غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 2

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


هو وعمرو بن العاص مع معاوية بصفين، وكان من أشد من عنده على علي رضي الله عنه، وكان علي رضي الله عنه يذكره في القنوت في صلاة الغداة يقول: أللهم عليك به. مع قوم يدعو عليهم في قنوته. وذكره على لفظ الطبري أبوالفدا في تاريخه 179:1.

م- وقال الزيلعي في نصب الراية 131:2: قال إبراهيم: واهل الكوفة إنما أخذوا القنوت عن علي، قنت يدعو على معاوية حين حاربه، وأهل الشام أخذوا القنوت عن معاوية قنت يدعو على علي.

ورواه أبوالمظفر سبط إبن الجوزى الحنفي في تذكرته ص 59 بلفظ الطبري حرفيا إلى قنوت معاوية وزاد فيه: محمد بن الحنفية، وشريح بن هاني. وذكره إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 ص 200 نقلا عن كتابي صفين لابن ديزيل المترجم له ج 1 ص 73 ونصر بن مزاحم. وذكره الشبلنجي في 'نور الانصار' ص 110.

دعاء عايشة على عمرو


لما بلغ عايشة قتل محمد بن أبي بكر جزعت عليه جزعا شديدا وجعلت تقنت وتدعو في دبر الصلاة على معاوية وعمرو بن العاص.

رواه الطبري في تاريخه 6 ص 60، إبن الاثير في 'الكامل' 3 ص 155، إبن كثير في تاريخه 7 ص 314، إبن أبي الحديد في شرح النهج 33:2.

الامام الحسن الزكى وعمرو


روى الزبير بن بكار في كتاب 'المفاخرات' قال: إجتمع عند معاوية عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وعتبة بن أبي سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة، وقد كان بلغهم عن الحسن بن علي عليه السلام قوارص

___________________________________

الكلمة القارصة: التى تنغص وتؤلم. ج قوارص. وبلغه عنهم مثل ذلك فقالوا: يا أميرالمؤمنين؟ إن الحسن قد أحيا أباه وذكره، وقال فصدق، وأمر فاطيع، وخفقت له النعال، وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسوءنا. قال معاوية: فما تريدون:؟ قالوا: إبعث عليه فليحضر لنسبه ونسب أباه ونعبره ونوبخه ونخبره أن أباه قتل عثمان ونقرره بذلك، ولا يستطيع أن

يغير علينا شيئا من ذلك. قال معاوية: إني لا أرى ذلك ولا أفعله. قالوا: عزمنا عليك يا أميرالمؤمنين؟ لتفعلن. فقال: ويحكم لا تفعلوا فوالله ما رأيته قط جالسا عندي إلا خفت مقامه وعيبه لي. قالوا: إبعث إليه على كل حال. قال: إن بعثت إليه لانصفنه منكم. فقال عمرو بن العاص: أتخشى أن يأتي باطله على حقنا؟ أو يربي قوله على قولنا؟ قال معاوية: أما إني إن بعثت إليه لآمرنه أنه يتكلم بلسانه كله. قالوا: مره بذلك. قال. أما إذا عضيتموني وبعثتم إليه وأبيتم إلا ذلك فلا تمرضوا له في القول واعلموا انهم أهل بيت لا يعيبهم العائب، ولا يلصق بهم العار، ولكن إقذفوه بحجره تقولون له: إن أباك قتل عثمان، وكره خلافة الخلفاء من قبله.

فبعث إليه معاوية فجاءه رسوله فقال: إن أميرالمؤمنين يدعوك. قال: من عنده؟ فسماهم، فقال الحسن عليه السلام: مالهم خر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. ثم قال: يا جارية؟ ابغيني ثيابي، أللهم؟ إني أعوذ بك من شرورهم، وأدرأبك في نحورهم، وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت بحول منك وقوة يا أرحم الراحمين. ثم قام فدخل على معاوية. إلى أن قال:

فتكلم عمرو بن العاص فحمد الله وصلى على رسوله ثم ذكر عليا عليه السلام فلم يترك شيئا يعيبه به إلا قاله، وقال: إنه شتم أبا بكر وكره خلافته وامتنع من بيعته ثم بايعه مكرها، وشرك في دم عمر، وقتل عثمان ظلما، وادعى من الخلافة ما ليس له: ثم ذكر الفتنة يعيره بها وأضاف إليه مساوي.

