غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 2

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


هو إبني فحكما امه فيه فقالت: للعاص. فقيل لها بعد ذلك: ما حملك على ما صنعت و أبوسفيان أشرف من العاص؟ فقالت: إن العاص كان ينفق على بناتي، ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق علي العاص شيئا وخفت الضيعة، وزعم إبنها عمرو بن العاص ان امه إمرأة من غنزة بن أسد بن ربيعة.

وكان الزناة الذين إشتهروا بمكة جماعة منهم هاؤلآء المذكورون وامية بن عبد شمس، وعبدالرحمن بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان بن الحكم، وعتبة بن أبي سفيان أخو معاوية، وعقبة بن أبي معيط.

___________________________________

والى هنا ذكره سبط ابن ألجوزى في تذكرته ص 117 عن المثالب.

وعده الكلبي من الادعياء في باب- أدعياء الجاهلية- وقال: قال الهيثم: ومن الادعياء عمرو بن العاص، وامه النابغة حبشية، واخته لامه ارينب بضم الالف وكانت تدعي لعفيف بن أبي العاص، وفيها قال عثمان لعمرو بن العاص: لمن كانت تدعى اختك ارينب يا عمرو؟ فقال: لعفيف بن أبي العاص. قال عثمان: صدقت. إنتهى.

وروى أبوعبيدة معمر بن المثنى المتوفى 209 / 11 في كتاب 'الانساب': ان عمرا اختصم فيه يوم ولادته رجلان: أبوسفيان، والعاص، فقيل: لتحكم امه فقالت: إنه من العاص بن وائل. فقال أبوسفيان. أما إني لا أشك إنني وضعته في رحم امه فأبت إلا العاص فقيل لها: أبوسفيان أشرف نسبا. فقالت: إن العاص بن وائل كثير النفقة علي وأبوسفيان شحيح. ففي ذلك يقول حسان بن ثابت لعمرو بن العاص حيث هجاه مكافئا له عن هجاء رسول الله صلى الله عليه وآله:

أبوك أبوسفيان لا شك قد بدت++

لنا فيك منه بينات الدلائل

ففاخر به إما فخرت ولا تكن++

تفاخر بالعاص الهجين بن وائل

وإن التي في ذاك يا عمرو حكمت++

فقالت رجاء عند ذاك لنائل:

من العاص عمرو تخبر الناس كلما++

تجمعت الاقوام عند المحامل

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد 2 ص 101.

وقال الزمخشري في 'ربيع الابرار': كانت النابغة ام عمرو بن العاص أمة لرجل من عنزة بالتحريك فسبيت فاشتراها عبدالله بن جذعان التيمي بمكة فكانت

بغيا. ثم ذكر نظير الجملة الاولى من كلام الكلبي ونسب الابيات المذكورة إلى أبي سفيان بن الحرث بن عبدالمطلب. وقال: جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن امه ولم تكن بمنصب مرضي فأتاه بمصر أميرا عليها فقال: أردت أن أعرف ام الامير. فقال: نعم، كانت امرأة من عنزة، ثم من بني جلان تسمى ليلى وتلقب النابغة، إذهب وخذ ما جعل لك

___________________________________

ورواه المبرد في الكامل، ابن قتيبة في عيون الاخبار 1 ص 284، ابن عبدالبر في الاستيعاب، وذكر في شرح النهج لابن ابى الحديد 2 ص 100، جمهرة الخطب 2 ص 19.

وقال الحلبي في سيرته 1 ص 46 في نكاح البغايا. ونكاح الجمع. من أقسام نكاح الجاهلية: ألاول أن يطأ البغي جماعة متفرقين واحدا بعد واحد فإذا حملت وولدت الحق الولد بمن غلب عليه شبهه منهم. ألثاني: أن تجتمع جماعة دون العشرة ويدخلون على امرأة من البغايا ذوات الرايا كلهم يطؤوها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت وهو إبنك يا فلان. تسمي من أحبت منهم فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منهم الرجل إن لم يغلب شبهه عليه، وحينئذ يحتمل أن يكون أم عمرو بن العاص رضي الله عنه من القسم الثاني فإنه يقال: إنه وطئها أربعة هم: العاص، وأبولهب، وامية، وأبو سفيان، و إدعي كلهم عمرا فألحقته بالعاص لانفاقه على بناتها. ويحتمل أن يكون من القسم الاول ويدل عليه ما قيل: إنه الحق بالعاص لغلبة شبهه عليه، وكان عمرو يعير بذلك عيره علي وعثمان والحسن وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. و سيأتي ذلك في قصة قتل عثمان عند الكلام على بناء مسجد المدينة

