غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 2

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


التواتر، والخطيب في تاريخه 7 ص 387، وأبونعيم الاصبهاني في الحلية 1 ص 62، بعدة طرق وصحح بعضها، وج 4 ص 356، وإبن عبدالبر في الاستيعاب 2 ص 363 في ترجمة عامر، والحمويي

___________________________________

بفتح المهملة ثم الميم المضمومة المشددة نسبة إلى جده حمويه، ونحن تبعا على المؤلفين ذكرناه في المجلد الاول الحموينى وقد أوقفنا السير على كلام ابن الاثير من ان رجال هذه الاسرة يكتبون لانفسهم الحمويى وضبطه على ما ذكر فعدلنا عما كنا عليه. في فرايده وقال: قال الامام محيي السنة: هذا حديث صحيح متفق على صحته، ومحب الدين الطبري في الرياض 2 ص 187، واليافعي في مرآة الجنان 1 ص 109 وصححه، والقاضي الايجي في المواقف 3 ص 12 و 10، وهناك آخرون رووا هذه الاثارة وصححوها لو نذكرهم بأجمعهم لجاء منه كتاب مفرد، ونحن نقتصر من المتون على لفظ البخاري ألا وهو:

إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: لاعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال فبات الناس يدوكون

___________________________________

أى يخوضون. يقال: الناس في دوكة. أى: في اختلاط وخوض. وأصله من الدوك. وهو: الحق. وفى كثير من الكتب: يذكرون. وهو: تصحيف. ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول الله؟ يشتكي عينيه، قال:فأرسلوا إليه فاتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله في عينيه ودعا له فبرأ حتى لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله؟ اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لان يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم وفي لفظه الآخر: ففتح الله عليه.

ديوان حسان


إن لحسان في مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام مدايح جمة غير ما سبقت الاشارة إليه، وسنوقفك على ما إلتقطناه من ذلك، فمن هذه الناحية نعرف أن يد الامانة لم تقبض عليها يوم مدت إلى ديوانه، فحرفت الكلم عن مواضعها، ولعبت بديوان حسان كما لعبت بغيره من الدواوين والكتب والمعاجم التي أسقطت منها مدايح أهل

البيت عليهم السلام وفضايلهم، والذكريات الحميدة لاتباعهم كديوان الفرزدق الذي أسقطوا منها ميميته المشهورة في مولانا الامام زين العابدين عليه السلام مع إشارة الناشر إليها في مقدمة شرح ديوانه، وقد طفحت بذكرها الكتب والمعاجم، وكديوان كميت فإنه حرفت منه أبيات كما زيدت عليه اخرى، وكديوان أمير الشعراء أبي فراس، وكديوان كشاجم الذي زحزحوا عنه كمية مهمة من مراثي سيدنا الامام السبط الشهيد سلام الله عليه، وكتاب 'المعارف' لابن قتيبة الذي زيد فيه ما شاءه الهوى للمحرف و نقص منه ما يلائم خطته، بشهادة الكتب الناقلة عنه من بعده كما مر بعض ما ذكر في محله من هذا الكتاب ويأتي بعضه، إلى غير هذه من الكتب الذي عاثوا فيها لدى النشر، أو حرفوها عند النقل، ونحن نحيل تفصيل ذلك إلى مظانه من مواقع المناسبة لئلا نخرج عن وضع الكتاب، فلنعد الآن إلى ما شذ من شعر حسان عن ديوانه، وأثبتته له المصادر الوثيقة كنفس يائيته السابقة فمن ذلك:

شعر حسان فى أميرالمؤمنين و شرحه


في تاريخ اليعقوبي 2 ص 107، وشرح إبن ابي الحديد 3 ص 14 وغيرهما: صعد أبوبكر المنبر عند ولايته الامر فجلس دون مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله بمرقاة ثم حمد الله وأثنى عليه وقال: إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن استقمت فأتبعوني، وإن زغت فقوموني، لا أقول إني أفضلكم فضلا، ولكني أفضلكم حملا، وأثنى على الانصار خيرا وقال: أنا وإياكم معشر الانصار كما قال القائل:

