غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 2

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وإن عارضتنا خفية من ذنوبنا++

براة لنا منها شفاعتكم أمنا

ألبيت الاول إشارة إلى قوله تعالى في سورة الاعراف: وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم. وما ورد فيه. أخرج الحاكم إبن الحداد الحسكاني المترجم 1 ص 112 باسناده عن أصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند علي فأتاه إبن الكوا فسأله عن قوله تعالى: وعلى الاعراف رجال. الآية. فقال: ويحك يابن الكوا نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.

وأخرج أبوإسحاق الثعلبي في- الكشف والبيان- في الآية الشريفة عن إبن عباس إنه قال: الاعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه. ورواه إبن طلحة الشافعي في 'مطالب السئول' ص 17، وابن حجر في 'الصواعق' ص 101، والشوكاني في 'فتح القدير' 2 ص 198.

والبيت الثاني إشارة إلى قوله تعالى: يوم ندعو كل اناس بإمامهم. وأئمة الشيعة هم العترة الطاهرة يدعون بهم ويحشرون معهم إذ المرء كما قال النبي الاقدس مع من أحب.

___________________________________

أخرجه البخارى وأبوداود والترمذى والنسائى واحمد عن انس وابن مسعود. ومن أحب قوما حشر معهم

___________________________________

أخرجه الحاكم في المستدرك وابن الدبيع في تمييز الطيب من الخبيث ص 153. ومن أحب قوما حشره الله في زمرتهم

___________________________________

أخرجه الطبرانى والضياء عن أبى قرصافة وصححه السيوطى في الجامع الصغير 2 ص 488.

وبقية الابيات بعضها واضحة وبعضها مر بيانه.

العبدى معاصر العبدى


عاصرالمترجم من شعراء الشيعة مشاركه في كنيته ولقبه وبيئة نشأته ومذهبه ألا وهو أبومحمد يحيى بن بلال العبدي الكوفي، فنذكره لكثرة وقوع الاشتباه بينهما وقلة ذكره، قال المرزباني في معجمه ص 499: إنه كوفي نزل همدان وهو شاعر محسن يتشيع وله في الرشيد مدائح حسنة وهو القائل:

وللموت خير من حياة زهيدة++

وللمنع خير من عطاء مكدر

فعش مثريا أو مكديا من عطية++

تمنى وإلا فاسأل الله واصبر

وله:

لعمري لان حارت امية واعتدت++

لاول من سن الضلالة أجور

وأنشد العبدي هذا عبدالله

___________________________________

أحد أعمام أبى العباس السفاح، كان من رجال الدهر حزما ورأيا ودهاءا وشجاعة انهدم عليه الحبس سنة 147 وكان قد حبسه المنصور سرا. وقيل: انه قتل سرا وهدم عليه الحبس قصدا. قال الوطواط: انه جلس يوم الجمعة في جامع دمشق وقتل من بنى امية خمسين الفا. بن علي بن العباس بنهر أبي فطرس وله فيه خبر:

أما الدعاة إلى الجنان فهاشم++

وبنو امية من دعاة النار

أامي مالك من قرار فألحقي++

بالجن صاغرة بأرض وبار

فلئن رحلت لترحلن ذميمة++

وإذا أقمت بذلة وصغار اه

وخبر العبدي هذا وإنشاده الشعر المذكور عبدالله العباسي ذكره إبن قتيبة في عيون الاخبار 1 ص 207، واليعقوبي في تأريخه 3 ص 91، وإبن رشيق في العمدة 1 ص 48، وأحسب أن من علق على هذه الكتب لم يقف على ترجمة الشاعر فضرب عن ترجمته صفحا وسكت عن تعريفه.

