إمام علی (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (ع) سیرة و تاریخ - نسخه متنی

عبدالزهرا عثمان محمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وعلى أيِّ حالٍ فقد تجاهل ابن أبي قحافة ذلك الحقَّ الذي كان حبلاً في رقابنا، وتجاهل حقَّ الأُمَّة المسلمة، وأصرّ على استخلاف عمر، فقيل له وهو على فراش الموت: ما كنت قائلاً لربِّك إذا ولَّيته مع غلظته؟!


وكان من قول طلحة بن عبيدالله: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، وكيف به إذا خلا بهم؟ وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك!


[الكامل في التاريخ 2: 272ـ 273.]


وقد أغضبه كثرة تذمر الصحابة من استخلافه عمر، فقال: إنّي ولّيت أمركم خيركم في نفسي، فكلّكم ورِمَ أنفه من ذلك، يريد أن يكون الأمر له دونه، ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولمّا تُقبِل، وهي مقبلة، حتى تتّخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج، وتألموا الاضطجاع على الصوف الأذريّ كما يألم أحدكم أن ينام على حَسَك السَعدان... وأنتم أوّل ضالّ بالناس غداً، فتصدونهم عن الطريق يميناً وشمالاً...


[تاريخ الطبري 3: 430.]


وقبل هذا وذاك استدعى عُثمان ليكتب له كتاب الوصية حتى لا يضلُّوا بعده!


روى ابن الأثير: أنَّ أبا بكر أمر عُثمان بن عفَّان ليكتب عهد عمر، فقال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عَهِد به أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمَّا بعد.. ثُمَّ أُغمي عليه، فكتب عُثمان: فإنِّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطَّاب، ولم آلكم خيراً.


ثمَّ أفاق أبو بكر، فقال: أقرأ عليَّ. فقرأ عليه: فكبَّر أبو بكر، وقال:


أراك خفت أن يختلف المسلمون إن متُّ في غشيتي؟! قال: نعم. قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله.


فلمَّا كتب العهد أمر أن يُقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولىً له، ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، فإنَّه لم يألكم نُصحاً! فسكت الناس


[الكامل في التاريخ 2: 273، وما بعدها.]


بالأمس القريب ادَّعى أبو بكر أنَّ الخلافة حقٌّ من حقوق المسلمين، يولُّون من يجمع أمرهم عليه، لكنَّه اليوم أوصى لعمر بن الخطَّاب، دون أن يجمع المسلمين على كلمة واحدة!


ولنرى بعد ذلك قول الأستاذ عبدالفتاح عبد المقصود في كتابه 'عليُّ بن أبي طالب' وهو يتحدَّث عن موقفه من أبي بكر، بعد أن أوصى لعمر بن الخطَّاب من بعده، قائلاً: 'وكان حريَّاً بأن يفصم الغضب قلب عليٍّ عليه السلام لأنَّه إصرار على الحيف بعد الحيف، ولكنَّه كظم وصبر، ولم يضرَّه أن يأخذ مقعده في ذيل الناس، مادام أصحاب الرسول قد بيَّتوا على نزع سلطان محمد من آله والخروج به ثانية من عقر بيته، ولم يكن هذا بمستغرب من قريش، ولكنَّه كان عجباً غاية العجب من الشيخ، بعد أن استوت بينه وبين عليٍّ الأمور، ولم تعد خافية على أبي بكر مكانة الشابِّ وأثره في حياة الجماعة الإسلامية، من تضحيات وبذل عند ولادة الدين ومن حكمة وفضل، ودولة الإسلام تشقُّ طريقها إلى الأمام...'


[عن سيرة الأئمة الأثني عشر 1: 323.]


وتوفِّي أبو بكر في21ـ 22 جمادى الآخرة سنة13هـ أواخر آب 634م.


في عهد عمر بن الخطَّاب



'فواعجباً، بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشدَّ ما تشطَّرا ضرعيها، فصيَّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسُّها، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها'


[نهج البلاغة: الخطبة 3.]!!


نعم عجباً، فبالأمس كان 'الشيخ' يرجع إلى علي عليه السلام في شتَّى الأمور ليلتمس منه الصواب، حتى كان يقول له: 'لازلت موفَّقاً يا ابن أبي طالب' وكان يستقيل الخلافة في حياته إذ كان يقول: 'أقيلوني أقيلوني فلست بخيركم' فكيف ـ والحال هذه ـ يعقدها لعمر بعد وفاته...!


وبلا شكٍّ فأنَّ هناك سابق اتِّفاق بينهما ـ بين الخليفة والوزير! ـ فقد كرهوا أن تجتمع النبوَّة والخلافة في بيت واحد! هذا القول قد نطق به أحدهم بأعلى صوت وأصرح بيان!


