إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأُثبت صاحبي معاوية!



[الكامل في التاريخ 3: 208، سير أعلام النبلاء 2: 270ـ 271.] فدُهش أبو موسى وشتم عمرو وشتمه عمرو، وانفضَّ التحكيم عن هذه النتيجة!



والتمس المسلمون أبا موسى فهرب إلى مكَّة، ثُمَّ انصرف عمرو وأهل الشام الى معاوية فسلَّموا عليه بالخلافة.



مع هذه النتيجة عاد عليّ عليه السلام يعمل على إعادة نظم جيشه، استعداداً لمرحلة جديدة من الحروب مع أهل الغدر، ولكن فتناً جديدة نجمت بين أصحابه ستمنع من انطلاقته صوب أهدافه..



قام يوماً خطيباً بين أصحابه، فقام إليه رجل من اُولئك 'المحكمّة' فقال: لا حكم الا لله! ثُمَّ توالى عدَّة رجال يحكِّمون. فقال عليٌّ عليه السلام: 'الله أكبر، كلمة حقٍّ أُريدَ بها باطل! أما إنَّ لكم عندنا ثلاثاً ما صحبتمونا: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء مادامت أيديكم في أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تبدأوا، وإنَّما نتّبع فيكم أمر الله'..



[الكامل في التاريخ 3: 212ـ 213، البداية والنهاية 7: 315ـ 316.]



بهذه الأخلاق النبيلة تعامل الإمام مع المارقين، ورغم ذلك فقد مضوا على غيّهم، فاعتزلوا بقيادة عبدالرحمن بن وهب الراسبي، ثمَّ خرجوا من الكوفة.



فبايع المسلمون الإمام عليَّاً عليه السلام وقالوا: 'نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت' فشرط فيهم سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجاء دور صاحب راية



خثعم، ربيعة بن أبي شداد فقال له: 'بايع على كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم'، فأبى بأن يبايع الا على سُنَّة أبي بكر وعمر! فقال له عليٌّ عليه السلام حين ألحَّ عليه: تبايع؟ قال: لا، الا على ما ذكرتُ لك.



فقال له الإمام: 'أما والله، لكأنِّي بك قد نفرت في هذه الفتنة، وكأنِّي بحوافر خيلي قد شدخت وجهك'! قال قبيصة: فرأيته يوم النهروان قتيلاً قد وطأت الخيل وجهه وشدخت رأسه ومثَّلت به، فذكرت قول عليٍّ، وقلت: لله درُّ أبي الحسن، ما حرَّك شفتيه قط بشيءٍ الا كان كذلك!



[الإمامة والسياسة 1: 125ـ 126، الكامل في التاريخ 3: 216 باختلافٍ يسير.]



وكان همُّ الإمام عليه السلام في العود إلى محاربة معاوية، فعبَّأ جنده، لكنَّه وبعد ذلك كلِّه لم يترك 'المحكِّمة' فكتب إليهم كتاباً جاء فيه: 'بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله عليٍّ أمير المؤمنين إلى عبدالله بن وهب الراسبي ويزيد بن الحصين ومن قبلهما: سلام عليكم، وبعد، فإنَّ الرجلين اللذين ارتضيتماهما للحكومة خالفا كتاب الله واتَّبعا هواهما بغير هدىً من الله، فلمَّا لم يعملا بالسُنَّة ولم يحكما بالقرآن تبرَّأنا من حكمهما، ونحن على أمرنا الأوَّل، فأقبلوا إليَّ رحمكم الله، فإنَّا سائرون إلى عدوِّنا وعدوِّكم لنعود لمحاربتهم، حتى يحكم الله بيننا وبينهم، وهو خير الحاكمين'



[الإمامة والسياسة 1: 123.]



وردُّوا على هذا الخطاب الحكيم المتَّزن بخطابٍ ينمُّ عن شدَّة تعسُّفهم وردِّهم المارق، فكتبوا إليه: '. فإن شهدت على نفسك أنَّك كفرت في ما كان من تحكيمك الحكمين، واستأنفت التوبة والإيمان، نظرنا في مسألتنا من



الرجوع إليك، وإن تكن الأُخرى فإنَّنا ننابذك على سواء، إنَّ الله لا يهدي كيد الخائنين'



[الكامل في التاريخ 3: 216، الأخبار الطوال: 206.]



