غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 2

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ولى عمر عمرو بن العاص على مصر وبقي واليا عليها إلى أول خلافة عثمان، سعر عليه الدنيا نارا، ولما أتاه قتله قال: أنا أبوعبدالله إذا نكأت

___________________________________

نكأ القرحة: قشرها قبل أن تبرأ. قرحة أدميتها. ثم إن عثمان عزله عن الخراج واستعمله على الصلاة، واستعمل على الخراج عبدالله إبن سعد بن أبي سرح، ثم جمعهما لعبدالله بن سعد وعزل عمروا، فلما قدم عمرو المدينة جعل يطعن على عثمان فأرسل إليه يوما عثمان خاليا به. فقال: يابن النابغة؟ ما أسرع ما قمل جربان

___________________________________

جربان الجبة بضم الميم والراء وكسرهما وتشديد الباء جيبها. جبتك؟ إنما عهدك بالعمل عام أول، أتطعن علي وتأتيني بوجه وتذهب عني بالآخر؟ والله لو لا أكلة ما فعلت ذلك. فقال عمرو: إن كثيرا مما يقول الناس وينقلون إلى ولاتهم باطل، فاتق الله يا أميرالمؤمنين؟ في رعيتك. فقال عثمان: والله لقد استعملتك على ظلعك

___________________________________

أى على ما فيك من عيب وميل. والظلع في الاصل غمز البعير في مشيه. وكثرة القالة فيك. فقال عمرو: قد كنت عاملا لعمر إبن الخطاب ففارقني وهو عني راض. فقال عثمان: وأنا والله لو أخذتك بما أخذك به عمر لاستقمت، ولكني لنت لك فاجترأت علي. فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه يأتي عليا مرة فيؤلبه على عثمان. ويأتي الزبير مرة فيؤلبه على عثمان. ويأتي طلحة مرة فيؤلبه على عثمان. ويعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان.

عمرو بن العاص و نزعته الدينية


ولما قصد الثوار إلى المدينة أخرج لهم عثمان عليا فكلمهم فرجعوا عنه وخطب عثمان الناس فقال: إن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر فلما تيقنوا انه باطل ما بلغهم عنه رجعوا إلى بلادهم، فناداه عمرو بن العاص من ناحية المسجد: إتق الله يا عثمان؟ فإنك قد ركبت نهابير

___________________________________

جمع نهبورة بالضم: المهلكة. وركبناها معك، فتب إلى الله نتب، فناداه عثمان فقال: وإنك هناك يابن النابغة؟ قملت والله جبتك منذ تركتك من العمل. و في لفظ البلاذري في الانساب: يابن النابغة؟ وإنك ممن تؤلب علي الطغام لاني عزلتك عن مصر.

فلما كان حصر عثمان الاول خرج عمرو من المدينة حتى إنتهت إلى أرض له

بفلسطين يقال لها: السبع. فنزل بها، وكان يقول: أنا أبوعبدالله إذا حككت قرحة نكأتها، والله إن كنت لالقى الراعي فاحرضه عليه. وفي لفظ البلاذري: وجعل يحرض الناس على عثمان حتى رعاة الغنم. فبينما هو بقصره بفلسطين إذ مر به راكب من المدينة فسأله عمرو عن عثمان فقال: تركته محصورا. قال عمرو: أنا أبوعبدالله قد يضرط العير والمكواة في النار، فلما بلغه مقتل عثمان قال عمرو: أنا أبوعبدالله قتلته وأنا بوادي السباع، من يلي هذا الامر من بعده؟ إن يله طلحة فهو فتى العرب سيبا، وإن يله إبن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق

___________________________________

استنظف الشى. أخذ كله. وهو أكره من يليه إلي.