___________________________________

ذكر قتل عثمان عند الكلام على بناء المسجد ج 2 ص 72 -88 ولم يوجد هناك شيئ مما او عزاليه.

عبدالله وعمرو

روى الحافظ إبن عساكر في تاريخ الشام 7 ص 330: إن عمرو بن العاص قال لعبد الله بن جعفر الطيار ذي الجناحين في مجلس معاوية: يابن جعفر؟ يريد تصغيره. فقال له: لئن نسبتني إلى جعفر فلست بدعي ولا أبتر ثم ولى وهو يقول:

تعرضت قرن الشمس وقت ظهيرة++

لتستر منه ضوءه بظلامكا

كفرت اختيارا ثم آمنت خيفة++

وبغضك إيانا شهيد بذلكا

عبدالله وعمرو

أخرج الحافظ إبن عساكر في تاريخه 7 ص 438: إن عبدالله بن أبي سفيان إبن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي قدم معاوية وعنده عمرو فجاء الآذن فقال: هذا عبدالله وهو بالباب: فقال: إئذن له. فقال عمرو: يا أميرالمؤمنين؟ لقد أذنت لرجل كثير الخلوات للتلهي، والطربات للتغني، صدوف عن السنان، محب للقيان، كثير مزاحه، شديد طماحه، ظاهر الطيش، لين العيش، أخاذ للسلف، صفاق للشرف فقال عبدالله: كذبت يا عمرو؟ وأنت أهله ليس كما وصفت ولكنه: لله ذكور، ولبلاءه شكور، وعن الخنا زجور، سيد كريم، ماجد صميم، جواد حليم، إن ابتدأ أصاب، وإن سئل أجاب، غير حصر ولا هياب، ولا فاحش عياب، كذلك قضى الله في الكتاب، فهو كالليث الضرغام، ألجرئ المقدام، في الحسب القمقام، ليس بدعي ولا دني كمن إختصم فيه من قريش شرارها فغلب عليه جزارها، فأصبح ينوء بالدليل، ويأوي فيها إلي القليل، قد بدت بين حيين، وكالساقط بين المهدين، لا المعتزي إليهم قبلوه، ولا الظاعن عنهم فقدوه، فليت شعري بأي حسب تنازل للنضال؟ أم بأي قديم تعرض للرجال؟ أبنفسك؟ فأنت الخوار الوغد الزنيم. أم بمن تنتمي إليه؟ فأنت أهل السفه والطيش والدناءة في قريش، لا بشرف في الجاهلية شهر، ولا بقديم في الاسلام ذكر، غير انك تنطق بغير لسانك، وتنهض بغير أركانك، وأيم الله إن كان لاسهل للوعث

___________________________________

الوعث بالفتح: العسر الغليظ. وألم للشعث

___________________________________

يقال: لم الله شعثهم. أى جمع أمرهم. أن يكعمك

___________________________________

يقال: كعم البعير. أى شد فمه لئلا يعض أو ياكل. معاوية على ولوعك باعراض قريش كعام الضبع في وجاره

___________________________________

الوجار بكسر الواو وفتحها: حجر الضبع وغيرها. فأنت لست لها بكفي، ولا لاعراضها بوفى. قال: فتهيأ عمرو للجواب فقال له معاوية: نشدتك الله إلا ما كففت. فقال عمرو: يا أميرالمؤمنين دعني أنتصر فإنه لم يدع شيئا. فقال معاوية: أما في مجلسك هذا فدع الانتصار و

عليك بالاصطبار. وأشار إلى هذه القصة إبن حجر في الاصابة 2 ص 320.

