غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 2

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فإن كنت في شك فأرهج عجاجه++

وإلا فتلك الترهات البسابس

___________________________________

كتاب صفين 253، أمالى الشيخ ص 84، تذكرة السبط ص 52.

فقال معاوية: مهلا يا أبا عبدالله؟ ولا كل هذا. قال: أنت إستدعيته.

وفي لفظ إبن قتيبة في 'عيون الاخبار' 1 ص 169: رأى عمرو بن العاص معاوية يوما يضحك فقال له: مم تضحك يا أميرالمؤمنين؟ أضحك الله سنك. قال: أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سوءتك يوم إبن أبي طالب، أما والله لقد وافقته منانا كريما ولو شاء أن يقتلك لقتلك. قال عمرو: يا أميرالمؤمنين؟ أما والله إني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فأحولت عيناك، وربا سحرك

___________________________________

ربا ربوا: انتفخ. السحر بفتح السين وضمه: الرئة. وبدا منك ما أكره ذكره ذلك، فمن نفسك فاضحك أو دع.

وفي لفظ البيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 38: دخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ناس فلما رآه مقبلا إستضحك فقال: يا أميرالمؤمنين؟ أضحك الله سنك وأدام سرورك وأقر عينك ما كل ما أرى يوجب الضحك. فقال معاوية؟ خطر ببالي يوم صفين يوم بارزت أهل العراق فحمل عليك علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما غشيك طرحت نفسك عن دابتك وأبديت عورتك، كيف حضرك ذهنك في تلك الحال؟ أما والله لقد واقفت هاشميا منافيا ولو شاء أن يقتلك لقتلك. فقال عمرو: يا معاوية إن كان أضحكك شأني فمن نفسك فاضحك، أما والله لو بداله من صفحتك مثل الذي بداله من صفحتي لاوجع قذلك، وأيتم عيالك، وأنهب مالك، وعزل سلطانك، غير انك تحرزت منه بالرجال في أيديها العوالي، أما أني قد رأيتك يوم دعاك إلى البراز فاحولت عيناك، وأربد شدقاك، وتنشر منخراك، وعرق جبينك، وبدا من أسفلك ما أكره ذكره. فقال معاوية: حسبك حيث بلغت لم نرد كل هذا.

وفي لفظ الواقدي: قال معاوية يوما لعمرو بن العاص: يا أبا عبدالله؟ لا أراك إلا ويغلبني الضحك قال: بماذا؟ قال: أذكر يوم حمل عليك أبوتراب في صفين فأذريت نفسك فرقا من شبا سنانه، وكشفت سوأتك له. فقال عمرو: أنا منك أشد ضحكا إني لاذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك، وربا لسانك في فمك، وعصب

ريقك، وإرتدت فرائصك، وبدا منك ما أكره ذكره لك. فقال معاوية: لم يكن هذا كله، وكيف يكون؟ ودوني عك والاشعريون. قال: إنك لتعلم أن الذي وصفت دون ما أصابك، وقد نزل ذلك بك ودونك عك والاشعريون، فكيف كانت حالك. لوجمعكما مأقط الحرب. قال: يا أبا عبدالله؟ خض بنا الهزل إلى الجد: إن الجبن والفرار من علي لاعار على أحد فيهما. شرح إبن أبي الحديد 2 ص 111.

قال نصرفي كتابه ص 229: وكان معاوية لم يزل يشمت عمرا ويذكر يومه المعهود ويضحك، وعمرو يعتذر بشدة موقفه بين يدي أميرالمؤمنين، فشمت به معاوية يوما و قال: لقد أنصفتكم إذ لقيت سعيد بن قيس وفررتم وانك لجبان، فغضب عمرو ثم قال: والله لو كان عليا ما قحمت عليه يا معاوية؟ فهلا برزت إلى علي إذا دعاك إن كنت شجاعا كما تزعم؟ وقال عمرو في ذلك:

تسير إلى ابن ذي يزن سعيد++

وتترك في العجاجة من دعاكا

فهل لك في أبي حسن علي؟++

لعل الله يمكن من قفاكا

دعاك إلى النزال فلم تجبه++

ولو نازلته تربت يداكا

وكنت أصم إذ ناداك عنه++

وكان سكوته عنه مناكا

فآب الكبش قد طحنت رحاه++

بنجدته ولم تطحن رحاكا

فما أنصفت صحبك يابن هند++

أتفرقه وتغضب من كفاكا؟؟!!