فقال إبن قتيبة: ولما افتتح المنصور الشام وقتل مروان قال

___________________________________

الظاهر ان في العبارة سقطا اذ القصة وقت مع عبدالله بن على وكان اميرا على الشام من قبل المنصور كما في ذيل العبارة ومعجم المرزبانى وتاريخى اليعقوبى وابن الاثير و عمدة ابن رشيق. لابي عون و

من معه من أهل خراسان: إن لي في بقية آل مروان تدبيرا فتأهبوا يوم كذاوكذا في أكمل عدة، ثم بعث إلى آل مروان في ذلك اليوم فجمعوا وأعلمهم أنه يفرض لهم في العطاء فحضر منهم ثمانون رجلا فصاروا إلى بابه ومعهم رجل من كلب قد ولدهم ثم أذن لهم فدخلوا، فقال الآذن للكلبي: ممن أنت؟! قال: من كلب وقد ولدتهم قال: فانصرف ودع القوم فأبى أن يفعل.وقال: إني خالهم ومنهم فلما استقر بهم المجلس خرج رسول المنصور وقال بأعلى صوته: أين حمزة بن عبدالمطلب؟! ليدخل فأيقن القوم بالهلكة، ثم خرج الثانية فنادى: أين الحسن بن علي؟! ليدخل. ثم خرج الثالثة فنادى: أين زيد بن علي بن الحسين؟! ثم خرج الرابعة فقال: أين يحيى بن زيد؟! ثم قيل: إئذنوا لهم فدخلوا وفيهم الغمر بن يزيد وكان له صديقا فأومأ إليه: أن إرتفع فأجلسه معه على طنفسته وقال للباقين: إجلسوا. وأهل خراسان قيام بأيديهم العمد فقال: أين العبدي؟! فقام وأخذ في قصيدته التي يقول فيها:

أما الدعاة إلى الجنان فهاشم++

وبنو امية من دعاة النار

فلما أنشد أبياتا منها قال الغمر: يابن الزانية؟ فانقطع العبدي وأطرق عبدالله ساعة ثم قال: إمضى في نشيدك. فلما فرغ رمى إليه بصرة فيها ثلاثمائة دينار ثم تمثل بقول القائل:

ولقد ساءني وساء سواي++

قربهم من منابر وكراسي

أنزلوها بحيث أنزلها الله بدار الهوان والاتعاس

لا تقيلن عبد شمس عثارا++

واقطعوا كل نخلة وغراس

واذكروا مصرع الحسين وزيد++

وقتيلا بجانب المهراس

ثم قال لاهل خراسان: دهيد

___________________________________

كلمة فارسية. فشدخوا بالعمد حتى سالت أدمغتهم وقام الكلبي فقام: أيها الامير؟ أنا رجل من كلب لست منهم. فقال:

ومدخل رأسه لم يدنه أحد++

بين الفريقين حتى لزه القرن

ثم قال: دهيد. فشدخ الكلبي معهم ثم التفت إلى الغمر فقال: لا خير لك في

الحياة بعدهم. قال: أجل فقتل ثم دعا ببراذع

___________________________________

البرذعة: كساء يلقى ظهر الدابة. فألقاها عليهم وبسط عليها الانطاح ودعا بغدائه فأكل فوقهم وإن أنين بعضهم لم يهدأ حتى فرغ ثم قال: ما تهنأت بطعام منذ عقلت مقتل الحسين إلا يومي هذا. وقام فأمر بهم فجروا بأرجلهم وأغنم أهل خراسان أموالهم ثم صلبوا في بستانه، وكان يأكل يوما فأمر بفتح باب من الرواق إلى البستان فإذا رائحة الجيف تملا الانوف، فقيل له: لو أمرت أيها الامير برد هذا الباب. فقال: والله لرائحتها أحب إلي وأطيب من رائحة المسك. ثم قال:

حسبت امية أن سترضى هاشم++

عنها ويذهب زيدها وحسينها

كلا ورب محمد وآلهه++

حتى تباح سهولها وحزونها

وتذل ذل حليلة لحليلها++

بالمشرفي وتسترد ديونها اه

وقال اليعقوبي: وانصرف عبدالله بن علي إلى فلسطين فلما صار بنهر أبي فطرس بين فلسطين والاردن جمع إليه بني امية ثم أمرهم أن يغدوا عليه لاخذ الجوائز والعطايا ثم جلس من غد وأذن لهم فدخل عليه ثمانون رجلا من بني امية وقد أقام على رأس كل رجل منهم رجلين بالعمد وأطرق ملياثم قام العبدي فأنشد قصيدته التي يقول فيها:

