إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




تنفيذ ما وعدهم به، وكان الذي صرفه عن ذلك مروان بن الحكم، إذ قال لعثمان: تكلَّم وأعلِمِ الناس أنَّ أهل مصر قد رجعوا، وأنَّ ما بلغهم عن إمامهم كان باطلاً، قبل أن يجيء الناس إليك من أمصارهم، ويأتيك ما لا تستطيع دفعه! ففعل عُثمان ذلك


[الكامل في التاريخ 3: 54، تاريخ الطبري 4: 360.]


فثارت الفتنة من جديد، وانتفضت الجموع الغاضبة، فتشبَّث عُثمان مرَّةً أُخرى بعليٍّ عليه السلام بعد أن رجع المصريون وحاصروه، فقال له: 'يا ابن عمِّ، إنَّ قرابتي قريبة، ولي عليك حقٌّ عظيم، وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم، وهم مُصبِّحيَّ، ولك عند الناس قدر وهم يسمعون منك، وأُحبُّ أن تركب إليهم فتردَّهم عنِّي'.


فقال له عليٌّ عليه السلام: 'على أيِّ شيءٍ أردُّهم عنك'؟


قال: 'على أن أصير إلى ما أشرت إليه ورأيته لي'.


فقال عليٌّ: 'إنِّي قد كلَّمتك مرَّةً بعد أُخرى، فكلُّ ذلك نخرج ونقول، ثُمَّ ترجع عنه، وهذا من فعل مروان وابن عامر ومعاوية وعبدالله بن سعد، فإنَّك أطعتهم وعصيتني'.


قال عُثمان: 'فأنا أعصيهم وأُطيعك'.


فأمر الناس، فركب معه من المهاجرين والأنصار ثلاثون رجلاً، فأتى المصريِّين فكلَّمهم، فذكر لهم ما وعد به عُثمان من العمل بالحق وإرضائهم


[الكامل في التاريخ 3: 53ـ 54.]


ولمَّا عاد الإمام عليٌّ عليه السلام من مهمَّته في تبليغ الوعود، قال لعثمان: 'تكلَّم كلاماً يسمعه الناس منك، ويشهدون عليك، ويشهد الله على ما في قلبك من النزوع والإنابة، فإنَّ البلاد قد تمخَّضت عليك، فلا آمن أن يجيء ركب آخرين من الكوفة، فتقول: يا عليُّ اركب إليهم، ولا أقدر أن أركب إليهم ولا أسمع عذراً، ويقدم ركب من البصرة، فتقول: يا عليُّ اركب إليهم، فإن لم أفعل رأيتني قد قطعت رحمك واستخففت بحقِّك'.


فخرج عُثمان فخطب الناس، فقال بعد الحمد والثناء: أمَّا بعد أيُّها الناس، فوالله ما عاب من عاب منكم شيئاً أجهله، وما جئت شيئاً الا وأنا أعرفه، ولكنِّي فتنتني نفسي وكذَّبتني وضلَّ عنِّي رشدي، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: 'من زلَّ فليتب، ومن أخطأ فليتب، ولا يتمادَّ في الهلكة، إنَّ من تمادى في الجور كان أبعد من الطريق'، فأنا أوَّل من اتَّعظ، واستغفر الله ممَّا فعلت وأتوب إليه، فمثلي نزع وتاب، فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليروني رأيهم، فوالله لئن ردَّني الحقُّ عبداً لأستنَّ بسُنَّة العبد، ولأذلَّنَّ ذلَّ العبد، ولأكوننَّ كالمرقوق، إن مُلِكَ صبر، وإن عُتِقَ شكر، وما عن الله مذهب الا إليه، فلا يعجزنَّ عنكم خياركم أن يدنوا إليَّ، لئن أبت يميني لتتابعني شمالي


[تاريخ الطبري 4: 360ـ 361.]، فوالله لأعطينَّكم الرضا، ولأُنحينَّ مروان وذويه ولا أحتجب عنكم


[الكامل في التاريخ 3: 55.]


فرقَّ الناس له، وبكوا، وبكى هو أيضاً..


ولمَّا نزل عُثمان وعاد إلى بيته عاب عليه مروان إقراره بالخطأ، وما أعطاهم من الوعد بالإصلاح والصلاح، ولم يكن من عُثمان الا أن يركن إلى كلامه ويقول: أُخرج إلى الناس فكلِّمهم، فإنِّي أستحي أن أُكلِّمهم! وخرج مروان إلى الناس فقال لهم: ما شأنكم؟ قد اجتمعتم كأنَّكم جئتم لنهب! شاهت الوجوه! جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا! أُخرجوا عنَّا.. ارجعوا إلى منازلكم، فإنَّا والله ما نحن بمغلوبين على ما في أيدينا


[الكامل في التاريخ 3: 56، البداية والنهاية 7: 193.]