وأخيراً ـ وكما هو منتظر ـ عهد أبو بكر بالخلافة من بعده إلى عمر بن الخطَّاب وكان عُثمان بن عفَّان من أشد أنصار هذا الاتِّجاه؛ لأنَّه شريك الدرب القيادي كما سيتَّضح قريباً!!


وبهذا الحال تمَّت الخلافة لعمر بن الخطَّاب، وتحقَّقت ضالَّة قريش المنشودة في إبعاد أهل بيت النبوَّة الذين ظهر منهم شعاع الإسلام.. ويا ليتهم لم ينبسوا بكلمة واحدة تدين غصبهم لحقِّ أهل بيت النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، لكنَّهم وللأسف الشديد اعترفوا بكلِّ نواياهم المبيّتة..


مضى عمر بن الخطَّاب في سياسته على نفس الخطِّ الذي مشى به


أبوبكر، حذراً كما أوصاه صاحبه: 'إحذر هؤلاء النفر من أصحاب رسول الله الذين انتفخت أوداجهم وطمحت أبصارهم' وكأنِّي أراه لا يقصد الا عليَّ بن أبي طالب!


وشدَّد عمر على هؤلاء النفر، حسب ما أوصى إليه ابن أبي قحافة، فأوَّل ما بادر الى فعله: حبس هؤلاء الثَّلة المؤمنة في المدينة ولا يسمح لهم أيضاً أن يقاتلوا الكفَّار مع المسلمين كي لا تنتفخ أوداجهم! ويقول لمن يلتمس منه الجهاد: لقد كان لك في غزوك مع رسول الله ما يكفيك، نعم ما يكفيه من الثواب والشرف!! عجباً وألف عجب!!


نرجع القول مرَّة أُخرى: قد اعترفوا بحقِّ عليٍّ عليه السلام في الخلافة، فهذا عمر بن الخطَّاب، في حوار مع ابن عبَّاس دار بينهما، يعترف بظلامة ابن أبي طالب.. وفي الحقيقة نلتمس من جواب ابن الخطَّاب على أسئلة ابن عبَّاس تبريرات عديدة في إقصاء عليٍّ عليه السلام عن حقِّه في خلافة الرسول.


يقول عمر أمام ابن عبَّاس: 'لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمره ذروٌ من قول، لا يُثبت حجَّةً ولا يقطع عذراً، ولقد كان يربعُ في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرِّح باسمه، فمنعتُ من ذلك..' وكذا أيضاً في حديث ابن عبادة


[انظر شرح نهج البلاغة 6: 44.]


وفي عدَّة مواضع مع ابن عبَّاس:


قال ابن عبَّاس: إنِّي لأُماشي عمر في المدينة، إذ قال لي: يا ابن عبَّاس، ما أرى صاحبك الا مظلوماً.


فقلت في نفسي: والله لا يسبقني بها. فقلت له: يا أمير المؤمنين، فاردد إليه ظلامته! فانتزع يده من يدي، ومضى يهمهم ساعةً، ثُمَّ وقف فلحقته، فقال: يا ابن عبَّاس، ما أظنُّهم منعهم عنه الا أن استصغره قومه!


فقلت في نفسي: هذه شرٌّ من الأولى، فقلت: والله، ما استصغره الله ورسوله حين أمراه أن يأخذ براءة من صاحبك


[شرح نهج البلاغة 6: 45 و 12: 46، مسند أحمد 1: 3 و 331 و3: 212 و 283، سنن الترمذي 5: 636 و3719، تاريخ اليعقوبي 2: 76، الإصابة 4: 270.]


وفي مرَّةٍ أُخرى يقول لابن عبَّاس: أتدري ما منع الناس منكم؟


قال ابن عبَّاس: لا.


قال عمر: لكنِّي أدري.


قال ابن عبَّاس: وما هو، يا أمير المؤمنين؟


قال: كرهت قريش أن تجتمع فيكم النبوَّة والخلافة فتجخفوا جخفاً


[جخف: تكبّر.]، فنظرت قريش لنفسها فاختارت فأصابت!


قال ابن عبَّاس: أيُميط عنِّي أمير المؤمنين غضبه، فيسمع؟


قال: قل ما تشاء.


قال: أمَّا قولك: إنَّ قريشاً كرهت، فإنَّ الله تعالى قال لقوم: "ذلِكَ بِأنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أنزَلَ اللهُ فَأحْبَطَ أعْمَالَهُم" وأمَّا قولك: إنَّا كنَّا نجخف، فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة، ولكنَّا قوم أخلاقنا مشتقَّة من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه الله تعالى: "وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم" وقال له: "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين".


وأمَّا قولك: فإنَّ قريشاً اختارت، فإنَّ الله تعالى يقول: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة" وقد علمت يا أمير المؤمنين أنَّ الله اختار من خلقِه لذلك مَنْ اختار، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفِّقت وأصابت.


