إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الحزن، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: 'ما نالت قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب'


[البداية والنهاية 3: 13.]


وقال السدي: مات أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة، ودُفن بالحجون عند عبدالمطَّلب.


ولمَّا قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّ أبا طالب قد مات، عظُم ذلك في قلبه، واشتدَّ له جزعه، ثُمَّ دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرَّات، وجبينه الأيسر ثلاث مرَّات، ثُمَّ قال: 'يا عم ربيّت صغيراً، وكفلت يتيماً، ونصرت كبيراً، فجزاك الله عنِّي خيراً' ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: 'وصلتك رحم وجُزيتَ خيراً'، وقال: 'اجتمعت على هذه الأُمَّة في هذه الأيَّام مصيبتان لا أدري بأيِّهما أنا أشدُّ جزعاً' يعني: مصيبة خديجة وأبي طالب رضي الله عنهما


[تاريخ اليعقوبي 2: 35.]


وسُئل الإمام السجَّاد عليه السلام عن إيمان أبي طالب، فقال: 'واعجباً، إنَّ الله نهى رسوله أن يقرَّ مسلمة على نكاح كافر؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام، ولم تزل تحت أبي طالب حتَّى مات'


[الصحيح من سيرة النبيِّ الأعظم 3: 238.]


وهو من أوضح البراهين على إيمان أبي طالب رضي الله عنه.


امُّه



فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم ـ جدُّ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بن عبد مناف بن قصي الهاشمية القرشية، وأُمُّها فاطمة بنت قيس بن هرم بن رواحة بن


حجر بن عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي


[الطبقات الكبرى لابن سعد 8: 178.] بنت عم أبي طالب.


وقال أهل السير: 'هي أول هاشمية تزوّجت هاشمياً وولدت خليفة هاشمياً'


[تذكرة الخواص: 10.] وهي من سابقات المؤمنات إلى الإيمان، وكانت قبل ذلك على ملَّة إبراهيم الخليل عليه السلام، هاجرت مع رسول الله في جملة المهاجرين إلى المدينة المنوَّرة ـ على ساكنها السلام ـ ماشية، حافية، و هي أوَّل امرأةٍ بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكَّة بعد خديجة زوج الرسول..


وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعاملها كما يعامل ابنٌ برَ أمَّه حتى يوم وفاتها. حيث توفِّيت في المدينة المنوَّرة سنة أربع من الهجرة، وأنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: 'اليوم ماتت أمِّي'


[تاريخ اليعقوبي 2: 14.]، وشهد جنازتها فصلَّى عليها وكفَّنها قميصه ليدرأ عنها هوامَّ القبر، ونزل في قبرها لتأمن ضغطته


[تاريخ اليعقوبي 2: 14.]


وروي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: 'يُحشر الناس يوم القيامة عراة' فقالت: واسوأتاه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'فإنِّي أسأل الله أن يبعثك كاسية'


[تذكرة الخواص: 10.]


وسمعته يذكر عذاب القبر فقالت: واضعفاه، فقال: 'إنِّي أسأل الله أن يكفيك ذلك'


[تذكرة الخواص: 10.]


وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك يزورها ويقيل عندها في بيتها، وقال ابن عبَّاس: 'وفيها نزلت "يا أيُّها النبيُّ إذا جاءك المؤمنات


يبايعنك..."


[سورة الممتحنة: 60.]'


[تذكرة الخواص: 10.] وإنَّها كانت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الام، تفضله على أبنائها وتغدقه من حنانها وكان شاكراً لبرِّها.. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: 'إنَّها كانت أمِّي، إنها كانت لتجيع صبيانها وتُشبعني، وتشعثهم وتدهنني، وكانت أمِّي'


[تاريخ اليعقوبي: 14.]


اخوته



وله عليه السلام خمس إخوة كلُّهم من أمِّه فاطمة بنت أسد: ثلاثة ذكور وبنتان، فالذكور: طالب، وعقيل، وجعفر، وبين كلِّ واحد وآخر عشر سنين والبنتان: أم هاني، وجمانة. وفي ما يلي نذكر موجزاً عن أحوالهم:


1ـ طالب: وهو أكبر ولد أبي طالب، وبه كان يكنَّى، أخرجه المشركون يوم بدر لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كرهاً؛ فقال:




  • اللَّهمّ إمّا يغــزون طـــالب
    وليكن المغلــوب غير غالـب
    وليكن المسلــوب غيـر السالب



  • في منقــبٍ من هــذه المناقب
    وليكن المسلــوب غيـر السالب
    وليكن المسلــوب غيـر السالب




فلمَّا انهزم المشركون يوم بدر لم يوجد في القتلى، ولا في الأسرى، ولارجع إلى مكَّة، ولا يُدرى ما حاله، وليس له عقب


[أنظر تذكرة الخواص: 11.]