فلمّا يئس منهم تحرَّك بجيشه صوب الشام، حتى بلغ منطقةً في أعالي الفرات تُدعى 'عانات' فأتته أخبار فضيعة عن الخوارج، إذ أصبحوا يعترضون الناس فيقتلونهم دون أدنى ذنبٍ، الا لأنَّهم لم يتبرَّأوا من عليٍّ ولم يكفِّروه لما حدث! حتى أنَّهم أقبلوا أخيراً إلى قتل عبدالله بن خباب بن الأرت الصحابي الشهير، وقتلوا معه امرأته وبقروا بطنها وهي حامل، وقتلوا عدَّة نساءٍ، وبثُّوا الرعب في الناس.



فبعث إليهم أمير المؤمنين الحارث بن مرَّة العبدي ليأتيه بخبرهم، فأخذوه فقتلوه.



[أنظر: الكامل في التاريخ 3: 219، البداية والنهاية 7: 318ـ 319.] فتمخَّضت تلك الأحداث عن معركة النهروان الشهيرة..



حرب النهروان




المعروفة بوقعة الخوارج، وحصلت الوقعة سنة 37هـ.



لمَّا بلغ عليَّاً عليه السلام قتل 'المحكِّمة' لعبدالله بن خباب بن الأرت واعتراضهم الناس، وقتلهم مبعوث الإمام إليهم، قال المسلمون الذين معه: يا أمير المؤمنين علامَ ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا؟ سر بنا إلى القوم، فإذا فرغنا منهم سرنا الى عدوِّنا من أهل الشام.



فرجع عليه السلام بجنده الذين ذعروا على أهليهم من خطر الخوارج، والتقت



الفئتان في النهروان، فلم يبدأهم الإمام عليه السلام بحرب، حتى دعاهم إلى الحجَّة والبرهان، فبعث إليهم ابن عبَّاس أمامه، فناظرهم بالحجَّة والمنطق السليم، لكنَّهم أصرُّوا على العمى والطغيان! ثُمَّ تقدَّم الإمام عليه السلام، وذكَّرهم نهيه عن قبول التحكيم وإصرارهم عليه، حتى لم يبقَ لديهم حجَّة، وحتى رجع أكثرهم وتاب، وممَّن رجع يومذاك إلى رشده: عبدالله بن الكوَّا أمير الصلاة فيهم.



[أنظر: الكامل في التاريخ 3: 343، تاريخ اليعقوبي 2: 191ـ 193، البداية والنهاية 7: 319ـ 320.] وأبى بعضهم الا القتال!!



وتعبأ الفريقان، ثمَّ جاءت الأنباء أنَّ الخوارج قد عبروا الجسر، فقال عليه السلام: 'والله ما عبروا، ولا يقطعونه، وإنَّ مصارعهم لدون الجسر'، ثُمَّ ترادفت الأخبار بعبورهم وهو عليه السلام يحلف أنَّهم لن يعبروه وأنَّه 'والله لا يفلتُ منهم عشرة، ولا يهلك منكم عشرة'! فكان كلُّ ذلك كما أخبر به الإمام عليٌّ عليه السلام، فأدركوهم دون النهر، فكبَّروا، فقال الإمام عليه السلام: 'والله ما كذبتُ ولا كُذبت'



[نهج البلاغة، الخطبة: 59، الكامل في التاريخ 3: 223.]



وكان عليٌّ عليه السلام قد قال لأصحابه: كُفُّوا عنهم حتى يبدأوكم، فتنادوا: الرواح إلى الجنَّة! وحملوا على الناس.



[الكامل في التاريخ 3: 223.] واستعرت الحرب، واستبسل أصحاب الإمام عليه السلام استبسالاً ليس له نظير، فلم ينجُ من الخوارج الا ثمانية فرُّوا هنا وهناك، ولم يُقتل من أصحاب الإمام عليه السلام غير تسعة، وقيل: سبعة



[الكامل في التاريخ 3: 223ـ 226، البداية والنهاية 7: 320.]



وانجلت الحرب بانجلاء الخوارج وهلاكهم، وقد روى جماعة أنَّ عليَّاً عليه السلام كان يحدِّث أصحابه قبل ظهور الخوارج، أنَّ قوماً يخرجون ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة، علامتهم رجل مُخدَج اليد، سمعوا ذلك منه مراراً



[أنظر أخبار المخدج في: إعلام الورى 1: 338ـ 339، الكامل في التاريخ 3: 222ـ 223.]



فقال الإمام عليه السلام: 'اطلبوا ذي الثُديَّة'، فقال بعضهم: ما نجده، وقال آخرون: ما هو فيهم، وهو يقول: 'والله إنَّه لفيهم! والله ما كذبتُ ولا كُذبتُ' وانطلق معهم يفتِّشون عنه بين القتلى حتى عثروا عليه، ورأوه كما وصفه لهم، قال: 'الله أكبر، ما كذبتُ ولا كُذبت، لولا أن تنكلوا عن العمل لأخبرتكم بما قصَّ الله على لسان نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم لمن قاتلهم، مستبصراً في قتالهم، عارفاً للحقِّ الذي نحن عليه'



[أنظر قصَّة مقتل ذي الثُديَّة في: الكامل في التاريخ 3: 222ـ 223، البداية والنهاية 7: 320، سير أعلام النبلاء "سيرة الخلفاء الراشدين": 282، وأخرج مسلم 3: 116.]