ثُمَّ قال: وأمير المؤمنين يعلم صاحب الحقِّ من هو، ألم تحتجَّ العرب على العجم بحقِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واحتجَّت قريش على سائر العرب بحقِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فنحن أحقُّ برسول الله من سائر قريش


[انظر: الكامل في التاريخ 2: 458، تاريخ الطبري 5: 31، شرح ابن أبي الحديد 12: 53ـ 54، والآيات حسب التسلسل، سورة محمَّد: 9، سورة القلم: 4، سورة الشعراء: 215، سورة القصص: 68.]


وأمثال ذلك من الأعذار التي كان يلتمس منها ابن الخطَّاب سبباً يبرِّر موقفهم من الإمام عليٍّ عليه السلام، وهي كثيرة يطول بذكرها المقام، وقد عدَّها سبباً في إقصاء الإمام عليٍّ من الخلافة


[انظر شرح ابن أبي الحديد 12: 78ـ 79 و 6: 45 و 12: 46.]


وبعد مدَّةٍ وجيزة واصل عمر حروب الفتوح، فبعث المثنى بن حارثة الشيباني في مواصلة تلك الحروب في نواحي العراق، فهزمهم الفرس ففرُّوا إلى الأطراف، فوقف عمر من أمره حائراً، وأخذ يستشير الصحابة في أن يخرج هو بنفسه في مواصلة الحرب..


ولمَّا استشار عليَّاً عليه السلام نهاه عن الخروج قائلاً: 'نحن على موعدٍ من الله، والله منجزُ وعده، وناصر جنده، ومكان القيِّم بالأمر مكانُ النظَام من الخرز، يجمعه ويضمُّه، فإذا انقطع النظام تفرَّق الخرز وذهب، ثُمَّ لم يجتمع بحذافيره أبداً، والعرب اليوم، وإن كانوا قليلاً، فهم كثيرون بالإسلام،


عزيزون بالإجتماع، فكن قُطباً، واستدر الرحا بالعرب.


إنَّك إن شخصت من هذه الأرض انتفضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمُّ إليك ممَّا بين يديك. إنَّ الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا اقتطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشدُّ لَكَلِبهم عليك، وطمعهم فيك'


[نهج البلاغة، الخطبة: 146.]


وبحقٍّ إنَّ كلَّ كلمة من كلمات هذه الخطبة تعكس لنا عظمة علم الإمام عليه السلام.. وتنمُّ عن شخصيته المجلَّلة بالكمال والحكمة والصدق، وبحقٍّ إنَّه كما قيل: 'هو القرآن الناطق، وما بين الدفَّتين القرآن الصامت' فهو عليه السلام لم يأخذ الا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو معلِّمه الأوَّل والأخير الذي يستقي كماله من الله عزَّ وجلَّ..


فاستبشر عمر بهذه النصيحة العظيمة وعمل بها، وكان باباً للفتوح وقنطرة لانتصارات عدَّة..


أمَّا أمير المؤمنين عليه السلام فقد قنع من الدنيا أن لا يتكلَّم الا بلسان البررة الأطهار، ليقدِّم للمسلمين، ويحافظ على الشريعة المطهرة، ويمنع من مخالفتها قولاً أو فعلاً، في أكثر الموارد التي أوضح فيها المشكلات على عمر وحال دون تطبيق أحكام منها على خلاف الكتاب والسنة، بحيث لو سكت لكانت أحكاماً تتّبع، حتى قال فيه عمر: 'لولا عليٌّ لهلك عمر'، 'أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن'.


كذا رضي لنفسه أن يكون كغيره من الناس، متجاهلاً حقَّه، من أجل


حفظ بيضة الإسلام، وقد ساهم الإمام عليه السلام بكلِّ ما بوسعه، وادَّى ما عليه من البلاغ، من تعليم وتفقيه، بل وقضاء أيضاً..


ومن الأمور التي أشار الإمام على ابن الخطَّاب هو أن يدوِّن التاريخ الإسلامي، وأن يجعل أول عام في تاريخ المسلمين هو عام الهجرة، حيث لم يكن للناس تاريخ خاص يؤرِّخون فيه، فبعضهم كان يؤرِّخ بعام الفيل، وآخرون يعتمدون في تاريخهم تأريخ الدول المجاورة لهم.. ممّا سبَّب الكثير من المشاكل والخلافات، لذلك عزم ابن الخطَّاب على أن يضع للمسلمين تاريخاً يعتمدونه في أمورهم.


