حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة الصدیقة فاطمة دراسة و تحلیل - نسخه متنی

محمد جواد الطبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


3. ما في القيامه راكب غير أربعة و منهم فاطمة

روى الطوسي بسنده عن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب قال: سمعت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله يقول: «يا أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا فقال له قائل: بأبي أنت و أمّي يا رسول الله من الركبان؟ قال: أنا على البراق و أخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه و ابنتي على ناقتي العضباء و عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة».

[أمالي الطوسي، ص 35؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 19.]

4. إنّ الله وهب التسنيم لفاطمة

روى الطبري بسنده عن همام بن أبي عليّ قال: «قلت لكعب الحبر: ما تقول في هذه الشيعة شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: يا همام إنّي لأجد صفتهم في كتاب الله المنزل أنّهم حزب الله و رسوله و أنصار دينه و شيعة وليّة، و هم خاصّة الله من عباده و نجبائه من خلقه، اصطفاهم لدينه و خلقهم لجنته، مسكنهم الجنّة في الفردوس الأعلى في خيام الدرّ و غرفهم اللؤلؤ، و هم في المقرّبين الأبرار يشربون من الرحيق المختوم، و تلك عين يقال: لها تسنيم لا يشرب منها غيرهم؛ فإنّ التنسيم عين وهبها الله تعالى فاطمة بنت محمد زوجة عليّ بن أبي طالب تخرج من تحت قائمة، قبّتها على برد الكافور و طعم الزنجبيل و ريح المسك...».

[بشارة المصطفى، ص 50.]

5. إنّ الله بنى جنّة لعلي و فاطمة سوى جنانهما

روى الكنجي الشافعي بسنده عن عبدالله بن مسعود، قال: سأحدّثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها: سمعت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله في غزوة تبوك و نحن نسير معه يقول: «إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة عليّاً ففعلت، فقال جبرئيل: إنّ الله تعالى بنى جنّة من لؤلؤة قصبة، بين كلّ قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذّرة بالذهب، و جعل سقوفها زبرجداً أخضر، و جعل فيها طاقات من اللؤلؤ، مكلّلة

بالياقوت، ثمّ جعل عليها غرفاً لبنة من ذهب و لبنة من فضة ولبنة من درّ و لبنة من ياقوت و لبنة من زبر جد، ثمّ جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها و حفّت بالأنهار، و جعل على الأنهار قباباً من درّ قد شعبت بسلاسل الذهب و حفّت بأنواع الشجر، و بني في كلّ قصر قبّة، و جعل فيه أريكة من درّة بيضاء غشاها السندس و الاستبرق، فرش أرضها بالزعفران، و فتق ما بين ذلك بالمسك و العنبر، و جعل في كلّ قبّة حوراء، و القبّة لها مائة باب، على كلّ باب عينان جاريتان و شجرتان، في كلّ قبّة مفرش و مكتوب حول القباب آية الكرسي فقلت: يا جبرئيل لمن بنى الله عزّ و جلّ هذه الجنان قال: بناها لفاطمة و عليّ سوى جنانهما، تحفة أتحفها الله و أقرّ عينك، يا محمد صلّى الله عليك».

[كفاية الطالب، ص 320، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 333.]

6. إنّ الله أعطى الشفاعة لفاطمة عليهاالسلام

و ممّا أكرم الله تعالى به فاطمة يوم القيامة أن جعلها من شفعاء المحشر، ولقد نبّه نبيّه الكريم على ذلك كما رواه لنا ابن عباس قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب: «لمّا خلق الله تعالى ذكره آدم و نفخ فيه من روحه، و أسجد له ملائكته و أسكنه جنّته، و زوّجه حوّاء أَمته، فوقع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمس سطور مكتوبات قال آدم: يا ربّ ما هؤلاء؟ قال تعالى: هؤلاء الذين إذا شفعوا بهم إليّ خلقي شفّعتهم، فقال آدم: يا ربّ بقدرهم عندك ما اسمهم؟ فقال: أمّا الأول فأنا المحمود و هو محمد، والثاني فأنا العالي و هذا عليّ، والثالث فأنا الفاطر و هذه الفاطمة، و الرابع فأنا المحسن و هذا الحسن، والخامس فأنا ذوالإحسان و هذا الحسين، كلّ يحمدالله تعالى».

