إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




قال الشيخ المفيد: 'والأخبار في كونه أول من اسلم كثيرة وشواهدها جمَّة، فمن ذلك: قول خُزيمة بن ثابت الأنصاري ذي الشهادتين؛ رحمه الله فيما أخبرني به أبو عبيدالله محمَّد بن عمران المرزباني، عن محمَّد بن العباس، قال: أنشدنا محمَّد بن يزيد النحوي، عن ابن عائشة لخزيمة بن ثابت رضي الله عنه:




  • ما كنت أحسب هــذا الأمر منصرفاً
    أليـس أول مـن صلَّــى لقبلتهــم
    وأعرف الناس بالآثار والسننِ'



  • عن هاشــم ثُمَّ منها عن أبي حسنِ
    وأعرف الناس بالآثار والسننِ'
    وأعرف الناس بالآثار والسننِ'



[الارشاد 1: 32.]


أما الأحاديث النبوية الشريفة فإنَّ الواحد منها يكفي هنا لقطع النزاع وردّ أيّ ادعاء في تقديم أحد على عليّ عليه السلام في إسلامه، والحق أن معظم الذين أدعوا أسبقية أبي بكر لم يقولوا بأنه أسلم قبل علي أو خديجة أو زيد بن حارثة، بل وضعوا تصنيفاً من عند أنفسهم يجعل لأبي بكر أولوية بحسب هذا التصنيف، فقالوا: أول من أسلم من النساء خديجة، ومن الصبيان علي، ومن الموالي زيد، ومن العبيد بلال، ومن الرجال أبو بكر


[انظر: البداية والنهاية 7: 223.]! هذا مع أن أبا ذر ـ على الأقل ـ كان قد سبق أبا بكر، وكان رابعاً.


ولنقف الآن على بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي قطعت كل نزاع وردّت كل ادعاء:


فمما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بسند صحيح قوله: 'أوَّلكم وروداً عليَّ الحوض، أوَّلكم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب'


[الاستيعاب،ابن عبدالبرالقرطبي3: 28، مطبوع بهامش الإصابة سنة 1328هـ.ق، دارالمعارف، مصر، تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي2: 81، نشر دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، المستدرك على الصحيحين 3: 136 ط سنة 1342هـ الهند وصحَّحه، تهذيب الكمال في أسماء الرجال 13: 299، وعنه: أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد باب إسلامه رضي الله عنه 9: 102.]


وعن سلمان الفارسي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'أول هذه الأُمَّة وروداً على نبيِّها أولها اسلاماً عليٌّ بن أبي طالب'. رواه الدَبَري عن عبدالرزاق، عن الثوري، عن قيس بن مسلم، قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات


[انظر أسد الغابة 4: 103.]


وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة الزهراء عليها السلام، كما رواه أنس: 'قد زوَّجتك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً'. وروى نحوه جابر الجعفي وغيره


[سير أعلام النبلاء "سيرة الخلفاء الراشدين": 230.]


وقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعليٍّ عليه السلام: 'أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق تفرِّق بين الحقِّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين'


[إعلام الورى 1: 360.]


وأخيراً فقد كان علي عليه السلام يصرِّح في كثير من المناسبات بذلك، فيقول عن نفسه: 'أنا عبدالله وأخو رسوله، وأنا الصدِّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر، ولقد صلَّيت قبل الناس سبع سنين'


[سنن بن ماجة 1: 44 و120، الخصائص، النسائي: 3، المستدرك على الصحيحين 3: 112.]


ويقول عليه السلام: 'أنا الصدّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر'


[ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 1: 62 و 88.]


وأمّا أبو بكر، فقد أخرج الطبري في تاريخه بسندٍ صحيح أنه أسلم بعد خمسين رجلاً، وهذا نصّ روايته: 'حدّثنا ابن حُميد، قال حدّثنا كنانة بن جبلة، عن إبراهيم بن طَهمان، عن الحجّاج بن الحجّاج، عن قتادة، عن سالم بن أبي سالم بن أبي الجَعْد، عن محمد بن سعد، قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أوَّلكم إسلاماً؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين'


[تاريخ الطبري 2: 316.]