اسلام عمرو


إن الذي حدانا إليه يقين لا يخالجه شك بعد الاخذ بمجامع ما يؤثر عن الرجل في شئونه وأطواره: أنه لم يعتنق الدين إعتناقا، وإنما إنتحله إنتحالا وهو في الحبشة، نزل بها مع عمارة بن الوليد لاغتيال جعفر وأصحابه رسل النبي الاعظم تنتهي إليه الانباء عن أمر الرسالة، ويبلغه التقدم والنشور له، وسمع من النجاشي قوله: أتسالني أن اعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الاكبر الذي كان يأتي موسي لتقتله؟ فقال: أيها الملك؟ أكذلك هو؟ فقال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده

___________________________________

سيرة ابن هشام 3 ص 319 وغير واحد من كتب السيرة النبوية والتاريخ.

فراقه التزلف إلى صاحب الرسالة بالتسليم له فلم ينكفئ إلى الحجاز إلى طمعا في رتبة، أو وقوفا على لماظة من العيش، أو فرقا من البطش الالهي بالسلطة النبوية. فنحن لا نعرفه في غضون هاتيك المدد التي كان يداهن فيها المسلمين و يصانعهم إبقاءا لحياته، وإستدرارا لمعاشه، إلا كما نعرفه يوم كان يهجو رسول الله صلى الله عليه وآله بقصيدة ذات سبعين بيتا فلعنه صلى الله عليه وآله عدد أبياته. وهو كما قال أميرالمؤمنين: متى ما كان للفاسقين وليا، وللمسلمين عدوا؟؟ وهل يشبه إلا امه التي دفعت به.

___________________________________

تذكرة خواص الامة ص 56، السيرة الحلبيه وغيرهما. وكان كما يأتي عن أميرالمؤمنين من قوله: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن إستسلموا، وأسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عداوتهم منا.

قال إبن أبي الحديد في الشرح 1 ص 137: قال شيخنا أبوالقاسم البلخي رحمه الله تعالى: قول عمرو بن العاص لمعاوية لما قاله معاوية: يا أبا عبدالله؟ إني لاكره لك أن تتحدث العرب عنك إنك إنما دخلت في هذا الامر لغرض الدنيا: دعنا عنك. كناية عن الالحاد بل تصريح به، أي: دع هذا الكلام لا أصل له، فإن إعتقاد الآخرة و إنها لاتباع بعرض الدنيا من الخرافات، وما زال عمرو بن العاص ملحدا ما تردد قط

في الالحاد والرندقة وكان معاوية مثله.

وقال في ج 2 ص 113: نقلت أنا من كتب متفرقة كلمات حكمية تنسب إلى عمرو بن العاص إستحسنتها وأوردتها لاني لا أجحد الفاضل فضله وإن كان دينه عندي غير مرضي. وقال في ص 114: قال شيخنا أبوعبدالله: أول من قال بالارجاء المحض معاوية وعمرو بن العاص، كانا يزعمان انه لا يضر مع الايمان معصية، ولذلك قال معاوية لمن قال: حاربت من تعلم وإرتكبت ما تعلم. فقال: وثقت بقوله تعالى: إن الله يغفر الذنوب جميعا.

وقال في ج 2 ص 179: وأمامعاوية فكان فاسقا مشهورا بقلة الدين والانحراف عن الاسلام، وكذلك ناصره ومظاهره على أمره عمرو بن العاص ومن تبعهما من طغام أهل الشام وأجلافهم وجهال الاعراب، فلم يكن أمرهم خافيا في جواز محاربتهم و إستحلال قتالهم.