جزى الله عنا جعفراحين أزلقت++

بنانعلنا في الواطئين فولت

أبوا أن يملونا ولو أن امنا++

تلاقي الذي يلقون منا لملت

فاعتزلت الانصار عن أبي بكر فغضبت قريش وأحفظها ذلك فتكلم خطباؤها وقدم عمرو بن العاص فقالت له قريش: قم فتكلم بكلام تنال فيه من الانصار، ففعل ذلك، فقام الفضل بن العباس فرد عليهم، ثم صار إلى علي فأخبره وأنشده شعرا قاله، فخرج علي مغضبا حتى دخل المسجد فذكر الانصار بخير ورد على عمرو بن العاص قوله، فلما علمت الانصار ذلك سرها وقالت: ما نبالي بقول من قال مع حسن قول علي، واجتمعت إلى حسان بن ثابت فقالوا: أجب الفضل، فقال: إن عارضته بغير قوافيه فضحني فقالوا:

___________________________________

في شرح ابن ابى الحديد: فقال له خزيمة بن ثابت: اذكر عليا وآله يكفيك عن كل شيئ.

فاذكر عليا فقط، فقال:

جزى الله خيرا والجزاء بكفه++

أبا حسن عناومن كأبي حسن؟

سبقت قريشا بالذي أنت أهله++

فصدرك مشروح وقلبك ممتحن

___________________________________

هذان البيتان ذكرهما لحسان شيخ الطايفة المفيد كما في الفصول 2 ص 61 و 67.

تمنت رجال من قريش أعزة++

مكانك هيهات الهزال من السمن

وأنت من الاسلام في كل منزل++

بمنزلة الطرف البطين من الرسن

غضبت لنا إذ قال عمرو بخصلة++

أمات بها التقوى وأحيى بهاالاحن

وكنت المرجى من لوي بن غالب++

لما كان منه والذي بعد لم يكن

حفظت رسول الله فينا وعهده++

إليك ومن أولى به منك من ومن؟

ألست أخاه في الهدى ووصيه++

وأعلم فهر بالكتاب وبالسنن؟

فحقك مادامت بنجد وشيجة++

عظيم علينا ثم بعد على اليمن

قوله: فصدرك مشروح. إشارة إلى ما ورد في قوله تعالى: أفمن شرح الله صدره للاسلام، فإنها نزلت في على وحمزة. رواه الحافظ محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 207 عن الحافظين الواحد وأبي الفرج، وفي ذخاير العقبى ص 88.

قوله: وقلبك ممتحن. أشار به إلى النبوي الوارد في أميرالمؤمنين: انه إمتحن الله قلبه بالايمان

___________________________________

كذا في لفظ الخطيب، وفى بعض المصادر: على الايمان. وفى بعضها: للايمان. أخرجه من الحفاظ والعلماء منهم: النسائي في خصايصه ص 11، والترمذي في الصحيح 2 ص 298، والخطيب البغدادي في تاريخه 1 ص 133، م- والبيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 29 ومحب الدين الطبري في الرياض 2 ص 191، وذخاير العقبي ص 76 وقال: أخرجه الترمذي وصححه، والكنجي في الكفاية ص 34، وقال: هذا حديث عال حسن صحيح، والحمويي في فرايده في الباب ال 33، والسيوطي في جمع الجوامع بعدة طرق كما في كنز العمال 6 ص 393 و 396، والبدخشي في نزل الابرار ص 11 وغيرهم.

قوله: ألست أخاه في الهدى ووصيه. أوعز به إلى حديثي الاخاء والوصية وهما من الشهرة والتواتر بمكان عظيم يجدهما الباحث في جل مسانيد الحفاظ والاعلام.

قوله: وأعلم فهر بالكتاب وبالسنن. أراد به ما ورد في علم علي أمير المؤمنين بالكتاب والسنة. أخرج الحفاظ عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث فاطمة سلام الله عليها: زوجتك خير أهلي أعلمهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم إسلاما. وفي حديث آخر: أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب. وفي ثالث: أعلم الناس بالله وبالناس.

وفي حديث: يا علي لك سبع خصال وعد منها: وأعلمهم بالقضية

___________________________________

حلية الاولياء 1 ص 66، كنز العمال 6 ص 398 و 156 و 153. وأخرج محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 193، والذخاير ص 78، وإبن عبدالبر في الاستيعاب هامش الاصابة 3 ص 40 عن عايشة: انه أعلم الناس بالسنة. وفي كفاية الكنجي ص 190 عن أبي أمامة عنه صلى الله عليه وآله: أعلم امتي بالسنة والقضاء بعدي علي إبن أبي طالب. وأخرج الخوارزمي في المناقب ص 49، وشيخ الاسلام الحمويي في فرايده في الباب الثامن عشر باسناده عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وآله: أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب.