وقال عليه السلام حين مرَّ بهم وهم صرعى: 'بؤساً لكم! لقد ضرَّكم من غرَّكم'!



قالوا: يا أمير المؤمنين مَنْ غرَّهم؟



قال: 'الشيطان وأنفسٌ أمَّارة بالسوء، غرَّتهم بالأماني، وزيَّنت لهم المعاصي، ونبَّأتهم أنَّهم ظاهرون'



[الكامل في التاريخ 3: 223.]



فقالوا: الحمد لله ـ يا أمير المؤمنين ـ الذي قطع دابرهم، فقال عليه السلام: 'كلا والله، إنَّهم نطف في أصلاب الرجال، وقرارات النساء'



[نهج البلاغة،الخطبة: 60.]!



قصة استشهاده




قال أنس بن مالك: مرض عليٌّ فدخلت عليه، وعنده أبو بكر وعمر، فجلست عنده، فأتاه النبيٌّ صلى الله عليه وآله وسلم فنظر في وجهه، فقال له أبو بكر وعمر: يانبيَّ الله ما نراه الا ميِّتاً. فقال: 'لن يموت هذا الآن، ولن يموت حتى يُملأ غيضاً، ولن يموت الا مقتولاً'



[المستدرك 3: 139، إعلام الورى 1: 310، الكامل في التاريخ 3: 254 باختلافٍ يسير.]



وممَّا رواه أبو زيدٍ الأحول عن الأجلح، عن أشياخ كندة، قال: سمعتهم أكثر من عشرين مرَّةً يقولون: سمعنا عليَّاً عليه السلام على المنبر يقول: 'مايمنع أشقاها أن يخضّبها من فوقها بدمٍ'؟ ويضع يده على لحيته عليه السلام



[الإرشاد 1: 13، وانظر الكامل في التاريخ 3: 254.]



واشتهرت الرواية عن عُثمان بن المغيرة، قال: كان عليٌّ عليه السلام لمَّا دخل رمضان يتعشَّى ليلةً عند الحسن، وليلةً عن الحسين، وليلةً عند عبدالله بن جعفر، زوج زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام، وكان لا يزيد على ثلاث لُقم، فقيل له في ليلةٍ من تلك الليالي في ذلك، فقال: 'يأتيني أمر الله وأنا خميصٌ، إنَّما هي ليلةٌ أو ليلتان'. فلم تمضِ ليلة حتى قُتل



[الكامل في التاريخ 3: 254، الإرشاد 1: 14ـ 17، إعلام الورى 1: 309، أُسد الغابة 4: 35.]



سبب قتله



[أنظر قصَّة قتله عليه السلام في سير أعلام النبلاء 2: 284 وما بعدها، الكامل في التاريخ 3: 254ـ 258، إعلام الورى 1: 389 وما بعدها، إرشاد المفيد 1: 9، وغيرها من كتب التاريخ والتراجم.


]



وكان سبب قتله أنَّ نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكَّة، فتذاكروا أمرالناس وعابوا عمل ولاتهم، ثُمَّ ذكروا أهل النهر فترحَّموا عليهم، وقالوا: مانصنع



بالبقاء بعدهم؟ فلو شرينا أنفسنا وقتلنا أئمة الضلالة وأرحنا منهم البلاد!



وقال عبدالرحمن بن ملجم المرادي ـ لعنه الله ـ: أنا أكفيكم عليَّاً، وكان من أهل مصر. وقال البرك بن عبدالله التميمي الصُريمي: أنا أكفيكم معاوية. أمَّا عمرو بن بكر التميمي، فقال: أنا أكفيكم عمرو بن العاص. وتعاهدوا على ذلك وأخذوا سيوفهم فسمُّوها، واتَّعدوا لسبع عشرة من رمضان، وقصد كلٌّ منهم الجهة التي يريد.



فأتى ابن مُلجم الكوفة كاتماً أمره، فبينما هو هناك إذ زار أحداً من أصحابه من تيم الرباب، فصادف عندهُ قطام بنت الأخضر التيميَّة.. وكان أمير المؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها بالنهروان،فلمَّا رآها أخذت قلبه فخطبها، فأجابته إلى ذلك على أن يُصدِقها: ثلاثة آلاف وعبداً وقينةً، وقتل عليٍّ!!