[علل الشرائع، ص 163.]

7. آسية و مريم و خديجة من حجّاب فاطمة إلى الجنّة

و جاء في الحديث «أنّ آسية بنت مزاحم و مريم بنت عمران و خديجة يمشين أمام فاطمة كالحجّاب لها إلى الجنّة؛ و في الحساب من سيّدة الحور من ولد آدم كلّهم، وزنه أمّ الحجج فاطمة البتول؛ عدد كلّ منهما ألف و ستّمائه و ثمانية و تسعون».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 323.]

8. أنّها في حظيرة القدس

و جاء في مسند فاطمة: «أنّ فاطمة و عليّاً و الحسن و الحسين في حظيرة القدس في قبّة بيضاء سقفها عرش الرحمن».

[مسند فاطمة، ص 45؛ بشارة المصطفى، ص 48، كفاية الطالب، ص 311.]

و كما ترى أنّ حظيرة القدس هي أعلى المنازل في الجنّة فلا نزل أعلى منها بحيث تكون سقفها عرش الرحمن.

[خصائص فاطمة، ص 341.]

9. فاطمة مع رسول الله في درجة الوسيلة

روى الطبري بسنده عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: «إنّ في الجنّة درجة تدعى الوسيلة لكلّ نبيّ رسول و أنا هو، فسلوها لي قالوا: من يسكن معك؟ قال: فاطمة و بعلها و الحسن و الحسين».

[بشارة المصطفى، ص 270؛ الزهراء، ص 49.]

10. فاطمة و أبوها في مكان واحد

و عن بريدة قال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: «إنّ ملك الموت خيرّني فاستنظرته إلى نزول جبرئيل، فتجلّى ابنته فاطمة المنشى فقال لها: يا ابنتي احفظي عليك، فإنّك و بعلك و ابنيك معي في الجنّة».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 358؛ ذخائر العقبى، ص 25.]

11. أوّل شخص يدخل الجنّة فاطمة

وردت روايات في كتب الحديث سنّةً و شيعة على أنّها يكرمها الله، و هي أوّل شخص يدخل الجنّة، أي لم يسبقها أحد من الأوّلين و الآخرين في الدخول إلى الجنّة، و هذا ممّا أخبر به النبي صلى اللَّه عليه و آله قائلاً: «أول شخص يدخل الجنّة فاطمة».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 329؛ مسند فاطمة، ص 52.]

و روى الطوسي عن عليّ: «أنّ أول مَن يدخلها هو النبيّ الكريم ثمّ العترة الطيّبة. كما

قال لعليّ: أنا أول من يدخل الجنّة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة».

[أمالي الطوسي، ص 351.]

و روى الحاكم عن عليّ عن النبي صلى اللَّه عليه و آله: «أنّهم يدخلون معاً في الجنّة من دون ذكر أولاً و تالياً. قال علي عليه السلام: أخبرني رسول الله صلى اللَّه عليه و آله: أنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا و فاطمة و الحسن و الحسين قلت: يا رسول الله فمحبّونا؟ قال: من وارئكم. صحيح الإسناد و لم يخرجاه».

[المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 153.]

ولكن إن دخل النبي أولاً إلى الجنّة فلأنّه أشرف المخلوقات و أقدمهم على كلّ شي ء حتى في الدخول إلى الجنّة، فلا بحث، و أمّا لو كان أول الداخلين إلى الجنّة شخص فاطمة فلا بحث و لا إشكال أيضاً؛ لأنّ فاطمة بضعة منه و روحه التي بين جنبيه.