وقال: إنكم يا بني عبدالمطلب؟ لم يكن الله ليعطيكم الملك على قتلكم الخلفاء وإستحلالكم ما حرم الله من الدماء، وحرصكم على الملك، وإيتانكم ما لا يحل، ثم إنك يا حسن؟ تحدث نفسك إن الخلافة صائرة إليك، وليس عندك عقل ذلك ولا لبه، كيف ترى الله سبحانه، سلبك عقلك، وتركك أحمق قريش يسخر منك ويهزأ بك، وذلك لسوء عمل أبيك، وإنما دعوناك لنسبك وأباك، فأما أبوك فقد تفرد الله به وكفانا أمره، وأما أنت فإنك في أيدينا نختار فيك الخصال، ولو قتلناك ما كان علينا إثم من الله، ولا عيب من الناس، فهل تستطيع أن ترد علينا وتكذبنا؟ فإن كنت ترى انا كذبنا في شئ فاردده علينا فيما قلنا، وإلا فاعلم أنك وأباك ظالمان.

فتكلم الحسن بن علي عليهماالسلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله إلى أن قال لعمرو بعد جمل ذكرت ص 122: وقاتلت رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع المشاهد، وهجوته وآذيته بمكة، وكدته كيدك كله، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة، ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة لتأتي بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة، فلما أخطأك ما رجوت، ورجعك الله خائبا، وأكذبك واشيا، جعلت حسدك على صاحبك عمارة بن الوليد فوشيت به إلى النجاشي حسدا لما ارتكب من حليلته ففضحك الله وفضح صاحبك، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والاسلام، ثم إنك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون: أنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا من الشعر، فقال رسول الله: أللهم؟ إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي، أللهم؟ العنه بكل حرف ألف لعنة. فعليك إذن من الله مالا يحصى من اللعن.

وأما ما ذكرت من أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ثم لحقت بفلسطين فلما أتاك قتله قلت: أنا أبوعبدالله إذا نكأت أي: قشرت قرحة أدميتها. ثم حبست نفسك إلى معاوية، وبعت دينك بدنياه، فلسنا نلومك على بغض، ولا نعاتبك على ود، وبالله ما نصرت عثمان حيا، ولا غضبت له مقتولا، ويحك يابن العاص؟ ألست القائل؟ في بني هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي:

تقول إبنتي: أين هذا الرحيل؟++

وما السير مني بمستنكر

فقلت: ذريني فإني امرؤ++

اريد النجاشي في جعفر

لاكويه عنده كية++

اقيم بها نخوة الاصعر

وشانئ أحمد من بنيهم++

وأقولهم فيه بالمنكر

وأجري إلى عتبة جاهدا++

ولو كان كالذهب الاحمر

ولا أنثني عن بني هاشم++

وما اسطعت في الغيب والمحضر

فإن قبل العتب مني له++

وإلا لويت له مشفري

___________________________________

لوى الحبل: فتله. لوت الناقة بذنبها والوت: حركته. المشفر: الشدة والمنعة.

تذكرة سبط إبن الجوزي ص 14، شرح إبن أبي الحديد 2 ص 103، جمهرة الخطب ج 2 ص 12.

بيان كلام الحسن


قوله عليه السلام: لتأتي بجعفر وأصحابه إلى مكة. يشير إلى هجرته الثانية إلى الحبشة وقد هاجر إليها من المسلمين نحو ثلاثة وثمانين رجلا وثمان عشر إمرأة. وكان من الرجال جعفر بن أبي طالب، ولما رأت قريش ذلك أرسلت في أثرهم عمرو بن العاص وعمارة الوليد بهدايا إلى النجاشي وبطارقته ليسلم المسلمين، فرجعا خائبين، وأبى النجاشي أن يخفر ذمته.

قوله عليه السلام: لما إرتكب من حليلته. ذلك: إن عمرا وعمارة ركبا البحر إلى الحبشة وكان عمارة جميلا وسيما تهواه النساء، وكان مع عمرو بن العاص إمرأته، فلما صاروا في البحر ليالي أصابا من خمر معها فانتشى عمارة فقال لامرأة عمرو: قبليني. فقال لها عمرو: قبلي إبن عمك. فقبلته، فهواها عمارة وجعل يراودها عن نفسها، فامتنعت منه، ثم إن عمرا أجلس على منجاف

