حديث طويل قد شرح فيه ما جرى على الزهراء و قال فيه: «و لا يوم كيوم محنتنا في كربلاء و إن كان يوم السقيفة و إحراق النار على باب أميرالمؤمنين والحسن والحسين و فاطمة و زينب و أمّ كلثوم و فضّة و قتل محسّن بالرفسة أعظم و أدهى و أمرّ...»

[فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى، ص 532، بحارالأنوار، ج 53، ص 14- 17.]

2. و نقل المسعودي أيضاً هذه المأساة من دون نسبته إلى شخص معيّن و قال: و ضغطوا سيدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً.

[إثبات الوصية، ص 124.]

3 و روى الصدوق في معاني الأخبار ما مرّ عليك في تفسير الحديث المرويّ عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: «يا على لك كنز في الجنّة». قال: و قد سمعت بعض المشايخ يذكر أنّ هذا الكنز هو ولده المحسن، و هو السقط الذي ألقته فاطمة عليهاالسلام لمّا ضغطت بين البابين.

[معاني الأخبار، ص 206؛ الكوكب الدرّي، ص 265.]

و قال في المستجاد: و في الشيعة مَن يذكر أنّ فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبيّ رسول الله صلى اللَّه عليه و آله ذكراً كان سمّاه رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و هو حمل محسناً.

[المستجاد، ص 140.]

و قال البياضي: و منها ما رواه البلاذري و اشتهر في الشيعة أنّه حصر فاطمة في الباب حتّى أُسقطت محسناً، مع علم كل أحد بقول أبيها لها: «فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني».

[الصراط المستقيم، ج 3، ص 12.]

إنّ قنفذ لكزها بنعل السيف


و روى الطبري عن الصادق عليه السلام: أنّه قال: «و كان سبب وفاتها أنّ قنفذ مولى الرجل

/ 28