فلما بلغه أن عليا قد بويع له، فاشتد عليه وتربص لينظر ما يصنع الناس، ثم نمى إليه معاوية بالشام يأبى أن يبايع عليا، وانه يعظم قتل عثمان ويحرض على الطلب بدمه، فاستشار ابنيه عبدالله ومحمدا في الامر، وقال: ما تريان؟ أما علي فلا خير عنده وهو رجل يدل

___________________________________

أدل وتدلل: انبسط واجترأ. بسابقته، وهو غير مشركى في شئ من أمره. فقال عبدالله ابن عمرو: توفي النبي صلى الله عليه وآله وهو عنك راض، وتوفي أبوبكر رضي الله عنه وهو عنك راض، وتوفي عمر رضي الله عنه وهو عنك راض، أرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه. وقال محمد بن عمرو: أنت ناب من أنياب العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الامر وليس ذلك فيه صوت ولا ذكر. قال عمرو: أما أنت يا عبدالله؟ فأمرتني بالذي هو خير لي في آخرتي، وأسلم في ديني، وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي أنبه لي في دنياي، وأشر لي في آخرتي. ثم خرج عمرو بن العاص ومعه إبناه حتى قدم على معاوية، فوجد أهل الشام يحضون معاوية على الطلب بدم عثمان، فقال عمرو بن العاص: أنتم على الحق، اطلبوا بدم الخليفة المظلوم. ومعاوية لا يلتفت إلى قول عمرو، فقال إبنا عمرو لعمرو: ألا ترى إلى معاوية لا يلتفت إلى قولك؟! إنصرف إلى غيره. فدخل عمرو على معاوية فقال: والله لعجب لك إني أرفدك بما أرفدك وأنت معرض عني، أم والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من ذلك ما فيها، حيث نقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته، ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا. فصالحه معاوية

وعطف عليه.

أنساب الاشراف للبلاذري 5 ص 87 و 74، تاريخ الطبري 5 ص 108 -111 و 224، كامل إبن الاثير 3 ص 68، تذكرة السبط ص 49، جمهرة رسائل العرب 1 ص 388.

وكان بعد تلك المساومة المشومة يحرض الناس على قتل الامام أمير المؤمنين كما فعله على عثمان حتى قتله وافتخر به بقوله: أنا أبوعبدالله قتلته وأنا بوادي السباع: ثم جعل قميصه وسيلة النيل إلى الرتبة والراتب وقام بطلب دمه قائلا: إن في النفس من ذلك ما فيها. وممن حث على أمير المؤمنين وألبه حريث مولى معاوية بن أبي سفيان قال إبن عساكر في تاريخه 4 ص 113: قال معاوية لحريث: إتق عليا ثم ضع رمحك حيث شئت. فقال له عمرو بن العاص: إنك والله يا حريث؟ لو كنت قرشيا لاحب معاوية أن تقتل عليا ولكن كره أن يكون لها حظها، فإن رأيت منه فرصة فاقتحم عليه.

ولما قتل أميرالمؤمنين عليه السلام إستبشر بذلك وبشره به سفيان بن عبد شمس بن أبي وقاص قال إبن عساكر في تاريخه 6 ص 181: لما طعن أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب رضي الله عنه ذهب سفيان يبشر معاوية وعمرو بن العاص بقتله فكتب معاوية إلى عمرو وهو يقول:

وقتك وأسباب المنون كثيرة++

منية شيخ من لوي بن غالب

فيا عمرو مهلا إنما أنت عمه++

وصاحبه دون الرجال الاقارب

نجوت وقد بل المرادي سيفه++

من إبن أبي شيخ الاباطح طالب

ويضربني بالسيف آخر مثله++

فكانت عليه تلك ضربة لازب

وأنت تناغي كل يوم وليلة++

بمصرك بيضا كالظباء الشوازب

هذه نفسية الرجل وتمام حقيقته اللائحة على تجارته البائرة، وصفقته الخاسرة، وبضاعته المزجاة من الدين المبطن بالالحاد، والمكتنف بالنفاق، ولو لم يكن كذلك لما اقتنع بتلك المساومة، وهو يعرف الثمن والمثمن، ويعلم سابقة أميرالمؤمنين وفضله وقرابته ويقول: إن يله إبن أبي طالب فلا أراه إلا سيستنظف الحق. ومع ذلك يظهر بغضه وعداه بقوله: وهو أكره من يليه إلي. ويعترف بالحق ويتحيز إلى خلافه، و

يعرف الموضع الصالح للخلافة ثم يميل مع الهوى ويقول: إنما أردنا هذه الدنيا. فيبيع دينه لمعاوية بثمن بخس مصر وكورها ويؤلب الناس على الامام الطاهر بنص الكتاب العزيز، ويسر بقتله، ولقد صارح بكل ذلك صراحة لاتقبل التأويل وهي مستفاد من نصوصه ونصوص الصحابة الاولين، وبها عرف في التاريخ الصحيح كما سمعت من دون أي استنباط أو تحوير، فلا بارك الله في صفقة يمينه، ولا غار له بخير.