فقال لها: والله، ما جاء بي الا قتل عليٍّ، فلكِ ما سألتِ!



قالت: سأطلب لك من يشدُّ ظهرك ويساعدك، وبعثت إلى رجلٍ من قومها اسمه: وردان وكلَّمته فأجابها..



وروي أنَّ الإمام عليه السلام سهر في تلك الليلة التي قُتل فيها، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء، وهو يقول: 'والله ما كذبتُ ولا كُذبت، وإنَّها الليلة التي وُعدتُ بها' ثُمَّ يعاود مضجعه، فلمَّا طلع الفجر شدَّ إزاره وخرج وهو يقول:




  • 'أُشدد حيازيمك للموت
    ولا تجـزع من الموت
    إذا حـلَّ بواديك'



  • فإنَّ المــوت آتيــك
    إذا حـلَّ بواديك'
    إذا حـلَّ بواديك'




[إعلام الورى 1: 311.]



وأخذ ابن ملجم سيفه ومعه شبيب بن بَجَرة ووردان، وجلسوا مقابل السدَّة التي يخرج منها عليٌّ عليه السلام للصلاة.. فضربه ابن ملجم أشقى الآخرين لعنه الله، ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة، في المسجد الأعظم بالكوفة، ضربه بالسيف المسموم على أُمِّ رأسه.



فمكث عليه السلام يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها، وليلة الحادي والعشرين الى نحو الثلث من الليل ثُمَّ قضى نحبه شهيداً محتسباً صابراً وقد مُلئ قلبه غيضاً..



بتلك الضربة الشرسة التي ارتجَّ لها المسجد الأعظم، دوى صوت الإمام المظلوم بنداء: 'فزت وربِّ الكعبة' لم يتلكَّأ ولم يتلعثم في تلك اللحظات التي امتُحن قلبه، وهو القائل 'والله لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً' هذا الإمام العظيم الذي طوى صفحات ماضيه القاسية بدمائه الزكية الطاهرة، أدرك في لحظاته الأخيرة أنَّه أنهى خطَّ الجهاد والمحنة، وكان أسعد المخلوقين في هذه اللحظات الأخيرة، حيث سيغادر الكفر والنفاق والغشَّ والتعسُّف.. سيترك الدنيا لمن يطلبها؛ ليلحق بأخيه وابن عمِّه ورفيق دربه في الجهاد في سبيل الله صابراً مظلوماً، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..



اللَّهمَ احشرنا معهم واجعلنا من أتباعهم والمتوسِّمين خطاهم.. آمين.



وقيل: كان عمره يوم استشهد ثلاثاً وستِّين سنةً، وتولَّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين بأمره، وحملاه إلى الغريَّين من نجف الكوفة، ودفناه هناك ليلاً، وعمَّيا موضع قبره بوصيته إليهما في ذلك، لما كان يعلم



من دولة بني أُميَّة من بعده، وإنَّهم لا ينتهون عمَّا يقدرون عليه من قبيح الأفعال ولئيم الخلال، فلم يزل قبره مخفيَّاً حتى دلَّ عليه الصادق عليه السلام في الدولة العبَّاسية، وزاره عند وروده إلى أبي جعفر وهو بالحيرة



[إعلام الورى 1: 312، إرشاد المفيد 1: 10، وانظر الكامل في التاريخ 3: 258.]



إلى هنا انتهى الكتاب، راجين أن نكون قد وفينا ببعض سيرة أمير المؤمنين وسيد الموحدين وأخي رسول رب العالمين، وصاحبه في المواطن كلها، وحامل رايته في سوح الوغى، وصاحب لوائه يوم الدين، وصهره على بضعته البتول سيدة نساء العالمين، وأبي ريحانتيه سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين، وخليفته بالحق ومولى المؤمنين من بعده علي بن أبي طالب عليه السلام.. والوفاء ببعض ذلك ليس بالأمر اليسير.. إنه علي عليه السلام تجفّ الأقلام دون ذكر خصاله ولا تصل إلى منتهاها.. بل الاحاطة بواحدة من مفردات سيرته عليه السلام أو خصائصه تتطلب بحثاً بحجم ما كتبناه عن كل سيرته وتاريخه، ذلك أنها تفتح أمام الباحث آفاقاً رحبة في مجالات العلم والعمل والفكر والتربية والسلوك، بما يتصل بواقع الحياة في جميع مفاصلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.



وعزاؤنا أنّا ذكرناه في هذا الجهد اليسير، راجين أن يكون ذلك لنا ذخراً في اليوم العسير.



وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين



/ 23