وأخرج الحفاظ عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا

___________________________________

حلية الاولياء 1 ص 28، كفاية الكنجى ص 90، كنز العمال 6 ص 396، اسعاف الراغبين ص 162. و عن النبي صلى الله عليه وآله قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا احدا

___________________________________

حلية الاولياء 1 ص 65.

وقال السيد أحمد زيني دحلان في 'الفتوحات الاسلامية' 2 ص 337: كان علي رضي الله عنه أعطاه الله علما كثيرا وكشفا غزيرا قال أبوالطفيل: شهدت عليا يخطب و هو يقول: سلوني

___________________________________

في الاصابة 2 ص 509: سلونى سلونى سلونى عن كتاب الله. الحديث. من كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل، ولو شئت أوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب، وقال

إبن عباس رضي الله عنه: علم رسول الله من علم الله تبارك وتعالى، وعلم علي رضي الله عنه من علم النبي صلى الله عليه وآله وعلمي من علم علي رضي الله عنه، وما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في علم علي رضي الله عنه إلا كقطرة في سبعة أبحر، ويقال: إن عبدالله بن عباس أكثر البكاء على علي رضي الله عنه حتى ذهب بصره، وقال إبن عباس ايضا، لقد اعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارك الناس في العشر العاشر، وكان معاوية رضي الله عنه يسأله ويكتب له فيما ينزل به فلما توفي علي رضي الله عنه قال معاوية: لقد ذهب الفقه والعلم بموت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس فيها أبوالحسن

___________________________________

أخرجه كثير من الحفاظ وأئمة الحديث. ، وسئل عطاء أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أحد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه. إنتهى. وعن عبدالله ابن مسعود:إن القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، و إن عليا عنده علم الظاهر والباطن

___________________________________

أخرجه ابونعيم في حلية الاولياء 1 ص 65.

وهناك نظير هذه الاحاديث والكلمات حول علم أميرالمؤمنين بالكتاب والسنة كثير جدا لو جمعته يد التأليف لجاء كتابا ضخما.

ومن شعر حسان في أميرالمؤمنين

ذكر له أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي في تذكرته ص 115، والكنجي الشافعي في كفايته ص 55، وإبن طلحة الشافعي في 'مطالب السئول' ص 10 وقال: فشت هذه الابيات من قول حسان وتناقلها سمع عن سمع ولسان عن لسان:

أنزل الله والكتاب عزيز++

في علي وفي الوليد قرانا

فتبوا الوليد من ذاك فسقا++

وعلي مبوأ إيمانا

ليس من كان مؤمنا عرف الله++

كمن كان فاسقا خوانا

فعلي يلقى لدى الله عزا++

ووليد يلقى هناك هوانا

سوف يجزى الوليد خزيا ونارا++

وعلي لا شك يجزى جنانا

ورواها له إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 103 وفيه بعد البيت الثالث:

سوف يدعى الوليد بعد قليل++

وعلي إلى الحساب عيانا

فعلي يجزى بذاك جنانا++

ووليد يجزى بذاك هوانا

___________________________________

في التذكرة: هناك. بدل 'بذاك' في الموضعين.

رب جد لعقبة بن أبان++

لابس في بلادنا تبانا

___________________________________

أبان: هو أبومعيط جد الوليد. والتبان: سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة فقط كان يخص بالملاحين.

وذكرها له نقلا عن شرح النهج ألاستاذ أحمد زكي صفوت في 'جمهرة الخطب' 2 ص 23.

أشار بهذه الابيات إلى قوله تعالى: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. ونزوله في علي عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط فيما شجر بينهما، أخرج الطبري في تفسيره 21 ص 62 باسناده عن عطاء بن يسار قال: كان بين الوليد وعلي كلام فقال الوليد: أنا أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأرد منك للكتيبة فقال علي: اسكت فإنك فاسق. فأنزل الله فيهما: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا. الآية.

وفي الاغاني 4 ص 185، وتفسير الخازن 3 ص 470: كان بين علي والوليد تنازع وكلام في شيئ فقال الوليد لعلي: اسكت فإنك صبي وأنا شيخ، والله إني أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأشجع منك جنانا، وأملا منك حشوا في الكتيبة. فقال له علي: اسكت فانك فاسق. فأنزل الله هذه الآية.