فلا والله ما أضمرت خيرا++

ولا أظهرت لي إلا هواكا

أشار عمرو بن العاص في هذه الابيات إلى ما رواه نصر في كتاب صفين ص 140 وغيره من المؤرخين من: أن عليا عليه السلام قام يوم صفين بين الصفين ثم نادى يا معاوية؟ يكررها فقال معاوية: إسألوه ما شأنه؟ قال: احب ان يظهر لي فاكلمه كلمة واحدة. فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو وقال لمعاوية:ويحك على م يقتتل الناس بيني وبينك، ويضرب بعضهم بعضا؟؟!! أبرز إلي فأينا قتل صاحبه فالامر له. فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبدالله؟ فيما هيهنا، ابارزه؟؟!! فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل واعلم أنه إن نكلت عنه لم تزل سبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي. فقال معاوية: يا عمرو؟ ليس مثلي يخدع عن نفسه، والله

ما بارز إبن أبي طالب رجلا قط إلا سقى الارض من دمه. ثم انصرف معاوية راجعا حتى إنتهى إلى آخر الصفوف وعمرو معه

خرج علي عليه السلام ذات يوم في صفين منقطعا من خيله ومعه الاشتر يتسايران رويدا يطلبان التل ليقفا عليه وعلي يقول:

إني علي فسلوا لتخبروا++

ثم ابرزوا إلى الوغا أو ادبروا

سيفي حسام وسناني أزهر++

منا النبي الطيب المطهر

وحمزة الخير ومنا جعفر++

له جناح في الجنان أخضر

ذا أسد الله وفيه مفخر++

هذا بهذا وابن هند محجر

مذبذب مطرد مؤخر++

إذ برز له بسر بن أرطاة مقنعا في الحديد لا يعرف فناداه: أبرز إلي أبا حسن؟ فانحدر إليه على تؤدة

___________________________________

أى تأنى وتمهل. غير مكترث به حتى إذا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه على الارض، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه، فإتقاه بسر بعورته وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه، فانصرف عنه عليه السلام مستدبرا له فعرفه الاشتر حين سقط فقال: يا أميرالمؤمنين؟ هذا بسر بن أرطاة هذا عدو الله وعدوك، فقال: دعه عليه لعنة الله، أبعد أن فعلها؟ فحمل إبن عم لبسر شاب على علي وهو يقول:

أرديت بسرا والغلام ثايره++

أرديت شيخا غاب عنه ناصره

وكلنا حام لبسر واتره++

فحمل عليه الاشتر وهو يقول:

أكل يوم رجل شيخ شاغره++

وعورة تحت العجاج ظاهره

تبرزها طعنة كف واتره++

عمرو وبسر رميا بالفاقره

فطعنه الاشتر فكسر صلبه، وقام بسر من طعنة علي وولت خيله، وناداه علي يا بسر؟ معاوية كان أحق بهذا منك. فرجع بسر إلى معاوية فقال له معاوية: إرفع طرفك قد أدال

___________________________________

أدال الشئ. جعله متداولا. يقال أدال الله زيدا من عمرو، أى نزع الدولة من عمرو وحولها إلى زيد. الله عمرا منك. فقال في ذلك الحارث بن نضر السهمي:

أفي كل يوم فارس تندبونه++

له عورة تحت العجاجة باديه

يكف بها عن علي سنانه++

ويضحك منها في الخلاء معاويه

بدت أمس من عمرو فقنع رأسه++

وعورة بسر مثلها حذو حاذيه

فقولا لعمرو وابن ارطاة أبصرا++

سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه

ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما++

هما كانتا للنفس والله واقيه

فلو لاهما لم تنجوا من سنانه++

وتلك بما فيها عن العود ناهيه

متى تلقيا الخيل المشيجة صيحة++

وفيها علي فاتركا الخيل ناحيه

وكونا بعيدا حيث لا تبلغ القنا++

ونار الوغى إن التجارب كافيه

وإن كان منه بعد في النفس حاجة++

فعودوا إلى ما شئتما هي ماهيه

كتاب صفين ص 246، ألاستيعاب 1 ص 67، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 300، مطالب السئول ص 43، تاريخ إبن كثير 4 ص 30، نور الابصار ص 95.