2ـ عقيل


[أنظر ترجمته في: أسد الغابة 4: 70ـ 73، الطبقات الكبرى 4: 31، سير اعلام النبلاء 1: 218، تهذيب التهذيب 7: 226، تذكرة الخواص: 11.]: وهو أكبر من جعفر بعشر سنين كذلك، ويكنَّى أبا يزيد.


قال له النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: 'إنِّي أحبُّك حبَّين، حبَّاً لقرابتك، وحبَّاً لما كنتُ أعلم من حبِّ عمِّي إيَّاك'


[تذكرة الخواص: 12.]


وكان عقيل ممَّن خرج مع المشركين إلى بدر مكرهاً، فأُسر يومئذٍ ولم يكن له مال؛ ففداه عمُّه العبَّاس. ثمَّ أتى مسلماً يوم الحديبية، وهاجر إلى النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثمانٍ، وشهد غزوة مؤتة.


قال الواقدي: 'أصاب عقيل يوم مؤتة خاتماً عليه تماثيل، فنفله إيَّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان في يده'


[تذكرة الخواص: 11.]


وكان سريع الجواب المسكت للخصم، وله فيه أشياء حسنة يطول ذكرها، وكان أعلم قريش بالنسب، وأعلمهم بأيَّامها، ولكنَّه كان مبغَّضاً إليهم، لأنَّه كان يَعدُّ مساوئهم.


وكان على رأس ثلاثة اعتمدهم عمر بن الخطَّاب في تثبيت أسماء العرب وأنسابهم في الديوان الذي أقامه، ويعدُّ هذا الديوان أوَّل كتاب في الأنساب يكتبه المسلمون، وقد كان عقيل رأساً فيه.


وكانت له طنفسة ـ بساط ـ تطرح له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويجتمع الناس إليه في علم النسب وأيَّام العرب، وكان يكثر ذكر مثالب قريش، فعادوه لذلك، وقالوا فيه بالباطل، ونسبوه إلى الحمق، واختلقوا عليه أحاديث مزوَّرة.


وكان ممَّا أعانهم عليه مفارقته أخاه عليَّاً عليه السلام، ومسيره إلى معاوية


بالشام، فقيل: 'إنَّ معاوية قال له يوماً: هذا أبو يزيد، لولا علمه بأنِّي خير له من أخيه، لما أقام عندنا، فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي، وقد آثرت دُنياي، وأسأل الله خاتمة خيرٍ بمنِّه'


[أنظر أُسد الغابة 4: 71.]


وكانت زوجته فاطمة بنت عُتبة بن ربيعة خالة معاوية، وعاش عقيل إلى سنة خمسين من الهجرة وتوفِّي بعدما ذهب بصره.


ومن أولاده: يزيد، وبه كان يكنَّى، وسعيد، وأمُّهما أمُّ سعيد بنت عمرو من بني صعصعة.


وجعفر الأكبر وأبو سعيد ـ وهو اسمه ـ وأمُّهما أمُّ البنين كلابية.


ومسلم وهو الذي بعثه الحسين عليه السلام إلى الكوفة وبها استشهد وقبره هناك يزار.


وعبدالرحمن وعلي وجعفر وحمزة ومحمد ورملة وأم هاني وفاطمة وأم القاسم وزينب وأم النعمان وجعفر الأصغر، أولاد لأمَّهات شتَّى.


3ـ جعفر


[أنظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 4: 25، أسد الغابة 1: 421.]: وهو المعروف بـ "جعفر الطيَّار" فقد كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلقاً وخُلُقاً


[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر: 'أشبه خَلقُك خلقي وأشبه خُلُقك خُلقي فأنت منِّي ومن شجرتي' ذكرها ابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 26.]، أسلم بعد إسلام أخيه عليٍّ بقليل.


وكان لجعفر من الولد عبدالله، وبه كان يُكنَّى، وله العقب من ولد جعفر، ومحمَّد وعون لا عقب لهما، وُلدوا جميعاً لجعفر بأرض الحبشة في المهاجرة إليها، وأمُّهم أسماء بنت عُميس بن معبد بن تيم.