ولمَّا رأى اختلاف الصحابة توجَّه إلى الإمام عليه السلام ـ كعادته ـ بعد أن خاف أن يتفرَّق أصحابه؛ لأنَّهم وقعوا في اختلاف شديد.. لمَّا أقبل على عليِّ بن أبي طالب عليه السلام اتَّجه إليه يسأله، فقال عليه السلام: 'نؤرِّخ بهجرة الرسول من مكَّة إلى المدينة' فأعجب ذلك الخليفة وكلُّ الصحابة، وهتف عمر يقول: 'لازلت موفَّقاً يا أبا الحسن'، فأرَّخ بأهمَّ حدثٍ تاريخي عظيم، هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبداية عهد جديد في انتصارات عديدة، كما مرَّ سابقاً..


وفي هذه الفترة ظهر من الإمام عليٍّ أمور كثيرة وتعلّم الناس منه الفقه والحديث والتفسير، وكان مرجع المسلمين والمحافظ على الاحكام وسبباً للنجاة من القتل والخلاص من الموت، فمثلاً:


روي أنَّه أُتي عمر بن الخطَّاب بحاملٍ قد زنت، فأمر برجمها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: 'هَبْ لك سبيلٌ عليها، أيُّ سبيل لك على ما في بطنها!؟ والله تعالى يقول: "وَلأ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"'، فقال عمر: لا عشتُ


لمعضلةٍ لا يكون لها أبو حسن، ثُمَّ قال: فما أصنع بها؟ قال: 'احتط عليها حتى تلد، فإذا ولدت ووجدت لولدها من يكفله فأقم الحدَّ عليها' فسُرِّي بذلك عن عمر، وعوَّل في الحكم به على أمير المؤمنين عليه السلام


[إرشاد المفيد 1: 204 وما بعدها.]


وتوفِّي عمر في ليلة الأربعاء، لثلاثٍ بقين من ذي الحجَّة سنة ثلاث وعشرين، طعنه أبو لؤلؤة، مولى المغيرة بن شعبة، بخنجرٍ مسموم، فمات على أثرها"


[أنظر قصَّة مقتله في الكامل في التاريخ 2: 446، سير أعلام النبلاء 2: 88، وغيرها من كتب التراجم والتاريخ.]


قصة الشورى


[عن: سير أعلام النبلاء 2: 92 وما بعدها، الإصابة 2: 508 ترجمة الإمام عليِّ بن أبي طالب، الكامل في التاريخ 2: 459، طبقات ابن سعد 3: 260...


]


لمَّا طُعنَ عمر بن الخطاب، أُخذ ودماؤه تسيل منه، قيل له وهو واهن القوى: لو استخلفت على الناس، يا أمير المؤمنين! فقال: إن أستخلف، فقد استخلف مَنْ هو خيرٌ منِّي، وإن أترك فقد ترك مَنْ هو خيرٌ منِّي ـ يشير إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر ـ وأراد من ذلك أن يكون الأمر للمسلمين شورى، فظهر مبدأ الشورى لأوَّل مرَّة على لسانه في خطبته الشهيرة التي قال فيها: 'فمن بايع رجلاً من غير مشورةٍ من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه، تغرَّة أن يُقتلا'


[صحيح البخاري 6442:6، مسند أحمد 1: 56.]


ثُمَّ لم يلبث مليَّاً حتى نقض قوله، بقوله: 'لو كان أبو عبيدة حيَّاً لولَّيته!


لو كان معاذ بن جبل حيَّاً لولَّيته! لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيَّاً لولَّيته'!


[الكامل في التاريخ 2: 459، طبقات ابن سعد 3: 343.] ذلك لأن تمسكه بالشورى كان له سبب مثير!!


ففي موسم الحج من تلك السنة جاء عبدالرحمن بن عوف إلى ابن عباس، فقال له: لو سمعت ما قاله أمير المؤمنين ـ يعني عمر بن الخطاب ـ إذ بلغه أن فلاناً 'قال: لو قد مات عمر لبايعت فلاناً' فما كانت بيعة أبي بكر إلاّ فلتة.. فهمّ عمر أن يخطب الناس رداً على هذا القول فنهيته لاجتماع الناس كلهم في الحج وقلت له: إذا عدت المدينة فقل هناك ما تريد، فإنه أبعد عن إثارة الشغب.


فلما رجعوا من الحج إلى المدينة قام عمر في خطبته المذكورة.


قال ابن حجر العسقلاني: وجدته في الأنساب للبلاذري بإسناد قوي من رواية هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري، بالإسناد المذكور في الأصل، ولفظه قال عمر: بلغني أن الزبير قال: لو قد مات عمر لبايعنا علياً.. الحديث


[مقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري، 337، القسطلاني، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 10: 19.]


اختار عمر ستة من الصحابة، زعم: 'أنَّ رسول الله كان راضياً عن هؤلاء الستَّة' وهم: عُثمان بن عفَّان وعليُّ بن أبي طالب، وطلحة وسعد بن أبي وقَّاص والزبير وعبدالرحمن بن عوف قال: 'وقد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم'.


/ 23