إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




حتَّى لم يعد له مثيل بين أبطال العرب، يسابق الأسود، ويقطع الرؤوس، ولايخاف في الله لومة لائم، فهو الوحيد الذي بدَّد آمال الأحزاب في الخندق، وبثَّ في صفوفهم الرعب، وهنا أنزل الله تعالى على رسوله الآية: "يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً"


[سورة الاحزاب: 33: 9.]


وقعة بني قريظة



بنو قريظة: هي فخذ من جذام اخوة النضير، ويقال: إنَّ تهوُّدهم كان في أيام عاديا أبي السموأل، ثُمَّ نزلوا بجبل يقال له: قريظة، فنُسبوا إليه، وقد قيل: إنَّ قريظة اسم جدِّهم بعقب الخندق


[تاريخ اليعقوبي 2: 52.]


وكانت هذه الغزوة في ذي القعدة سنة خمس


[طبقات ابن سعد 2: 57.] من الهجرة، وكان بين بني قريظة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلح فنقضوه، ومالوا مع قريش، فوجَّه إليهم سعد بن معاذ وعبدالله بن رواحه وخوَّات بن جُبير، فذكَّرهم العهد وأساءوا الإجابة، فلمَّا انهزمت قريش يوم الخندق دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليَّاً عليه السلام، فقال له: 'قدِّم راية المهاجرين إلى بني قريظة' وقال: 'عزمت عليكم ألا تصلُّوا العصر الا في بني قريظة' ثُمَّ سار إليهم في المسلمين وهم ثلاثة آلاف، والخيل ستة وثلاثون فرساً، وذلك يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة.


وحاصر المسلمون بني قريظة شهراً أو خمساً وعشرين ليلة


[الكامل في التاريخ 2: 75.] أشدَّ الحصار.. فدنا منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلقيه عليُّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: 'يارسول الله لا تدنُ'، فقال: 'أحسب أنَّ القوم أساءوا القول'، فقال: 'نعم يا رسول الله'، فيقال: إنَّه قال بيده كذا وكذا، فانفرج الجبل حين رأوه، وقال: 'يا عبدة الطاغوت، يا وجوه القردة والخنازير، فعل الله بكم وفعل'.. فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أياماً حتَّى نزلوا على حكم سعد بن معاذ الأنصاري، وقد حكم انَّه تقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم، وتجعل أموالهم للمهاجرين دون الأنصار، فقال رسول الله: 'لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ـ سماوات ـ'.


ومن مواقف أمير المؤمنين عليه السلام وهي التي تعنينا بالبحث: انَّه ضرب أعناق رؤوساء اليهود أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منهم: حُيي بن أخطب، وكعب بن أسد، بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


[انظر إعلام الورى 1: 382.]


عمرة الحديبية



خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعمرة في ذي القعدة سنة ست للهجرة


[الطبقات الكبرى لابن سعد 2: 72.]، ومعه ألف وأربعمئة


[الكامل في التاريخ 2: 86.] من أصحابه، وساقَ من الهدي سبعين بدنة


[تاريخ اليعقوبي 2: 54.]، كما ساق أصحابه أيضاً. ومعهم السيوف في أغمادها، وأعلن في أكثر أنحاء


الجزيرة بأنَّه لا يريد حرباً ولا قتالاً، وبلغ المشركين خروجه، فأجمع رأيهم على صدِّه عن المسجد الحرام..


فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بأصحابه حتَّى دنا من الحديبية، وهي على تسعة أميال من مكَّة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى في المنام أنَّه دخل البيت وحلق رأسه وأخذ المفتاح


[تاريخ اليعقوبي 2: 54.]


أرسلت إليه قريش مِكرز بن حفص، فأبى أن يكلِّمه، وقال: 'هذا رجل فاجر'، فبعثوا إليه الحُليس بن علقمة من بني الحارث بن عبد مناة، وكان من قوم يتألَّهون، فلمَّا رأى الهدي قد أكلت أوبارها، رجع؛ فقال: يا معاشر قريش إنِّي قد رأيت ما لا يحلُّ صدُّه عن البيت..


وكان آخر من بعثوا سهيل بن عمرو ليصالحه على أن يرجع عنهم عامه ذلك، فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكلَّم رسول الله وأرفقه، ثُمَّ جرى بينهم الصلح، فدعا رسول الله عليَّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: 'أكتب بسم الله الرحمن الرحيم'


[حسب رواية ابن الأثير في الكامل في تاريخ 2: 90.]، فقال سهيل: لا نعرف هذا ولكن اكتب.. باسمك اللَّهمَّ، فكتبها. وقيل: قال عليه السلام: 'لولا طاعتك يا رسول الله لما محوت'.