كلمات تمثل عمرو بن العاص


وهناك كلمات ذكرت في مصادر وثيقة تمثل الرجل بين يدي القاري بروحياته و حقيقته، وتخبره بعجره وبجره

___________________________________

العجر: العروق المتعقدة. البحر: العروق المتعقدة في البطن. مثل يضرب لمن يخبربجميع عيوبه. وإليك نماذج منها:

كلمة النبى الاعظم


دخل زيد بن أرقم على معاوية فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما فقال له: عمرو بن العاص: أما وجدت لك مجلسا إلا أن تقطع بيني وبين أميرالمؤمنين؟ فقال زيد: إن رسول الله صلى الله عليه و آله غزا غزوة وأنتما معه فرءاكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا ثم راءكما اليوم الثاني واليوم الثالث كل ذلك يديم النظر إليكما فقال في اليوم الثالث: إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير.

كذا أخرجه إبن مزاحم في كتاب 'صفين' ص 112 ورواه إبن عبد ربه في 'العقد الفريد' 2 ص 290 عن عبادة بن الصامت وفيه: إنه صلى الله عليه وآله قاله في غزوة تبوك ولفظه: إذا رأيتموهما إجتمعا ففرقوا بينهما فإنهما لا يجتمعان على خير.

كلمة أميرالمؤمنين


روى أبوحيان التوحيدي في 'الامتاع والمؤانسة' 3 ص 183 قال: قال الشعبي: ذكر عمرو بن العاص عليا فقال: فيه دعابة فبلغ ذلك عليا فقال: زعم إبن النابغة إني تلعابة، تمراحة، ذو دعابة، اعافس، وامارس. هيهات يمنع من العفاس والمراس

___________________________________

العفاس بالكسر: الفساد المراس: العبث واللعب. ذكر الموت وخوف البعث والحساب، ومن كان له قلب ففي هذا من هذا له واعظ وزاجر، أما وشر القول ألكذب، إنه ليعد فيخلف، ويحدث فيكذب، فإذا كان يوم الباس فإنه زاجر وآمر ما لم تأخذ السيوف بهام الرجال، فإذا كان ذاك فأعظم مكيدته في نفسه أن يمنح القوم إسته.

ورواه بهذا اللفظ شيخ الطايفة في أماليه ص 82 من طريق الحافظ إبن عقدة.

صورة اخرى على رواية الشريف الرضي

عجبا لابن النابغة يزعم لاهل الشام ان في دعابة، وإني إمرؤ تلعابة، اعافس وامارس، لقد قال باطلا، ونطق آثما، أما وشر القول ألكذب، إنه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف، ويسأل فيلحف، ويسئل فيبخل، ويخون العهد، ويقطع الال، فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو؟؟!! ما لم تأخذ السيوف مآخذها، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبته، أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة، وإنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتية، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة.

___________________________________

يقال: رضخ له من ماله رضيخة. أى: قليلا من كثير.

نهج البلاغة- 1 ص 145.

صورة اخرى على رواية إبن قتيبة

قال زيد بن وهب: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عجبا لابن النابغة يزعم إني تلعابة، اعافس وامارس، أما وشر القول أكذبه، إنه يسأل فيلحف، و يسئل فيبخل، فإذا كان عند البأس فإنه امرؤ زاجر مالم تؤخذ السيوف مآخذها من هام القوم، فإذا كان كذلك كان أكبر همه أن يبر قط ويمنع الناس إسته، قبحه

الله وترحه. عيون الاخبار 1 ص 164.

صورة اخري على رواية إبن عبد ربه

ذكر عمرو بن العاص عند علي بن أبي طالب فقال فيه علي: عجبا لابن الباغية يزعم إني بلقائه اعافس وامارس، ألا وشر القول أكذبه، إنه يسأل فيلحف، و ويسئل فيبخل، فإذا أحمر البأس، وحمى الوطيس، وأخذت السيوف مآخذها من هام الرجال لم يكن له هم إلا غرقة ثيابه، ويمنح الناس إسته، فضه الله وترحه.

ألعقد الفريد 2 ص 287.

كلمة اخرى لأميرالمؤمنين


لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يوم صفين يدعون إلى حكم القرآن قال علي عليه السلام: عباد الله؟ أنا أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية، وعمرو بن العاص، وإبن أبي معيط، وحبيب بن مسلمة، وإبن أبي سرح، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال، وشر رجال، إنها كلمة حق يراد بها الباطل، إنهم والله ما رفعوها، إنهم يعرفونها ولا يعملون بها، وما رفعوها لكم إلا خديعة ومكيدة.