ولمَّا بلغ عليَّاً عليه السلام هذا الكلام، وأنّ عُثمان أصرَّ على سياسته التي اختطَّها مروان وغيره، ولم يستطع أن يغيِّر من موقفهم، قال: 'أي عباد الله، يا للمسلمين! إنِّي إن قعدت في بيتي قال لي: تركتني وقرابتي وحقِّي، وإنِّي إن تكلَّمت فجاء ما يريد يلعب به مروان'.. وقام مغضباً حتى دخل على عُثمان فقال له: 'أما رضيت من مروان ولا رضي منك، الا بتحريفك عن دينك وعن عقلك.. والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه، وأيمُ الله إنِّي لأراه يوردك ولا يُصدرك! وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت شرفك، وغُلبت على رأيك'


[تاريخ الطبري 4: 363.]


وندم عُثمان على فعله، فبعث إلى عليٍّ عليه السلام يستصلحه، فقال عليٌّ عليه السلام: 'أخبرته إنِّي غير عائد'.. أمَّا الناس فقد حاصروا عُثمان في بيته ومنعوا عنه الماء.. فاشتدَّ عليه الأمر، وضلَّ حائراً لا يلوي فعل شيء، الا أن يغلق عليه بابه وينتظر ما سيحدث!


لكنَّ أمير المؤمنين عليه السلام أمر ولديه الحسن والحسين عليهما السلام بحمل سيفيهما والذود عن عُثمان يمنعان الناس عنه..


وذهب عليه السلام إلى طلحة ـ وكان هو الذي قد منع الماء عن عُثمان مع جماعة حوله ـ متناسياً كلَّ ما حدث من عُثمان، فقال له: 'يا طلحة، ما هذا الأمر منك الذي وقعت فيه'؟!


قال: 'يا أبا الحسن، بعد ما مسَّ الحزام الطُّبْيَين'


[الكامل في التاريخ 3: 56. وقوله 'مسّ الحزام الطُّبْيَين' كناية عن المبالغة في تجاوز حدّ الشرّ والأذى، لأن الحزام إذا بلغ الطبيين فقد انتهى إلى أبعد غاياته. فالطُّبي حلمة الضرع، لسان العرب "طبي".]


فقدم الإمام عليه السلام بيت المال، وكسر الباب وأعطى الناس، فانصرفوا عن طلحة حتى بقي وحده! فسُرَّ عُثمان بذلك ودخلت عليه الروايا بالماء.


ونقل الطبري وابن الأثير في تاريخيهما


[تاريخ الطبري: 4: 379، الكامل في التاريخ 3: 167.]، قول عُثمان بشأن طلحة: 'هذا ما أمر به طلحة بن عبدالله، اللَّهمَّ اكفني طلحة، فإنَّه حمل عليَّ هؤلاء وألَّبهم عليَّ، والله إنِّي لأرجو أن يكون منها صفراً، وإنَّ يُسفك دمه! إنَّه انتهك منِّي ما لا يحلُّ له!'.


أمَّا المصريون الذين كلَّمهم عليٌّ عليه السلام ورجعوا، فبينما هم في بعض الطريق رأوا راكباً أمره مريب، فأخذوه وفتَّشوه، فإذا هو غلام عُثمان يحمل كتاباً بختم عُثمان الى عبدالله بن سعد أن يفعل بهم ويفعل! وكان مروان هو الذي زوَّر هذا الكتاب


[انظر: الخلفاء الراشدون من تاريخ الاسلام للذهبي: 458.]


فرجعوا وشدَّدوا الحصار على عُثمان، بعد أن خيَّروه بين ثلاث: أن


يخلع عمَّاله الذين شكتهم الناس، أو يخلع نفسه، أو يقتلوه!


وكأنَّه اختار لنفسه القتل، حيث قال: 'ما كنت لأخلع سربالاً سربلنيه الله عزَّ وجلَّ'.


خلافة أمير المؤمنين



تولِّي الخلافة وسياسته في الإصلاح


قتل عُثمان، ولم يكن ثمة فرصة لتعيين من يقوم بعده بالخلافة، فلا سقيفة ولا شورى! فكان من حقِّ الجماهير، ولأوَّل مرَّة في تأريخها، أن تطلق صوتها وترجع إلى رشدها.