ثُمَّ قـال: 'اكتب: هذا ما صالح عليه محمَّد رسول الله سهيل بن عمرو'


[إعلام الورى 1: 372.] ةة فقال سهيل: لو نعلم أنَّك رسول الله لم نقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال لعليٍّ: 'امحُ رسول الله' فقال: 'لا أمحوك


أبداً'


[ذكر في إعلام الورى 1: 372 انَّه قال: 'إنَّه والله لرسول الله على رغم أنفك'، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: 'امحها يا علي'، فقال له: 'يا رسول الله، إنَّ يدي لا تنطلق تمحو اسمك من النبوَّة'.]، فمحاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال له موضع رسول الله: محمَّد بن عبدالله، وقال لعليٍّ: 'لتبلينَّ بمثلها'


['ستدعى إلى مثلها فتجيب، وأنت على مضض'، كذا ذكرها مسلم في صحيحه 3: 1409 و90.]، واصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، وانَّه من أتى منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغير إذن وليِّه ردَّه إليهم، ومن جاء قريشاً ممَّن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يردُّوه عليه، ومن أحبَّ أن يدخل في عهد رسول الله دخل..


[انظر تفاصيل ذلك في: الكامل في التاريخ 2: 90، طبقات ابن سعد 2: 74.]


روى ربعي بن خراش عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنَّه قال:


'أقبل سهيل بن عمرو ورجلان ـ أو ثلاثة ـ معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية، فقالوا له: إنَّه يأتيك قوم من سلفنا وعبداننا فارددهم علينا، فغضب حتَّى احمارَّ وجهه، وكان إذا غضب عليه السلام يحمارُّ وجهه، ثُمَّ قال: لتنتهنَّ يا معشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عن الدين. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنَّه ذلكم خاصف النعل في الحُجرة. وأنا خاصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحُجرة'.


ثمَّ قال عليٌّ عليه السلام: 'أما انَّه قد قال صلى الله عليه وآله وسلم: من كذب عليَّ متعمَّداً فليتبوَّأ مقعده من النار'


[صحيح الترمذي 5: 634 و3715، إرشاد المفيد 1: 122، مستدرك الحاكم 4: 298، إعلام الورى 2: 273، باختلاف.]


وقعة خيبر



غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خيبر في جمادى الأولى سنة سبع من مهاجره، وهي على ثمانية بُرُد من المدينة


[طبقات ابن سعد 2: 81.]، أي أربعة ليال ـ على التقريب ـ


[فضائل الإمام علي: 116.]، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالتهيُّؤ لغزوة خيبر، وخرج معه ألف واربعمائة رجل، معهم مائتا فارس، وأعطى لواءه لعليِّ بن أبي طالب عليه السلام


[الطبقات الكبرى 2: 81.]


ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يجدُّ السير باتِّجاه خيبر، ونزل عليها ليلاً، ولم يعلم أهلها، فخرجوا عند الصباح إلى عملهم بمساحيهم، فلمَّا رأوه عادوا، وقالوا: محمَّد والخميس، يعنون الجيش، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: 'الله أكبر خربت خيبر، إنَّا إذا نزلنا بساحة قوم "فساءَ صباح المنذرين"!'


[انظر الكامل في التاريخ 2: 100، طبقات ابن سعد 2: 81.]


وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سلَّم أبابكر رايةالجيش، ولكنَّ أبابكر عاد بالراية دون أن يصنع شيئاً فرجع، ثُمَّ جعل القيادة لعمربن الخطَّاب بعده، قال الطبري والحاكم: فعاد يجبّن أصحابه ويجبنونه


[تاريخ الطبري 3: 93، المستدرك وتلخيصه للذهبي 3: 37.]، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: 'والله لأعطينَّها غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله


[طبقات ابن سعد 2: 85، وزاد على ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء "الخلفاء الراشدون": 228: 'ويفتح الله على يديه'، صحيح البخاري ـ كتاب الفضائل 5: 87 و197 و198، صحيح مسلم ـ كتاب الفضائل 4: 1871 و32 ـ 34، سنن الترمذي 5: 638 و3724، سنن ابن ماجة 1: 43 و117، مسند أحمد 1: 185 و 5: 358، المستدرك 3: 109، الخصائص للنسائي: 4ـ 8، تاريخ الاسلام للذهبي ـ المغازي: 407، الاستيعاب 3: 36.]