12. لا يحاسب الله العباد حتّى تدخل فاطمة الجنّة

خاطب الله عزّ و جلّ فاطمة في يوم القيامة: «إنّي لا أنظر في محاسبة العباد حتّى تدخلي الجنّة أنت و ذرّيتك و شيعتك و مَن أولاكم معروفاً ممّن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد، فتدخل فاطمة ابنتي و ذرّيّتها و شيعتها و من أولاها معروفاً ممّن ليس من شيعتها...».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 62.]

فضلها على نساء الأمّة


لقد علا فضل فاطمة صلوات الله عليها و قدرها، و عرف المسلمون سموّ مقامها، و لا أظنّ من يجهل قدرها و جلالة شأنها إلّا جاهل بالنبيّ الكريم و بأهل بيته المكرمين؛ فإنّها البضعة الطاهرة التي كانت بهجة قلب المصطفى و روحه التي بين جنبيه، فكانت هي المفضّلة على جميع نساء المسلمين من الأوّلين و الآخرين، و كانت أفضل من آسية و مريم و خديجة فكيف بسائر نساء الأمّة، بل كانت أفضل من سائر بنات النبيّ.

فاطمة أفضل من نساء النبيّ حتّى عائشة


روى الفرات الكوفي في تفسيره عن محمد بن إبراهيم الفزاري، بسنده عن أبي مسلم

الخولاني قال: دخل النبيّ صلى اللَّه عليه و آله على فاطمة الزهراء و عائشة و هما يفتخران و قد احمرّت وجوههما، فسألهما عن خبرهما فأخبرتاه، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: «يا عائشة أَوَ ما ما علمت أنّ الله اصطفى آدم و نوحاً و آل إبراهيم و آل عمران و عليّاً و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر و فاطمة و خديجة على العالمين».

[تفسير فرات الكوفي، ص 23.]

فاطمة أفضل بنات رسول اللَّه


و سأل بذل (بديل) الهروي الحسين بن روح رضى اللَّه عنه فقال: «كم بنات رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فقال: أربع، فقال: أيّتهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة عليهاالسلام قال: و لم صارت أفضل و كانت أصغرهنّ سنّاً و أقلّهنّ صحبة لرسول الله صلى اللَّه عليه و آله قال: لخصلتين خصّها الله بهما: أنّها ورثت رسول الله، و نسل رسول الله صلى اللَّه عليه و آله منها و لم يخصّها بذلك إلّا بفضل إخلاص عرفه من نيّتها».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 323.]

قال المرتضى علم الهدى رحمه اللَّه: «و لا يمتنع من أن يكون قد فضّلت على أخواتها بذلك، يعني بذلك الإخلاص».

[الكوكب الدرّي، ص 145.]

قلت: و لا أظنّ الحسين بن روح رحمه اللَّه يعتقد بحصر العلّة في فضل فاطمة عليهاالسلام على سائر أخواتها من أنّها لعلّة وراثتها و نسل رسول الله منها، فذلك فضّلت عليهن، بل هي أجلّ مرتبة و أرفع شأناً من ذلك، فلو وقفت على سموّ مقامها عندالله عزّ و جلّ و عند رسوله صلى اللَّه عليه و آله لرأيت أنّ هذا الجواب غير كاف.

دفاع الإمام السجّاد عن مقام الصدّيقة فاطمة


غضب الإمام عليّ بن الحسين يوماً على عروة حينما سمعه يروي حديثاً باطلاً في أفضليّة زينب على فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله فجاءه معاتباً عليه بأنّه «بلغني عنك تنتقص حقّ فاطمة؟!»

والحديث رواه الهيثمي في مجمع الزوائد في فضل زينب بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و أمر النبي

زيد بن حارثة أن يأتي بها من مكة إلى المدينة و جاء فيه: فكان رسول الله صلى اللَّه عليه و آله يقول: هي خير بناتي أصيبت فيّ، فبلغ ذلك عليّ بن الحسين فانطلق إلى عروة فقال: «ما حديث بلغني عنك أنّك تحدّثه تنتقص حق فاطمة؟»

فقال عروة: والله ما أحبّ أنّ لي ما بين المشرق و المغرب أنيّ أنتقص فاطمة حقّها لها، و أمّا بعد ذلك أني لا أحدّث به أبداً.