وأخرجه م- الواحدي باسناده من طريق إبن عباس في 'أسباب النزول' ص 263، و محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 206 عن إبن عباس وقتادة من طريق الحافظين السلفي والواحدي، وفي ذخاير العقبى ص 88، والخوارزمي في المناقب ص 188، والكنجي في الكفاية ص 55، والنيسابوري في تفسيره، وإبن كثير في تفسيره 3 ص 462 قال: ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما: انها نزلت في علي بن أبي طالب

وعقبة فيه تصحيف لا يخفى، ورواه جمال الدين الزرندي في 'نظم درر السمطين'.

وذكره إبن أبي الحديد في شرح النهج 1 ص 394، ج 2 ص 103 وحكى عن شيخه: انه من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به وإطباق الناس عليه. وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ص 178 وقال: أخرج أبوالفرج في الاغاني، والواحدي، وإبن عدي، وإبن مردويه، والخطيب، وإبن عساكر، من طرق عن إبن عباس، وأخرج إبن إسحاق وإبن جرير عن عطا بن يسار، وأخرج إبن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه مثله، وأخرج إبن أبي حاتم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى رضى الله عنه، وأخرج إبن مردويه والخطيب وإبن عساكر عن إبن عباس. م- وذكره الحلبي في السيرة 2 ص 85.

ومن شعر حسان في أميرالمؤمنين

ذكر له أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي في تذكرته ص 10:

من ذا بخاتمه تصدق راكعا++

وأسرها في نفسه إسرارا

من كان بات على فراش محمد++

ومحمد أسرى يؤم الغارا

من كان في القران سمي مؤمنا++

في تسع آيات تلين غزارا

___________________________________

وذكرها الكنجى في الكفاية ص 123 ونسبها إلى بعضهم وفيه: في تسع آيات جعلن كبارا.

في البيت الاول إيعاز إلي مأثرة تصدقه صلوات الله عليه خاتمه للسائل راكعا وفيها نزل قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا. الآية.وسنوقفك على بيانها في شرح البيت الثالث إنشاء الله تعالى.

وبثاني الابيات أشار إلى حديث أصفقت الامة عليه من أن عليا عليه السلام لبس برد النبي صلى الله عليه وآله الحضرمي الاخضر ونام على فراشه ليلة هرب النبي من المشركين إلى الغار وفداه بنفسه ونزلت فيه: ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله سورة البقرة 207.

قال أبوجعفر الاسكافي كما في شرح البلاغة لابن ابي الحديد 3 ص 270: حديث الفراش قد ثبت بالتواتر فلا يجحده إلا مجنون أو غير مخالط لاهل الملة، وقد

روى المفسرون كلهم: ان قول الله تعالى: ومن الناس من يشري. الآية. نزلت في علي ليلة المبيت على الفراش. وروى الثعلبي في تفسيره: ان النبي صلى الله عليه وآله لما أراد الهجرة إلى المدينة خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه وأداء الودايع التي كانت عنده، وأمر ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه وقال له: إتشح ببردي الحضرمي الاخضر ونم على فراشي فإنه لا يصل منهم إليك مكروه إنشاء الله تعالى ففعل ذلك علي عليه السلام فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله تعالى إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، إهبطا إلى الارض فاحفظاه من عدوه. فنزلا فكان جبرئيل عند راسه وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخ بخ من مثلك يا علي؟ يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة. فأنزل الله على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي: ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله. وقال إبن عباس: نزلت الآية في علي حين هرب- رسول الله- من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام على فراش النبي.

وحديث الثعلبي هذا رواه بطوله الغزالي في 'إحياء العلوم' 3 ص 238، و الكنجي في 'كفاية الطالب' ص 114، والصفوري في 'نزهة المجالس' 2 ص 209 نقلا عن الحافظ النسفي. ورواه إبن الصباغ المالكي في فصوله ص 33، وسبط إبن الجوزي الحنفي في تذكرته ص 21، والشبلنجي في نور الابصار ص 86، و في المصادر الثلاثة الاخيرة: قال إبن عباس: أنشدني أميرالمؤمنين شعرا قاله في تلك الليلة:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا++

وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر

وبت اراعي منهم ما يسوءني++

وقد صبرت نفسي على القتل والاسر

وبات رسول الله في الغار آمنا++

ومازال في حفظ الاله وفي الستر

___________________________________

وتوجد هذه الابيات في مناقب الخوارزمى مع زيادة بيت.