أما الدعاة إلى الجنان فهاشم++

وبنو امية من دعاة النار

وكان النعمان بن يزيد بن عبدالملك جالسا إلى جنب عبدالله بن علي فقال له: كذبت يابن اللخناء. فقال له عبدالله بن علي: بل صدقت يا أبا محمد؟ فامض لقولك ثم أقبل عليهم عبدالله بن علي فذكر لهم قتل الحسين عليه السلام وأهل بيته ثم صفق بيده فضرب اليوم رؤوسهم بالعمد حتى أتوا عليهم فناداه رجل من أقصى القوم:

عبد شمس أبوك وهو أبونا++

لا نناديك من مكان بعيد

فالقرابات بيننا واشجات++

محكمات القوى بعقد شديد

فقال: هيهات قطع ذلك قتل الحسين. ثم أمر بهم فسحبوا فطرحت عليهم البسط وجلس عليها ودعا بالطعام فأكل فقال: يوم كيوم الحسين بن علي ولا سواء. وكان قد دخل معهم رجل من كلب قال: رجوت أن ينالوا خيرا فأنال معهم. فقال عبدالله بن علي: إضربوا عنقه.

ومدخل رأسه لم يدنه أحد++

بين الفريقين حتى لزه القدر

شعراء الغدير في القرن 03


ابوتمام الطائى


غديرية أبى تمام الطائى و ما يتبعها


أظبية حيث استنت الكثب العفر++

رويدك لا يغتالك اللوم والزجر

أسري حذارا لم يقيدك ردة++

فيحسر ماء من محاسنك الهذر

أراك خلال الامر والنهي بوة++

عداك الردى ما أنت والنهي والامر؟!

أتشغلنى عما هرعت لمثله++

حوادث أشجان لصاحبها نكر؟!

ودهر أساء الصنع حتى كأنما++

يقضي نذورا في مساءتي الدهر

له شجرات خيم المجد بينها++

فلا ثمر جان ولا ورق نضر

وما زلت ألقى ذاك بالصبر لابسا++

رداءيه حتى خفت أن يجزع الصبر

وإن نكيرا أن يضيق بمن له++

عشيرة مثلي أو وسيلته مصر

وما لامرئ من قاتل يوم عثرة++

لعا وخديناه الحداثة والفقر

وإن كانت الايام آضت وما بها++

لذي غلة ورد ولا سائل خبر

هم الناس سار الذم والحرب بينهم++

وحمر أن يغشاهم الحمد والاجر

صفيك منهم مضمر عنجهية

___________________________________

العنجهية بضم العين والجيم: الكبر.++

فقائده تيه وسائقه كبر

إذا شام برق اليسر فالقرب شأنه++

وأنأى من العيوق إن ناله عسر

أريني فتى لم يقله الناس أو فتى++

يصح له عزم وليس له وقر

ترى كل ذي فضل يطول بفضله++

على معتفيه والذي عنده نزر

وإن الذي أحذاني الشيب للذي++

رأيت ولم تكمل له السبع والعشر

واخرى إذا استودعتها السر بينت++

به كرها ينهاض من دونها الصدر

طغى من عليها واستبد برأيهم++

وقولهم إلا أقلهم الكفر

وقاسوا دجى أمريهم وكلاهما++

دليل لهم أولى به الشمس والبدر

سيحدوكم استسقاؤكم حلب الردى++

إلى هوة لا الماء فيها ولا الخمر

سأمتم عبور الضحل خوضا فأية++

تعدونها لو قد طغى بكم البحر

وكنتم دماء تحت قدر مغارة++

على جهل ما أمست تفور به القدر

فهلا زجرتم طائر الجهل قبل أن++

يجيئ بما لا تبسأون به الزجر؟!

طويتم ثنايا تخبأون عوارها++

فأين لكم خب وقد ظهر النشر؟!