حديث شجاعة عمرو بن العاص


لم نعهد لابن النابغة موقفا مشهودا في المغازي والحروب سواء في ذلك: ألعهد الجاهلي، ودور النبوة، وأما وقعة صفين فلم يؤثر عنه سوى مخزات سوئته مع أميرالمؤمنين، وفراره من الاشتر، وقد بقي عليه عار الاولى مدى الحقب والاعوام، وجرى بها المثل وغنى بها أهل الحجاز وجاء في شعر عتبة بن أبي سفيان:

سوى عمرو وقته خصيتاه++

نجى ولقلبه منه وجيب

وفي شعر معاوية بن أبي سفيان يذكر عمرا وموقفه كما يأتي:

فقد لاقى أبا حسن عليا++

فآب الوائلي مآب خازي

فلو لم يبد عورته للاقى++

به ليثا يذلل كل غازي

وفي شعر الحارث بن نصر السهمي:

فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا++

سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه

ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما++

هما كانتا للنفس والله واقيه

وفي شعر الامير أبي فراس:

ولا خير في دفع الردى بمذلة++

كما ردها يوما بسوئته عمرو

وفي شعر الزاهي البغدادي:

وصد عن عمرو بسر كرما++

إذ لقيا بالسوأتين من شخص

وقال آخر:

ولا خير في صون الحياة بذلة++

كما صانها يوما بذلته عمرو

وقال عبدالباقي الفاروقي العمري:

وليلة الهرير قد تكشفت++

عن سوءة ابن العاص لما غلبا

فحاد عنه مغضبا حيدرة++

وعف والعفو شعار النجبا

ولو يشأ ركب فيه زجة++

تركيب مزجي كمعدي كربا

وكان قد تكرر منه هذا العمل المخزي كما سيأتي، ولو كان للرجل شيئ من البسالة لجبه معيريه بتعداد مشاهده، وسلقهم بلسان حديد، وهو ذلك الصلف المفوه، وفيما أمر من الحروب كان الزحف للجيش الباسل دونه، فلم يسط أمامه، وإنما كان رئيا في أمرهم يدير وجه الحيلة فيه، كما انه كان في صفين كذلك لم يبارح سرادق معاوية وطفق يبديه دهائه إلا في موقفين سيوافيك تفصيلهما، ولذلك كله اشتهر بدهاء دون الشجاعة. قال البيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 39: قال عمرو بن العاص لابنه عبدالله يوم صفين: تبين لي هل ترى علي بن أبى طالب رضي الله عنه؟ قال عبدالله: فنظرت إليه فرأيته فقلت: يا أبه؟ ها هو ذاك على بغلة شهباء عليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء. قال فاسترجع وقال: والله ما هذا بيوم ذات السلاسل ولا بيوم اليرموك ولا بيوم أجنادين، وددت أن بيني وبين موقفي بعد المشرقين.

هذا هو الذي عرفه منه معاصروه، وستقف على أحاديثهم، نعم جاء إبن عبدالبر بعد لاي من عمر الدهر فتهجس في 'الاستيعاب' فعده من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية مذكورا بذلك فيهم. ولعل إبن منير

___________________________________

أحد شعراء الغدير في قرن السادس تاتى هناك قصيدته التترية وترجمته. المولود بعد إبن عبدالبر بعشر سنين وقف على كلامه في 'الاستيعاب' وحكمه ببطولة الرجل فقال في قصيدته التترية:

وأقول إن أخطأ معاوية++

فما أخطا القدر

هذا ولم يغدر معا++

وية ولا عمرو مكر

بطل بسوءته يقاتل++

لابصار مه الذكر

فإليك ما يؤثر في مواقفه حتى ترى عيه عن القحوم إلى الفوارس في مضمار النضال والدنو من نقع الحومة، وتقف على حقيقته من هذه الناحية ايضا، وتعرف قيمة كلام إبن حجر في 'الاصابة' 3 ص 2 من: أن النبي صلى الله عليه وآله كان يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، ولا نسائله متى قربه وأدناه.