ويوجد حديث ليلة المبيت في مسند أحمد 1 ص 348، تاريخ الطبري 2- ص 99 -101، ألطبقات لابن سعد 1 ص 212، تاريخ اليعقوبي 2 ص 529 سيرة إبن هشام2

ص 291، ألعقد الفريد 3 ص 290، تاريخ الخطيب البغدادي 13 ص 191، تاريخ إبن الاثير 2 ص 42، تاريخ أبي الفدا، 1 ص 126، مناقب الخوازمي ص 75، الامتاع للمقريزي ص 39، تاريخ ابن كثير 7 ص 338، ألسيرة الحلبية 2 ص 29. ويوجد الايعاز إلى هذه المأثرة في حديث صحيح عن إبن عباس أخرجه جمع من الحفاظ الاثبات راجع ما مر ج 1 ص 50 و 51، وهي مروية في حديث عن الامام السبط الحسن وقال: بات أميرالمؤمنين يحرس رسول الله صلى الله عليه وآله المشركين وفداه بنفسه ليلة الهجرة حتى أنزل الله فيه: ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله

___________________________________

تذكرة السبط ص 115، شرح ابن ابى الحديد 2 ص 103، جمهرة الخطب 2 ص 12.

ألبيت الثالث أشار به إلى الآيات التسع النازلة في أميرالمؤمنين التي سمي فيها مؤمنا، ونحن وقفنا من تلك على عشر

___________________________________

وكذا قال الامام الحسن السبط الزكى في حديث: سمى أبى مؤمنا في عشر آيات. آيات ولم نعرف خصوص التسع المراد لحسان في قوله، م- وقال معاوية بن صعصعة في قصيدة له ذكرها نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 31:

ومن نزلت فيه ثلاثون آية++

تسميه فيها مؤمنا مخلصا فردا

سوى موجبات جئن فيه وغيرها++

بها أوجب الله الولاية والودا

والآيات:

1- أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون

'سورة السجدة 18'

مر الايعاز إلى حديث نزولها في علي عليه السلام ص 46 من هذا الجزء.

2- هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين

'سورة الانفال 62'

أخرج الحافظ أبوالقاسم إبن عساكر في تاريخه قال:أخبرنا أبوالحسن علي ابن مسلم الشافعي، أخبرنا أبوالقاسم بن العلا، وأبوبكر محمد بن عمر بن سليمان العريني

النصيبي، حدثنا أبوبكر أحمد بن يوسف بن خلاد، حدثنا أبوعبدالله الحسين بن إسماعيل المهري، حدثنا عباس بن بكار، حدثنا خالد بن أبي عمر الاسدي، عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش لا إله إلا الله وحدي لا شريك لي، و محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، وذلك قوله عزوجل في كتابه الكريم: هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين علي وحده.

ورواه بإسناده الكنجي الشافعي في كفايته ص 110 ثم قال: قلت: ذكره إبن جرير في تفسير

___________________________________

لم نجد هذا الحديث في تفسير الطبرى تحت هذه الاية. وإبن عساكر في تاريخه في ترجمة علي عليه السلام. ورواه الحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور 3 ص 199 نقلا عن إبن عساكر، والقندوزي في ينابيعه ص 94 نقلا عن الحافظ أبي نعيم باسناده عن أبي هريرة، ومن طريق أبي صالح عن إبن عباس.

وصدر الحديث أخرجه جمع من الحفاظ منهم: الخطيب البغدادي في تاريخه 11 ص 173 باسناده عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي، نصرته بعلي. ومحب الدين الطبري في 'الرياض' 2 ص 172 عن أبى الحمراء من طريق الملا في سيرته، وفي ذخاير العقبى ص 69، والخوارزمي في المناقب ص 254، والحمويي في فرايده في الباب السادس والاربعين من طريقين بلفظ: لما اسري بي إلى السماء رأيت في ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله صفوتي من خلقي، أيدته بعلي ونصرته به. وباسناد آخر عن أبي الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله بلفظ: ليلة اسري بي رأيت على ساق العرش الايمن مكتوبا: أنا الله وحدي لا إله غيري، غرست جنة عدن بيدي لمحمد صفوتي أيدته بعلي. وبهذا اللفظ رواه الحافظ السيوطي كما في كنز العمال 6 ص 158 من غير طريق عن أبي الحمراء. ومن طريق آخر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله: مكتوب في باب الجنة قبل أن يخلق الله السموات والارض بألفي سنة: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي. م- وذكره ألحافظ الهيثمي في المجمع 9 ص 121 من طريق الطبراني عن أبي الحمراء، والسيوطي في الخصايص

/ 40