يأخذها عنوةً'.


[الكامل في التاريخ 2: 101.] وفي رواية أخرى: 'لأُعطينَّ الرآية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرّار'


[ابن هشام، السيرة البوية 3: 267 "ذكر المسير إلى خيبر".]


فتطاولت لذلك الأعناق ورجا كلُّ واحد أن يكون المقصود بهذا القول.


وفيها جاء عن عمر بن الخطَّاب انَّه قال: فما أحببت الإمارة قبل يومئذٍ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إليَّ، فلمَّا كان الغد دعا عليَّاً فدفعها إليه، فقال: 'قاتل ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك'


[الطبقات الكبرى 2: 84.]


وفي تفصيل الخبر أن علياً عليه السلام كان قد أُصيب بالرمد، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه، ثم أعطاه الراية


[الطبقات الكبرى 2: 85، سير أعلام النبلاء "الخلفاء الراشدون": 228.]، فما شكا وجعاً حتَّى مضى لسبيله، فنهض بالراية وعليه حلَّة حمراء


[ابن الأثير في تاريخه: 101.]، إنطلق مهرولاً، فركز رايته بين حجرين أمام الحصن، فأشرف عليه رجل من يهود يخطر بسيفه، فقال له: مَن أنت؟ قال: 'أنا عليُّ بن أبي طالب'، فقال اليهودي: غُلبتم يا معشر يهود، وخرج مرحب اليهودي، صاحب الحصن، وعليه مغفر يماني، قد نقبه مثل البيضة على رأسه، وكان مزهوّاً بشجاعته وبطولاته، خرج يتبختر في


مشيته، وهو يقول:




  • قد علمت خيبرُ أنِّي مرحبُ
    اذا الحروبُ أقبلتْ تلهَّبُ
    'أنا الذي سمَّتني أُمِّي حيدرة
    أكيلكم بالسيف كيل السندرة



  • شاكي السلاح بطلٌ مجرَّبُ
    فقال عليٌّ صلوات الله عليه وبركاته:
    أكيلكم بالسيف كيل السندرة
    أكيلكم بالسيف كيل السندرة



ليثُ بغاباتٍ شديدٌ قسورة'


[انظر: ابن الأثير في تاريخه 2: 101، وابن سعد في طبقاته 2: 85، مع اختلاف يسير.]


فاختلفا ضربتين، فبدره عليٌّ عليه السلام فضربه فقدَّ الجحفة والمغفر ورأسه، وشقَّه نصفين حتى وصل السيف إلى أضراسه، فوقع على الأرض، وكان لضربته عليه السلام دويٌّ كدوي الصاعقة، فلمَّا رأى اليهود صنيع عليٍّ عليه السلام بفارسهم مرحب ولَّوا هاربين، وكان الفتح على يديه عليه السلام.


قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'خرجنا مع عليٍّ عليه السلام حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، برايته إلى خيبر، فلمَّا دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه يهوديٌّ فطرح ترسه من يده، فتناول عليٌّ عليه السلام باباً كان عند الحصن فتترَّس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله عليه، ثُمَّ ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر سبعة، أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه'


[ابن الأثير في تاريخه 2: 102.]


وقيل: 'إنَّ الباب كان حجارة طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع، فرمى به عليُّ بن أبي طالب عليه السلام خلفه ودخل الحصن ودخله


المسلمون'


[تاريخ اليعقوبي 2: 56، وانظر: سير أعلام النبلاء "الخلفاء الراشدين": 229.]


ومهما يكن الحال فإن دلَّت هذه الروايات على شيءٍ، فإنَّما تدلُّ على شجاعة الإمام وقدرته الخارقة العجيبة في بدنه، مع قوة إلهيّة معنوية عالية، وعليٌّ عليه السلام نفسه يقول عن هذا الحادث: 'والله ما قلعت باب الحصن بقوَّة جسدية، ولكن بقوَّة ربَّانية'


[ارشاد القلوب 2: 219.]


وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: 'لمَّا قدم عليٌّ عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفتح خيبر قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'لولا أن يقول فيك طوائف من أُمَّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم قولاً لا تمرُّ بملأ الا أخذوا من تراب رجليك ومن فضل طهورك فيستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منِّي وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنَّك منِّي بمنزلة هارون من موسى الا أنَّه لا نبيَّ بعدي، وأنَّك تؤدِّي ذمَّتي، وتقاتل على سُنَّتي، وأنَّك في الآخرة غداً أقرب الناس منِّي، وأنَّك غداً على الحوض خليفتي... إلى آخره'.