اميرالمؤمنين وعمرو في معترك القتال بصفين


كان عمرو بن العاص عدو للحرث بن نضر الخثعمي، وكان من أصحاب علي عليه السلام، وكان علي قد تهيبته فرسان الشام وملا قلوبهم بشجاعته وإمتنع كل منهم من الاقدام عليه وكان عمرو ما جلس مجلسا إلا ذكر فيه الحرث بن نضر الخثعمي وعابه فقال ألحرث:

ليس عمرو بتارك ذكره الحرث++

مدى الدهر أو يلاقي عليا

واضع السيف فوق منكبه الاي++

من لا يحسب الفوارس شيا

ليت عمرا يلقاه في حومة النقع++

وقد أمست السيوف عصيا

حيث يدعو البراز حامية القوم++

إذا كان بالبراز مليا

فوق شهب مثل السحوق

___________________________________

سحقت النخلة. طالت. فهى سحوق بالفتح ج سحق. بالضم. من++

النخل ينادي المبارزين: إليا

ثم يا عمرو تستريح من الفخر++

وتلقى به فتى هاشميا

فالقه إن أردت مكرمة الدهر++

أو الموت كل ذاك عليا

فشاعت هذه الابيات حتى بلغت عمرا فأقسم بالله ليلقين عليا ولو مات ألف موتة. فلما إختلطت الصفوف لقيه فحمل عليه برمحه فتقدم علي وهو مخترط سيفا، معتقل رمحا، فلما رهقه همز فرسه ليعلو عليه، فألقى عمرو نفسه عن فرسه إلى الارض شاغرا برجليه، كاشفا عورته، فانصرف عنه علي لاقتا وجهه، مستدبرا له، فعد الناس ذلك من مكارم علي وسؤدده، وضرب بها المثل.

كتاب صفين لابن مزاحم ص 224، شرح إبن إبي الحديد 2 ص 110.

وقال إبن قتيبة في- الامامة السياسة- 1 ص 91: ذكروا ان عمرا قال لمعاوية: أتجبن عن علي وتتهمني في نصيحتي إليك؟؟!! والله لابارزن عليا و لو مت ألف موتة في أول لقائه، فبارزه عمرو فطعنه علي فصرعه، فإتقاه بعورته فانصرف عنه علي وولى بوجهه دونه، وكان علي رضي الله عنه لم ينظر قط إلى عورة أحد حياء

وتكرما وتنزها عما لا يحل، ولا يجل بمثله كرم الله وجهه.

وقال المسعودي في مروج الذهب 2 ص 25: إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بالبراز إلى أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بدا فبرز، فلما إلتقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته وقال: مكره أخوك لابطل. فحول علي وجهه وقال: قبحت. ورجع عمرو إلى مصافه.

إجتمع عند معاوية في بعض ليالي صفين عمرو بن العاص، وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة، ومروان بن الحكم، وعبدالله بن عامر، وإبن طلحة الطلحات الخزاعي، فقال عتبة: إن أمرنا وأمر علي بن أبي طالب لعجيب، ما فينا إلا موتور مجتاح، أما أنا فقتل جدي عتبة بن ربيعة وأخي حنظلة وشرك في دم عمي شيبة يوم بدر، وأما أنت يا وليد؟ فقتل أباك صبرا، وأما أنت يا ابن عامر فصرع أباك وسلب عمك، وأما أنت يابن طلحة؟ فقتل أباك يوم الجمل، وأيتم إخوتك، وأما أنت يا مروان، فكما قال الشاعر

___________________________________

البيت لامرؤ القيس، قوله. صفر الوطاب. مثل يضرب لمن مات أو قتل.

