إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الحديث عن مناقب عليٍّ لا يعدو أن يكون نافلة وفضولاً، تماماً كالحديث عن نور الشمس


[فضائل الإمام علي: 28.]


وهذا هو الذي يفسّر لنا تكاثر الكتب الصغيرة والكبيرة في فضائله ومناقبه في ألوان متعددة ومن جوانب مختلفة، اجتمع فيها لرجل واحد ما لم يجتمع لعشرات الرجال في تاريخ الإسلام، فماذا عسانا ذاكرين من ذلك كلِّه؟!


سنقصر مادة هذا الفصل على باقة صغيرة ممَّا جاء في حقِّه، نوزِّعها على محورين:


الأول: في ما اختصَّ به من مناقب لم يشركه فيها أحد، الا أن يكون من أهل بيته خاصةً.


الثاني: في ما دلَّ على إمامته العظمى وخلافته المباشرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


خصائصه الخاصة



لقد تفرَّد عليٌّ عليه السلام بخصائص تستحق أن يفرد فيها كتاب لعظمتها وكثرتها، وإنَّها لتؤلِّف كتاباً جيداً، لا تكرار فيه ولا تشابه.


ولقد جرى، قبل عهود التصنيف، على ألسنة الصحابة، أشياء من ذلك لم تجرِ بحقِّ غيره، فمنهم من ذكر جملة منها تذكيراً بحقِّه، وإنكاراً على أُناس جهلوه أو تجاهلوه، ومنهم من ذكر له خصالاً يتمنى لو كانت له واحدة منها، وبعض هذا الذي ورد على ألسنة الصحابة سنجعله مدخلاً لهذا


الفصل، لننتقل بعده إلى فضائل وخصائص مفردة:


1ـ تمنّى عمر بن الخطَّاب لنفسه واحدة من خصال ثلاث اجتمعن في عليٍّ عليه السلام، فقال: لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحبُّ إليَّ من أن أُعطى حُمر النعم!


قيل: وما هنَّ يا أمير المؤمنين؟


قال: تزوُّجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسكناه المسجد مع رسول الله، يحلُّ له فيه ما يحلُّ له، والراية يوم خيبر


[المستدرك على الصحيحين 3: 135 و 4632.]


2ـ وسعد بن أبي وقَّاص يتمنَّى لنفسه واحدة من ثلاث أُخر اجتمعن في عليٍّ عليه السلام ويردُّ بها على معاوية اللعين، وهو يراوده على سبِّ أمير المؤمنين عليه السلام!


قال معاوية لسعد: ما يمنعك أن تسبَّ ابن أبي طالب؟


قال سعد: لا أسبُّه ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن تكون لي واحدة منهن أحبُّ إليَّ من حُمر النعم!


قال معاوية: ما هنَّ يا أبا إسحاق؟


قال: لا أسبُّه ما ذكرت حين نزل عليه الوحى؛ فأخذ عليَّاً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه، ثُمَّ قال: 'ربِّ إنَّ هؤلاء أهل بيتي'.


ولا أسبُّه ما ذكرت حين خلَّفه في غزوة تبوك، غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له علي: 'خلَّفتني على الصبيان والنساء!' قال: 'ألا ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى؟ الا أنَّه لا نبيَّ بعدي'.


ولا أسبُّه ما ذكرت يوم خيبر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'لأُعطينَّ هذه الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويفتح الله على يديه' فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: 'أين عليٌّ'؟ قالوا: هو أرمد.


فقال: 'ادعوه' فدعوه، فمسح عينيه بريقه، ثُمَّ أعطاه الراية ففتح الله عليه


[المستدرك 3: 117 و4575.]


3ـ وسعد أيضاً يذكر ثلاث خصال أُخر لعليٍّ عليه السلام يتمنَّى إحداهنَّ، ويشهد منهن بفضل عليٍّ وحقِّه، رغم أنَّه قد تخلَّف عنه في حروبه..


قيل لسعد: إنَّ عليَّاً يقع فيك أنَّك تخلَّفت عنه.