الدعوة الخاصة



علي يوم الإنذار الأول


بُعثَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يضع في حسابه أنَّ دعوته ستجابه بالرفض والتحدِّي دون أدنى شكٍّ، فعرب الجاهلية تشرَّبت قلوبهم بعبادة الأوثان، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشغله هموم التبليغ، وخاصة انَّه كان يتمنَّى أن يسارع في الاستجابة له أهله وعشيرته، وكلُّ من يتَّصل به بنسب أو سبب، لأنَّهم آله وعشيرته الذين يشكِّلون قوة مكينة، لمكانتهم المرموقة في داخل مكَّة وخارجها، فسيعود عليه إسلامهم بالنصر حتماً، فيصبح مرهوب الجانب وفي منعةٍ من الأعداء الألدَّاء، وهذه وسيلة متينة لتثبيت دعائم دعوته.


ومع كلِّ تمنِّياته تلك كان يخشى أيضاً أن يرفضوا دعوته إذا دعاهم


لدين التوحيد، فينضمُّوا إلى غيرهم من الأعداء والمكذِّبين والمستهزئين ببعثته صلوات الله وسلامه عليه..


في تلك اللحظات الحاسمة دوّى صوت جبرئيل ليملأ أُذني النبي بالنذارة، مبلِّغاً عن الله عزَّ اسمه قوله: "وَأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِينَ* وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَإنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُون".


[سورة الشعراء: 214.] ألقاها على عاتقه الشريف، وليس له مناصر ومعين غير نفر قليل مستخفّين بإيمانهم، وكان هذا الحدث بعد مبعثه الشريف بثلاث سنين.


قال جعفر بن عبدالله بن أبي الحكم: 'لمَّا أنزل الله على رسوله "وَأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِين" اشتدَّ ذلك عليه وضاق به ذرعاً، فجلس في بيته كالمريض، فأتته عمَّاته يعُدنه، فقال: 'ما اشتكيتُ شيئاً، ولكن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين''..


[الكامل في التاريخ 1: 584.]


بعد ذلك عزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امتثالاً لأوامر الله تعالى على إنذار آله وعشيرته ودعوتهم إلى الله، فجمع بني عبدالمطلب في دار أبي طالب، وكانوا أربعين رجلاً ـ يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً ـ وكان قد قال لعلي عليه السلام: 'اصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عساً من لبن'، قال علي عليه السلام وهو ينقل هذا الحديث واصفاً قومه: 'وإنَّ منهم


من يأكل الجذعة ويشرب الفرق'


[تاريخ اليعقوبي 2: 27.]، وأراد عليه السلام بإعداد قليل من الطعام والشراب لجماعتهم إظهار الآية لهم في شبعهم وريِّهم ممَّا كان لا يشبع الواحد منهم ولا يرويه


[الإرشاد 1: 49.]


فقال صلى الله عليه وآله وسلم: 'أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟' قالوا: بلى، أنت عندنا غير متهم، وما جرَّبنا عليك كذباً، فقال: 'أني نذير لكم من بين يدي عذاب شديد' فقطع كلامه عمه أبو لهب، وقال: تباً لك! ألهذا جمعتنا؟! ثم عاد فجمعهم ثانية، فأعاد أبو لهب مثل قولته الاولى، فتفرّقوا، فأنزل الله تعالى عليه "تبت يدا أبي لهب وتب"


[سورة المسد: 1.] الى آخر السورة المباركة.


ثم جمعهم مرَّةً أُخرى ليكلِّمهم، وفيهم أعمامه: أبو طالب والحمزة والعبَّاس وأبو لهب، وغيرهم من أعمامه وبني عمومته، فأحضر عليٌّ عليه السلام لهم الطعام ووضعه بين أيديهم، وكان بإمكان الرجل الواحد أن يأكله بكامله، فتهامسوا وتبادلوا النظرات الساخرة من تلك المائدة التي لا تقوم حسب العادة لأكثر من رجلين أو ثلاثة رجال، ثم مدُّوا أيديهم إليها وجعلوا يأكلون، ولا يبدو عليها النقص حتَّى شبعوا، وبقي من الطعام مايكفي لغيرهم.


فلمَّا أكلوا وشربوا قال لهم النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: 'يا بني عبدالمطَّلب، والله


ما أعلم شابَّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممَّا جئتكم به، إنِّي جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه' ثمَّ عرض عليهم أصول الإسلام وقال: 'فأيُّكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيِّي، وخليفتي فيكم من بعدي'؟.


فلم يجب أحد منهم، فأعاد عليهم الحديث ثانياً وثالثاً، وفي كلِّ مرَّةٍ لايجيبه أحد غير عليٍّ عليه السلام، قال عليٌّ: ـ والرواية عنه ـ 'فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت ـ وأنا لأحدثهم سناً ـ: أنا يا نبيَّ الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثُمَّ قال: إنَّ هذا أخي، ووصيِّي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا'.