وأفلتهن علباء جريضا++

ولو أدركته صفر الوطاب

___________________________________

افلته: خلصه واطلقه. افلت: تخلص. علباء من علب اللحم: تغيرت رائحته بعد اشتداده. الجريض: المشرف على الهلاك. ألصفر بالحركات الثلاث: الخالى. ألوطب: سقاء اللبن ج وطاب.

فقال معاوية: هذا الاقرار فأي غير غيرت؟ قال مروان: وأي غير تريد؟! قال: اريد أن تشجروه بالرماح. قال: والله يا معاوية؟ ما أراك إلا هاذيا أو هاذئا وما أرانا إلا ثقلنا عليك. فقال إبن عقبة:

يقول لنا معاوية بن حرب++

أما فيكم لواتركم طلوب؟

يشد على أبي حسن علي++

باسمر لا تهجنه العكوب

___________________________________

هجنه الامر: قبحه وعابه. العكوب بالفتح: الغبار.

فيهتك مجمع اللبات منه++

ونقع القوم مطرد يثوب

فقلت له: أتلعب يابن هند؟++

كأنك بيننا رجل غريب

أتغرينا بحية بطن واد++

إذا نهشت فليس لها طبيب

وما ضبع يدب ببطن واد++

اتيح

___________________________________

تاح تيحا وتوحا: قدر وتهيأ. رجل متيح: أى لا يزال يقع في بلية. له به أسد مهيب

بأضعف حيلة منا إذا ما++

لقيناه ولقياه عجيب

دعا للقاه في الهيجاء لاق++

فأخطأ نفسه الاجل القريب

سوى عمرو وقته خصيتاه++

نجى ولقلبه منه وجيب

كأن القوم لما عاينوه++

خلال النقع ليس لهم قلوب

كعمرو أي معاوية بن حرب++

وما ظني ستلحقه العيوب

لقد ناداه في الهيجا علي++

فأسمعه ولكن لا يجيب

فغضب عمرو وقال: إن كان الوليد صادقا فليلق عليا، أو فليقف حيث يسمع صوته وقال عمرو:

يذكرني الوليد دعا علي++

وبطن المرء يملاه الوعيد

متى يذكر مشاهده قريش++

يطر من خوفه القلب الشديد

فأما في اللقاء فأين منه++

معاوية بن حرب والوليد

وعير في الوليد لقاء ليث++

إذا مازار

___________________________________

من الزئير: صوت الاسد. هابته الاسود

لقيت ولست أجهله عليا++

وقد بلت من العلق اللبود

___________________________________

اللبد بالكسر: الشعر المجتمع بين كفى الاسد. ما يجعل على ظهر الفرس تحت السرج ج لبود والباد.

فأطعنه ويطعنني خلاسا

___________________________________

يقال: الرجلان يتخالسان: أى يروم كل منهما قتل صاحبه.++

وماذا بعد طعنته اريد؟

فرمها أنت يابن أبي معيط++

وأنت الفارس البطل النجيد

___________________________________

النجيد: الشجاع الماضى فيما يعجز غيره.

واقسم لو سمعت ندا علي++

لطار القلب وانتفخ الوريد

ولو لاقيته شقت جيوب++

عليك ولطمت فيك الخدود

___________________________________

كتاب صفين ص 222، شرح ابن ابي الحديد 2 ص 110، تذكرة السبط ص 51.

وفي رواية سبط إبن الجوزي: ثم إلتفت الوليد إلى عمرو بن العاص وقال: إن لم تصدقوني وإلا فسلوا. أراد تبكيت عمرو، قال هشام بن محمد: ومعنى هذا الكلام: إن عليا خرج يوما من أيام صفين فرأى عمرو بن العاص في جانب العسكر ولم يعرفه فطعنه، فوقع، فبدت عورته، فاستقبل عليا فأعرض عنه ثم عرفه فقال: يابن النابغة؟ أنت طليق دبرك أيام عمرك، وكان قد تكرر منه هذا الفعل.