___________________________________

منجاف السفينة: سكانها الذى تعدل به. السفينة يبول فدفعه عمارة في البحر، فلما وقع عمرو سبح حتى أخذ بمنجاف السفينة، وضغن على عمارة في نفسه، وعلم أنه كان أراد قتله، ومضيا حتى نزلا الحبشة، فلما إطمأنا بها لم يلبث عمارة أن دب لامرأة النجاشي فأدخلته فاختلف إليها، وجعل إذا رجع من مدخله ذلك يخبر عمرا بما كان من أمره فيقول عمرو: لا اصدقك إنك قدرت على هذا، إن شأن هذا المرأة أرفع من ذلك، فلما أكثر عليه عمارة بما كان يخبره ورأى عمرو من حاله وهيئته ومبيته عندها حتى يأتي إليه من السحر ما عرف به ذلك قال له: إن كنت صادقا فقل لها: فلتدهنك بدهن النجاشي الذي لا يدهن به غيره، فإني أعرفه وآتني بشيئ منه حتى اصدقك. قال: أفعل. فسألها ذلك فدهنته منه وأعطته شيئا في قارورة، فقال عمرو، أشهد أنك قد صدقت لقد أصبت شيئا ما أصاب أحد من العرب مثله قط: إمرأة الملك. ما سمعنا بمثل هذا، ثم سكت عنه حتى إطمأن ودخل على النجاشي فأعلمه شأن عمارة وقدم إليه الدهن. فلما أثبت أمره دعا بعمارة ودعا نسوة اخر فجردوه من ثبابه، ثم أمرهن ينفخن في إحليله حتى خلى سبيله فخرج هاربا. عيون الاخبار لابن قتيبة 1 ص 37، الاغاني 9 ص 56، شرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 107، قصص العرب 1 ص 89.

كتاب ابن عباس إلى عمرو


كتب إبن عباس مجيبا إلى عمرو بن العاص: أما بعد: فإني لا أعلم رجلا من العرب أقل حياءا منك، انه مال بك معاوية إلى الهوى، وبعته دينك بالثمن اليسير، ثم خبطت بالناس في عشوة طمعا في الملك، فلما لم تر شيئا، أعظمت الدنيا إعظاما أهل الذنوب وأظهرت فيها نزهة أهل الورع، لا تريد بذلك إلا تمهيد الحرب، وكسر أهل الدين، فإن كنت تريد الله بذلك فدع مصر، وارجع إلى بيتك، فإن هذه الحرب ليس فيها معاوية كعلي، بدأها علي بالحق، وإنتهى فيها إلى العذر، وبدأها معاوية بالغي، وإنتهى فيها إلى السرف، وليس أهل العراق فيها كأهل الشام، بايع أهل العراق عليا وهو خير منهم، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه، ولست انا وأنت فيها بسواء، أردت الله، وأردت أنت مصر، وقد عرفت الشيئ الذي باعدك مني، وأعرف الشيئ الذي قربك من معاوية، فإن ترد شرا لا نسبقك به، وإن ترد خيرا لا تسبقنا إليه، ثم دعا الفضل بن عباس فقال له: يابن ام؟ أجب عمرا. فقال الفضل:

يا عمرو حسبك من خدع ووسواس++

فاذهب فليس لداء الجهل من آس

___________________________________

أسا أسوا وأسا الجرح: داواه.

إلا تواتر طعن في نحوركم++

يشجي النفوس ويشفي نخوة الراس

هذا الدواء الذي يشفي جماعتكم++

حتى تطيعوا عليا وابن عباس

أما علي فإن الله فضله++

بفضل ذي شرف عال على الناس

ان تعقلوا الحرب نعقلها مخيسة

___________________________________

خيس: ذلل. يقال: خيس الجمل: راضه وذلله بالركوب.++

أو تبعثوها فإنا غير أنكاس

قد كان منا ومنكم في عجاجتها++

مالا يرد وكل عرضة الباس

قتلى العراق بقتلى الشام ذاهبة++

هذا بهذا وما بالحق من باس

لا بارك الله في مصر لقد جلبت++

شرا وحظك منها حسوة الكاس

___________________________________

الحسوة المرة من حساء: الجرعة الواحدة ج حسوات.

يا عمرو إنك عار من مغانمها++

والراقصات ومن يوم الجزا كاس

ألامامة والسياسة 1 ص 95، كتاب صفين ص 219، شرح إبن أبي الحديد

2 ص 288.

وهناك أبيات تعزى إلى حبر الامة إبن عباس في كتاب 'صفين' لابن مزاحم ص 300 ذكر فيها عمرا بكل قول شائن.