قال: 'فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع'.


[تاريخ الطبري 2: 217، معالم التنزيل في التفسير والتأويل، البغوي 4: 278، الكامل في التاريخ 1: 586، الترجمة من تاريخ ابن عساكر 1: 100 و137 و138 و139، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، الحاكم الحسكاني الحنفي ـ تحقيق محمَّد باقر المحمودي ـ مؤسسة الأعلمي بيروت 1: 372ـ 373 و514 و420 و580، كنز العمَّال 13: 131 و36469.] فقال أبو لهب: خذوا على يَدَي صاحبكم قبل أن يأخذ على يده غيركم، فإن منعتموه قُتلتم، وإن تركتموه ذللتم.


فقال أبو طالب: يا عورة، والله لننصرنَّه ثُمَّ لنعيننَّه، يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربِّك فأعلمنا حتَّى نخرج معك بالسلاح


[تاريخ اليعقوبي 2: 27ـ 28.]


ومن بين جميع الأهل والأقارب كان محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم شديد الحزن والمرارة، فقد كان وحيداً، وكان يتمنَّى مناصرة قومه له على قوى الشرك المدجَّجة بالمال والسلاح، لكنَّ عليَّاً عليه السلام كان قوماً له رغم صغر سنه،


وشاءت الأقدار أن ينصر أخاه بسلاحه 'فأنا حربٌ على من حاربت'، بهذه التلبية أثمر الاصطفاء، وأُرسيت دعائم الإسلام فوق جماجم الشرك..


وهذا البيان الصريح في علي عليه السلام: 'أخي، ووصي، وخليفتي من بعدي' لابد أن يجد من يبذل كل جهد للالتفاف عليه إما بالتغييب، وإما بالتكذيب، واما بالتأويل...


ذكر الشيخ محمَّد جواد مغنية في كتابه "فلسفة التوحيد والولاية" ـ بعد أن ذكر المصادر الأساسية لهذه الواقعة ـ: أنَّ من الذين رووا نصَّ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم على عليٍّ عليه السلام بالخلافة ـ عندما دعا عشيرته وبلَّغهم رسالة ربِّه ـ: محمَّد حسين هيكل في الطبعة الأولى من كتابه "حياة محمَّد"، ومحمَّد عبدالله عنان في كتابه "تاريخ الجمعيات"، ولكنَّ هيكل ـ في الطبعة الثانية وما بعدها من الطبعات ـ قد مسخ الحديث المذكور وحرَّف منه كلمة 'خليفتي من بعدي' في مقابل خمسمائة جنيه، أخذها من جماعة ثمناً لهذا التحريف


[أنظر سيرة المصطفى ـ نظرة جديدة، هاشم معروف الحسني، منشورات الشريف الرضي: 130، وكذا ذكره في كتابه سيرة الأئمة الاثني عشر 1: 157، وأضاف قائلاً: بعد أن ساوموه على شراء ألف نسخة من الكتاب فوافق على ذلك، ورواه في ط2 وما بعدها بدون كلمة 'خليفتي من بعدي'.]


أمَّا ابن كثير فقد ذكر القصَّة بتفاصيلها ـ ولكن بقصد تكذيبها ـ إلى أن قال: فقال صلى الله عليه وآله وسلم: 'أيُّكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي' وكذا وكذا؟.


قال عليٌّ ـ عليه السلام ـ: 'فأحجم القوم جميعاً، وقلت ـ وإنِّي لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً ـ: أنا يا نبيَّ الله أكون وزيرك


عليه، فأخذ برقبتي، فقال: إنَّ هذا أخي ـ وكذا وكذا ـ فاسمعوا له وأطيعوا'!


[البداية والنهاية 3: 40.]


ثم قال: 'تفرّد به عبدالغفَّار بن القاسم أبو مريم، وهو كذَّاب شيعي، اتهمه عليُّ بن المديني بوضع الحديث وضعَّفه الباقون'


[نفس المصدر.]