فنهضت الجماهير عطشى تتسابق سباق الإبل إلى الماء، جاءوا دار الإمام عليٍّ عليه السلام حيث اعتزل قبل هلاك عُثمان، ولم يخرج من بيته، يطالبون أن يخرج إليهم ليبايعوه..


حتى وصف أمير المؤمنين عليه السلام هذا السيل العارم وإصرارهم على البيعة بقوله: 'فما راعني من الناس الا وهم رسلٌ إلي كعُرف الضبع، يسألونني أن أُبايعهم، وانثالوا عليَّ حتى لقد وُطئ الحسنان، وشُقَّ عطفاي'.


ومضى يصف في خطبته هذه موقفه من الخلافة: 'أما والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر ولزوم الحجَّة بوجود الناصر، وما أخذ الله على أولياء الأمر الا يقرُّوا على كظَّة ظالم أو سغب مظلومٍ، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوَّلها، ولألفوا دنياهم أزهد عندي من عفطة عنزٍ'


[مقاطع من خطبته الشقشقية.]


وتمَّت بيعته في الخلافة في يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذي


الحجَّة عام 35هـ، وقال عليه السلام يصف ذلك الأمر: 'وبسطتهم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضتها، ثُمَّ تداككتم عليَّ تداكَّ الإبل الهيم على حياضها يوم وردها، حتى انقطعت النعل وسقط الرداء ووُطئ الضعيف..'


[نهج البلاغة، الخطبة: 229.]


وعن أبي ثور ـ كما جاء في "الإمامة والسياسة" ـ أنَّه قال: 'لمَّا كانت البيعة بعد مصرع عثمان خرجت في اثر عليٍّ عليه السلام والناس حوله يبايعونه، فدخل حائطاً من حيطان بني مازن، فألجأوه إلى نخلة وحالوا بيني وبينه، فنظرت إليهم وقد أخذت أيدي الناس ذراع الإمام، تختلف أيديهم على يده، ثُمَّ أقبلوا به إلى المسجد الشريف، فكان أوَّل من صعد المنبر في المسجد طلحة وبايعه بيده، وكانت أصابعه شلاء، فتطيَّر منها عليٌّ عليه السلام وقال: 'ما أخلقها أن تنكث'، ثُمَّ بايعه الزبير وأصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وجميع من في المدينة من المسلمين'


[الإمامة والسياسة1: 50، وانظر: الكامل في التاريخ3: 81ـ احداث سنة 35، البداية والنهاية 7: 227.]


بهذه اللهفة تمَّت أوَّل بيعة على صعيد واسع، وصعد الخليفة الأول الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر الشريف بقبول الناس ورضاهم، لكنَّ الإمام عليَّاً عليه السلام لم يكن من أصحاب السلطة.. فلم يقبل بالخلافة الا بعد أن رأى أنْ لا مفرَّ من ذلك، وأنَّ مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي أن يمدَّ يده لتختلف عليه أيدي الناس المبايعة..


في هذا الجو المشحون بالفتن والحوادث بعد مقتل الخليفة وما خلَّف قتله من آثار ـ سنمرُّ عليها لاحقاً ـ في هذه الأجواء تمَّت البيعة للإمام عليه السلام،


فقال ابن عبدالبر: 'بويع لعليٍّ رضي الله عنه بالخلافة يوم قُتل عُثمان، فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، وتخلَّف عن بيعته نفرٌ منهم، فلم يهجهم ولم يُكرههم..'


[تهذيب الكمال 13: 304.]


وكان ممَّن تخلَّف عن بيعته يوم ذاك: حسَّان بن ثابت، وكعب بن مالك، وزيد بن ثابت، ومروان بن الحكم، وسعد بن أبي وقَّاص، وعبدالله بن عمر، ومعاوية ومن معه في جماعة أهل الشام وآخرون


[أنظر: الكامل في التاريخ 3: 82 حيث ذكر عشرة أشخاصٍ تخلفوا عن بيعة الإمام.]، وعائشة بنت أبي بكر، زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث وقفت من الإمام عليٍّ أشدَّ المواقف العدائية التي سنقف عليها لاحقاً.


على أي حال قد تمَّت البيعة المثالية، التي لم يشهد التأريخ مثلها على جوانب صفحاته، بيعة ليس لها نظيرٌ قطُّ، اندفع كلُّ الناس يتسابقون أيُّهم يحوز الفضل قبل صاحبه.. ولم يفد معهم كلام ولا حجَّة، فكانوا مصرِّين على بيعته حتى 'وبلغ من سرور الناس بيعتهم إيَّاي أن ابتهج بها الصغير، وهَدَجَ إليها الكبير، وتحامل نحوها العليل، وحسرت إليها الكعاب..'