كتاب صفين لابن مزاحم ص 264.

كلمة ثالثه لأميرالمؤمنين


قال أبوعبدالرحمن المسعودي: حدثني يونس بن أرقم بن عوف عن شيخ من بكر بن وائل قال: كنا مع علي بصفين فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة في رأس رمح فقال ناس: هذا لواء عقده له رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يزالوا كذلك حتى بلغ عليا فقال علي: هل تدرون ما أمر هذا اللواء؟ إن عدو الله عمرو بن العاص أخرج له رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الشقة فقال: من يأخذها بما فيها؟ فقال عمرو: و ما فيها يا رسول الله؟ قال: فيها أن لا تقاتل به مسلما، ولا تقربه من كافر. فأخذها، فقد والله قربه من المشركين وقاتل به اليوم المسلمين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن إستسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عداوتهم منا إلا أنهم لم يدعوا الصلاة.

كتاب صفين لابن مزاحم ص 110.

كتاب أميرالمؤمنين إلى عمرو


من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى الابتر إبن الابتر عمرو بن العاص بن وائل شانئ محمد وآله محمد في الجاهلية والاسلام. سلام على من إتبع الهدى- أما بعد- فإنك تركت مروءتك لامرى فاسق مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، فصار قلبك لقلبه تبعا كما قيل: وافق شن طبقة

___________________________________

مثل ساير له قصة يستفاد منها. شن: اسم رجل. طبقة: اسم امرأة: راجع مجمع الامثال للميدانى 2 ص 321. فسلبك دينك وأمانتك ودنياك وآخرتك، وكان علم الله بالغا فيك، فصرت كالذئب يتبع الضرغام إذا ما الليل دجا، أو أتى الصبح يلتمس فاضل سؤره، وحوايا فريسته، ولكن لا نجاة من القدر، ولو بالحق أخذت لادركت ما رجوت، وقد رشد من كان الحق قائده، فإن يمكن الله منك ومن إبن آكلة الاكباد ألحقتكما بمن قتله الله من ظلمة قريش على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن تعجزا

___________________________________

عجز الشى: مؤخره. وتبقيا بعدي فالله حسبكما، وكفى بإنتقامه إنتقاما، وبعقابه عقابا. والسلام.

فائدة هذا الكتاب بهذه الصورة ذكرها إبن أبي الحديد

___________________________________

و ذكره عنه الدكتور احمد زكى صفوت في جمهرة الرسائل 1 ص 486. في شرحه 4 ص 61 نقلا عن كتاب صفين لنصر بن مزاحم ولم نجده فيه فمن أمعن النظر في جل ما نقله إبن أبي الحديد عن هذا الكتاب يعلم بأن المطبوع منه هو مختصره لا أصله وهو أكبر من الموجود بكثير.

صورة اخرى له

فإنك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرئ ظاهر غيه، مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، فاتبعت أثره، وطلبت فضله، إتباع الكلب للضرغام، يلوذ بمخالبه، وينتظر ما يلقى إليه من فضل فريسته، فأذهب دنياك وآخرتك، ولو بالحق أخذت، أدركت ما طلبت، فإن يمكن الله منك ومن ابن أبي سفيان أجزكما بما قدمتما، وإن تعجزا وتبقيا فما أمامكما شر لكما. والسلام.