ثمَّ يضيف ـ في الصفحة ذاتها ـ قائلاً: 'ولكن روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه، عن الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي، عن عبدالله بن عبدالقدُّوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، وعن عبدالله بن الحارث قال: قال عليٌّ عليه السلام: 'لمَّا نزلت هذه الآية: "وَأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِين"


[الشعراء: 26.] قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إصنع لي شاةً بصاع من طعام، وإناء لبناً، وادعُ لي بني هاشم؛ فدعوتهم وإنَّهم يومئذٍ لأربعون غير رجل، أو أربعون ورجل' فذكر القصَّة إلى قوله: 'فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلام، فقال: أيُّكم يقضي عنِّي دَيني، ويكون خليفتي في أهلي'؟


فسكتوا وسكت العبَّاس، خشية أن يحيط ذلك بماله، وسكتُّ أنا لسنِّ العبَّاس.


ثمَّ قالها مرَّةً أُخرى، فسكت العبَّاس، فلمَّا رأيت ذلك، قلت: أنا يا رسول الله.


قال: أنت؟!


قال: وإنِّي يومئذٍ لأسوأهم هيئةً، وإنِّي لأعمش العينين، ضخم البطن،


حمش الساقين!''


[نفس المصدر.]


فلنتناول هذا الكلام من جميع وجوهه، لنعرف أين محله:


1 ـ فأمَّا عبدالغفَّار بن القاسم أبو مريم، الذي طعن عليه، فقد وصفه ابن حجر العسقلاني، فقال: كان ذا اعتناء بالعلم وبالرجال ـ قال ـ وقال شعبة: لم أرَ أحفظ منه، وقال ابن عدي: سمعت ابن عقدة يثني علىأبي مريم ويطريه وتجاوز الحدَّ في مدحه، حتى قال: لو ظهر على أبي مريم ما اجتمع الناس إلى شعبة.


أمَّا تضعيفهم له فإنَّما جاء من وصفه بالتشيُّع، قال ابن حجر


[لسان الميزان، ابن حجر 4: 42 ط مؤسسة الأعلمي.]ـ في ترجمته ذاتها ـ: قال البخاري: عبدالغفَّار بن القاسم ليس بالقويِّ عندهم، حدَّثنا أحمد بن صالح حدَّثنا محمَّد بن مرزوق، حدَّثنا الحسين بن الحسن الفزاري، عن عبدالغفَّار بن القاسم، عن عَدي بن ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس، قال حدَّثني بُريدة: قال صلى الله عليه وآله وسلم: 'عليٌّ مولى من كنت مولاه'!! ـ فمن هنا جاء طعنهم عليه.


2ـ وأمَّا قوله: إنَّ الحديث فيه عبدالغفَّار بن القاسم، فقد ورد الحديث من طرق أُخرى ليس فيها عبدالغفَّار كما في "مسند أحمد" و"الخصائص" للنسائي، و"تاريخ الطبري" و"تاريخ دمشق" و"شواهد التنزيل"


[اُنظر: مسند أحمد 1: 159، الخصائص: 18، تاريخ الطبري 2: 219، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق 1: 99 و137، شواهد التنزيل 1: 420 و 580. وراجع منهج في الانتماء المذهبي، الأستاذ صائب عبدالحميد: 80ـ 83.]


شعب أبي طالب



اتخذت قريش شتى الأساليب لردع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأتباعه من المسلمين، ولمَّا أنّ رأت أنّ الإسلام يفشو ويزيد، اتفقوا بعد تفكير طويل على قتل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمع مَلَؤُها على ذلك، وبلغ أبا طالب فقال:




  • والله لـن يصلـوا إليك بجمعهم
    ودعوتنـي وزعمت أنَّك ناصِـحٌ
    وعرضت دينــاً قد علمتُ بأنَّه
    من خير أديان البرية دينا



  • حتَّـى أُغيَّب في التراب دفينا
    ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينـاً
    من خير أديان البرية دينا
    من خير أديان البرية دينا



[تاريخ اليعقوبي 2: 31.]


ولمَّا علمت أنَّها لا تقدر على قتله، وأنَّ أبا طالب لا يسلّمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة التي تنصُّ على مقاطعة بني هاشم واتباعهم وحصرهم في مكان واحد، وقطع جميع وسائل العيش عنهم، وألاّ يناكحوهم حتَّى يدفعوا إليهم محمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم فيقتلوه، والا يموتوا جوعاً وعطشاً، وختموا على الصحيفة بثمانين خاتماً.


وكان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، فشلَّت يده


[نفس المصدر.] وقيل. وقَّعها أربعون من زعماء مكَّة، ثُمَّ علَّقوا الصحيفة في جوف الكعبة وحصروهم في شعب أبي طالب ست سنين


[نفس المصدر.]، وذلك في أول المحرم من السنة السابعة لمبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقيل: استمر نحواً


/ 23