[مجمع الزوائد، ج 9، ص 213.]

فضلها على نساء العالمين


وردت روايات عديدة في فضل فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله بمختلف الألفاظ بأنّها «سيّدة نساء المؤمنين» أو «سيّدة نساء العالمين»، و ورد أيضاً في بعض الأحاديث أنّها كانت «سيّدة نساء عالمها»، و في بعضها الآخر «سيّدة نساء أهل الجنّة».

والروايات كما يلاحظها القارئ الكريم أنّها صادرة عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله بطرق عديدة عن جمع من الصحابة و بعضها الآخر عن أهل البيت عليهم السلام.

و أمّا ماورد عن الصحابة عن النبيّ فهى عن جابر بن سمرة و أنس و عمران بن الحصين و حذيفة بن اليمان و أبي هريرة و ابن عباس و أبي سعيد و غيرهم.

و لا يخفى اضطراب المتمن في ماورد في كتب العامّة، ففي بعضها تشترك مريم مع فاطمة في الفضل، و في بعضها تكون مريم و فاطمة و خديجة و آسية بنت مزاحم في الفضل سواء.

و أمّا بالنسبة إلى مريم بنت عمران فأظنّ، إنّما جاء هذا الاشتراك بينها و بين فاطمة من ظاهر الآية الشريفة، من كون مريم سيدّة نساء العالمين أيضاً. و أمّا بالنسبة إلى غيرها فنشأ من عدم ضبط الرواة فيما نقلوا.

عرض الروايات و دراسة الموضوع


فلابدّ إذن من دراسة الموضوع تماماً ليتّضح للقارئ حقيقة الحال:

أمّا الروايات فهي تنقسم بحسب المفاد إلى ثلاثة أقسام:

أربعة من أفضل النساء


و هي كما رواه لنا أبوهريرة عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله قال: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد صلى اللَّه عليه و آله و مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون».

[ذخائر العقبى، ص 42.]

و عن يونس عن الحسن بن دينار، عن الحسن أنّ رسول الله صلى اللَّه عليه و آله قال: «حسبك من نساء العالمين أربع: مريم و آسية امرأة فرعون و خديجة بنت خويلد و فاطمة ابنة محمد صلى اللَّه عليه و آله».

[سيرة ابن إسحاق، ص 244.]

إنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين


لقد أشير في هذا القسم إلى أنّ فاطمة هي سيّدة النساء في العالمين من الأولين و الآخرين أو سيّدة نساء أهل الجنّة فحسب، لا مريم و لا غيرهما، و هي روايات عديدة نذكر بعضها كمايلي.

1. روى الحاكم في المستدرك بسنده حن حذيفة عن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله قال: «نزل من السماء ملك فاستأذن الله أن يسلّم لم ينزل قبلها، فبشّرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة». هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.

[المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 151؛ أمالي الطوسي، ص 85؛ صحيح البخاري، ج 2، ص 301؛ ينابيع المودة، ص 172؛ بشارة المصطفى، ص 276 بتفاوت؛ عيون المعجزات، ص 85.]

2. و عن عليّ بن أبي طالب أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله قال لفاطمة: «ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناك سيّدا شباب أهل الجنّة».

[مجمع الزوائد، ج 9، ص 201؛ المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 156.]

3. و روت عائشة و غيرها عن النبي صلى اللَّه عليه و آله أنّه قال: «يا فاطمة أبشري فإنّ الله تعالى اصطفاك على نساء العالمين و على نساء الإسلام و هو خير دين».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 323.]

4. و في البحار عن الخصال: فيما أوصى به النبي إلى علّي: «يا عليّ إنّ الله عزّ و جلّ أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثمّ اطّلع

الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين».

[بحارالأنوار، ج 43، ص 26.]