نهج البلاغة 2 ص 64

خطبة أميرالمؤمنين بعد التحكيم


لما خرجت الخوارج وهرب أبوموسى إلى مكة ورد علي عليه السلام إبن عباس إلى البصرة قام في الكوفة خطيبا فقال: ألحمد لله، وإن أتى الدهر بالخطب الفادح، والحدث الجليل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ليس معه إله غيره، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله- أما بعد-: فإن معصية الناصح الشفيق العالم المجرب، تورث الحسرة، وتعقب الندامة، وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري، ونحلت لكم مخزون رأيي، لو كان يطاع لقصير أمر

___________________________________

قصير هو مولى جذيمة الابرش، وكان قد اشار على سيده ان لا يامن الزباء ملكة الجزيرة، وقد دعته اليها ليزوجها، فخالفه وقصد اليها فقتلته فقال قصير: لايطاع لقصير امر. فذهب مثلا. فأبيتم علي إباء المخالفين الجفاة، والمنابذين العصاة، حتى إرتاب الناصح بنصحه، وضن الزند بقدحه، فكنت أنا وإياكم كما قال أخو هوازن

___________________________________

دريد بن الصمة.:

أمرتكم أمري بمنعرج اللوى++

فلم يستبينوا النصح إلاضحى الغد

ألا؟ إن هذين الرجلين: عمرو بن العاص وأبا موسى الاشعري اللذين إخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، و أماتا ما أحيى القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله، فحكما بغير حجة بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا في حكمهما، وكلاهما لم يرشد

___________________________________

في الامامة والسياسة: لم يرشدهما الله. فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين، واستعدوا وتأهبوا للمسير إلى الشام.

ألامامة والسياسة 1 ص 119، تاريخ الطبري 6 ص 45، مروج الذهب 2 ص 35، نهج البلاغة 1 ص 44، كامل ابن الاثير 3 ص 146.

ذكر إبن كثير في تاريخه 7 ص 286 هذه الخطبة ولما لم يعجبه ذكر أهل العيث والفساد بما هم عليه، أولم يره صادرا من أهله في محله، أولم يرض أن تطلع الامة الاسلامية على حقيقة عمرو بن العاص وصويحبه فبتر الخطبة وذكرها إلى

آخر البيت فقال: ثم تكلم فيما فعله الحكمان فرد عليهما ما حكما به وأنبهما، و قال ما فيه حط عليهما

وهناك لامير المؤمنين عليه السلام في خطبه كلمات كثيرة حول الرجل مثل قوله: قد سار إلى مصر إبن النابغة عدو الله وولي من عادى الله. وقوله: إن مصرا إفتتحها الفجرة أولو الجور والظلم الذين صدوا عن سبيل الله وبغوا الاسلام عوجا.

___________________________________

تاريخ الطبرى 6 ص 61 و 62. نضرب عنها صفحا روما للاختصار.

قنوت اميرالمؤمنين بلعن عمرو


م- أخرج أبويوسف القاضي في 'الآثار' ص 71 من طريق إبراهيم قال: إن عليا رضي الله عنه قنت يدعو على معاوية رضي الله عنه حين حاربه فأخذ أهل الكوفة عنه، وقنت معاوية يدعو على علي فأخذ أهل الشام عنه.

وروى الطبري في تاريخه 6 ص 40 قال: كان علي إذا صلى الغداة يقنت فيقول: أللهم؟ العن معاوية، وعمرا، وأبا الاعور السلمي، وحبيبا، وعبدالرحمن بن خالد، والضحاك بن قيس، والوليد. فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليا، وابن عباس، والاشتر، وحسنا، وحسينا.

ورواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 302 وفي ط مصر ص 636 وفيه: كان علي إذا صلى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة يقول: أللهم؟ العن معاوية، و عمرا، وأباموسى، وحبيب بن سلمة. إلى آخر الحديث باللفظ المذكور، غير ان فيه: قيس بن سعد مكان الاشتر.

م- وقال إبن حزم في المحلى 145:4: كان علي يقنت في الصلوات كلهن، و كان معاوية يقنت ايضا، يدعو كل واحد منهما على صاحبه.

ورواه الوطواط في 'الخصايص' ص 330 وزاد فيه: ولم يزل الامرعلى ذلك برهة من ملك بني امية إلى أن ولي عمر بن عبدالعزيز ألخلافة فمنع من ذلك. وذكره إبن الاثير في 'اسد الغابة' 3 ص 144 بلفظ الطبري.

م- وقال أبوعمر في 'الاستيعاب' في الكنى في ترجمة أبي الاعورالسلمي: كان

/ 40