وقد كان من السابقين الأوَّلين إلى الإسلام.. فقد روي أنَّ أبا طالب رأى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليَّاً عليه السلام يصلِّيان، وعليٌّ عن يمينه، فقال لجعفر رضي الله عنه: 'صِلْ جناح ابن عمِّك، وصَلِّ عن يساره'


[أُسد الغابة 1: 421.]


وقيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً، وكان هو الثاني والثلاثين، قاله ابن إسحاق، وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة..


وكان رسول الله يسمِّيه: أبا المساكين... ولمَّا هاجر إلى الحبشة أقام بها عند النجاشي، إلى أن قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين فتح خيبر، فتلقَّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واعتنقه، وقبَّل بين عينيه، وقال: 'ما أدري بأيِّها أنا أشدُّ فرحاً؛ بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر'؟ وأنزله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جنب المسجد


[أُسد الغابة 1: 421.]


4ـ أمُّ هاني: قال ابن سعد: 'اسمها جعدة، وقيل: فاخته، وقيل: هند، وهي التي أجارت زوجها وقوماً من المشركين يوم فتح مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'قد أجرنا من أجرت'.. وهاجرت إلى المدينة'


[أنظر: تذكرة الخواص 12، بتصرف.]


5ـ جُمانة: تزوَّجها أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطَّلب، وهاجرت إلى المدينة، وتوفِّيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..


وذكر ابن سعد لأبي طالب ابنة أُخرى وقال: اسمها ريطة وقيل: أسماء، وذكر أيضاً لأبي طالب أبناً آخر، وقال: اسمه: طليق، واسم أمِّه وعلة، والله أعلم بالصواب


[أنظر تذكرة الخواص: 13، بتصرف.]


وليد الكعبة



من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في التاريخ وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار، أن يصطفي الله لعبد اصطفاه، حتى موضع مولده، ليجمع له ـ مع طهارة مولده ـ شرف المحل، محل الولادة، ويخصّه بمكرمةٍ ميَّزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشر.


هكذا كان مولد عليِّ بن أبي طالب سلام الله عليه، في البيت العتيق في الكعبة الشريفة.


وكان ذلك يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر الله الأصمّ رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة.


[أنظر إعلام الورى 1: 306، إرشاد المفيد 1: 5، عليٌّ وليد الكعبة، الأوردبادي: 3 منشورات مكتبة الرضوي، كشف الغمَّة، العلأَمة المحقِّق الأربلي 1: 5.] قبل البعثة بعشر سنين


[الإصابة، ابن حجر 2: 507.] حوالي عام 600 م "23 قبل الهجرة"، وقيل: 'ولد سنة ثمان وعشرين من عام الفيل'


[كشف الغمَّة 1: 59.]


ولعلّه في مثل هذا اليوم الذي وُلِد فيه أمير المؤمنين، قد وُلِد الألوف من البشر، لكنَّ ولادته مثَّلت حدثاً عجيباً تجلَّت به الأسرار، وتلبَّست بالحكمة الربَّانية.


كانت مثاراً للدهشة الأبدية، فقد وضعت فاطمة وليدها في البيت العتيق! في مكان عبادة لا ولادة، أليس ذلك بالشيء العظيم؟!


ويسجل التاريخ ذاك الفخر الذي ظهر فيه عليٌّ عليه السلام مديراً ظهره للأصنام التي كانت الكعبة الشريفة تضجُّ بها، وعن قريب سينهض هذا


الوليد على كتف رسول الله ليلقي بها أرضاً، تحت بطون الأقدام!!


تلك ولادة أكرمه الله بها، فشاركته أمُّه الكريمة في فخرها..


إنَّ أُمَّه فاطمة بنت أسد لمَّا ضربها الطلق، جاءت متعلِّقة بأستار الكعبة الشريفة، من شدة المخاض، مستجيرة بالله وَجِلةً، خشية أن يراها أحد من الذين اعتادوا الاجتماع في أُمسياتهم في أروقة البيت أو في داخله، فانحازت ناحية وتوارت عن العيون خلف أستار البيت، واهِنةً مرتعشة أضنتها آلام المخاض؛ فألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول:


'يا ربِّ، إنِّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم وأنَّه بنى البيت العتيق، فبحقِّ الذي بنى هذا البيت وبحقِّ المولود الذي في بطني الا ما يسرت عليَّ ولادتي'.