فقال سعد: والله إنَّه لرأي رأيته، وأخطأ رأيي! إنَّ عليَّ بن أبي طالب أُعطي ثلاثاً لأن أكون أُعطيت إحداهنَّ أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها:


لقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خُمٍّ، بعد حمد الله والثناء عليه: 'هل تعلمون أنِّي أولى بالمؤمنين؟' قلنا: نعم. قال: 'اللَّهمَّ من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، والِ من والاه وعادِ من عاداه'.


وجيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر، فقال: 'يا رسول الله إنِّي أرمد'. فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قُتل، وفتح عليه خيبر.


وأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمَّه العبَّاس وغيره من المسجد، فقال له العبَّاس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك، وتسكن عليَّاً؟!


فقال: 'ما أنا أخرجتكم وأسكنته، ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه'


[المستدرك 3: 126 و4601.]


4ـ وعبدالله بن عبَّاس، في حديث أكثر جمعاً، يردُّ على نفر ينتقصون


من عليٍّ عليه السلام في أيَّام معاوية، فيقول: أُفٍّ، وتُفٍّ!! وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره!


ثُمَّ ينطلق ابن عبَّاس يذكر نماذج من هذه الفضائل، فيبدأ بحديث راية خيبر، ثُمَّ يقول: ثُمَّ بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليَّاً خلفه فأخذها منه، وقال: 'لا يذهب بها الا رجل هو منِّي وأنا منه'. ثُمَّ يذكر قول النبيِّ له: 'أنت وليِّي في الدنيا والآخرة'.. وأنَّ عليَّاً أول من آمن.. وحديث الكساء وآية التطهير.. وحديث مبيت عليٍّ في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة.. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: 'أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى الا أنَّه ليس بعدي نبي، إنَّه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي'.. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: 'أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي ومؤمنة'.. وحديث سدِّ الأبواب الا باب عليٍّ، وحديث الغدير: 'من كنت مولاه...' الحديث


[مسند أحمد 1: 331، المستدرك 3: 143 و4652.]


ونظائر هذا ممَّا ورد على ألسنة الصحابة فيه عليه السلام كثير وكثير، نكتفي بهذا القدر منه، لننتقل إلى إفراد بعض خصائصه عليه السلام، ممَّا نزل فيه من القرآن الكريم، وممَّا جاء فيه في الحديث الشريف:


في القرآن الكريم



نفس رسول الله


عليٌّ أحد المدعوين في مباهلة وفد نصارى نجران، إذ قال عزَّ من قائل: "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ


عَلَى الْكَاذِبِين"


[سورة آل عمران: 61.]، أولئك هم الذين اصطفاهم الله وانتخبهم رسول الله: عليٌّ وفاطمة والحسنان عليهما السلام، بهم خلَّد التأريخ حدثاً عظيماً يعدُّ من احدى معاجز حضرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.


وأجمع المفسِّرون على أنَّ المقصود من "أنفسنا" نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونفس عليٍّ عليه السلام


[انظر: معالم التنزيل البغوي 1: 480، الكشَّاف، الزمخشري 1: 370، أسباب النزول، الواحدي: 74ـ 75، دار ومكتبة الهلال بيروت 1991م، صحيح مسلم 4: 1871 و32ـ 2404، سنن الترمذي 5: 638 و3724، سير أعلام النبلاء "سيرة الخلفاء الراشدين": 230.]


علي من أهل بيت رسول الله و خاصَّته



رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليٌّ وفاطمة والحسنان عليهما السلام هم المدعوون بأصحاب الكساء الخمسة، والمشار إليهم بقوله تعالى: "إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً"


[سورة الأحزاب: 33.]


نزل الروح الأمين بهذه الآية المباركة، حينما جلَّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام بكساءٍ حبري، وغشَّاهم به، ثُمَّ أخرج يديه المباركتين فألوى بهما إلى السماء، ثُمَّ قال: 'اللَّهمَّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرا'.


[من مصادر حديث الكساء: تفسير الرازي 8: 80، أسباب النزول: 252، مسند أحمد 4: 107 و6: 292، 304، صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة 4: 1883 و2424، مصابيح السُنَّة 4: 183 و4796، المستدرك 2؛416 و3: 148، سير أعلام النبلاء 3: 283، الصواعق المحرقة، باب 11 الفصل1: 143، الخصائص: 4، شواهد التنزيل 2: 92 و637ـ 774، أُسد الغابة 4: 29، الخصائص الكبرى للسيوطي 2: 464، مجمع الزوائد 9: 167، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9: 61 و6937.]