فعلتم بأبناء النبي ورهطه++

أفاعيل أدناها الخيانة والغدر

ومن قبله أخلفتم لوصيه++

بداهية دهياء ليس لها قدر

فجأتم بهابكرا عوانا ولم يكن++

لها قبلها مثل عوان ولا بكر

أخوه إذا عد الفخار وصهره++

فلا مثله أخ ولا مثله صهر

وشد به أزر النبي محمد++

كما شد من موسى بهارونه الازر

وما زال كشافا دياجير غمرة++

يمزقها عن وجهه الفتح والنصر

هو السيف سيف الله في كل مشهد++

وسيف الرسول لا ددان ولا دثر

فأي يد للذم لم يبر زندها++

ووجه ضلال ليس فيه له اثر

ثوى ولاهل الدين أمن بحده++

وللواصمين الدين في حده ذعر

يسد به الثغر المخوف من الردى++

ويعتاض من أرض العدو به الثغر

باحد وبدر حين ماج برجله++

وفرسانه احد وماج بهم بدر

ويوم حنين والنضير وخيبر++

وبالخندق الثاوي بعقوته عمرو

سما للمنايا الحمر حتى تكشفت++

وأسيافه حمر وأرماحه حمر

مشاهد كان الله كاشف كربها++

وفارجه والامر ملتبس إمر

و 'يوم الغدير' استوضح الحق أهله++

بضحيآء

___________________________________

وفى نسخة: بفيحاء. لا فيها حجاب ولا ستر

أقام رسول الله يدعوهم بها++

ليقربهم عرف وينآهم نكر

يمد بضبعيه ويعلم

___________________________________

من افعل. ويظهر من الدكتور ملحم شارح ديوان أبى تمام انه قرأه مجردا من علم لا مزيدا من أعلم كما قرأناه ومختارنا هو الصحيح الذى لا يعدوه الذوق العربى. : أنه++

ولي ومولاكم فهل لكم خبر؟!

يروح ويغدو بالبيان لمعشر++

يروح يهم غمر ويغدو بهم غمر

فكان لهم جهر بإثبات حقه++

وكان لهم في بزهم حقه جهر

أثم جعلتم حظه حد مرهف++

من البيض يوما حظ صاحبه القبر

بكفي شقي وجهته ذنوبه++

إلى مرتع يرعى به الغي والوزر

ألقصيدة 73 بيتا توجد في ديوانه ص 143

ما يتبع قصيده ابي تمام


لا أجد لذي لب منتدحا عن معرفة يوم الغدير لا سيما وبين يديه كتب الحديث والسير ومدونات التاريخ والادب، كل يومي إليه بسبابته، ويوعز إليه ببنانه، كل يلمس يدي القارئ حقيقة يوم الغدير، فلا يدع له ذكرا خاليا منه، ولا مخيلة تعدوه، ولا أضالع إلا وقد انحنت عليه، فكأنه وهو يتلقي خبره بعد لاي من الدهر يرنو إليه من كثب، ويستشف أمره على أمم، ولعل الواقف على كتابنا هذا من البدء إلى الغاية يجد فيه نماذج مما قلناه.

إذا فهلم معي واعجب من الدكتور ملحم إبراهيم الاسود شارح ديوان شاعرنا المترجم حيث يقول عند قوله:

ويوم الغدير استوضح الحق أهله......

: يوم الغدير واقعة حرب معروفة. وذكر بعده في قوله:

يمد بضبعيه ويعلم أنه......

ما يكشف عن أنها كانت من المغازي النبوية قال ص 381: يمد بضبعيه يساعده وينصره والهاء راجعة إلى الامام علي، أي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينصره ويعلم انه ولي، كان العضد والمساعد الوحيد للنبي صلى الله عليه وآله في الغدير والرسول نفسه كان ينصره عالما أنه سيكون وليا على شعبه بعده وخليفة له، وهذه هي الحقيقة، فهل تعلمون؟!