ابن عباس وعمرو


حج عمرو بن العاص فمر بعبدالله بن عباس فحسده مكانه وما رأى من هيبة الناس له، وموقعه من قلوبهم، فقال له: يابن عباس؟ مالك إذا رأيتني وليتني قصرة

___________________________________

القصر والقصرة بفتح الصاد: الكسل. كأن بين عينيك دبرة

___________________________________

الدبر بفتح المهملة والموحدة: قرحة الدابة تحدث من الرحل ونحوه ج دبرو ادبار. وإذا كنت في ملا من الناس كنت الهوهاة

___________________________________

الهوهاة: ضعيف القلب. احمق. الهمزة؟

___________________________________

همز الشيطان الانسان: همس في قلبه وسواسا. فقال إبن عباس: لانك من اللئام الفجرة، وقريش من الكرام البررة، لا ينطقون بباطل جهلوه، ولا يكتمون حقا علموه، وهم أعظم الناس أحلاما، وأرفع الناس أعلاما، دخلت في قريش ولست منها، فأنت الساقط بين فراشين، لا في بني هاشم رحلك، ولا في بني عبد شمس راحلتك، فأنت الاثيم الزنيم، ألضال المضل، حملك معاوية على رقاب الناس، فأنت تسطو بحمله، وتسعو بكرمه. فقال عمرو: أما والله إني لمسرور بك فهل ينفعني عندك؟ قال إبن عباس: حيث مال الحق ملنا، وحيث سلك قصدنا.

ألعقد الفريد 2 ص 136.

ابن عباس وعمرو أيضا


حضر عبدالله بن جعفر مجلس معاوية وفيه عبدالله بن عباس، وعمرو بن العاص، فقال عمرو: قد جاءكم رجل كثير الخلوات بالتمني، والطربات بالتغنى، محب للقيان، كثير مزاحه، شديد طماحه، صدود عن الشبان، ظاهر الطيش، رخي العيش، أخاذ بالسلف منفاق بالسرف. فقال إبن عباس: كذبت والله أنت وليس كما ذكرت ولكنه: لله ذكور ولنعمائه شكور، وعن الخنا زجور، جواد كريم، سيد حليم، إذا رمى أصاب، وإذا سئل أجاب، غير حصر ولا هياب، ولا عيابة مغتاب، حل من قريش في كريم

النصاب، كالهزبر الضرغام، ألجرئ المقدام، في الحسب القمقام، ليس بدعي ولا دنئ، لاكمن إختصم فيه من قريش شرارها، فغلب عليه جزارها، فأصبح ألامها حسبا، وأدناها منصبا، ينوء منها بالذليل، ويأوي منها إلى القليل، مذبذب بين الحيين، كالساقط بين المهدين، لا المضطر فيهم عرفوه، ولا الظاعن عنهم فقدوه، فليت شعري بأي قدر تتعرض للرجال؟ وبأي حسب تعتد به تبارز عند النضال؟ أبنفسك؟ وأنت: ألوغد اللئيم، والنكد الذميم، والوضيع الزنيم، أم بمن تنمي إليهم؟ وهم: أهل السفه و الطيش، والدناءة في قريش، لا بشرف في الجاهلية شهروا، ولا بقديم في الاسلام ذكروا، جعلت تتكلم بغير لسانك، وتنطق بالزور في غير أقرانك، والله لكان أبين للفضل، و أبعد للعدوان أن ينزلك معاوية منزلة البعيد السحيق، فإنه طالما سلس داؤك، و طمح بك رجاؤك إلى الغاية القصوى التي لم يخضر فيها رعيك، ولم يورق فيها غصنك. فقال عبدالله بن جعفر: أقسمت عليك لما أمسكت فإنك عني ناضلت، ولي فاوضت. فقال إبن عباس: دعني والعبد، فإنه قد يهدر خاليا إذ لا يجد مراميا، وقد اتيح له ضيغم شرس، للاقران مفترس، وللارواح مختلس، فقال عمرو بن العاص: دعني يا أميرالمؤمنين؟ أنتصف منه فوالله ما ترك شيئا. قال إبن عباس: دعه فلا يبقي المبقي إلا على نفسه، فوالله إن قلبي لشديد، وإن جوابي لعتيد، وبالله الثقة، وأني لكما قال نابغة بني ذبيان:

وقدما قد قرعت وقارعوني++

فما نزر الكلام ولا شجاني

يصد الشاعر العراف عنى++

صدود البكر عن قرم هجان

هذا الحديث أخرجه الجاحظ في المحاسن والاضداد ص 101، والبيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 68، وقد مر ص 125 عن إبن عساكر لعبد الله بن أبي سفيان نحوه، وفي بعض ألفاظه تصحيف يصحح بهذا.