رواية ابن عباس فى عمرو


روى نصر باسناده عن إبن عباس قال: تعرض عمرو بن العاص لعلي يوما من أيام صفين، وظن أنه يطمع منه في غرة أي: في غفلة فيصيبه، فحمل عليه علي عليه السلام فلما كاد أن يخالطه أذرى أي: ألقى نفسه عن فرسه، ورفع ثوبه، و شغر

___________________________________

شغر الكلب: رفع احدى رجليه فبال. برجله فبدت عورته، فصرف عليه السلام وجهه عنه، وقام معفرا بالتراب، هاربا على رجليه، معتصما بصفوفه، فقال أهل العراق: يا أميرالمؤمنين؟ أفلت الرجل. فقال: أتدرون من هو؟ قالوا: لا. قال: إنه عمرو بن العاص تلقاني بسوأته فذكرني بالرحم لفظ إبن كثير فصرفت وجهي عنه، ورجع عمرو إلى معاوية فقال: ما صنعت يا أبا عبدالله؟ فقال: لقيني علي فصرعني. قال: أحمد الله وعورتك- وفي لفظ إبن كثير:

أحمد الله واحمد إستك- والله إني لاظنك لو عرفته لما اقتحمت عليه. وقال معاوية في ذلك:

ألا لله من هفوات عمرو++

يعاتبني على تركي برازي

فقد لاقى أبا حسن عليا++

فآب الوائلي مآب خازي

فلو لم يبد عورته للاقى++

به ليثا يذلل كل غازي

له كف كأن براحتيها++

منايا القوم يخطف خطف باز

فإن تكن المنية أخطأته++

فقد غنى بها أهل الحجاز

فغضب عمرو وقال: ما أشد تعظيمك عليا في كسري هذا- وفي لفظ إبن أبي الحديد: ما أشد تغليطك أبا تراب في أمري- هل أنا إلا رجل لقيه إبن عمه فصرعه؟. أفترى السماء قاطرة لذلك دما؟ ! قال: لا ولكنها معقبة لك خزيا كتاب صفين ص

216، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 287، تاريخ إبن كثير 7 ص 263.

معاوية وعمرو


إستأذن عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان فلما دخل عليه إستضحك معاوية فقال عمرو: ما أضحكك يا أميرالمؤمنين؟ أدام الله سرورك. قال: ذكرت إبن أبي طالب وقد غشيك بسيفه فاتقيته ووليت. فقال: أتشمت بي يا معاوية؟ وأعجب من هذا يوم دعاك إلى البراز فالتمع لونك، وأطت

___________________________________

أط: صوت. الابل: حنت. أضالعك، وانتفخ منخرك، والله لو بارزته لاوجع قذالك

___________________________________

القذال: بين الاذنين من موخر الرأس ج قذل و أقذله. وأيتم عيالك، وبزك سلطانك، وأنشأ عمرو يقول:

معاوي لا تشمت بفارس بهمة++

لقى فارسا لا تعتريه الفوارس

معاوي إن أبصرت في الخيل مقبلا++

أبا حسن يهوي دهتك الوساوس

وأيقنت أن الموت حق وانه++

لنفسك إن لم تمض في الركض حابس

فإنك لو لاقيته كنت بومة

___________________________________

البوم والبومة. طائر يسكن الخراب. يضرب به المثل في الشوم.++

اتيح لها صقر من الجو رايس

___________________________________

من راس يريس. مشى متبخترا. يقال راس القوم. اعتلى عليهم وغلبهم.

وما ذا بقاء القوم بعد اختباطه؟++

وإن امرؤ يلقى عليا لآيس

دعاك فصمت دونه الاذن هاربا++

فنفسك قد ضاقت عليها الامالس

___________________________________

الامالس والاماليس ج امليس: الفلاة التى ليس فيها نبات.

وأيقنت أن الموت أقرب موعد++

وأن الذي ناداك فيها الدهارس

___________________________________

الدهرس: الشدة والبلية.

وتشمت بي إن نالني حد رمحه++

وعضضني ناب من الحرب ناهس

___________________________________

نهس اللحم نهسا بفتح العين وكسره: أخذه ونتفه ومده بالفم.

أبى الله إلا أنه ليث غابة++

أبوأشبل تهدى إليه الفرايس

وأي امرؤ لاقاه لم يلف شلوه++

بمعترك تسفي عليه الروامس

___________________________________

الرمس: الستر والتغطية. ويقال لما يحثى على القبر من التراب: رمس.

/ 40