ينبأنا التاريخ أن عمرو ليس باول رجل كشف عن سوءته من بأس أميرالمؤمنين وإنما قلد طلحة بن أبي طلحة فإنه لما حمل عليه أميرالمؤمنين يوم احد ورأى انه مقتول لا محالة، فاستقبله بعورته وكشف عنها. م- راجع تاريخ إبن كثير 4 ص 20 وذكره الحلبي في سيرته 2 ص 247 ثم قال: وقع لسيدنا علي كرم الله وجهه مثل ذلك في يوم صفين مرتين: الاولى: حمل على بسر بن أرطاة. والثانية: حمل على عمرو بن العاص فلما رأى انه مقتول كشف عن عورته، فانصرف عنه علي كرم الله وجهه.

الاشتر وعمرو بن العاص في معترك القتال بصفين


إن معاوية دعا يوما بصفين مروان بن الحكم فقال: إن الاشتر قد غمني وأقلقني، فاخرج بهذه الخيل في يحصب والكلاعيين فألقه فقاتل بها. فقال مروان: ادع لها عمرا فإنه شعارك دون دثارك. قال: وأنت نفسي دون وريدي. قال: لو كنت كذلك ألحقتني به في العطاء، أو ألحقته بي في الحرمان، ولكنك أعطيته ما في يدك، ومنيته ما في يد غيرك، فإن غلبت طاب له المقام، وإن غلبت خف عليه الهرب. فقال معاوية:

سيغني الله عنك. قال: أما إلى اليوم فلن يغن، فدعا معاوية عمرا وأمره بالخروج إلى الاشتر. فقال: أما إني لا أقول لك ما قال مروان. قال: فكيف تقول؟! وقد قدمتك وأخرته، وأدخلتك وأخرجته. قال: أما والله إن كنت فعلت لقد قدمتني كافيا، وأدخلتني ناصحا، وقد أكثر القوم عليك في أمر مصر وإن كان لايرضيهم إلا أخذها فخذها، ثم قام فخرج في تلك الخيل فلقيه الاشتر أمام القوم وهو يقول:

ياليت شعري كيف لي بعمرو؟++

ذاك الذي أوجبت فيه نذري

ذاك الذي أطلبه بوتري++

ذاك الذي فيه شفاء صدري

ذاك الذي إن ألقه بعمري++

تغلي به عند اللقاء قدري

أجعله فيه طعام النسر++

أولا فربي عاذري بعذري

فلما سمع عمرو هذا الرجز وعرف انه الاشتر فشل وجبن وإستحى أن يرجع وأقبل نحو الصوت وقال:

ياليت شعري كيف لي بمالك++

كم جاهل خيبته وحارك

___________________________________

حرك. امتنع من الحق الذى عليه. غلام حرك. خفيف ذكى.

وفارس قتلته وفاتك++

ومقدم آب بوجهه حالك

___________________________________

حلك. اشتد سواده فهو حالك وحلك.

مازلت دهري عرضة المهالك++

فغشيه الاشتر بالرمح فزاغ عنه عمرو فلم يصنع الرمح شيئا، ولوى عمرو عنان فرسه وجعل يده على وجهه وجعل يرجع راكضا نحو عسكره، فنادى غلام من يحصب:يا عمرو؟ عليك العفا ما هبت الصبا.

كتاب صفين ص 233، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 295.

ينبأك صدر هذا الحديث عن نفسيات أولئك المناضلين عن معاوية الدعاة إلى إمامته، ويعرب عن غايات تلك الفئة الباغية بنص النبي الاطهر إماما ومأموما في تلك الحرب الزبون، فما ينبغي لي أن أكتب عن إمام يكون مثل عمرو بن العاص شعاره، ومثل مروان بن الحكم نفسه؟؟!! وما يحق لك أن تعتقد في مأموم هذه محاوراته في معترك القتال مع إمامه المفترضة عليه طاعته- إن صحت الاحلام- ومشاغبته دون

الرتبة والراتب؟؟!!