إلا مسائل هذا الرجل عن مصدر هذه الفتوى المجردة؟! أهل وجد هاتيك الغزءة في شيئ من السير النبوية؟! أو نص عليها أحد من أئمة التاريخ؟! أم أن تلك الحرب الزبون وحدها قد توسع بنقلها المتوسعون من نقله الحديث؟! دع ذلك كله هل وجد

قصاصا يقصها؟! أو شاعر يصورها بخياله؟!.

ألا من يسائله عن أن هذه الغزءة متى زيدت على الغزوات النبوية المحدودة؟! المعلومة بكمها وكيفها، ألمدونة أطوارها وشئونها، وليس فيها غزءة يوم الغدير، متى زيدت هذه على ذلك العدد الثابت بواحده؟! فكان فيها علي والنبي يتناصران، ويعضد كل صاحبه، ويدفع كل عن الآخر كما يحسبه هذا الكاتب.

وإنك لتجد الكاتب عيا عن جواب هذه الاسؤلة لكنه حبذت له بواعثة أن يستر حقيقة الغدير بذيل أمانته، وهو يحسب انه لا يقف على ذلك التعليق إلا الدهماء، أو أن البحاثة يمرون عليه كراما، لكن المحافظة على حقيقة دينية أولى من التحفظ على إعتبار هذا الكاتب الذي يكتب ولا يبالي بما يكتب، ويرى الكذب حقيقة راهنة.

نعم كان في الجاهلية يوم أغار فيه دريد بن الصمه ألمقتول كافرا بعد فتح مكة على غطفان يطالبهم بدمه فاستقراهم حيا حيا وقتل من بني عبس ساعدة بن مر وأسر ذؤاب بن أسماء الجشمي فقالت بنو جشم: لو فاديناه. فأبى ذلك دريد عليهم وقتله بأخيه عبدالله وأصاب جماعة من بني مرة ومن بني ثعلبة ومن أحياء غطفان. قال في الاغاني ج 9 ص 6: وذلك في 'يوم الغدير' وذكر لدريد شعرا في ذلك.

وعد في العقد الفريد ج 3 ص 71 من حروب الجاهلية يوم غدير قلياد قال: قال أبوعبيدة. فاصطلح الحيان إلا بني ثعلبة بن سعد فإنهم أبوا ذلك وقالوا: لا نرضى حتى يودوا قتلانا أو يهدر دم من قتلها فخرجوا من قطن

___________________________________

يوم قطن من حروب الجاهلية، راجع إلى العقد الفريد ج 3 ص 6. حتى وردوا غدير قلياد فسبقهم بنو عبس إلى الماء فمنعوهم حتى كادوا يموتون عطشا ودوابهم فأصلح بينهم عوف ومعقل إبنا سبيع من بني ثعلبة، وإياها يعني زهير بقوله:

تداركتما عبسا وذبيان بعدما++

تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم إلخ

'وقلياد' في الكلام المذكور مصحف 'قلهى' كما يظهر من معجم البلدان 7 ص 154، وبلوغ الارب ج 2 ص 73، وفي الاخير عده من أيام العرب المشهورة.

هذا كل ما روي في حديث هذا اليوم الذي لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا لاحد من الهاشميين فيه حل ولا مرتحل ولا لوصيه أميرالمؤمنين عليه

السلام فيه صولة أو جولة، فالحديث ليس فيه أي صلة بهما، أفمن المعقول إذن أن يريده أبوتمام المادح للوصي الاعظم؟! ويعده مأثرة له؟! على أن الشعر نفسه يأبى أن يكون المراد به واقعة حرب دامية فإن الشاعر بعد أن عد مواقف أميرالمؤمنين عليه السلام في الغزوات النبوية وذكر منها غزأة احد وبدر وحنين والنضير وخيبر والخندق وختمها بقوله:

مشاهد كان الله كاشف كربها++

وفارجه والامر ملتبس إمر

أخذ في ذكر منقبة ناء بها اللسان دون السيف والسنان فقال:- ويوم الغدير- وأنت ترى انه يوعز إلى قصة فيها قيام ودعوة وإعلام وبيان ومجاهرة بإثبات الحق لاهله.