قال يزيد بن قعنب: فرأيت البيت قد انشقَّ عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنَّ ذلك من أمر الله تعالى، ثُمَّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام


[كشف الغمَّة 1: 60.]


وهو حديث جدير كذلك أن يخلّده الشعراء:


أنشد الحميري "ت 173 هـ":





  • وَلدَتْهُ في حرم الإلـه وأمنـه
    بيضاء طاهرة الثياب كريمـة
    ما لُفَّ في خِرَقِ القوابِل مِثلُه
    إلاّ ابــن آمنةَ النبـيِ محمّد



  • والبيت حيـث فناؤه والمسجد
    طابت وطاب وليدهـا والمولد
    إلاّ ابــن آمنةَ النبـيِ محمّد
    إلاّ ابــن آمنةَ النبـيِ محمّد




وله أيضاً في أمير المؤمنين عليه السلام:




  • طبـتَ كهلاً وغلاماً
    ولدى الميثاق طينـاً
    وببطن البيت مولوداً
    وفي الرمل دفينا



  • ورضيعـاً وجنينـا
    يوم كان الخلقُ طينا
    وفي الرمل دفينا
    وفي الرمل دفينا



[علي وليد الكعبة، الأوردبادي: 11 ط النجف الأشرف.]


وقال عبدالباقي العمري في عينيته الشهيرة:





  • أنت العليّ الذي فوق العُلى رُفعا
    ببطن مكة عند البيت إذ وُضعا



  • ببطن مكة عند البيت إذ وُضعا
    ببطن مكة عند البيت إذ وُضعا




وعقّب عليه أبو الثناء الآلوسي في شرحه هذه القصيدة ـ شرح عينية عبدالباقي العمري ـ ما نصه: 'وفي كون الأمير كرّم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة... ولم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه، وأحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه في ما هو قبلة للمؤمنين، سبحان من يصنع الأشياء، وهو أحكم الحاكمين'


[علي وليد الكعبة: 3.]


صفته



نشأ عليه السلام مكين البنيان، شاباً وكهلاً، حافظاً لتكوينه المكين حتى ناهز الستين من عمره الشريف، كان قوي البنية، ممتلىء الجسم، كثير الشعر، ربعة في الرجال لا هو بالطويل ولا بالقصير، عريض المنكبين، له مشاش كمشاش السبع الضاري، يغلظ من أعضائه ما استغلظ من أعضاء الأسد ويدقُّ منها ما استدقَّ..


هذا وتدلُّ أخباره ـ كما تدلُّ صفاته ـ على قوَّة جسدية، فربَّما رفع فارساً بيده فجلد به الأرض غير جاهد، وما صارع أحداً الا وصرعه..


يتكفَّأ في مشيته على نحو ما يقارب مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي جعله أُسوته وقدوته منذ أن نشأ وحتَّى مات.


وذكر بعضهم أنَّه كان آدمَ ـ أي أسمر ـ شديد الأدمة، عظيم العينين غليظ الساعدين أقرب إلى القصر من الطول، عريض اللحية..


ولم يصفه أحد بالخضاب، سوى سواد بن حنظلة، قال ابن سعد: والصحيح أنَّه لم يخضب، وروي أنَّه كان يصفِّر لحيته بالحنَّاء ثُمَّ ترك


[أنظر: الطبقات الكبرى 3: 18ـ 19، تذكرة الخواص: 17.]


اسماؤه وألقابه



كثيرة أسماؤه وألقابه عليه السلام ومختلف في بعضها بين العلماء، فقال مجاهد: 'إنَّ أُمُّه سمَّته عليَّاً عند ولادته.


وقال عطاء: إنَّما سمَّته أُمُّه حيدرة، بدليل قوله يوم خيبر: 'أنا الذي سمَّتني أمِّي حيدرة'، فلمَّا علا على كتفي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكسَّر الأصنام سُمِّي عليَّاً من العلو والرفعة والشرف'


[تذكرة الخواص: 3ـ 4.]


وليس هذا بالمعتمد، فقد عُرف باسم 'عليٍّ' منذ الصغر.


وعن ابن عبَّاس: 'كانت أُمُّه إذا دخلت على هُبل لتسجد له وهي حامل به على بطنها فيتقوَّس فيمنعها من السجود فسُمِّي عليَّاً'.


[تذكرة الخواص: 3ـ 4.] ولايصحُّ؛ لأنَّ أُمَّه فاطمة بنت أسد كانت تتعبَّد على ملَّة إبراهيم الخليل،


/ 23