القرآن الكريم يأمر بالصلاة على آل بيت النبيِّ



ولمَّا كان الإمام عليٌّ عليه السلام من أهل بيت محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فله شأن في قوله تعالى: "إنَّ اللهَ وَمَلأئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً"


[سورة الأحزاب: 56.] وممَّا لاريب فيه كانت هذه 'الصلاة' من الواجبات في حال التشهد؛ لما ثبت بالتواتر حينما سألوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: كيف نصلِّي عليك يا رسول الله؟


فقال: 'قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وآل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم'.


[صحيح البخاري 6: 217 و291، الترمذي 5: 359 و322.]


وفي هذا الشأن أنشد الشافعي أبياته الشهيرة:




  • يا أهل بيت رسـول الله حبُّكـمُ
    كفاكــمُ من عظيـم الشأن أنَّكمُ
    مَنْ لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له



  • فـرضٌ من الله في القـرآن أنزله
    مَنْ لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له
    مَنْ لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له



[الصواعق المحرقة باب 11 فصل1: 148.]


علي يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله



تخلَّف عليٌّ عليه السلام يوم الهجرة ليبيت في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويصرف الأعداء عنه، ويؤدِّي الأمانات إلى أهلها، حتى تكتمل رسالة الإسلام المحمَّدية، فنزل فيه قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد".


[سورة البقرة: 207، وانظر التفسير الكبير 5: 204.]


علي وسورة الدهر



لم يختلف أهل التفسير على أنَّ سورة 'الانسان' أو 'هل أتى' نزلت خاصَّةً في عليٍّ وأهل بيته عليهم السلام


[أنظر: الكشَّاف 4: 670، تفسير الرازي 30: 243، فتح الباري، الشوكاني 5: 349، روح المعاني 29: 157ـ 158، معالم التنزيل 5: 498، تفسير أبي السعود 9: 73، تفسير البيضاوي 2: 552، تفسير النسفي 3: 628، أسباب النزول: 322.]، في قصَّة التصدُّق على المسكين واليتيم والأسير، "فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً... إنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً"


[سورة الإنسان: 11 و22.]


في بيوت أذن الله أن ترفع



لمَّا تلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى: "فِي بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال"


[سورة النور: 36.]، قيل له: أي بيوت هذه؟!


قال عليه أفضل الصلاة وأتمُّ السلام: 'بيوت الأنبياء'، ثُمَّ قيل له: هذا البيت منها ـ إشارة إلى بيت عليٍّ وفاطمة عليها السلام ـ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: 'نعم، من أفاضلها'


[الدرُّ المنثور، عند تفسير الآية، وقال: أخرجه ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة، وذكره الحاكم في شواهد التنزيل: من سورة النور،567ـ 568، والآلوسي في روح المعاني 18: 174.]


بعلي كفى الله المؤمنين القتال



في استبساله يوم وقعة الأحزاب قيل: إنَّ الآية المباركة: "وَرَدَّ اللهُ


الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال"


[سورة الأحزاب: 25.] نزلت في الإمام عليٍّ عليه السلام. حتى أنَّ ابن مسعود كان يقرأ الآية: "وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال" بعليٍّ بن أبي طالب


[أنظر: دلائل الصدق 2: 174، ما نزل من القرآن في عليٍّ، أبو نعيم: 172، تحقيق المحمودي.]


ليس أفضل من إيمان علي وجهاده في سبيل الله



والآية الكريمة تشهد بجهاد عليٍّ وبطولاته: "أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لأيَسْتَوُونَ عِندَ اللهِ وَاللهُ لأيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ أعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُون"


[سورة التوبة: 19ـ 20.]، عند تفاخر 'العبَّاس وطلحة' بالسقاية وسدانة الكعبة


[أنظر أصحاب التفاسير المعتمدة كالطبري والبغوي والقرطبي وابن الجوزي والرازي والخازن، عند تفسير الآيات من سورة التوبة.]