5. و روى الإصبهاني عن محمد بن أحمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد المقرئ، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي، ثنا إسماعيل بن أبان الورّاق، ثنا ناصح أبوعبدالله عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: جاء نبيّ الله صلى اللَّه عليه و آله فجلس فقال: إنّ فاطمة وجعة، فقال القوم لو عدناها، فقام يمشي حتّى انتهى إلى الباب و الباب عليها مصفق قال: فنادى شدّي عليك ثيابك فإنّ القوم جاؤا يعودونك، فقالت: «يا نبيّ الله ما عليَّ إلّا عباءة قال: فأخذ رداء فرمى به إليها من رواء الباب فقال: شدّي بهذا رأسك فدخل و دخل القوم فقعد ساعة، فخرجوا فقال القوم: تالله بنت نبينا على هذا الحال قال: فالتفت فقال: أما إنّها سيّدة النساء يوم القيامة».

[حلية الأولياء، ج 2، ص 42.]

إنّ مريم سيّدة نساء عالمها و أمّا فاطمة...


وردت روايات أخرى تصرح بأنّ مريم سيّدة نساء عالمها، و أمّا فاطمة عليهاالسلام فهي سيّدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين، و كأنّه وقع مورداً للسؤال من النبيّ أو من أحد من المعصومين عليهم السلام و أجابوا بأنّ مريم سيّدة نساء عالمها.

1. روى الطبري بسنده عن عمران بن حصين أن النبي صلى اللَّه عليه و آله قال لفاطمة: «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين، قالت: فأين مريم بنت عمران؟ قال لها: أي بنيه تلك سيّدة نساء عالمها و أنت سيّدة نساء العالمين».

[بشارة المصطفى، ص 69.]

2. و روى الصدوق بسنده عن المفضّل بن عمر، قال: قلت لأبي عبدالله: أخبرني عن قول رسول الله صلى اللَّه عليه و آله في فاطمة أنّها سيّدة نساء العالمين، أهي سيّدة نساء عالمها؟ فقال: «ذاك لمريم كانت سيّدة نساء عالمها، و فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين».

[معاني الأخبار، ص 107؛ دلائل الإمامة، ص 54.]

3. قيل للصادق عليه السلام: قول رسول الله: «فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة»، أي سيّدة نساء

عالمها؟ قال: «ذاك مريم و فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة من الأولين و الآخرين».

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 323؛ أمالي الصدوق، ص 110؛ بحارالأنوار، ج 43، ص 21.]

هذه جملة من النصوص الواردة في فضل السيّدة فاطمة عليهاالسلام من أنّها سيّدة نساء العالمين، و لا أظنّ أنّ مَن تتبّع هذه الأحاديث و بقية الأحاديث الواردة في هذه المجال يقدّم مريم أو غيرها على فاطمة بنت رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و هذا كما أشار إليه المحبّ الطبري في ذخائره بعد ذكر الرواية الأولى من القسم الأوّل قائلاً: «و وردت روايات أخرى عن ابن عباس و أبي سعيد و أنس و عمران بن حصين و غيرهم ما يوافق هذه الرواية إلّا أنّ في المتن اضطراب حيث إنّ في بعضها تقديم مريم على الثلاثة الباقية، و في بعضها كلّ هذه الأربع على فضل واحد، و في بعضها تقديم السيّدة فاطمة على أنّها سيّدة نساء عالمها و إن كانت مريم سيّدة نساء عالمها، و في بعضها أنّ كلّهنّ سيّدة نساء عالمها.

ولكن بملاحظة روايات أخرى، أنّها سيّدة نساء العالمين لا عالمها، فتكون فاطمة أفضل نساء العالمين من الأولين و الآخرين و هي سيّدة نساء أهل الجنّة أجمعين...».

[ذخائر العقبى، ص 42.]