ابن عباس وعمرو


حج عمرو بن العاص وقام بالموسم فأطرى معاوية وبني امية وتناول بني هاشم ثم ذكر مشاهده بصفين، فقال إبن عباس: يا عمرو؟ إنك بعت دينك من معاوية فأعطيته ما في يدك ومناك ما في يد غيره، فكان الذي أخذ منك فوق الذي أعطاك، و كان الذي أخذت منه دون ما أعطيته، وكل راض بما أخذ وأعطى، فلما صارت مصر في يدك تتبعك فيها بالعزل والتنقص، حتى لو أن نفسك في يدك لالقيتها إليه، وذكرت يومك مع أبي موسى فلا أراك فخرت إلا بالغدر، ولا منيت إلا بالفجور والغش، و ذكرت مشاهدك بصفين فوالله ما ثقلت علينا وطأتك، ولقد كشفت فيها عورتك، ولا نكتنا فيها حربك، ولقد كنت فيها طويل اللسان، قصير السنان، آخر الحرب إذا أقبلت، وأولها إذا أدبرت، لك يدان: يد لا تبسطها إلى خير، ويد لا تقبضها عن شر، ووجهان: وجه مونس ووجه موحش، ولعمري ان من باع دينه بدنيا غيره لحري أن يطول حزنه على ما باع وإشترى، لك بيان وفيك خطل، ولك رأي وفيك نكد ولك قدر وفيك حسد، فأصغر عيب فيك أعظم عيب غيرك. فقال عمرو: أما والله ما في قريش أحد أثقل وطأة علي منك، ولا لاحد من قريش قدر عندي مثل قدرك.

ألبيان والتبيين 2 ص 239، ألعقد الفريد 2 ص 136، شرح إبن أبي الحديد 1 ص 196 نقلا عن البلاذري.

ابن عباس وعمرو في حفلة اخرى


روى المدايني قال: وفد عبدالله بن عباس على معاوية مرة وعنده إبنه يزيد، وزياد بن سمية، وعتبة بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، وعمرو بن العاص، والمغيرة إبن شعبة، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن ام الحكم فقال عمرو بن العاص: هذا والله يا أميرالمؤمنين؟ نجوم أول الشر، وافول آخر الخير، وفي حسمه قطع مادته فبادره بالحملة، وانتهز منه الفرصة، واردع بالتنكيل به غيره، وشرد به من خلفه،

فقال إبن عباس: يابن النابغة؟ ضل والله عقلك، وسفه حلمك، ونطق الشيطان على لسانك، هلا توليت ذلك بنفسك يوم صفين حين دعيت نزال

___________________________________

نزال: اسم فعل بمعنى: انزل. أى حين قال الابطال بعضهم لبعض: انزل. وتكافح الابطال، وكثرت الجراح، وتقصفت

___________________________________

تقصفت: تكسرت. الرماح، وبرزت إلى أمير المؤمنين مصاولا، فانكفأ نحوك بالسيف حاملا، فلما رأيت الكواثر من الموت، أعددت حيلة السلامة قبل لقائه، والانكفاء عنه بعد إجابة دعائه، فمنحته رجاء النجاة عورتك، وكشفت له خوف بأسه سوءتك، حذرا أن يصطلمك بسطوته، أو يلتهمك

___________________________________

التهم الشى: ابتلعه بمرة. بحملته، ثم أشرت على معاوية كالناصح له بمبارزته، وحسنت له التعرض لمكافحته، رجاء أن تكتفي مؤنته، وتعدم صورته، فعلم غل صدرك، وما انحنت عليه من النفاق أضلعك، وعرف مقر سهمك في غرضك، فاكفف غرب لسانك، واقمع عوراء لفظك، فإنك بين أسد خادر، وبحر زاجر، إن تبرزت للاسد إفترسك، وإن عمت في البحر قمسك- أي: غمسك و أغرقك-. شرح إبن أبي الحديد 2 ص 105، جمهرة الخطب 2 ص 93.