في الحديث الشريف



اوَّلهم إسلاماً


ومَنْ أصدق من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال لعليٍّ: 'أنت أوَّل مَنْ آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق تفرِّق بين الحقِّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين'


[إرشاد المفيد 1: 31ـ 32، إعلام الورى 1: 360ـ 361، مناقب ابن شهرآشوب 2: 6، أنساب الأشراف 2: 118 و74، وكذا نقله المجلسي في البحار 38: 227 و33.]


وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: 'السُّبَّق ثلاثة: السابق إلى موسى: يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى: صاحب ياسين، والسابق إلى محمَّدٍ: عليُّ بن أبي طالب'


[الصواعق المحرقة باب9 فصل 2 :29، مجمع الزوائد 9: 102، كنز العمَّال 32896:11، الرياض النضرة 3: 110، ذخائر العقبى: 58، المناقب للخوارزمي: 20، شواهد التنزيل 2: 213 و924ـ 931.]


وحينما اختصَّه بمصاهرته في فاطمة سيِّدة النساء، قال لها: 'لقد زوَّجتك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً'


[مسند أحمد 5: 26، سير أعلام النبلاء "سير الخلفاء الراشدين": 320.]


لو لم تكن لعليٍّ عليه السلام سوى هذه الخصال لكفاه ذلك فخراً، وفضلاً، وعزَّاً على غيره من العالمين!


اخو رسول الله دون غيره



من يجهل حديث المؤاخاة، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'أنا أخوك وأنت أخي'


[سنن الترمذي 5: 636 و3720، مصابيح السُنَّة 4: 173 و4769، المستدرك 3: 14، ورواه غيرهم بنصوص أُخرى انظر: مسند أحمد 1: 230، سيرة ابن هشام 2: 109، الطبقات الكبرى 3: 22، السيرة النبوية ابن حبان: 149، شرح نهج البلاغة 6: 167، جامع الأصول 9: 468 و6475، كنز العمَّال 32879:11، عيون الأثر 1: 265، الروض الأُنف 4: 244. أُسد الغابة 2: 221 و4: 16، البداية والنهاية 7: 348، تاريخ الخلفاء: 135.]؟! فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يأخِّره حينما آخى بين المهاجرين والأنصار الا لنفسه، ليكون أخاه ووارثه، يرث منه ما ورّثت الأنبياء من قبله.. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يكن له خطير ولا نظير من العباد وعليُّ بن أبي طالب أخوان في الدنيا والآخرة "إخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقابِلِين"


[سورة الحجر: 47.]


و احبُّ الخلق إلى الله



ذات ليلة أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طير مشوي، فلم تطب نفسه أن يأكله لوحده، فدعا ربَّه قائلاً: 'اللَّهمَّ.. ائتني بأحبِّ الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير' كان يتمنَّى أن يأكل معه أحبُّ الخلق إلى الله عزَّ وجلَّ لتتمَّ البركة ويعمَّ الفضل، وإذا طارق يحوم حول الباب، وكان هناك من يمنعه، يرجع ويعود يطرق الباب، حتى أذن له في الثالثة أو الرابعة، وإذا به عليُّ بن أبي طالب، ولمَّا رآه رسول الله قال: 'ما حبسك عنِّي'؟! قال عليه السلام: 'والذي بعثك بالحقِّ نبيَّاً إنِّي لأضربُ الباب ثلاث مرَّات ويردَّني أنس'


[أنظر قصَّة الطائر المشوي بالمصادر التالية: سنن الترمذي 5: 636 و3721، الخصائص للنسائي: 5، فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل 2: 560 و945، المستدرك على الصحيحين 3: 130ـ 132، مصابيح السُنَّة 4: 173 و4770، أُسد الغابة 4: 30، البداية والنهاية 7: 363، جامع الأصول 9: 471، الرياض النضرة 3: 114ـ 115، وقال الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين: 46: أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسناداً، تذكرة الحفَّاظ: 1043.]


هكذا التقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أحبِّ الخلق إليه والى الله على مائدة النور.


الا باب علي



لمّا كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد النبوي الشريف، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسدِّ الأبواب الا باب عليٍّ عليه السلام فتكلَّم الناس في ذلك، فلمَّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولهم، قام وخطب فيهم فقال: 'أمَّا بعد.. فإنِّي أُمرتُ بسدِّ هذه الأبواب الا باب عليٍّ، وقال فيه


/ 23