و قال السيد أحمد زينى دحلان: و هي الزهراء و البتول أفضل نساء الدنيا حتّى مريم رضي الله عنها كما اختاره المقريزي و الزركشي و الحافظ السيوطي في كتابيه شرح النقابة و شرح جمع الجوامع بالأدلّة الواضحة التي منها أنّ هذه الأمة أفضل من غيرها... و قال: «يا بنيّة ألا ترضين أنك سيّدة نساء العالمين قالت: يا أبت فأين مريم؟ قال: تلك سيّدة نساء عالمها».

[السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية، ج 2، ص 7.]

و قال الحمزاوى: قال الإمام الزرقاني عن المواهب الذي اختاره الإمام المقريزي و القطب الخضيري و الإمام السيوطي بأدلّة واضحة أن السيّدة فاطمة أفضل نساء العالمين حتّى مريم.

[إحقاق الحق، ج 10، ص 38.]

قلت: و قد أجمع الإمامية أيضاً على أنّ فاطمة أفضل نساء العالمين من الأولين و الآخرين، و هذا ممّا أشار إليه السيد المرتضى قال: و يعتمد على أنّها عليهاالسلام أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية، و على أنّه ظهر من تعظيم الرسول صلى اللَّه عليه و آله لشأن فاطمة و تخصيصها

من بين سائرهنّ ما ربّما لا يحتاج إلى الاستدلال.

[مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 324.]

إذن فما روي عن النبي صلى اللَّه عليه و آله من أنّه قال: «فاطمة خير نساء أمّتي إلّا ما ولدته مريم» فقد قيل في توجيه الحديث على فرض صدوره عن النبي صلى اللَّه عليه و آله أن تكون إلّا بمعنى الواو كما ذكره أهل العربية، و حملوا عليه قوله تعالى: (لئلّا يكون للناس عليكم حجّة إلّا الذين ظلموا) و يكون المعنى أنّها خير نساء أمّتي، و خير نساء أمّة ما ولدته مريم و هو عيسى. و خصّص تلك الأمة بالذكر لكثرة النساء الصالحات العابدات فيها دون أمم سائر الأنبياء.

[مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار، ج 2، ص 394.]

بقي شي ء و هو هل الصدّيقة الطاهرة أفضل العترة بعد علي عليه السلام أم لا؟ أعني بذلك هل أنّها أفضل من الأئمة الهداة سوى عليّ أولا؟

فنقول: إنّهم لمّا كانوا كلّهم نوراً واحداً و في الفضل سواء إلّا الأبوّة و النبّوة فلا مجال للقول بتقديم أحدهم في الفضل على الآخر، بل من المهمّ إثبات فضلهم على سائر الخلق، و أمّا بينهم فذلك أمر خارج عن حدّنا، فرحم الله مَن عرف حدّه فوقف عنده.

ولكن صدر عنهم ما يفهم منه أنّ الصدّيقة الطاهرة أفضل عترة النبيّ سوى عليّ، و إليك ماورد عن علي عن النبي و عن الحسين بن علي عليهم السلام:

1. روى الطبري في بشارة المصطفى في حديث طويل عن عليّ قال فيه مخاطباً كميل بن زياد رحمه اللَّه: «يا كميل قال رسول الله صلى اللَّه عليه و آله لي قولاً، و المهاجرون و الأنصار متوافرون يوماً بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائماً على قدميه فوق منبره: عليّ و ابناي منه الطيّبون منّي و أنا منهم و هم بعد أمّهم، و هم سفينة مَن ركبها نجا و من تخلّف عنها هوى».

[بشارة المصطفى، ص 30.]

2. و روى المفضّل ضمن حديث طويل عن الصادق حديث ولادة الحسين و تهنئة الملائكة، النبي صلى اللَّه عليه و آله من قيل ربّ العزة و عند مرورهم بصلصائيل و هو ملقى بالجزيرة قال: «فلّما نظروا إليه وقفوا فقال لهم: يا ملائكة ربّي أين تريدون و فيهم هبطتم؟ فقالت له الملائكة: يا صلصائيل قد ولد في هذه الليلة أكرم مولود في الدنيا بعد جدّه رسول الله

/ 28