معاوية وعمرو


لما علم معاوية أن الامر لم يتم له إن لم يبايعه عمرو فقال له: يا عمرو؟ أتبعني. قال. لماذا؟ للآخرة؟ فوالله ما معك آخرة، أم للدنيا؟ فوالله لا كان حتى أكون شريكك فيها. قال: فأنت شريكي فيها. قال: فاكتب لي مصر وكورها. فكتب له مصر وكورها،

وكتب في آخر الكتاب: وعلى عمرو ألسمع والطاعة. قال عمرو: واكتب: ان السمع والطاعة لا ينقصان من شرطه شيئا. قال معاوية: لا ينظر الناس إلى هذا. قال عمرو: حتى تكتب. قال: فكتب، ووالله ما يجد بدا من كتابتها، ودخل عتبة بن أبي سفيان على معاوية وهو يكلم عمرا في مصر وعمرو يقول له: إنما ابايعك بها ديني. فقال عتبة: إئتمن الرجل بدينه فإنه صاحب من أصحاب محمد. وكتب عمرو إلى معاوية:

معاوي لا اعطيك ديني ولم أنل++

به منك دنيا فانظرن كيف تصنع

وما الدين والدنيا سواء وإنني++

لآخذ ما تعطي ورأسي مقنع

فإن تعطني مصرا فأربح صفقة++

أخذت بها شيخا يضر وينفع

ألعقد الفريد 2 ص 291.

معاوية وعمرو بصورة مفصلة


كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى معاوية بن أبي سفيان يدعوه إلى بيعته، فاستشار معاوية بأخيه عتبة بن أبي سفيان فقال له: إستعن بعمرو بن العاص، فإنه من قد علمت في دهائه ورأيه، وقد اعتزل أمر عثمان في حياته، وهو لامرك أشد إعتزالا إلا أن تثمن له بدينه فسيبيعك، فإنه صاحب دنيا، فكتب إليه معاوية وهو بالسبع من فلسطين: أما بعد-: فإنه قد كان من أمر علي وطلحة والزبير ما قد بلغك، وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في رافضة

___________________________________

الرافضة: كل جند تركوا قايدهم. أهل البصرة، وقدم علينا جرير بن عبدالله في بيعة علي، وقد حبست نفسي عليك حتى تأتيني، أقبل اذاكرك أمرا. فلما قرأ الكتاب إستشار إبنيه عبدالله ومحمد فقال لهما: ما تريان؟ فقال عبدالله: أرى أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قبض وهو عنك راض والخليفتان من بعده، وقتل عثمان وأنت عنه غايب، فقر في منزلك فلست معجولا خليفة، ولا تريد أن تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة أوشك أن تهلك فتشقى فيها. وقال محمد: أرى أنك شيخ قريش وصاحب أمرها، وأن تصرم هذا الامر وأنت فيه خامل تصاغر أمرك، فألحق بجماعة أهل الشام فكن يدا من أيديها وأطلب بدم عثمان، فإنك قد إستلمت فيه إلى بني امية. فقال

عمرو: أما أنت يا عبدالله؟ فأمرتني بما هو خير لي في ديني، وأما أنت يا محمد؟ فأمرتني بما هو خير لي في دنياي، وأنا ناظر فيه، فلما جنه الليل رفع صوته وأهله ينظرون إليه:

تطاول ليلي للهموم الطوارق++

وخوف التي تجلو وجوه العوائق

وإن إبن هند سائلي أن أزوره++

وتلك التي فيها بنات البوائق

أتاه جرير من علي بخطة++

أمرت عليه العيش ذات مضائق

فإن نال مني ما يؤمل رده++

وإن لم ينله ذل ذل المطابق

فوالله ما أدري وما كنت هكذا++

أكون ومهما قادني فهو سائقي

اخادعه إن الخداع دنية++

أم اعطيه من نفسي نصيحة وامق

أم أقعد في بيتي وفي ذاك راحة++

لشيخ يخاف الموت في كل شارق

وقد قال عبدالله قولا تعلقت++

به النفس إن لم تقتطعني عوائقي

وخالفه فيه أخوه محمد++

وإني لصلب العود عند الحقائق

فقال عبدالله: رحل الشيخ. وفي لفظ اليعقوبي: بال الشيخ على عقبيه وباع دينه بدنياه: فلما أصبح دعا عمرو غلامه 'وردان' وكان داهيا ماردا فقال: ارحل يا وردان؟ ثم قال: حط يا وردان؟ ثم قال: ارحل يا وردان؟ حط يا وردان؟ فقال له وردان: خلطت أباعبدالله؟ أما إنك إن شئت أنبأتك بما في نفسك. قال: هات ويحك: قال: إعتركت الدنيا والآخرة على قلبك فقلت: علي معه الآخرة في غير دنيا وفي الآخرة عوض من الدنيا. ومعاوية معه الدنيا بغير آخرة، وليس في الدنيا عوض الآخرة، فأنت واقف بينهما. قال: فإنك والله ما أخطأت فما ترى يا وردان؟ قال: أرى أن تقيم في بيتك فإن ظهر أهل الدين عشت في عفو دينهم، وإن ظهر أهل الدنيا لم يستغوا عنك. قال آلآن لما شهدت العرب مسيري إلى معاوية، فارتحل وهو يقول:

يا قاتل الله وردانا وفطنته++

أبدى لعمرك ما في النفس وردان

لما تعرضت الدنيا عرضت لها++

بحرص نفسي وفي الاطباع إدهان

نفس تعف واخرى الحرص يقلبها

___________________________________

في شرح ابن ابى الحديد: يغلبها.++

والمرء يأكل تبنا وهو غرثان

___________________________________

غرث غرثا: جاع. فهو غرثان ج غرثى وغراث وغراثي.

أما علي فدين ليس يشركه++

دنيا وذاك له دنيا وسلطان

فاخترت من طمعي دنيا على++

بصر وما معي بالذي أختار برهان

إني لاعرف ما فيها وأبصره++

وفي ايضا لما أهواه ألوان

لكن نفسي تحب العيش في شرف++

وليس يرضى بذل العيش إنسان

عمرو لعمر أبيه غير مشتبه++

والمرء يعطس والوسنان وسنان

فسار حتى قدم على معاوية وعرف حاجة معاوية إليه فباعده من نفسه وكايد كل واحد منهما صاحبه، فلما دخل عليه قال: يا أبا عبدالله، طرقتنا في ليلتنا هذه ثلثة أخبار ليس فيها ورد ولا صدر. قال: وما ذاك؟ قال ذاك: أن محمد بن أبي حذيفة قد كسر سجن مصر فخرج هو وأصحابه، وهو من آفات هذا الدين. ومنها: ان قيصر زحف بجماعة الروم إلي ليغلب على الشام. ومنها: ان عليا نزل الكوفة متهيئا للمسير إلينا. قال: ليس كل ما ذكرت عظيما، أما إبن أبي حذيفة فما يتعاظمك من رجل خرج في أشباهه أن تبعث اليه خيلا تقتله أو تأتيك به وإن فاتك لا يضرك؟ وأما قيصر فاهد له من وصفاء

___________________________________

الوصيف. الغلام دون المراهق ج وصفاء. مؤنثه الوصيفة ج وصائف. الروم ووصائفها وآنية الذهب والفضة وسله الموادعة فإنه إليها سريع. وأما علي فلا والله يا معاوية؟ ما تستوي العرب بينك وبينه في شيئ من الاشياء، إن له في الحرب لحظا ماهو لاحد من قريش، وإنه لصاحب ما هو فيه إلا أن تظلمه. وفي رواية اخرى قال معاوية يا أبا عبدالله؟ إني أدعوك إلى جهاد هذا الرجل الذي عصى ربه وقتل الخليفة، وأظهر الفتنة، وفرق الجماعة، وقطع الرحم. قال عمرو: إلي من؟ قال: إلى جهاد علي. فقال عمرو: والله يا معاوية؟ ما أنت وعلي بعكمي

___________________________________

العكم بالكسر: العدل بالكسر. بعير، مالك هجرته ولا سابقته ولا صحبته ولا جهاده ولا فقهه ولا علمه، و الله إن له مع ذلك حدا وحدوداوحظا وحظوة وبلاء من الله حسنا، فما تجعل لي إن شايعتك على حربه؟ وأنت تعلم ما فيه من الغرر والخطر. قال: حكمت. قال: مصر طعمة. فتلكأ عليه.

___________________________________

تلكا عن الامر. أبطأ وتوقف.

/ 40