فخرَّ عليٌّ عليه السلام ساجداً، ثُمَّ قال: 'الحمد لله الذي منَّ عليَّ بالإسلام، وعلَّمني القرآن، وحبَّبني إلى خير البريَّة، خاتم النبيِّين وسيِّد المرسلين، إحساناً منه إليَّ، وفضلاً منه عليَّ'.


فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: 'لولا أنت يا عليُّ لم يُعرف المؤمنون بعدي''


[إعلام الورى 1: 366ـ 367، ابن المغازلي، المناقب: 227 و285 وقطعة منه في مجمع الزوائد 9:131، ومناقب الخوارزمي: 22.]


وقعة ذات السلاسل



وتسمَّى أيضاً وقعة وادي الرمل. وكان سببها أنَّ عدداً من الأعراب قد اجتمعوا لغزو المدينة ـ في وادي الرمل ـ على حين غفلة من أهلها، فوفد أعرابي على نبيِّ الله وأخبره بالأمر، وخرج أمير المؤمنين ومعه لواء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن خرج غيره إليهم، ورجع عنهم خائباً، ثُمَّ خرج صاحبه وعاد بما عاد به الأول


[إعلام الورى 1: 382.]، ثُمَّ أرسل عمرو بن العاص


[انظر: الكامل في التاريخ 2: 110 وفيها اختلاف حيث لم يذكر من كان قبله!.]، فعاد كما عاد صاحباه، فمضى عليه السلام نحو القوم، يكمن النهار ويسير الليل، حتى وافى القوم بسحر، وصلَّى بأصحابه صلاة الغداة، وصفَّهم صفوفاً واتَّكأ على سيفه وانقضَّ بمن معه على القوم على حين غفلة منهم، وقال: 'يا هؤلاء، أنا رسولُ رسولِ الله، أن تقولوا: لا إله الا الله محمَّد رسول الله، والا ضربتكم بالسيف'.


فقالوا له: إرجع كما رجع صاحباك.


قال: 'أنا أرجع! لا والله حتَّى تسلموا، أو لأضربنَّكم بسيفي هذا، أنا عليُّ بن أبي طالب بن عبدالمطَّلب'


[الإرشاد 1: 113ـ 116، إعلام الورى 1: 382.]


فاضطرب القوم، وأمعنوا بهم قتلاً وأسراً، حتَّى استسلموا له، وتمَّ الفتح على يده.


وعن أمُّ سلمة قالت: كان نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً في بيتي؛ إذ انتبه فزعاً من منامه، فقلت: الله جارك، قال: 'صدقت، الله جاري، ولكن هذا جبرئيل يخبرني أنَّ عليَّاً قادم'. ثمَّ خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليَّاً، وقام المسلمون صفَّين مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلمَّا بصر به عليٌّ عليه السلام ترجَّل عن فرسه، وأقبل عليه يقبِّله. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: 'إركب، فإنَّ الله ورسوله عنك راضيان' فبكى عليٌّ عليه السلام فرحاً وانصرف إلى منزله.


ونزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم سورة العاديات لهذه المناسبة


[انظر: إعلام الورى 1: 383، إرشاد المفيد 1: 116ـ 117.]


فتح مكَّة



كان الفتح في شهر رمضان، سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


[الطبقات الكبرى 2: 102.] وكان سبب هذه الوقعة: أنَّ قريشاً نقضت الوثيقة التي وقعتها مع النبي في الحديبية، وتمادت في ذلك، حتى ذهبت إلى تحريض حلفائها بني الدؤل من بني بكر على خزاعة حلفاء النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، واستطاع هؤلاء أن يتغلَّبوا على خزاعة بمساعدة قريش، فلمَّا وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عزم على أن ينصر خزاعة..


فجهّز جيشه وأكد رغبته في التكتيم على هذا الأمر، لمداهمة قريش في مكة قبل أن تتجهز لحرب، وكان يقول: 'اللَّهمَّ خُذ على أبصارهم فلا يروني الا بغتةً'!


[الطبقات الكبرى 2: 102.]، لكن الأمر تسرّب إلى حاطب بن أبي بلتعة، فكتب كتاباً إلى أهل مكَّة يطلعهم فيه على سرِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسير إليهم،


/ 23