عبدالله المرقال وعمرو


كان في نفس معاوية من يوم صفين إحن على هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال وولده عبدالله، فلما استعمل معاوية زيادا على العراق كتب إليه: أما بعد: فانظر عبدالله بن هاشم فشد يده إلى عنقه ثم ابعث به إلي، فحمله زياد من البصرة مقيدا مغلولا إلى دمشق، وقد كان زياد طرقه بالليل في منزله بالبصرة فادخل إلى معاوية وعنده عمرو بن العاص فقال معاوية لعمرو بن العاص: هل تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا الذي يقول أبوه يوم صفين:

إني شريت النفس لما اعتلا++

وأكثر اللوم وما أقلا

أعور يبغي أهله محلا++

قد عالج الحياة حتى ملا

لابد أن يفل أو يفلا++

أسلهم بذي الكعوب سلا

لا خير عندي في كريم ولى++

فقال عمرو متمثلا:

وقد نبت المرعى على دمن الثرى++

وتبقى حزازات النفوس كماهيا

وإنه لهو، دونك يا أميرالمؤمنين؟ ألضب المضب

___________________________________

من اضب يضب: أى صاح وتكلم وغاض وحقد. فأشخب أوداجه على أسباجه أثباجه ولا ترجعه إلى أهل العراق فإنهم أهل فتنة ونفاق، وله مع ذلك هوى يرديه وبطانة تغويه، فوالذي نفسي بيده لئن أفلت من حبائلك ليجهزن إليك جيشا تكثر صواهله لشر يوم لك، فقال عبدالله وهو المقيد: يا ابن الابتر؟ هلا كانت هذه الحماسة عندك يوم صفين؟ ونحن ندعوك إلى البراز، وأنت تلوذ بشمائل الخيل كالامة السوداء والنعجة القوداء، أما انه إن قتلني قتل رجلا كريم المخبرة، حميد المقدرة، ليس بالحبس المنكوس، ولا الثلب

___________________________________

الثلب: المعيب المهان. المركوس

___________________________________

المركوس: الضعيف. فقال عمرو: دع كيت وكيت، فقد وقعت بين لحيي لهذم

___________________________________

اللهذم: الحاد القاطع من السيوف والاسنة والانياب. فروس للاعداء، يسعطك إسعاط

___________________________________

الاسعاط: ادخال الدواء في الانف. يقال: اسعطه الرمح أى طعنه به في انفه. الكودن

___________________________________

الكودن: البرذون الهجين. الفيل ج كوادن. الملجم. قال عبدالله: أكثر إكثارك، فاني أعلمك بطرا في الرخاء جبانا في اللقاء، عيابة عند كفاح الاعداء، ترى أن تقي مهجتك بأن تبدي سوأتك، أنسيت صفين وأنت تدعى إلى النزال؟ فتحيد عن القتال خوفا أن، يغمرك رجال لهم أبدان شداد، وأسنة حداد، ينهبون السرح، ويذلون العزيز. فقال عمرو: لقد علم معاوية أنى شهدت تلك المواطن، فكنت فيها كمدرة الشوك، و لقد رأيت أباك في بعض تلك المواطن، تخفق أحشاؤه، وتنق أمعاؤه. قال: أما والله لو لقيك أبي في ذلك المقام لارتعدت منه فرائصك ولم تسلم منه مهجتك، ولكنه قاتل غيرك، فقتل دونك. فقال معاوية: ألا تسكت؟ لا ام لك. فقال: يابن هند؟ أتقول لي هذا؟ والله لئن شئت لاغرقن جبينك، ولاقيمنك وبين عينيك وسم يلين له خدعاك، أبأكثر من الموت تخوفني؟. فقال معاوية: أو تكف يابن أخي؟ وأمر بإطلاق عبدالله، فقال عمرو لمعاوية:

أمرتك أمراحازما فعصيتني++

وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

أليس أبوه يا معاوية الذي++

أعان عليا يوم حز الغلاضم؟!

___________________________________

جمع غلضمة: اللحم بين الرأس والعنق. يعنى: ايام الحرب.

فلم ينثني حتى جرت من دمائنا++

بصفين أمثال البحور الخضارم

___________________________________

الخضرم بالكسر: البحر العظيم الماء.