ترجمة أبى تمام الطائى


أبوتمام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الاشجع بن يحيى بن مزينا بن سهم بن ملحان بن مروان بن رفافة بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمرو بن الحارث بن طئ جلهم بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبابن يشجب إبن يعرب بن قحطان. تاريخ الخطيب 8ص 248.

أحد رؤساء الامامية كما قال الجاحظ

___________________________________

فهرست النجاشى ص 102. والاوحد من شيوخ الشيعة في الادب في العصور المتقادمة، ومن أئمة اللغة، ومنتجع الفضيلة والكمال، كان يؤخذ عنه الشعر وأساليبه، وينتهي إليه السير، ويلقى لديه المقالد، ولم يختلف إثنان في تقدمه عند حلبات القريض، ولا في تولعه بولاء آل الله الاكرمين صلوات الله عليهم، وكان آية في الحفظ والذكاء حتى قيل: إنه كان يحفظ أربعة آلاف ديوان الشعر غير ألف ارجوزة للعرب غير المقاطيع والقصايد

___________________________________

مرآت الجنان 2 ص 102. وفي معاهد التنصيص: أنه كان يحفظ أربعة عشر ألف ارجوزة للعرب غير المقاطيع والقصايد وفي التكلمة: أنه أخمل في زمانه خمسمائة شاعر كلهم مجيد.

ألمترجم له شامي الاصل ولد بقرية 'جاسم' من قرى 'الجيدور' من أعمال 'دمشق' وان أباه كان يقال له: ندوس

___________________________________

لهذا الاسم قراءات مختلفة: تدوس تدرس. ندوس. ثدوس. ثادوس. ثيودوس. العطار فجعلوه أوسا، وفي دائرة المعارف الاسلامية: ان المترجم هو الذي بدله وكان أبوه نصرانيا. نشأ المترجم بمصر و في حداثته كان يسقي الماء في المسجد الجامع ثم جالس الادباء فأخذ عنهم وتعلم منهم وكان فطنا فهما وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر وأجاد، وشاع ذكره، وسار شعره، وبلغ المعتصم خبره فحمله إليه وهو بسر من رأى، فعمل أبوتمام فيه قصائد عدة وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته، وقدم إلى بغداد وتجول في العراق وايران، ورءاه محمد بن قدامة بقزوين، فجالس بها الادباء وعاشر العلماء وكان موصوفا بالظرف وحسن الاخلاق وكرم النفس.

قال الحسين بن إسحاق قلت للبحتري: ألناس يزعمون انك أشعر من أبي تمام فقال: والله ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام والله ما أكلت الخبز إلا به ولوددت ان الامر كما قالوا ولكني والله تابع له لائذ به آخذ منه، نسيمى يركد عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه. تاريخ الخطيب 8 ص 248.

كان البحتري أول أمره في الشعر ونباهته فيه انه سار إلى أبي تمام وهو بحمص فعرض عليه شعره وكانت الشعراء تقصده لذلك، فلما سمع شعر البحتري أقبل عليه وترك سائر الناس فلما تفرقوا قال له: أنت أشعر من أنشدني، فكيف حالك؟! فشكى إليه القلة. فكتب أبوتمام إلى أهل معرة النعمان وشهد له بالحذق وشفع له إليهم وقال له: إمتدحهم. فسار إليهم فأكرموه بكتاب أبي تمام ووظفوا أربعة آلاف درهم فكانت أول مال أصابه ثم أقبل عليه أبوتمام يصف شعره ويمدحه فلزمه البحتري بعد ذلك، و قيل للبحتري: أنت أشعر أم أبوتمام؟! فقال: جيده خير من جيدي، ورديي خير من رديئه. وقيل: سئل أبوالعلاء المعري: من أشعر الثلاثة؟! أبوتمام أم البحتري أم المتنبي؟! فقال: المتنبي وأبوتمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وقيل: أنشد البحتري أبا تمام شيئا من شعره فقال له: أنت أمير الشعراء بعدي. قال البحتري: هذا القول أحب إلي من كل ما نلته.

/ 40