[نهج البلاغة، الخطبة: 229.] لا يرتضون له بديلاً حتى وإن أعلمهم بحقيقة الأمر وسياسته التي قد لا تُرضي الجمهور!


قد وضعهم أمام السياسة الواضحة؛ إذ قال لهم: 'دعوني والتمسوا غيري، فإنَّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول.. وإنَّ الآفاق قد أغامت، والمحجَّة قد تنكَّرت..'.


وأضاف قائلاً: 'واعلموا أنِّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب'


[نهج البلاغة، الخطبة: 92.]


فاستجاب الناس طائعين إلى عرض أبواب السياسة التي سينتهجها، ووجد المسلمون أنفسهم أمام واقعٍ جديد وأحداث جديدة لا عهد لهم بها من قبل.


ذكر الشيخ المفيد خبراً عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: 'جمع أمير المؤمنين عليه السلام الناس للبيعة، فجاء عبدالرحمن بن ملجم المرادي ـ لعنه الله ـ فردَّه مرَّتين أو ثلاثاً ثُمَّ بايعه، وقال عند بيعته له: 'ما يحبس أشقاها! فوالذي نفسي بيده لتُخضبن هذه من هذا' ووضع يده على لحيته ورأسه عليه السلام، فلمَّا أدبر ابن ملجم عنه منصرفاً قال عليه السلام متمثِّلاً:




  • 'أشدد حيازيمك للمــوت
    ولا تجــزع من المـوت
    كمـا أضحكـك الدهــر
    كذاك الدهـر يبكيك''



  • فــإنَّ المـوت لاقيــك
    إذا حــلَّ بـواديـــك
    كذاك الدهـر يبكيك''
    كذاك الدهـر يبكيك''



[إرشاد المفيد 1: 11. ونقله العلأَمة المجلسي في البحار 42: 192 و6.]


سياسته الإصلاحية



لمَّا آلت إليه خلافة المسلمين انصرف منذ اليوم الأوَّل لمشروع الإصلاح، إصلاح ما نخره المتقدمون عليه وعُثمان وعمَّاله على صعيد الاتِّجاه السياسي والاجتماعي، وحتى الثقافي، في دولة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


ومن جلائل خطبه ومشهوراتها، تلك التي وصف فيها حال الأُمَّة،


حالهم الجديدة، فيصفها في يوم بيعته: '.. ألا وإنَّ بليَّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثه بالحقِّ لتُبَلْبَلُنَّ بلبلةً ولتُغربلُنَّ غربلةً، ولَتُساطُنَّ سوط القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقَنَّ سابقون كانوا قصَّروا، وليُقصِّرنَّ سبَّاقون كانوا سبقوا..


والله ما كتمتُ وشمةً، ولا كذبت كذبةً، ولقد نُبِّئتُ بهذا المقام وهذا اليوم... حقٌّ وباطل، ولكلٍّ أهل، فلئن أمِرَ الباطل لقديماً فعل! ولئن قلَّ الحقُّ، فلربَّما ولعلَّ! ولقلَّما أدبر شيءٌ فأقبل'


[نهج البلاغة، الخطبة: 16.]! كما أنبأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


ومرَّةً أُخرى يضع النقاط الأساسية لواجبات الخلافة الجديدة: 'اللَّهمَّ إنَّك تعلم أنَّه لم يكن الذي كان منَّا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيءٍ من الحطام، ولكن لنردَّ المعالم من دينك، ونُظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتُقام المعطَّلة من حدودك'


[نهج البلاغة، الخطبة: 131.]


ردُّ المعالم الضائعة المغيَّبة من الدنيا، وردُّ الحقِّ المنتهك من عباد الله، وإقامة الحدود المعطَّلة، كأنجح وأعدل سياسة في الحكم الإسلامي، هذه هي أهمُّ أوجه السياسة في الخلافة الجديدة.


لأوَّل مرَّة سيُقام العدل ويُركل الظلم في أشدِّ حالات القتال! القتال على التأويل كما قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على التنزيل: 'إنَّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن' قال أبو بكر: أنا هو؟ وقال عمر: أنا هو؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: 'لا، لكنَّه عليٌّ'!


[مسند أحمد 3: 83، المستدرك 3: 123.]


/ 23