وهذا ابنه والمرء يشبه شيخه

___________________________________

في كامل المبرد: عيصه. يعني: أصله. ++

ويوشك أن تقرع به سن نادم

فقال عبدالله يجيبه:

معاوي إن المرء عمرا أبت له++

ضغينة صدر غشها غير نائم

يرى لك قتلي يابن هند وإنما++

يرى ما يرى عمرو ملوك الاعاجم

على أنهم لا يقتلون أسيرهم++

إذا كان منه بيعة للمسالم

وقد كان منا يوم صفين نقرة++

عليك جناها هاشم وابن هاشم

قضى ما أنقضى منها وليس الذي مضى++

ولا ما جرى إلا كأضغاث حالم

فإن تعف عني تعف عن ذي قرابة++

وإن ترقتلي تستحل محارمي

فقال معاوية:

أرى العفو عن عليا قريش وسيلة++

إلى الله في اليوم العصيب القماطر

___________________________________

القماطر بالضم: الشديد.

ولست أرى قتل العداة إبن هاشم++

بإدراك ثاري في لوي وعامر++

بل العفو عنه بعد ما بان جرمه++

وزلت به إحدى الجدود العواثر

فكان أبوه يوم صفين جمرة++

علينا فأردته رماح النهابر

___________________________________

النهابر والنهابير: المهالك. الواحدة: نهبرة. نهبور. نهبورة.

كتاب صفين لابن مزاحم ص 182، كامل المبرد 1 ص 181، مروج الذهب 2 ص 57 -59، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 176.

درس دين واخلاق


لعل الباحث لا يخفى عليه ان كل سوءة وعورة ذكر بها المترجم له في التاريخ

الصحيح، وما يعزى إليه وعرف به من المساوي في طيات تلكم الكلمات الصادقة المذكورة من الوضاعة والغواية والغدر والمكر والحيلة والخدعة والخيانة والفجور ونقض العهد وكذب القول وخلف الوعد وقطع الال والحقد والوقاحة والحسد والرياء والشح والبذاء والسفه والوغد والجور والظلم والمراء والدناءة واللئم والملق والجلافة والبخل والطمع واللدد وعدم الغيرة على حليلته. إلى غير ذلك من المعاير النفسية وأضداد مكارم الاخلاق، ليست هذه كلها إلا من علايم النفاق، ومن رشحات عدم الاسلام المستقر، وإنتفاء الايمان بالله وبما جاء به النبي الاقدس، إذا الاسلام الصحيح هو المصلح الوحيد للبشر، ومهذب النفس بمكارم الاخلاق، ومجتمع الفضايل، وأساس كل فضل وفضيلة، وأصل كل محمدة ومكرمة، وبه يتأتى الصلاح في النفوس مهما سرى الايمان من عاصمة مملكة البدن ألقلب إلى ساير الاعضاء والجوارح واحتلها واستقر بها.

وذلك أن مثل الايمان في المملكة البدنية الجامعة لشتات آحاد الجوارح والاعضاء كمثل دستور الحكومات في الممالك الجامعة لافراد الاشخاص، فكما أن القوانين المقررة في الحكومات والدول مبثوثة في الافراد، وكل فرد من المجتمع له تكليف يخص به، وواجب يحق عليه أن يقوم به، وحد محدود يجب عليه رعايته، وبصلاح الافراد وقيام كل فرد منهم بواجبه يتم صلاح المجتمع، ويحصل التقدم و الرقي في الحكومات، كذلك الايمان في المملكة البدنية فإنه قوانين مبثوثة في الاعضاء والجوارح العاملة فيها، ولكل منها بنص الذكر الحكيم تكليف يخص به، وحد معين في السنة يجب عليه رعايته والتحفظ به، وأخذ كل بما وجب عليه هو ايمانه و به يحصل صلاحه، فواجب القلب غير فريضة اللسان، وفريضته غير واحب الاذن، وواجبهاغيرما كلف به البصر، وفرضه غير واجب اليدين، وواجبهما غير تكليف الرجلين وهكذا وهكذا، وإن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا، وهذا البيان يستفاد من قول النبي صلى الله عليه وآله فيما أخرجه الحافظ إبن ماجة في سننه 1 ص 35، الايمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالاركان

___________________________________

وبهذا اللفظ يروى عن امير المؤمنين كما في 'نهج البلاغة'. وقوله صلى

/ 40